محمد إبراهيم نقد ...... لـ«الشرق الاوسط»: اختفائي لم يكن نزوة أو نزهة????

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 00:50 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-01-2005, 00:37 AM

هشام مدنى

تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 6667

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
محمد إبراهيم نقد ...... لـ«الشرق الاوسط»: اختفائي لم يكن نزوة أو نزهة????

    محمد إبراهيم نقد لـ«الشرق الاوسط»: اختفائي لم يكن نزوة أو نزهة... إنه قرار سياسي
    صاحب أطول سجل في الاختفاء السياسي يكشف أسرار 11 عاما قضاها في الخفاء


    محمد سعيد محمد الحسن
    كشف محمد ابراهيم نقد، زعيم الحزب الشيوعي السوداني، وصاحب أطول سجل في الاختفاء السياسي (11 عاما) على مدى ثلاث حقب، في حديث مع «الشرق الأوسط»، ظروف اختفائه الاخير في 18 فبراير 1994، وحتى ظهوره المفاجئ في مطلع أبريل (نيسان) 2005 . وقال انه كان يمارس نشاطه السياسي كالمعتاد وانه اجرى اكثر من لقاء مع زعيم حزب الأمة الصادق المهدي. مشيرا الى ان اختفاءه لم يكن نزوة أو نزهة بل كان قرارا سياسياً.
    وروى نقد لـ«الشرق الاوسط» وقائع أول لقاء له مع الرئيس عمر البشير، العام 1991 بعد خروجه من السجن، وقال انه أكد له رفضه أي انقلاب عسكري، يمينيا كان أو وسطيا أو يساريا. وقال انه كان متابعا لصراع السلطة بين البشير والترابي، مشيرا الى ان الاخير وصل الى السلطة «بسيف البشير، وسقط به». وطالب بعقد مؤتمر جامع للتداول في اتفاق السلام حول الجنوب ليكون قوميا وليس ثنائياً. واعتبر نقد ان التحفظات التي ابداها عدد من السياسيين تجاه اتفاق السلام، جاءت «لانه اتفاق فرض من جانب آلية الغرب واميركا لصالح الجنوب وعلى حساب الشمال، ولذلك انفجر الغرب والتهب الشرق». وقد اشتهر نقد، بالاختفاء عن أعين أجهزة الامن، لكن قادة هذه الاجهزة قالوا انهم كانوا يعرفون مكانه لكنه لم يكن مطلوبا لديهم. وعندما تم اعتقاله لعدة ساعات في مطلع ابريل، كان لتوجيه رسالة اليه بأنه لا داعي لاستمراره في الاختفاء، وانه غير ملاحق، وانهم كانوا يعرفون اين يختبئ، وتم اطلاق سراحه.
    ووجه له الرئيس عمر البشير وعدد من قيادات سياسية ومن منظمات المجتمع دعوه للخروج والعمل الوطني العلني لصالح السودان، لكن نقد ظل صامتاً ومختفياً. وقد حملت صحف الخرطوم يومها (الجمعة 8 أبريل) عناوين بارزة منها مثلا «نقد.. فوق الأرض»، وعنوان آخر «مدير الأمن الوطني ونائبه فاجآ نقد في مخبئه بالخرطوم» و«الحكومة ترحب بنقد وتعلن استعدادها للحوار مع الشيوعي». وعندما التقته «الشرق الأوسط»، بمنزله بحي الفردوس بالخرطوم بدا في صحة طيبة وهدوء ورصانة، وعندما جاء التساؤل كيف استطاع بعد اختفاء دام نحو احدى عشرة سنة في فترة الانقاذ وحدها الاحتفاظ بوجه خال من التجاعيد وقامة بلا ترهل أو نحافة، وصحة جيدة، رد بالقول ان أهم جانب اثناء سنوات الاختفاء كان يتعلق بالمحافظة على الصحة، ليس من باب الحرص على اللياقة فحسب ولكن حتى يتفادى الظهور أو لقاء الاطباء مما يعرضه الى المخاطر، ولان «المعدة بيت الداء» فقد تجنب الدهون واللحوم واكتفى بالخضروات والفواكه والزبادي.
    ورغم أنه التزم عدم الحديث لنا في السياسة، ولا عن سنوات اختفائه إلا أنه كان كريماُ في حواره مع «الشرق الأوسط» الذي اجاب فيه على معظم اسئلتنا.
    * كيف تنظر لعملية الاختفاء على ثلاث مراحل، نوفمبر 1958 ومايو 1969 ويونيو 1989؟
    ـ دعنى أقول، الاختفاء، ليس نزهة، ولا مغامرة، ولا مزاج، فهو قرار سياسي لأنه نتاج لواقع سياسي، ففى الحكم النوفمبري 1958 ـ 1964، أي عهد الفريق إبراهيم عبود كان وضع السودان مختلفا، وعندما أعلن النظام النوفمبري حل الاحزاب وظهر النشاط السياسي، وكنا وقتها شبابا، وكانت العاصمة محدودة العدد والسكان، أظن تعدادها كان ما بين 150 و300 الف نسمة، وكانت الأمور أسهل وخالية من المطاردات، او المحاذير بنوعيها. في العهد المايوي 1969 - 1985، أي عهد اللواء جعفر نميري فهو انشأ جهاز الأمن والأجهزة السياسية كالاتحاد الاشتراكي ومنظمات أخرى، وكنا معروفين، اسما وملامح، ولذلك كانت درجة الحذر أكبر واساليب التخفي أوسع للحيلولة دون الوصول أو التعرف على الاتجاه. أما في العهد الانقاذي 30 يونيو 1989 - 2005، فهو قد بدأ بالاعتقالات الجماعية، ووضع القيادات السياسية في سجن كوبر، ودفع إلى هجرة واسعة للكفاءات والخبرات إلى خارج الحدود، والنظام كله يستند على قاعدة امنية، ولذلك كانت الحركة اضيق وأصعب لأن امكانيات الرقابة والملاحقة الأمنية فيه أكبر.
    * ماذا دار بينك وبين الرئيس عمر البشير في منزل عبد الباسط سبدرات (وزير الإعلام الحالي) باركويت في اعقاب اطلاق سراحك عام 1991؟
    ـ كان اللقاء استطلاعيا، وحوار لمعرفة الرأي الآخر من الجانبين، لقد شرح الرئيس البشير دوافع الاستيلاء على السلطة في 30 يونيو ومنها تردي الأوضاع في السودان، ووجود مخاطر جمة إذا لم يحدث تصد لوقفها، وأنهم مستعدون للتعاون مع كل الناس، لا تهمهم الخلفيات والانتماءات السابقة وإنما المهم التعاون لصالح الوطن. وكان تعقيبي، بأننا نحن لدينا تجارب مع الأنظمة العسكرية التي أطاحت الديمقراطية وحكمت حكماً شموليا. ووصلنا إلى قناعة أن لا نتعامل مع انقلاب عسكري أو تدعم انقلابا عسكريا، يسارياً كان أو وسطياً، أو يمينياً. وفي الجانب الآخر جاءت قناعتنا بالإصرار على الديمقراطية والتعددية، كما أن تجربتنا مع الانقلابات العسكرية التي طرحت نفسها كبديل للأحزاب، فان اي نظام عسكري انتهى لزوال وكان أكثر فساداً وفشلاً من الأحزاب.
    * وكيف كان انطباعك من شخصية الفريق البشير وقتها؟ ـ كان البشير يتحدث كضابط جيش سوداني.
    * هل فاجأك وقتها انقلاب 30 يونيو 1989؟
    ـ انقلاب 30 يونيو لم يكن اطلاقا مفاجئاً، لأني كنت في الليالي السياسية في مطلع عام 1989 احذر من وقوع انقلاب عسكري، وأهمية الالتفاف حول الديمقراطية للحيلولة دون نظام عسكري ثالث، وكذلك فان جريدة الميدان الناطقة باسم الحرب الشيوعي السوداني ثابرت في مقالاتها وتحليلاتها واخبارها على التحذير من انقلاب عسكري وشيك، ولكثافة ما كتبته صحيفة الميدان اوشكت المخابرات العسكرية للقيادة العامة على تحريك قضية ضد جريدة الميدان فاما أن يكون لديها معلومات تبرر هذا التركيز واما ان تكون اشاعات ضارة.
    * نعود إلى فبراير 1994، كيف تمت عملية الاختفاء؟
    ـ الواقع أن قرار الاختفاء لا يتم بين يوم وليلة، وهو غير معزول من الظروف التي املته، كان القرار سياسياً اقرته اجهزة الحزب وكانت هنالك ترتيبات وتعديلات ولكن حتى تأتي اللحظة المناسبة، كنت أثابر على الخروج من منزل شقيقي في حي الرياض وممارسة رياضة المشي أحيانا تطول وأحيانا تقصر ولكني كنت اعود، واعتاد الحراس، أو من وضعوا علي الرقابة والمتابعة على هذا البرنامج، ثم أخذت في الذهاب لمقر دار الوثائق القومية وسط الخرطوم حيث كنت اطالع وثائق ومذكرات علاقات الرق في المجتمع السوداني وعلاقات الأرض وقوانينها ووثائق لمواضيع أخرى، وحرصت ان تكون تحركاتى قاصرة على رياضة المشي، وعلى زيارة دار الوثائق، فاستنادا الى تجربتي السابقة، فان اي تحرك زائد يصبح لافتا وبالتالي تضيق دائرة الرقابة حتى يصبح البرنامج عاديا ومألوفا وروتينياً.
    * كيف جاء توقيت الاختفاء؟
    ـ توقيت الاختفاء يقترن عادة بالأوضاع السائدة، ويحتاج لدقة والترتيب الذي يحظر وقوع ثغرة ما، ولدى اكتمال ما هو مطلوب لتطبيق القرار جاء تحديد يوم 18 فبراير 1994 والساعة المحددة وهي الصباح لاقترانها بنشاطي الذي أصبح روتينيا، أي الرياضة ثم العودة ثم الذهاب لدار الوثائق.
    * هل ساورك شيء من الاضطراب أو القلق لدى تنفيذ قرار الاختفاء تحت الأرض؟
    ـ جزء من نجاح عملية الاختفاء ان تكون مهيأ نفسيا وفكريا وبدنيا وسلوكيا فهذا يقود لمسار الاختفاء بلا قلق أو اضطراب، واحياناً، بلا حذر لاحق.
    * ألم ينتبك شيء من الضيق البشري، أو الحنين، لدى مغادرة الحياة الأسرية والضوء إلى حياة مغايرة؟
    ـ الواقع أنني اخطرت أهلي بالبيت باعتزامي المغادرة، كانوا يتفهمون طبيعة المغادرة ودوافعها، ولكن كانت نقطة الضعف في نجلي شقيقي، لقد اعتدت على رؤيتهما واللعب معهما في الصباح، وقبل المغادرة اقتربت من غرفتهما لرؤيتهما وهما نائمان، ولكن خشيت أن اقترب منهما أكثر فيصحوان، فخرجت بلا التفات وبلا عودة، ووجدت السيارة في مكانها المحدد ونقلتني إلى منزل امضيت فيه نحو عامين.
    * هل تعني أنك كنت تمارس حياة شبه عادية؟
    ـ نعم، احيانا، التعامل بشكل طبيعي، في حي لا يعرفك فيه أهله، سوى أنك (ساكن جديد) هذا يضفي شيئا من الاطمئنان، وكنت التقي بالناس واشارك لقاءات واجتماعات.
    * هل يتم كل ذلك بشكل طبيعي؟
    ـ في عملية الاختفاء ليس هنالك شيء طبيعي ثابت، فكلما تلمست نوعا من الانفراج هنا أو هنالك فذلك يعني أنه بالمقدور أن تتسع اتصالاتك، وكلما ضاقت الأحوال، فذلك يعني أن تضيق حركتك، ولكن في كل الحالات كنت حريصا على المشي، إنها رياضتي المفضلة، ثم إنها الرياضة الرخيصة وهي لا تحتاج لمال ولا تلفت النظر لأن الناس يسيرون هنا وهنالك.
    * ألم تصادفك مشكلة؟
    ـ المشكلة التي صادفتني في رياضة المشي بالذات، الكثافة السكانية المتزايدة في العاصمة والتي لم تعد مخضرة وأغلب الأوقات يكتنفها الغبار والتراب.
    * كيف كنت تمضى الوقت؟
    ـ وقتي كان مليئاًَ تماما فأطالع الصحف اليومية المحلية والمجلات الأجنبية، والإصدارت والكتب الجديدة، وأحيانا أجد نفسي اقوم بتدوين ملاحظات على كتب، (وطالعت «الشرق الأوسط» مجموعة من الكتب التي سجل على حواشيها ملاحظات وتعليقاته). وكذلك اتابع الفضائيات، استمع لتقاريرها، واتابع الانترنت، وأدون المستجدات والمعلومات اما للمتابعة أو المناقشة والخص ما هو هام في التقارير.
    * وهل التقيت بقيادات سياسية؟
    ـ نعم فكلما طرأت تطورات سياسية في البلد تكون الحاجة ملحة لمعرفة المزيد أو التحاور حولها، وقد التقيت اكثر من مرة بالسيد الصادق المهدي.
    * هل فاجأك صراع السلطة بين الرئيس عمر البشير والدكتور حسن الترابي؟
    ـ أبدا، منذ مطلع التسعينات ومن خلال متابعة التصريحات والقرارات، كان هناك خلاف واختلاف وتباين بين أهل النظام وكان تحليلي لها أنها ستقود إلى انقسام، كما أن الخطاب الدعائي للنظام كان مغايرا ومختلفا في أدائه الفعلي والتنفيذي، فالأجهزة المحلية والولائية والمركزية استوعبت كوادر الحزب، ولذلك عندما يطالع المرء قرارات مجلس الوزراء ويتمعن قرارات الحزب الحاكم يجد التباين وكذلك متابعتي لمذكرة العشرة في المؤتمر الوطني أظهرت أن الانقسام واقع لا محالة، بل وحتى لدى مطالعة الصحف الرسمية، الانقاذ الوطني والسودان الحديث، كانت الأحاديث والمقالات السياسية تكشف دون كبير عناء عن تباين حاد في وجهات نظر الأطراف المعنية الذي يمسكون بمقاليد الأمور.
    * هل توقعت قرارات الرئيس البشير في ديسمبر 1999 الخاصة بصراع السلطة وعزل الدكتور حسن الترابي؟
    ـ الانقسام كانت له ارهاصاته وبداياته طوال السنوات التي سبقته، ولذلك لم يكن الصراع غريبا بالنسبة لي، والواقع أن قرارات البشير في تلك الفترة كانت انقلابا ثانياً، فهو قاد الانقلاب الأول في يونيو1989، وقاد الانقلاب الثاني في ديسمبر 1999 والدكتور الترابي ارتفع بسيف البشير في 89، وسقط ايضاً بسيفه عام 1999 .
    * وكيف جاءت المتابعة بالنسبة لأوضاع الجنوب؟
    ـ تابعت تصعيد الحرب في الجنوب حيث عمل النظام على اسلمة الحرب، واعتبرها جهاداً مما اثار حفيظة الكنائس والغرب خشية اسلمة الجنوب ولذلك اتسعت وتفاقمت الحرب. وتابعت الدراسات والبحوث التي اعدها مركز الدراسات الاستراتيجية الأميركى وشارك فيها الدكتور فرانسيس دينق في مطلع التسعينات، ونقلت لي شخصية سودانية عن صحافي اميركي قوله (ان لدى الجنوب امطارا غزيرة وغابات وحيوانات برية، وفيه بترول ومعادن فلينفصل الجنوب ويترك الشمال لله والصحراء) اراد ابلاغي بأن الولايات المتحدة أو جانبا من المؤثرين فيها يضعون ثقلهم على حائط الجنوب ولا يأبهون بالشمال. ثم تابعت اختيار جون دانفورث كمبعوث اميركي خاص للسودان ليلعب دوره في عملية وقف الحرب واحلال السلام، واللافت في اختياره انه رجل كنسي، أي ان المهمة دينية وسياسية فيما يتعلق بتحركه في هذا الجانب، وهو الذي قال «إن ما يهمنا هو السلام» وجاء حديثه وبتركيز عن وجود دولة واحدة بنظامين «اسلامي وعلماني».
    * هل أنت مع هذا الاتجاه؟
    ـ ان مفاوضات ماشاكوس، ومفاوضات نيفاشا والبروتوكولات والاتفاق الذي تم التوصل إليه في نيروبي استندت إلى وثائق ودراسات مركز الدراسات الاستراتيجية الأميركي لحل مشكلة الجنوب ووقف الحرب واحلال السلام استناداً إلى وجود دولة واحدة بنظامين (إسلامي /علماني).
    * هل تعتقد بانفصال الجنوب والاتجاه نحو اوغندا او كينيا؟
    ـ الاتجاه نحو السوق الأوسع هو مع الدول العربية، فلا بد أن الجنوب عندما تستقر احواله ويؤسس البنى التحتية ويستثمر موارده تحت الأرض وفوقها يتطلع الى سوق ارحب وأكبر ولذلك وبلغة الحساب فان التعامل المحدود، ليس هو الأفضل له.
    * لماذا اتجه الغرب والولايات المتحدة إلى الجنوب بهذه الكثافة؟
    ـ الاتجاه أو الالتفات ليس الجنوب أو السودان وحده، الالتفات إلى افريقيا كلها والتعبير الأصح هو الاستهداف، من الغرب استهدف افريقيا قبل أكثر من مائة سنة، واستخدم تجارة الرق بنقل الشباب الأفريقي من دول أفريقيا وعبر البحار والمحيطات الى أوروبا واميركا الجديدة لتشغيلهم واستنفاذ طاقاتهم في ترقية وتطوير أوضاعهم في أوروبا والولايات المتحدة.
    * ولكن ماذا يريدون في المرحلة الثانية؟
    ـ في المرحلة الثانية اتفقوا على وقف الصراعات والحروب الأهلية وفرض السلام ومحاربة الفساد وعدم الاعتراف بالأنظمة الديكتاتورية والعسكرية أنهم يريدون تهيئة أفريقيا لعودتهم بالكامل عبر الاستثمارات واسواق الأوراق المالية والاستفادة بالكامل من الموارد المخزونة خاصة البترول واستخدام الناقلات الضخمة لنقله بعيدا عن منطقة الشرق الأوسط، وفي نفس الوقت ينادون بمراجعة أوضاع الأنظمة في المنطقة العربية وإقامة انظمة ديمقراطية ويستخدمون دعوة محاربة الارهاب العالمي للتشجيع على هذه التحولات ولكن المقصود في نهاية الأمر الانتفاع بالكامل من المخزون البترولي في المنطقة وبوجه خاص العراق.
    * رغم الترحيب الواسع بوقف الحرب واحلال السلام، فالى ماذا تعزى تحفظ الكثيرين على اتفاق السلام والخشية منه؟
    ـ لأنه سلام مفروض بآلية الدول الكبرى وشركاء الايقاد ولا يستند الى قناعة وارادة واحساس اهل القضية انفسهم، كما أن الاتفاقية في نظر الكثيرين حسمت لمصلحة الجنوب وعلى حساب مصلحة الشمال ولذلك انفجرت احداث دارفور بالغرب والتهب الشرق، ليس بمقدور احد رفض السلام، فهو مبدأ وحياة وأمن ولكن المطلوب السلام العادل المعبر عن إرادة كل أهل السودان.
    * هل أنت متشائم من عملية السلام القادم؟
    ـ لست بمتشائم وفي نفس الوقت لست بالمتفائل الساذج.
    * وكيف يتحقق التفاؤل غير الساذج بالنسبة لتحقيق السلام الشامل؟
    ـ يتم ذلك إذا طرح اتفاق السلام الثنائي في مؤتمر جامع لكل القوى السياسية ليتداولوا حوله، فلا أحد يعارض السلام، والجميع معه، كما أن احداً لم يطالب بالغاء الاتفاق الثنائي، وهذا المطلب لا يقتصر على القوى السياسية الشمالية وانما القوى السياسية الجنوبية.
    * ولكن هذا المطلب ورغم معقوليته الا ترى ان جدولة تطبيق اتفاق السلام اخذت في السريان؟
    ـ لسنا بمجانين، ولا أحد يطالب بما لا يمكن تحقيقه، اننا كقوى سياسية لدينا ملاحظات حول بنود الاتفاقية، وهي ملاحظات تستند إلى حجة ومنطق، والاتفاقية نفسها نصت على ذلك وقالت إن اي تعديل يمكن أن يعرض على المجلس الوطني أو على مجلس الحركة وإذا اقر بأغلبية الثلثين يضمن في الاتفاقية والتعديل والاضافة في اي دستور أو قانون أو اتفاق ليس بدعة انما هو مبدأ ثابت وله سوابق.
    * ولكن الا ترى ان هذا الجانب الخاص والملاحظات يمكن اثارتها في لجنة دستور الفترة الانتقالية؟
    ـ النسبة في تكوين اللجنة التي حددت طبقاً لاتفاق السلام، يعطي النسبة الأعلى لطرفى التفاوض أي الحكومة والحركة، ولا يمكن في قضية مصيرية تمس حاضر ومستقبل الوطن أن يكون تمثيل القوى السياسية رمزيا. يجب ان تكون المشاركة واسعة تشمل كافة القوى السياسية دون استثناء.
    * وكيف يتحقق ذلك؟
    ـ إذا كان المبدأ - الثابت هو جعل المصلحة العليا هي الأساس، وبالتالي تعدل القوانين وتراجع الدساتير وتغير فما الذي يحول دون توسيع عددية لجنة الدستور لتستوعب كافة القوى السياسية.
    * وكيف يتم ذلك؟
    ـ يجب على طرفي التفاوض واتفاق السلام ان يتجاوزا نوع الممارسات المماثلة للاتحادات الطلابية، فلا يمكن في قضية تخص وطنا بكامله ان يقال ان هذا الطرف يتنازل عن نسبة من مقاعده أو من حصته.
    هذا فهم محدود، فالمطلوب توسيع عضوية لجنة الدستور لتحقيق مشاركة القوى السياسية وهذا لا يحتاج لتنازلات وانما يحتاج لقدر كبير من الفهم الصحيح لما هو مطلوب تجاه البلد.
    * هل تعتقد أن القوى السياسية بعد محاربة الأنظمة الشمولية لها بمقدورها الاضطلاع بدورها السياسي المطلوب؟
    ـ الدول الغربية والولايات المتحدة متفقة على تصور يهدف إلى عدم عودة الاحزاب التقليدية إلى الحكم مرة أخرى، ويمكن ان تحل مكانها الشخصيات الوطنية، وقيادات منظمات المجتمع المدني، وهذه الصيغة لم تبدأ بعد، ولذلك يتعين على القوى السياسة اعداد نفسها جيدا للتحول الديمقراطي وللممارسة الديمقراطية لأن المحك هو صندوق الاقتراع، أي الديمقراطية.
    * وهل توافق على اتجاه الحركة الشعبية لأفرقة السودان على غرار اوغندا وكينيا ؟ ـ السودان قام قبل زمن طويل من ظهور الحركة الشعبية، والسودان تتعدد فيه الاديان والاعراق، وهو عربي واسلامي ومسيحي وهذه التركيبة ليس بمقدور احد أو طرف تغييرها، ليس بمقدور طرف تغيير هوية وتاريخ السودان، ويجب التعامل الناضج مع هذا التنوع والتطور على أساس أنه السودان الذي عاش فيه الجميع على مر الحقب البعيدة.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de