سأهمس في أذنك بشيء لا أخاله سراً .. و لكنني سأقول أهمس لأعطيه صفة الخصوصية التي أرجو أن تلاصق قلبك و روحك .. لزمن ليس بقصير ... جفت روحي تماما .. حتى غدوت كرجل يتحرك ( بريموت كنترول ) .. صرت عبدا للعمل و السفر ... تقاذفتني أنواء كثيرة في هذه الحياة .. سافرت على أرض هذه البسيطة و ولجت إلى أماكن و بلدات و جزر لم أرها حتى في حصص الجغرافيا على الأطلس .. و لكن كل هذا لم يحرك شراع روحي حتى بقدر ما تحركه الريح في سعفات النخيل في ( كويكة ) أو ( تبج ) .. ثم لاقيتها ... فزغردت أيامي قبل روحي .. فتبعتها روحي مفرهدة بأهازيج الفرح الذي تراكمت عليه الأنواء و الأحزان .. و رأيت الحياة يعينين جديدتين .. بل بعيون كعيون النحلة .. عيون مركبة .. رأيت الدنيا بزوايا جديدة تفوق ما رآه رواد الفضاء عند إقتحام مجاهل الأفلاك و الكون الخارجي .. و تقوقعت في مملكة خرافية التفاصيل .. أسطورية النكهة .. و تخيلت لخمس سنوات أنني ملك زماني .. و أن الأرض التي أمشي عليها مصقولة من المرمر .. ثم .. و ما أقسى هذين الحرفين .. إمتدت يد المنون بأمر الديان لتأخذ مني هذه الومضة الجميلة .. و وقفت وحيدا في العراء .. كيتيم يتلفت ليرى من سيأخذ بيده لبر الطمأنينة و الأمان .. هل أصدقك القول يا قريبي ؟ خواء الروح الذي عشعش فيني و لازمني و سيلازمني .. جعلني كآلة الفشار .. كلما أجتر الذكرى .. تضج روحي بعشرات الكلمات أنفثها .. لم أبح من قبل هكذا لأحد من قبل .. و لكن كلماتك أصابتني في مقتل .. و جعلت كل الرواسب و الشوائب التي في القاع تموج و تطفو إلى السطح .. لا تذهب أبداً .. فنحن بك .. و أنت بنا .. تتشابك أقدارنا .. منسوجة خيوطها كبيوت العناكب .. مودتي الراسخة .. و محبتي العميقة .. و رجائي الملحاح بأن تتصالح مع أحزانك و آلامك و أن تشركنا معك بها بوحا هنا و نزفا هنا .. إستودعك لمن لا تضيع عنده الودائع ...
تخنقنى العبرة... لا نصنع الكلام لاننا من محترفيه.. ولكن احيانا نحاول.. ان نمزج مشاعرنا مع الذكرى ونترجمها الى كلمات.. احيانا تكون مساحة التخيل كبيرة ولكن.. عقدة اللسان تقف حائلا فتلوذ من خيالك المواقف لعجز فى التعبير باللغة التى لم تكن.. لغة امنا النوبية. تعودنا ان نجعل من شلة الانس ظلال المقيل.. ونسج الكلام الجميل... نتبارى بالشعر.. والوصف.. كم جلسنا تحت نخلة.. فى هجير الصيف نلعب الطاب ( وليدى تم غاليو دما الين كجرنقو) ونغنى للستوت.. و نخاف من (الكونيسا) لكى لا تلحق برموز امهاتنا فتصيبها.. ويصيبنا الهزيمة... كم جلسنا على جاول الساقية.. نستمع الى بكائية.. نغنى معها.. وكم جلسنا فى الهيلوق نحمل .. طنابير مصنوعة من قعر الجريد (الامباج) نصنع اوتراها باسلاك النحاس الرقيقة.. ونغنى.. والطير حولنا.. بين مفجوع وراغب ليتغذى على حبات الذرة.. يا عزيزى الذكرى نضب معينها وارى جفاف عيونها... الاصحاب اصبحوا فى الخيال.. والبلد من طول الغياب.. نسج العنكبوت حولها خيوط سميكة... كم حاولت ان استغل وقت فارغى الذى اصبح كثيرا.. وانا عاطل عن العمل.. ارقد فى فراش مرضى.. حيث لا انيس ولا جليس.. حتى ولا زائر.. يخفف عنى بعض الالم... بين وبين الحياة كم من المهدآت التى تقتل الآلم.. وتعيش الانسان فى لحظة ضعف.. وحنين.. لقد اصبح دمعى.. على المآقى منتظر على ضغط الجفن لينهمر سيلا.. انها الذكرى يا صديقى... لقد فاض بى الشوق... لوطنى ولاهلى رغم اننى وبعد غياب دام 17 عام مكثت بينهم 60 يوما... تغيرت اولويات حياتى..واصبحت الحياة هم امى وحبيبتى (فى الخيال) واهلى...انفردت بى الغربة.. والسعتنى بنيرنها..فاصبحت ضعفيا... ورغم ذلك ساجعل من طلبك..يا صديق روحى مكانة.. واحاول.. ان اددن بعض مقاطع الاغانى لحظة ان يصفو البال ولك الشكر ابوجهينة قريبك الممكون شرنوبى
(عدل بواسطة sharnobi on 30-09-2005, 02:38 PM) (عدل بواسطة sharnobi on 30-09-2005, 02:52 PM)
شكرا وليد500 منذ بدايات هذا البورد تعارفنا كنا نلتقى على همس الكلمة الجميلة ونختلف حين يكون المر عن وطن اسمه السودان ورغم اختلافنا سياسيا.ز ولكن حبال الود.. والاحترام لم تتأثر بشد الاختلاف
اشعر انى غريب.. حينما الالفة كانت للكتابات التى يرتاح اليها المجهد من رعونة الحياة.. انا سياسى واعمل من اجد ترسيخ قيم.. ولى منابر شتى.. ومعارك اعرف كيف انازل فيها.. ولكن هذه الساحة كنت ارى فيها..للود مساحة.. حيث اننا وان اخنلفت مشاربنا.. نستخدم اسلحة غير مجدية فى مثل هذه الواحة.. اسماء كثيرة كانت تعطر سماء هذا الساحة اختفت او توارت لان الجو اصبح.. اكثر خشونة.. كانسان.. يعيش فى غربة.. ويحمل هموم وطنه فى عقله الصاحى.. كنت اهرب.. الى الملتقى.. الذى اجد فيه بعض من الانس.. لا اقل فلتصمت الكتابات الجادة والخلاف بل اقل لنتاول خلافنا بشئ من الرقى والادب الرفيع.. الكتابة فن يمكن ان تعبر عن كل مناحى الحياة وانتقاء الكلام.. واحترام الآخر... من اصعب ان انواع الفنون.. فلكم هو ساهل.. ان اركب قلمى .. واترك عنان الكلمة.. لاطلق ما ارخصها.. وارزلها.. من سباب.. .. وكم من الصعوبة ان اختزل الاختلاف.. واحاول.. ان الونه.. بالكلمة والحوار.. الراقى.. الذى لا يمس شخص فى ذاته.. ولكن يمكن ان يفند رؤياه بادب واحترام. هاذ ياوليد500 السماء المكفهرة التى تلجم قلم الكتابة فانا لست مصلحا.. او داعية.. ولكن لى حدث و احساس.. يحدد اى المجالس تصلح ان اكون جليسها.
احيانا نحاول ان نستلف او نصتنع بعض من وشائج الود لكى نشبع الجانب الاجتماعى من حيوانيتنا.. ولاننا بين ظلال بعضنا نجد مساحة نبوح فيها مشاغل ذواتنا المتعبة والمثقلة بصراعات النفس.. فنلجأ للصديق لنبوح له سر.. و نستحوذ مشورة.. ونصنع من الكلام صورة ولوحة عن دواخلنا... احيانا بين الانفعال الصادق الذى يعكس بعض من دواخلنا يصطدم بواقع.. تجد نفسك غريبا فى ديار حاولت ان تأخذ عنوانك منها.. نحن اناس يا صديقى ترعرعنا على محبة نادرة.. تربطنا اواصر علاقات حميمة.. لنا عادات.. وعشق للحياة وحب للآخر.. حينما يجمعنا وطن.. نحن فيه جغرافيا وسياسيا حق الانتماء.. ولكن نعيش فى غربة ثقافية وعادات.. نحاول ان نتبناها فى عمر بعد الرشد.. المهم لا اود اطيل عليك الحديث شكرا على حلقة الوصل email والتى سوف تكون صلة دائمة بيننا. وانى سوف اقاوم الرحيل.. وسوف اناضل من اجعل بقائى فى هذه الساحة.. لارضى بعض من حقوق علاقات احترمها كثيرا.. واطلب من الله ان يجعلنى قويا. ومعطاءا بصدق الكلمة وحب الآخر اخوك شرنوبى
شاهدتك الآن ضمن المتواجدين .. في هذه اللحظة أستمع إلى أغنية أثيوبية حزينة جدا .. لا أدري رجعت بي الأيام إلى البلد .. و تلك المناحة التي لا أدري مؤلفها و في أي مناسبة :
و تعني : ما ذا تنتظر أيها الجبل تزحزح من مكانك فقد تزحزح الذين كنا نظن أنهم لا يتزحزحون من مكانهم
و هي مناحة فلسفية تصب في خانة الإيمان المطلق بالقدر و أن كل شيء إلى زوال ..
هذه الدنيا قصيرة و إن عشنا فيها ما عاشه نوح .. لذا فإن الإنغلاق في الحزن هو شيء كمحاولة تحديد النسل بعد إنجاب دستة عيال .. و اللبن المدلوق لا يعود لبنا .. فدعنا يا صديقي و قريبي نحزن بنبل .. و نجتر الحزن بنبل .. و نمضغ الفرح بتأني .. و نتفاءل بالقادم .. و أن الآتي أجمل .. جذوة الأمل لا بد أن تكوم متقدة .. ننفخ فيها بشذرات من هذه الآمال التي يطلقها بين الفينة و الأخرى أطفالنا و من هم من حولنا ..
كؤؤسنا نصف ممتلئة .. و الجزء الفارغ فلنتذكر بأنه أترعنا فيما مضى .. سأعود يا شرنوبي ..
تحملنى كلماته من واسمر اللونا... الى ديار اصلوا ما معروفة وين
عزيزى مقعد ومجبر ان اجتر من الذكرى ولكن لمتى هذا الحزن النبيل يعشعش فينا.. احيانا.. تتسامى الكلمات فيجف المداد واقفا على سنة الاقلام فلا تجد فى الشاشة مكانة للخربشة (كودا فاى) فترحل خواطر تشرد كالسراب بلا رجعة.. بالامس قررت اكسر حاجز وحدتى.. بدأت العب بمفاتح الكيبورد الاورغ .. حاصرتنى مقدمات لحن جديد لاغنية نوبية.. بدأت ادندن.. لكى يستقيم عود اللحن ويستقر لابحث عن كلمات.. فتشت عن جهاز التسجيل فى كل اركان الشقة (جهاز صغير) ولم اجده.. وحين رجعت كان اللحن تلاشى.. من الذاكرة تصدق بدون احس انهمرت دمعة سخية
لا تكسر قلمك ولا ترخل نحن نحبك ونحترمك ونحتاج الى قلمك الرائع الذى اتحفنا وما زال با لروائع لاتيأس ولا تبتئس اكتب لنا عن عطبرة وميدان المولد والقطى مأساة البورد هى المفصولين والمرتحلين عنه قسرا بسبب تلك الغثاثة والركاكة التى حلت به..
انت وهذا الشفيف ( ابوجهبنة )وعثمان وقليل امثالكم هم مدعاة لنا للتواصل مع هذا البورد ...
قريبي ودفعتي شرنوبي مسكاقمي تهمس في اذن ابا جهينة بما يجيش في خاطرك قمة عالية يخاطب قمة مملوءة شموخاً اعانقكم اقبل يدكم نحمل الراية من خلفكم سيروا بنا في درب تحتمس وترهاقا وبعانخي زفوا معنا خليل فرح ووردي ومكي بذات شراع وبه كنتين رسى في سركمنتو واهل حميد ونلوه وفركة في انتظاره سبو ليلي وكوكا وكرمة ودلقو واحمد علاء الدين وكيكا وشعبان شريف وابوصاري وابوالشوش هلا صفقنا لبعضنا والتقينا في ظل جبل دوسة في صلب فيا مرحى ويا بخ
Quote: المجابدة مع ناس الخرطوم صعبة ،وفى امريكا على الاقل بيحترموك كإنسان.
المثل النوبي يقول يا أبو علاء
Toogka Tan Kirrellog Sillatir
يعني هاود الريح عشان عيشك يتضرى.
في الغربة أحيانا يا أبو علاء .. تجيك لحظات تتذكر فيها منحنيات و منعطفات في بلدك و ذكريات هناك تلعن فيها أبو اليوم الجيت فيهو أمريكا و جنتها .. و الله دة كان بيحصل لى أيام كنت بقعد في أمريكا ستة شهور أو سنة و أنا عارف أنا حأرجع متين ، مش زى حسع الواحد قاعد و ما عارف حيرجع تاني ولا لا ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة