|
|
 أين غدا حلمنا بالسودان الجديد؟
|
في اسلوا وصف كوفي عنان سلام السودان بالسلام (الهش)...
لقد صام السودانيون زمان طويلة وعانوا وكابدوا من جوع وجفاف وموت وفقدان أمن وخوف وفطروا اليوم على كسرة من الخبز اليابس كما يقول صاحبي المثقف وأمثاله من ملايين السودانيين..
كان السودانيون يحلمون بوطن لا يعرف إلا المحبة والألفة والتسامح واعتراف المذنبين ومجئ التائبين أفواجا.. كانوا يحلمون بمجتمع لا يعرف إلا التآخي بين كل الأطياف وبدولة لا تعرف إلا الحداثة.. كانوا يحلمون بمجتمع لا يعرف إلا الرحمة والتراحم والود ومساعدة الأخ أخيه بعد كل الذي مضى..
كانوا يحلمون بسودان لا تفرقة دينية ولا طائفية ولا قبلية ولا عشائرية ولا عرقية فيه.. كانوا يحلمون ببلد آمن يسعى من اجل مستقبل وضاء يتفاوض زعماؤه مع الإنقاذيين لجدولة زمنية على برامج حقيقية لا إن يتفاوضوا في ما بينهم (المتنافيشان من نيفاشا) خوفا وتملقا(من الدول الكبار) طمعا وجشعا(الغنائم) وكأنهم غرباء عن بعضهم البعض وأيديهم علي قنابل مؤقتة موجه لصدر السودان..
كانوا يحلمون بسودان جديد لا وجود للتمذهب أو التحزّب أو التعّصب أو التخندق أو التطرّف أو التزندق أو التقاتل أو التنّطع أو التمرجع..
فإذا بالسودان يعج ويبتلى على أيديكم بكل موبقات المحليات وبلايا العصبيات وخطايا الطوائف ورزايا المتخلفين ومانشيتات البدائيين وجماعات المفسدين والقتلة والمجرمين المتوحشين والمطلوبين عن لاهاي ..كمن أصابه نهم لطعام وهو يساق للشنق ..
كان السودانيون ينتظرون حكاما يعشقون السودان وطنا لا يفرقون بين ترابه بين شمال ووسط وجنوب أو بين شرق وغرب وقد تخلّصوا من تعقيدات الماضي السقيم..
ولكن جاء سلام نيفاشا تصفية لبعض الديانات وبعض العرقيات وتمكين البعض منها ...
كان السودانيون ينتظرون حكاما ومسئولين يتميزون بنظافة أياديهم ونزاهة جيوبهم حتى يكونوا مثلا تقتدي بهم الجماهير..
بالله عليكم إذا لم تجتمعوا بعد مرور زمن طويل على تشكيل وتنزيل اتفاقية نيفاشا والتي اعتبرها للإنقاذ من الإنقاذ في مثل هذه المرحلة التي يفترض يجتمع فيها الخبراء والأذكياء والنزهاء من عامة السودان ، فكيف سيمكنكم الاتفاق على قضايا حيوية سيواجهها من يسمونها (السودان الجديد) في قابل الأيام؟؟
ولسخرية بالمسيرين لانجاز الاتفاقية الثنائية شبه لهم انه لم يبق من مشكلات في السودان على مدى شهرين كاملين إلا (تأليف وزارة انتقالية) وقد تركتم مشاكل السودان ومعضلاته المستعصية وراء ظهوركم من اجل الاتفاق على أمور لا يمكن إن تحل بيوم وليلة.. تجدهم يحاصص بعضهم بعضا وتساوم أحزابهم أحزابا أخرى وتؤيد أحزاب التسليم وترفض احزاب أخري وقوفا مع رأي الدولة الشقية اقصد الشقيقة ، وتعتم هذه الجماعة على أخرى..
احد أطراف - متطرفي السلام قال لي إن المستقبل واعد بالنسبة لهم لأنهم حاربوا وحققوا السلام ولا يحق للآخرين اقتسام عرق جبينهم ...
وآخر من الهائمين عبر عن لسان حال ( ياهو ديل) بسخريته أنهم سوف يكتفون بترطيب الأجواء بتجفيف عرق جيش الجنوب المدعوم من أوسلو إذا استجاب الله لدعواتهم وأقلعت طائرة لاهاي تاركة هيبة القضاء السوداني ..
ولا يقل لي أي واحد منكم بأنكم قد قدمّتم للسودان ما يحتاجه في اخطر مرحلة يمّر بها..
هل فعلا هذا السلام هش ؟؟؟؟
|
|
 
|
|
|
|
حسن الملك
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست