|
|
 بورتسودان الجرح العميق في جسد الأمة السودانية...............................................!!!
|
بورتسودان الجرح العميق ...
شاذلى جعفر شقَّاق
[email protected]
ويستمر الحريق .. وسفك الدماء وزمجرة البنادق ودوىُّ المدافع وعويل الامهات والأرامل اذ يستشرى سرطان الحرب فى جسم الوطن المنهوك الذى لم يبق فيه شبرٌ إلا وفيه ضربة سيفٍ أو طعنة رمح,ابتداءً من جنوب البلا الى غربها فى دارفور وكردفان ثم الى شرقها متجاوزاً هذه المرَّة ثغر الحدود الشرقية الى كبد المدينة (بورتسودان).
ليقف النائب الاول لرئيس الجمهورية -بعد خراب سوبا-مبدياً استعدادهم للتفاوض مع الاسود الحرة ومؤتمر البجة-وان لم يسمهما-وفى الوقت نفسه يعلن تصديهم للثوار من واقع الواجبات للمحافظة على البلاد وممتلكاتها أو كما قال,وهو بهذا لم يأت بجديد يتناسب مع حساسية المرحلة اقبالاً على سلام عادل وشامل,لانهم كانوا يقاتلون الحركة الشعبية (شريكة اليوم)باعتبارها الفئة الباغية والخارجة والمتمردة,وكانوا يقاتلون حركتى العدل والمساواة وتحرير السودان باعتبارهما عصابات للنهب المسلح وعندما انكشف المستور وعلم القاصى والدانى قضيى دارفور أصبحت الحكومة تقاتلهم حفاظاً على أمن المواطن والبلاد من واقع واجباتهم ايضاً,اذن لن تعدم الانقاذ تبريراً لكبح جماح الثوار -حتى المدنيين-أينما كانوا قتلاً وسجناً وتشريداً ما دامت هى الحكومة ,هذا الأمر لا يحتاج الى(ولَّيع رتينة) اذا تأملنا دفن جثامين القتلى ببورتسودان وحرمان الاهالى من تشييعهم تشييعاً شعبياً تعبيراً منهم على فدائية ابناءهم وعظمة قضيتهم التى تعترف بها الحكومة.
ومن سخرية الاقدار انَّ الحكومة فى يوم ما كانت تضع سبابتيها على اذنيها فى وجه كل حركة أو ثورة أو أى كيان كائن ما لم يحمل السلاح ويدخل الغابة أو الجبال ثم تأتى اليوم وتنزع احدى سبابتيها لتضعها على زناد الموت ,لتفاوض وتقاتل فى وقتٍ واحد .
وفى هذا لا تتحمل الحكومة وحدها وزر الدماء المسفوكة,فاذا رجعنا الى الوراء قليلاً نجد أنَّ الحركة الشعبية توكأت كثيراً على مناكب الاسود الحرة ومؤتمر البجة وما أن توصلت الى الاتفاقية مع الحكومة حتى رفعت يديها عنهم وتركتهم فى مهب الرياح ,والأدهى والأمر من ذلك هو ما فعله التجمع المعارض عندما استخدمهم (مطيةً) يتودد بها للحركة الشعبية نفسها,وعندما قضى بها وطراً تركها تعانى الحسرة والرهق والاعياء الامر الذى جعل تنظيمى الشرق بين مطرقة الحكومة وسندان الحركة والتجمع المعارض يتطايران شرراً يُشعله زيت الحقد والضغينة لا يعود على بلادنا الا بالدمار والخراب والبؤس والشقاء والدموع على خدود الثكلى والبواكى قبل أن تتلاشى على شفاههن ابتسامات الفرحة بالسلام المرتقب.
فيا أهل السياسة ويا أهل بلادى ان الجراح عميقةٌ وان المصاب جللٌ,فلماذا تهدوننا الحزن (بالاجمالى) وتسلفوننا الفرح(بالقطاعى),جُعلت فداكم اخلعوا عنكم ثياب الأنانية والمصالح الشخصية والسلطوية وجزِّوا الوبر الكثيف على حافة الجرح الغائر الذى يسممه صديد المنفعة وقيح السلطة وضعوا عليه دواء الحب والسلام حتى يلتئم.
اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه
|
|
 
|
|
|
|
Kamel mohamad
الواثق تاج السر عبدالله
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست