دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
أيتام في مهب الريح...يتناولون وجبة واحدة فقط في اليوم !!
|
أيتام في مهب الريح ! «2»
500 يتيم يبحثون كفلاء
(70%) من أطفال الحارات (29) ، (59) و (60) بالثورة أيتام أيتام يعيشون داخل منازل غير صحية بلا أثاثات يتناولون وجبة واحدة فقط في اليوم !! تحقيق/ التاج عثمان الجولة الميدانية التي قُمت بها مع زميلي المصور (جاهوري) الى عدد من الأيتام وأسرهم، ببعض الحارات النائية بمدينة الثورة بأم درمان، كشفت لنا حجم المأساة الانسانية والظروف المعيشية بالغة السوء التي يرزح تحتها الأطفال الأيتام غير المكفولين.. صغار يذهبون لمدارسهم بدون (حق الفطور)!!.. وآخرون لا يتناولون سوى وجبة واحدة في اليوم عبارة عن الخبز الناشف بالماء الساخن!! انهم أطفال في مهب الريح.. واليكم بقية التفاصيل المؤلمة ونهديها للمجتمع (الغافل)!! حكاية آيات أثناء جولتنا وسط الايتام ، بلغنا ان هناك تلميذة يتيمة تم طردها من المدرسة لعدم سدادها الرسوم الدراسية .. توجّهنا لمنزلها بالحارة (11) الثورة ، الفتاة تدعى (آيات) ، تدرس في الصف الثاني بمدرسة الثورة الجديدة الحكومية الثانوية ، فصول إتحاد المعلمين.. استقبلتنا والدتها «سهام أحمد هاشم جيلاني».. المنزل متواضع من غرفتين ، ومنزل شبه منهار، وأثاث بال مهترئ.. سألناها: * هل صحيح ان ابنتك «آيات» تم طردها من المدرسة بسبب الرسوم؟ - أجابت : هذا صحيح وتم طردها يوم الاثنين «4» ديسمبر الجاري، وهي تدرس بفصول إتحاد المعلمين ، ورسومها (300) ألف جنيه في السنة ، سددت منها بعد كفاح مبلغ (200) ألف جنيه ، ولم استطع توفير المائة ألف المتبقية ، ولذلك تم طردها من المدرسة ، ولم يراعوا ظروفنا القاسية ، وكون إبنتي يتيمة !!! .. وواصلت حديثها ، والحزن والهم باديان على وجهها. - لدىّ (7) أبناء، (5) ذكور وبنتان ، أكبرهم عمره (25) سنة ، وأصغرهم (9) سنوات ، توفي والدهم سنة 2000م ،ونسكن في منزل ورثة .. لدىّ طفلة واحدة مكفولة ، (مريم) - «11» سنة - كفالتها (60) ألف جنيه شهريا .. ولا أنقاض معاش حاليا من زوجي لمدة سنة ونصف، لاننا استقطعنا جزءاً من المعاش ، وحتى أعيّش ابنائي الايتام أعمل في رعاية إمرأة مسنة مقابل (120) ألف جنيه في الشهر، وكما ترى فهو دخل متواضع لأسرة مكونة من (8) أفراد.. ولذلك نحن نتناول وجبة واحدة فقط في اليوم، واللبن لا يدخل منزلنا إطلاقا، وليست هناك جهة تساعدنا. قصة مؤثرة ! * (8) أطفال أيتام ، توفى والدهم الذي كان يعمل معلما بولاية الجزيرة ، ليس لديه معاش ، تقيم والدة الأطفال الايتام معهم بمنطقة الحتانة بمنزل جدتهم.. خال الايتام كان يدرس الطب بالسنة الرابعة ، إلا انه اصيب بحالة نفسية جراء الوضع المعيشي لابناء أخته.. كما أصيبت خالة الايتام بالفشل الكلوي، وتحتاج لحقنتين شهرية قيمتهما (200) ألف جنيه ، تعطي لها بعد عملية الغسيل ، ويقوم خال الأيتام بإعاشتهم حسب قدرته بواسطة (ركشة) ، ولكن على الكفاف. «الشام حسن جمعة» ، والدة لثلاثة أيتام هم : عصام - عبد الله - هويدا ومزدلفة أعمارهم «16» «14» - «12» - «7» سنوات على التوالي، والدهم «مصطفى الامين» توفى قبل عام .. قالت لي : «ابني الاكبر «عصام» «16» سنة ترك المدرسة واصبح يعمل في كارو لإعاشة أشقائه الايتام ، ولا يتعدي دخله (3- 4) آلاف جنيه في اليوم ، فكيف نعيش بهذا المبلغ الضئيل ، وأحيانا لا يعود بشيء.. المنزل ملكنا وهو بدون كهرباء لفشلنا الدائم في سداد الفاتورة .. وفي حالة مرض احد الاطفال فإنني أدخل في حرج بالغ ، خاصة عند شراء الدواء، وهناك طبيب جارنا يساعدنا.. والحمد لله على كل حال. من يكفل هؤلاء ؟ * «فطومة جمعة أبكر» الحارة «45» الثورة ، قالت لي والدموع تغطي عينيها: لدي «5» أطفال أيتام ، أكبرهم عمره «11» عاماً ، واصغرهم «3» سنوات ، والدهم متوفي منذ «3» سنوات ، جميعهم غير مكفولين .. مصدر دخلنا الوحيد كان عربة كارو ، إلا انها سرقت اخيرا .. لا منزل لنا، ولذلك أقيم مع أطفالي مع إخواني الاثنين. وهما يعملان في صناعة الفؤوس والسكاكين ويقتسم أطفالي معهم اللقمة رغم ان لديهم أطفال.. اناشد أهل الخير كفالة أطفالي، إذ انني أخشى عليهم من التشرد والضياع. * وتقول «زهرة عمر علي» الثورة الحارة «45» : لديّ «4» بنات غير مكفولات، أكبرهن «18» سنة ، وأصغرهن «4» سنوات ، والدهن توفي منذ «3» سنوات ، ويساعدنا عمهن ، واحيانا أبيع التسالي ، أو الطعمية لاطعام بناتي!! .. ونفس الحال ينطبق على الطفلة اليتيمة (نهلة محمد عبد الله) كما ذكرت لنا والدتها «بخيتة علي عبد الله». أيتام الحوشاب بمنطقة «الحوشاب» ، ريفي امدرمان الشمالي ، يوجد «25» يتيماً يعيشون أوضاعا مأساوية مؤلمة ، فبعض منازلهم انهارت بسبب الفيضان فهي بيوت من طين.. وهناك «4» أطفال ايتام أكبرهم في الصف الثالث بمرحلة الأساس، يعيشون داخل منزل آيل للسقوط ، يقيمون داخل برندة مفتوحة تحميهم من البرد. أحد أطفال الحوشاب الايتام والدته متوفية ، ووالده متزوج من أخرى، اصيب بحالة نفسية منذ وفاة والدته ، فهو لا يستطيع الحراك والكلام، يقول الاطباء انه اصيب بصدمة عصبية نتيجة موت أمه ، حيث انه كان قبل وفاتها طفلاً معافىً، وهو يبلغ الآن «14» سنة. معلومات مؤلمة ! * استنادا للمعلومات التي تحصلت عليها فإن (70%) من أطفال الحارات (29) ، و (59) و(60) بالثورة ، أمدرمان من الأيتام معظمهم غير مكفولين ، ولذلك يعيشون ظروف معيشية صعبة ومؤلمة لا تخطر على بال أحد.. ولاحظت أن أمهات الأطفال الأيتام الذين التقيت بهم داخل منازلهم المتواضعة بالثورات لا يعرفن من الجهات الكافلة سوى منظمة (إشراق الطوعية الخيرية لكفالة الايتام) ، وحقيقة لم أجد صعوبة في العثور على مقرها بمحطة «شقلبان».. داخلها وجدت عدداً من الامهات يسألن عن جهة او رجل خير يكفل أطفالهن الايتام وينقذهم من الضياع الذي يحاصرهم، قالت لي الامين العام للمنظمة «ماجدة نسيم حماد» : « المنظمة تكفل «62» يتيما بواسطة كفلاء من أهل الخير، بينما تكفل شركة «مام للطرق والجسور» «8» أيتام ، وذلك بمعدل «60» ألف جنيه شهريا لكل طفل يتيم ، وهناك «500» طفل يتيم مسجلين يبحثون عن كفلاء وهم يعيشون حياة قاسية بعد وفاة آبائهم. .. وتقول : «من خلال المسوحات الاجتماعية للأيتام وأسرهم اكتشفنا ان معظمهم يعانون معاناة قاسية في معيشتهم ويقيمون داخل منازل غير صحية ، بعضها بلا أسوار وأخرى بلا حيشان ووجدنا منازل بلا أثاث ، فهناك ثلاثة أيتام بالحارة «11» يقيمون داخل غرفة صغيرة واحدة ليس بها سوى سرير حديد واحد بدون مرتبة ، وهم يعيشون على ما يجود به عليهم الجيران ويأكلون وجبة واحدة فقط في اليوم !! .. ومنزل ايتام آخر لم نجد داخله سوى عنقريب لكل الاسرة ، رغم انه يقع يقلب الثورات!! .. وهناك تلاميذ أيتام يطردون من مدارسهم لعدم قدرتهم على سداد رسوم الكهرباء، والماء والطباشير ودرس العصر ، ولاحظنا ان طردهم من المدارس أثر على نفسيات الأطفال اليتامى ، فأصبحوا يكرهون المدرسة ، رغم ان هناك قراراً صادراً من رئيس الجمهورية بعدم فرض اي رسوم على التلاميذ الايتام، مهما كانت !! بل إننا اكتشفنا واقعاً آخر أكثر إيلاماً ، إذ ان كثيرا من التلاميذ الايتام تركوا مقاعد الدراسة نهائيا وانخرطوا في ممارسة بعض الأعمال الهامشية ، وهم في هذه الأعمار الصغيرة ، مثل بيع الماء ، او العمل في الكارو ، وذلك لعدم وجود مصدر رزق لهم رغم ان أعمالهم هذه لا توفر لهم دخلا يذكر ، ولذلك وجدنا بعض الاطفال الايتام يتناولون وجبة واحدة فقط طيلة اليوم مكونة من الخبز الناشف وماء الملح الساخن، والأفضل حالا يتناولون عصيدة الذرة بالطماطم أو الماء بالبصل، فأوضاع هؤلاء الايتام مأساوية ونناشد أهل الخير والجمعيات والمنظمات الانسانية زيارة هؤلاء الايتام داخل منازلهم للوقوف على أحوالهم القاسية على الطبيعة وتقديم المساعدة لهم وكفالتهم.. (خذ بيد يتيم في الدنيا ، يأخذ بيدك في الآخرة إلى الجنة
|
|
|
|
|
|
|
|
|