كان يافعاً وقوياً، نضر الوجة والقسمات، كان اسمه ممتداً مثلنا حتي الجد العشرين، وكان اسمه عادياُ الا أن اسم اباه كان فيه تلك اللزمة، عندما كنا صغاراً لم اكن اشعر ان هناك فرق بيننا، لعبنا وتعاركنا وتصالحنا وتنافسنا في المدرسة، كان عقله كانه ألة حاسبة لم يكن احد يستطيع ان يباريه في الحساب أو الجغرافيا أو التاريخ، كانه كان حاضراً للثورة المهدية وكانه كان جندياً في جيش الزبير ود رحمة وكانه كان رقيقاً مساقاً للشمال، لم يكن عقله يستعصي عليه شي، كنا نحسده ونحبه ففي عينيه وميض و في قلبه محبة تسع الجميع، كان صديقي وغريمي كنا مع بعضنا البعض كل الوقت، وكانت اختي مثله تماماً متميزة وجميلة ذلك الجمال المسحور وذكية ذلك الذكاء الذي تعاب بسببه النساء في بلادي، تخرجنا من الجامعة وما زالت علاقتنا كما هي نفس الحب والحسد ونفس التفوق والرغبة في المزيد، ولكن بدأت تتكثف تحت الاشياء اشياء وبدات تتضح تحت الاشياء اشياء، عندما شاور ابأه لخطبة اختي قال له ابأه: (متي كان يتزوج العبد سيدته) عندها اختفي من قريتنا كانه لم يعش فيها يوماً واحداً، أنقطع كل شي كحبل سري بعد الولادة، يقال انه تزوج حلبية من المدينة. استمرت الحياة عادية في القرية الأطفال جميعاً ذكوراً ونساءاً يلعبون ويدرسون ويتعاركون بلا تمييز سوف يكتشفونه عندما يتقدم احدهم لخطبة احداهن. ما أقسي الشعور بالمهانة وانت في بلدك.
الحكاية الثانية
كان يعشق المريسة والعتتان (العتود الصغيرالذكر من الماعز، وجمعه عتتان) لم يكن يكرهه احد، الجميع يحبه، الدنيا عنده فقط مريسة و عتتان ونساء، لم يعرف عنه انه تحرش مع امراة من القرية، كنا نجلس معه ونضحك من القلب لقصصه ومغامراته التي لا تنتهي، كل عتود ضائع لا شك انه ذاهب الي بطنه، لم يكن يشعر بالخجل او يشعر بالذنب ويخبر صاحب العتود ببساطة ان عتوده ذهب الي حيث يجب ان يذهب، العتتان عادة تربيها النساء والاطفال لبيعها لشراء الاغراض البسيطة، كانت الواحدة تضحك رغم ضياع جهدها الثمين وتصيح الله يجازيك ولكنها لا تقول ذلك من القلب فلا يستجيب لها الله، استمرعلي هذا الحال سنيناً وعندما بدأت موجة الاغتراب الي الخليج فتح الله عليه مورداً جديداً للزرق، فقد كان المغتربين يطلبون منه احضار العرقي من الكنابي القريبة وياخذ نصيبه من تلك الخدمات عرقي او قروشاً واحياناً هدايا من الخليج وفوق ذلك ضحك من القلب ومسامرة اكابر القرية الجدد ذو الروائح الجميلة والجلابيب البيضاء النظيفة، ولكنه كان يفعل الاشياء بحب لم تكن تعنيه القروش او نصيبه من العرقي فمن السهل عليه ان يجد شرابه فكل صاحبات العرقي يحببنه ويجدن لذه ومتعة في مجالسته، فجاة توقف من كل ذلك، كانما هبط عليه شي من السماء، وواظب علي ارتياد المسجد ولكن لم تغب عنه تلك الضحكة المجللة وان صار يعقبها بالله يغفر لنا، بعد فترة مرض مرضاً شديداً ووقف معه الجميع وعاونوه علي حاله وذهبوا به الي مستشفي المدينة، في يوم وقفة العيد الكبير توفي، صلي عليه جميع اهل القرية عند صلاة العيد فكان كل شي ابيض في ابيض، بكته القرية بحرقة وتمني الصالحون ميتةً مثل ميتته.
أستمر..فحكايات الحلة لن تنتهي..واقترح عليك ان تعمل تبويب..يعني كل الحكايات المتشابهه في الموضوع تجي وراء بعض..يعني الحكاية تجيب أختها..وربما نجاريك..المهم واصل ياخي..وهذا ليس تشجيع ولكن اهتمام حقيقي بهذا النوع من المواضيع.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة