رحلت سوزان سونتاغ !

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 12:57 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-03-2005, 10:09 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رحلت سوزان سونتاغ !

    في زحمة الاعياد رحلت بهدوء عن عالمنا الكاتبة والمفكرة والروائية الامريكية سوزان سونتاغ؛ عن عمر يناهز ال71 عاما؛بعد صراع مرير مع مرض سرطان الدم ؛وذلك في مدينتها التي احبتها نيويورك في 25 ديسمبر الماضي.

    تعتبر سونتاغ من اشهر المثقفات الامريكيات في نصف القرن الاخير؛ درست في جامعات بيركلي وشيكاغو واكسفور؛ وكان تخصصها في الادب والنقد الادبي والفلسفة؛ وعملت بالتدريس في عدد من الجامعات الامريكية ومن بينها جامعة هارفارد.

    كتبت سونتاغ 17 كتابا ومئات المقالات توزعت ما بين الرواية التاريخية "عاشقة البراكين" ؛ والرواية "في امريكا" والتي كانت اخر رواياتها وحصلت بسببها علي جائزة الكتاب القومي ؛ والدراسات النقدية ومن بينها "ملاحظات عن معسكر " والمخصصة لادب المثليين جنسيا والثقافة الجماهيرية؛ و" ضد التفسير" ؛والمقالات النقدية والسياسية والاجتماعية وغيرها؛ كما كانت مهتمة بالتصوير ومصورة جيدة والت عددا من الكتب عن فن التصوير ومعانيه.

    تعالجت سوزان من مرض سرطان الثدي وكتبت مجموعة من الكتب عن الامراض والالام وما تحدثه من تحول؛ وقد عرفت سونتاغ كواحدة من اكثر المناضلات النسويات نشاطا؛ كما كانت معادية للحرب ولها نشاطات واسعة ضد الحروب؛ومنها الحرب في يوغسلافيا؛ وقد انتقدت الحرب الامريكية الاخيرة ضد العراق منذ البداية؛ وكامل سياسة بوش فيها؛ مما جلب لها الكثير من العداء والاهانات من الدوائر المحافظة واليمينية في الولايات المتحدة.

    لسونتاغ ايضا مواقف ايجابية وواضحة من القضية الفلسطينية وضد الارهاب الفكري حيث تضامنت مع الكاتب سلمان رشدي؛ وكالعادة لم تكن محبوبة من قبل اليمينيين في امريكا او في العالم الثالث ومن بينه الدول "الاسلامية" والعربية.

    التحية لروحها ولتسكن في سلام ابدي .

    عادل

    (عدل بواسطة Abdel Aati on 01-03-2005, 10:22 PM)
    (عدل بواسطة Abdel Aati on 01-04-2005, 08:00 AM)

                  

01-03-2005, 10:10 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلت سوزان سونتاغ ! (Re: Abdel Aati)
                  

01-04-2005, 00:09 AM

Sidig Rahama Elnour
<aSidig Rahama Elnour
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 3420

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلت سوزان سونتاغ ! (Re: Abdel Aati)



    الأخ عادل الكلمات التي على صدر الصورة تكفي
    If literature has engaged me as a project, first as a reader and then as a writer. it is an extension of sympathies to other selves, other domains other dream, other words, other territories


    Quote: وكالعادة لم تكن محبوبة من قبل اليمينيين في امريكا او في العالم الثالث ومن بينه الدول "الاسلامية" والعربية.

    وهل يعي الاخر كيف يستفيد من المعرفة مع من لا يحبهم?
    شكرا وجهد مقدر ................
                  

01-04-2005, 06:47 AM

Omayma Alfargony
<aOmayma Alfargony
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 1434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلت سوزان سونتاغ ! (Re: Sidig Rahama Elnour)

    الراقى عادل


    شكرا
                  

01-04-2005, 07:18 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلت سوزان سونتاغ ! (Re: Omayma Alfargony)


     




                  

01-04-2005, 07:26 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلت سوزان سونتاغ ! (Re: Abdel Aati)

    في رحيل تلميذة رولان بارت: سوزان سونتاغ

    مازن الراوي

    كاتبة ومفكرة وداعية حقوق الانسان



    توفيت يوم الثلاثاء الماضي الكاتبة الأمريكية الشهيرة سوزان سونتاغ في مستشفى خاص بعلاج السرطان بنيو يورك. وقال متحدث باسم المستشفى بأن الكاتبة التي تبلغ 71 عاماً توفيت صباحاً من جراء مرضها الطويل باللوكيميا. والكاتبة سوزان سونتاغ، التي تعتبر افضل تلميذة للمفكر الفرنسي رولان بارت، والتي نشرت 17 كتاباً في ميادين ثقافية مختلفة، في القصة القصيرة والرواية والمسرح والسينما بالاضافة الى عدد كبير من المقالات في قضايا ثقافية وفكرية وسياسية، كرست حياتها أيضاً للدفاع عن حقوق الانسان،..

    وكانت في السنوات الماضية واحدة من بين عدد قليل من المثقفين، في الولايات المتحدة الامريكية، التي انتقدت علانية وبشدة سياسة الرئيس بوش بعد ضربة 11 سبتمبر في العام 2001 لمركز التجارة العالمي في نيويورك. وكان نقدها منصباً ضد سياسة الادارة الامريكية في شنها الحروب ضد الارهاب دون أن تعالج الامر بطرق أكثر نجاعة وتدرس جذورالارهاب الاقتصادية. بالاضافة الى نقدها القاسي للتحولات السياسية والاقتصادية في بلدها ـ الولايات المتحدة، بينما كان موقفها واضحاً في مناهضة استخدام القوة العسكرية في افغانستان والعراق. وقد توجت سونتاغ في العام الماضي بجائزة السلام في معرض الكتاب العالمي في فراكفورت بالمانيا، فيما قال عنها ابراهيم سباهيج مدير مركز السلام العالي في سراييفو: "كانت تستحق سوزان سونتاغ جائزة نوبل للسلام ".

    ولدت سونتاغ في 16 يناير 1933في نيويورك من عائلة يهودية . توفي والدها مبكراً وهي لم تبلغ السادسة من عمرها لتتزوج والدتها مرة ثانية وتنتقل الى أريزونا ومن ثم الى لوس أنجلس . وبدأت في الخامسة عشر من عمرعا تدرس الفلسفة وعلوم الادب في جامعة بيركلي وشيكاغو. نالت الدكتوراه من جامعة هارفارد في العام 1955. ويعتبر كتابها (ملاحظات في التصنّع) المنشور في العام 1964 من أهم الدراسات الفكرية التي تعرضت الى الفن المعاصر وربطت فهمه وبنيته الداخلية بما تسميه الحساسية الجديدة. ويعترف النقاد بأنها تركت باطروحاتها عن الفن تأثيرا واضحاً في المشهد الفني سنوات الستينيات والسبعينيات. ومن بين أعمالها الأخرى: "الكتابة نفسها، عن رولان بارت"، "فن التصوير"، "المرض كمجاز - الايدز واستعاراته".

    وعلى الرغم من تقديرها في الاوساط الثقافية لاقت سونتاغ الكثير من المتاعب وتعرضت الى نقد وهجوم عنيفين من قبل مواطنيها بسبب من أفكارها الليبرالية اليسارية ولنقدها القاسي والدائم لسياسة ادارة بوش الداخلية والخارجية. وكانت في نقدها تتناول الحقائق من منظور عميق ، لامن جانب صحافي ضيق. ولدى تتويجها بجائزة فراكفورت قالت : سأتصدى دفاعا عن الفكر الحر في عالم يزوّر الصور ويقدم الحقائق مجزأة ومقطعة. كتبت سونتاغ 17 مؤلفا، وعددا لا يحصى من المقالات في الثقافة والسياسة وفي نصوص سينمائية ومسرحية. واشرفت على اخراج أربعة افلام سينمائية، ووقفت أمام الكاميرا في العام 1983 في فيلم لوودي ألن. وحازت روايتها الصادرة في العام 2002 على جائزة الكتاب في أمريكا . ترجمت اعمالها الى 32 لغة عالمية.

    وعلى الرغم من مرضها فقد كانت تملك طاقة كبيرة في التحرك وفي تكريس نفسها لمسألة الحرية. ويتذكر ابراهيم سباهيج الموقف الانساني المتضامن من قبل الكاتبة سونتاغ إبان حرب البوسنة 1992 ـ 1955 فيقول: "رفعت صوتها الى جانب عدد قليل من المثقفين تطلب من الولايات المتحدة الامريكية أن تلعب دوراُ في إنهاء نزيف الدم في البوسنة". ويقول: "في الوقت الذي كانت قنابل الصرب تضرب سراييفو المحاصرة وتريد اقتحامها وصلت زونتاغ الى المدينة المحترقة لتتضامن مع المواطنين فيها، وبالاخص مع كتابها، ومع العاملين في المسرح". وقامت زونتاغ آنذاك باخراج مسرحية بيكت "بانتظار كودو". لقد منحتها مدينة سراييفو صفة مواطن شرف وهي اليوم مع اتحاد كتابها تعزي بوفاة سوزان سونتاغ وتعتبر وفاتها "رحيل مؤسف لصديقة عظيمة".

    أما بالنسبة الى غونتر كراس الحائز على جائزة نوبل فيعتبرها "شخصية امريكية وطنية ..جريئة وغير هيّابة من شيء يردعها عن نقد الاوضاع السيئة في بلادها" ويقول: "إن وطنيتها قد أعلنت عن نفسها من خلال دأبها على توجيه النقد القاسي، ورفضها العقلية الصليبية لادارة بوش"... وهذا ما يستدعي الاحترام والتقدير". وبمجرد متابعة سيرتها السياسية وتفاعلها مع الاحداث من السهولة أن نكتشف بأن سونتاغ كانت "كاتبة عظيمة" وسوف "يفتقد صوتها في الولايات المتحدة الامريكية التي هي الآن في الواقع بحاجة لهذا الصوت أكثر من أي وقت مضى". وكان غراس الذي يمجد فيها الصراحة والجرأة قد التقى وتعرف بها عن كثب ، وفي مناسبات عديدة.

    ويعلق سلمان رشدي ، رئيس اتحاد "PEN" الامريكية واصفاً إياها بـ "كاتبة عظيمة، ومفكرة جريئة، كرست نفسها وعملها من أجل اعلاء شأن الحقيقة". لقد ثمن الليبراليون الامريكيون الكاتبة سوزان سونتاغ لفكرها العميق وتأملاتها الفلسفية، ولدمجها الموقف السياسي بالكشوفات الفكرية والثقافية واتخاذ موقف واحد لا انفصام ولا تعارض فيه. وفي كتابها، المرض بمثابة استعارة أو مجاز ، انشغلت أيضاً منذ العام 1975 مع مرضها في سرطان الثدي وواجهت الأمر في حقيقته المأساوية لتبحث عن الخلاص الجماعي لا الفردي من خلال رفض جعل المرض ميثولوجيا لا يمكن الشفاء منه ، ملقية على عاتق العالم مهمة البحث الجاد عن العلاج لعشرات الملايين من البشر الدين ينزفون حتى الموت. كتبت زونتاغ روايتها الاولى في العام 1963 عن ممثلة بولونية مهاجرة الى الولايات المتحدة أصبحت فيما بعد نجمة لامعة . وقد قارن الكاتب جورج ماكلاين رحيل زونتاغ بنجمة منيرة أفلت في سماء أمريكا . وفي تعليق لـ "بي. بي . سي.": "تركتها هي حرية الفكر".

    http://www.elaph.com/ElaphLiterature/2004/12/30914.htm
                  

01-04-2005, 07:29 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلت سوزان سونتاغ ! (Re: Abdel Aati)

    في مناهضة ما بعد-الحداثة
    حوار مع سوزان سونتاغ
    إعداد: إيفانز شان

    ترجمة: عثمان المثلوثي

    جرى هذا الحوار في أواخر شهر يوليو عام 2000 بشقّة (سوزان سونتاغ) Susan Sontag في تشيلسي في يوم مشمس وممتع. لمّا دلفتُ إلى المبنى، كانت مساعدة (سونتاغ) عائدة من بعض المهمّات التي كُلّفت بها فدلفنا إلى المصعد معًا. وما إن فتحنا الباب حتّى وجدنا (سونتاغ) تُفرغ بعض النفايات في سلّة المهملات. وفيما بعد ذكرت أنّ شقّتها، منذ مرضها -وهي الآن في طور النقاهة من إصابة ثانية بالسرطان الذي تمّ تشخيصه عام 1998-عمّتها الفوضى. وقالت: "أنا منهمكة هذه الأيام في إيجاد مكان لكلّ الكتب التي اقتنيتها خلال السنتين الماضيتين وجرد وتنظيم الأوراق والمخطوطات". وما يجعل الشقّة قاتمة وأنيقة في نفس الوقت هي عشرات صور "البيرانيسي" Piranesi المطبوعة التي تزيّن الجدران. فذكّرني ذلك بأبيات في منولوج (آليس جيمس) Alice James من مسرحية (سونتاغ)، "آليس في فراشها" Alice in Bed :"بذهني أستطيع أن أرى، وأن أحفظ كلّ ذلك في ذهني. كلّ الناس يقولون [روما] جميلة جدّا. نظرت إلى الصور، النقوش. نعم بيرانيسي".

    جلبت معي نسخة من عرض لكتابي الأخير "آخر الصينيين" The Last of the Chinese كان قد نُشر في دوريّة صينية، (وهو باللغة الصينية أيضا) لكي تطّلع عليه. وقد استخدم الناشر غلاف رواتها الأخيرة الصادرة في أمريكا كصورة توضيحية للعرض –وكانت مفاجئة سارّة لي، إذ أنّ (سونتاغ) كان لها أثر كبير في كتاباتي ومحاولاتي في صناعة الأفلام. وبما أنّي كنت من المعجبين فرواتها الأولى "المحسن" The Benefactor، فقد قُمت، وقبل أن أطّلع على كتاباتها النقديّة، نقلتُ إلى اللغة الصينية مقالتها "الفاشية الساحرة" وقصّتها القصيرة "مشروع رحلة إلى الصين" في منتصف الثمانينيات (1980) في هونغ كونغ، دون أن أفكّر كثيرًا في مسائل الملكية الفكرية. ومع مرور السنين، رأيت ترجمات صينية لعملها تُنشر هنا وهناك في هونغ كونغ، وتايوان، والصين، بين الفينة والأخرى وبدون علمها.

    وقد حثّني أصدقاء كُثر على إجراء حوار معها يتمّ نشره في إحدى المنشورات الصينية، وربّما إعداد مقتطفات من كتابات (سونتاغ) لنشرها باللغة الصينية. ولمّا بدأ مشروع إعداد تلك المقتطفات أمرًا أكثر واقعيّة، قدّمت نفسي لها خلال لـ(تريشا براون) Trisha Brown أقيم بمسرح جويس ووافقت على طلبي إجراء حوار معها مباشرة. ولمّا وصفت لها على ما بساحة النشر في الصين من فوضى، أعربت عن لا مبالاتها. "يظنّ الناس أّني سوف أنزعج لأنّها قرصنة أدبيّة، لكنّي لست مواطنة جيّدة في المجتمع الرأسمالي. بالطبع أودّ أن أتقاضى أجري، ونادرًا ما أحصل على ذلك. طبعًا لي ناشر ووكيل أعمال، توجد عناوينهما في موقعي في خانة "من هذا ومن ذاك" وأعتقد أنّ أيّا كان بإمكانه أن يتّصل بهما على الشبكة. ولكن لا، لست مستاءة. ما يهمّني في المقام الأوّل هو أن تُقرأ كتاباتي بشكل واسعٍ."

    جلسنا فيما بعد إلى طاولة في المطبخ. ورائي مباشرة كان هنالك باب يفتح على شًرفة تُطلّ على أفق هدسون ومنهاتن على خلفيّة السماء وقد به ضوء واهن قُبيل المساء. وضعت سونتاغ ساقها على الطاولة، وأمالت كرسّيها للخلف، وبدأت ترشف قهوتها. فمنذ سنتين كانت قد أقلعت عن التدخين.. وبدأت تتحدّث عن "شاور" Shower ، الفلم الصيني الذي شاهدته مؤخّرًا. قالت أنّه "متواضع" بسبب تصويره في بيينغ وهي تمرّ بفترة تحوّل.

    ومن بين السينمائيين في هونغ كونغ، ذكرت أنّها تعرف بطبيعة الحال (ونغ كار واي) Wong Kar-Wai. وأنّها أحبّت فيلم "الملائكة المذنبون" Fallen Angels، ولكنّها أحسّت بالإحباط تُجاه فيلم "سعداء معًا" Happy Together. ومن خلال مشاركتها في لجنة الحكم في مهرجان هاواي السينمائي عام 1986، يبدو أنّ (سونتاغ) قد ساعدت فيلم "زمن للحياة وآخر للموت" A Time to Live, A Time to Die، الفيلم الرائع الذي أخرجه المبدع التايواني المشهور، (هو هزياو-هسيان) Hou Hsiao-hsien أن يفوز بجائزة. كما أنّها منحت فيلم YiYi من إخراج (إدوارد يونغ) Edward Young وهو مخرج سينمائي آخر له صيت كبير، لقب أفضل فيلم لعام 2000 [سونتاغ 26"Best"]. أردت أن أحوّل حديثنا إلى الحاضر، عن نشاطات صديقتنا [أنا وهي] (سيمون سوان) Simone Swan وهي مديرة مؤسسة لمؤسسة دي منيل" De Menil Foundation وإحدى معارفها القُدامى، التي كانت تُحاول أن تحتفظ بتراث المهندس المعماري المصري حسن فتحي من خلال تشييد منزل من قوالب الطين الرخيصة الثمن على حدود تكساس. [1] واستجابت (سونتاغ) بشكل إيجابي، ولكنّها أعربت "عن ظنّها أنّ الناس المساكين قد يريدون جدران خرسانية" بدلاً من قوالب الطين لبناء منازلهم. وبعد هذه المقدّمة البسيطة، بدأت المقابلة الجديّة.
                  

01-04-2005, 07:31 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلت سوزان سونتاغ ! (Re: Abdel Aati)

    شان: في الستينيات (1960)، كُنت من بين أوّل من حاول جسر الهوّة بين الثقافات الراقية والشعبيّة. والآن وبعد ثلاثة عقود من الزمن، شهدنا الثقافة الراقية، أو ما يُسمّى بالمعياري canon، محاصرة بالثقافات الشعبية وتعدّد الثقافات. لدينا اليوم حساسية جديدة تفوق أو تُحاكي، بالاعتماد على منظور المرء، الحساسية التي أعلنتِها في المقالة الأخيرة "ضدّ التأويل" Against Interpretation (1966). ونحن نعيش اليوم في عصر من الانتقائية الكاملة والتداخل الشامل، الذي يسمّيه العديد من الناس وأنا واحدة منهم ما-بعد-الحداثة. وإلى حدّ الآن فإنّ، ردّة فعلك على ما-بعد-الحداثة تبدو معادية بشكل كبير. وقد رفضتِ السّماح بحساسية المعسكر Camp التي ساعدت في شهرتها حتّى يتبنّاها ما-بعد-الحداثيون لأنّ "نكهة المعسكر... ما تزال تفترض معايير التمييز الراقية الأقدم عهدًا " ("الكتابة نفسها"439 Writing Itself ).

    سونتاغ: لم يخطر ببالي قطّ أنّني كنتُ أجسّر هوّة بين الثقافات العُليا والدّنيا. وأنا بلا ريب، وبدون غموض أو سخرية، وفيّة لمعيار الثقافة الراقية في الأدب والموسيقى والمرئي وفنون الأداء على اختلافها. ولكنّي استمتع بالكثير من الموسيقى الشعبية، على سبيل المثال. يبدو أنّنا كنّا نحاول فهم لماذا كان ذلك ممكنًا ولا يشوبه التناقض...وأيّ تنوّع أو تعدّدية للمعايير يمكن أن تكون. إلاّ أنّ ذلك لا يعني إلغاء الهرميّة [التراتبيّة]، ولا يعني المساواة بين كلّ الأشياء. فبمعنى ما كُنت من أحبّاء ومن أنصار التراتبية الثقافية التقليدية مثل أي شخص محافظ ثقافيّا، ولكنّي لم أرسم التراتبيّة بنفس الشكل...

    خذي علي سبيل المثال: لمجرّد كوني أُعجبت بـ(دوستفسكي) Dostoevsky فهذا لا يعني أنّه لا يُمكنني أن أحبّ (بروس سبرنغستين) Bruce Springsteen. والآن إذا قال أحدهم عليك أن تختاري بين الأدب الروسي أو "الروك أن رول" Rock and Roll، سأقول طبعًا أنّني أختار الأدب الروسي. ولكن ليس عليّ الاختيار. وبناء عليه، لن أزعم أبدًا أنّ لهما نفس القيمة بالتساوي. ولكنّي اندهشت بمدى ثراء وتنوّع تجارب المرء. وبالتالي، يبدو لي أنّ العديد من المعلّقين يكذبون حول تنوّع تجاربهم. ومن جانب آخر، هنالك أشياء كثيرة في الثقافة الشعبيّة لا تروق لي، وبالخصوص ما يُعرض منها على شاشة التلفاز. تبدو غير مغذيّة فكريّا، مبتذلة، سطحيّة، وتافهة. لذلك فالمسألة ليست مسألة جسر هوّة. بل ببساطة كوني وجدت الكثير من التزامن في تجاربي في المتعة، وأحسستُ أنّ معظم الخطاب حول الثقافة كان إمّا مادّيا philistine أو متكبّرا بشكل سطحي. لذلك فالأمر ليس أنّ هذا هو "الهنا" وذلك هو "الهناك"، وبإمكاني أن أقيم جسرًا. بل كوني فهمت أنّ ذاتي لديها أصناف عديدة من التجارب والمتع، وكنتُ أحاول أن أفهم لماذا كان ذلك ممكنًا، وكيف يمكنك دومًا الحفاظ على حسّ تراتبيّ/ هرمي للقيم.

    هذا ليس الإدراك الذي يُسمّى ما-بعد-حداثي –وعي فكرة، فهذه ليست اللفظة التي استخدمها أو أجدها مفيدة للاستخدام. فأنا أربط بين ما-بعد-الحداثة بعمليّة التسوية levelling وإعادة الدورة recycling. فمصطلح الحداثة modernism ظهر في الهندسة المعمارية. وله معنى محدّدًا جدّا. ويعني مدرسة بوهاوس Bauhaus School، وكوربزييه Corbusier، ومباني ناطحات السحاب، ورفض الزخرف. فالشكل هو الوظيفة. وهنالك كلّ أنواع العقائد الحداثيّة في المعمار، تمكّنت من الهيمنة لا بسبب قيمها الجماليّة فقط. وهنالك دعم ملموس لهذه الأفكار: فتشييد مباني بهذا الشكل أرخص ثمنًا. وعلى أيّة حال، لمّا بدأ مصطلح ما-بعد-الحداثة في الظهور على ساحة كلّ الفنون أصبح مضخّما. وفي الحقيقة، فإنّ العديد من الكتّاب الذين كانوا يُسمّون بالحداثيين أو الحداثوين أصبحوا الآن يلقّبون بما-بعد-حداثيين لأنّهم يُعيدون الدورة /الصياغة، يستخدمون الاقتباسات – ويحضرني هنا (دونالد برثليمي) Donal Bartheleme، على سبيل المثال- أو يُمارسون ما يُسمّى بالتناصّ intertextuality.


    شان: نعم إنّ الطريقة التي يُسمّى بها الكتاب من جديد "ما-بعد-حداثيين" تبدو أحيانا مربكة. وعلى سبيل المثال، اندهشت لمّا وجدت (فريدريك جيمسون) Frederic Jameson، الذي أعجبت كثيرًا بأعماله، يصنّفُ (بيكت) Beckett الذي يُعدّ بالنسبة لي نتاج نهائيّ لأقصى ما بلغته الحداثة – ككاتب ما-بعد-حداثي.

    سونتاغ: (جيمسون) هو أوّل مفكّر حاول أن يدرك المقصود من مقولة ما-بعد-الحداثة. ومن بين الأسباب التي تجعلني أبقى غير مقتنعة باستخدامه للمصطلح هو ـنّني أعتقد أنّه لا يهتمّ بالفنون. لا في الحقيقة الأمر. ولا في الأدب حتّى. إنّه يهتمّ بالأفكار. فلو كان يهتمّ بالأدب لما اقتبس -بشكل مطوّل- (نورمان ميلر) Norman Mailer. فبينما توضّح أفكارك باقتباسات من الروايات، فأنت توحي للناس بشكل ضمني بأن يقرؤوا تلك الكتب. وأعتقد أنّ (جيمسون) نفسه لا يعلم أنّ (ميلر) ليست كاتبة جيّدة، أو ربّما أنّه لا يكترث لذلك. مثال آخر هو لمّا اعتبر (جيمسون) كلاّ من (فان غوغ) Van Gogh و(وارهول) Warhol على أنّهما متساويان من أـجل بناء نظريته، ولجعل الأمثلة تنسجم مع نظريّته. ...وبرأيي، ما يُسمّى بما-بعد-الحداثة –أي المساواة بين كلّ الأشياء- هي الأيديولوجيا المناسبة للرأسمالية الاستهلاكية. فهي فكرة تراكم، وإعداد الناس لبعثات التسوّق. هذه ليست أفكارا نقديّة...
                  

01-04-2005, 07:35 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلت سوزان سونتاغ ! (Re: Abdel Aati)

    شان: ومع ذلك فإنّك في مقـالتك المطوّلة عن "الإيدز ومجازاته" AIDS and Its Metaphors (1989)، وصفت اللحظة الحالية على أنّها "عودة مباركة لما يُعتبرُ (الأعراف/التقاليد) conventions، مثل العودة للصورة figure والمنظر الطبيعي...الحبكة والشخصيّة وعدد آخر من الإنكارات –موضوع الكثير من التبجّح- للحداثة الصعبة في الفنون...فالواقعية الجنسية الجديدة تتّفق مع إعادة اكتشاف لذّات الموسيقى النغميّة، (بوغرو) Bouguereau، مهنة في الاستثمار المصرفي، وحفلات الزفاف بالكنيسة" (166-167). لقد أحسست للوهلة الأولى أنّك تغنّين بفضائل ما-بعد-الحداثة.

    سونتاغ: حقّا؟ من المؤكّد أنّ ذلك لم يكن رأيي. كنتُ أعتقد أنّني كنتُ أتهكّم لاغير.

    شان: ويبدو أنّك فتحت مصادر طاقة جديدة في تحويل نفسك إلى روائيّة تاريخية من خلال كتابتك "عاشقة البركان" The Volcano Lover (1992) و "في أمريكا" In America (2000)، اللذين أعتقد أّنهما سيندرجان في خانة روايات ما-بعد-الحداثة.

    سونتاغ: بالرغم من أنّني كتبتُ روايتين وقعت أحداثهما في الماضي. فإنّني، لا أعتبر نفسي أشتغل على جنس أدبي معيّن مثل رواية الجريمة، أو روايات الخيال العلمي، أو القصص القوطية Gothic . أريد أن أوسّع من مصادري ككاتبة للقصّة الخيالية وأجد أنّ وضعها في إطار الماضي يمنحني فُسحة من الحريّة. فهذه الروايات لا يُمكن أن تُكتب في زمن آخر غير أواخر القرن العشرين، كُتبت باتحاد على لسان ضمير المتكلّم وضمير الغائب، وبمزيج من الأصوات. لا أعتقد أنّ هنالك شيئًا يُشبه العودة إلى العُرف convention[التقليد المتّبع]، أو العودة إلى المجاز [التشكيل] figuration. ربّما كان من الضروري اعتبار هذين الكتابين كُتبًا عن الرحلة، عن أناس في أمكنة غريبة: فرواية "عاشق البركان" تتناول شخص بريطاني في إيطاليا، أمّا رواية "في أمريكا" فتحكي عن "البولنديين المهاجرين إلى الولايات المتّحدة الأمريكية. أمّا الرواية التي أجد نفسي على وشك أن أشرع في كتابتها فهي تحكي عن أناس يابانيين في فرنسا في العشرينات (1920). إلاّ أنّني لا أسعى لإنجاز مشروع –بل أسعى فقط لتمديد ذاتي.

    شان: هل تشعرين أنّك في رواياتك الحالية بإمكانك أن تُعالجي بفعّالية أكثر كينونات/ذوات مثل "الشخصيات؟" هل أنّ الشخصيات مفردات تقليدية conventional ؟

    سونتاغ: لستُ متأكّدة من أنّ "الشخصيات" مفردات تقليديّة [غير جديدة]. ولكنّني أبدأ دائمًا بالناس، حتّى في رواية "المحسن" The Benefactor (1963) و "عدّة الموت" Death Kit (1967). أمّا الأولى (المحسن) فتُعالج طبيعة انزوائيّة، تبدو في الحقيقة عدميّة جدّا –عدميّة مهذّبة. [وضحكت..] أمّا الثانية "عدّة الموت" فهي تدور حول رجل ينتحر. وفي الوقت الذي كتبتُ فيه هاتين الروايتين بدأت أتحوّل للاهتمام أكثر بالتاريخ –ليس كما هو متّصل بالأحداث الراهنة تمامًا أو بمواضيع معيّنة- ولكن التاريخ وحسب وما يعنيه ذلك من فهم أمرٍ ما تاريخيّا- فقط ما يقف وراء كيفيّة وجود أي ّ أمر وفي أيّ لحظة كانت. لقد كنتُ أعتقد أنّني مهتمّة بالسياسة، ولكن بعد أن قرأت الكثير من التاريخ، بدأت أعتقد أنّ مفهوم السياسة سطحيّ جدّا. وفي الحقيقة إذا كنتِ تهتمّين بالتاريخ، فلا يُمكنك الاهتمام كثيرًا بالسياسة.

    على إثر كتابة الروايتين الأوليين، سافرت أكثر. وكانت قدماي قد وطأت بلادًا خارج دول شمال أمريكا وأوروبا الغنيّة. فقد زُرت سافرت إلى شمال إفريقيا، ومكسيكو. ولكنّ فيتنام كانت البلد الأوّل الذي زرته وحيث شاهدت عذاب الناس الحقيقي. ونظرت إلى تلك التجارب لا من جانب جمالي، بل بجديّة أدبيّة. وهذا لا يعني أنّني تحرّرت من سحر الحداثة. أردت لنفسي أن أستوعب مزيدًا من الواقع، ولكن دومًا بأدوات الحداثة، للتعاطي مع الألم الحقيقي، العالم الأوسع، و الانعتاق
    من قفص النرجسيّة والأنانة solipcism[نظريّة تقول بأن لا وجود لشيء غير الأنا].

    شان: أليس تصوير "الكفاليير"[الفارسة] في روايتك "عاشقة البركان" دراسة في المزاج الساخر، السوداوي الذي يُحيل إلى رواياتك الأولى التي تتسم بالأنانة؟ وبنفس الوقت، نرى أنّ الوعي قد تمسْرحَ [أخذ شكل الدراما] عندما وضعتِه داخل عالم أرحب، في داخل تيارات التاريخ.
    سونتاغ: أعتقد أنّ عملي كلّه يقع في خانة السوداوي الكئيب. أمّا الزاهر السعيد Saturn، على أقلّ تقدير إلى حدّ الآن، أتوقّع أنّ ذلك لن يكون كذلك دومًا.

    شان: ألم تقولي أنّك لم تُحبّي رواياتك الأولى كثيرًا؟

    سونتاغ: قُلت أصنافًا كثيرة من الأشياء الغبيّة [ضحكت..] وقد أعرب (لويس بانويل) Luis Bunuel عن اهتمامه في تصوير "عدّة الموت". كان من الممكن أن يكون أمرًا جيّداً.

    شان: أعدت قراءة روايتك الأولى "المحسن" مؤخّرًا بعد نحو عشرين عامًا. كان ذلك أوّل كتاب لك أقرأه ويبقى دومًا أكثر الروايات التي قرأتها غرابة وروعة. ولمّا عثرتُ عليه صُدفة أوّل مرّة، كنتُ أعيش في هونغ كونغ، في غياب كاملٍ عن الساحة الأدبية المعاصرة، وبالصدفة بدأت أقرأ لـ(حنّا آرندت) Hannah Arendt . واطّلعتُ على تظهيرها لرواة "المحسن" في مكان ما. كانت تُثني على طرافة عملك وإبداعك وتُعبّر عن إعجابها بمقدرتك على "خلق قصّة من الأحلام والأفكار". أعتقد أنّ ما وجدته (آرندت) رائعًا فيها هو ما أسمته "تجارب الأفكار". والآن، أجدني أيضا منذهلة بذلك الكمّ الكبير من المواضيع والاهتمامات التي زخرت بها مهنتك ككاتبة والتي استوعبتها رواية "المحسن". الأمر في البداية أنّ "ضدّ التأويل" كُتبت في شكل رواية. فالشخصية "هيبوليت" Hippolyte شخص يرفض تأويل حياته من خلال الأحلام، ولكنّه يعمل من خلال، وبتوافق مع أحلامه.

    سونتاغ: لقد أصبت بشأن "المحسن" وكونها استوعبت كلّ مواضيع أعمالي. وقد أدهشني ذلك أيضا، وكأنّك انطلقت والأوراق في يدك، ولكنّك معصوبة العينين. ثمّ ربّما فجأة في منتصف حياتك يحدث أن تُلقي نظرة على الأوراق التي بحوزتك. وبين الفينة والأخرى، كنتُ ألقي نظرة سريعة لكيفية انسجام عملي مع بعضه البعض. فالمقالات التي كتبتُها على سيبل المثال، حول المرض –"المرض كاستعارة" و"الأيدز ومجازاته"- كانت أيضًا نوعًا من "ضدّ التأويل": لا تؤوّل كونك مريض. أن تكون مريضًا فهذا يعني مريض وحسب. لا تمزج ذلك بكلّ الأساطير والأوهام.
                  

01-04-2005, 07:38 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلت سوزان سونتاغ ! (Re: Abdel Aati)

    شان: كتبت في رواية "المحسن":ما من جزء من الإدراك الحداثي مملّ أكثر من توقه للتبرير وأن يجعل أمرًا ما يعني دومًا شيئًا آخر" (109).

    سونتاغ: لقد نسيت ذلك. كيف عرفتُ ما عرفتُه، وبشكل لا واعي في ذلك الوقت؟ عندما بدأت كتابة "فلعل خير"، لم تكن لديّ أدنى فكرة بما كُنتُ أفعله؛ على خلاف كتاباتي اللاحقة، عندما بدأت أفكّر حقّا في الأفكار الأساسية قبل أن أبدأ. كًنتُ جُملة جُملة، لم تكن لديّ أيّة فكرة إلى أين سيُفضي بي هذا الأمر. ولكن في نفس الوقت كانت الكتابة سهلة، كما لو أنّها كانت موجودة هنالك وما عليّ إلاّ أن أنسخها. عدد قليل من الأحلام كانت يشتمل على عناصر من أحلامي الخاصّة، ولكن أغلبها كان مبتكرًا.

    شان: ذكر أحد النقّاد أنّ "هيبوليت" و"جان جاك" قد صيغا شاكلة "آرتود" Artaud و "جينت" Genet

    سونتاغ: "جتن جاك" هو في قسم منه، مستوحى من "جينت" –أقصد بفكرة "جينت". "هيبوليت"؟ لا، ليس أي شخص بعينه.

    شان: لقد كنتُ مسحورة بالابغرام epigram [حكمة معبّرة عن فكرة بارعة] التي صدّرت بها "المحسن" :"أحلم، إذًا فأنا موجود! ربّما لكوني صينية وكلّ صينيّ على اطلاع بحكاية "تشوانغ تسو" Chuang Tzu عن الرجل والفراشة: الرجل يرى حُلمًا يُصبح فيه فراشة. وعند نهوضه، كان يُفكّر ما إذا كان بالفعل فراشة تحلم بأن تكون إنسانًا. بإمكاني أن أفهم كيف أنّ "المحسن" قد تأثّر بمقالة "كلايست" Kleist "على مسرح العرائس" On the Puppet Theater، إذ أنّه يجعل من رحلة "هيبوليت" عمليّة بحث عن توازن الذات وسكينتها.

    سونتاغ: أنت محقّة بشأن "كلايست" لقد قرأت مقالة "كلايست" وأنا لا زلتُ صغيرة جدّا وكنتُ مسحورة بها. ومع ذلك، فإنّ المسألة هي أنّه عليك أن تكتُبي من مكان عميق، وهذه الأشياء، مثل مقالة "كلايست" تغوص فينا عميقًا وعندئذ تجدين نفسك قادرة على الكتابة. سألني كثيرون لماذا لم أكتب شيئًا في شكل رواية أو مسرحية عن حصار سراييفو. والجواب هو أنّني أشعر أنّ تلك التجربة لم تبلغ بعدُ مكانها العميق حيث يجب عليها أن تكون.

    شان: ردّا على مداخلتك السياسية في سراييفو من خلال تمثيل "في انتظر غودوت" Waiting for Godot، قال (جان بودريار) Jean Baudrillard :"حتّى لو بقي مفكّرون ...فأنا لا أشترك في مؤامرة المفكّرين الذين يعتبرون أنفسهم مسؤولين عن "أمر ما"، ومتمتّعين بنوع من الوعي الراديكالي الذي كان دومًا امتياز المثقّفين...فأشخاص مثل (سوزان سونتاغ) لم يعُد بإمكانهم التدخّل، ولو بشكل رمزيّ، وأكرّر أنّ هذا ليس تقدير لما قد يحدث ولا تشخيص لما قد حدث" (أخرجه بايار Bayard). ما هي ردّة فعلك على هذه الفكرة حول "امتياز المثقفين"، وأيضا ما أسماه بيان تشخيصي لزماننا؟

    سونتاغ: "بودريار" أحمق سياسيّ. وربّما كان أحمق أخلاقي أيضا. ولو كانت لي أيّة فكرة عن كيفيّة التعامل بشكل متعارف عليه كمثقّفة شعبيّة، فإنّ تجاربي في سراييفو قد شفتني للأبد. اسمعي، أنا لم أذهب إلى سراييفو لتمثيل "في انتظار غودوت". كان عليّ أن أكون مجنونة حتّى أفعل ذلك. بل ذهبت إلى سراييفو لأنّ ابني، وهو صحفيّ مكلّف بتغطية الحرب، اقترح عليّ أن أقوم بتلك الرحلة. وبينما كنتُ هناك لأوّل مرّة في أبريل 1993، قُلت لبعض الأشخاص أنّني أرغب في العودة لأشتغل في مدينة محاصرة. ولمّا سألوني ماذا يُمكن لي أن أقدّم، قُلتُ: أستطيع الطباعة، وأقدّم خدمات طبيّة أولى، وأن أدرّس اللغة الإنكليزية، وأعرف كيف أصوّر الأفلام، وأدير المسرحيات. فقالوا : "آه جميل! " تمثيل مسرحيّة!" .. "هنالك ممثلون كُثر ليس لديهم ما يقومون به". ووقع الاختيار على تمثيل "غودوت" بالتشاور مع جمعية المسرح في سراييفو. المسألة هي أنّ تمثيل مسرحيّة في سراييفو كان أمرًا قُمت به بناء على دعوة من بعض الأشخاص في سراييفو، وبينما كُنت هنالك في سراييفو، وأحاول أن أتعلّم من أهالي سراييفو كيف يمكن لي أن أكون مفيدة ولو بقدرٍ قليل.
    فهذا الأمر لا علاقة له بـ"امتياز المفكّرين!" فزيارتي لم تكن مقصودة لأن تكون تدخّلا سياسيّا. وفي حال كان هنالك أيّ دافع فهو أخلاقي، بدلا من سياسيّ. فقد كنت سعيدة لمجرّد أنّي تمكّنت من مساعدة بعض المرضى في الجلوس على كراسيهم المتحرّكة. والتزمتُ بذلك معرّضة حياتي للخطر، وفي وضع تميّز بالاضطراب الشديد والخطر المميت. فقد كانت القنابل تنفجر، والرصاص يتطاير على مقربة من رأسي... ولم يكن هنالك من طعام، ولا كهرباء، ولا ماء جارٍ، ولا بريد، ولا هاتف اليوم تلو اليوم والأسبوع تِلو الآخر والشهر تِلو الآخر. هذا ليس أمرًا "رمزيّا". هذا واقع. والناس يعتقدون أنّني ذهبتُ هنالك لفترة لتمثيل مسرحية. اسمعي، لقد ذهبتُ إلى سراييفو لأوّل مرّة في أبريل 1993 وبقيت معظم الوقت فيها حتى موفّى عام 1995. أي حوالي سنتين ونصف. في حين أنّ المسرحية لم تستغرق سوى شهرين. أشكّ في أنّ بودريار يعلم كم قضيتُ في سراييفو. فأنا لستُ (بيرنار هنري ليفي) Bernard-Henry Levy يصوّر شريطه الوثائقي في البوسنة. ففي فرنسا يسمّونه "بي. إتش. أل" BHL؛ وفي سراييفو يسمّونه "دي.إتش.أس" DHS (أي ساعتين في سراييفو). فقد
    وصل في الصباح على متن طائرة عسكرية فرنسية، ترك طاقم الفيلم، ثمّ غادر المكان عند الظهر. ثمّ جلبوا له الشريط المصوّر إلى باريس، فأضاف إليه مقابلة أجراها مع الرئيس (ميتيران) Mitterand، شغّل الصوت من الجانب الآخر، وأعدّ الفلم هنالك. ولمّا قدمت (جوان بايز) Joan Baez وبقي أربعًا وعشرين ساعةً، لم تطأ قدماها الأرض وهي في دبابة فرنسية يُحيط بها جنود طوال الوقت. هذا ما فعله بعضهم في سراييفو.


    شان: هل نعتِ بودريار أحد الأيام بأنّه "عدميّ ماكرٌ"؟

    سونتاغ: أشكّ في ذلك. لا أظنّ أنّني نعتُه بالعدمية. بل أعتقد أنّه جاهل، ووقحُ. ومن المؤكّد أنّ لديه أفكاره الخاصّة عن المثقّفين. فالمثقفون يختلفون. ولكن معظمهم ممتثلون conformists [يعملون وفق العُرف والعادة] . ولكن البعض منهم يتحلّون بالشجاعة، بشجاعة كبيرة. وما الذي يفعله المثقفون بما-بعد-الحداثة؟ كيف يحوّل الناس هذه المصطلحات من جهة إلى أخرى بدلاً من النظر إلى الواقع الملموس! أنا من أنصار التعقيد واحترام الواقع. لا أريد التفكير في أي شيء نظريّ بهذا المعنى. اهتمامي يدور حول فهم أصل الأفكار. فإذا كنتُ ضدّ التأويل، فأنا لستُ ضدّ التأويل في حدّ ذاته، لأنّ كلّ تفكير هو نوعٌ من التأويل. بل أنا في الواقع ضدّ التأويل الاختزالي، أنا ضدّ التحويل البسيط واستنباط تكافؤات مبتذلة.
                  

01-04-2005, 07:39 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلت سوزان سونتاغ ! (Re: Abdel Aati)

    شان: إلاّ أنّه من خلال استعادة الماضي وتأمّلها، فإنّ كتابك "عن الفوتوغرافيا" (1977) On Photography يمكن اعتباره عملاً رائدًا في ما-بعد-الحداثة. فعلى سبيل المثال، قُلتِ أنّ تذوّق الفوتوغرافيا في جوهره عمليّة دقرطة democratizing وتسوية leveling –قادرة على إلغاء الاختلافات بين الذوق الراقي والرّديء. فالفوتوغرافيا، أو ثقافة الصور، قد جمّلت التراجيديات والكوارث، وقسّمت عالمنا، وحلّت محلّ الواقع [virtualized جعلته افتراضيّا؟]، وأرست إحساسًا بالقضاء والقدر fatalism : "في العلم الحقيقي، هنالك شيء ما يحدُث ولا يعلم أحدٌ ما سيحدُث. وفي عالم الصور، فقد وقع ذلك الأمر، وسيحدثُ دومًا بنفس الطريقة." (16 (سبق هذا التعليق ملاحظة فيريليو Virilio من أنّ ماضينا، حاضرنا، ومستقبلنا قد استُبدلوا بأزرار مثل: للأمام بسرعة Fast Forrward وشغّل الاسطوانة Play وللوراء Rewind –صورة الإنسان الحداثي/ ما-بعد-حداثي وكأنّها حاضنة تُشغّل بجهاز التحكّم عن بُعد.) بالنسبة لك، الفوتوغرافيا هي بلوغ ذروة الحداثة ثمّ تفكيكها.

    سونتاغ: نعم، أعتقد ذلك. ولكن متمسّكة بكوني لا أعتقد أنّني احتاج لاستخدام هذا المصطلح "ما-بعد-الحداثة". ولكنّي أعتقد أنّ تأمّل العالم بشكل فوتوغرافي هو أكثر الأدوات المكرّسة للتسوية [المساواة بين الأشياء]. إلاّ أنّني مندهشة كثيرًا بشأن نتائج النظر للمآسي والكوارث في العالم من خلال الصور الفوتوغرافية. فهل هي تُخدّرنا؟ هل تجعلنا متعوّدين على الأشياء؟ هل يتبدّد أثر الصدمة ويتلاشى؟ لا أدري. ثمّ هنالك فرق كبيرٌ بين الصور الثابتة والمتحرّكة. فالصور المتحرّكة ذات تأثير قويّ لأنّك لا تدري إلى أين ستتجه وتُفضي. في المقالة الأخيرة من كتابي "عن الفوتوغرافيا"، تحدّثت عن التجربة التي خُضتُها في الصين عند مشاهدتي لعمليّة جرت تحت التخدير بالوخزي بالإبر. رأيت شخصًا ينتزعون معظم معدته بسبب قُرح خطير فيها. ومن الواضح أنّ عمليّة التخدير ناجحة. فقد كانت عيناه مفتوحتان وكان يتحدّثُ ويمتصّ شرابًا ما بواسطة الشاروقة [أنبوبة ورقيّة يُمتصّ بها الشراب]، ما من طريقة للخداع هنا، عمليّة التخدير كانت ناجحة. وقال الطبيب أنّها قد تكون جدّا مع جذع الإنسان ولكنّ ليس الأطراف، وأنّها لم تنجح أبدًا مع بعض المرضى. لكنّها نجحت مع هذا المريض شاهدت العمليّة عن كثبٍ دون إجفال، فتح البطن، وقطع الجزء المصاب بقرحة من معدة المريض، وقد بدت رماديّة بلون إطار العجلة المطاطي. كانت تلك أوّل عمليّة جراحيّة أشاهدها عن كثب، وكنتُ أظنّ أنّني ربّما سأجد المشاهدة أمرًا صعبًا، ولكنّي لم أفعل. وفيما بعد، بعد ستّة شهور، كنتُ في قاعة سينما في باريس أشاهد ولادة قيصريّة تعتمد التخدير بالوخز بالإبر. وفي اللحظة التي فُتحَ فيها بطن الأمّ، لم أستطع الاستمرار في المشاهدة. غريب! لم أستطع مشاهدة الصورة، في حين أنّني شاهدت الشيء الحقيقي. هنالك كلّ أنواع الألغاز المحيّرة حول ماهية ثقافة الصورة.

    شان: بعض المقولات المنذرة بالسوء والتي وردت في "عن الفوتوغرافيا" تحقّقت في الواقع. فالفوتوغرافيا مثلاً، في آخر تجسيدٍ لها في التقنية الرقمية- قد انتصرت بالفعل عن الفنّ. فالتلفاز، وهوليود، وصناعة التسلية الإعلامية infotainment قد تمّت لها الغلبة، بما أسفر عن أشياء كثيرة من بينها، ما أسميته "نهاية السينما" [2] –وهي أهمّ شكل للفنّ الحديث. وقد قال (جان-لاك غودار) مؤخّرًا أنّ السينما كما عرفناها قد ولّى عهدها. (أنظر روزنباوم 165Rosenbaum). [3]

    سونتاغ: السينما كما عرفها هو قد انتهت. هذا مؤكّد –لأسباب عديدة، من بينها انهيار منظومة التوزيع. عليّ أن أنتظر ثماني سنوات قبل أن أتمكّن من مشاهدة فيلم "مدخّنين /غير مدخّنين" لـ(آلن ريزنايس Alan Resnais)، والذي شاهدته مؤخّرًا في مركز لينكلن. أخرج (ريزنايس) تلك الأفلام في التسعينيات، ولكن في ذلك الوقت لم يتمّ توزيع أيّ من أفلامه هنا خلال السنوات العشر الأخيرة. ونحن في نيويورك لا نحصل إلاّ على مجموعة مختارة صغيرة جدّا، ومن المفترض أنّ نيويورك مكان جيّدٌ لمشاهدة الأفلام. ومن جانب آخر، إذا سمحت بالأحجام الصغيرة –وقد يحدث أن أجد مشكلة مع الصور الصغيرة- فإنّك تستطيع أن تحصل على تاريخ السينما كلّه وتُشاهده مرارًا وتكرارًا. لا يتعيّن عليك أن تكون معتمدًا على منظومة التوزيع. فمشاكل السينما تبدو لي أكثر من أيّ شيء آخر، فشلاً ثقافيّا. فقد فسدت الأذواق، وبات من النادر جدّا أن ترى مخرجين يتوقون لتناول أفكار ومشاعر عميقة.وهنالك سبب يجعل أنّ عدد متزايد من الأفلام التي أفضّلها تأتي من أماكن أقلّ رخاء في العالم، حيث أنّ القيمة التجاريّة لم تُهيمن بشكل كامل. وعلى سبيل المثال، أعتقد أنّ الناس قد تجاوبوا بشكل إيجابي مع (كياروستامي) Kiarostami ذلك لأنّه يصوّر الناس الأبرياء [على سجيتهم] إلى حدّ بعيد وليس الكلبيين [الكلبي هو الشاك في طيبة الدوافع البشرية]، في هذا العالم المتشائم بشكل متزايد.لا أعتقد أنّ السينما قد انتهت، لا ليس بعدُ.
                  

01-04-2005, 07:43 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلت سوزان سونتاغ ! (Re: Abdel Aati)

    شان: يُقال أنّك غيّرت وجهة دافعك لكتابة الرواية إلى صناعة الأفلام خلال الفترة الطويلة الفاصلة بين مجموعتي رواياتك. [ويشتمل تصوير (سونتاغ) للأفلام على "ثنائي متوحّش" (1969) Duet of Cannobals، و"الأخ كارل" (1971) Brother Carl، "أرض الميعاد" (1974) Promised Lands و "رحلة بدون دليل" (1983) Unguided Tour].

    سونتاغ: ربّما. لكن ليس لي نمطا صناعيّا للإنتاجية. ولا أعتقد أنّ ذلك أهمّ شيء، أي أن أبدأ مباشرة في كتابة كتاب آخر حالما أنتهي من الأوّل. أريد أن أكتب الروايات التي أعتبرها ضرورية.

    شان: سؤال آخر حول "المُحسنُ" The Benefactor ومسيرتك في مجال الكتابة، لأنّ أوّل روايتك كانت ذات أهميّة خاصّة في ضوء علاقتك الدائمة بالتأويل، الفرويدي وغيره. تبدو (حنّا آرندت) نافرة للتحليل النفسي لأنّه يُعرّض رؤيتها لحريّة الإنسان للخطر. هنا يحضرني اقتباس من روايتك "المحسن": "ولكن على المرء أن يُعلن عن حريّته حتّى يكون كذلك، بالفعل، حرّّا. ما عليّ إلاّ أن أعتبر أحلامي حرّة، ومستقلّة، حتّى أكون متحرّرة منها –على الأقلّ حرّة كأيّ كائن بشري له الحقّ في ذلك" (246). سمعت أصداء لهذه المقولات في مقالتك عن (بارت) بعنوان "الكتابة نفسها" Writung Itself، والتي تؤيّدين فيها: "ممارسة الوعي كأسمى غاية في الحياة، لأنّه من خلال الوعي التام فقط يمكن للإنسان أن يكون حرّا" (444). إلى أي مدى تشعرين أنّ مشروع الوعي الذي تعتزّين به لا يتعزّز بشكل أفضل إلاّ على يديك كروائيّة، وليس ككاتبة مقالات؟

    سونتاغ: بلى أشعر فعلاً بحريّة أكثر، وقدرة أكثر على التعبير، وأقرب لما يشغلني عندما أكتب الرواية. والغاية أن يُصبح المرء أكثر قدرة على التعبير. وأن يحوي المزيد من الحقائق باستمرار.

    شان: هل تعترفين أنّ هنالك توجّه مناهض لعلم النفس في أعمالك؟ هل هذه مقاربة جمالية، شكلية، حداثية مستمدّة جزئيّا من الروايات الفرنسية الجديدة؟ أم هل أنّ ذلك يعود لموقفك الأخلاقي والفلسفي تجاه الوضع الإنساني؟

    سونتاغ: لا أعتقد أنّني ضدّ علم النفس. بل إنّني ضدّ السيرة الذاتية. ربّما كان هذا هو سبب الخلط. ولا أعتقد أّنني تعلّمت شيئا ما ممّا يّسمّى الروايات الفرنسية الجديدة. فأنا لن أحبّها فعلاً. أعتقد أنّها روايات "ممتعة" وهذا الشكل من المديح سطحي وغير أمين والذي أعتقد أنّني تحرّرتُ من قبضته.شان: يزعم أنّك قد تخلّيت عن روايتين.

    سونتاغ: ثلاثة في الحقيقة. توقّفت عن كتابتها في الصفحة الخمسين أو الستين.. في حال وصلت إلى مائة صفحة يُمكنني المواصلة.

    شان: أليس من المفترض أنّك صوّرت فلمًا يعتمد على أولى روايات (سيمون دي بوفوار) Simone de Beavoir "المدعوّة" L invitee بعنوان "جاءت لتقيم معنا" She came to Stay؟
    سونتاغ: بلى، لقد كتبتُ سيناريو تصوير كامل، أمّنت الحقوق، لأجل علاوة صغيرة، من (سيمون دي بوفوار)، ووجدت مصدرًا متواضعًا لتمويل الفلم. ولكنّني في نقطة ما لم أعد أثق بالسيناريو، أو الفلم، أو بالموضوع –لا أدري أيّ منها. لم أكن واثقة من أنّه سيكون جيّدًا.
    شان: هل اعتزلت صناعة الأفلام؟

    سونتاغ: الأفلام كانت عشق حياتي. كانت هنالك عدّة فترات في حياتي كنتُ أذهب فيها لمشاهدة الأفلام كلّ يوم، وأحيانًا أشاهد فلمين في اليوم الواحد. "بريسون وغودارد" Bresson and Godard و"سيبربرغ" Syberberg، وأخيرًا "سوكوروف" ٍSokurov، كانت جدّ هامّة بالنسبة لي. كما أحبّ فيلم "جان ديهلمان" Jeqnne Diehl,qnn لـ(شانتال أكرمان) Chantal Ackerman، و"ستنتنغو" Satantango لـ(بيلا تار) Bella Tarr، وفيلم "في سنة ذات 13 شهرًا" In a Year of Thirteen Moons لـ(فاسبيندر) Fassbinder، و فيلم "الجندي الأمريكي" The American Soldier، و"دموع بيترا الحارّة على كانط" The Bitter Tears of Petra von Kant، إلخ... لقد تعلّ!مت الكثير من هذه الأفلام. كلاّ! لم أعتزل صناعة الأفلام. ولست مهتمّة بالاقتباس من رواياتي، بل أهتمّ بأشياء أخرى. نعم، أريد أن أصوّر أفلامًا جديدة.

    شان: في مقالتك "On Wei Jingsheng" عام 1995، تحسّرت عن الانهيار العام في المعايير الأخلاقية والسياسية العالمية لقيم عصر التنوير لدى الجيل الماضي" وكما يبدو ذلك في انعدام مقاييس حقوق الإنسان فيما يتعلّق بالصين. أعتقد أنّ هذا النصّ، إلى جانب مقالتك (غير المجموعة) "وجهات نموذجيّة" Model Destinations عام 1984، تمسّ مباشرة لبّ المعضلة السياسية لعصر ما-بعد-الحرب الباردة و ما-بعد-الأيديولوجيا الذي نعيشه. فالدكتاتوريات في كلّ أرجاء العالم، كما قُلت، "باتت أكثر جرأة بسبب انتصار الاهتمامات الرأسمالية الغربية بـدعم العلاقات الاقتصادية المربحة" (وجهات نموذجيّة" 699-700).

    سونتاغ: للعلم فقط، لم يكن ذلك شيئا كتبتّه. بل هي ملاحظات عفويّة لأدليتُ بها في مؤتمر صحُفيّ في نيويورك كان يُنظّمه (أورفيل شيل) Orville Schell بمناسبة اعتقال (فاي) Wei، فتمّ تسجيل تلك الملاحظات ثمّ تفريغها، والتقطتها مجلّة "نيويورك ريفيو" الخاصة بمراجعة الكُتب وعرضها. وأوّل مرّة أسمع خبر نشر ملاحظاتي كان بعد أيام قليلة عندما تلقيّت مكالمة هاتفية من المجلّة تُخبرني بأنّهم سيرسلون الألواح الطباعيّة "قطعتي الصينية" مع الساعي. [ضحكنا] كما تعرفي، أنا لا أومن بالنسبية. ترعرعتُ وأنا أسمع عن أنّ الثقافة الآسيوية تختلف عن الثقافة الغربية. وقد صرّح أجيال من أخصائيي الصينولوجيا Sinologists [مختصّ بالثقافة أو اللغة والآداب الصينية]، من بينهم (جون فيربانك) John Fairbank، أنّ فيما يتعلّق بآسيا، فإنّ المقاييس الغربية في مجال الحريات المدنية غير ملائمة، أو أنّها لا تنطبق عليها، لأنّها صادرة عن الثقافة الأوروبية البروتستانتية التي تؤكّد على الفرد في حين أنّ الثقافات الآسيوية جماعيّة بالأساس collectivist [تؤمن بسيطرة الدولة أو الشعب ككلّ على وسائل الإنتاج]. وأنّها ضارّة وذات طبيعة استعماريّة. فتلك المقاييس لا تنطبق على المجتمعات التقليدية في أيّ مكان، بما ذلك أوروبا. ولكن إذا كُنت تعيش في العالم الحديث، وهو بالتحديد ليس عالما تقليديّا، فإنّك عندئذ تريد أن ترى الحجريات. الكلّ يُريدها. ومن المهمّ توضيح ذلك للأشخاص الموسرين في البلدان الغنيّة أنّ تلك المقاييس لا تنطبق إلاّ "علينا".

    شان: وهل كانت "وجهات نموذجيّة" Model Destinations جزءًا من عمل أكبر عدلت عنه؟

    سونتاغ: بلى، كان من المفترض أن يكون كتابا من 100 صفحة تقريبًا، عن المثقفين والشيوعيّة، لأنّني كنتُ في الحقيقة متأثّرة بمدى سذاجة هؤلاء الذين يزورون البلدان الاشتراكية. فهؤلاء سافروا ضمن وفود، وأقاموا في فنادق وتمّت التجوال بهم صحبة مرافقين. أذكر رحلتي إلى الصين في يناير 1973 في أواخر الثورة الثقافية. وأصبحت على صداقة حميمة مع تلك السيدة التي عيّنت لتكون مترجمة لي. لم أكن شخصيّة بارزة لذلك خصّصوا لي تلك السيدة وهي ذات مستوى عادي وتشتغل في وزارة الشؤون الخارجية. كانت سيّدة في منتصف العمر، جذّابة ولكنّها مرعوبة غذ أنّها فقدت زوجها في خضمّ الثورة الثقافيّة. سألتها أين تُقيم. فقالت أعيش مع بعض الأصدقاء. ولمّا زرتُها هنالك وجدتها تعيش في غرفة صغيرة جدّا، وكأنّها دولاب، في الدور السفلي من الفندق. رأيتُ ذلك لأنّني أصررتُ على أن أرى أين تعيش –لم يكن يتعيّن عليها أن تكشف لي ذلك. ودعتني أحد الأيام للخروج معها في نزهة، بعد أن أخبرتني أنّ الغرفة كلّها حشرات. كانت تتحدّث ببطء بلغتها الإنكليزية الهزيلة: "هل.. قرأت.. كتابًا ..بعنوان ...19" ولمّا سمعتُ ألف وتسعمائة..شعرت بألم في صدري. عرفت ما كانت ستقوله لاحقًا: "84-" فقُلتُ: "1984" وأنا مضطربة، وكأنني سأفشي سرّا. فأجابت وعلى وجهها ابتسامة : "نعم"، "الصين كذلك تمامًا".
    أعتقد أنّه لو تجشّم المرء المتابع وقام ببعض الاتصالات مع الناس، لتمكّن من اكتشاف حقائق كثيرة عن تلك البلدان. وقد كان (رولان بارت) على الأقلّ على قدر من الشجاعة بسبب أذواقة الجنسية. فقد كان بلدان مثل شمال إفريقيا وآسيا حيث كان يذهب لينام مع الشبان. وبما أنّه لم يتمكّن من فعل ذلك في الصين فقد سئم. ولكنّه لم ينخدع. فقد ساعدته جنسيته من الحفاظ على أمانته في انطباعاته الصريحة عن النمطية الثقافية والأخلاقية الماويّة [نسبة إلى ماو تسيتونغ]. ولكنّ آخرين ذهبوا في نفس الرحلة إلى الصين [عام 1974]، مثل (جوليا كريستيفا) Julia Kristeva و(فيليب سوللرز) Philippe Sollers، فقد عادوا يردّدون أنذها رائعة جدّا، ويردّدون كلّ الأكليشيهات الماويّة. يمكنك أن تقول أنذ غمامتهم الأيديولوجية جعلتهم يشاهدون بطريقة ما. كما أنّ هنالك الحمقى الذين زاروا الاتحاد السوفييتي في الثلاثينيات (1930). عليك أن تقولي لهؤلاء "كفى! أتعلمون أين أنتم؟ وما ترون؟ حاولوا أن تبدؤوا من الأمور الملموسة. كيف؟ ألا تنظرون؟

    شان: هل كانت هنالك فترة ما في حياتك شعرتُ فيها أنّ الشيوعية أغوتك بجدّ؟

    سونتاغ: كلاّ! ليس بالشيوعية، بل بالصراع ضدّ الإمبريالية الأمريكية. كنتُ مهووسة بالحرب الأمريكية في فيتنام. حتّى يومنا هذا ما زال الأمريكيون يتحدّثون عن 56,000 جندي أمريكي سقطوا هنالك. لقد كان ذلك عددًا كبيرًا. ولكنّ 3 ملايين من الجنود الفيتناميين وعدد لا حصر له من المدنيين سقطوا أيضا. كما دُمّر البلد بيئيّا. فقد فاق عدد القنابل التي أسقطت على ذلك البلد كلّ القنابل التي أسقطت خلال الحرب العالميّة الثانية، ونفس الشيء في كوريا. إنّ طبيعة عدم التكافؤ القدرة الحربية الأمريكية عندما تذهب إلى تلك المناطق كانت مرعبة للعقل. خذ الحرب في العراق على سبيل المثال. لقد انتهت الحرب، والأمريكان ما زالوا يُسقطون قنابل النّيـبم napalm ويصبون النار على الجنود العراقيين الحفاة الذين كانوا يفرّون شمالاً. لقد دفعتني تلك الأمور إلى حالة من اليأس. على المرء أن يتذكّر أنّه بين عامي 1963 وأغسطس 1968، مع الاجتياح السوفييتي لتشيكوسلوفاكيا –كانت فترة تأمّل بالنسبة لنا كلّنا. ففي 1963 أصبحت متورّطة في حركة مناهضة للحرب قبل أن تظهر في الواقع حركة مناهضة للحرب. وكانت حرب فيتنام في بدايتها. التحقت بجمعية سابقة القبعات الخضر وخرجنا في حملة احتجاج وإقناع في كاليفورنيا. وقفنا في زوايا الشوارع وتعرّضنا للرجم بالحجارة مرّتين. خلال تلك الفترة في منتصف الستينيات (1960) قابلت أشخاصًا من الاتحاد السوفييتي قالوا، في الحقيقة، أنّ الأمور تحسّنت فعلاً، وهم يسيرون في الاتجاه الصحيح. ثمّ انهار كلّ شيء في أغسطس 1968. عذ نعم، بين 1963 و1968، كنت أريد تصديق أنّ ما يُسمّى ببلدان العالم الثالث التي تعارض الإمبريالية الأمريكية والتي تبنّت حكومات شيوعية ذات حزب واحد- وليس فقط فيتنام وكوبا- بإمكانها أن تطوّر بديلاً أكثر إنسانية لوضعها السابق وقد كانت مجرّد مستعمرات... . ولكنّ هذا الأمر لم يكن صحيحًا، وبعد قضاء حياة كاملة في الانشغال بما يحدث في العالم، فإن خمس سنوات لا تبدو طويلة وإن كان الواحد على خطأ.

    شان: هل تودّين سحب التصريح الذي أدليت فيه في دار البلدية عام 1982 أنّ "الشيوعية ليست سوى فاشية بوجه بشري"؟ [4]

    سونتاغ: بالطبع لا‍‍‍‍! فقد استندت الحكومات الشيوعية لفترة لا بأس بها على مصادر واسعة من المثالية. وفي أوربا الثلاثينيات (1930)، اجتُذب أشخاص متميّزين إلى الحركة الشيوعية ولم يكن لديهم أيّة فكرة عن حقيقة الأوضاع. وفيما بعد أُمر الناس الذين تحدّثوا عن ذلك باستمرار بأن يصمتوا لأنّ أهمّ أمرٍ كان الصراع ضدّ هتلر ولا ينبغي علينا أن نتخلّى عن الجانب الصحيح في الحرب الأهلية الإسبانية.

    شان: هل تخلّيت عن إنهاء مشروع كتابك عن المثقفين والشيوعية لأنّك خشيتِ أن يستخدمه المحافظون الجُدد؟

    سونتاغ: بالطبع لا! تخلّيت عنه لأنّني أردت على الأرجح العودة لكتابة الرواية، الرواية فقط. كنتُ أعلم أنّ هذا الكاتب سيشغلني سنتين تقريبا. لقد تخلّيت عن أشياء عديدة. وأنا لست واحدة من مجانين الكتابة graphomaniacs الذين يكتبون طوال الوقت. هنالك فترات أجد فيها الكتابة من أصعب الأشياء على الإطلاق.

    شان: زعم أحد النقاد أنّ "مارينا" Maryna في رواية "في أمريكا" هي نوع من الصورة الذاتية الخيالية. هلاّ أخبرتنا إلى أي مدى تتطابقين مع هذا الوصف في الرواية، عندما تقدّمين لنا أخر لمحة عنها بسرد بضمير الغائب؟ "جلست (مارينا) ونظرت في المرآة. من الأكيد أنّها تبكي لأنّ سعيدة جدّا –إلاّ إذا كانت الحياة السعيدة أمرًا مستحيلاً، وأقصى ما يُمكن للكائن البشري أن يبلغه هو حياة بطوليّة. والسعادة تأتي في أشكال عديدة؛ أن تكون قد عشت من أجل الفنّ فهذا امتياز، رحمة" (369)

    سونتاغ: أتطابق تمامًا مع تلك الكلمات.
                  

01-04-2005, 07:44 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلت سوزان سونتاغ ! (Re: Abdel Aati)

    * * *
    وبعد المقابلة الفعليّة، تحوّلت وانشغلتُ بإنهاء وإطلاق فلمي الرئيسي الجديد، "خارطة الجنس والحبّ" The Map of ####### and Love. ثمّ فازت (سوزان سونتاغ) جائزة الكتاب الوطنيّة لعام 2000 على روايتها "في أمريكا"، وبعد ذلك، جائزة أروشليم لعام 2001. [5] كما كانت تُسافر وتُجمّع "موضع النبرة" Where the Stress Falls وهي مجموعة مقالات. [6] ولمّا عادت لمراجعة إجاباتها والإجابة على أسئلة إضافيّة طرحتها عليها كتابيّا، كانت قد مرّت سنة كاملة. ومع ذلك فإنّ القطعة أصبحت في النهاية جاهزة. وسيتمّ ترجمتها للغة الصينيّة وتكون مدخلاً لـكتاب (سوزان سونتاغ): كتابات مختارة باللغة الصينية، الذي نُشر في تايوان وهنغ كونغ عام 2002.
    أودّ أن أتقدّم بالشكر للأشخاص التاليين الذين جعلوا هذه المقابلة من خلال دعمهم ومساعدتهم، أمرًا ممكنًا وأخصّ بالذكر: (جيف ألكسندر) Jeff Alexander ، (ماي فانغ) May Fung، (راسيل فريدمان) Russell Freedman، (كنران هوانغ) Canran Huang، (وندي ليدل) Wendy Lidell، (إيفان نغ) Ivan NG، والبروفيسور/ (دايفيد دير واي وانغ) Pr. David Der-Wei Wang.

    الهوامش:
    1-يمكن إيجاد مزيد من المعلومات عن مشاريع (سيمون سوان) الإسكانية للفقراء في موقعها على شبكة الإنترنت.
    2-راجع "نهاية السينما" لـ(سوزان سونتاغ).
    3-من "فيلم قصير عن "تاريخ السينما" لغودارد"، ومقابلة (جوناثان روزنباوم) مع (غودارد في "فيلم قصير عن "تاريخ السينما" لغودارد" ، ورد في "جان لاك غودارد: تاريخ السينما" الجزء 4، من كتب نًشرت مع مجموعة الخمسة أقراص المضغوطة للمدرج الصوتي من سلسلة فيدوي غودارد التي وزّعتها شركة ECM للاسطوانات عام 1999.
    4-شاركت (سونتاغ) في اجتماع انعقد في دار البلدية بنيويورك في غرّة فبراير 1982، كان القصد منه حشد الدعم حظر التضمن في بولندا. وخلال الاجتماع ألقت (سونتا) كلمة اتّهمت فيها اليسار بالازدواجيّة وقالت أنّ "الشيوعية ليست سوى فاشية بوجه بشري". وقد أثارت تصريحاتها على إثر طباعتها ونشرها في مجلّة "ذي نيشن" بتاريخ 27 فبراير 1982 The Nation الكثير من الانتقاد السياسي.
    5-لقد أثار قبول (سونتاغ) جائزة أروشليم بعض الجدل. وقد نُشرت الكلمة التي ألقتها في "لوس أنجلوس تايمز" بتاريخ 10 يونيو 2001 تحت عنوان " وعي الكلمات"، وهي متوفّرة على شبكة الإنترنت.
    6-بعض الاستشهات المذكورة هنا قد اقتُطفت من مجموعة مقالات (سونتاغ) الأخيرة، بعنوان "موضع النبرة" والتي تضمّ "الكتابة نفسها –حول رولان بارت" (63-8 ، و"قرن من السينما" (117-122)، وقد وردت هنا بعنوان "نهاية السينما"، و"أسئلة السفر" (274-284)، وقد وردت هنا بهنوان "وجهات نموذجيّة".

    المراجع: (الأجنبية)
    Bayard, Caroline and Graham Knight. “Vivisecting the 90’s: An Interview with Jean Beaudrillard”. Ctheory 8 Mar. 1995.

    Rosenbaum, Jonathan. “Trailer for Godard’s Histoire(s) du Cinema. Vol. 4. Books accompanying 5-CD soundtrack set. ECM Records, 1999.

    Sontag, Susan. Alice in Bed. New York: Farrar, Straus, Giroux., 1963.
    -, the benefactor. New York: Farrar, Straus, Giroux., 1963.

    - “Best of 2000: Film”. Art forum Dec. 2000:26.

    - Death Kit. New York: Farrar, Straus, Giroux., 1967.

    - “The Decay of Cinema.” New York Times Magazine 25 Feb. 1996: 6-10.

    - Illness as Metaphor; and, AIDS and Its Metaphors. New York: Farrar, Straus, Giroux., 1990.

    -In America. New York: Farrar, Straus, Giroux., 2000.

    - “Mode; Destinations.” Times Literary Supplement 22 Jun. 1984: 699-700.

    - On Photography. New York: Farrar, Straus, Giroux., 1977.

    - “On Wei Jingsheng.” New York Review of Books 15 Feb. 1996; 41-42.

    - The Volcano Lover. New York : Farrar, Straus, Giroux., 1992.

    - Where the Stress Falls. New York: Farrar, Straus, Giroux., 2001.

    - “Writing Itself: On Roland Barthes.” A Susan Sontag Reader. New York: Farrar, Straus, Giroux., 1982. 425-46.

    -A Susan Sontag Reader. New York: Farrar, Straus, Giroux., 1982.
    ------
    PMC. Volume 12, Number 1 (September, 2001).
                  

01-04-2005, 07:59 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلت سوزان سونتاغ ! (Re: Abdel Aati)

    سمير اليوسف

    سوزان سونتاغ... ابنة نيويورك تطلب العالم وطناً للجميع

    الهجوم على برجي "مركز التجارة العالمية" في نيويورك في 11 أيلول (سبتمبر) 2001 ما زال الى الآن يثير جدلاً وقضايا شائكة في أميركا وخارج أميركا. نيويورك ليست مدينة عادية. ومثقفو أميركا أصحاب أصوات مسموعة. لكن هذه الأصوات لا تجتمع في تيار واحد. هناك صراعات. هناك فعل وردة فعل. كانت سوزان سونتاغ من بين الكتّاب الأميركيين الذين تعرضوا لنقد سياسي مقذع عشية اعتداء الحادي عشر من ايلول. ففي غمرة الفورة الوطنية التي شملت الولايات المتحدة، نتيجة للاعتداء، لم تتورع سونتاغ، أسوة بعدد قليل من الكتّاب والمثقفين، عن ربط ما جرى في ذلك اليوم بالسياسة الخارجية الأميركية ربطاً يصور الاعتداء المذكور كعاقبة محتومة لهذه السياسة.

    ولكن حتى لو لم تنطق الكاتبة الاميركية بما أثار غيظ ابناء قومها، فإنها ما كانت لتنجو من تقريع دعاة الولاء التام لأميركا، من سياسيين وإعلاميين، رفضوا كل رأي أو تحليل لم ينحُ نحو التشديد على براءة الذات، والتسليم بفطرة الشرّ الكامن في نفوس اولئك الذين اقترفوا الهجوم الإرهابي. وسونتاغ ما كانت لتنجو من النقد، ليس فقط احتساباً لموقفها المعارض طالما انها ما انفكت، ومنذ حرب فيتنام، معارضة دؤوبة لسياسة بلادها، وإنما ايضاً لأن "الوطنية" أو اياً من فرضيات ضرورة الانتماء الى جماعة بعينها لهي أقل الفرضيات أثراً في إنتاج ما أنتجته من مقالات وروايات وأفلام سينمائية ومسرحيات.

    ألم الآخرين
    فمنذ مجموعة مقالاتها الأولى، "ضد التأويل"، الصادرة في منتصف عقد الستينات وحتى أحدث كتابيها، "حيث يقع التشديد" و"ألم الآخرين"، ثمة غياب ملحوظ للأدب الأميركي، والإنغلوفوني، من دائرة اهتمامها لا تفسير له سوى خشية مفرطة من المحاصرة في إطار المحليّة. فدائرة اهتمامها من السعة بحيث تشمل كتّاباً من أنحاء مختلفة من العالم، وبعضهم مغمور أو غير معروف الاّ عند قلة قليلة من المعنيين بالأدب العالمي. واهتمامها من التنوع والاختلاف بما يتجاوز حدود اي إختصاص، فهي تكتب في النظرية الجمالية والتحليل الثقافي والاجتماعي، في الأدب والتصوير الفوتوغرافي والسينما والمسرح والموسيقى والرقص، ومن دون حرص على تصنيف الفن الى أرفع أو أدنى أو نخبوي وشعبي، في كتابها "حيث يقع التشديد"، مثلاً، هناك مقالة عن فاغنر متبوعة بمقالة عن مسرح الدمى الياباني.

    ولئن عزت سونتاغ أمر نزوعها الدائم الى تجاوز حدود المحليّة والاختصاص، ومن ثم الإقبال على الجديد والمغمور، الى تصوّرها للكاتب كرحالة ذي فضول لا حدود له وحماسة لا تنضب، فإن كتابتها تكشف عن مفهوم للجمالي متماسك، يتجاوز، في كل الأحوال، تفسيرها البسيط والطريف هذا.

    التصوير الفوتوغرافي والسياسة
    وفي مقالاتها المبكرة واللاحقة - وكتابة المقالة، بالمناسبة، هي التي كافأتها بالاعتراف والشهرة اصلاً - أظهرت سونتاغ وعياً، وانحيازاً الى فكرة ان الجماليّ بما هو الشكلي والظاهري، ليتمتع باستقلال لا يقل عن استقلال مدارات الاهتمام المعرفية الأخرى، الاجتماعية والسياسية والأخلاقية. فالوعي بالجمالي، وخلافاً لما درجت عليه الحكمة الراسخة، ليس وعياً بالقشرة والغطاء، أو حتى بالواسطة ما بين منبع المعرفة ومتلقيها، وإنما هو وعي سابق يحدد في بعض الأحيان ويحكم الوعي بما هو أخلاقي وسياسي. ومن هنا مصدر تركيزها الأبرز على التصوير الفوتوغرافي والسينما عوضاً عن اشكال التعبير الأدبية. فالتركيز على الأنواع الفنية حيث الفن لا يُحمل على كونه محض واسطة للمضمون أو وسيلة للإعراب عن معانٍ عامة مجردة غائــرة في عمـق ميتافيـزيـقي يتــجاوز مدارك الحـس وسـبل العقـلنـة التجريبية، يدل على استواء الشكلي أو الظاهري بذاته، ومن دون افتراض عالم خفي يُكشف عنه أو يُدل عليه.

    بل ان اهتمامها بالأدب انما هو على الأغلب احتفاء بتلك الكتابة التي تتجاوز الحدود المتواضع عليها ما بين الشعر والنثر، أو ما بين العبارة الأدائية والعبارة التقريرية. فهي لئن اهتمت بالأدب العالمي فقد اهتمت بكتابات أمثال انطون آرتو وناتالي ساروت وسيزار بافيزي ومارتن فاسلر وماكس زيبالد وخوان رولفو ودانيلو كيش وغيرهم من الكتاب الذين نسفت عبارتهم ذلك الظن بأن العبارة دلالـة لما هو أبعد وأعمق لما نحسه ونواجهه.

    في كتابها "في التصوير"، تقول سونتاغ إن هذا الفن، ومن خلال تنبيهنا الى ان هناك الكثير مما يظفر باهتمامنا، غيّر مفهوم العالم المنظور باعتباره "كهف أفلاطون"، اي عالم المحسوسات المتكافئة في انعدام قيمتها الفعلية طالما انها محض ظلال وصور المُثل المطلقة. وهذا التنبيه يدل على ان الصور ليست محايدة وإلا لاستوت معاني موضوعاتها وقيمتها. وفي كتاب "حيث يقع التشديد" تذهب الى ان الصوّر ليست نوافذ تمدّنا برؤية شفافة للعالم كما هو عليه، أو كما كان عليه. فالصور تدلي بإفادات لمصلحة إيديولوجيات سائدة وترتيبات اجتماعية قائمة، إنها تفبرك وتعزّز هذه الخرافات والترتيبات. فالصورة بما هي شكل جاهز للإدراك الحسي، لا تحتاج الى معانٍ تُنسب اليها لاحقاً. فليست هي من دون معنى أو مضمون تؤسسه وتكرسه.

    ويصح القول إن هذا الوعي لما هو جمالي، كأمر مستقل، بل وسابق، على الموضوع السياسي أو الأخلاقي، لهو نموذج للوعي الفني الحديث (او الحداثي) الذي ذاع شأنه في مطلع القرن العشرين. غير انه، وعلى رغم ما يتمتع به من تماسك عبر مجمل كتاباتها، لا يخلو من استدراكات وشكوك تصب في نزوعين مختلفين: الأول، نزوع الى فكرة "الأدب الكبير" أو حتى العبقرية في الفن، وبما يناوئ ضروب الأدب والفن التي جعلت تبشر بها وتنحاز اليها. غير ان هذا النزوع، وإن انطوى على حنين الى عهود الأدب الكلاسيكي، خصوصاً الأدب الروسي منه، يتلخص في التطلع الى الفرادة التي تجعله كونياً وتأسيسيّ الطابع، ولكن من دون أن يضحي بسماته المعاصرة. ولئن التمست سونتاغ في أعمال الروائي الألماني الراحل ماكس زيبالد صورة للأدب الكبير، فليس لأن هذه الأعمال تسعى الى إحياء الحكمة الكلاسيكية في الأدب، أو بالضرورة تتبع سبيل السرد الفخم المتماسك - فروايات زيبالد خلاف ذلك تماماً - وإنما لما فيها من مستوى من النضج (أو الاكتمال) ما يجعلها تامة بذاتها. فهي تستوعب جلّ التقنيات التعبيرية الحديثة، ولكن من دون ان تتخذها ذريعة أو غطاء لكتابة ما يُكتب.

    رحلة الى هانوي
    الثاني، نزوع الى الكتابة باعتبارها ذات غرض سياسي صريح. وهذا وإن كان نادر التحقق عندها الاّ انه حينما يتحقق يكون نافذ الأثر قوياً. وإذا ما دل مقالها الريبوتاجي الشهير "رحلة الى هانوي"، 1968، الى ان الحرص المبدئي تجاه جمالية الفن والأدب لا يعني الإعراض عن السياسة، إن كنشاط عملي أو تأمل فكري، فإن مقالها الريبورتاجي "في انتظار غودو في ساراييفو"، الذي جاء بعد ربع قرن على مقالها الأول، أتى تعبيراً عن تشبث بالاعتقاد أن للمثقف دوراً في الحوادث الجسيمة، في الوقت الذي فقد مثل هذا الاعتقاد رصيده عند أصحابه الأصليين.

    وكانت الكاتبة الاميركية يممت شطر ساراييفو عام 1993، وأقبلت على إخراج مسرحية صمويل بيكت "في إنتظار غودو" كضرب من التضامن مع أهالي المدينة المحاصرة، وكاحتجاج على تواني القوات الدولية عن التدخل لصدّ العدوان الصربي والكراوتي. أما كتابها "ألم الآخرين"، الصادر أخيراً فتتناول فيه علاقة الصورة الفوتوغرافية بالحرب، وتمعن التعبير عن هذا النزوع الى حد التخلي عن مزاعمها السابقة حول مكانة الصورة والدور الذي يسعها لعبه.

    ففي هذا الكتاب تجادل بأن الصورة قادرة على ان تصل نفس الناظر وتؤثر فيها، مهما تكرر ظهورها، وبمعزل عن الأيديولوجيا أو الترتيب الذي ينتظمها. ففي الصورة من قوة الواقع الفعلي ما يجعلها تتجاوز السياق الذي تُدرج فيه أو الغرض الذي تُعرض في سبيله. وإذا ما جيز لنا رد النزوع الى لعب دور سياسي عملي الى أمر محدد، فإنه حتماً ليس الالتزام ببرنامج سياسي، وأقله كذلك الإيمان برسالة تبشيرية للفنان أو المثقف، وإنما على الأرجح، من قبيل الإعراب عن وعي "كوزموبوليتي" لا يميّز ما بين ما يحدث في نيويورك وساراييفو. وما هذا بالامر الغريب على كاتبة نيويوركية شأن سونتاغ تعي عبث الوعي المحلي أو الوطني في مدينة لهي مثال المدينة "الكوزموبوليتية". والنقد القاسي الذي تعرضت له الكاتبة، وغيرها من الكتاب الأميركيين، عشية الاعتداء الإرهابي على نيويورك، لم يكن من باب التضامن مع المدينة الضحية وضد اولئك الذين لم يظهروا إخلاصاً تاماً لها، وإنما هو اقرب الى هجوم آخر على المدينة نفسها حيث لا سبيل الى سيادة هوية واحدة أو ولاء محدد.

    الحياة 4-6-2003
                  

01-04-2005, 10:22 AM

alfazia3
<aalfazia3
تاريخ التسجيل: 02-24-2003
مجموع المشاركات: 202

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلت سوزان سونتاغ ! (Re: Abdel Aati)

    شكرا يا عادل

    ------------
    محمد عبد الله 2
                  

01-04-2005, 03:52 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحلت سوزان سونتاغ ! (Re: alfazia3)

    عفوا صديقي محمد ولك عاطر التحايا ..

    عادل
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de