|
حرية الفكر هذه المطية الفرية
|
حرية الفكر هذه المطية الفرية
كم منا تمعّن في قراءة هذه العبارة الرائعة في شعارها المفرّغة من مضمونها....
كم منا من وقف أمام كلمة "الحرية" السحرية التي تؤجج بها الفتن والإحن .. هل تساءلنا مرة من غير ضبابية عن معنى الحرية.. هل هناك حرية مطلقة.. هل جئنا لهذا العالم بمحض حريتنا..
هل الحرية هي ما يريده الكثير ممن تشدقوا بها من الميكافليين هو البوهيمية البهيمية اللامحدودة.. أما ما هي لله دركم؟؟!!
ألم تلاحظوا أن المعاني عندنا تتداخل في مفاهيمها لشيء في نفوسنا بشكل مزعج يخرجها من إطارها
كثيرا ما حاولت أن أقول ما يحلو للنفس البشرية بأنني "حر" ولكنني بالقدر نفسة أصطدم في كل مرة بكل تلك القيود التي تشل حركتي وتشد وثاقي بأصفاد القوانين والأعراف والأوامر والنواهي.. وكلها ضرورة لتستقيم الحياة..
لم أجد إلا حرية السباب واللعان وحتى هذه فإنها حرية منقوصة إذ أنه يمكن لمن أراد أن يجرجرني في المحاكم .. وحتى ذلك المشتكي سيجد نفسه في الحلقة المفرغة .. وهل سيكون حرا في أن يشتكيني أم لا؟
فهذه دعوة لأن نكف جمعيا عن هذه السفسطائية الجدلية الفارغة ولنعلم أن ليس هناك حرية فكرية أو غيرها وأن الحرية في مجملها نسبية وغير مطلقة أو مرسلة..
قولوا لي بربكم هل يمكن لنا أن نقطع إشارة المرور وهي حمراء دون مساءلة (طبعا في وجود شرطي المرور).. فأنا أريد أن أكون حرا كالطير في سماه لا أشارات ولا تقاطعات أو غيرها يوقفني ..
هذا مثل بسيط ساذج بأن الحرية ليست كاملة وأنها منقوصة ولأنها منقوصة فكل منا يمدد حدودها بما يوافق مشيئته وهواه.
حلوا عنا وفكوا إسارنا يا من تتمترسون خلف ستار الحرية الفكرية وتريدونها إسفافا وسبابا ولعانا وطعنا.. إن الحرية في نظري أن تتحرر دواخلنا من الغل الذي يحمله كل منا لآخر.. فأفيقوا...
كما أنني أضمن لك الحرية في أن تعلق أو لا تعلق
|
|
|
|
|
|