عذرا لتأخر ورود هذا البيان و لاهمية ما ورد فيه من راي حول اتفاقية السلام و التطورات التاريخية التي اوصلتنا لهذه المرحلة، نري ضرورة نشره هنا نتمنا أن يغفر لنا الفارق الزمني بين تاريخ صدوره و نشره.
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صادر عن تنظيم القوى المُستقلة الحُرّة
بمناسبة الذكرى التاسعة والأربعون للإستقلال
جماهير الشعب السوداني الكريم
ظللنا وعلى مدى السنوات الماضية منذ الأول من يناير للعام 1956م نحتفل بعيد الاستقلال عن القوى الإستعمارية ونستشعر في ذات الوقت أن الاستقلال السياسي قد تحقق ولم تترتب عليه المعاني الكامنة في شمولية مضامين إطلاق الإرادة الوطنية بما يعني بالضرورة إقامة دولة عتيه تحفظ لإنسانها عزته و كرامته وتوفر له حياةً كريمةً تبعد عنه شبح المرض والعوز وهجير المنافي ومرارة الظلم والضيم وحسرة المُلاحقات وكبت الحُرّيات. إن التحرّر من ذلّ الإستعباد والصلف الأجنبي حدثٌ قمينٌ بالإحتفاء وإعلاء شأن المُناضلين الذين حزموا عزم الأمّة وقدّموا التضحيات الجسام إلى أن تحقق مقصدهم النبيل، ورحل الأجنبي الغاصب لإرادة ومكتسبات الشعب السوداني الضارب بجذوره في أعماق التاريخ الإنساني.
شعبنا الأبي
تبقي مرحلة النضال ضد المُستعمر هي مكمن الإلهام، حيث تميزت بعمومية الكفاح وخصوصية الريادة والقدوة، وحين نهضت نفوسٌ متوثبة غالبت أعمار من حملوها في جوانبهم وملكتهم بصيرة فاقت مكتسباتهم العلمية التي حرص الاستعمار على أن تكون شديدة المحدودية لتسيير دولاب خدمتهم المدنية دون أن تطوّر مقدراتهم العقلية وتطوّر مواهبهم الفطرية لكي لا يُمثلوا مُعكراً لصفو استغلالهم البشع لثروات البلاد وتعدّيهم الفاضح على كرامة الشعب السوداني، ولكن ظنهم خاب عندما نهض الصبية ولعبوا دوراً كبيراً في قيادة الكفاح، بإنشائهم لنادي خريجي أم درمان الذي تطوّر فيما بعد إلى أن وصل إلى مؤتمر الخريجين والذي ذاع صيته وعم أرجاء البلاد وحقق التصاقاً مُباشراً مع حركة الجماهير الوفيه والتي استجابت لنداءاته ومبادراته في تنفيذ الإضرابات ودعم المؤسسات الأهلية في مجالات التعليم والخدمات الضرورية الأخرى ورفض المشاريع الإستعمارية التي قصدت إلى شق الصف الوطني بالسعي إلى إنشاء مؤسساتٍ تميّز بين جنوب الوطن وشماله في إطار مخططهم الهادف إلي إطالة أمد بقائهم تحت مُسمّى التدرّج الدستوري.
بدأ التفريط في الاستقلال بعدم التزام الجمعية التأسيسية الأولى بعهودها التي قطعتها علي نفسها تجاه الجنوب وحقه في حكمٍ لا مركزي يتماشى مع خصوصيته وانشغال الهيئات البرلمانية بالمكايدات السياسية وتقلّب ولاءات البرلمانيون بصورةٍ عبثيةٍ حتى وصل الحال لأن سُمّيت هذه الظاهرة بتجارة نخاسة النوّاب وبذا ضاعت الأجندة المرسومة والتي كان يتوقف عليها إنهاء مرحلة التأسيس والتحول إلي برلمانٍ يجيز الدستور الدائم و بقية المشاريع التي ترفع من الجمعية التأسيسية.. هذه الإخفاقات المُبكرة نسفت التجربة الديمُقراطية الأولى ولم ننجح في تخطيها عقب هبّاتنا وثوراتنا اللاحقة والتي قُلصت بدورها في حدّ التغيير السياسي المحدود مع استمرار النهج المُتهافت على السُلطة دون رؤى أو إرادة لتغييرٍ شاملٍ يستجيب إلي رغبات الجماهير الثائرة ضد الظلم و التغييب والفساد وضعف الروح الوطنية واحتدام الصراع السياسي الذي لا يقيم قدراً لثوابتٍ وطنيةٍ عُليا وُجدت في الخطاب واختفت في المُمارسة.
أبناء الوطن الشرفاء
تواصل التردّي بوتيرةٍ تصاعديةٍ حتى وصل بنا الحال إلي التفريط بمنجزات الشعب التي تمثلت في انتفاضة ابريل المجيدة، حين مُهّّد الطريق لموتوري الجبهة الإسلامية ليقوموا بالسطو علي السلطة و يسوّموا الناس أصناف العذاب و يعمدوا إلي ثروات الوطن نهباً وتضييعاً وتعميقاً لجراحات الوطن المفتوحه، وفتح أخرى بلا ضرورة سوى إطالة عُمر نظامهم الإقصائي الدموي، ولم يحفظوا لدينٍ قدسيته ولا لبشرٍ كرامته أو حقه في حياةٍ حُرّةٍ يستمتع فيها بأبسط حقوقه الاساسية في وطنه. سدرت الانقاذ في غيّها وأغراها عجز المُعارضة عن مقارعتها لأن لا تتورّع عن جُرمٍ مهما عظُم أمره فعمدت الي تجييش الشباب وارسالهم بإسم الجهاد إلى جنوب الوطن لتُدخل بذلك أبناء الوطن في محارق و تلاحق الباقين في أرقهم وأمنهم وحرّياتهم ولم تكتفي بذلك فحسب، بل أسعرت نيراناً مُهلِكة في دارفور واستعدّت الشرق والشمال عليها. هذا التعسُّف و المُغالاة في استعمال العُنف يُمثل دعوة صريحة لقوى دولية واقلمية مُتباينة الدوافع والاغراض لأن تتدّخل في الشأن الوطني في وجه سُلطةٍ انفصمت عن واقعها واتخذت صفة المافيا في تعاملها مع مواطنيها أفرادٍ أو جماعاتٍ وجهات.
في ظل هذه العتمة يلوحُ الآن ضوءٌ في آخر النفق يتمثل في اتفاقيات السلام الجاهزة للتوقيع النهائي بين السلطة والحركة الشعبية لتحرير السودان والمحدد لها يوم 9/1/2005 بنيروبي. هذه الاتفاقيات مُعابة لكونها اختزلت الإرادة السودانية في طرفين يفتقران لمشروعية التمثيل الاّ استناداً على حُكم الأمر الواقع، كما أن نصوصها تستهين ببقية القوى غير المشاركة في المفاوضات وقد تمّ التركيز فيها علي اقتسام السُلطة والثروة بين حزبين بعينهما وإهمال الحلول الجذرية للمُشكل الوطني المُتمثل في ضرورة إشراك كلّ الشعب وقواه الفاعلة في صناعة المستقبل، الشئ الذي لا يمكن تحقيقه إلاّ بتحوّلٍ ديمُقراطي كامل يؤمّن تداولٌ سلمي للسلطة ومحاسبة كل من اقترف جُرمًا في حقّ الشعب والوطن حتي يمثل ذلك رادعاً لكلّ مُغامرٍ تسوّل له نفسه أن يسعى إلى الإستيلاء على السُلطة بالإنقلاب على السلطة الشعبية المُمثلة لرغبات الشعب. وعيوبٌ أخرى كثيرة ظهر بعضها ومازال بعضها الآخر مختبئ في أضابير لجان التفاوض، و فوق ذلك لا يمكن التحدث عن حلّ شاملٍ وما زالت دارفور تحترق ويعاني مواطنوها الأبرياء تعسُّف عصابات الحكومة والجنجويد القتله.
برغم كل هذه المآخذ نرى أن الوقف النهائي للحرب في الجنوب العزيز يمثل مكسباً عظيماً لم ترغب السلطة في تحقيقه بل أًرغِمت تحت ضغوطٍ كبيرةٍ من جهات عدّه لان تقبل به ضد إرادتها بما ينسف العماد الرئيسي لنواياها التسلّطية والتي كانت تقوم على (مشروعها الحضاري) القائم علي تزييف الدين الحنيف لتُخرِس باسمه الأصوات و تبرّر السرقات والمظالم والفقر الذي طال حوالي 90% من المواطنين. هذه التطورات لا تمثل حلاً مثاليا،ً لكنها تشرع الأبواب إلى مرحلةٍ نضاليةٍ جديدة تستنفر كلّ القوى الوطنية من مواقعها ومنطلقاتها المُختلفة لتحاصر السلطة وتترصد ألاعيبها وروغانها لتتحقق هزيمتها في نهاية الامر لا محاله، وتحاسب المسيئين من قادتها، و لتحيقيق ذلك ندعو كل الاحزاب الوطنية ومؤسسات المجتمع الوطني والشخصيات الوطنية داخل وخارج الوطن للإلتفاف حول ثوابت وطنيه عُليا وخُطط عمل تستوعب خطورة المرحلة التي يسير نحوها الوطن، واضعين في الإعتبار خبرتنا بطبيعة النظام وتخوف المنفذون فيه من فقدان السلطة، الشيء الذي يجعلهم عُرضة للمحاسبة والقصاص وضياع الثراء المنهوب من قوت الشعب.
عاش الشعب السوداني حًرّاً مُستقلاً المجد والخلود لشهدائنا الأبرار المجد والخلود لكل من ناضل في سبيل نيل الإستقلال الخزي والعار لكل المتواطئين مع دول الإستعمار
والله من وراء القصد والله المستعان
تنظيم القوى المُستقله الحُرّه 1/ يناير/ 2005م
01-08-2005, 11:27 AM
نصار
نصار
تاريخ التسجيل: 09-17-2002
مجموع المشاركات: 11660
اولا مرحبا تنظيم القوى المُستقله الحُرّه في الساحه السياسية منتقلا من الصراع الطلابي الي الشارع السياسي,وبالتاكيد سيكونوا اضافه في الخارطة السياسية الحديثة,,
01-09-2005, 11:19 AM
نصار
نصار
تاريخ التسجيل: 09-17-2002
مجموع المشاركات: 11660
The cons and the pros of the peace agreement are well stated.
The 2 quotes below are the soul of this BAYAN
Quote: هذه الاتفاقيات مُعابة لكونها اختزلت الإرادة السودانية في طرفين يفتقران لمشروعية التمثيل الاّ استناداً على حُكم الأمر الواقع،
Quote: برغم كل هذه المآخذ نرى أن الوقف النهائي للحرب في الجنوب العزيز يمثل مكسباً عظيماً لم ترغب السلطة في تحقيقه بل أًرغِمت تحت ضغوطٍ كبيرةٍ من جهات عدّه لان تقبل به ضد إرادتها بما ينسف العماد الرئيسي لنواياها التسلّطية والتي كانت تقوم على (مشروعها الحضاري) القائم علي تزييف الدين الحنيف
Thank u for sharing it with us
01-10-2005, 03:30 PM
نصار
نصار
تاريخ التسجيل: 09-17-2002
مجموع المشاركات: 11660
معذره : ياخي انا شخص يستخدم النظاره في القراءه ولذلك اتعبني هذا الخط جدا ولم ( استمتع بقراءة البيان ومع التعب من القراء لم استطع اكمال قراءته) ممكن تنشره بفونت وخط عادي . وارجو ان لايكون هذا الطلب مزعجا
كل الشكر
عسكوري
01-10-2005, 04:45 PM
نصار
نصار
تاريخ التسجيل: 09-17-2002
مجموع المشاركات: 11660
تنظيمنا نشئ في الساحة الطلابية السودانية في جمهورية الهند عام 1989، و تمكن من المشاركة الفعالة في قيادة الطلاب و توحيدهم في اتحاد واحد بعد شتات علما بأن الوجود الطلاب السوداني في الجامعات الهندية كان يمثل ثقل مهم، هذه مجرد مقدمه مختصرة تحدد مكان و ظروف نشأة التنظيم. التنظيم ينتمي ألي الوسط و يتوجه بخطابه لكل الشعب السوداني بمختلف تبايناتهم و انتماءاتهم.
بعد تخرج اعداد وفيرة من اعضاء التنظيم و تفرقهم في المنافي و بالداخل تبقت القيادة الطلابية في الهند و عكفنا نحن الخريجون علي تطوير طروحاتنا لاستيعاب النقلة ألي الحركة الجماهيرية و اعلنا عن انفسنا كتنظيم جديد في الساحة. يعتمد التنظيم منهج العمل القاعدي و التداول في تحمل مسؤولية قيادته. يقود التنظيم في هذه المرحلة لجنة مؤقته مكلفة بالاستمرار في تطوير الطروحات و البرامج و تمهد الانتقال الكامل للسودان،،، في الوقت الراهن ثقل التنظيم في منطقة الخليج. أنا من الاعضاء المؤسسين و مكلف بمهمة الناطق الرسمي حاليا.
ظللنا وعلى مدى السنوات الماضية منذ الأول من يناير للعام 1956م نحتفل بعيد الاستقلال عن القوى الإستعمارية ونستشعر في ذات الوقت أن الاستقلال السياسي قد تحقق ولم تترتب عليه المعاني الكامنة في شمولية مضامين إطلاق الإرادة الوطنية بما يعني بالضرورة إقامة دولة عتيه تحفظ لإنسانها عزته و كرامته وتوفر له حياةً كريمةً تبعد عنه شبح المرض والعوز وهجير المنافي ومرارة الظلم والضيم وحسرة المُلاحقات وكبت الحُرّيات. إن التحرّر من ذلّ الإستعباد والصلف الأجنبي حدثٌ قمينٌ بالإحتفاء وإعلاء شأن المُناضلين الذين حزموا عزم الأمّة وقدّموا التضحيات الجسام إلى أن تحقق مقصدهم النبيل، ورحل الأجنبي الغاصب لإرادة ومكتسبات الشعب السوداني الضارب بجذوره في أعماق التاريخ الإنساني.
شعبنا الأبي
تبقي مرحلة النضال ضد المُستعمر هي مكمن الإلهام، حيث تميزت بعمومية الكفاح وخصوصية الريادة والقدوة، وحين نهضت نفوسٌ متوثبة غالبت أعمار من حملوها في جوانبهم وملكتهم بصيرة فاقت مكتسباتهم العلمية التي حرص الاستعمار على أن تكون شديدة المحدودية لتسيير دولاب خدمتهم المدنية دون أن تطوّر مقدراتهم العقلية وتطوّر مواهبهم الفطرية لكي لا يُمثلوا مُعكراً لصفو استغلالهم البشع لثروات البلاد وتعدّيهم الفاضح على كرامة الشعب السوداني، ولكن ظنهم خاب عندما نهض الصبية ولعبوا دوراً كبيراً في قيادة الكفاح، بإنشائهم لنادي خريجي أم درمان الذي تطوّر فيما بعد إلى أن وصل إلى مؤتمر الخريجين والذي ذاع صيته وعم أرجاء البلاد وحقق التصاقاً مُباشراً مع حركة الجماهير الوفيه والتي استجابت لنداءاته ومبادراته في تنفيذ الإضرابات ودعم المؤسسات الأهلية في مجالات التعليم والخدمات الضرورية الأخرى ورفض المشاريع الإستعمارية التي قصدت إلى شق الصف الوطني بالسعي إلى إنشاء مؤسساتٍ تميّز بين جنوب الوطن وشماله في إطار مخططهم الهادف إلي إطالة أمد بقائهم تحت مُسمّى التدرّج الدستوري.
بدأ التفريط في الاستقلال بعدم التزام الجمعية التأسيسية الأولى بعهودها التي قطعتها علي نفسها تجاه الجنوب وحقه في حكمٍ لا مركزي يتماشى مع خصوصيته وانشغال الهيئات البرلمانية بالمكايدات السياسية وتقلّب ولاءات البرلمانيون بصورةٍ عبثيةٍ حتى وصل الحال لأن سُمّيت هذه الظاهرة بتجارة نخاسة النوّاب وبذا ضاعت الأجندة المرسومة والتي كان يتوقف عليها إنهاء مرحلة التأسيس والتحول إلي برلمانٍ يجيز الدستور الدائم و بقية المشاريع التي ترفع من الجمعية التأسيسية.. هذه الإخفاقات المُبكرة نسفت التجربة الديمُقراطية الأولى ولم ننجح في تخطيها عقب هبّاتنا وثوراتنا اللاحقة والتي قُلصت بدورها في حدّ التغيير السياسي المحدود مع استمرار النهج المُتهافت على السُلطة دون رؤى أو إرادة لتغييرٍ شاملٍ يستجيب إلي رغبات الجماهير الثائرة ضد الظلم و التغييب والفساد وضعف الروح الوطنية واحتدام الصراع السياسي الذي لا يقيم قدراً لثوابتٍ وطنيةٍ عُليا وُجدت في الخطاب واختفت في المُمارسة.
أبناء الوطن الشرفاء
تواصل التردّي بوتيرةٍ تصاعديةٍ حتى وصل بنا الحال إلي التفريط بمنجزات الشعب التي تمثلت في انتفاضة ابريل المجيدة، حين مُهّّد الطريق لموتوري الجبهة الإسلامية ليقوموا بالسطو علي السلطة و يسوّموا الناس أصناف العذاب و يعمدوا إلي ثروات الوطن نهباً وتضييعاً وتعميقاً لجراحات الوطن المفتوحه، وفتح أخرى بلا ضرورة سوى إطالة عُمر نظامهم الإقصائي الدموي، ولم يحفظوا لدينٍ قدسيته ولا لبشرٍ كرامته أو حقه في حياةٍ حُرّةٍ يستمتع فيها بأبسط حقوقه الاساسية في وطنه. سدرت الانقاذ في غيّها وأغراها عجز المُعارضة عن مقارعتها لأن لا تتورّع عن جُرمٍ مهما عظُم أمره فعمدت الي تجييش الشباب وارسالهم بإسم الجهاد إلى جنوب الوطن لتُدخل بذلك أبناء الوطن في محارق و تلاحق الباقين في أرقهم وأمنهم وحرّياتهم ولم تكتفي بذلك فحسب، بل أسعرت نيراناً مُهلِكة في دارفور واستعدّت الشرق والشمال عليها. هذا التعسُّف و المُغالاة في استعمال العُنف يُمثل دعوة صريحة لقوى دولية واقلمية مُتباينة الدوافع والاغراض لأن تتدّخل في الشأن الوطني في وجه سُلطةٍ انفصمت عن واقعها واتخذت صفة المافيا في تعاملها مع مواطنيها أفرادٍ أو جماعاتٍ وجهات.
في ظل هذه العتمة يلوحُ الآن ضوءٌ في آخر النفق يتمثل في اتفاقيات السلام الجاهزة للتوقيع النهائي بين السلطة والحركة الشعبية لتحرير السودان والمحدد لها يوم 9/1/2005 بنيروبي. هذه الاتفاقيات مُعابة لكونها اختزلت الإرادة السودانية في طرفين يفتقران لمشروعية التمثيل الاّ استناداً على حُكم الأمر الواقع، كما أن نصوصها تستهين ببقية القوى غير المشاركة في المفاوضات وقد تمّ التركيز فيها علي اقتسام السُلطة والثروة بين حزبين بعينهما وإهمال الحلول الجذرية للمُشكل الوطني المُتمثل في ضرورة إشراك كلّ الشعب وقواه الفاعلة في صناعة المستقبل، الشئ الذي لا يمكن تحقيقه إلاّ بتحوّلٍ ديمُقراطي كامل يؤمّن تداولٌ سلمي للسلطة ومحاسبة كل من اقترف جُرمًا في حقّ الشعب والوطن حتي يمثل ذلك رادعاً لكلّ مُغامرٍ تسوّل له نفسه أن يسعى إلى الإستيلاء على السُلطة بالإنقلاب على السلطة الشعبية المُمثلة لرغبات الشعب. وعيوبٌ أخرى كثيرة ظهر بعضها ومازال بعضها الآخر مختبئ في أضابير لجان التفاوض، و فوق ذلك لا يمكن التحدث عن حلّ شاملٍ وما زالت دارفور تحترق ويعاني مواطنوها الأبرياء تعسُّف عصابات الحكومة والجنجويد القتله.
برغم كل هذه المآخذ نرى أن الوقف النهائي للحرب في الجنوب العزيز يمثل مكسباً عظيماً لم ترغب السلطة في تحقيقه بل أًرغِمت تحت ضغوطٍ كبيرةٍ من جهات عدّه لان تقبل به ضد إرادتها بما ينسف العماد الرئيسي لنواياها التسلّطية والتي كانت تقوم على (مشروعها الحضاري) القائم علي تزييف الدين الحنيف لتُخرِس باسمه الأصوات و تبرّر السرقات والمظالم والفقر الذي طال حوالي 90% من المواطنين. هذه التطورات لا تمثل حلاً مثاليا،ً لكنها تشرع الأبواب إلى مرحلةٍ نضاليةٍ جديدة تستنفر كلّ القوى الوطنية من مواقعها ومنطلقاتها المُختلفة لتحاصر السلطة وتترصد ألاعيبها وروغانها لتتحقق هزيمتها في نهاية الامر لا محاله، وتحاسب المسيئين من قادتها، و لتحيقيق ذلك ندعو كل الاحزاب الوطنية ومؤسسات المجتمع الوطني والشخصيات الوطنية داخل وخارج الوطن للإلتفاف حول ثوابت وطنيه عُليا وخُطط عمل تستوعب خطورة المرحلة التي يسير نحوها الوطن، واضعين في الإعتبار خبرتنا بطبيعة النظام وتخوف المنفذون فيه من فقدان السلطة، الشيء الذي يجعلهم عُرضة للمحاسبة والقصاص وضياع الثراء المنهوب من قوت الشعب.
عاش الشعب السوداني حًرّاً مُستقلاً المجد والخلود لشهدائنا الأبرار المجد والخلود لكل من ناضل في سبيل نيل الإستقلال الخزي والعار لكل المتواطئين مع دول الإستعمار
والله من وراء القصد والله المستعان
تنظيم القوى المُستقله الحُرّه 1/ يناير/ 2005م
01-10-2005, 06:31 PM
Asskouri
Asskouri
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 4734
تشكر للاهتمام و اتمني أن تتكرم بايراد رايك في رؤيتنا حول السلام و كيفية التعامل معها فنحن نسعي الي تقريب وجهات نظر الصف الوطني و نري ضرورة خلق تحالف عريض ببرنامج نضالي يتماشي و خصوصية المرحلة.
صادق الود
01-14-2005, 05:22 AM
نصار
نصار
تاريخ التسجيل: 09-17-2002
مجموع المشاركات: 11660
اعتزر بشدة لانقطاعي عن المشاركة و المتابعة لهذا الجهد العظيم و ذلك لظروف شخصية خانقة اتمني ان تزول لاتمكن من المساهمة معكم في هذه المرحلة البالغة الاهمية و التعقيدات الخطيرة التي تتطلب منا جميعا الانتباه الشديد و الاستعداد للبذل و التضية
مع ودي و تقديري
02-22-2005, 04:59 AM
نصار
نصار
تاريخ التسجيل: 09-17-2002
مجموع المشاركات: 11660
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة