وقائع ما جرى لبيتر ومصطفى " قصة قصيرة "

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 06:01 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-05-2005, 09:22 PM

عاطف عبدالله
<aعاطف عبدالله
تاريخ التسجيل: 08-19-2002
مجموع المشاركات: 2115

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
وقائع ما جرى لبيتر ومصطفى " قصة قصيرة "

    وقائع ما جرى لبيتر ومصطفى
    قصة قصيرة

    في صباح أحدِ الآحاد وبيتر يرتدي زيه الرياضي الأبيض وحذاءه الرياضي الأزرق ويعدو في حديقة الهايد بارك الخضراء بوسط مدينة لندن دنا من بحيرة الإوز التي تُحتل جزءا من تلك الحديقة، وكما اعتاد في صباح كل أحد خلال فترة الصيف أن يستلقي أمام بحيرة الإوز ويرمى لها ببعض حبات الفستق والفول السوداني ريثما يستجمع أنفاسه لينطلق مواصلاً عدوه من جديد، في ذلك الصباح كان هناك زائر بري من بين الإوز، فزع حين رأي بيتر ففقر منقاره وصاح وهو مفردٌ جناحيه الضخام، ففزع بيتر وهرع يعدو فطارده ذكر الإوز البري، جرى بيتر حتى وصل لحافّة السياج الذي يفصل ما بين طريقين أحدهم للمشاة والعدائين والآخر لراكبي الدراجات الهوائية داخل الحديقة، فقفز بيتر فوق ذلك السياج وسقط على الجانب الآخر واصطدم بمكب للنفايات كان قد وضعه أحد عمال الحديقة ريثما يجمع النفايات التي حوله فسقط بيتر وكسر ساعده الأيسر.
    في نفس ذلك الزمان لكن في ركن آخر قصي من المعمورة ومع مراعاة فروق التوقيت حيث كان الوقت ظهراً والشمس في كبد السماء تلهب الرؤوس، كان مصطفى يعدو مهرولاً حين لمح الحافلة التي ستسير حتى أصقاع حيه السكني، وكعادة السائق الذي كان يصمم أن لا يأخذ معه في ساعات الذروة إلا الأشداء والأقوياء الصامدين من الركاب فكان يتعمد أن لا يتوقف إلا على مبعدة من المحطة المخصصّة لوقوفه ويتلذذ بمنظر الناس وهي تتدافع عدوا ليلحقوا بمقعدا في حافلته، أمسك مصطفى بعمامته بيد وأطبق على مركوبه باليد الأخرى، رافعا طرف ثوبه عاضّا عليه بأسنانه وجرى لا يلوي على شئ إلا المقعد الذي أمامه، لعلمه بأن لا شيء وراءه سوى الحر وطول الانتظار، في تلك اللحظات كان مجد الدنيا كلها لا يساوي لديه مقعدا بجوار النافذة في تلك الحافلة أو حتى في وسطها لا يهم المهم أن يجد حيزاً ببطنها ينحشر فيه.
    جرى مصطفى وكعادته سبق الجميع وكاد أن يطأ باب الحافلة بقدمه ويحجز مقعده فيها لكن السائق اندفع فجأة وزاد من سرعته كأنما قرر أن لا يأخذ أيَّاً من المهرولين نحو حافلته، لكن مصطفى لم يكن من النوع الذي يستسلم بمثل تلك السهولة فزاد هو الآخر من سرعته والسائق يسرع ومصطفي يسرع ويزداد تصميماً على اللحاق بالحافلة، فعماه تصميمه أن يلحظ الحفرة التي على جانب الطريق فسقط فيها وكسر مصطفى ساقه اليمنى.
    نعود لبيتر في لندن حيث استدعى عامل الحديقة سيارة الإسعاف التي انطلقت صافرتها لمكان وقوع بيتر وخلال دقائق كان بيتر بالمستشفى تُجرى له الإسعافات الضرورية ويتلقّى العلاج اللازم ليده المكسورة، وكانت هناك أعين الصحافة ترصد ما جرى له، وقبل أن ينتصف نهار بيتر كان يزوره عمدة لندن ومستشاره القانوني ومعهم الصحافة ومندوبي الإعلام، كان العمدة مستعداً لكافة الاحتمالات فقَرّر فوراً بأن مجلس المدينة سوف يتحمل علاج بيتر وسوف يتم تعويضه تعويضاً مجزياً عن الضرر الذي سيلحق به نتيجة كسر يده، إلا أن بيتر رفض قبول كل ذلك إلا بعد أن يحصل على اعتذار رسمي من العمدة أو أن يترك الأخير منصبه، أخيراً تحت ضغط الصحافة وبيتر أُجبر العمدة على تقديم استقالته من منصبه.
    ونعود لذلك المكان الآخر من المعمورة حيث سقط مصطفى وكسر ساقه اليمنى، ظل مصطفي بالحفرة حتى تضافرت جهود أولاد الحلال على حمله وإخراجه منها ووضعه تحت ظل أحد الأشجار على الطريق العام إلى أن أتى أحد فاعلي الخير رجل ملتحٍ يرتدي جلباب أبيض وعمامة بيضاء وحذاء أبيض تكاد ملابسه تبرق من النظافة ويقود كذلك سيارة مارسيدس بيضاء جديدة ونظيفة، فتفضل على مصطفى بنقله إلى بيت البصير أب أحمد فشكره مصطفى على مروءته وأخبره بنيّته على مقاضاة المجلس البلدي ومدير شركة المواصلات العامة وسائق الحافلة الذي تلاعب به، فضحك الرجل الملتحي وقال وهو ينظر لمصطفى الذي كان يستلقي في المقعد الخلفي من خلال مرآة السيارة الداخلية:
    - الشكوى لغير الله مذلة.
    - لكن ما جرى لي كان بسبب أولئك الثلاثة.
    - يا إبني أحمِْدْ رَبْك فأنت محظوظ.
    - محظوظ كيف؟ وساقي كُسِرَتْ!!
    - أحمِْدْ ربك بأن الذي كسر هو ساقك، كان يمكن أن تكسر عنقك وتلقى حتفك.
    - أنا أحمده على كل حال لكن ما جرى لي كان بسبب..
    - يا إبني ألا تؤمن بالقضاء والقدر؟
    - طبعا أؤمن بالقضاء وبالقدر لكن..
    - وأن ما جرى لك كان مسطّراً ومكتوباً..؟
    - نعم....لا.. لكن.. لو!!
    - يا إبني لا ولكن ولو تفتح عمل الشيطان..
    - إذن ماذا عليّ أن أفعل؟
    - عليك أن تستغفر أولاً، وتذهب لتصلي ركعتين شكرا لله على سلامتك، ومن ثم تقدم كرامة لوجه الله بأن تذبح شاة وتوزع لحمها على الفقراء...
    وهنا التفت فاعل الخير ذو الملابس البيضاء وراءه إلى مصطفى ليرى تأثير كلماته عليه لكنه ما سرعان ما استعاد جلسته هازاً رأسه.. بعد أن تأكد بأن الأخير ومن بؤس هيئته يبدو أنه لا يملك ثمن دجاجة ليذبحها دعك من الشاة فصمت قليلا ثم واصل حديثه قائلا:
    - أو حتى أن تقدم لهم حفنة تمر لا يهم، المهم أن تكرم فداءً لعنقك الذي سلم ورأسك الذي لم يتحطم.
    فتحسس مصطفى رأسه بيديه، وبعد أن تأكد من وجوده في موضعه قال:
    - والله لم تقل إلا الحق..
    - ألم أقل لك قدر أخف من قدر
    - فعلا قدر أخف من قدر.
    - وصلنا لبيت البصير أب أحمد أرجو أن تترجّل بسرعة متكئاً على ساقك السليمة لأني في عجلة من أمري وأن لا تنسَ ما أوصيتك به الاستغفار والفداء والصلاة.
    - لا لن أنسي تلك الوصايا شكراً لك..
    فنزل مصطفى متحاملا على ساقه السليمة، وقبل أن تمضي السيارة المارسيدس البيضاء سأل مصطفى صاحبها:
    - لكن ما عرفت الأستاذ الكريم من؟ يخيل لي أني قابلتك من قبل لا أذكر أين!!
    - لا لا أظن أننا تقابلنا لكن ربما تكون رأيتني فأنا يا إبني المحافظ
    - المحافظ شخصيا؟؟
    فقال له الرجل الملتحى بابتسامة عريضة:
    - نعم المحافظ شخصيا.
    ارتبك مصطفى وتداخلت الكلمات وتزاحمت الأفكار على طرف لسانه فقال:
    - المحافظ.. يا الله، أكاد لا أصدق، لا أدري كيف أشكرك، أأشكرك لنقلي أم لإرشادي، والله لا أدري كيف أشكرك، بارك الله فيك وفي كل السادة المسؤولين.. بارك الله فيك.. بارك الله فيك.. الله أكبر.. الله أكبر..
    ثم فاضت عينا مصطفى بالدموع وبكى، بكى مصطفى من الفرح لأن الحظ كان حليفه فلم يكسر عنقه ولأن القدر أرسل له المحافظ ليقله لبيت البصير أب أحمد ولينير بصيرته قبل أن يعميه الغضب.


    "انتهت"

    (عدل بواسطة عاطف عبدالله on 02-05-2005, 10:24 PM)
    (عدل بواسطة عاطف عبدالله on 02-05-2005, 10:32 PM)
    (عدل بواسطة عاطف عبدالله on 02-05-2005, 11:47 PM)
    (عدل بواسطة عاطف عبدالله on 02-07-2005, 00:53 AM)

                  

02-05-2005, 11:44 PM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وقائع ما جرى لبيتر ومصطفى " قصة قصيرة " (Re: عاطف عبدالله)

    واصل الحكو،... كما يقول ابن أمّك منوت،...


    كُن نفسك أبداً، وتأبط قلما ما حييت
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de