لقيت الفنان بهنس فى مركز جوته وهوفى تاملاته وأحواله البديعه تتطربه أحاديث الثقافة وحوارات الفنون ومقامات العارفين... لقينى كذلك فى حال واردات فى ذات الخط أحدثه عن قراءات جدية توفرت لها هذه الايام فى الأدب خصوصا رواية الاسوانى (شيكاجو )التى تشغلنى وقد أعدت قراءتها مرات عديدة لاستكشاف حوارات الشرق والغرب الخلاقه فى جدال لاستكناه المعنى الانسانى الشفيف .. بهنس بطريقته يمد الافق أبعد من مقر مركز جوته الثقافى الكائن فى شارع المك نمر فى ارقى أحياء الخرطوم وهو مركزتبذل لأجله الحكومة الالمانية أموالا جزيلة للاتصال مع الآخر ولتخليد رمز من رموزها الاماجد عبر التاريخ والرؤية والحضارة الباذخة..صديقى فى تجلياته يذكر عدد المراكز المبثوثة فى عواصم الدنيا وفى (القبل الأربعه ) بذات الاسم والميزانية والخطط الطموحة والبرامج للتعريف بالثقافة الالمانية وتركيز معنى الوجود الانسانى وتوكيد ه من خلال العمل الثقافى والقيمة الفنية وهو فى ذا يدهش أن جميع مراكز جوته فى العالم يترقى لادارتها بصورة هرمية فى المانيا ويسعى لذلك النابهون والمثقفون ذوو العطاء المنظور للحظوة بشرف مدير مراكز جوته والذى هو مقام بدرجة وزارة مما يضطرب عنده الناس .. بهنس فى اشاراته الذكية يحدث عن وطن فسيح لأبناءه اضافات مثرية فى الفن والادب والطب وهويعجز عن مجرد تخليد ذكراهم بمركز او منتدى راتب فى دولة او اثنتين ..الروائى الكبير الطيب صالح احتفل به الناس فى بريطانيا قبل شهور تخيدا لذكراه وطروحات عديدة قدمت لانشاء مركز يحمل اسمه وينشط لتحفيز الشباب النابه فى مجال القصة والرواية وأفانين الادب ,,,ومن عجب أن معظم الذين يودون تخليده عبر منشط او مركز هم اصدقائه ومريدى فنه من غير السودانيين امثال الوزير محمدبن عيسى الذى يجعل من أصيلة هذا العام ملتقى فى ذكرى الطيب وروائعه الخالدة فى دعوات طارت الى عدد من المثقفين حيث (أصيله) مدينة أثيرة الى نفس راحلناالكبير تزدهى به كما الطل فى الورود وقداستوطنت قلبه محبة وعشقا مدنفا لسنوات طويلة بملتقياتها ومنابرها وطلتها الساحرة البديعه.... لست أطلب شيئا من دولتنا وأمتنا أن تفخر بواحد من قاماتها المبدعه التى أشارت الى وطن اسمه السودان من خلال رواياته وكتاباته التى ملأت الدنيا وشغلت الناس ..لا أشير اليها أن تعلن موسما راتبا باسمه ودعوة المثقفين للحوار حول الادب والثقافة فى فعالية جامعة راتبة وانما وفى ظل وزارتين للثقافة ببطن الخرطوم آمل أن تجد المراكز الثقافية على قلتها شيئا من اهتمام لاعلاء دورها وحض مشروعاتها للابداع فى حرية طليقة لانجاز مشروع سودان جديد ابتناء على تنوع ثقافاته وفنونه وقدرة بنيه على الابداع والعطاء ومزاحمة الاخرين قبل نهاية التاريخ !!! _______________________________ صحيفة السودانى الملف الثقافى الجمعه 25-6-2010
(عدل بواسطة محمد عكاشة on 06-25-2010, 10:25 AM) (عدل بواسطة محمد عكاشة on 06-25-2010, 10:28 AM)
06-25-2010, 10:34 AM
طارق جبريل
طارق جبريل
تاريخ التسجيل: 10-11-2005
مجموع المشاركات: 22556
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة