في دراسة مهمة لجامعة هارفارد الأمريكية الذكاء العاطفي (EQ) أهم من الذكاء العقلي (IQ) في تحقيق النجاح في العمل والحياة والزواج والسعادة الأسرية
المصادر :
1- ترجمة وتلخيص للأفكار الرئيسية الواردة في كتاب البروفيسور. دانيال غولمان ( Emotional Intelligence )الصادر في عام 1995م -إلا أنها جزء محدود جدآ مماورد بالكتاب ??.
2- كتاب البروفيسور. هوارد قاردنر(Howard Gardner ) "أطر العقل"-1983.
3-نشرة أبحاث كلية إدارة الأعمال بجامعة هارفارد الأمريكية في بحث علمي عن ال( EQ) في الإدارة.
إن العلاقة ما بين العقل (الفكر)والعاطفة ملتبس عند الكثير من الناس إلى حد كبير.
يعتقد الكثير من الناس أن التفكير الجيد لايستقيم إلاّ بغياب العاطفة. من المؤكد أن العواطف القوية تلعب دورا كبيرا في التفكير بصورة سليمة وتجعله من الصعوبة بمكان. وهذا ما حدا بالعقلانيين أن يجعلواغياب العاطفة عن التفكير عقيدة لهم. ومع هذا وذاك تظهر لنا التجارب الإكلينيكية أن التفكير الخالي من العاطفة لا يؤدي بالضرورة إلى اتخاذ قرارات مرضية إن لم يكن مستحيلا. إن المشكلة لا تكمن في العاطفة في حد ذاتها بقدر ما تتعلق بتناسب العاطفةوملاءمتها للموقف وكيفية التعبير عنها. فليس المطلوب هنا تنحية العاطفة جانبا بقدر محاولة إيجاد أو خلق التوازن بين التفكير العقلاني والعاطفة ???
منذ إصدار دانيال قولمان( Daniel Goleman )كتابه الأول (1995)، أصبح مصطلح "الذكاء العاطفي" من أهم المواضيع انتشارا وتداولا بين دوائرالشركات العالمية الكبرى وكذلك نال نفس الاهتمام على مستوى المؤسسات التعليمية إن كان في الجامعات أو في المدارس. وانتقلت العدوى إلى معظم دول العالم فسرعان ماعقدت الندوات وورش العمل وبرامج التدريب والترجمات وما إلى ذلك من نشاطات ترافق كل صرعة جديدة دون دراسة أو تمحيص. ومن هذا المنطلق وقد عاد الكلام عن الذكاء العاطفي مرة أخرى أود هنا أن أتطرق باختصار إلى السياق التاريخي لتطور فكرة الذكاء العاطفي وما هو الذكاء العاطفي ضمن هذا السياق وما هي عناصره أو مكوناته وأهميته بالنسبةلمكان العمل والدرس.
للذكاء العاطفي جذوره الممتدة في مفهوم "الذكاءالاجتماعي" الذي أول من عرفّه روبرت ثورندايك( Robert Thorndike (1920). ومنذ ذلك التاريخ وعلماء النفس يحاولون إزاحة الستار عن أنواع الذكاء التي صنفوها تحت ثلاث مجموعات:
-1 الذكاء المجرد (القدرة على فهم الرموز اللفظية والرياضية والقدرة على التعامل معها)
2- الذكاء الحسي (القدرة على فهم الأشياء الحسية أو المادية والقدرة على التعامل معها)
3- الذكاء الاجتماعي (القدرة على فهم الناس والانتماء لهم)
وقد عرّف ثورندايك "الذكاء الاجتماعي" بالقدرة على فهم الأفراد (نساء ورجال وأطفال) والتعامل معهم ضمن العلاقات الإنسانية.
أما دافيد ويكسلر (David Wechsler ) فقد عرّف الذكاء بالقدرة الشاملة على التصرف وعلى التفكير بعقلانية وعلى التعامل مع البيئة المحيطة بفاعلية. وتحدث كذلك عن عناصر عقلية وغير عقلية المعنية بالعوامل العاطفية والشخصية والاجتماعية. وفي سنة 1943 قال ويكسلر بضرورة القدرات العاطفية لتنبؤ قدرة أي شخص على النجاح في الحياة.وانقطع حبل التفكير والبحث حول هذه المسألة حتى ظهر هوارد قاردنرHoward Gardner ) 1983) في كتابه "أطر العقل" الذي أشار فيه إلى الذكاء المتعدد وبالتحديد أشار إلى نوعين من الذكاء يتقاطعان مع ما يسمى بالذكاء العاطفي وهما: الذكاء الاجتماعي والذكاء الشخصي. ومن ثم في سنة 1990 استخدم سالوفي ومايرSalovey and Mayer مصطلح "الذكاء العاطفي" لأول مرة.
وكانا على دراية تامة بما سبق من عناصر الذكاء غيرالمعرفي. لقد وصفا الذكاء العاطفي على أنه نوع من الذكاء الاجتماعي المرتبط بالقدرة على مراقبةالشخص لذاته ولعواطفه وانفعالاته ولعواطف وانفعالات الآخرين والتمييز بينهاواستخدام المعلومات الناتجة عن ذلك في ترشيد تفكيره وتصرفاته وقراراته.وفي أوائل التسعينيات من القرن العشرين أصبح دانيال قولمان على دراية بأعمال سالوفي وماير مما دفعه إلى وضع كتابه الشهير "الذكاء العاطفي".
كل التعريفات الواردة في كل الدراسات السابقة تجمع على معنى للذكاء العاطفي ويمكن تلخيصه في التعريف التالي: الذكاء (العاطفي هو الاستخدام الذكي للعواطف).
فالشخص يستطيع أن يجعل عواطفه تعمل من أجله أو لصالحه باستخدامها في ترشيد سلوكه وتفكيره بطرق ووسائل تزيد من فرص نجاحه إن كان في العمل أو في المدرسة أو في الحياة بصورة عامة"
عواطفنا تنبع من أربعة أبنية أساسية هي:
1. القدرة على الفهم الدقيق والتقدير الدقيق والتعبيرالدقيق عن العاطفة
2. القدرة على توليد المشاعر حسب الطلب عندما تسهل فهم الشخص لنفسه أو لشخص آخر
3. القدرة على فهم العواطف والمعرفة التي تنتج عنها
4. القدرة على تنظيم العواطف لتطوير النمو العاطفي والفكري وكل واحد من هذه الأبنية السابقة يساعد على تطوير المهارات المعينة التي تشكل معا مايسمى "الذكاء العاطفي".
إن الذكاء العاطفي ينمو ويتطور بالتعلم والمران على المهارات والقدرات التي يتشكل منها. أما المكونات والعناصر التي تشكل الذكاءالعاطفي كما لخصها دانيال قولمان هي كما يلي:
1-الوعي الذاتي Self-awareness وهو القدرة علىالتصرف والقدرة على فهم الشخص لمشاعره وعواطفه هو وكذلك الدوافع وتأثيرها على الآخرين من حوله.
2-ضبط الذات Self-control وهو القدرة على ضبط وتوجيه الانفعالات والمشاعر القوية تجاه الآخرين.
3-الحافز Motivation وهو حب العمل بغض النظر عن الأجور والترقيات والمركز الشخصي.
4-التعاطف Empathy وهو القدرة على تفهم مشاعروعواطف الأخرين وكذلك المهارة في التعامل مع الآخرين فيما يخص ردود أفعالهم العاطفية.
5-المهارة الاجتماعية Social skill وهي الكفاءة في إدارة العلاقات وبنائها والقدرة على إيجادأرضية مشتركة وبناء التفاهمات.
ونتيجة لهذا الاهتمام الواسع تم تطوير برامج تدريب تبين العلاقة الميدانية التي تربط الذكاء العاطفي بأماكن تواجد العاملين وتهتم بتعليمهم المفهوم وتقييم نقاط قوتهم ونقاط ضعفهم وتزويدهم بإطار يرفع من قدرتهم على التفاعل مع الآخرين بواسطة استخدام الذكاء العاطفي.
أهمية الذكاء العاطفي بالنسبة للعمل تعود إلى عهود مضت حتى إلى ما قبل أن يحدد هذا المصطلح وينتشر بهذا القدر.كان التربويون والمهتمون بتطوير الموارد البشرية والمدربون في الشركات والمهتمون بالتوظيف والمديرون وآخرون يدركون ما هو الحد الفاصل بين الموظف العادي متوسطالأداء والموظف المتفوق في الأداء. إن الفرق بين الإثنين ليس المهارات الفنية التي يمكن اكتسابها وتعلمها بسهولة وليس بالضرورة أن يكون الذكاء هو ما يميز بين أداءوآخر. إنه شيء آخر يعرفه الشخص إذا رآه بنفسه ويصعب تحديده في نفس الوقت. إنه المهارات الشخصية.
وجاء الذكاء العاطفي المصطلح الموضوعي الذي يتكون من قدرات ومهارات يمكن قياسها ولم تعد مهارات فضفاضة ومطاطة لا يمكن قياسها. فمثلا لوتمعنا في الدور الذي يمكن أن تلعبه العواطف في مكان العمل لتبين لنا الأهمية التي ينطوي عليها فهم عواطفنا وكيفية التعامل معها في الوقت المناسب.
فلنأخذ مشاعر الخوف والقلق كمثال. لو كان شخص يعمل في أحد المصانع وقررت إدارة المصنع يوما زيادة سرعة الإنتاج لظروف موضوعية.عندئذ، يتعين على هذا الشخص أن يعمل بأسرع مم تعود عليه في السابق مع المحافظة على نفس نوعية الإنتاج. فإذا كانت السرعة المطلوبة معقولة يمكن أن يكتفي العامل بإطلاق تنهيدة ويوطد نفسه على أن يكون أكثر انتباها وحرصا. أما إذا زادت السرعة أكثر فأكثر إلى درجة تجعل العامل يشعر بعدم القدرة على مجاراة هذه السرعة، عندئذ، يبدأ القلق والخوف. يقلق حول ارتكاب أخطاء أو حول الإصابة بمكروه. ولكن بإمكانه أن يضبط ذلك القلق ويضعه جانبا أو يتجاهله وينتبه للعمل ويسير كل شيء على ما يرام. أما إذا أصرعلى القلق والخوف فترتكب بعض الأخطاء أو قد تؤذي نفسك نتيجة الارتباك وتفقدالوظيفة.
أما أهمية الذكاءالعاطفي في المدرسة فهي واضحة وظاهرة في الأبحاث التربوية المرتكزة علىأبحاث الدماغ والتي تشير إلى أن الصحة العاطفية أساسية وهامة للتعلم الفعاّل. فلعل أهم عنصر من عناصر نجاح الطالب في المدرسة هو فهمه لكيفية التعلم. فالعناصر الرئيسة لمثل هذا الفهم كما ذكرها دانيال قولمان هي:
1-الثقة،2-حب الاستطلاع،3- القصد، 4-وضبط الذات،5- والانتماء،6-والقدرة على التواصل،7- والقدرة على التعاون. فهذه الصفات هي من عناصر الذكاءالعاطفي. لقد برهن الذكاء العاطفي على أنه متنبئ جيد للنجاح في المستقبل أكثر من الوسائل التقليدية مثل: المعدل التراكمي، أو معامل الذكاء ودرجات الاختبارات المعيارية المقننة الأخرى. من هنا جاء الاهتمام بالذكاء العاطفي من طرف الشركات الكبرى والجامعات والمدارس على مستوى العالم أجمع.
وباختصار، إن بناءالذكاء العاطفي لأي شخص له أكبر الأثر عليه طيلة حياته. فالعديد من الآباءوالتربويين عندما انزعجوا في الآونة الأخيرة من مستويات المشاكل التي يصادفها طلاب المدارس التي تتراوح من احترام الذات المنخفض إلى سوء استعمال المخدرات والكحول إلى الإحباط،
لجؤوا بكل قوة إلى تعليم الطلاب المهارات الضرورية للذكاء العاطفي. وكذلك الأمر في الشركات الكبرى التي وضعت الذكاء العاطفي في برامج التدريب....... ساعدت الموظفين وجعلتهم يتعاونون بصورة أفضل من ذي قبل وطورت حوافزهم مما أدى إلى زيادة الإنتاج والأرباح.
ومن هنا يجب اعتبار الذكاء العاطفي بمكوناته وعناصره وسيلة ثالثة بالإضافة إلى المهارات الفنية والقدرات العقلية (المعرفية) عند التوظيف أو التطويرأو الترقيات إلى آخر هذه المهمات.......
ملخص غاية الروعة ولكن أعتقد أن الترجمة المناسبة ل emotional intellegence هي الذكاء الوجداني لا العاطفي لأن العاطفة تشمل انفعالات الغضب أيضا وهذه لا ذكاء فيها بالمرة
تحياتي
رحيم سوداني
11-30-2006, 11:15 AM
Kamel mohamad
Kamel mohamad
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 3181
الأستاذ رحيم سوداني لك التقدير وشكرآ علي المرور الكريم
بخصوص ترجمة emotional intelligence فهناك جدال ونقاش دائر منذ فترة طويلة حول هذه المسألة وأتفق معك فيما ذهبت إليه من ترجمة جديدة ولكني سرت بنهج المدرسة التقليدية
11-30-2006, 02:22 PM
raheemsudani
raheemsudani
تاريخ التسجيل: 02-24-2003
مجموع المشاركات: 522
الاخ كامل نوعية ملخصك الجيد أغرتني بأن أطرح عليك فكرة بل هي هم يعتريني ةهو ايجاد ملخصات باللغتين العربية والانجليزية ان لم نقل ترجمات جيدة للعلوم التنظيمية ودراسات الموارد البشرية وتنوع القوى العاملة في المنشآت وغيرها بالتنسيق مع الجامعات السودانية التي نود أن نضع بيديها هذا الجهد ان شاء الله . لا بد من تعريب هذه المعارف اتي يضعها عادة غربيون وربطها بالبيئة السودانية وحقيقة أخي كامل أود أن أطرح عليك هذه الفكرة التي تشغلني جدا كدارس وباحث في هذه المجالات
فما رأيك
ومن أين نبدا
شكري
12-19-2006, 09:07 AM
Kamel mohamad
Kamel mohamad
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 3181
الأخ رحيم سوداني لك التحية و التقدير أتفق معك تمامآ في أهمية ترجمة العلوم والمعارف الغربية لكي تستفيد منها الجامعات السودانية والبداية تكمن في ترجمة كتاب البروفيسور دانيال غولمان وهو تحت عنوان :
Emotional Intelligence
فإذا حصلنا علي النسخة الأصلية من جامعة هارفارد فيمكن ترجمةالكتاب كاملا إلي اللغة العربية كمدخل لعلم الذكاء العاطفي أو الوجداني لتطبيقه في الإدارة و إجراء كورسات ودورات تدريبية حول هذا المفهوم العام و العلم المهم والترجمةعمل شاق جدآ وتحتاج تفرغ كامل وهذه هي المشكلة فما لم نجد عقد ترجمة محدد فسيؤثر ذلك علي وظائفنا ومصدر دخلنا ومعيشتنا ولك مودتي
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة