|
Re: المجذوب حاضراً في الذاكرة 23 عام من الرحيل حضور الشعر .. غياب الجسد (Re: almohndis)
|
إلى محمد المهدى المجذوب
(1) يا بحر الكلمات ويا نبض الشعب مجذوب الدامر ، صوفى الحب الرائع كتلال السودان السمر ... وأشواق الغابات الروعة حين يشيع الكذب ويفرخ في الطرقات الجذر النامي في قاع القلب في هذا الزمن الزاخر بالترهات (2) مجذوب اللغة ، مديد الكلمات لم تبق إلا أقبية الصمت .... وضباب اللغة وصرير الحشرات والشعر له طعم الكذب ورائحة " القات " في هذا الزمن البائس عصر " التنزيلات " هذا وقت الصبر المر ورمى الجمرات أتسأل هل هذا حكم الوقت ... أم بعض إشارات ..؟ (3) يا شيخ الشعر ويا إبن الثورات " وحوار " أبينا قد تهنا في دهم الطرقات وفقدنا طاقات الإسماع ومقدرة الإنصات وسقطنا من نور الصبح إلى قاع الظلمات هذا زمن عبأه الشر بكل مفاسده وأحتل جميع الشرفات (4) اليوم قرأت " شرافتكم " وعمار الحبر يسيل على الصفحات عبأت عروقي من دفء النغمة والكلمات " ومنابركم " تملأ أفقي بالطيب من كل الصبوات تنداح معطرة بالصدق الحارق " والحرقات " وتراب السودان يلون كل الأبيات فطربت كدرويش هيجه صوت النوبات أدركه الحال ففضحته العبرات (5) " نار المجذوب " تطهرني من رجس الغفلات تحملني لبلاد الشمس الرائعة القسمات وتعطرني " ببخور التيمان " ومسجوع الدعوات وتؤرخ للسودان روائعه في عهد الحسرات تمنحني قدرة تفعيل الحلم بوقت الأزمات
د.أحمد الحسين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المجذوب حاضراً في الذاكرة 23 عام من الرحيل حضور الشعر .. غياب الجسد (Re: almohndis)
|
و ارتضع السيجارة و هى انثى بقية نجمة قصوى اراها حيالى و الرماد لها غيوم و ما انفضها الا لاوقظها فتكرى كما يكرى من الحمى السقيم .......... وارضانى الجنوب فما ابالى بمن يصم العراة ومن يلوم هم عشقوا الحياة فعاشرتهم كما تبغى المشاعر لا الحلوم فليتنى فى الزنوج ولى رباب تميل به خطاى و تستقيم و فى حقوى من خرز حزام و فى صدغى من ودع نظيم و اجترع المريسة فى الحوانى اهذر لا الام ولا الوم طليق, لا تقيدنى قريش باحساب الكرام ولا تميم من قصيدة ( لزيم الجور) للمرحوم الشاعر محمد المهدى المجذوب لك الشكر على احيائك لذكراه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المجذوب حاضراً في الذاكرة 23 عام من الرحيل حضور الشعر .. غياب الجسد (Re: almohndis)
|
نار المجاذيب الإهداء إلى الشاعر العظيم الدكتور عبدالله الطيب النار أوقدها عيسي وشاركني * فيها ابن بيرق أسراري وأقداسي خلّى وشيخي وسلواني وعافيتي ومن يدوم وود الناس لم يدم
تحية إلي الأخوان الأفاضل الذين اهتموا بأمر هذا الديوان الشاعر محمد احمد محجوب الشاعر عبد الماجد أبو حسبو الدكتور عبد المجيد عابدين الشاعر منصور عبد الحميد هذا..... والشكر للأخ الفنان الأريحي المبارك:- أبي عمرو إبراهيم الصلحى الذي أشراف علي أخراج هذا الديوان ورسمه وطبعه نفعني الله بصحبته. والحمد لله علي ذلك ، وصلي الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه المفتر الى الله محمد المهدى المجذوب الخرطوم 28/11/1968
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المجذوب حاضراً في الذاكرة 23 عام من الرحيل حضور الشعر .. غياب الجسد (Re: almohndis)
|
مقدمة نار المجاذيب
رأيت طفولتي الباكرة علي ضوء هذه النار المباركة ، ونظرت إليها وسمعت حديثها، وعلمت وانتشيت وغنيت. أوقدها الحاج عيسي ود قنديل ، والسودان في ملك العنج النصارى من أهليه ، فتلفتت في ليل (دَرُّو) الساكن ، تلقى ذوائبها الذهبية علي الحيَّران، تحلقوا حولها وعانقوا الألواح ورتلوا القرآن ،وسهر حولها الفرسان والفقهاء وأصحاب الخوارق، يسبحون وينشدون،سماحة بين الناس وأمنا وأريحية ، قرونا طولا حتى الساعة. ودفع بي أبي ضوء هذه النار فرأيت وجه شيخي وسيدى، شيخ الفقراء الورع الحافظ ، الفقيه محمد ود الطاهر. وأبى هو الشاعر المعلم ، الحافظ العلامة الفذ العابد ، الشيخ محمد المجذوب ، بن الفقيه أحمد ، بن الفقيه جلال الدين، ابن الفقيه عبد الله النقر ، بن طيب النيّة الشاذلي ، الفقيه حمد، بن الفارس الفقيه محمد المجذوب ، بن على البكّاء من خشية الله، بن حمد ضمين الدامر ، بن عبدالله المشهور برجل (دَرّو)، بن محمد ، بن الحاج عيسى ودقنديل بن حمد بن عبدالعال والإجماع قائم علي أن شاع الدين وعبدالعال ابني عرمان أمهما من نسل البضعة الشريفة – واعد نسبي في الجعليين من عرب السودان حتي العباس بن عبد المطلب ، والحمد لله على ذل ، وصلى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه. وخرجت مع الحيران إلي (الفزعة) لنحتطب، وفي قبضتي الصغيرة فرّار وماءُ من بحر النيل في زجاجة خضراء ، وتفوص أقدمنا في كثبان الرمال السمر ، وتتعلق أعيننا بزرقة النيل ، ورؤوس الدوم والنخيل، ونريح طفولتنا في السدر الظليل، ونعود إلي النار بالعشَرٍ والسّلمٍ وتطعمنا النار ، مغرب كل أربعاء، كرامةّ من بليلة اللوبياء المبارك، وعيش الريف الحلال. ومن الدامر الساكن الهامس بالنجوم. ومن فرحي الغامر بصحبتي لقسم الصبا والأحلام والشباب ، الشاعر الفذ الفنان عمي وأخي وسيدي أبي البركات عبدالله بن سيدي الوالد، الشاعر الحافظ المعلم. الشيح الطيب، عليه رحمة الله ورضوانه. ومن لا لاء نُوّار اللوبياء في جروف السيدة (صافي النيةٍٍ) رضوان الله عليها ورحمته، ومن رقتها وحنانها العميق، ومن سيرَ التاريخ الحافل بالمآثر أخذاً عن جدتي الحافظة ، المعلمة الذاكرة ، السيدة الحاجة مريم بنت الولى الصالح الحاج عطوه المغربى الخفاجي، والسيدة البرة الوهابة ، بنت وهب بنت النقر، رضوان الله عليهما ورحمته وبركاته، ومن طبول المقدم القادري ، تلميذ الشيخ الجعلي ، (دياب)، رضوان الله عليه. ومن الصدق الذي عملنيه والداي العاطفان.. من كل ما ذرت في محبة ووفاء وعرفان، انعقد جوهر هذا الشعر. ** سادتي القراء معاذ الله أن أفخر وأنا من تراب... ولقد علم أنني ما أردت، بالذي ذكرت، إلا إقرارا بعجزي وشكري. وانتقلت بعد الخلوة القرآنية في (الدامر) إلى مدارس الحكومة الخرطوم ، حتى تخرجت من كلية غردون ولم ألق بالا بوعي كامل إلي هذه المدارس ، ولم أمنع نفسي من شرورها وقشروها، ومازلت أعاني من أمورها. وجدت عند أبي قراءة حافلة ودرسا متصلا ثم اخترت ... ولقد أفدت كثيرا من مخالطة الناس خصوصا المساكين فلديهم صدق أخاذ نفعني وشفاني. اعمل حاسبا في حكومة السودان، وقد تنقلت في بلادي ، بحكم وظيفتي ، من أقصي الشرق إلي أقصي الجنوب إلي أقصى الغرب مع نشأتي في الشمال. ولقد سمعت ورأيت وجربت كثيرا حزنا وسرورا، وكمنت أصنع هذا الشعر علي أحوال مختلفات... ولقد علمت بعد المعالجة والتجربة أن الشعر أصعب الفنون ، ولم تؤهلني طاقتي إلي بلوغ الغاية فيه... وقد آذاني الشعر.. فقد رسخ في أذهان الناس هنا أن الشاعر من كوكب آخر... فهو لا يأكل الطعام ولا يسعي في الأسواق. واذكر أول التحاقي بالوظيفة ، أن رئيسي في الديوان رآني أختلس النظر إلي ديوان العقاد، وكنت خبأته في أحد أدراجي. وأصلح الرجل الطيب شاربه الملكي وامتلأ بوظيفته ، ونظر وعبس وبسر ، وقال في إشفاق واستخفاف: شعر؟ يابني الشعر ما يسقيش ميّه - واعتراف هنا أنني لم أنتفع بنصيحة قط ، وما انتهت نفسي عن غيها، وليس لها منى زاجر. وتذكرت نصح الرجل الطيب.. فقد حسبني مداحا.. وهو قد فطن إلى ضعف الشاعر في هذه الزمان، وأكثر القوم في الشرق العربي ينظرون إلي شخصه لا عمله. ولقد كان الشاعر في السودان مذبوحا .. دمه من المشهِّيات ومما اتفق هذا عليه – ولا نعرف فظاعة القسوة التي فيه، أن الألم يعين على الإبداع، ولا يقول هذا من يعرف القلوب، فالألم إذا جاوز الطاقة – مثل الفقر – يفحم ويقتل المواهب ويعمي البصيرة والبصر. ولقد علمت أن الشعر كسائر الفنون لا يُشرك به... ولم أتمكن من الجمع بين الواقع الذي أعيش فيه والشعر ، ثم غلب علي ابتغاء الأجر في طلب العيش ، فأعطيت وظيفتي ، وهي حق لا ريب فيه كل وقتي وتفكيري وطاقتي(وأسلم في هذا الموضع ، بكل احترام ، علي من بيدهم أمر العلاوات والترقيات من رؤسائي في خدمة الدولة) أنا أحب الفرح- متفائل بطبعي ، لأنني أحب الخير لنفسي وللناس، وبهذا تعتدل الحياة ، ولكن جلت حكمته ابتلاني وأعانني، وله الحمد، فاحتملت ، وأعياني حبي للصفاء فاعتزلت ، وأحاسب نفسي ، وأتهم صدقي وأتعب وأوسوس وأتشاءم، وعملت – غير نادم –أن التطرف في الحب والولاء لا يؤذى إلا صاحبه، والنفوس شحاح ، والأنصاف علي الصفاء هو الاكسير – والاكسير خرافه- وشجرة الاكسير كانت علي الذروة من جبل كسلا-وليس غيرها في الدنيا، قيل صعد إليها رجل فاقتلعها.. أين الرجل؟ ولكنني لن أسام من طلب الخير لنفسي ولغيري.. وأومن بالقضاء والقدر، وهذا باب طويل. ليس لي مذهب شعري ، فقد حاولت التعبير عن نفسي بصدق، ولم التفت إلى مذهب نقدي، ولا اعرف تقطيع البيت علي التفاعيل، ومازلت أتعجب ممن يطيق هذا التركيب وأشهد له بالبراعة. هذا، وما كنت أعد نفسي في الشعراء، فقد اشتهيت أن أكون رساما ولم أفلح. مشايخي في الشعر؟ لا أول لهم ولا آخر، من العرب والعجم الفصحاء، قدامى ومحدثين رجالا ونساء... وانأ لهم مدين. أنا إنسان حسن الحظ جدا ، فقد كتب الله لي سعادة حين عطّف علىّ قلوب أفراد من النساء والرجال،داخل السودان وخارجه ، تولوني بالتشجيع وأذاعوا ما استجادوا من هذا الشعر، ولما كنت أجد سرورا في الاعتراف بالفضل، فقد كنت أحب أن أزين هذا الديوان بذكر أسماء هؤلاء الأحباب،وترديد أسمائهم يعدل عندي رنين قصيدة . والعاطفون علي يعرفون شكري ووفائي وسعادتي بشكرهم وذكرهم، وقلوبهم تحدثهم عني ، وكنت أحب لو نشرت أسماءهم ولكنها ديوان وحده. وبعد أيها القاري الكريم... هذا شعري بين يديكم، وأرجو أن ينفعني صدقي لديك، وأحب أن نلتقي في ديوان آخر ولك شكري.
| |
|
|
|
|
|
|
|