البويضاء ، وتنطق سهلة مهملة ومصغره (البويضه) ، وهى إسم لقرية وادعة بسيطة جميلة ، تقع مجاورة لمصنع سكر الجنيد ، وعلى النيل مباشرة ، وهى قرية بيضاء ، بياض نفوس أهلها الكرام ، وقد كان من المفترض أن تسمى (البيضاء) ، إلا أن تواضع أهلها جعلها (بويضه) مصغرة ، دلالة على التواضع ، وهى سمة الكبار فى السودان ، الذين يتوارون خجلا من (تكبير) الأشياء ،
زرت هذه القرية الوادعة ، فى العام 1968 وكنت وقتها صغيرا يافعا ، وقضيت فيها ثلاثة أشهر بالتمام والكمال ، وكان ذلك بسبب أن لى إبنة خالة يكبرنى فى السن وكان يعمل وقتها مديرا لمستودعات المصنع ويدعى دفع الله على حسن ، ولعل قدماء موظفى المصنع يذكرون ذلكم الرجل الخلوق ،
زارنا دفع الله فى أم درمان ، وصادفت زيارته لنا العطلة الصيفية للمدارس ، فما كان من والدتى رحمة الله عليها أن أصرت على دفع الله أن يأخذنى معه للجنيد ، ويوظفنى فى المصنع لزوم قضاء وقت الإجازة ولزوم أن أتعلم الإعتماد على النفس وأن آتى بالمصاريف التى تعيننى على السنة التالية ، وقد كان ذلك الأمر ،
أذكر أننى وقتها قد عملت فى (مكتب الصحة) التابع للمصنع ، ويبدأ دوامنا من الصباح الباكر ، ويتم توزيعنا على مجموعات نقوم فيها بالتشييك على المصارف الصحية فى البلدة كلها ، ونرفع تقاريرنا للرؤساء فى حال إكتشاف أى تسرب أو خلل فى المجارى ، وينتهى دوامنا عند الساعة الثانية ظهرا ، نذهب بعدها للمنازل للإستحمام ولتناول وجبة الغداء ، وننطلق بعدها مباشرة نحو (البويضاء) حيث أقوم باللعب مع أقرانى ، وحضور الغروب على شاطىء النيل والسمر فى الليل ، وبعدها نعود أدراجنا للبيوت لننام نوما هادئا وادعا تتخلله الأحلام السعيدة حتى صباح اليوم التالى ،
الشىء الذى لا يمكن أن أنساه فى هذه القرية ، هو كرم أهلها الحاتمى وحبهم للضيوف وثقافة شبابها العالى ، كيف لا وهى القريبة من رفاعة مركز علوم السودان ، أذكر من الشباب الذين رافقتهم فى هذه الفترة (خالد) و (عبدالرزاق على أحمد) ، كان عبدالرزاق إنسانا رائعا به (حول) فى عينه، ورغم ذلك كان جميلا بكل ما تحمل معنى الكلمة ، يحب السمر والحكاوى والمغامرة ، ويحب اللهو كعادة الصبيان فى سنه ، وكان هميما فى العمل ، إذ كنا نركن إليه فى كل ما يحتاج (زفارة) و (مدافرة) و (معافرة) ، ولم يكن يخيب ظننا ،
وحيث أن عملنا يتطلب التواجد أيضا بين حقول القصب ، فقد أكلنا منه (بغير حساب) كميات مهولة ، الأمر الذى (عجّل) ببلوغى سن الرشد فى هذه الفترة ، وعدت لأمدرمان رجلا كاملا بالغا سن الرشد ، وفحلا بكل المقاييس ، وما كان يتأتى لى تلكم الفحولة ، لولا أن عشت بين الرجال فى (البويضاء) الناصعة البياض ،
كنا ندخل البيوت بلا إستئذان ، وكانت كل الأبواب مشرعة لإستقبالنا ، فنفطر هنا ونتغدى هناك ، ونتعشى ما طاب لنا العشاء فى أى بيت دون ترتيب ودون تكلفة ، كل البيوت عبارة عن بيت واحد مكرر بعدد بيوت أهل القرية ، وكل القلوب عبارة عن قلب كبير مفعم بالحب بعدد قلوب أهل القرية ، وكل الصبيان والصبيات بمقدار روعة صبيات وصبيات أهل القرية ، فيا لها من مقام ويا لها من مكان يستحيل أن ينمحى من الذاكرة مهما حاول المخيخ نسيانها ، فهى حتما لن تنسى ولن تنمحى من الذاكرة فطيبة أهلها وروعتهم وجمالهم وبساطة حياتهم منحوتة فى العقول وحبهم يجرى وما برح فى الوريد وفى الشريان الأرطى ، لله درها ولله در أهلها الذين تعلمت منهم معنى الطيبة والتسامح والجمال ، وكيف يكون كل بيت فى السودان هو بيت لكل سودانى فذلك والله شىء لا أستطيع نسيانه
الأخ بواسطة يازولyazoalيازول السلام عليكم أنا كايسو معاك البوست ده إلا تقنع منو يوم الخميس جيت جدة ولم أجدك في المطار لاستقبال بعثة نادي الأهلي !! إنت نصراوي وللا شنو ؟
04-14-2007, 09:38 AM
يازولyazoalيازول
يازولyazoalيازول
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 10210
مشكور يا هشام على أنك كتبت عن هذه القرية الوادعة وأهلنا الطيبين، فهم كما ذكرت وأكثر كمان.. عندي أخوالي وخالاتي وأبناؤهم في البويضاء لأن جدتي لأمي من قرية ديم إلياس، وأهلها منتشرون في البويضاء وود العشاء والكديوة والطلحة والهلالية وغيرها.. أحس بارتياح عظيم عندما أزور أهلي في الشرق وهم رجال يملوا العين ويسروا البال.. التحية لهم جميعاً والتحية لك على أن قلت فيهم خيراً..
04-14-2007, 10:34 AM
يازولyazoalيازول
يازولyazoalيازول
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 10210
والله ما قلت إلا الحق ، فى حق أهلكم بالبويضاء وقد قلت ذلك عن تجربة حقيقية مع رجال أشاوس قلوبهم طيبة تحس بالدفء بينهم ولا تحس غربة ولا نفور ، هم كرام بالسجية وقوم وادعون طيبون مخلصون ترتاح لهم النفوس وتشعر بالحنان والأصالة والطيبة
وى كأنهم أهل الجنة
أرسل تحياتى لهم وأخص الحبيب الذى ذكرنى بهم وهو الأخ أبوعبيدة محمد الأمين ، بالقنصلية وحبيبنا (جعفر) القارىء الخفى والحبيب الجميل
الأستاذ الفاضل الشيخ/هشام شيخ الدين السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
ياسلام ، يا أستاذ هشام
كم جميل إنت وكم سعدت بلقاءك وبمعرفتك مساء الخميس 12/4/2007م ونحن على ساحل البحر الكبير الشيخ السفير/أحمد التجانى محمدالأمين. فأنا كقارئ قديم لمشاركاتك عبر هذا البيت الوسيع، أعرفك تماماً، ولكن كانت بركات السفير التجانى هى التى جمعتنا، لأعيد إكتشافك من جديد. ولنحكى ما دار للسادة زوار البوست: كنت أجلس فى مؤخرة الخيمة الخارجية لذلك الحفل الكبير الذى نظمته قنصلية السودان العامة بجدة لوداع السيد القنصل العام السفير/أحمد التجانى محمدالأمين، وكنت أجلس بجوار الأخ/جلال حسن، فأشار الى شخص قائلاً لى : ياسلام داك شيخ هشام، والله داك زول ممتاز وغرقان شديد، فنظرت لأجد وجه مألوف لدى، فقلت له شيخ هشام؟ هشام منو؟ قال لى هشام شيخ الدين، قلت ليهو (يازول) عاد كان كدى مع السلامة، وناديت عليك يا أستاذ هشام: فألتفت مشرق البسمات والجبين، وتسالمنا بالأحضان، وذهلت أنا مستغرباً إقبالك على شخص لا تعرفه بتلك الحميمية والبشاشة المحيرة. وأنساب ذلك الإنسان الجميل وتخلل دواخل الدواخل، قلب أبيض شفاف ترى ما بداخله، وإن تحدث فبصوت خافت فيه من الحنين الكثير وهو ممسك بيديك ناقلاً نبض إحساسه ومشاعره... ياسلام يا أستاذ ياهشام... والله كم أنت جميل وشفيف وصادق وسودانى أصيل. وفى ختام اللقاء القصير قدمت له تعريفاً بسيطاً أنا فلان الفلانى من أهلك ناس سكر الجنيد. فقال لى: وين لى البويضاء، فقلت له (يازول؟) أنا من البويضاء. وبدأ سرده السلس المعهود، فقلت له هذه كرامة أخرى للشيخ التجانى ولك أنت يا شيخ هشام. فالشكر لله سبحانه وتعالى أن هيأ لنا ذلك اللقاء بفضله، وكم أنا سعيد بمعرفتك أيها الإنسان الجميل. ثم الشكر لك أنت أيها الوفى يا من تحمل كل هذا الحب والوفاء لقريتى المعطاءة وأهلها الكرام الأوفياء ونقول ( لا يعرف الفضل إلا أولوا الفضل) فأنت فاضل وكريم وشهم وأصيل. ولنا عودة باذن الله.
04-14-2007, 10:59 AM
يازولyazoalيازول
يازولyazoalيازول
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 10210
بل أنا السعيد الذى يلتقى أمثالكم ويسعد بهم فقد عرفت أهلك وقريتك يا أبوعبيدة قبل أربعين عاما ، ولعلك كنت صغيرا تحبو وأنت الكبير فى ناظرى الآن ،
والله إن أهلك أهل كرم ومروءة يحملون كل الصفات الجميلة والأصيلة للسودانى الحق ، السودانى الذى إرتبط بالنيل والأرض فصار معطاء بقدر عطاء النيل ، ومهما قلت ومهما وصفت يا أبوعبيدة فلن أستطيع أن أفى البويضاء وأهلها حق قدرهم وتقديرهم ، ورغم صغر سنى فى ذلك الوقت إلا أننى كنت أستطيع أن أميز بين الخبيث والطيب ، فلم أجد إلا كل طيب ، ففاحت رائحة المسك من أهلك الكرام البررة وكانت المروءة والأخلاق الحميدة والكرم والشهامة لا ترمز فى خاطرى ولا تتراءى لى إلا ويكون خلفها أهلك الكرام الطيبين
ثم أنك يا أبوعبيدة ، أنت الذى كنت الموحى والملهم لى بهذا البوست ، فبعد أن فارقتك ليلتها ، كنت أسبح حتى فى منامى بين أهلك الطيبين وأعدت لى شريط ذكريات ما زلت أنهل منه كل جميل ، فالتحية لهم عبرك ، وأرجو أن تبلغهم تحياتى فردا فردا ، وقل لهم أن هنالك (متصابى) ما زال حبكم ينبض فى عروقه منذ نيف وأربعون سنة ، فما أجملهم وما أروعهم سائلا المولى العلى القدير ، رب البيت العظيم أن يحفظ البويضاء وأهلها وأن يعلى شأنهم وأن يحفظ الود فى قلوبهم وأن تظل الرحمة ديدنهم إلى يوم الدين ، شاكر لك أخى أبوعبيدة كلماتك الجميلة ، وقد إزددت شرفا بمعرفتك يا أبا الأمين
تسلم تسلم تسلم
04-14-2007, 11:49 AM
محمد عادل
محمد عادل
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 14734
كنت اسكن في منطقة سكر الجنيد في تلك الفترة او قبلها بقليل. كناو زملاءنا من طلاب البويضاء ندرس معا في مدرسة واحدة في سكر الجنيد.
الحقيقة الزمن طال و لم اعد اتذكر اي اسم.
لكني اتذكر ان البويضاء ليست علي النيل مباشرة كما ذكرت انت.
و هناك قرية ود السيد ايضا يمكن ان نقول انها توأم للبويضاء من حيث مجاورتهما لسكر الجنيد.
استاذنا عبدالواحد كان مميزا في تدريسة و في لعب كرة القدم و كان قائدا لفريق كرة القدم في مدرسة مصنع سكر الجنيد و هو من مواطني ود السيد. ايضا اتذكر الاخ عبدالروءف و كان طالبا متفوقا.
لم استطع تذكر خالك دفع الله و لكني علي ما اذكر ان مدير المخازن كان هو العم المرحوم مصطفي نميري شقيق الرئيس الاسبق.
و المرحوم كان جارنا في (حي ابونورة).
شكرنا لك اخ هشام .
04-14-2007, 11:53 AM
يازولyazoalيازول
يازولyazoalيازول
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 10210
أشكرك على المشاركة والتصويب ، أما إبن خالتى دفع الله على حسن ، (من القضارف) وزول لطيف خالص ، فهو الذى سبق المرحوم مصطفى نميرى ، قبل (1969) وربما تكون صغيرا فى ذلك الزمان ، كما أذكر تماما ود السيد توأم البويضاء وأذكر تلك المنطقة تماما وكأنما كنت فيها البارحة أناس طيبون وقلوب بيضاء كإسم قريتهم
البويضاء تذكرني بزميلنا المهندس محجوب عوض الكريم الذي درس معي بوادي حوف / حلوان في أواخر السبعينات وأواوائل الثمانينات وسكنا سوياً ..... في حلوان ......
وأنقطعت الاخبار . وباعدتنا ديار الغربة وسمعت بأنه عمل في مشروع سكر الجنيد مدير الصيانة للمشروع وكان يحدثنا دائما عن البويضاء ويصفها لنا كما وصفتها أنت وأكثر فاتمنى أن اسمع أخباره أو بعضها
صلاح غريبة - الرياض
04-14-2007, 02:30 PM
يازولyazoalيازول
يازولyazoalيازول
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 10210
ما عاشه صديقكم المهندس محجوب عوض الكريم هو بالضبط ما عشته أنا فى صباى وسط أناس بأخلاق الملائكة وطيبة الإنسان السودانى المعهودة نشأوا عليها بفطرتهم السليمة فأحببناهم وانطبعت ذكراهم فى قلوبنا ، ومهما قلت فى حق هذه القرية الوادعة فلن أفيها حقها
لك تحياتى وحبى
04-15-2007, 07:25 AM
أبوعبيدة محمد الأمين
أبوعبيدة محمد الأمين
تاريخ التسجيل: 01-19-2007
مجموع المشاركات: 1694
الشكر لكم مرة أخرى عن أهلى فى البويضاء، فهم يبادلونكم ذات الحب والوفاء كما عهدتهم سابقاً... رغم النقلات الحضارية الكبرى التى شهدتها القرية المدينة – وتبدل الحال من حسن لأحسن – حيث تمددت المبانى الحديثة من أقصى الغرب (أبوعشرين الذى يفصلها عن أبونورة) الى أقصى الشرق حيث (المَصرَف) وزحفت المبانى شمالاً وجنوباً مع تمدد شبكات الكهرباء والمياه والاتصالات الحديثة... إزدادت رقعة العلم والعلماء فيها حيث أنها رائدة فى مجال التعليم كما تفضلتم بالاشارة (أفتتحت المدرسة الإبتدائية للبنين فى العام 1946م وفى العام 1958م تم إفتتاح مدرسة البنات) ... حيث نجد فيها أكبر نسبة من الخريجين على مستوى المنطقة عموماً إذا استثنينا رفاعة والهلالية إذ يفوق عدد الأطباء الثلاثون وأعداد مهولة من المهندسين فى مختلف التخصصات والمحامين والاداريين والمحاسبين والفنيين وأهل اللغات الحية... ورغم ذلك ... يظل الناس هم ذاتهم بتلك الروح التى عهدتها فيهم أسرة واحدة فى السراء والضراء حيث الكل أهل وأحباء، لم تسلبهم المدنية أخص خصائصهم ... النبل والشهامة والكرم. أستاذنا الفاضل هشام... نقلنا تحياتك عبر وسائط التكنلوجيا الحديثة للاخوة القائمين على أمر الصحيفة الدورية التى يصدرها الاخوة فى رابطة طلاب البويضاء بالجامعات والمعاهد العليا لتعانق عيون أهلنا هذا الوفاء الذى ظللت تكنه وتحمله لهم رغم بعد المسافة والزمن... ونقول لك بدءاً أنت واحد منهم لما تحمله من صفاتهم التى تفضلتم بذكرها .. (ولسه أنت شاب بدرى) .. فالشباب هو شباب الروح وهو العطاء .. وأنت تحمل من كل ذلك الكثير.. حيث ضربتم المثال العملى وأنتم فى تلك السن المبكرة إذ لم تركن لحياة الدعة والعيش اللين فى ذلك الزمان الأخضر وأنت إبن المعلم والناظر (شيخ الدين جبريل) حين كان المعلم محط أنظار المجتمع ورمز رقيه (..... شرطاً يكون من هيئة التدريس) الشكر لكم أستاذنا هشام وأنت تفتح لأهلك فى البويضاء هذه الشرفة ليطلوا عبرها على أحباب كثر عاشوا فيها أو مروا بها أو رأوها عبر أبنائها ليبادلوهم حباً بحب ووفاءً بوفاء ... والشكر لكل الاخوة الذين مروا عبر هذا البوست: محمد الحسن سليمان، عاصم أبوبكر، محمد عادل، أيوب خليل، ويانصرالدين البشير الكلام دخل الحوش، سنتواصل عبر المسنجر باذن الله عشان تعرفنا ونعرفك أكثر. ويا أخى غريبة، والله قد جاد الزمان عليك بخير زميل ورفيق سكن، إبن خالتى وإبن عمى وجارنا المهندس الخلوق/محجوب عبدالكريم، الذى يعمل بمصنع سكر سنار. وهو بخير والحمد لله.
أستاذنا هشام لنا عودة باذن الله.
04-15-2007, 07:58 AM
يازولyazoalيازول
يازولyazoalيازول
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 10210
كم كانت سعادتى كبيرة وأنا أتجول معك فى رحاب البويضاء عبر هذه الأسطر المشرقة وكم والله أفرحنى رقى وتقدم القرية/المدينة التى أتمنى لها ولأهلها كل رقى وتقدم ، وهى لا شك بخير ما دام فيها أمثالكم من الرجال الأنقياء الأتقياء الحادبين على منطقتهم وبلدهم فلا شك أن أبناءها قد نالوا شرف التعليم العالى ، ولا شك أن الآن فيها الكثير من الأطباء والمهندسين والعلماء والفنانين والأدباء فقد عهدتهم فى صغرهم وهم متعطشون للعلوم ومتقدمون فى فكرهم وكأنهم كانوا أكبر من قرنائهم ، وقد زادتهم طبيعة الأرض وطيبة الإنسان هنالك بكل مقومات الحضارة ، فهنيئا للبويضاء بأبنائها وبناتها الكرام الذين رقوا بها ورقوها والذين نشأوا فيها وكان حقا عليهم ودينا كبيرا فى أعناقهم أن يردوا الجميل ، ولا شك أن نعم الإله على العباد كثيرة وأجلهن نجابة الأبناء ، فالتحية لهؤلاء النجباء والتحية لهؤلاء المخلصين الذين عادت ثمرة ما نهلوا من العلوم وما خبروا من الدنيا بردا وسلاما على البويضاء ، وقد تمثل لى الآن قول الله تعالى (الطيبين للطيبات) فطابت بلدتهم ونمت وترعرت وستصل فى ذلك شأوا كبيرا طالما رحم القرية ما زال خصبا وطالما هم محافظون على قيمنا وأريحيتنا السودانية السمحاء فهم والله رمز الكرم والشجاعة والإقدام وكل ما هو جميل وراسخ سيظل سياجا منيعا حول القرية الوادعة الآمنة ومن دخلها كان آمنا
بارك الله فيكم وفى رجالكم وشيوخكم ونسائكم وشيبكم وشبابكم ، وكل شبر أبيض فى بلدة بيضاء كبياض قلوب أهلها
المتيم بكم
هشام شيخ الدين
04-16-2007, 07:22 AM
يازولyazoalيازول
يازولyazoalيازول
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 10210
وصلتنى الرسالة التالية عبر الإيميل من شاب يدعى بدرالدين عبدالرحمن قام الأستاذ أبوعبيدة بإيصالها على بريدى الإلكترونى وهى لشخص رأى البويضاء ليوم واحد فقط فى مناسبة عزاء ، فانظروا هذا الجمال بالله عليكم:
Quote: الأخ الحبيب أبوعبيدة،
لقد جعلتنا نرجع عبر الذاكرة، ونرجع إلى نض السنين، أيام الصبى والشباب عندما كنا طلابا بجامعة السودان وإن لم تخني الذاكرة في عام 1990، وكنا نكن لبعضنا الحب والود الشديدين، فعندما تم قبولنا إلى الجامعة فكان الطلاب يشكلون ثنائيات، فكنت أنا وعبد الهادي من الشمال، والصديق أبوعبيدة محمد الامين والسيد خالد الهادي من البويضاء، فقد جرى تعارف بيننا، وقد أخبرونا بأنهم من قرية البويضاء، وشيئاً فشيئا ازدادت العلائق بيننا وبينهم، وازداد الود والاحترام، فكنا نتبادل الثقافات، وأسماء الأشياء في مناطقنا وتارة ندخل في نقاشات عصبية حول أيهما الأهم للوطن الشمال أم الجزيرة! فكل يتحيز لمنطقته ويرى أنها الأفضل، وظللنا على ما نحن عليه، وأكاد أجزم بان صديقنا ابوعبيدة محمد لم يقض عطلة نهاية الاسبوع في العاصمة فكانت الخطى تحمله على بساط الشوق إلى تلك البويضاء، فنحن لم يكن متاحاً لنا السفر إلى قرانا التي تبعد أكثر من 300 كيلو من العاصمة، فكنا نغبطه على ذلك، ولا اخفي عليكم سراً كانت تراودني الرغبة في رفقة هؤلاء الاصدقاء فأنا احب الترحال واحب التعرف على مناطق السودان المختلفة.. وظلت هذه الفكرة تراودني إلى أن أتت الفرصة، فقد تغيب صديقنا خالد الهادي عن الكلية وعلمنا بأن أحد اقربائه قد توفى، فقد عزمنا العقد للسفر إلى البويضاء وكنا ثلاثة يتقدمنا عمر سيف الدين الحوري، وقرشي ابراهيم وعبدالجليل سليمان وشخصي الضعيف، لا أذكر كم من النقود كان معنا، ولكن الذي اذكره جيداً اننا تحركنا من السوق الشعبي عصراً وقد وصلنا منطقة "قنب" قبيل الأصيل، وكنا ننتظر الحافلات التي تدخلنا إلى منطقة مناقزة لقضاء تلك الليلة ونغادر إلى البويضاء في صبيحة الغد، وقد طال انتظارنا، وفي نهاية الامر قال لنا فات موعد الحافلات وترجلنا إلى مناقزة فقد كانت المسافة بعيدة، مروراً بتكلة أبشر وبعض الحلال، فقد وصلنا مناقزة بعد صلاة العشاء وقد بلغ منا التعب ما بلغ، وقد تلقفنا أهل مناقزة بالترحاب والكرم الفياض....
وقضينا تلك الليلة، وعندما استقيظت الشمس من نومها شددنا الرحال إلى البويضاء، وقد نسجتُ الكثير من التصورات في خيالي كما كنت اسمع من صديقي ابوعبيدة، مصنع سكر الجنيد، مزارع القصب التي تتراقص طرباً بنسمات البطانة، القصب المحروق، الكمبو، إلى أن وصلنا إلى البنطون، وقد لاحت تلك القرية مثل عذراء سكرى تغمس جدائلها في النيل الازرق تارة، وتتراقص فرحاً بقدوم الزائرين من البر الآخر، لم نمكث فيها سوى يوماً واحد، ولكن هذا اليوم قد عاش في أعماقي دائماً فقد سكنت فيي تلك القرية وقد غمرني حنين لم استطع مقاومته لهذه القرية الحبيبة، فقد ذهبنا إلى صديقنا خالد وقدمنا واجب العزاء، وبالرغم من أهله كانوا في قمة حزنهم، إلا أنهم نزعوا ذلك الثوب واغدقوا علينا وتناسوا حزنهم، حتى أننا شعرنا بأننا حضرنا من أجل عرس، وقد احتفوا بنا أيما احتفاء وقد احضروا لنا قصب السكر المحروق فما زلت اتذكر طعمه، وقد ظلت لهفتي لزيارة البويضاء تساورني كثيراً، إلا أن ذلك لم يعد ممكناً فقد فرقت بيننا السبل فقد، فلم أجد عزاءً للهفتي لتلك القرية سوى الرجوع إليها، عبر الذاكرة المشبعة بالماضي المثير، والزمن البعيد. واللحظات الأجمل التي قضيناها بين أهلها....
بدرالدين عبدالرحمن
04-16-2007, 07:43 AM
يازولyazoalيازول
يازولyazoalيازول
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 10210
الاخ الفاضل هشام شيخ الدين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أود أن أضيف إلى ذلك البوست الرائع عن قرية البويضاء وأضيف شجني وذكرياتي الحلوة في تلك القرية الوادعة فلقد جعلتنا نرجع عبر الذاكرة، ونرجع إلى نض السنين، أيام الصبى والشباب عندما كنا طلابا بجامعة السودان وإن لم تخني الذاكرة في عام 1990، وكنا نكن لبعضنا الحب والود الشديدين، فعندما تم قبولنا إلى الجامعة فكان الطلاب يشكلون ثنائيات، فكنت أنا وعبد الهادي مصطفى من الشمال، والصديق أبوعبيدة محمد الامين والسيد خالد الهادي من البويضاء، فقد تعرفنا على بعضنا البعض، وأخبرونا بأنهم من قرية البويضاء، وشيئاً فشيئا ازدادت العلائق بيننا وبينهم، وازداد الود والاحترام، فكنا نتبادل الثقافات، وأسماء الأشياء في مناطقنا وتارة ندخل في نقاشات عصبية حول أيهما الأهم للوطن الشمال أم الجزيرة! فكل يتحيز لمنطقته ويرى أنها الأفضل، وظللنا على ما نحن عليه، وأكاد أجزم بان صديقنا ابوعبيدة محمد الأمين لم يقض عطلة نهاية الاسبوع في العاصمة فكانت الخطى تحمله على بساط الشوق إلى تلك البويضاء، فنحن لم يكن متاحاً لنا السفر إلى مناطقنا التي تبعد أكثر من 300 كيلو من العاصمة، فكنا نغبطه على ذلك، ولا اخفي عليكم سراً كانت تراودني الرغبة في رفقة هؤلاء الاصدقاء فأنا احب الترحال واحب التعرف على مناطق السودان المختلفة.. وظلت هذه الفكرة تراودني إلى أن أتت الفرصة، فقد تغيب صديقنا خالد الهادي عن الكلية وعلمنا بأن أحد اقربائه قد توفى إلى رحمة الله، فعزمنا العقد للسفر إلى البويضاء وكنا أربعة يتقدمنا عمر سيف الدين الحوري، وقرشي ابراهيم وعبدالجليل سليمان وشخصي الضعيف، لا أذكر كم من النقود كان معنا، ولكن الذي اذكره جيداً اننا تحركنا من السوق الشعبي عصراً وقد وصلنا منطقة "قنب" قبيل الأصيل، وكنا ننتظر الحافلات التي تدخلنا إلى منطقة مناقزة لقضاء تلك الليلة ونغادر إلى البويضاء في صبيحة الغد، وقد طال انتظارنا، وفي نهاية الامر أخبرنا صديقنا عمر سيف بأن الحافلات لا تعمل في تلك الساعة وترجلنا إلى مناقزة فقد كانت المسافة بعيدة، مروراً بتكلة أبشر وبعض الحلال، إلى أن وصلنا مناقزة بعد صلاة العشاء وقد بلغ منا التعب ما بلغ، وقد تلقنا أهل مناقزة بالترحاب والكرم الفياض....
وقضينا تلك الليلة، وعندما استقيظت الشمس من نومها شددنا الرحال إلى البويضاء، وقد نسجتُ الكثير من التصورات في خيالي كما كنت اسمع من صديقي ابوعبيدة، مصنع سكر الجنيد، مزارع القصب التي تتراقص طرباً بنسمات البطانة، القصب المحروق، الكمبو، إلى أن وصلنا إلى البنطون، وقد لاحت تلك القرية مثل عذراء سكرى تغمس جدائلها في النيل الازرق تارة، وتتراقص فرحاً بقدوم الزائرين من البر الآخر، لم نمكث فيها سوى يوماً واحد، ولكن هذا اليوم قد عاش في أعماقي دائماً فقد سكنت فيي تلك القرية وقد غمرني حنين لم استطع مقاومته لهذه القرية الحبيبة، فقد ذهبنا إلى صديقنا خالد وقدمنا واجب العزاء، وبالرغم من أهله كانوا في قمة حزنهم، إلا أنهم نزعوا ذلك الثوب واغدقوا علينا وتناسوا حزنهم، حتى أننا شعرنا بأننا حضرنا من أجل عرس، وقد احتفوا بنا أيما احتفاء وقد احضروا لنا قصب السكر المحروق فما زلت اتذكر طعمه، وقد ظلت لهفتي لزيارة البويضاء تساورني كثيراً، إلا أن ذلك لم يعد ممكناً فقد فرقت بيننا السبل فقد، فلم أجد عزاءً للهفتي لتلك القرية سوى الرجوع إليها، عبر الذاكرة المشبعة بالماضي المثير، والزمن البعيد. واللحظات الأجمل التي قضيناها بين أهلها....
أخوك بدر الدين عوض الكريم- الإمارات العربية دبي
شكرا جزيلا أخ بدرالدين وبارك الله فيك على صدق كلماتك وجمالها وسلاستها وحلاوتها
04-16-2007, 07:58 AM
abuguta
abuguta
تاريخ التسجيل: 04-20-2003
مجموع المشاركات: 8276
انا لما شفت عنوان بوستك صديقى دا الليلة جابها كبيرة تخصص فى علم الجينات لكن لما دخلت لبوستك بتتكلم عن قرية من الجزيرة ..فقرانا تتشابه..واهلها كذلك لذا نحييك على هذه الاستراحة الجميلة..من قلبى تحية لناس البويضاء..
04-16-2007, 08:06 AM
يازولyazoalيازول
يازولyazoalيازول
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 10210
الشكر لكم أستاذنا الفاضل هشام مرات ومرات وأنتم تواصلون مسيرة البوح عن حبكم لحبيبتنا البويضاء وهاهو الأخ الحبيب بدرالدين عوض الكريم يواصل:
Quote: عودة إلى.. الرجوع إلى البويضاء عبر الذاكرة لقد ذكرت في المرة السابقة عن اللحظات الجميلة التي قضيناها بين أهل البويضاء، ونسبة لضيق الزمن لم استطع ان اسرد تفاصيل هذه اللحظات، ولقد اخبرتكم سابقاً أننا حضرنا لتقديم واجب العزاء لاسرة صديقنا خالد الهادي، وبعد ذلك أحتفى بنا أهل القرية أيما احتفاء، وشعرنا بأننا أصحاب الديار، ونظراً لضيق الوقت فقد قررنا أن نزور بيت صديقنا العزيز ابوعبيدة، فلم نجده في البويضاء في تلك الزيارة فقد ذهب إلى العاصمة، وبينما نحن نرتب لزيارة اسرة صديقنا الحميم ابوعبيدة، جاءنا أحد رجالات البويضاء يحمل كل سمات أهل البويضاء طيبتهم وكرمه، في العقد الخامس ألقى علينا التحية وقدم نفسه لنا قال أنه والد صديقنا أبوعبيدة، وقبل أن نتعرف عليه أقسم علينا بأن لا نرتبط في الصباح قال الفطور معي"، فنزل إلى مستوانا وتحدث معنا، وسألنا من أي البلاد نحن، فما أن ذكرت له مدينة عطبرة، إلا ووجدته حاضراً بمعلوماته الغزيرة عن المدينة، ومتابعاً للكل الأحداث التي كانت، وتحدث عن السكة كأنه كان يعمل بها، وتقدم صديقنا عبد الجليل واخبره أن من مدينة القضارف، فما أن قام عمنا محمد الامين بتقديم شرح وافي للقضارف وكل الحلال التي تقرب من مدينة... ولقد دار هذا الحديث في بيت العزاء... وبعد أن ذهبنا لكي ننال قسطا من الراحة، علقنا على روعة هذا الرجل وخفة دمه، وروحه الشابة، وكيف أنه أخرجنا من الحذر التي نستخدمه عندما نتحدث إلى الكبار وجعل البساط احمدي، وعندما حان موعد الافطار تأنقنا وذهبنا باكرين إلى بيت الحاج محمد الامين لكي ننعم بحلو حديثه الذي كان بمثابة مقبلات لتناول الافطار، ولا أخفى عليكم سراً لقد قلنا فيما بيننا طالما أن العم محمد الامين بهذا الظرف وهذا الأريحية، إلا أبنه ابوعبيدة فكان ظرفه وأريحيته جادة نوعا ما، وكثيراً ما يستوقفنا عندما نتوغل في الأهازيج والهزل...وعندما وصلنا إلى البيت استقبلنا عبد الله محمد الامين شقيق صديقنا أبوعبيدة الأصغر، وتوقعنا أن يكون بنفس اريحية والده إلا أنه التزم الصمت، وقد سألناه من عمنا محمد الامين وقال لقد ذهب إلى الحواشات، ولكنه سوف يحضر عند التاسعة، وقد استئنا في باديء الأمر؛ ولكن عندما أطلت والدة صديقنا ابوعبيدة اختلف الامر، فكانت نموذجا للمرأة السودانية كما يقول الفرنسيون "fraiment sudanaise feme" وكانت بنفس ظرف عمنا محمد الامين وقد صدق من قايل أن الأزواج يتشابهون، وقد زال منا الحرج وتحدثت إلينا بحنو الامهات، فقد وجدنا فيها كل ملامح المرأة السودانية الطيبة والكرم، وما هي إلا دقائق حتى حضر صديقنا العم محمد الامين الذي تلقانا بالرحب والسعة، وقام بظرفه يلا يا حاجة الفطور وقد جاءت المائدة التي جمعت كل ما لذ وطاب، ونحن في هذه اللحظات تذكرنا وجبات الداخلية التي كانت تساعد أنثى الانوفلس في تعميق مرض الملاريا، وقال عمنا محمد الامين يا اولادي اكلوا انت مسافرين وأصلا الجامعة ما فيها زاد وحالكم بقول كدا، ولم تخلو المائدة من بعض الاصناف المحلية، وقد لفت نظري "ملاح الويكاب" الذي لا نعرفه في الشمال فقد كان لذيذا بعصيدة الذرة التي اضفت عليه سحراً عجيباً، فقد كانت اللحظات الأروع، وقد هضمنا تلك الوجبات بحكايات العم محمد الامين واستفدنا من تلك الحكايات وزادنا رغبة في مجابهات تحديات مصاعب الحياة، متعهما الله بالصحة والعافية ونتمنى أن تسنح الفرصة مرة أخرى وأن يعود الزمن بنا إلى تلك البويضاء ليس عبر الذاكرة فحسب بل على أرض الواقع....
والشكر مرة أخرى للأستاذ/هشام شيخ الدين، الذى أتاح لنا هذه السانحة لنعبر لأهلنا واخوتنا فى البويضاء عن حبنا .
ودام الود بين الناس... أخوكم/بدرالدين عوض الكريم – دبى – [email protected]
04-17-2007, 02:27 PM
يازولyazoalيازول
يازولyazoalيازول
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 10210
صديقك بدرالدين هذا وفى بشكل كبير ، وقد كتب فى حق البويضاء وفى حقكم وحق أهلكم كلاما نابعا من القلب ويوقر فى قلب المتلقى من شدة صفائه ونقائه وعكس طيبة البويضاء وأهلها متمثلة فى أسرتكم الكريمة التى تمثل فعلا الأسرة السودانية الفائقة الروعة والطيبة والبراءة.
متعكم الله بالبويضاء الطيبة وحفظ لكم أهلها من كل مكروه ، وأدام حب الناس لكم ولأهلكم الكرام
تحياتى
04-19-2007, 11:59 AM
أبوعبيدة محمد الأمين
أبوعبيدة محمد الأمين
تاريخ التسجيل: 01-19-2007
مجموع المشاركات: 1694
الوفاء شيمتكم ياأستاذ هشام شيخ الدين وبدرالدين يا من خرجتم من عمق السنوات تعلنون هذا الحب الكبير)، ونورد أدناه فيض مشاعر إبن الخالة الأخ الأستاذ/حسن عمر خليفة، الصحيف الجهير السيرة، الذى أورده فى العدد الأول من إصدارة البويضاء التى تصدرها رابطة طلاب البويضاء بالجامعات والمعاهد العليا:
Quote: (جميلة هى الكتابة عندما تعانق أناساً صاغوا الوجدان وشكلوا الملامح، لكنها فى ذات الوقت صعبة وشاقة وعسيرة تكاد تحبس الأنفاس، وما بين العذوبة والصعوبة مساحات من الود الجارى الذى لا تحده حدود ولا تحيطه الأماكن ..... البويضاء عبقرية المكان، هناك حيث الحسن الذى سكن الفؤاد فعشقته النفس وهامت به الروح وتعلقت به الجوارح فالقائل لم يعنهم إذ يقول: وما حب الديار شغفن قلبى ولكن حب من سكن الديارا. البويضاء قرية وهبها الله من الخصوصية ما جعل منها قرية خلاف القرى وتشكلت بلدة طيبة تآخى أهلها وتقاربوا ليكونوا نسيجاً إجتماعياً مخالفاً لما عداه من الأنسجة الإجتماعية فلا غرو أن شد الحنين أهلها اليها كلما عن لهم أن يبتعدوا. فانسان القرية حاله فى النأى كحال القائل: ليهو حق يابى المداين ويبكى بالشوق للضهارى.. أو يشيل الزاد يصنقر فى الدروب يبرا اللوارى. وعن حبيبتى بقول لكم.. إنها البويضا هالة من سحر وبريق يشع ضياء وسنى وهى محبوبة الكل شأنها شأن الحب فى حياتنا لو لم نجده فيها لاخترعناه ولو أننا فعلنا لما جاء على هذه الهيئة من الجمال والحسن الخلاب .. هذه أعز مكان (لأنو حسانها أعز حسان وطيرها صوادح وروضها جنان). أما إنسانها فهو ببساطته وطيبة قلبه وهمته التى لا تفتر وعزمه الذى لايلين، نموذج أروع وأمثل لإنسان بلادى: تراه إذا ماجئته متهللاً كأنك تعطيه الذى هو سائله ولو ما جيت من زى ديل وااااااااأسفاى واااااماسأتى واااااذلى، ولأنهم كذلك فان حبهم يسرى فى دمائنا فنرتضى أن نفعل به مافعل أحمد المصطفى بمحبوبه إذ يقول: حبيبى حبك زرعتو فى قلبى وسقيتو دماى).
04-21-2007, 07:48 AM
يازولyazoalيازول
يازولyazoalيازول
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 10210
أعدت قراءة هذه الجملة التى كتبها حسن عمر خليفة يا أبوعبيدة فأدهشتنى:
Quote: إنها البويضا هالة من سحر وبريق يشع ضياء وسنى وهى محبوبة الكل شأنها شأن الحب فى حياتنا لو لم نجده فيها لاخترعناه ولو أننا فعلنا لما جاء على هذه الهيئة من الجمال والحسن الخلاب
انظر كيف يكون جمال السودانى عندما يتعلق بأهله وأرضه ووطنه
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة