|
دولـة الـفضــيلة بـين الفنـانون الـعرب وصــدق غـــرام الســـــودانيات!!!
|
أهذه ثقافة؟ محمد نور البشير/المحامي/دبي E-mail: [email protected] نحن في الغربة نتتبع أخبار السودان الداخلية بشغف شديد ، ونتحسس الجمال في كل شئ يصلنا منه حتى ولو بدا - ذلك الشئ - في ظاهره غير جميل . الوصايا التي يحملها لنا القادمون من شطة وويكة وحلو مر وخلافها – رغما عن بساطتها – تجد عندنا الإهتمام الكبير وقد يسافر الواحد منا أميالا لاستلام وصايا قد لا تبلغ في قيمتها مبلغا ذا بال ، إلا أن لها معنى خاص ونكهة خاصة لا سيما وانها تحمل ريحة تراب البلد وتمثل أحد أبعاد التواصل مع الأهل.
خلافا للأمور السياسية التي تلاحق الإنسان في كل مكان ، حتى في موضع نومه ، نهتم كثيرا بشئون المجتمع وأخباره بتفاصيلها كلها من مناسبات عامة وخاصة ورياضة وأدب وغناء وشئون ثقافية عامة .
من الأمور الثقافية التي حازت على اهتمامي شخصيا فعاليات إعلان الخرطوم عاصمة للثقافة العربية والتي وإن كانت قد فرضت جوا من الانفتاح المحدود وأذنت بعودة بعض العقول المهاجرة إلا أنها عكست بعضا من الأمور السلبية منها أننا ما زلنا نتجادل حول هل نحن عرب أم أفارقة ؟ وبأي الثقافات يجب أن نهتم ؟ ثم اسئلة وحوارات أخرى كثيرة يبدو أن التطورات السياسية الأخيرة كانت سببا في تأجيجها وقد لا ندري ماذا يخبئ لنا المستقبل في هذا الشأن ، فالحقيبة السياسية لهذا العهد تحفل بالمفاجآت ولعل ما خفي أعظم .
من المثالب الأخرى التي أظهرتهالاحتفالات بالخرطوم عاصمة للثقافة العربية تلك الزيارات لبعض الفنانين العرب الذين تمت دعوتهم من باب مجاراة العالم من حولنا لنقول لهم أننا مثلنا مثلهم ، بقدر ما يشجينا فن الحماسة لبادي محمد الطيب وخلف الله حمد والغناء الرزين للفلاتية والكاشف والأداء المفعم بالتطريب ونقاوة الكلمات للكابلي ووردي وود اللمين ، كذلك نهتز طربا مع فن نانسي عجرم لبراءتها وبساطة مظهرها ويشجينا جورج وسوف ببحة صوت حنجرته التي أنهكها التدخين ويبكينا كاظم الساهر بحنيته وعينيه المغمضتين ولحيته التي لم يكتب الله لها الزيادة منذ غزو العراق للكويت، أما عمرو دياب فإنه يفعل فينا السحر خصوصا في النواعم منا ، لأنه بالنسبة لهن هو عنوان الشباب والجاذبية والمعاصرة بلونه المبيَض وفتحات قميصه التي تركت مواضع الزرائر فيها هكذا دون أن تقفل اللهم إلا من إثنين أو ثلاث من باب الحفاظ على بعض الشئ لأن بعض الشئ خير من لا شئ أو لأن " تلتو لا كلتو" ذي ما بنقو نحن ، وأهو كلنا ذي بعض حتى قبل عصر العولمة والفضائيات التي نقلت لنا الوبال وجعلت أمثال عمرو دياب محط اهتمام بناتنا بل هيامهن وتعلقهن.
لا أقول أن دعوة الفنانين العرب غير مرغوب فيها ، بل أقول أن ما أظهرته من ظواهر شاذة وغريبة على المجتمع السوداني هي التي تحتاج منا لجهود كبيرة للبحث والتأمل لنعرف اين نقف وإلى أي الفرق ننسب في عهد العولمة اللعينة ، وهل نحن في حالة صحوة دينية كا نصف أنفسنا أم ردة إجتماعية كما أظهرته هذه المناسبات .
في حفلته الأخيرة بالخرطوم فوجئ عمرو دياب ومعه الكثيرون بمن فيهم نحن السودانيون بالاستقبال غير المسبوق عند وصوله لأرض عاصمة البلاد وحاضرة الثقافة العربية "الخرطوم" ، بل بالمطاردة والملاحقة من الشباب بصورة عامة والشابات على وجه الخصوص للتحية ومحاولة التحادث المباشر أو الحصول على توقيعات "أوتوغرافات" على أيسر تقدير.
أما في ساحة الحفلة التي أقيمت بالهلتون ، فكان العجب العجاب ، فقد وجدهن يحفظن أغانيه عن ظهر القلب ويتمايلن طربا بالأيدي والأجسام تماما كما تفعل بنات القنوات المائلة ، أما الملابس فحدث ولا حرج ، فمنها البناطلين المحذقة التي لا يكاد طولها يسترما تحته من الجسم والفساتين المشققة من جهة الظهر والنحر والكتفين ومواضع أخرى كثيرة لم يكد المرء يتصور أن تبدو هكذا في في مجتمعنا ، وهذا يسير من كثير أظهرته لنا بعض الصور التي نشرت.
أما في صباح اليوم التالي للحفلة فقد استمر مسلسل التجمعات حول مقر إقامة ذلك المغني خصوصا من الجهة التي كان يتعين أن يخرج منها للتوجه للمطار في طريق رجوعه لبلده ، حيث كانت كل شابة تمني نفسها بتبادل المجاملات والتحايا أوالتحادث معه بأي كيفية أو الحصول على توقيع أو إلقاء النظرة الأخيرة ولو من بعد ولما زادت التجمعات وتعذر تفريقها أو إخراج السيد/ عمرو دياب من خلالها اضطر رجال الأمن لتغيير مساره حيث تم إخراجه من مصعد خلفي وذهب تاركا جمهور الهائمات يعضضن بنان الندم على عدم ملاقاته ومجاملته قبل سفره.
أما حفلة كاظم الساهر فقد سبقتها حادثة غير مسبوقة ، حيث اعترضت مساره الى حيث كان يتعين أن يبدأ مؤتمره الصحفي فتاه سودانية لحما ودما ومدت يدها ممنية نفسها بمصافحته وهي لا تكاد تصدق أن حلمها ذلك سيكون حقيقة ، لا أدري لماذا تكون مصافحة كاظم الساهر حلما لفتاة سودانية حتى ترى أنه قد يكون من الأحلام البعيدة المنال ؟. المهم رد السيد/ كاظم المجاملة ومد يده ليصافح تلك الشابة المتيمة ولما تم ذلك إنهارت من هول المفاجأة وشدة الصدمة ودخلت في حالة هستيرية غير مسبوقة وهي تصيح بأعلى صوتها "سلّم على ، سلّم علي ، سلّم على" إلى أن تم سحبها عن طريق الإسعاف.
يا أهل السودان ، يامن تريدون قيادة الأمة الاسلامية وإعادة أمجادها الأولى إلأيها ، يا من تسعون إلى غزو العالم بفكركم وحضارتكم ، أتركوا هذا الغزو وهذه القيادة التي لن يكتب لكم إمساك ذمامها أبدا والتفتوا إلى ما بداخل بيوتكم ، ولا يخدعن أحدكم نفسه بأن أمره في أمان وتماسك وتماسك طالما أن مثل هذه الظواهر قد وجدت طريقها لمجتمعنا واستشرت فيه . ولا يحسبن أحدكم أنه قد أمن من المخاطر بإغلاقه لباب بيته طالما أن مخاطر القنوات الفضائية والهواتف وشبكات الإنترنت قد أصبحت في متناول اليد وهي في خطورتها لا تفرق بين فاسد أصلا أو قابل للفساد أو جالس بينهما يقبض على النار ويرى كل شئ بأم عينيه ويجاهد نفسه عساه يسلم من مخاطرها.
(منقول عن سودانيل)
دنـقس .
|
|
|
|
|
|