حاجات زمـان

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-11-2024, 10:55 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-01-2005, 01:52 PM

منصوري
<aمنصوري
تاريخ التسجيل: 09-28-2003
مجموع المشاركات: 2504

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حاجات زمـان




    حاجات زمان
    حاجات زمان كان ليها طعم خاص. بعضها عايشناهو وبعضها شاهدنا طرف منو وبعضها نقلوهو لينا كأنو شوف عين... وكل حاجة كان ليها طعم والأشياء كلها تكاد تكون ثابتة المبني ولكنها منطلقة المعني ومتطورة يعني ثابتة السعر إبتداءاً من الدولار ونهاية بالمليم ولذا صارت المليم رمزاً للوحدة المالية.. التجار ثابتين ومعروفين تنمو ثروتهم بحساب وليس إنبهال من فرط عدم الأخلاق.. والمعلمين والمتعلمين معروفين ولهم مكانتهم.. سايق التاكسي والجزاريين.. وحتي العربجية.. الإقتصاد يكاد يكون معروف هرمه وقاعدته.. كل شي خاضع للمنطق وومنطق..ولذلك كل مرة سوف نتناول قضية أو ظاهرة من حاجات زمان نتناول طرحها بي عاميتنا كما هي قد عاشوها العامة والعاميين فإن جاءت الفصحي شذراً فيفرضها هنا واقع الحال حيث يكون لابد منها ولا تطعم الجملة بغيرها وإن سالت العامية أو العامية الممعنة فهي هنالك حيث يكون طعمها هكذا حيث لا تغني عنها جملة فصيحة غيرها.. واللغة وليدة الواقع وأداة التعبير..وما أعمق دارجيتنا السودانية في الطرح وليست هي كذلك إلا لعمقها على ارض الواقع في المعاملة الحياتية..وعندنا عامية.. تصوت ولا تنطقها الحروف.يمكن أن أتكلم بالعامية جملة كاملة من غير مقطع حرف رقمي واحد.. ولكنها حروف صوتية ينطقها اللسان والفم... وعاميتنا هى..اقرب العاميات الي العربية الفصحي على الإطلاق...ولذلك هي تهبش أوتارا فقدت رنينها حيث تكون الكتابة عن حاجيات زمان ولكنها الآن تهبش مناطق في النفس لا يهبشها ولا يلمسها ولا يدغدغها ولا يحركها غيرها..
    حاجات زمان:-
    كانت كلها طاعمة..الموظف موظف وله مكانتو والعامل عامل وله مكانتو ورزقو يكفي
    ...
    التعريفة:-
    ماني ماشين بعيد شي.أواسط الخمسينات، والستينات..المليم كانت تجيب حاجة وتشتري بيها من الدكان..ولمان يدوك تعريفة أو قرش. معناها ماشاء الله أما إذا أدوك أب قرشين ابيض.. معناها أنت تحررت من العملة الحمراء الشبه نحاسية ودخلت في العملة البيضاء الشبه فضيه.. وهي اب قرشين والشلن.خمسة قروش والريال عشرة قروش...والقرش عشره ملاليم.. ومكتوب عليه عشرة ملاليم بدليل ان وحدتو المليم موجودة وفاعلة في السوق....التعريفة كانت تجيب.إثنين بيضة دجاج..قبل سنتين معاي واحد صاحبي ليهو زمن ما مشي السودان.جينا نشتري فول من الثورة محطة سبعة.. قلنا نكسرو بي بيض مسلوق..واحد كدة خاتي بيض مسلوق جنب بتاع الفول.. أنا عارف الحكاية.لكن صاحبي دا.. قام نطا قال ليهو ..البيضة بي كم يا ابن العم؟.. طبعا الناس هناك عارفة السعر..ما بتسأل..والبسأل دا. اما جاي من الأقاليم. أو مغترب... عشان كدة قد يغشوهو.. عشان كدة اصلو ما تسأل من الأسعار لما تمشي بس مد قروشك وتكون كتيرة عشان يرجع ليك ويشك أنك عارف وما يغشك.. ولو مديت قروشك وطلعت أقل من سعر الحاجة.ممكن يغشك برضو كمان.. يفهم لعبتك ويعرف أنك ما عارف..بالمناسبة اي زول لو لقي فيك طريقة يغشك ممكن يغشك؟ إلا من رحم ربي ودا نادر...جماعة جو.. لى شيخ طريقة مشهور بالصلاح، قالوا ليهو يا مولانا شيل لينا الفاتحة..مفلسين ومديونين.. فلما شال الفاتحة بعد الصلاة.قال.أخوانا فلان وفلان.ان شاء الله من الحلال مرزوقين ومن الحرام معصومين...قام فيهم واحد نطا.وقطع الدعاء وقال.. ما مولانا ما تحدد أنتا.. ما قلنا ليك حدد رزق وبس.. أها في محطة سبعة صاحبنا قام سأل بتاع البيض.. بتاع البيض قال ليهو.. تلتومية جنية.. صاحبي المعاي شهق.. ليه أصلو بيضة نعام؟ هنا طوالي بتاع البيض نقشو.. وقال ليهو يا زول إنتا جاي من المريخ؟ ولقى عليهو اللمعة بتاعة المغتربين.. بكل أسف صاحبي المعاي زعل وقام شتمو.. وقال ليهو.. لا أنا جاي من ..؟ بكل أسف كلمة شوارع لا تقال...المهم التعريفة كانت تجيب بيضتين دجاج.. وزلابيتين.. أي لقيمات اتنين..مسكرات اي عليهن سكر مضرضر من فوق ناعم.. ومنفوخات شديد وكبار موش زي زلابية الزمن دا المطفقة المسمطة..واحدة والله مرة ذكرتني بالعصر الذهبي للزلابية.. واحدة كان في أواخر السبيعنات.. تعمل زلابية جنب مركز البوستة بتاعة أم درمان..لقيماتا.حاجة لا تقاوم ورخيصة..المهم كنت بقوم الشغل بدري جاي من الثورة بنزل عندها..عندها شاي لبن صاموتي رهيب..وهي ماليه قلبها بالرحمن..عندها اربعة جرادل خضر..نظامها كالآتى..ما بتحاسبك تقول ليك عايز بي قرش والله شلن.لا...تقعد تآكل إنت من الجردل لغاية ما تشبع براك.وكلما تكمل الطبقةالبى فوق دي المضرضر فيها السكر، تقوم هي تضرضر سكر جديد وتتابع دا وتتابع دا، تضرضر في الجرادل الأربعة..أول ما تشبع تقول ليها أنا أكلت كم قطعة، تقوم تقول ليك حسابك كدة؟ ولا تتابع، ولا تهتم بمتابعة أكل الناس، يعني تجعل من ضميرك حكم عليك، والسوداني جنو وجن تتهموا في ضميرو، يعني تجعل من ضميرك حكم عليك، يعني تشبعك زلابية وتقدم لك منهاج تربية يساعد ضميرك الذاتى الشخصى على الصدق..( لايزال المرء يصدق ويتحري الصدق ،حتي يكتب عند الله صديقاً، ولا يزال المرء، يكذب ويتحري الكذب، حتي يكتب عند الله كذاباً)أنا قلتا أجي أشوفا بعد مدة، يمكن غيرت طريقتها هى، يمكن يكون بعض العبطاء خانوها.. جيت بعد مدة وجدت الحال في حالو وطريقتها هي هي........الأشياء كانت ثابتة في الستينات والخمسينات.. رطل السكر قرش واحد.. قلم الرصاص تعريفة.. رطل الجاز الأبيض تعريفة.. رطل الشاي قرشين.. اشياء كانت معلقة في لوحة في الصف الأول الإبتدائي، لغاية ما نحنا طلعنا من الإبتدائي ما زادت فلس واحد...وكل زول قادر يشتري اي حاجة...
    مدرس الإبتدائي: مدرس المدارس الأولية.
    مدرس الإبتدائي كان علم في رأسه نار.. مدرس الإبتدائي.. الأفندي.. الموظف.. يصرف من الشباك. واي شباك...القري الصغيرة والكبيرة والمدن الصغيرة كانت تحترم المعلم.مدرس الإبتدائي..لأنو قرا وتعب وأهلو تعبوا فيهو وتعلم..رغم الظروف الشاقة..الريحة السمحة تلقاها عند مدرس الإبتدائي، الجلابية السمحة تلقاها عند مدرس الإبتدائي..قماش الجلاليب ( التيترون) أول ما طلع أول الناس يشتريهو مدرس الإبتدائي..البت السمحة يدوها مدرس الإبتدائي ويسيبو التربال.. السودانيين فنانيين في اللبس.. أول ما ظهر طق العمود للجلابية ظهر عند المدرسين..العمود في الجلابية كان ليهو طعم خاص..طقتو استاذة فلانة.. وكان خطيبتك إذا أكرمتك تقول ليك..فصل ليك جلاليب.. جيبن أطقهن ليك عمود.. ويحرص الخطيب على ذلك ويفتخر ويعيش الذكرى..هسه العمود بقي ما عندو اي طعم ولا رائحة بقوا يطقوهو بالمكنة.. فانتفت الذكري عنه.. زمان الشخص اللابس جلابية مطقوقة عمود كل الناس تعاين ليهو.. وبعضهم يسأل ورينا البت الطقت ليك الجلابية عمود، لأنو زوقا راقي.. مرات يوريهم البت.. مرات يزعل إذا بقت خطيبتو والله أختو..الأسرة التي تعزم ناظر المدرسة والمدرسين.يتعمل لها ألف حساب . لأنوهي لازم يكون تعرف تعمل كل أنواع المحمرات والمشويات والمطبوخات.. والمعجنات.. وعندها الشوك جمع شوكة والسكاكين وصحانة الصين والنخيل والطين..أول من لمبس البنطلون المعلم.وأول من إشتري الجرايد وجاء بريد البوستة الدوري يحمل لفافات مجلة الصبيان ومجلة الإذاعة.. وعلى اللفافة طابعة بقرش.. عليها صورة الشهيد أحمد القرشي طه وخلفه تبدو ناصية جامعة الخرطوم شاهقة.. اين هذه الطوابع الرائعة الآن.. واين البريد نفسه الذي يحمله قطر كريمة الديمة مكسر مرة اتكسر في الكاسنجر.. لاتمحنا ولا تبلينا...خط السكة حديد يكفينا.. أو بريداً يحمله قطر نيالا.. أو أي خط سكة حديد آخر....... التعليم كان قوي جدا جداً جداً.. ولذلك كنا ننتهي من الكلمات الصعبة والهمزات القاسية في سنة تانية إبتدائي... يعني حكاية اللؤلؤ يتلألأ في البحر الأحمر.. أو السموءل.. أو قالت الأم لابنها..همزة وصل.. وغيرو كنا ننتهي منها في سنة تانية إبتدائي.. والطالب الخطاط يصرف له الحبر كإمتياز على زملاءه..تجد قدام درجو محبرة ..وجارو عشان يشجعوهو على تحسين الخط .. واكيد هو راح يحسن خطو.عشان يستاهل محبرة ..هسه تلقاهم في جامعة الخرطوم ويغلطوا في همزة الوصل والقطع ولا يميز بين التاء المربوطة والهاء.. وينقط الهاء ويحسبها تاء مربوطة في آخر الكلمة وغيرو وغيرو من الغلطات الإملائية والنحوية...أما بقية من لم يحسنوا خطهم فعليهم أن ينتظروا حتي ينقلوا للصف الثالث إبتدائي..والثالث الإبتدائي نفسه في مدارس كثيرة كان هو نهاية المطاف.. لأنو صف رابع إبتدائي دا كان حاجة كبيرة خالص. ويجب أن تمتحن له امتحان خاص.. ويسمي(راس) اي بمدرسة راس..ولايوجد إلا في القري الكبيرة أو المدن..كريمة..أبوحمد.. بربر.. الباوقة.. مقرات.. عطبرة..ولشدة خريج الصف الرابع دا ماهو قوي..كان يعينوهو مدرس صغري.. اي مدرسة بصف ثالث فقط..ولشدة مدرس الصغري ماهو قوي.هسه دمجوهو في التعليم العام.. وقدر على ذلك بجدارة وسط سيل المعلمين الثانويين والجامعيين.. ومعلمي معاهد التربية.. من الدلنج.. ونيالا.. وبخت الرضا.. وعلامة بخت الرضا..كانت تزين مؤخرة كل كتاب مطبوع.هسه بخت الرضا عملوها جامعة وبرضو ماعندها طعم بخت الرضا القديمة ولا طعم خريجين بخت الرضا القدامي.,وبخت الرضا هي شنو بي حساب اليوم..هي المدرسة الوسطىزايد سنتين اى ثمان سنوات زايد سنتين.وين راحت الكتب التي كانت عليها علامة بخت الرضا تزين الكتاب من الخلف..شاهدت مشهد لواحد من الزملاء يقتنى كتاب قديم عليه هذه العلامة..ومكتوب عليه( برز الثعلب يوماً في ثياب الواعظينا..مخطئ من ظن يوماً أن للثعلب ديناً) واحد صاحبنا خريج قديم لما شاف الكتاب دا..بكي بكاءاً مراً وصار ينحب ويتذكر الأساتذة القدام والذكريات وحلاوة المدارس وقوتها..برضو البي ياخدوهو من رابعة راس الي الوسطي..دا كان الناس تعمل له ألف حساب.. ويقولوا خلاص دخل المدارس الكبيرة ود فلان خلاص راح يصرف من الشباك..ومدرس الإبتدائي أو مدرس المدارس الأولية كان لما يعينوهو راتبو كان تسعطاشر جنيه أي تسعة عشر جنيهاً..كان تكفيهو وتفضل ويوفر منها ويصرف ناس بيتو منها.. ويعطي أخوانو الفي المدارس مصاريف منها.ويصلح بيتن منها يكون أحسن بيت في المنطقة..يضربوا أسمنت أو زبالة كل سنة..مع الخريف... وكان أجعص تاجر من التجار العاديين ما يربح في الشهر قدر ماهية المدرس.. ولا اي صاحب مهنة آخر ممكن يربح أكثر من تساعطاشر جنيه..عشان كدة الموظف حتى لو صغير مكانتو الإجتماعية محفوظة.. وهيبة التعليم والمتعلمين محفوظة وليه التاجر ربحو معقول.لأنو الأسعار ثابتة بالسنيين الطويلة ما بتتحرك..وبيوتات التجارة والزراعة معروفين بالعدد ناس فلان وناس فلان..مافي قفز عشوائي بالعمود والصاروخ زي ما حاصل في السنين الأخيرة..هسع تلقي فلان بيتو بيت جالوص.. تأخذ ليك سنة وتجي راجع تلقي بيتو تحول الى عمارة أو بناية في الرياض أو الطائف أو غيرو.. ياجماعة دا بيت منو؟ يقولوا ليك دا بيت فلان.. الحصل شنو؟يقولوا ليك..تتذكر سنة البصل غلا شديد ؟ بس الزول دا كان مشتري كل راس مالو بصل..فجأة نزلو السوق بسعر خرافي..طيب العمارة الصفراء التانية دي بتاعة منو؟ يقولوا ليك دي بتاعة فلان.. تتذكر السنة الغلا فيها.. السيخ.. بس الزول دا كان مخزن سيخ...في سنة من السنوات أتذكر الأسمنت غلا.. لغاية ما البيحصل على جوال أسمنت بقى كأنو حصل على الكبريت الأحمر...أو قبض الزئبق.. حتي كانت الكريكاتيرات تطلع في الجرايد..واحد راسي شوالات اسمنت قدام بيت خطيبتو.. التاني بيسألو يقول ليهو دا شنو؟ يقول ليهو.. قالوا العريس جاب المهر أسمنت..أصلاً ليه سلع هامشية كالبصل أو خلاف ذلك تطفو على السطح..؟ وتختل موازين القيم.. تختل بإزائها طبقات المجتمع..( أى إنهيار إقتصادي يصحبه انهيار أخلاقي) نظرية تدرس في علم الإقتصاد...كأنها نبوءة......مدرس الإبتدائي اللي هو كان من الوظائف الدنيا في الخدمة المدنية.كيف رأيت أنه قد كان محترماً.. أصبح الآن في ذيل القافلة البشرية.. مصدر ضحك من المجتمع ولا أحد يقرضه ولا أحد يعطيه وراتبه الضئيل نفسه تمر عليه اشهر لا يستلمه..يمشي أمورو..يا تلقاهو ضابح ليهو خروف أو عز في الحلة..يا تلقاهو فارش ليهو ليمون..جلابيتو التي كانت سيدة الجلاليب في بيوضيتها وجدتها وعمودها اليوم رثة مقطعة..شربانة وسخانة.. محمرة من الكتاحة والغبار. زرايرها مقطعة.. بس مثبتها بي زرارة من فوق جنب رقبة الجلابية. والزراير الباقيات مافي لأنو مهمتهم أصبحت ثانوية.. او قطعهم هو بفعل فاعل عملهم لجلابية تانية...البنطلون كمان بقى زي التحلية ..ما كل مرة بيقدر يشتري بنطلون.. تلقي البنطلون .ضارب من تحت.. ومرة مخيتو بي خيط ابيض. ومرة بي خيط أخضر.. ومرة بي خيط أحمر.. المهم الخيط البيلقاهو قدامو عند خديجة إذا قعد قدامك ظهرت ألوان الطيف هذه في الخيوط كلها.. لأنو اصلاً هو لايعرف فن الخياطة بس عدي مشي.. وإذا وداهو للترزي مافي زمن أو لايملك حق الترزي.. أو الترزي قد يمشيهو ولكن حا يستفزو أو يضحك فيهو أو اذا احترمو حا يقطع فيهو بعدين.. وخاصة إذا الترزي عندو ولد يدرسه هذا المعلم..البنطلون نفسو ما صار كل واحد معلم أو موظف صغير يشتريهو. ما صار ممكن يقدر يحشيهو..؟ لأنو حكاية تحشيهو دي لازم تكون واثق مية المية من بنطلونك إنو بيتحدي الرياح والزوابع الرعدية والشد والجذب.. ولازم يكون عندك حزام ولازم يكون خيوطو الخيطها بالأبرة ما ظاهرة وما متعددة الألوان كل ما تظهر فيهو فتقة تخيطو.حتى اصبح حديقة.. .أو زرايرو ما مكتملة.. عشان كدة ما كل زول بي يشك البنطلون.. لما تخلى القميص نازل من غير شك.. بي يغطى على العيوب.. ويكون مأمن إذا قعدت أو قمت ما ينشرط..
    المدرسة الوسطي..
    المدرسة الوسطي دي ما كان كل واحد بيقدر يخشها.. بالرغم من مجانية التعليم.. ليه.لأنو لو إنت ما ممتاز في المواد كلها ما حاتقدر تخش الوسطي على الإطلاق حتي لو عدتا مرتين او ثلاثة....مثلاً.. كنا نمتحن تسع مدارس إبتدائية أولية.. ديل بس.. عايزين منهم اربعين فقط للمدرسة الوسطي..تسع مدارس.. كل فصل فيهو اربعين طالب نظامي جايين من ثالثة لى رابعة.. حسب إعتمادات مفتشي المدارس الإبتدائية.. ثم مسموح لخمسة رسمياً يعيدو في رابعة.. وهنالك خمسة آخرين يسمو المطفحين.. هؤلاء عادوا مرة والآن في التانية.. لما يجوا المفتشين.. ينططوهم بالشبابيك لأنو رسمياً ما مسموح ليهم يعيدو.. وإذا اكتشفوهم المفتشين ممكن يودوا ناظر المدرسة في ستين ألف داهية..عقاب صارم صارم.. ممكن يرفتوا الناظر أو يوقفوا ترقياته وعلاواته.. ليه الناظر يعمل كدة طيب ويجازف..؟ لأنو الخمسة ديل فيهم ود المتعهد بتاع داخلية المدرسة او صديق الناظر..طيب كدة الفصل الممتحن لأولى وسطي صار فيهو خمسين طالب.. خمسين في تسعة مدارس صاروا اربعمائة وخمسين طالب عايزين منهم اربعين طالب أكاديمي.. ممكن سنة بعد سنة ياخدوا عشرة.. يودوهم جبيت الصناعية ثلاثة سنوات يجوا عمال مهرة في السكة حديد.. وديل برضوا لما يتخرجوا ويجوا السكة حديد.. كانوا يتعمل ليهم ألف حساب.. ولشدة إتقانهم العمل يسموهم مهندسين مجازاً.. وكان يترقوا لغاية ما يصلوا درجة رئيس صناع.. وقمندة.. ومهندس رئيسي.. لأنو معظم العمالة في السكة حديد جاية بالجربندية.. بعد ما طلعوا الإنجليز..وكان يعتمد على خريج الإبتدائي الدارس ثلاثة سنوات في جبيت كان يعتمد عليهو أكثر من خريج الهندسة الجديد من جامعة الخرطوم حتي وقت قريب..في السكة حديد.. طيب ممكن تتخيل أربعمائة وخمسين طالب يأخذوا منهم اربعين فقط للمدرسة الوسطي والباقي يروح الشارع... وهكذا في اقاليم السودان المختلفة رفاعة.نيالا.. الجزيرة كل المدارس بهذا الشكل. وإذا كان اقليم محظوظ شوية ممكن يكون عدد المدارس الممتحنة اقل شوية بدل تسعة ثمانية او سبعة أو ستة على اقل تقدير.. دا إذا كان في اقليم منو وزير أو غيرو وعايز يخدم ابناء الإقليم..تتخيل الناس ديل المشوا الشارع بعد ما أخذوا الأربعين.أنا أجزم صارماً لو هم الليلة..بهذا الإسهاب في التعليم..كان كلهم سوف يصيروا جامعيين..لمان إمتحنتا من الأولية للوسطي.. طلعتا العشرين.. البلد كلها قامت وقعدت والهدايا..تشعر بي نفسك حاجة مهمة.. وكل زول عايز يديك حق الرغيف..لأنك ماشي البندر تقرأ..بعدين يتحري فيك النفع..ومن الوسطي خلاص تبقي تخاوي المدرسين وتلعب معاهم كتشينة وتتعزم معاهم في الأسر الكبيرة.. وتلعب معاهم كورة العصر.. وممكن مرة مرة يدوك حصة تدرس في مدرسة قريتكم.. وتصحح الإمتحانات مع المدرسين.. وتمسك قلم التصحيح.. الأحمر الذي له لون يميزه ورائحة.. وغير موجود مثله في دكاكين المنطقة.وغير موجود مثله الآن... وإذا وجدوك عندك قلم تصحيح اليوم داك قامت قيامتك اذا كنت من طلبة المدرسة نفسها...واذا دخلت المدرسة الوسطي يسمح لك لما تجي الحلة تجي من القطر بالبنطلون.. لكن ماتحوم بيهو في الحلة.. يستهجنك الناس ويعتبروه فنطزة. كل الناس بالعراريق.. ومزارعين يحفروا انت جاي بي بنطلون هذه كانت كبيرة من الكبائر لا يصححها الزمن...
    المدرسةالأولية:-
    المدرسة الأولية والشفخانة كانت أحسن بنيان في المنطقة..1952 جو ناس من الصعيد.من عطبرة وبربر.. فيهم اخصائين في عمل الكماين.أخصائين في بنيان الطوب الأحمر ومونته اسمنت موش طين..وجو ناس نقاشين من الطراز الأول بنو المدرسة الأولية والشفخانة.على طراز حديث..من سنة 1952 لغاية هسه المدرسة الأولية والشفخانة مافي طوبة وقعت منهم ولا احتاجو الي صيانة لغاية يوم الليلة اللهم إلا كان جير أو بوماستك.. أو صبغة للشبابيك..مافي فصل بي عون عون ذاتي.. مافي فصل جالوص..هسه تلقي ثانوية عليا تلقاها جالوص..تلقي في الخريف حوش وقع.فصل وقع..مدرسة اولية لكن تقول بيت مامور إنجليزي..معمولة على شكل حرف يو..في طرف الحرف أولى إبتدائي.. بعدين مكتب المدرسين.بعدو سنة تانية وتالتة بعدو مكتب الناظر.. مكتب في قمة الهيبة والأناقة..تخاف لما تدخلو..بعدو سنة رابعة..بعدو برندة الأعمال..الداخلية..قمة الروعة.كنا نسمن لما نكون في الداخلية..كل يوم خروف للداخلية..الفطور فطير القمح والفول وفطير القمح والعدس..يوم كدة ويوم كدة..الطلبة خيروهم ورفضوا الرغيف أو أنه لم يكن في متناول اليد.. اصلاً المنطقة منطقة قمح..بالإضافة الى الفول السوداني والقمح.. وفي كمية رهيبة من الساردين كانت توزعه منظمة الصحة العالمية..على جميع المدارس في السودان.الغداء حدث ولا حرج.. طبيخ البامية باللحم.أو القرع باللحم..دمعة رز باللحم.. يومين في الأسبوع صحن لحم ناشف مع الملاح الأساسي..مع أنه رمية حجر بيتنا من المدرسة لكن ناظر المدرسة قال كل طلبة المنطقة يسكنوا داخلية عشان يتفرغوا للقراية.الزراعة تشغلهم..كنا نذهب كل 15 يوم الي ذوينا.أهلنا احتجوا قالوا عايزنها كل يوم خميس..قالهم ما باخد بي رايكم انتو عايزين تشغلوهم...أنا راح اعمل تصويت لأولادي الفايز ياخد.. كان حكيم.قال اهلكم عايزنكم كل خميس.. وانا عايزكم تقعدوا اسبوعين.عشان تقروا..والخميس البتقعدوا فيه سوف اذبح لكم خروفين.. وأكلم الخدامات يعملن لكم ناشف وكمونية..لأنو اذا مشيتوا اهلكم كل خميس ما حاتنجحوا للدخول للوسطي والمنافسة صعبة.. كان رجلاً صادقاً ومربياً من طراز على نسق عالي.رحمه الله حياً أو ميتاً لا أدري به الآن..الهادي الشفيع..من ناس شندي.. مشي الخرطوم واشترك لنا كل واحد باسمو في مجلة الصبيان(عمك تنقو).. وأشترك لنا في خمسين نسخة من مجلة الإذاعة والتلفزيون والمسرح.. للإستلاف.. كل النظار المرو علينا كانوا نفس الخطة لم ينقص منها شي، كأنها دولة موسسات..يروح الرئيس والدولة قائمة على أصولها.. على نفس النمط والنسق والعطاء والبذل.بعده جاءنا..مختار الخليفة محمد الأمين.. من أولاد بربر..يا ريت لو أعرفه اين هو الآن..وقبله صالح من عبري.. وقبله سيدون من بربر.. وقبله واحد من تنقاسي.كل أسبوع عندنا صابونتين وظهرتين..وكيس فول سوداني وكيس تمر..شاي الصباح كان من لبن الضان الخالص..كل يوم ولدين من الداخلية ياخدوا الكفتيرات الكبار ويمشوا لي مرة المتعهد عشان تحلب لهم الغنم وتملى ليهم كفاتيرهم..لبن خالص غير مغشوش من ضرع امو حار..وتدي كل واحد منا كباية كبيرة مفورة يشربا هو في محلو..قالت عشان المشوار.رحمها الله الفقيرية مرة طيفور كانت مرأة حاجة بيت الله كم مرة.. كانت هذه الكباية مع الدغش حافز لنا لكي نحضر.. المتعهدين كانوا مناوبة حتي لا يستأثر واحد بها دون غيره..كانت تتناوب على عدد من اثرياء المنطقة.. أحمد حسب الله ..كان رجلاً صالحاً يخشي الله فينا ولا يهمه الربح..يقول بس ينجح اولاد منصور..دا ربحي.. الربح المادي شوية بيكفيني..رئيسة الخدامات.. حاجة(خاتمه)ناس المنطقة يقولوا لها(خاتماه) تغلغلت الطريقة الختمية في جوفها فصارت ولية من أولياء الله في صلاتها وفي معاملتها كانت تعاملنا معاملة الأمهات الحانيات.. لما الفطور يمرق..ما كان في جرس.كانت تكلف اصغر الخدامات لكي تدق على باب المطبخ بيدها..وكل ولدين يجوا يشيلوا الصواني...وهي تظل تراقبنا وتفرح وتقول( كدي كدي..جيد لى يا يابا..عيال منصور..الله يكبركم.الله يعلمكم..فيكم المدير، وفيكم الوزير وفيكم المهندس وفيكم الدكتور.يوريني الله يا يابا..) كنت أحبها وأكاد اري في عيونها نوراً.. بقية الخدامات كانوا موزعين.واحدات خدامات للعواسة.. واحدات للطبيخ.. واحدات لرص الصواني..الصواني موش مدورة كانت صواني طويلة مستطيلة مترين في متر وتقال لم اري مثلهم اليوم. قالوا جايات هدية من عبود...عشرين صينية بالتمام..كانت تكفي الداخلية وهناك صينية المدرسين.. الخدامات..(حوض المني) و(أم رماد) و(الرحمة)و(بت اب على) والخدامات كانن مهابات من المجتمع لأنهن عاملات حكومة كل واحدة ماهيتها عشر جنيهات.. تصرف من الدامر رئاسة المديرية الشمالية كلهاأم رماد كانت تحب المديح لدرجة شديدة كانت تعزم أولاد حاج الماحي في بيتها مناسبة بلا مناسبة.. سعر ليلية المديح كان جنيهين.. مع عشاء المداح والليلية....خدامتنا( الرحمة) كانت متخصصة في صينية المعلمين الفطور.. والمعلمين كلهم كان عندهم سكن حكومي.. والناظر عندو سكن حكومي حدادي مدادي من الطوب الأحمر وكذلك المعلمين.. كل وجبات المعلمين.. كانت من الميز بقرار من وزارة التربية.. يحضرون الينا القرع وشوالات الفول والعدس من عطبرة ومن كريمة في مشرع المنطقة..صينية المدرسين.كان يحملها الفراش سليمان سموعي..كانت مدورة يغطوها بي فوطة من فوق بيضاء..كان يعبر بها منطقة المطابخ وعنابر الداخلية..ويخرج في الفناء الخارجي حتي يصل الى المدرسة والفصول..كانت تغشانا رائحتها ونحن على الطريق الي المدرسة التي تبعد عن الداخلية قدر فراسخ..كانت صينية المدرسين لها رائحة مميزة.. متعهد الداخلية كان يذبح كل يوم خروف للداخلية..فكانت الكبدة والكلاوي والكمونية من نصيب المدرسين مع بعض اللحم الناشف..(الرحمة) كانت طباخة مخصصة للمدرسين كانت تطبخ لهم بسمن الغنم البلدي الخالص ذو الرائحة النفاذة...
    المدرسة الوسطي:-.
    كانت نادرة جداً..كريمة..نوري.. مروي..تنقاسي..ابوحمد..شي طبيعي أن نذهب كلنا الي كريمة أو نوري.. ولكن المنطقة الجنوبية جهة الشمال ضهرها وسيع والمدارس الأولية فيها كثيرة زي الجراد..من الغابة شرقاً غرباً لغاية منطقتنا..كان بعضنا يختاروه لكريمة.. وقد تكون كريمة الصناعية الوسطى..وبعضنا وقع عليه خيار القرعة أن يذهب الى ابوحمد..ذات البرد الشديد العجيب..والرباطاب.حيث لهجتنا مختلفه عنهم وتراثنا تراث الطمبور مختلف عنهم.. وطريقة الطرب مختلفه عنهم..هذا قبل أن تكون لنا مدارس وسطي في نفس منطقتنا والآن ثانويات عليا.. وربما كلية قريباً..مديري التوجيه التربوي في المنطقة الجنوبية من الذكاء بمكان..صرفونا عنهم بعض الوقت للمنافسة الشديدة..قالوا الرباطاب عدد مدارسهم الأولية بسيط مشينا ليهم..المدرسة الوسطي كانت عايزة اربعين طالب مننا ومنهم..وعدد الممتحنين 450 طالب..بقينا نحن أولاد المناصير ندخل كلنا أربعين طالب.. ومرات نترك لهم فرصة خمسة ستة طلبه..دي صارت مشكلة أخري كلفتنا الكثير.. ولكن رب ضارة نافعة عملوا لينا مدرسة وسطي عندنا وارتاحو من شرنا..لنا معهم علاقات طيبة اولاد الرباطاب..لكن في النهاية نحن ناس طمبور.. وهم ناس دلوكة وعرضة.يطيروا ويندقوا لافوق ويعرضوا..ودا ما عندنا..نحن ناس صفقة ودارة ورتوتي...مدارسنا الإبتدائية في المنطقة هى..1 مدرسة جزيرة شري الإبتدائية..(شري بكسر الشين والراء.شري التي قال عنها شاعرها القديم على الشاعر..صبري صبر الحجر الأصم عمرو لازح ولانضم وردد كلماته هذه رائد الطمبور الفنان صديق أحمد.. شري التي قال عنها فنان الشمال عيسي بروي..شري الغرة شري النضارة..حليلا ونسيت قلبي أنا في خداره..شري التي قال شاعرها على الشاعر حينما هاجر الى كريمة ومجد كريمة وقال..إن كان ما يقولوا المربي تربه..قعادي أنا في كريمة ولاهو غربة وقال شاعر آخرمن شري هرب الى كريمة من حملة البقارة التي داهمت المنطقة سنة 1906 وقال( يا مشوا البقارة لى ديارنا رجعنا..ويا بقينا معاهن الشبال رشعنا.. ودا حور الجني يا ناس في سمعنا....2 مدرسة كبنة الإبتدائيةكبنه بفتح الكاف وتسكين الباءوفتح النون.. كبنه التي قال عنها عبدالرحمن بلاص..فنان التراث..( ود الأريل الفي وادي كبنة.. نجري ونجري لامن سال عرقنا والناس عزلوا الحلو في قصبنا.. واناري الله من عيون الصيد وا ناري موقدة في قلبي حارة شديد)..3مدرسة برتى الإبتدائية( برتي بكسر الباء مكان موقعة إنجليزية شهيرة.زذكرها نعوم شقير في تاريخ السودان.. وهي ناحية موقعة كربكان الشهيرة.. المسمية عليها باخرة الخطوط البحرية السودانية الشهيرة وقد كان قادتها نعمان ودقمر من المناصير وبعض عمد نوري.. وعمدة الرباطاب موسي ابوحجل4 مدرسة كبنة الأولية5 مدرسة الكاب الإبتدائية وهذه الأخيرة بعدها تبدأ مدارس الرباطاب..التي تلتقي معنا في امتحان الدخول للوسطي..
    هذه المدرسة لنا فيها من الذكريات الطيبة والأساتذة الأجلاء المميزين الممتازين.كانوا قدوة فى التربية ويملكون نواصي موادهم.. عوض الكريم الفادني..كان ناظر المدرسة..قمة الهيبة..أستاذ التيجاني..معلم الدين قمة الطيبة.. من أولاد (أمكي)أمكي الملكني هواها.سبحان من سواها خلق الجمال في رباها..هكذا كانوا يغنون لها أولاد الرباطاب..أستاذ سيد أحمد..قريب من هنالك ايضاً..استاذ الخضر عبدالرحيم احمد عبد الرازق..مدرس الدين والعربي.. كان قمة في الأناقة..فرضت كل شاردة وواردة في اللغة العربية علمنى لها شايقي بي حبة دناقلة من مورة كان.. يفاخر بي..احبه من قلبي..كان متديناً طيباً يصر على الحديث باللكنة الشايقية أمام الرباطاب ذوي اللكنة المختلفة..كنا آخر دفعة من أولاد الحامداب والمناصير في مدرسة ابو حمد الوسطي.. استاذ الخضر الشايقي..صرح امام الجمع وقال مدرسة ابوحمد الوسطي عصرها الذهبي قد انتهي..كان في واحد من أولاد الرباطاب معروف بعدم جديته عايز يضاربو.. إعتذر له أولاد الرباطاب وقالوا كلام أستاذ الخضر صاح.ماجاب حاجة من عندو..كنا آخر دفعة عندهم لأنو بنوا لنا مدرسة وسطي في منطقتنا وفي حلتنا.. (ثانوية عامة) لما تغيرت الوسطي الى ثانوية عامة.. وكان ذلك بفضل موجه المنطقة..محمد منصوري.. الذي ظل كل عمره يدرس جنوب المنطقه في ديار شايق.لما صار مسؤولا عن التعليم في المديرية الشمالية كلها..بما أننا آخر دفعة عندهم..أقاموا لنا السرادق والعزومات من كبار سادات المنطقة في ابوحمد ومقرات..عزم كل المدرسة على شرفنا.إبراهيم أحمد الفادني.. من كبار رجالات المنطقة ونحر لنا الذبائح.أبنه عمر قد كان الدفعة القبلنا ولكنه عاد معنا في أولى إبنه مصطفي كان في ثالثة ونحن في أولي كانوا أولاد في قمة التهذيب..عزمنا قريبنا عبدالله فضل المولي..أكبر تاجر في ابوحمد أبناءه كانوا معنا..أحمد وحسن.آل بابكر عبد الرحمن لم يقصروا تجاهنا.ودعونا بالدموع بالرغم من التنافس الحاد في الدراسة. لإنهم قالوا لأنا بأمانة تستحقوا الإحترام.. رأس كل دفعة في الممتحنين الأربعمائة وخمسين اي الأول والثاني يكون على دفع متعاقبة منا..ولكن لم يشز عن هذه القاعدةإلا مرة من المرات قد كان من جانب الرباطاب نابغة من النوابغ لايمكن تجاوزه وهو ( المعتصم عبدالرحيم) الوزير الحالي. لقد كان نابغة.. وأخذ أول الأربعمائة وخمسين طالب الممتحنين للوسطي في ذلك العام وظل أول فصله لغاية تخرجه من مدرسة ابوحمد الوسطي.. .بعد الأمور استعدلت رجعنا كلنا الي بني جلدتنا.. الي كريمة الثانوية معظم الدفعة.. وبعضها الي عطبرة..قسمت لأن عدد النجاح كان كبيراً..
    هذا ما كان من أمر حاجات زمان بخصوص قطاع عن التعليم هو في صورة محددة ولكنه يمكن يكون صورة عامة معممه تشبه بعضها بعضاً في جميع أقاليم السودان مع الإعتبار لبعض الفوارق الطفيفة هنا أو هناك..
    ملاحظة:-
    يلاحظ أن فوارق المجتمع قد كانت قريبة من قريب
    2 يلاحظ أن الموظف مكان تقدير من جميع طبقات المجتمع
    3يلاحظ أن دخل الموظف مقارنة مع الإستهلاك يكون عالياًوكذلك مع عائد التجار والمزارعين.
    4 يلاحظ النواحي التربوية للمعلمين وسهرهم على راحة التلميذ
    5يلاحظ التعذية المدرسية الجيدة التي تكون أجود من مستوي الأسر( العقل السليم في الجسم السليم
    6 يلاحظ الرغبة الأكيدة من التلاميذ على التعليم والتنافس الشريف
                  

04-01-2005, 01:59 PM

منصوري
<aمنصوري
تاريخ التسجيل: 09-28-2003
مجموع المشاركات: 2504

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حاجات زمـان (Re: منصوري)

    .

    almulaomar


    .

    تاريخ التسجيل: 08-07-2002
    مجموع المشاركات: 2848
    Re: حـاجات زمـان (Re: منصوري)

    الأخ منصوري موضوع شيق وجميل بس مصيبتنا إننا أصبحنا أمه تبكي وتتباكي على ماضيها سوف أعود أخي بعد قراءة ثانية لهذا الموضوع المضمخ بعبق التاريخ





    30-11-2004, 08:07 ص

    منصوري


    .


    Re: حـاجات زمـان (Re: منصوري)

    شكرا الأخ الملا.مرورك مرة ثانية من هنا يفيدنا.. نحن من المتابعين لعطائك الثر في المنبر عامة... صاح
    أصبحنا أمه تتباكي..يعني الجديد أقل والقديم كثير..أو القديم جيد والجديد ضحل وبالى.. وعندي برضو هذه علامة صحة.لأنو بتخلى الإنسان محتشد.عشان يعمل حاجة للمستقبل اجود من عظمة الماضي وجدودنا قالوا( النسى قديمو تاه)





    30-11-2004, 09:15 ص

    منصوري


    .

    )

    أساتذتي الزمان:
    محمد عثمان موسي:-
    لو كنت المسؤول لمنتحه درجة الدكتوراه..معلم إبتدائي ولكنه بمقاييس اليوم ليس له شبيه.كان يدرسنا التأريخ في المدرسة الأولية..وكان أستاذ الرياضة ورئيس فريق الكورة..جعل من المدرسة بؤرة نشاط.. وخلق البرامج التي تجذب الأهالى، حول المدرسة الى نادي..وأشعر الأهالى حينما يدعوهم للمهرجانات التي تقيمها المدرسة الأولية أشعرهم بثمرة التعليم في أبانئهم..المدرسة الأولية كانت تقيم مهرجانات ضخمة فوق طاقتها..كرة قدم..كرة سلة..فولي بول..مضارب تنس.. جر الحبل..لعبة الكراسي.. مسابقات وبرامج فكاهية يشترك فيها النساء والرجال والطلبة ..كان المنظر مضحكاً حينما يدعو مزارع مغمور وعمره يناهز السبعين ليلبسه بدلة وبنطلون وكرفته وجزمه رباط ويأمره أن يمر على جموع الحاضرين.. والمهرجان دائماً تصحبه ليلة ساهرة تمثيل..طنابير..غناء..لقد ملأ لأهالى المنطقة وقتهملعقود طويلة..كانت المدرسة رائدة النهضة في المنطقة، تحتفل بالمناسبات الوطنية ونخرج مسيرات تجوب المنطقة ونتفاعل مع الأحداث التي تدور في العاصمة..خرجنا مواكب في ثورة أكتوبر.. وكتب لنا محمد عثمان موسي الأستاذ المعني..لافتات الدبلان مكتوب عليها بالخط العريض بخط النسخ.( دماء الشهيد تنير الطريق)وكتب( بابكر حسن عبد الحفيظ شهيد الثورة الثاني وقود للثورة) كان يجيد خط الرقعة لم اري مثله حتي الآن من يجيد خط الرقعة مثله ولو من خريجي كلية الفنون الجميلة وكان يشيد بخطه..نائب مدير كلية الفنون الجميلة ابن المنطقة السيد سليمان..عديل الموسيقار على ميرغني.. كان محمد عثمان موسي.. يحضر لنا الطمبور في حصة التاريخ ويعزف عليه أي ينقرشو.. حينما كنا في درس ( الفريد ورجال الشمال) ويقول لنا الفريد كان يحب الموسيقي.. كان وقتما يجوع بالليل.ياخذنا بالليل الى ضفاف النيل ويحمل شبكته الجداعة الشبكة ذات الرصاص معاهو.نصطاد ونشوي على ضفاف النيل..كان بارعاً موهوباً قوي الجسم.متواضع..





    30-11-2004, 11:06 ص

    منصوري


    .


    Re: حـاجات زمـان (Re: منصوري)

    حلويات زمان:-
    الحلاوة زمان طعمها غير حلاوة هسه..(حلاوة الحلقوم)(راحة الحلقوم)( حلاوة لكوم) هكذا كانت مسمياتها..كان يجيبوها في صندوق مغلق ومقرطس.. العجيبة..الباكنق..زمان كان مستواهو أحسن من هسه.اي التغليف..جميع الأشياء تغليفها وإخراجها وصناديقها.. حلاوة لكوم كانت نوعين لكوم احمر ولكوم ابيض..تشتري الصندوق والطلبة في المدارس الأولية كانوا يتاجرون فيه..الحبة بي تعريفة..تطلع في النهاية ربحان.قرش ونص في الصندوق..ويكون فاضل معاك الدقيق الفي الصندوق..حلاوة لكوم كان لها رائحة وعبير
    حلاوة كريكاب:-
    كانت أنواع
    صندوق حلاوة شيكولاته.. مربع ومقرطس وفوق صورة بت موضة شايلا ليها كديسة ومكتوب عليهو( دايماً على بالي)
    وتاني في نوع من حلاوة الشيكولاته:-
    زي رفيقو.. اسمو( كريمة) عليهو بت مشلخة شلوخ طولية رفيعة وممشطة.واضعة يدها على خدها ولونها أسمر فاتح.. برضو حلاوتو حلاتها لا توصف..ومن جوة مقرطسه زي الماكنتوش هسه وكمان أحسن من قرطسة الماكنتوش





    30-11-2004, 12:54 م

    منصوري


    .

    تاريخ التسجيل: 28-09-2003
    مجموع المشاركات: 448
    Re: حـاجات زمـان (Re: منصوري)

    الشدة
    الشدة أول ما بدت ما كانت زي شدة اليوم.. الشدة نوع من الأحذية البلاستيكية ولكن اي بلاسبيك..موش زي بلاستيك اليوم دا..المأخوذ كلو من اكياس القمامة والكوش..هسع الشدة ذاتا أظنها في طريقا الى الإنقراض.لأنو اصبح لايلبسها إلا أوباش الناس ,واصبحت قوية وقاسية وذات بلاستيك قوي وضار بالرجل وقد يصيبك مداومة لبسها بالسرطان القاتل..زمان كان يلبسها الموظف قبل الرجل العادي. لجمال ألوانها.ألوانها كانت زاهية.. وبلاستيكها..كان من الروعة بمكان ومن اللين بمكان وهندستها وقوالبها المصنعة منها كانت في غاية الإحكام... أنا عرفت أن خامة بلاستيكها كانت تأتي خصيصاً من لندن..كانت لينة وطرية ولها رائحة بلاسيتك مميزة حتي لما تكون جديدة وتشمها تشعر برائحة خاصة لها.. على الأرض لها درب راقي يميزها عن غيرها من الأحذية..والشدة لمتانتها سميت الشدة.. وقد كانت شدة بحق وحقيقة.زيمكن أن تعيش الشدة مايزيد عن عامين ..بلاستيكها كان تشعر به مرن تحت رجلك ليست من القسوة في شي..مفتوحة من قدام مقابل الأصبع الكبير والجمبو.. ولها أخرام بيضاوية من جهة الأصابع الثلاثة المتبقية.تزيدها رونقاً وجمالاً..وعلى ضهرها ضفيرة زي ضفيرة البرش معمولة بشكل هندسي منساب في شكل مستطيل عرضة واحد حوالي اثنين سم والآخر ثلاثة سم بطول اربعة سم..ربطة الرجل عليها بالقرب من الكعب.كانت في غاية الرونق..كان مكان تزريرها بالرباط مصنوع من حديد الإستيل المطلي ضد الصدأ..لايصدأ ولا ينكسر بسهولة..أو في بعض الأحيان مصنوع من البلاستيك الأبيض الصلد..وقد تفنن الموظفون في لبسها مع الشراب القصير.كانت عملية ومقاومة للماء..
    أول من احضرها الى منطقتنا..محمد(كركاب) كان طالباَ بالثانوي عطبرة.. كان لونها اصفر.وأول من استعمل معها الشراب في المنطقة..رأيته مرة يحدث المدرسين ويقول هو قد رأي مستر مايك الخواجة الإنجليزي مدرس الإنجليزي يلبسها بالشراب وعنده راقية..كنت معجباً بها واتمني أن تكون لى جزمة شدة بالرغم من أن حالنا كان ميسوراً.. ولكنها كانت غير موجودة في دكاكين المنطقة كلها ولا حتي في كريمة ولاعطبرة..كانت تحضر من أم درمان ولحلاوتها وجمالها كان الناس يتلقفونها ويشترونها أولاً بأول.. كل ما تصنع كوتة تشتري.. ومقارنة بالأحذية الأخري قد كان سعرها مرتفعاً بعض الشي.. قلت للوالد اريد جزمة شدة.ز أعشقها. أموت فيها.. قال لى( هي جلد عفريت تسوي بيها شنو.) عرفت أنه يريد أن يصرفني.. ولكنه لما ذهب الى أم درمان لمآرب له هنالك قد احضر لى واحدة لونها بني وأحضر لشقيقي عمر واحدة لونها اصفر فاتح.. وأحضر لنفسه واحدة صفراء..فكنت هكذا خامس شخص احضرها في المنطقة.. قبلنا احضرها محاسب في ديوان النائب العام.. وقبلنا احضرها طالب والده تاجر وقبلنا احضرها بلون اسود شديد السواد على اللسيدي كان بني طين يسافر الى الخرطوم..النابغة حامد نصر الدين ثاني شخص يلبس شدة في المنطقة كلها .كان يتبختر بها في الأعراس والملمات، كانت موضع نظر الناس وهي في رجله.. لا أحد يقدر يتصور الآن كيف كانت الشدة بهذه العظمة اللهم إلا من عايش نشأة تطور الشدة وعاش تلك الفترة وعرف الفارق بينها وجودة إنتاج المصانع وقتها.. لقد لبست الشدة وعمري لم يتجاوز الثلاث سنوات..كانت الأشياء قيمة والهامش الربحي مقدر ومعقول لأصحاب المصانع والبقاء للاصلح والذوق السوداني وقتها قد كان بكراً لم تشوبه شوائب الطمع والحرص والشره.. ونزوة الغش لم تكن موجودة ويمكنك أن تقيس هذا المثال البسيط في هذا الحذاء الشعبي بباقي السلع والبضائع والمنتوجات.. كانت الجودة شعار كل شي..





    30-11-2004, 06:57 م

    منصوري


    .


    Re: حـاجات زمـان (Re: منصوري)

    زمان تشيل ليك قروش بسيطة تملا بيها قفة..هسه بقي تشيل ليك قروش في قفة تجيب بيها حاجات بسيطة





    30-11-2004, 07:54 م

    Ahmed Elsharif


    .

    تاريخ التسجيل: 30-10-2002
    مجموع المشاركات: 220
    Re: حـاجات زمـان (Re: منصوري)

    ليك الشكر أخى على السرد الجميل وتسلم

    Quote: المدرسة الوسطي دي ما كان كل واحد بيقدر يخشها.. بالرغم من مجانية التعليم.. ليه.لأنو لو إنت ما ممتاز في المواد كلها ما حاتقدر تخش الوسطي على الإطلاق حتي لو عدتا مرتين او ثلاثة....مثلاً.. كنا نمتحن تسع مدارس إبتدائية أولية.. ديل بس..



    اتخيل لى انو دى واحدة من الحاجات الادت للواقع المرير الحالى. ضيق فرص التعليم ادت لمشاكل ماليها نهاية بدءا من حرمان كمية كبيرة من الناس من حق التعليم العالى بادعاء عدم اهليتهم وانتهاءاً بوجود طبقة من ذوى التعليم العالى نسبياً يعيشون فى واقع غير واقعهم ومنفصلين تماما عن كل مايمت الى مجتمعم بصلة لانو تمت معاملتهم معاملة الملوك فى زمن كان السودان محتاج لايدى عاملة مش لملوك كل مرة يذكروا حسن تعليمهم على أيدى الاتجليز مع اننا لم نرى شواهد حسن التعليم هذا على واقع السودان خلال اربعين سنة. فى أمريكا من حق أى انسان ان ينال تعليم جامعى و 90 فى المائة من هؤلاء من ذوى الذكاء المتوسط والحاجة دى بدت من بداية القرن وهذا هو واحد من الاسباب الادت لتقدمهم وانهيارنا تماماً برغم ثراء الطبيعة فى البلدين (السودان طبيعتو اسهل من امريكا فى التعامل لعدم وجود الجبال و الجليد القاتل والغابات التى تعوق الزراعة)






    30-11-2004, 11:42 م

    منصوري


    .


    Re: حـاجات زمـان (Re: منصوري)

    فعلاً يا أحمد الشريف. من ضيق فرص التعليم نشأت طبقة والشعب عاملهم معاملة الملوك.لثقته في متعلميه.شعب بسيط طيب مصداق.حاجة طيبة في أمريكا ان يكون التعليم الجامعي حق لكل زول متوسط في تحصيلو..هو هسه بقي كدة في السودان. مرور بس ممكن تدخل جامعة..لكن كل هذه ظلال..هي الأزمة ازمة أخلاق ومنهاج تربية وحرمان طويل وبعض الأشياء المتشابكة تولدت منها شخصية اليوم الغير سوية والضرر اصبح بليغ..لكن تعال شوف المتعلمين فرطوا في شعبهم وهو كان يعاملهم معاملة الملوك الليلة انقلبت على المتعلمين نفسهم من ناحية مادية صار ليس لهم وزن وهذا المنعطف من تأريخ الزمان مادي مهما رفض البعض ذلك..أصلاً هي نعمة الله يديك ليها يريدك كيف تتصرف فيها وتعدل.. والمحاسبة حاضرة على التصرف في كل دقيقة من الذي يستغل النعمة أو يحسنها.حاضرة من رب الكون وإن غفل عنها الغافل..





    30-11-2004, 11:50 م

    ابو جهينة


    .

    تاريخ التسجيل: 20-05-2003
    مجموع المشاركات: 4240
    Re: حـاجات زمـان (Re: منصوري)

    منصوري
    تحياتي لك
    و كل سنة و إنت طيب

    أرجو أن تواصل هذه البانوراما الممتعة ..
    يديك العافية





    01-12-2004, 00:33 ص

    الكيك


    .


    Re: حـاجات زمـان (Re: ابو جهينة)

    والله يا منصورى رائع رائع
    رجعتنا ثلاثين سنى لى ورا ولمن وصلت حتة اللكوم واقيق ضحكت لمن سالن دموعى لانك كنت تعبر عنى بدقة متناهية وانا كنت ابيع اللكوم فى الابتدائية ..والله الواحد يحسدك على الذاكرة الحديد ودى ما غريبة على واحد منصورى انتم اذكى رجال السودان على الاطلاق ..
    ربنا يقويك واصل المشوار





    01-12-2004, 12:26 م

    منصوري


    .


    Re: حـاجات زمـان (Re: منصوري)

    الأخ ابو جهينة.. وعند جهينة الخبر اليقين....شكراً لك على المرور من هنا..وشكراً للكلمات الطيبات...
    الكيك
    بالله يا أخونا الكيك أتاريك كنتا بي تبيع اللكوم وما عارفين..؟إنتا عارف أنا بضوق في بوستاتك طعم اللكوم من زمان...
    ...................................
    أها في المواصلة..تعرف يا أبوجهينة والكيك.. زمان لما يقولوا المفتشين جايين المدرسة الإبتدائية البلد كلها تعرف والحفاوة والإستقبال.ز الأهالي كان يقولوا ناظر الناظر جا..وكانوا يشوفوا الناظر وهو أكبر وظيفة حكومية عندهم كبيرة كانوا يشوفوهو كبير فما بالمفتش..مرة جونا مفتشين من الدامر عاصمة المديرية الشمالية كلها.. وكانوا شايلين معاهم مسجل(قروندنق) ومسجلات قروندنق دي كانت تقليعة وما كل بيشتريهو..زاروا مدرسة (كبنة ) قبلنا.. وهي قرية تبعد عنا حواي 25كيلو..اتكيفوا من الطلبة.. وقتها كنت في أولى ابتدائي.. لقو طالب في هذه القرية صوتو جميل اسمو محمد خليفة..كونوا المفتشين معه مجموعة واعطوهم نشيد اسمو النيل.ما كان مقرر بس في كتب المطالعة.. الطلبة جودوا هذا النشيد.. المفتشين قالوا لهم دا شي رائع لازم نسمعوا حكومة الإقليم في الدامر.. لما جوا مدرستنا..طابور .طابور.. وقفوا المدرسة كلها برة وفتحوا المسجل والمسجلات وقتها بكرات كبيرة موش كست كما تعرف.. من ذلك الوقت علقت بذهني هذه الأبيات منه . كانوا بيشجعوا الطلبة بأشياء جاذبه..للحفظ اضغط هنا..قصيدة النيلhttp://www.assaloon.org/audio/alnil234.mp3





    01-12-2004, 09:05 م

    منصوري


    .

    تاريخ التسجيل: 28-09-2003
    مجموع المشاركات: 448
    Re: حـاجات زمـان (Re: منصوري)

    لو كان من ما طلعوا الإنجليز ، ولغاية الآن، لو كان همنا كله وهمنا الكبير هو السودان فقط ..ولو كان كل حاكم جاء وضع طوبة على طوب التاني، وأكمل البناء ولو كان الناس تركت أيدلوجياتها القواصر ورضيت بالمصلحة العامة من توفير الأكل والشرب والبناء، لو كان ذلك كذلك لما وصلنا الى الحالة التي نحن فيها..ولكن كل واحد يجي، يسمي القبلوا العهد البائد، وكل واحد يجي عايز ينقض ما بناهو التاني، وكل واحد يجي عايز يخت ناسو ويطرد الباقين من الخدمة المدنية وكل واحد يجي عايز يطبق أيدلوجياته على جسد الشعب المسجى في غرفة العمليات..





    02-12-2004, 09:58 م

    منصوري


    .

    تاريخ التسجيل: 28-09-2003
    مجموع المشاركات: 448
    Re: حـاجات زمـان (Re: منصوري)

    العاصمة..ماكان كل زول وكل من هب ودب يجي.يترمي في العاصمة..كل واحدين مدينتهم الإقليمية كانت تكفيهم وزيادة وهم لايبدلونها بغيرها ولايطيقون السكن في غيرها..لمان هسه عجزت الوزارات عن تقديم الخدمات الراقية للمواطنين في أماكنهم..جو إتكبو ليها في خشما في العاصمة..قريب..وكونوا الحياة الهامشية التي جلبت الويل.. وخلت العاصمة زي كوشة كبيرة ليست بعاصمة على الإطلاق..





    02-12-2004, 11:53 م

    منصوري


    .

    تاريخ التسجيل: 28-09-2003
    مجموع المشاركات: 448
    Re: حـاجات زمـان (Re: منصوري)

    واحد عمنا .ذو معرفة..ما ساهل..عندو بعد نظر..قال البلد دي كل مقومات الحياة الكريمة فيها... بس الله مجهجها براه..لشئ يعلمه هو)..أرض حدادي مدادي.ارض ما محتاجة لمثقال ذرة من الأسمدة والكيماويات..في ارض من ماخلقو سيدنا آدم ما اتزرعت..تنادي للبزرعه ويفلحا.. موية عذبه شاقا البلد من أولا لى آخرا..من جيهتين واحد أبيض للموية المعادلة كيميائياَ.. وواحد ازرق يجي جارف معاهو كل معادلات أملاح الصخور.. عشان يكون صالح للإنبات.. الطمي والطين الجايبو شدة حلاوتو وريحتو..تغرف من نص البحر وتشرب. دا غير الأنهر الفرعية والمصبات والروافد والرهود والترع المطرية الموسمية والمياه الجوفية القريبة.......... التربة هسه البزرعوها في بعض ولايات أمريكا من شدة ما يضيفوا ليها مواد زراعية كيمائية ومن شدة ما باصروا فيها مئات السنين وقولبوها عنصر التربة الأساسي ذاتو إتفقد.اي بقت ما تربة... برضو مع كدة يزرعو ويرعوا..الكاوي بوى راح .. الكاو بوي جاء.. الكاوي بوي الغني .دخل بي حصانو البار والنادي الليلي. سعر البورصة تأثر.. وسهول الأمزون الغناء محاصيلها قفزت بالورصة .. مع أنو نحنا عندنا مليون أمزون..الجزيرة ومشاريعها.. الشمال والقمح.. الرهد.. منقة ابو جبيهة..مشاريع الجبلين وكوستي والرنك الزراعية.. التوج والأتاتوج..دي قد يكون ما سمعوا بيها ناس.. زمان يقول ليك ( والله أضربك بنية هسه أوديك التوج).. ويقول ليك( خلاص أنا رحت التوج.. ورقة الرياضيات دي ما حالي فيها كويس)...حاجات زمان كلها...





    03-12-2004, 08:03 ص

    منصوري


    .


    Re: حـاجات زمـان (Re: منصوري)

    كافتيريا ( أتني)
    كافتيريا أتني بالعاصمة.. بالسوق الأفرنجي.. كانت في حاجات زمان..كافتيريا تنافس محلات عالمية.. من حيث الرقي والمشروبات التي تقدمها والمأكولات والمعجنات ونوعية الطبقة التي ترتادها.. ونقاش المواضيع الثقافية والعلمية.. مرة لقيتا تحولت الى كافتيريا تبيع ( القراصة بالروب) هسه ما عارفا تبيع شنو؟





    04-12-2004, 04:11 ص

    منصوري


    .

    تاريخ التسجيل: 28-09-2003
    مجموع المشاركات: 448
    Re: حـاجات زمـان (Re: منصوري)

    زمان كان في مساحات في الزمن، والأرض والمدن.. الآن الأحزاب كررت نفسها والشعب زي يئس منها وما منتظر الجديد الذي تبيض به وجهها.. وجربها طبعاَ..الناس مصهورة صهر الحديد..تحريق..تشميس..مامهم الغشاوة التي بدلتهم في السنين الأخيرة.. الحريق والعذاب
    والمعاناة ماشية عشان تصل جوهرهم الداخلي المطلي بحاجات ضارة كثيرة وهو جوهر الفرد السوداني المتفرد فيه عن باقي الشعوب.. وهذه هي الضريبة الكبيرة التي تستاهل الخير الوفير العميم.. البيت الكان صينيتو في الغداء خمسة اصناف بقي صنف واحد.فتة وبس..والفئات التي تعيش على الفن والغناء جاعت لأنو اصلاً بضاعتهم عجيبة لا ترقي لمستوي هذا الشعب وبعدين هم ماناس يقدروا يضربوا الطورية..والناس المتعلمة بدل علمها يكون مصدر سعادة لهم انقلب وانكفأ وصار مصدر تعاسة.. والحريق مستمر وسوف يستمر الى أن يعرف الشعب السوداني قدراً من حقيقته تؤهله لإرتياد العصر الجديد..





    04-12-2004, 11:30 م

    منصوري


    .

    تاريخ التسجيل: 28-09-2003
    مجموع المشاركات: 448
    Re: حـاجات زمـان (Re: منصوري)

    صدقة الميتين كانوا يقسموا فيها التمر...الرجبية ..كومك في اللحم( الضباح) الذي يمر في البلد من مشرقا لى مغربا.زيقول حلموه في المنام يذبح كل بيت عتود في السنة تكافي البلاء......كرامة الكنتوش( بليلة الكنتوش) يقولوا بخارا يصعد للسماء الحبوبات...الشهور ذاتا ما زي شهور هسه أسماءها
    1الفطر
    2 الأعياد اتنين
    3 الكرامات اتنين
    4 الموالد اتنين
    5 الوحيد سايق الضحايا
    6 صفر الخير
    7 رمضان
    8 شعبان
    9 رجب





    04-12-2004, 11:41 م

    lana mahdi


    .

    تاريخ التسجيل: 07-05-2003
    مجموع المشاركات: 4530
    قول للزمان ارجع يا زمان (Re: منصوري)

    من الحاجات الكانت بتستهوينى زمان يا منصورى
    "صللللللللح سراير حدييييييييييييييد"
    كنتا بشوف صلاح السراير يجوب شوارع المزاد حيث بيت حبوبة
    كنتا بحب جدا اتفرج عليهو و على سيد النبق "نبببق نبببببببببق نبببببببببببق حرججججججججججججججل" الذى كان يجوب بحري ايضا على صهوة ناقة
    حكوا لى خالاتى ان المزاد زمان كان اسمو غابة الهنود و كان مزروع مسكيت و كان مسكون بفهم سكنى الجان
    احب كل ما يتعلق ب "زمان" وريحة"زمان"فنحن اجيال لقنا ان "زمانكم دة ما زمان ،،الزمان كان زمان"
    حتى احببنا ان نكون من ناس "زمان"
    محبتى





    05-12-2004, 06:27 ص

    منصوري


    .

    تاريخ التسجيل: 28-09-2003
    مجموع المشاركات: 448
    Re: حـاجات زمـان (Re: منصوري)

    شاعرتنا وأديبتنا الأخت لنا مهدي.. ذكرتينا والله أصوات محببة الى النفس كانت تنادي في العصرية.بتاع الحرجل والنبق والمحريب.. أما بتاع (أصلح سراير الحديد) دا كان يمر بالصباح ودا مثقف شوية وعادة ما يكون راكب عجلة....طبعاً جاء بعد ديل..بتاع( ترمس ..ترمس..كبكبيه) وكمان جاء بعد دا صوت بتاع الداندرما ويجر عجلة..هسه ما عارف جاء شنو..المصرين عندهم حاجات قريبة من دي برضو..بس ضيفى ليها(أصلح بوابير..الفنية.كباس) ودي ذاتا تطوروا منها الي( أبيع اسطوانات غاز)ودا بي عربية..الكباسات والفنية دي قطع اسبيرات لوابور يطبخوا عليها موش زي بتاعة الجاز أم شرايط اللي كانت عندنا في السودان.. دي تكبس بالهواء ونارها قوية زيادة..
    ................................
    بما أنك يا لنا.حتي الآن آخر المتداخلين.. فأهديك هذه القصيدة .الأنشودة بصوتي وقد كنا ننشدها في ثانية إبتدائي..أولية.. وقد قمت بتلحينها منذ ذلك الوقت ولا تزال بذهني عالقة هذه الأبيات منها وفي لحنها شبه من ألحان الفنان أحمد المصطفي القديمة..





    05-12-2004, 09:58 ص

    منصوري


    .

    تاريخ التسجيل: 28-09-2003
    مجموع المشاركات: 448
    Re: حـاجات زمـان (Re: منصوري)

    قلتي يا أخت لنا مهدي.. من شدة ما كانوا قاعدين يشكروا لينا ناس زمان حتي تمنيت ان أكون من ناس زمان...
    صاح.. لكن.. شنو هسه كدا إنت من ناس زمان..موش العبرة بي زمنهم.. العبرة بأننا نأخذ منهم الدروس وننطلق بها الى حاضرنا..تظل تجاربهم مخزونة في جوفنا وتندك وتكون طوبة واحدة قوية وسميكة ومتينة وصلدة في بنيان المستقبل كأساس متين.. الحقيقة كل تجارب البشرية مخزونة في النفس البشرية.. فإذا نظرت لأحدنا مثلاً.. هو نتاج من أنثى وذكر.اي من أمه وابيه.. وابوه كذلك نتاج من جده وجدته.. لغاية وصولنا الي الست بربكم.. حيث نذكر شهادتنا بذلك..( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر) هذه هى قصة النفس البشرية.. وليس العبرة بأن نعيش في ماضيهم وإنما العبرة بإستقصاء الدروس وتذكرها..وكلما كانت سلسلتك البشرية ذات مجد تليد وتقوى وعلم وورع ومحبة للناس.كلما كانت قابليتك كبيرة في القيم ولذلك نبينا عليه افضل الصلاة وأتم التسليم قال تخيروا أين تضعون نضفكم.فإن العرق دساس).. العرق يعني هذه السلسلة..





    05-12-2004, 08:31 م

    Ahmed Elsharif


    .

    تاريخ التسجيل: 30-10-2002
    مجموع المشاركات: 220
    Re: حـاجات زمـان (Re: منصوري)

    واحد من أجمل البوستات القريتا مؤخراً بلا مجاملة , و السرد أكثر من رائع . أرجو أنك تواصل.
    مع التحية
    (عدل بواسطة Ahmed Elsharif on 05-12-2004, 08:41 م)






    06-12-2004, 02:45 ص

    منصوري


    .

    تاريخ التسجيل: 28-09-2003
    مجموع المشاركات: 448
    Re: حـاجات زمـان (Re: منصوري)

    أحمد الشريف..تسلم.. والله ربنا يقدرنا نواصل أو نقدم حاجة ترضي طموح القراء.. الناس هنا الناس كتاب وعلماء وأدباء وفنانين وأصحاب ذوق وكمان برضو في طائفة الهزل وعدم الجد.. ماهو حالنا عاد.. واقع والواقع الواحد ما بيتبرأ منو. ما بيبترو...بيدلى فيه بدلوه..لأنو نتاج المجتمع.برمته .بحذافيره... الموقع هنا لما يكون حديقة.كل صاحب هوي يجد فيه.. شى بيكون أحسن..من الرائحة الواحدة..





    07-12-2004, 07:11 ص

    بلدى يا حبوب


    .

    تاريخ التسجيل: 29-05-2003
    مجموع المشاركات: 3169
    Re: حـاجات زمـان (Re: منصوري)

    منصورى
    بوست شيق يجبرك على قراءته اكثر من مره وهو بمثابة تاريخ لفترة عاصرتها بعض الاجيال ولكن لماذا نحن دون شعوب العالم فى كل شىء تكون بدايتنا منظمة ومتطورة وما ان تمر السنين تفقد بريقها ونتسامر فى مجالسنا ونغنى ونقول حليله بينما العالم من حولنا يسرقها ويعمل على تطويرها .
    ايعتبر الانسان السودانى سبب فى ذالك ام الساسة اللذين مروا على حكم الوطن هم السبب فى ذالك ام ماذا ومنك نستفيد

    تخريمة على منوال رجاء العباسى


    Quote: جلابيتو التي كانت سيدة الجلاليب في بيوضيتها وجدتها وعمودها اليوم رثة مقطعة..شربانة وسخانة.. محمرة من الكتاحة والغبار. زرايرها مقطعة.. بس مثبتها بي زرارة من فوق جنب رقبة الجلابية. والزراير الباقيات مافي لأنو مهمتهم أصبحت ثانوية.. او قطعهم هو بفعل فاعل عملهم لجلابية تانية...البنطلون كمان بقى زي التحلية ..ما كل مرة بيقدر يشتري بنطلون.. تلقي البنطلون .ضارب من تحت.. ومرة مخيتو بي خيط ابيض. ومرة بي خيط أخضر.. ومرة بي خيط أحمر.. المهم الخيط البيلقاهو قدامو عند خديجة



    لكن البهدله ده اكيد خديجة بتلعب دور فيها وطبعا ده براه بوست لكن مجرد تخريمه
    وافر الشكر والتحايا





    09-12-2004, 03:56 ص

    منصوري


    .

    تاريخ التسجيل: 28-09-2003
    مجموع المشاركات: 448
    Re: حـاجات زمـان (Re: منصوري)

    ناس العاصمة زمان:-
    ناس العاصمة في الستينات ولغاية اواسط السبعينات كانوا منارة هدي لناسهم الجايين من الأقاليم.أصلو كل الناس العاصمة هم ناس من الأقاليم جابتهم ظروف العمل والمصالح الحكومية والتجارة للعاصمة أي كلهم عنهم جذور من الأقاليم.لذلك ناس الأقاليم كان لما يجوا العاصمة لذويهم ولصلة رحمهم ولأقاربهم كان يجدوا كل الحفاوة والترحيب والكرم واصلاً هم ناس الأقاليم ما بيحبوا العاصمة بس مرة في السنة مرتين في السنة.يا جوا لى علاج.. يا ولد قبلوهو في الجامعة.. يا مناسبة عرس يا زول عيان من اهلهم ناس العاصمة جايين يشوفوهو.يا زول مشى الحج من ناس العاصمة عايزين يجوا يباركوا ليهو وكدة.. وناس الأقاليم كانوا يفتخروا بأنه ليهم طرف في العاصمة وناس العاصمة يفتخروا بأنو ليهم جذور في الأقاليم.. حتي يقول ليك إنتا قايلنا مقطوعين من شجرة هنا في العاصمة؟ لا نحن لسه جذورنا في الأقاليم وحقنا هناك وتمرنا كل سنة يجيبوهو لينا.. وناس الأقاليم كان لما يمشوا العاصمة ويجوا راجعين..يجونا في الأقاليم ريحتهم عاصمة عاصمة..ريحة هدومهم مريحة بي ريحة غالية.. وهدومهم مكوية مكوة راقية وكمان أهلهم في العاصمة ما بيدوا هدومهم الغسال يبقي ليهم عيب كأنوا هدومهم دي فيها جدري لمان يدوها ليهم غسال الحلة..لا بيغسلنها بنات البيت في العاصمة البنات المتعلمات ويكونها بي مكوة الكهرباء موش عندنا في الأقاليم مكوة الفحم.. وتتكوي على تربيزة السفرة وتربيزة سفرة دي براها معلومات جديدة عند ناس الأقاليم هو صحن قراصة بس يختوهو في ا########## ويتلموا فوقوا. او إذا جاهم ضيف عزيز يكون تربيزة صفرتهم برش.. لكن حكاية تربيزة صفرة وحوليها إطناشر كرسي أو ستة وتربيزة صفرة يفردوا لها مكاناً خاصاً في الصالون وليها فرش مشمع من فوق وفوق المشمع بنات البيت مخيطات فوط ومطرزة بي إبرة كوررشي دي كانت حاجة تانية وكمان غير فوطة التربيزة الكبيرة هنالك فوط صغيرة على الكراسي عشان رقبتك ما توسخ الكرسي.. ومخيدة مخدة صغيرة كدة تختها تحت صلبك..الحاجات دي كلها كان ثقافة جديدة على ناس الأقاليم ناس الزراعة .عشان كدة كانوا بيجوا ملمين بمعلومات جيدة.حتي أولادهم البيكون ساقوهم معاهم العاصمة بي يجوا حالقين حلاقة ناس الصعيد في الصالونات بالمكنة ومسحوا ليهم بالبودرة والكولونيا.ريحة البدرة لسه في رقبتهم حلاقة غريبة نجي نتفرج فيها ناعمة من تحت ومن فوق (قجة) ومواسية شديد مافيها اثر مقص ظاهر زي حلاقة البلد( الكارييه) يحلقوا ليك بي(توريق) وتتجرح مليون جرحة.. بعدين ناس الأقاليم لما يمشوا العاصمة يمشوا لى ناسهم محملين بالسمن البلدي.. والتمر.. ودقيق القمح البلدي الأحمر الخالص ويمكن يجيبوا ليهم خروف الضحية معاهم من البلد ماكل قش الجروف والتمر لحمو سمح وطاعم مازي خرفان الصعيد لحمها لمان يغلوهو يفور رغبة ويملا الحلة لأنو السمساري مديهم ملح عشان يتنفخوا ويبيعهم.. وكمان رب الأسرة في العاصمة يعزم بعض المقربين له ويقول ليهم تعالوا افطروا معانا ضحيتنا خروف بلد لحمو هش. ما اصلو أبوهم هو متربي في البلد لغاية ما كبر وجابو قدروا العاصمة لذلك هذه الحاجات تجري في دمو. وناس البلد لمان يجونا من العاصمة يجوا جايبين معاهم..خبيز وكعك.. وأبري أبيض.. وطواقي ومناديل..وقزاز عصير..وحلاوة( ريا) وحلاوة(بريمة) وحلاوة(حب) وحلاوة حربة) قالوا سيد المصنع بتاعا من الأنصار أنصار مهدي الله... وينتظر حسن بي فارق الصبر عشان اخوهو واخواتو يجوا من البلد ويتمنى تجي مناسبة عندهم في الخرطوم تجيبهم ويخلق مناسبات عشان يجوا.. هو موش محتاج ليهم ولاهم محتاجين ليهو بس هو عاوزهم عشان اللمة والونسة ويسال من ناس البلد والعجايز والكبار وفي الدميرة البحر وصل وين.. وصل (شجرة الزلال) والله وصل ( دومة مستورة) والله وصل ( درب الرعاوية) والخور في الدميرة طلع سدر لغاية وين( درب التمر) والله ( الدرب الفوقاني) وناس فلان جابولهم وابوؤ زراعي.. وناس فلان لسه يسوقوا بالساقية وبقرهم مربطات.. والضهراوي والعشاوي والفجراوي...وفكا( التتق) وطلق ( التتق) بتشديد وتضعيف التاء الثانية.... كان أبوهم في العاصمة يحب يسأل أخوهو الفي البلد عن الحاجات دي... بعدين ناس البلد اصلو هذه السنة كانوا مزنوقين في حصاد التمر ...حش التمر.. لكن ولدهم الفي الثانوي ضغطهم شوية عشان يمشوا لى عمو وعندو غرض في المسألة دي ولكن أبوهو وأمه مافهمين حاجة.. الولد زي بدأ ينبض قلبه بحب بنت عمو الشى المفقود في البلد.. لأنو بنت عمو المرة الفاتت لما ودعتوا.. أدتوا ستة مناديل من قماش( البوبلين أبو تفاحتين ) الخالص.. وكل منديل عليه قلب خافسوا سهم ومنديل تاني عليهو قلبين مشبوكات مع بعض.. وكل منديل لون الخيط يختلف ولون القلب يختلف..حرف المنديل من تطريزو ( مشرشر) يشبه حرف البسكويتاية من برة معمول باليد بي إبرة كورشي خيط( دجة) تشديد الجيم.. الأم ما ناقشة حاجة.لكن شاهدت سوسن وعلى دايماً بيجلسوا على تربيزة السفرة. وخاتين جنبهم كتب مدرسة للتمويه. وهي بتخاف من تربيزة السفرة وما بتعرف تأكل عليها ولا بتحب الجلوس على كرسيها. وسبب لها ذلك كراهية من تربيزة السفرة.. نفسها.حتي الغداء زي بقت تكره لما يختوهو على تربيزة السفرة..حتي ماها قاعدة تشبع .لأنها بتكون عاملة حسابها ومتوجسة خيفة.. ما ترمي ليها فوطة والله توسخ لها كرسي بي عضم والله تقع هي من الكرسي نفسه والله تقع سكينةأو شوكة على كراعا تجرحا. وإن كان هي من أول مرة قد ابعدت الشوكة والسكين عن دائرتها الضيقة وحذرت وأنذرت وكررت وأرغت وأزبدت وحذرت من يحضرهن لها.. وبالرغم من ذلك مرات كانت تجلس جنب على وسوسن في السرير وهم على تربيزة السفرة وكانوا لما يرونها تحضر ترتفع اصواتهم وتتكلم سوسن وتقول السنة دي الشيوعين والمستقلين أخدوا الإتحاد من الكيزان.. وآخر كتاب قرأته.؟تنصرف الأم وقتما تطمئن لأنو على تعلم وهي كانت عايزاهو لي بنت أختا الفي البلد لأنو بنت المدن دي تطفش وليدها الوحيد منهم وقطعاً ما بتجي تعيش معاهم وبنت أختا مريم تجي في الحلة في البلد تمسح ليها كريعاتا بي دهن كركار(دهن غسيب) وتعوس لها غداها لمان تكون راحت الحلة التانية ترفع فاتحة وتأخرت...نحن في البلد لما على عاد من الخرطوم.جينا نسلم عليهو ناكل حقنا في الحلاوة ونتفرج في حلاقة الصعيد في رقبة وراس على.. لقينا على راقد جوه.. ابوه قال لنا( على الهواء غير معاهو من ما جاء من بحري) الوالد نفسه سيد أحمد تعلم كلام الخرطوم...كيف يعني الهواء غير معاهو.هو الهواء قاعد يغير مع زول؟ ما الهواء هواء يدخل بالنخرة وخلاص تاني شنو؟ وفهمنا مؤخراً جدا أن الهواء غير معاهو.. اي طقس الخرطوم لما اختلف عن طقس البلد.غير معاه اي أصيب بنزلة برد.. أو إنفلونزا. أو نزلة شعبية.. نحن هنا نسميها( زكمة) مع أن كلمة زكمة نفسها أفصح عربياً( جيفة رائحتها تزكم الأنوف)...





    [

    (عدل بواسطة منصوري on 04-01-2005, 02:10 PM)
    (عدل بواسطة منصوري on 04-01-2005, 03:05 PM)

                  

04-01-2005, 02:58 PM

منصوري
<aمنصوري
تاريخ التسجيل: 09-28-2003
مجموع المشاركات: 2504

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حاجات زمـان (Re: منصوري)


    كل منا له ذكريات مع هذه العلامة علامة بخت الرضا وهي تزين الغلاف الخلفي لكل المناهج المدرسية على نطاق السودان في الخمسينات والستينات..
                  

04-01-2005, 03:09 PM

هشام مدنى

تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 6667

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حاجات زمـان (Re: منصوري)


    يا سلام حاجات زمان فضل منها شنو والله ولا حاجه
                  

04-01-2005, 07:35 PM

منصوري
<aمنصوري
تاريخ التسجيل: 09-28-2003
مجموع المشاركات: 2504

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حاجات زمـان (Re: منصوري)

    الأخ هشام مدني..ما فضل منها شي والله حاجات زمان..ما عدا التجربة المخزونة في النفس ببعدها ومدها وجذورها..
                  

05-11-2005, 02:44 PM

منصوري
<aمنصوري
تاريخ التسجيل: 09-28-2003
مجموع المشاركات: 2504

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حاجات زمـان (Re: منصوري)

    نتجدد
                  

05-11-2005, 02:59 PM

منصوري
<aمنصوري
تاريخ التسجيل: 09-28-2003
مجموع المشاركات: 2504

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حاجات زمـان (Re: منصوري)


    المدرسة الوسطي... أو الثانوية العامة... أو المرحلة المتوسطة.. أو الإعدادية... دي كلها مسميات مرت بها هذه المرحلة وهي مرحلة تكوين مبكر شبه ناضج لاينسي.. مرحلة لها طعم خاص لم نجده في المراحل الثانوية التي تلتها أو الدراسة الجامعية
                  

05-12-2005, 06:42 AM

منصوري
<aمنصوري
تاريخ التسجيل: 09-28-2003
مجموع المشاركات: 2504

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حاجات زمـان (Re: منصوري)

    قلنا ناس العاصمة كانوا زمان كما في البوست أعلاه.. لمان إنتا تجي العاصمة تخاف من سماحة ناسا ونظامن وجمالا( الخرطوم بالليل) ..هسه ناس العاصمة جاعوا وأصبح البيت مافيهو شي ولا يسع ضيوف زي زمان إلا بشف الأنفس.. والصوالين الفيهو الكانت بتستضيف الناس بعد أن كان بابا مشرع للضيوف.. قفلوا بابا وفتحوهو على الشارع وأجروهو سوبرماركت.. وكان في غرفة تانية زايدة أجروها لطلبة والله طالبات.. ويصعب عليك جداً أن تحضر وجبة مع أسرة.. الصينية بتاعة العاصمة الكان زمان فيها الملاح الأساسي وصحن الناشف وصحن الرز المفلفل.. وصحن الكاسترد.. وبعدين يقوم واحد كدة حريييف يقول للجماعة البياكلوا أيه رايكم كدة ياجماعة لو لخبتناهم مع بعض موش بكون أحلي يقصد الكاسترد والرز... الصينية الفيها الكلام دا صارت من جاحات زمان.. وأصبحت البيوت في العاصمة سجن.. ناس العاصمة بدأوا يبحثوا عن جذورهم في الأقاليم وحقوقهن الزمان الكانوا مخلنها للناس القاعدين في البلد.. المن الشمالية عايز ليهو شوال بلح يجيهو في السنة يسندوا شوية ومن الجزيرة كان أبوهو والله جدو عندو حواشة عايز ليهو شوال فيتريته يجيهو يسندوا شوية.. والبنات العاصميات الفي الجامعات يذهبن في الإجازات الي الأقاليم لأنو فيها الرحمة والوجبات الدسمة..يضبحوا ليهن ويشبعوا في اللحم لامن يقولن بس... ويقولوا ياحليلا دي بت فلان أو فلانه.. ويصروا ليها شوية مصيريفات لما ترجع... زمان الناس تكون ضايقة متين تنتهي ساعات العمل عشان ترجع البيت لأنو الغداء مدنكل ما عايزوا يفوتك.. هسه كان فاتك كان ما فاتك ما عندو قيمة.لأنو غداء اي كلام.. فالصو... أحسن منو لو عندك قروش سندوتش هامبيرجر معاهو قزازة بيبسي من اي محل شاوورما قريب لمحل عملك.. العندو مكيف في المكتب عايز يقيل قبلوا.. العندو مروحة كاربة في المصلحة عايز يقيل قبلو خاصة في رمضان الناس موش ضايقة للمشي للبيوت.. الواحد يطلع من الشغل والواحدة طالعة من الجامعة تسكت تمسك الشارع وتمشي تصل محل ما تصل يا جا واحد بتاع عربية وقف ليها وهو ما معروف شنو؟ يا واصلت المشوار بي رجليها.. يا بت كنت وين يا بت جاية من وين ليه تأخرت دي أصبح قليل ابو يسويها. لأنو هو غير قادر على تلبية مصاريفها خاصة الجامعية.. أو الجواب جاهز عند سؤال مثل هذا.. كان عندنا عملي؟ السمستر الوقت مضايقو عشان كدة عملوا لينا جزء منو بالمساء.. عندنا شغل إضافي... راجعت مع زميلتي.. وهكذا..بصات أبورجيلة السمحة الصفراء ديك الكانت شركتها تنافس الحكومة إنقرضت.. وجات مواصلات من بلاد الواق واق.. المهم فيهم من يمشي على أربع وثلاث وأثنين... واصبحت السكني في العاصمة حكاية..نقمة وليس نعمة..
                  

05-12-2005, 10:34 PM

منصوري
<aمنصوري
تاريخ التسجيل: 09-28-2003
مجموع المشاركات: 2504

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حاجات زمـان (Re: منصوري)

    منصفون..
    شركة منصفون للصوتيات .. شركة عريقة رائدة عتيقة .تسجل جميع أنواع الفن السوداني على شرائط كاسيت.. تسجيلاتها لاتضاهى.. إذا قلتا لواحد الشريط دا جايبو من منصفون خلاص إنتهي الكلام.. تصميمهم للشرائط وإخراجهم قمة الروعة.. كانت في الكورنة بالقرب من فندق أراك هوتيل بالخرطوم.. حقوق النشر كانت محفوظة للفنان أو المادح.. تعال شوف اليوم الأكشاك البقت تطبع وتبيع وتصور ورداءة الإخراج.وحقوق الغير المهضومة على عينك ياتاجر...
                  

05-17-2005, 02:28 PM

المسافر
<aالمسافر
تاريخ التسجيل: 06-10-2002
مجموع المشاركات: 5061

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حاجات زمـان (Re: منصوري)

    Quote: ..مختار الخليفة محمد الأمين.. من أولاد بربر..يا ريت لو أعرفه اين هو الآن


    المرحوم / مختار الخليفة محمد الأمين من أهل الباوقة

    لقد توفي في الشهور القلائل التي مضت من هذا العام


    موضوعك جميل

    واصل الحلقات

    نحن أول دفعة بعد الإستعداد لتمتحن للوسطى من الصف الرابع تم تغيير السلم التعليمي وتغيير الوسطى للثانوية العامة وجلسنا للإمتحان بعد إكمال الصف الخامس والسادس بالإبتدائية.. خلال هذه المدة جاءنا مختار الخليفة مديراً للمدرسة ولا ننسى أفضاله.. لقد كان همة عالية.

    (عدل بواسطة المسافر on 05-17-2005, 02:32 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de