سيرة العلامة الراحل البروفيسور/ عبدالله الطيب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 11:14 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-13-2006, 05:26 AM

Kamel mohamad
<aKamel mohamad
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 3181

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سيرة العلامة الراحل البروفيسور/ عبدالله الطيب


    سيرة العلامة الراحل البروفيسور/ عبدالله الطيب

    المصدر: (ويكيبيديا) الموسوعة الحرة- نقلا عن الكاتب الصحفي العراقي الأستاذ مروان الجبوري.


    كثيرا ما يحتج السودانيون على ما يرونه إهمالا متعمدا من قبل أشقائهم العرب لرموزهم الثقافية والعلمية، ويضربون المثل بالدكتور عبد الله الطيب الذي توفي بعد عمر طويل حافل بالإنجاز والعطاء في مجال اللغة والأدب ولم يلق حتى وفاته التكريم اللائق به؛ باعتباره رمزا من رموز اللغة العربية الذين يشار إليهم بالبنان في هذا العصر "باستثناء جائزة الملك فيصل التي منحت له"، ولم تقم مؤسسة أخرى بتكريمه أو إلقاء الضوء على أعماله الجليلة التي خدم بها اللغة العربية.

    عبد الله الطيب هو ذلك الرجل الذي كانت الأصالة والبلاغة سمتين مميزتين لمنهجه وللغته التي كان يفهمها ويتفاعل معها جميع شرائح المجتمع السوداني، وقد كان له حضوره الواضح وسحره المتميز؛ وهو ما جعل السودانيين يجمعون على حبه والاعتزاز به واعتباره شخصية قومية.

    ولعل اختيار الخرطوم عاصمة الثقافة العربية لعام 2005 يكون فرصة لمحبي العلامة عبد الله الطيب وتلامذته للاحتفاء به وبآثاره ولتسليط الضوء على إنجازاته في مجال اللغة والأدب؛ ذلك لأننا أمة لا تكرم رموزها ومبدعيها إلا بعد رحيلهم...

    محطات من مسيرته

    ولد عبد الله الطيب في الثاني من يونيو عام 1921م في قرية التميراب الواقعة بالقرب من مدينة الدامر في شمال السودان، وهو ينتسب إلى أسرة "المجاذيب" العربية التي اشتهرت بالعلم والأدب حتى سميت مدينة الدامر بـ"دامر المجذوب"، وقد اشتهرت هذه المدينة بأنها كانت مركزا لخلاوي القرآن التي اشتهر بها السودان منذ دخل الإسلام أراضيه.

    وقد نشأ الطيب نشأة علمية كعادة أهالي تلك المنطقة فدخل الخلوة وتعلم القرآن وقرأ الشعر العربي القديم. وقد توفي والده وهو صغير ثم فجع بأخيه ثم بوالدته وأختيه وعدد من أقاربه، ولكنه أبى أن تصرفه هذه الظروف القاسية عن التحصيل العلمي، فواصل تعليمه حتى تخرج في كلية الآداب جامعة الخرطوم "كان اسمها حينذاك كلية غوردون" عام 1942م، ثم زار بريطانيا لأول مرة عام 1945م مبتعثا من قبل الحكومة الاستعمارية لإعداد المعلمين.

    وفي تلك الرحلة التقى بشريكة حياته "جريزيلدا تريدول" التي كانت زميلة له في معهد التربية بلندن، ثم نال شهادته العلمية من جامعة لندن عام 1948م، وتقدم لنيل الدكتوراة في الأدب العربي من كلية الدراسات الشرقية والإفريقية عام 1950م، ثم عين محاضرا في تلك الكلية.

    واستمرت مسيرته العلمية بعد ذلك؛ إذ أصبح بروفيسورا للغة العربية في جامعة الخرطوم ثم عميدا لكلية الآداب ثم مديرا لجامعة الخرطوم. وقد أصبح أستاذا فخريا مدى الحياة في جامعة الخرطوم التي منحته الدكتوراة الفخرية عام 1981م.

    هذا بالإضافة إلى جهوده في تطوير المعاهد السودانية ومساهماته الفاعلة في تأسيس العديد من الجامعات في السودان ونيجيريا، وتدريسه في عدد من جامعات بريطانيا والسودان والمغرب ونيجيريا والكويت، وعضويته في العديد من المجامع اللغوية العربية، إضافة إلى رئاسته لمجمع اللغة العربية في السودان ومساهماته الأكاديمية في مختلف أنحاء العالم العربي وإفريقيا.

    منهجه في الأدب

    كان عبد الله الطيب شاعرا وأديبا وباحثا لغويا ومؤرخا أدبيا وناقدا من الطراز الأول. ويصنف أدبيا بأنه من أتباع المدرسة القديمة؛ إذ كان شديد الإعجاب بالشعر العربي القديم ويقدمه على الشعر الإنجليزي وسواه من الآداب الأوربية، ويرى أن الكثير من شعراء الفرنجة من أمثال دانتي ومارفيل ووليام بليك والرومانسيين قد تأثروا بالشعر العربي.

    وقد كان يأخذ على الشعر الإنجليزي "الذي كان ضليعا به" وغيره من الشعر الأوربي التطويل وضعف النغم وكثرة التفصيل والتفريع مما لا حاجة إلى البيان الوجداني الشعري إليه، ومن هنا كان يفضل الشعر العربي عليه.

    وقد كان للراحل موقف متحفظ ورافض للشعر الحر؛ إذ كان يرى أن قوانين الشعر الأوربي لا تلزم، ولا يمكن أن تصلح للشعر العربي.

    كما أنه كان قلقا من بعض الشعراء العرب الجدد الذين يقلدون الشعراء الغربيين تقليدا أعمى دون بصيرة بالتراث ولا علم باللغة، كما كان ينتقد بعض الإصدارات التي كانت تروج لقصائد من يسمون أنفسهم بالشعراء الحداثيين وما يكتبونه من إنشاء يسمونه شعرا "قصيدة النثر".

    وقد نظم الشعر منذ مرحلة مبكرة من حياته، وفي ذلك يقول: "وقد حاولت من صروف النظم أصنافا منها المرسل الذي لا قوافي فيه، والدراما والملحمة، وقد جاوزت الأوزان المألوفة إلى أشياء اصطنعتها اصطناعا، ثم بدا لي أن هذا كله عبث لا يفصح بعواصف النفس وزوابعها، وإنما النفس بنت البيئة، وبيئتي العربية الفصيحة تسير على النحو الذي نرى من أوزان الخليل، وتخير المطالع والمقاطع".

    والناظر لشعره يجده مسكونا ومأخوذا بشعر الأقدمين؛ وهو ما جعل شعره صورة من شعرهم حتى ليكاد المرء يظن أن شعره كتب في قرون سابقة، للغته القديمة وأفكاره التقليدية المعروفة في التراث الشعري العربي.

    يقول في بعض قصائده:

    ما للغرام يذيب الصدر لاعجه
    والدمع منك على الخدين هتان

    أمن معتقة صرف لها ألــق
    تمازجت فيه أضواء وألحان

    تحثها مفردا في جوف منصلت
    يستن بالريف فيه الأثل والبان

    وربما اقتربت شماء مشرفة
    تكاد تنقض أو صماء مبدان




    ويقول في قصيدة أخرى:

    طال اغتراب الوحيد عن وطنه
    وحن هدء الدجى إلى سكنه

    وادكر الأقربين فانهمل الدمع
    كسحاح وابــــل هتنه

    لا خير في البعد لا ينال به ال
    مرء سوى ما يزيد في حزنه

    والدهر كرارة نوائبه
    لا تؤمن الغائلات من محنه


    هذه اللغة التقليدية التراثية الصعبة جعلت أنصار الحداثة في الأدب ينتقدونه ويرمونه بالجمود والتعلق بالقديم لمجرد أنه قديم، وعدم الاطلاع على ما أنتجته المدرسة الحديثة، رغم أنه كان مطلعا على الشعر الحديث عربيه وإنجليزيه وله فيه آراء تخالف ما ذهبوا إليه.

    وقد كان للعلامة الطيب آراء تاريخية فيما يتعلق بإسلام وعروبة السودان أثارت جدلا كبيرا في الأوساط المختصة، إذ كان يرى أن الوجود العربي في السودان سابق لدخول الإسلام، وأن العلاقة بين شبه الجزيرة العربية والسودان لم تنقطع منذ ما قبل الإسلام، وأن أرض هجرة المسلمين الأوائل لم تكن إلى الحبشة المعروفة اليوم بإثيوبيا، وإنما إلى أجزاء من السودان حيث كان العرب يطلقون اسم الحبشة على أراضي السود الواقعة غرب الجزيرة العربية، ولعل هذه الآراء التي انفرد بها قد فتحت بابا للنقد عليه من جهات متعددة.

    آثاره الباقية

    كتب الدكتور عبد الله الطيب العديد من الكتب والبحوث والدراسات في اللغة العربية كان أشهرها على الإطلاق كتابه "المرشد في فهم أشعار العرب وصناعتها" الذي نال عنه جائزة الملك فيصل للأدب عام 2000 م، والذي كتبه في أربعة مجلدات وهو بحث في موسيقى الشعر العربي والأغراض التي يقال فيها.

    كما نشر العديد من الأعمال الشعرية في كتب عدة منها: "أغاني الأصيل"، "أضواء النيل"، "بانات رامة" و"زواج السمر"، بالإضافة إلى كتبه "الحماسة الصغرى" وهي مختارات من الشعر العربي، و"الاتجاهات الحديثة في النثر العربي بالسودان"، و"الأحاجي السودانية"، و"مع أبي الطيب"، مع العديد من الكتب الأدبية والمسرحيات الشعرية، والعشرات من البحوث المجمعية.

    وقد كانت له دروس في تفسير القرآن الكريم بإذاعة أم درمان ما بين عامي 1958 و1969م، طبع بعضها كتبا.

    خاتمة المطاف

    أصيب الدكتور عبد الله الطيب بسكتة دماغية عام 2000م، لم يستطع بعدها الكلام أبدا، حتى آن أوان رحيله في 19 يونيو (نفس شهر مولده) عام 2003م عن عمر ناهز اثنين وثمانين عاما.

    وبرحيله فقد العالم العربي قامة سامقة من قامات اللغة العربية قلما تتكرر، فلم يكن العلامة الطيب مجرد شاعر أو أديب، وإنما كان موسوعة ناطقة في اللغة العربية استفاد من مؤلفاته وبحوثه جمع غفير من الأدباء والباحثين اللغويين في شتى أنحاء العالم العربي وخارجه.

    وقد بكى عليه السودانيون جميعا ورثاه الرئيس السوداني وزعماء الأحزاب السياسية والطوائف الدينية، وكان موكب تشييع جنازته مهيبا حافلا بالجموع الغفيرة التي توافدت من أنحاء السودان المختلفة تخنقها الدموع والعبرات.

    لم يكن عبد الله الطيب مجرد شخصية عابرة مرت وانقضى أثرها، وإنما كان أثرا خالدا وسفرا جليلا من أسفار لغتنا الجميلة التي تعاني عقوق أبنائها.

    إن ضعف اللغة العربية وتدهور حالها عند الأجيال الجديدة يستدعي منا صحوة لغوية تبحث في فصاحة وبلاغة القدماء وتواكب روح العصر ولا تعيش في غربة عنه، وتستفيد مما في الآداب الأخرى من روعة وجمال دون الذوبان والانبهار الذي يفقدنا ذاتيتنا ويسلخنا من هويتنا العربية الأصيلة، ولعل هذه كانت رسالة العلامة البروفيسور/ عبدالله الطيب.

    (عدل بواسطة Kamel mohamad on 12-13-2006, 05:29 AM)
    (عدل بواسطة Kamel mohamad on 12-13-2006, 09:48 PM)
    (عدل بواسطة Kamel mohamad on 12-14-2006, 00:05 AM)
    (عدل بواسطة Kamel mohamad on 12-14-2006, 01:47 AM)

                  

12-13-2006, 05:56 AM

أبوتقى

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 289

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة العلامة الراحل البروفيسور/ عبدالله الطيب (Re: Kamel mohamad)

    شكرا الاستاذ كامل

    هل تستطيع المساعدة في كيفية الحصول على التسجيل الصوتي لمحاضرات الفقيد
                  

12-13-2006, 07:34 AM

محمد الأمين موسى
<aمحمد الأمين موسى
تاريخ التسجيل: 10-30-2005
مجموع المشاركات: 3470

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة العلامة الراحل البروفيسور/ عبدالله الطيب (Re: أبوتقى)

    رحم الله العلامة الجليل البروف عبدالله الطيب، فقد رفع راية السودان خفاقة في سماء العلم والمعرفة.
    والتحية لك أخي كامل.
                  

12-14-2006, 00:11 AM

Kamel mohamad
<aKamel mohamad
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 3181

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة العلامة الراحل البروفيسور/ عبدالله الطيب (Re: محمد الأمين موسى)

    الأخ محمد الأمين موسي لك التحية و التقدير وشكرآ علي المرور الكريم والعلامة الراحل البروفيسور / عبدالله الطيب هو موسوعة عالمية في اللغة العربية رفعت إسم السودان عاليآ في محافل العلم و المعرفة
                  

12-14-2006, 00:04 AM

Kamel mohamad
<aKamel mohamad
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 3181

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة العلامة الراحل البروفيسور/ عبدالله الطيب (Re: أبوتقى)

    الأخ الكريم أبوتقي

    لك التحية و التقدير

    بالنسبة للتسجيلات الصوتية لمحاضرات العلامة الراحل البروفيسور عبدالله الطيب فلا يوجد لدي شئ منهافما أملكه من أعمال العلامة الراحل البروفيسور عبدالله الطيب هو مجموعة من كتبه و أنا أبحث عنها كذلك وأنوي عندما أسافر للسودان الذهاب للإذاعة السودانية و تقديم طلب للحصول علي نسخ منها و في هذا الإطار أناشد قراء سودانيز أون لاين و أعضائه بنشر أي تسجيل صوتي للعلامة الراحل البروفيسور عبدالله الطيب وسأضع هنا موقع الإذاعة السودانية لعل وعسي نجد فيه تسجيلات صوتية :

    موقع الإذاعة السودانية (تسجيل صوتي للعلامة الراحل البروفيسور عبدالله الطيب)

    http://www.sudanradio.info/arabic/modules/debaser/genre.php?genreid=10

    (عدل بواسطة Kamel mohamad on 12-14-2006, 00:38 AM)

                  

12-14-2006, 00:36 AM

Kamel mohamad
<aKamel mohamad
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 3181

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة العلامة الراحل البروفيسور/ عبدالله الطيب (Re: أبوتقى)
                  

12-13-2006, 07:46 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50074

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة العلامة الراحل البروفيسور/ عبدالله الطيب (Re: Kamel mohamad)

    رحم الله البروفيسور عبد الله الطيب وأنزله منازل المقربين.. من أعظم قصائد الدكتور عبد الله الطيب هي رثاؤه للأستاذ محمود محمد طه..

    Quote: مصَابٌ وحَزن
    قصيدة الدكتور عبد الله الطيب

    قد شجانى مصابه محمود مارق قيل، وهو عندى شـهـيد
    وطنيّ مجــــــاهد وأديــب منشئٌ، فى بيـانه تجـويد
    وخطـيـبٌ مـؤثر ولــديـه سرعـة الـرّد والذكاء الفريـد
    وجرئ، وشخـصـــه جـذّاب ولدى الجــد، فالشــجـاع النجيد
    ذاق سجن المستعمرين قديماً ومضت فى الكفاح منه العقـود
    سيق للقتل وهـو شيخ أخو ست وسبعين أو عليها يزيد
    لم يراعوا فيه القوانين ظلما فهو قـتلٌ عــمدٌ وجَرمٌ أكيـد
    قد سمعنا يوم الخميس من المذياع أن شنقه غدا مشهـود
    لم نصدق ما قد سمعناه، قلنا سوف يأتى عفوٌ وهذا وعيد
    وإذا بالقرار قـيـل لـنـا نـُفـذ جــلّ المــهـيــمـن المعبود
    مـا قضــاه يكـن وما لإمرىء عنه مفـرٌّ ووقـته معــــــدود
    وإلـيه نعـنو هو المالك الملك ويقـضـى سـبحـانه ما يريد
    كان حكم الإعدام تنفيذه سرا فـهـذا الإشـهـار شئ جديد
    ليت إذ أجمعوا على الإثم أخفوه كما اغـتـال خـمـسـةً عـبـود
    أى شىء جناه حتى يرى الإعـدام فيه هو الجـزاء الوحيد
    لم يجرد سيفا وأصدر منشوراً وهـذا أســلوبه المعـهود
    وهو نهج من النضال حضاريٌّ بأمــثـاله السُّراة تسـود
    ولقد رام أن يجـدد مـحـمـود فـقـد صـار جـرمــه التجديد
    والذى قد قال فقد قيل من قـبل وفـى الـكـتـب مـثـلـه موجود
    ولقد يعلمـون أن قضايا الدين فـيـهـا الخـلاف وهـو تليد
    زعمـوا أنــه تزندق وارتد وقـالـوا هـو العدو اللّدود
    وكأنّا فى عصر محكمة التفتيش هـذا هـو الضــلال البـعــيد
    قـتـلـته الأفـكار فى بـلـد الجهل الذى سيطرت عليه الــقـيود
    واثقا كان فى الخصومة بالفكر لـو الفـكــر وحده المنشــود
    سـبـق النـاس فـى السياسة رأيا حين فيها تفكيرهم مـحـدود
    وقد احتج وحده حين لم يُلفَ عن البرلمـان صوتٌ يذود
    ذلكم أوّل انقــلاب بلوناه وللشـر مُــبدىء ومعيد
    ما سهرنا نحمى مقاعد شورانا فأودى بالبرلمان الجنـود
    نحن قوم نعيش فى العالم الثالث وهـو المعـذب المنكــود
    فـَتَنَتْنَا حـضــارة الغرب، لا الرفض إنتفعنا به ولا التقليــد
    وأحتوتنا عماية من صــراع دائـم للقوى به تـبـديـد
    صاح هل نحن مسلمون؟ أرى الإسـلام فينـا كأنه مفقــود
    وكأن صار مظهـر الدين لا المَـخْـبَر فينا فاعلم هو المقصـود
    فـشــت الآن برجوازية فى الدين من قبل عُلّقتها اليهــود
    وتفان على الحطام كأن الدين أركــانه الشـداد النقود
    قد أباها المسيح عند الفريسيين إذ قـلبـهم بــها جلمــود
    عـلــنــا عـلّـقوه يشنق للجمهور ذاك الـمــفــكــر الصنديــد
    أخرجــوه لحتفــه ويــداه خـلــفـه هو مـوثـق مشدود
    جعلـوه يرقى به الَّدرج الصاعد نحـو الهــلاك خـطــو وئــيد
    كشفوا وجهــه ليُعرف أن هـذا هــو الشخــص عينــه محمود
    قرىء الحكم ثم صاح به القاضى ألا مثــلـه اقتلـوه أبيــدوا
    كـبـّر الحاضــرون للحـدّ مـثل العيــد إذ جمعـهــم له محشود
    وأراهم من ثغره بسمة الساخر والحـبـل فوقـه مـمــدود
    وعلى وجهــه صفــاء وإشراق أمـام الردى وديــع جـليد
    وإذا بالقضـاء حـُمَّ وهــذا جسمـه طـاح فى الهواء يميد
    ثم جــاء الطـبيب يعلن بعد الجـس أن مات ما لحىٍّ خلــود
    ثم طارت طـيـارة تحمــل الجثة لم يـُدرَ أىَّ فـجٍ تريــد
    قـيـل لــن يقبــروه إذ فارق الملّة هـولٌ يشيب منه الوليـد
    يــا لــهــا وصمة على جبهة القطر ســتـبــقى وعارها لا يبيـد
    قتلوا الفكـر يوم مقتلـه فالفكــر فيـه مــيـت البـلاد الفقيد
    أحضروا صحبه لكى يشهــدوا الإعــدام فيـه وتائبين يعودوا
    ذبحـوه أمـام أعينـهم ذبحـا وقالــوا درس لكم فاستفيـدوا
    أعــلــنـت قتله الإذاعة من بعـد أمـتـنــاه ذلك النمــرود
    أذعــن الناس خاضعـى أرؤس الـذّلـة كـلٌّ فـؤاده مفئـود
    أذعـنــوا خاضـعـيــن للجــور والقهـر وكــلٌّ لسانــه معقود
    بـقــى الخـوف وحده وتوارت قـيم أمسٍ قد رعتها الجدود
    ذهـب الفـضـل والتـسـامـح والعـفـو وجاء الإعــدام والتشــريد
    فيــم هـذا الطـغـيان ما هذه الأحــقاد ما هـذه القلوب السود
    ما الـذى جــدّ ما الذى جلب القسوة من أين ذا العتـم الشـديد
    قد أســأنا إلى الشـريعة والإسلام مـا هـكـذا تقـام الحدود
    مـا كـذا سنة النبـى ولا الوحـى الـذى أنـزل الحـكيـم الحـميد
    سنة المصطفى هى اللّيـن، هـذى غلظة بــل فــظاظة بل جمود
    إن عـنــدى حـرية الرأى أمـر يـقـتضيـه الإيـمـان والتوحيد
    لا أحـب التطـرّف المفـرط، الرفـق سبيـل الإســلام لا التشــديد
    إننـا نحن مالكيون سنيون حــب النبـى فينـا وطيد
    وسـطـور الآيــات قالت عليكم أنفسـاً لا يضـرّكم من يحيـد
    وتلـونـا فيهـن آيــة (لا إكراه فـى الـدين) بئس عنها الصدود
    جـعـلـوه ضـحـيـة لـم يكـن منه شـروع فى الحـرب أو تهـديد
    رب إنـا إليــك نجــأر بالشـكـوى أغـث يا لطيف أنت الودود
    حـكمـتـنـا وقـلـدت أمرنا صعلوك قـوم فـغـرّه التـقـلــيـد
    طـبـقـات مـن الزعانـف فى الضوء تـَوَارَى وفى الظـلام تـَـرود
    دأبـها المـيـن والخـيـانة والغدر وليسـت غير الفسـاد تجـيـد
    يصـدر الأمـر كى يوقـعـه جـلـدٌ ثخــين عنـها وحس بليـد
    ويـدٌ كـزّة ووجـه بلا مـاء حيـاء وخـبث نفـس عـتـيـد
    لـيـس يبغـى إلا البـقــاء ولا يحـفـل والـشــعب جائع مكدود
    ينقــض اليــوم كـلّ ما قالـه أمس وفــيـه غــدا بنقـضٍ يعـود
    فانـزع المـلك منـه، رب لك الملك وذو العـرش أنت أنت الـمـجــيد
    وأذقــه كأسـا بـهـا قد سـقى قـومـاً ولا ينــج الفاسق الرعديد
    وهــلاكا له كـمـا هلكـت عــاد وبُـعـداً كمـا أبيــرت ثمود
    وعـسـى الله أن يشـاء لنا النصــر وللـظـالم العــذاب الشديد
    ولأحــزابـه اللئـام فـكـبـّوا فى مضيـق طريقهـم مسدود
    تـتـلـقـاهـم جـهـنـم يصلـون بها ســآء وردها الــمــورود
    لا تخيـب دعاءنا ربّ وانصرنا وأنت المولى ونحـن العـبـيـد
    وصــلاة عــلـى الـنـبـى وتسليم به نـبـلــغ المـنـى ونزيـد
    وعلـى الآل والـصحابــة سادتى وتــغــشـاك رحمـة محمود

    فرغ من نظمها يوم 2 مارس 1985
                  

12-13-2006, 09:15 PM

عزان سعيد
<aعزان سعيد
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 1679

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة العلامة الراحل البروفيسور/ عبدالله الطيب (Re: Yasir Elsharif)

    الأخ أبو تقى
    تحية طيبة
    أدخل موقع الإذاعة السودانية على الإنترنت, ستجد مجموعة من حلقات البرنامج العظيم ( دراسات فى القرآن الكريم ) , يمكن تحميلها على جهازك.إذا لم تستطع أرسل لى إى ميلك على المسنجر وسأرسلها لك.
    أمتلك تسجيل مرئى لمحاضرة كنت قد تشرفت فيهابتقديم العلامة الراحل بكلية الطب جامعة الخرطوم عام 2000 , وهى بعنوان الطب عند العرب . لا أدرى إذا كان يمكن تحميلها لك على الإى ميل أم لا , لأن حجمها كبير.
    شكرا لكل من ساهموا بهذا البوست.

    (عدل بواسطة عزان سعيد on 12-13-2006, 09:16 PM)

                  

12-14-2006, 00:18 AM

Kamel mohamad
<aKamel mohamad
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 3181

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة العلامة الراحل البروفيسور/ عبدالله الطيب (Re: Yasir Elsharif)

    الدكتور ياسر الشريف المليح :

    لك التحية و التقدير والإحترام

    و شكرآ علي نشر القصيدة الجميلة للعلامة الراحل المقيم البروفيسور عبدالله الطيب أحد أبرز ركائز ورواد الفكر السوداني و نأمل بالمزيد من قصائد و أشعارالعلامةالراحل البروفيسور عبدالله الطيب .
                  

12-14-2006, 00:27 AM

Kamel mohamad
<aKamel mohamad
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 3181

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة العلامة الراحل البروفيسور/ عبدالله الطيب (Re: Kamel mohamad)

    الأستاذ عزان سعيد:

    لك التحية و التقدير والإحترام

    وشكرآ علي المعلومات القيمة بشأن وجود تسجيلات صوتية للعلامة الراحل المقيم البروفيسور عبدالله الطيب بالإذاعة السودانية بالإنترنت و أرجو نشر التسجيل الصوتي لمحاضرة العلامةالراحل البروفيسور عبدالله الطيب عن الطب عند العرب هنا بمنبر سودانيز أون لاين

    و لك الشكر
                  

12-14-2006, 01:18 AM

Ahmed Hamza

تاريخ التسجيل: 07-11-2006
مجموع المشاركات: 347

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة العلامة الراحل البروفيسور/ عبدالله الطيب (Re: Kamel mohamad)

    الاخ كامل والاخوة المتداخلون

    السلام عليكم

    عليه رحمة الله عالمنا البرفسير عبد الله الطيب وطيب الله ثراه

    توجد له بعض التسجيلات في تفسير القراءن الكريم بهذا اللنك

    http://www.anwarking.com/ramdan/tafsiir.html

    لكم ودي
                  

12-14-2006, 01:44 AM

Kamel mohamad
<aKamel mohamad
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 3181

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة العلامة الراحل البروفيسور/ عبدالله الطيب (Re: Ahmed Hamza)

    الأخ الكريم أحمد حمزة :

    لك التحية و التقدير و الإحترام و أشكرك جزيل الشكر علي وصلة التسجيلات الصوتية النادرة للعلامةالراحل البروفيسور/ عبدالله الطيب في تفسير صور القرآن الكريم وهي عمل فريد من نوعه و جزاك الله خير الجزاء

    و لك مودتي.
                  

12-14-2006, 03:06 AM

محمد الأمين موسى
<aمحمد الأمين موسى
تاريخ التسجيل: 10-30-2005
مجموع المشاركات: 3470

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة العلامة الراحل البروفيسور/ عبدالله الطيب (Re: Kamel mohamad)

    أخي الفاضل كامل.. تجلى عظمة الدكتور عبدالله الطيب، في أنه أدرك مبكرا أن لقب عالم أفضل وأقيم من لقب سياسي أو زعيم، خاصة في الحالة السودانية، خلافا لأبناء جيله الذين تهافتوا نحو السياسة متخذين من العلم مطية ليس إلا فكانوا كالمنبت.. هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون..
    لقد عبر العلامة عبدالله الطيب محطة الحياة الفانية وهو طيب الذكر يحترمه جل الشعب السوداني إن لم يكن كله.. لا أحد يتهمه بالثراء الحرام.. ولم يفترش الجثث..
    المرحوم عبدالله الطيب من أكثر السودانيين صدقة جارية من خلال علمه الغزير وتفسيره للقرآن الكريم الذي ينتفع وسينتفع به الناس إلى يوم الدين.. تغمده الله برحمته الواسعة.
                  

12-14-2006, 04:37 AM

أبوتقى

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 289

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة العلامة الراحل البروفيسور/ عبدالله الطيب (Re: محمد الأمين موسى)

    العزيز عزان سعيد
    شكرا لك
    ساحاول الوصول الى اللنك
    لكن اشعر انك توافقني في ان نحاول اجمعين بذل جهد لجمع محاضرات الرجل وتحصيل تسجيل بصوته
    وانا ابدا بمحاضرة من اواخر ما القى الدكتور من محاضرات وذلك بالمجمع الثقافي بابوظبي
    ولكني لا اعرف كيف يتم التحويل من كاسيت الى ملفات الموقع ارجو الافادة
                  

12-20-2006, 12:41 PM

Kamel mohamad
<aKamel mohamad
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 3181

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة العلامة الراحل البروفيسور/ عبدالله الطيب (Re: أبوتقى)

    الأخ أبوتقي لك الشكر علي هذا المجهود وفي إنتظار الأخ عزان و البورداب الذين يملكون معلومات فنية
                  

12-21-2006, 03:24 AM

عزان سعيد
<aعزان سعيد
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 1679

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة العلامة الراحل البروفيسور/ عبدالله الطيب (Re: Kamel mohamad)

    الأخ كامل والأخ أبو تقى
    تحياتى العطرة
    للأسف ليس لدى خبرة بمسألة وضع المحاضرة على الموقع.أرجو إستشارة أحد العارفين من أعضاء البورد, بعد ذلك أنا مستعد .
    شكرا ودمتم فى حفظ الله.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de