الحاج وراق:سقوط التحرر «المخابراتي» !

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 01:20 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-13-2005, 09:14 AM

ثروت سوار الدهب
<aثروت سوار الدهب
تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 7533

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحاج وراق:سقوط التحرر «المخابراتي» !

    صحيفة الصحافة
    العدد رقم: 4228
    2005-03-13


    مسارب الضي

    سقوط التحرر «المخابراتي» !

    الحاج وراق



    *بدأت أول أمس القوات السورية في الانسحاب من لبنان ، واحتشدت في وداعها- بايعاز من الاجهزة السورية- جموع من اللبنانيين (الموالين) ينشدون الاناشيد ويرشقون الزهور على القوات المنسحبة (!) آخر نسخة من نسخ تجارب القوميين العرب في تحويل الهزائم الى إنتصارات (!) بدأتها (صوت العرب) حين كانت تتغنى بالانتصارات والطائرات المصرية تُضرب في مدارجها ، فلما تحققت الهزيمة بصورة غير قابلة للإنكار حولتها الدعاية الى مجرد (نكسة) ! وكذلك فعلت دعاية صدام في (أم المعارك)،
    حتى أن احد المعلقين الغربيين عقب ساخراً من معايير هذه (الأمة) للانتصارات ! وفي آخر الحروب (الحرب على العراق) كان الصحاف ـ تساعده قناة (الجزيرة) الكذابة، وغيرها من القنوات الرسمية التي من طينتها - يبشرون الجماهير العربية بانتحار (العلوج) على مشارف بغداد (!) وعلى الخدر اللذيذ بتحقق معجزة سحرية ما ، كانت الجماهير العربية -على عكس الشعوب المستنيرة التي ملأت الشوارع في كل الدنيا معترضة على الحرب- مستكينة الى احلامها العاجزة لتفاجأ بفارس احلامها قابعاً كفأر مذعور في احدى حفر العار !
    إذن فالزهور التي تُرشق على القوات المنسحبة لن تداري حقيقة الأمر ، هزيمة اخرى ، في سلسلة هزائم حركة التحرر في المنطقة ، ولكنها هذه المرة إعلاناً نهائياً بختام مرحلة وتدشين مرحلة جديدة، لها معاييرها ومطلوباتها المختلفة.
    *جاءت الهزيمة الجديدة على خلفية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري .. ورغم انني ارجح رواية الحكومة السورية بأن لا علاقة لها بعملية الاغتيال، الا انني لا اكتفي بذلك، واطرح السؤال الذي لم تطرحه الحكومة السورية على نفسها : لماذا حمَّل الشعب اللبناني ـ في غالبيته ـ مسؤولية الجريمة على سوريا ؟! وماهي التعبئة النفسية والوجدانية التي قادت غالبية الشعب اللبناني للوقوع في الفخ المرسوم ؟! وماهي مسؤولية الحكومة السورية في هذه التعبئة ؟!
    مثل هذه الاسئلة لا تطرحها الحكومة السورية لأنها تحيل الى طبيعة النظام السوري المخابراتية ، وتصديره هذه الطبيعة الى لبنان ـ لبنان الضاج بالحيوية الفكرية والسياسية والمتعدد الأديان والطوائف والاطياف ، وبالتالي غير القابل اصلا للقولبة في صيغة شمولية .. وتحيل الى خطايا الوجود السوري في لبنان ، خصوصاً بحث المخابرات عن عملاء وليس حلفاء ، والذي تجلى في تعديل الدستور لاعطاء أميل لحود فترة رئاسية جديدة كأنما لبنان عدمت الوطنيين غيره ! خطوة غير ديمقراطية وغير صحيحة، ولكنها تتسق والتفكير المخابراتي ، فالمخابرات تريد رئيساً لبنانيا يعرف بأنه موجود في منصبه بسبب دعمها وحدها له ، مما يضمن ولاءه المطلق ! .. وهي الخطوة التي عزلت سوريا عن حلفائها الطبيعيين في لبنان ، اى عن القوى المناهضة للهيمنة الامبراطورية في المنطقة ، فبطبيعة هذه القوى الديمقراطية لم تكن مستعدة للالتحاق بالألاعيب المخابراتية لمسخ وتشويه الآليات والمؤسسات الديمقراطية بما يجعلها في تناقض مع مبادئها وجماهيرها ، وابرز هذه القوي الحزب الاشتراكي التقدمي والحزب الشيوعي وتيار المستقبل ، وبخسارة سوريا لهذه القوى خسرت (مخدة) وجودها السياسي والعسكري ، وخسرت احتمال الدعم الاوروبي ، الذي كان من الممكن ان يشكل حليفاً محتملاً ضد مخططات الهيمنة الامبراطورية في المنطقة ، وبالنتيجة كان الطريق سالكا لعملية استخبارية نوعية كاغتيال الحريري ، عملية تعطي السخط المتراكم لدى الشعب اللبناني من آليات التحكم المخابراتية السورية تجليه الأكمل ، كانتفاضة شعبية واسعة ضد الوجود السوري !
    *ثم إن الهزيمة السورية لن تتوقف عند مجرد الانسحاب من لبنان- وهوانسحاب حتمي، كلما تأخر كلما اتخذ طابعا مذلاً ومهيناً -، وانما غالبا ما تمتد الى تنفيذ كامل الروشتة الامريكية : ايقاف دعم حزب الله ، والتعاون تجاه الاوضاع في العراق ، وايقاف دعم المنظمات الفلسطينية المقاومة ، والالتحاق بمسيرة التسوية السلمية في المنطقة وفق شروط اليمين الاسرائيلي ! .. ولا يسعف سوريا تجاه هذه الروشتة تاريخها الناصع السابق في الصمود ، لقد تغيرت الاوضاع الدولية والاقليمية تغيراً استراتيجيا : غاب الاتحاد السوفيتي ، انهار النظام العربي ، سقطت بغداد، وتحولت ليبيا ، وخسرت سوريا الحليف الاوروبي ـ فرنسا .. ان ما يسعف الحكومة السورية حقا برنامج بديل ، برنامج للتحول الديمقراطي ، فهو الكفيل بمصالحتها مع شعبها وقواه السياسية، وبتمتين جبهتها الداخلية ،وخلق فرصة حقيقية للصمود والتصدي .. ولكن، ولأن هذا البرنامج البديل يتناقض واحتكار السلطة الشمولي، فقد علمتنا تجارب الانظمة القومية العربية والانظمة الطغيانية عامة في المنطقة ، ان هذه الانظمة تفضل المساومة مع الاجنبي على شراء رضا شعوبها ، كما تفضل الانتحار بدلا من قبول التداول السلمي للسلطة !
    *ولكن الهزيمة السورية الحالية والمستقبلية لن تشكل مناسبة للاحتفال الامريكي الاسرائيلي، وذلك لان الهزيمة السورية تتناظر وهزيمة امريكية اسرائيلية !
    فمن ناحية، تناظر هزيمة اخلاقية ومعنوية لامريكا واسرائيل ، لانها فضحت منافقتهما وازدواج معاييرهما : فامريكا الموجودة بأكثر من مائة الف جندي في العراق تتصايح حول عشرين الف جندي سوري في لبنان ! وتتساءل امريكا عن تطبيق قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بلبنان ولا تتساءل عن تطبيق الشرعية فيما يختص باسرائيل ! وتدعو الى الانسحاب السوري من لبنان قبل الانتخابات ولكنها لم تطرح ذات المطلب على حليفتها اسرائيل حين تنظيم الانتخابات الفلسطينية تحت الاحتلال !.
    *ومن الناحية الأخرى ، فإن التسليم السوري بالروشتة الامريكية الاسرائيلية لن يجعل المنطقة تصفو لتبيض وتفرخ فيها الهيمنة الامبراطورية ، على العكس فإن المنظمات الاساسية المعادية لهذه الهيمنة ، والتي ستخسر الدعم المادي واللوجستي السوري ، الا انها في المقابل ستتحرر من قيود الحسابات الرسمية التي كانت تقيدها بها سوريا ، مما يجعلها اكثر عنفا وانفلاتا .
    وبطبيعة هذه المنظمات ، وغالبها منظمات اصولية ، وبطبيعة احتياجاتها المتواضعة في التسليح ، فإن غياب الدعم السوري لن يدفعها الى الاستسلام في المدى المنظور ، مما يقود الى الاستنتاج بأن المنطقة ليست مقبلة على (سلام) امبراطوري ، كما تتوقع الولايات المتحدة وحليفتها اسرائيل، وانما مقبلة على اضطرابات واسعة واعمال عنف اكثر انفلاتا وظلامية !
    وحتى في لبنان، وبعد ان انقشعت الفورة العاطفية، برزت الآن الحقائق السياسية الاكثر رسوخا : ما من قوة محلية قادرة على تجريد حزب الله من سلالحه ، وايما تدخل دولي اقليمي لتحقيق ذلك سيجعل من شعارات الانتفاضة اللبنانية (الحرية ـ السيادة ـ الاستقلال) مجرد مسخرة ! وحينها ستبرز الهيمنة الامبراطورية عارية من أية ورقة توت ، وستواجه عاجلا او آجلاً انتفاضة شبيهة بالتي واجهها الوجود السوري ، بل اشد واعنف !
    *ولكن في المقابل، فإن «التحرر الاصولي» مثله مثل التحرر المخابراتي، مسدود الافق. مسدود لأن حرية الاوطان تبدأ بحرية الاذهان، والاصولية انغلاق وظلامية ! ومسدود لان الاصولية تفتت الاوطان على اساس الدين والطائفة وبذلك تقع في فخ خطة الهيمنة القائمة على (فرق تسد) ! ومسدود لان الاصولية اذ تضع الصراع على محور الدين تعزل معركة التحرر عن حلفائها الطبيعيين في كل الدنيا ، الحلفاء الذين يجمعهم مشروع التحرر ولكن لا يمكن ان تجمعهم العقيدة ! ومسدود لأن الاصولية بعنفها الاعمى والظلامي تجعل الهيمنة الامبراطورية تنزف ولكنها في ذات الوقت تمدها بالمسوغات الاخلاقية والمعنوية لادامة الهيمنة !.
    *لقد سقط التحرر (المخابراتي) ، وأفضل لشعوب المنطقة الا تراهن على الموتى ، دعوا الاموات يدفنون موتاهم ! .. ولكن بديلاً من (المخابراتية) لم تنهض بعد حركة تحرر ديمقراطية ، ولذا، والى حين ذلك ، فإن المنطقة ستدخل في آلام مخاض عسير وطويل ودموي !

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de