الدّعاة الجدد : من التّحريض إلى التّنويم..( منقول)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 03:07 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-01-2005, 01:52 PM

محمد اشرف
<aمحمد اشرف
تاريخ التسجيل: 06-01-2004
مجموع المشاركات: 1446

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الدّعاة الجدد : من التّحريض إلى التّنويم..( منقول)

    الدّعاة الجدد : من التّحريض إلى التّنويم


    رجاء بن سلامة

    2004 / 9 / 6


    "الدّعاء سلاح خطير لمن يدرك قيمته" هو أحد الشّعارات التي يرفعها الدّاعية "الأستاذ عمرو خالد" في الصّفحة الأولى من موقعه على الأنترنيت، وهو ذو دلالة هامّة على الأفق الذي يتحرّك فيه هذا الدّاعية-النّجم وغيره من الدّعاة الجدد أمثال خالد الجنديّ. فالمفترض الذي نقرأه من خلال هذا الشّعار هو أنّ السّلاح الذي يرفعه هؤلاء غير السّلاح الذي رفعه أنصار الإسلام السّياسيّ الجهاديّ أو التّكفيريّ : إنّه سلاح من ترك حمل السّلاح، في ظرفيّة تتّسم رغم كلّ شيء بتضاؤل دور الإسلام السّياسيّ لا سيّما بعد تفجيرات 11 سبتمبر وبعد التّفجيرات التي طالت المدن العربيّة ولم يكن بإمكان الجماهير العريضة التّعاطف معها. هؤلاء الدّعاة الجدد يركّزون على العبادات وعلى التّقوى أكثر من تركيزهم على الشّأن العامّ، ويبتعدون عن الدّعوة إلى التّغيير السّياسيّ ويتجنّبون إثارة القضايا المحرجة وهو ما يفسّر الحظوة التي يلقونها لدى بعض أصحاب السّلطة في العالم العربيّ. وليس الـ"نيو لوك" لهؤلاء بمعزل عن توجّههم اللاّسياسيّ الوعظيّ : وجوه هؤلاء الدّعاة الباسمة وكلماتهم الرّقيقة وأناقتهم الشّبابيّة وتحلّلهم من العمامات والطّرابيش من أمارات اختلافهم أو رغبتهم في الاختلاف عمّن يمثّلون الإسلام الجهاديّ والتّكفيريّ. إنّهم يدّعون اليسر بدل العسر ويتكلّمون لغة المحبّة، وتختلف فتاواهم أحيانا عن فتاوى الشّيوخ الرّسميّين، وأبرز مثال على ذلك أنّ خالد الجنديّ اعتبر التّبرّع بالأعضاء واجبا واستدلّ على ذلك بآيات قرآنيّة غير الآيات التي استدلّ بها المفتي المصريّ الرّسميّ مؤخّرا لتحريم التّبرّع بالأعضاء ونقلها.(الوطن 28/3/2003)
    هذا جانب أوّل قد يبدو لنا إيجابيّا، ولكنّ هذا الإيجابيّ لا يعدو أن يكون جزءا من واقعنا الثّقافيّ والسّياسيّ البائس.
    فليس من الغلوّ أن نتحدّث أوّلا عن "بيزنس دينيّ" يتحرّك في إطاره هؤلاء الدّعاة الذين يحصّلون ثروات طائلة من دعوتهم، ومن تحوّلهم إلى نجوم تلفزيّين ينافسون نجوم كرة القدم والفيديو كليب. وعلى المختصّين في سوسيولوجيا الثّقافة أن ينكبّوا على دراسة الظّاهرة من النّاحية الاقتصاديّة والطّبقيّة والسّياسيّة دراسة ترتفع عن الشّتيمة والنّزعة الفضائحيّة التي يركن إليها بعض الكتّاب المناصرين للإسلام السّياسيّ في فضحهم لهؤلاء الدّعاة. ومن المفيد أيضا تسليط وجهة نظر الأنتروبولوجيا الدّينيّة على هذه الظّاهرة، وعلى أهمّيّة الدّعاء في مواقع الأنترنيت الخاصّة بهؤلاء الوعّاظ : الدّعاء لا باعتباره سلاحا فحسب، بل باعتباره منطلقا لمبادلات بين المعجبين والوعّاظ : طلب الدّعاء من أجل شفاء شخص، التّسليم بقدرة سحريّة لهؤلاء الوعّاظ، اضطلاعهم ربّما بوظيفة الأولياء الصّالحين على نحو جديد...
    ثمّ إنّ هذه الظّاهرة تزدهر على أرضيّة من الفقر المعرفيّ والجهل بالمعارف الإنسانيّة الحديثة، بحيث أنّ معادلة ساذجة من قبيل المعادلة شبه الرّياضيّة التي طلع بها عمرو خالد على مريديه مؤخّرا : "إرادة+ إخلاص+دعاء+تخطيط سليم=نجاح أكيد" يستقبلها هؤلاء المريدون وكأنّها حلّ سحريّ لمشاكل العالم، والحال أنّها تدلّ على تسطيح للذّات البشريّة وتجنّب لطرح المشاكل الحقيقيّة. هل الإنسان يعرف كلّ ما يريد؟ هل قرأ الدّاعية شيئا ممّا كتب عن فلسفة الإرادة، وشيئا ممّا كتب عن ذات الرّغبة وذات اللاّوعي؟ هل يكفي ما ذكر لتحقيق النّجاح؟ أيّ نجاح للفرد إذا كانت العوائق الاجتماعيّة والسّياسيّة تحيط به من كلّ جانب؟ العاطل عن العمل هل تكفيه الإرادة والإخلاص والدّعاء والتّخطيط السّليم لكي يجد عملا ويحقّق النّجاح التّامّ؟ أيّ سنوات ضوئيّة تفصل هؤلاء عن المعارف الحديثة التي أنتجت حول الذّات البشريّة؟ أيّ مقدار من التّمويه يمكن أن يدير وجوهنا عن قضايا البؤس والفقر واللاّمساواة، بحيث نختزل حياة الإنسان ومشروعه في تعويذات من هذا القبيل؟

    إنّ هؤلاء الدّعاة ليسوا مصلحين دينيّين وأعتقد أنّهم لا يختلفون عن الجهاديّين والتّكفيريّين في مفترضاتهم الفكريّة والقيميّة الكبرى : في نظرتهم الأخلاقيّة التّقليديّة للعلاقات الأسريّة والاجتماعيّة وفي تصوّرهم للتّاريخ والمصير. إنّهم لا يصدرون عن نقلة معرفيّة تعيد مفصلة ما هو فرديّ وما هو جماعيّ، ما هو دينيّ وما هو دنيويّ. وهم يميلون إلى أخذ العصا من الوسط، فلا يعارضون عمل المرأة خارج البيت كما فعل غيرهم من الأصوليّين، ولكنّهم يرون أنّها يمكن أن تعمل "إذا أرادت"، وأنّ الأولويّة مع ذلك تبقى للأسرة والبيت. ولئن كان التّكفيريّون يرفضون التّاريخ ويطالبون بالعودة إلى الأصل فإنّ هؤلاء يموّهون ويعمدون إلى الخلط التّاريخيّ : فممّا يفاجئنا به عمرو خالد، وما قد يحيّر كلّ المؤرّخين بعموميّته وإطلاقيّته ولا شكّ أنّ "المرأة قبل الإسلام وفي صدر الإسلام كانت تعمل..." وهو يقصد طبعا عمل المرأة خارج البيت.

    إن كان هؤلاء الدّعاة مصلحين فما أبعدهم عن محمّد عبده ومحمّد إقبال، وإن كانوا روحانيّيّن فما أبعدهم عن محيي الدّين بن عربيّ ولسان الدّين بن الخطيب.. عصر الانحطاط، بل عصر النّزول إلى الدّرك الأسفل، أليس ما نعيشه نحن اليوم؟
    وددت لو لم نخيّر بين الطّاعون والكوليرا كما يقول الفرنسيّون، أو بين الطّاعون ومرض أقلّ خطورة، أن لا نخيّر بين التّحريض على العنف والتّنويم المهدهد للأوهام والآلام، أن لا نخيّر بين قيد قصير يفرضه علينا المكفّرون والمحرّمون لكلّ شيء وقيد أطول يفرضه علينا هؤلاء المتاجرون بالآخرة والمحوّلون لأنظارنا عن قضايا الظّلم والعنف واللاّمساواة والفراغ السّياسيّ.
    إنّنا لا نريد إسلاما سياسيّا ولكنّنا لا نريد بؤس اللاّسياسة أيضا، لا نريد هذا لأنّ أبناءنا يستحقّون تربية أفضل من دروس هؤلاء الدّعاة : تربية على الحرّيّة والمسؤوليّة وعلى المواطنة والمساواة.



    الرّأي العامّ وإن كان يعني أمرا غائما يصعب تحديده، فإنّه في المجتمعات الدّيمقراطيّة، أو على الأقلّ المتطوّرة من النّاحية السّياسيّة، يمثّل قوّة نقد ومراقبة للسّلطة السّياسيّة، يمثّل مظهرا من مظاهر السّلطة التي تحدّ من السّلطة، أو مظهرا من مظاهر المجتمع المدنيّ
    على أيّة حال يمثّل قوّة نقد وتفكير نقديّ
    في العالم العربيّ، هل يوجد رأي عامّ من هذا القبيل؟
    الرّأي العامّ لا يعبّر عن نفسه، مشلول لعدم وجود فضاءات عامّة للمشاركة السّياسيّة الفعليّة، فحقّ التّظاهر وحقّ كتابة العرائض والنّشاط السّياسيّ والتّعبير عن الرّأي غير معترف به أو غير مسموح به إلاّ بمقادير في أغلب البلدان العربيّة
    إذن : المشكلة الأولى مشكلة سياسيّة
    -المشكل الثّاني يتعلّق بوسائل الإعلام التي تصنع الرّأي العامّ
    الجماهير العربيّة عندما تتظاهر لا تتظاهر من أجل المطالبة بالحقوق، من أجل المزيد من الدّيمقراطيّة، لا تتظاهر ضدّ قرارات أو قوانين تتنافى مع الدّيمقراطيّة، بل ضدّ العدوّ الصّهيونيّ أو الأمريكيّ خاصّة
    وسائل الإعلام السّمعيّة البصريّة، وخاصّة الفضائيّات العربيّة ذات الحرفيّة المتطوّرة والإمكانيّات الهائلة لا تساهم في صنع رأي عامّ ذي تطلّعات سياسيّة ديمقراطيّة وحديثة، لا تثقّف النّاس تثقيفا سياسيّا يجعلهم يدركون ما معنى المواطنة، وما معنى الفصل بين السّياسة والدّين، وما معنى المساواة إلخ.
    ما نصيب مبادئ حقوق الإنسان من هذه القنوات؟ ما نصيب التّربية المدنيّة، التّربية القائمة على مبادئ المواطنة، باعتبار أنّ المواطنة انتماء للدّولة لا لدين من الأديان أو مجموعة أتنيّة؟ هل يوجد برنامج واحد يعرّف بالصّكوك الدّوليّة التي صدّقتها عليها الدّول العربيّة نفسها؟ هل يوجد برنامج يعرّف بالمنظّمات العربيّة غير الحكوميّة التي تقوم بجهد للتّعريف بحقوق الإنسان وللتّربية على حقوق الإنسان وتوثيق الانتهاكات في هذا المضمار؟ ما نصيب الفكر النّقديّ والفلسفيّ ؟ تغطّي أنشطة الزّعماء الدّينيّين
    نصيب الأسد من هذه الفضائيّات هو للبرامج التي تعطّل ملكات التّفكير ولا تعلّم التّفكير، وتعطل ملكة النّقد، بل يمكننا الحديث عن هذيان منظّم ومنتشر على نحو جماعيّ، تساهم فيه بعض الفضائيّات العربيّة.
    · لا تنشر الوعي السّياسيّ بل تغذّي كلّ أنواع الخلط والخطأ : تتحدّث عن الجاليات العربيّة عندما يتعلّق الأمر بمواطنين مستقرّين، تحرص على إضافة "ما يسمّى" بالإرهاب عندما يتعلّق الأمر فعلا بالإرهاب، وهي لا تدين فعلا وبوضوح الإرهاب، أي استهداف المدنيّين الأبرياء
    · تنشر هذيانا جماعيّا قائما على الرّهاب والشّعور بالاضطهاد : الأعداء الخارجيّون المتآمرون، والمختلفون المتآمرون، تحتقر وتتهم الأقلّيّات الدّينيّة والأتنيّة الموجودة في البلدان العربيّة، وهو هذيان قائم على رفض الواقع ورفض التّاريخ والمصير، وعلى تصوّر جامد ومضحك للهويّة : كأنّ الهويّة كنز يجب أن نحافظ عليه، والحال أنّها ما نصنعه نحن ةبأنفسنا وما نريده ونبدعه
    · تفسح المجال أمام حالات هذيانيّة تمثّل ما يسمّى بالإسلام الجهاديّ والتّفكيريّ، وتمثّل في نفس الوقت أشخاصا ثبت تورّطهم في قضايا إرهاب، ثمّ تأتي بنفس المعلّقين الذين يمجّدون هؤلاء الإرهابيّين، وهي لا تخفي تعاطفها مع الدّكتاتوريّين العرب الذين يغذّون أوهام القوّة لدى الجماهير العربيّة، وأهانوا شعوبهم وجزّوا بها في حروب لم يردوها
    · الذي يطلعون علينا في هذه القنوات يحيون أحكاما فقهيّة لم تعد ملائمة لعصرنا، ويتعمّدون عزل الأحكام القديمة عن سياقها للإيهام بأنّها صالحة لكلّ زمان ومكان مثال : الغشّ الفكريّ الذي يقوم به هؤلاء المفتون في حديثهم عن الحجاب

    الدّعاة الجدد : لهم ثقافة دينيّة محدودة جدّا، وهم مختلفون عن دعاة السلام التّفكيريّ أو الجهاديّ ويتجنّبون الخوض في المسائل المحرجة ويميلون إلى العسر بدل العسر
    ولكنّهم ينشرون معرفة مسطّحة ومخلّة
    ثمّ إنّ هذه الظّاهرة تزدهر على أرضيّة من الفقر المعرفيّ والجهل بالمعارف الإنسانيّة الحديثة، بحيث أنّ معادلة ساذجة من قبيل المعادلة شبه الرّياضيّة التي طلع بها عمرو خالد على مريديه مؤخّرا : "إرادة+ إخلاص+دعاء+تخطيط سليم=نجاح أكيد" يستقبلها هؤلاء المريدون وكأنّها حلّ سحريّ لمشاكل العالم، والحال أنّها تدلّ على تسطيح للذّات البشريّة وتجنّب لطرح المشاكل الحقيقيّة. هل الإنسان يعرف كلّ ما يريد؟ هل قرأ الدّاعية شيئا ممّا كتب عن فلسفة الإرادة، وشيئا ممّا كتب عن ذات الرّغبة وذات اللاّوعي؟ هل يكفي ما ذكر لتحقيق النّجاح؟ أيّ نجاح للفرد إذا كانت العوائق الاجتماعيّة والسّياسيّة تحيط به من كلّ جانب؟ العاطل عن العمل هل تكفيه الإرادة والإخلاص والدّعاء والتّخطيط السّليم لكي يجد عملا ويحقّق النّجاح التّامّ؟ أيّ سنوات ضوئيّة تفصل هؤلاء عن المعارف الحديثة التي أنتجت حول الذّات البشريّة؟ أيّ مقدار من التّمويه يمكن أن يدير وجوهنا عن قضايا البؤس والفقر واللاّمساواة، بحيث نختزل حياة الإنسان ومشروعه في تعويذات من هذا القبيل؟



    * باحثة بالجامعة التّونسيّة.
    نقلا عن الحوار المتمدن
                  

03-31-2005, 08:08 PM

عمر ادريس محمد
<aعمر ادريس محمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2005
مجموع المشاركات: 6787

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدّعاة الجدد : من التّحريض إلى التّنويم..( منقول) (Re: محمد اشرف)

    up
                  

03-31-2005, 08:52 PM

Asim Sharief
<aAsim Sharief
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 356

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدّعاة الجدد : من التّحريض إلى التّنويم..( منقول) (Re: محمد اشرف)

    العزيز محمد اشرف
    فى الاول سلامات
    وشكرا على المقال الذى لاشك يصنف من ضمن الكتابات التى تفتح العقول قبل الصدور..ومن خلالك التحية للدكتورة صاحبة المقال
    عاصم كتة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de