هاشم بدر الدين في لقاء مثير00ما حدث مع الترابي كان دفاعا عن النفس

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-11-2024, 02:56 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبد الخالق السر(atbarawi)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-25-2003, 02:30 AM

atbarawi
<aatbarawi
تاريخ التسجيل: 11-22-2002
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هاشم بدر الدين في لقاء مثير00ما حدث مع الترابي كان دفاعا عن النفس

    هذا لقاء اجرته مدلة عزة مع هاشم بدر الدين ارسلته لي الاخت الفاضلة ريم ابراهيم، يشكف عن تفاصيل مثيرة للحادث الشهير 0

    مجلة عزة الناطقة بلسان التجمع النسوى، أسمرا 24 يناير 2003

    مقابلة مع هاشم بدرالدين، أجرتها إحسان عبدالعزيز

    نرحب بالمقاتل هاشم بدرالدين ونترك له الفرصة لتعريف نفسه. (1)

    هاشم بدرالدين محمد عبدالرحيم من مواليد أمدرمان 1957، أب لأربعة أطفال: إيمان 15 سنة، محمد الأمين 13 سنة، رقية 6 سنوات و خاطرة 4 سنوات. مدرب كاراتية و قائد القوات الخاصة بالجيش الشعبى لتحرير السودان.

    (2) إرتبط إسمك بحادث ضربكم للترابى بكندا فى يوم 25 مايو 1992 ماهى الدوافع هل للخلفية السياسية أم لأسباب شخصية أم ماذا؟

    لم يكن لدىّ عداء شخصي مع الترابى، و أعتقد أن سجل الجرائم التى إرتكبها الترابى فى حق الشعب السودانى يكفى لصلبه و ليس فقط ضربه. لم يخفى علىّ كما خفى على البعض فى ذاك الوقت أن الترابى كان يقف وراء إنقلاب الإنقاذ، و أنه تخفى خلف حفنة من الضباط الطموحين المتعطشين للسلطة و التسلط لسرقة السلطة ليلا بعد أن أيقن أن الشعب السودانى رفض شخصه و أفكاره رفضاً قاطعاً . و أن النظام الديمقراطى لن يأتى بالجبهة الإسلامية و إن أنشأت فروع لبنك فيصل فى كل قرى السودان و لو أنفقت كل أموال البترول التى أغدغت عليه.
    الذى إرتكبه الترابى هو جريمة الإرهاب المنظم ضد الشعب السودانى. فإشهار السلاح فى وجه الشعب الأعزل جريمة، و شن الحرب على مواطنين سودانيين فى الجنوب وجبال النوبة يإسم الجهاد جريمة، و القصف المتعمد للمدنيين بالطائرات جريمة، و مصادرة حرية الرأى والتعبير، حرية التنظيم، حرية التجمع ، و حرية التنقل من أفظع الجرائم فى حق الشعوب ؛ ناهيك عن الأعدامات بدون محاكمات أو بعد محاكمات صورية لا تتوفر فيها أدنى شروط العدالة؛ و التعذيب الجسدى و النفسى و الإغتصاب لتحطيم كرامة الرجال؛ و زج السياسيين و العسكريين و النقابيين و الصحفيين و أصحاب الرأى فى السجون دون توجيه تهم إليهم و دون تقديمهم إلى محاكمات؛ و تشريد الألاف من القوات النظامية و الخدمة المدنية بإسم الصالح العام فقط لآرائهم أو إنتماءاتهم السياسية أو مجرد التشكك فى ولائهم. إن صلب الترابى و حرقه و ذر رماده فى البحر لا يكفى عقوبة على كل تلك الجرائم.

    (3) الحدث فى حد ذاته كيف وقع و هل كان مرتب أم وقع عن طريق الصدفة؟

    الصدفة فقط هى التى جمعتنى بشيخ المجوس فى العاصمة الكندية أوتاوا. نظرية المؤامرة أسلوب رخيص و فاشل تستخدمه الجبهة الترابية ضد كل خصومها؛ أولاً: أنا كنت مقيم فى العاصمة الكندية لما يزيد عن عامين و جاء إليها هو من أقاصى الأرض بمحض إرادته ليدافع عن نظام كان ينكر صلته به، و ليعلن للغرب عن بزوغ فجر إمبراطورية إسلامية فى الشرق الأوسط يبايع فيها هو خليفة للمسلمين.
    ثانياً:أحمد عثمان مكى، مرافق الترابى، و سيد ظافر، رجل الأعمال الباكستانى الكندى الذى رتب زيارة الترابى، عند سؤال الشرطة الكندية لهما بعد الحادث مباشرة إن كانا يعرفا الشخص الذى ضربهم، أجابا بالإيجاب و ذكروا إسمى كاملاً حسب محاضر الشرطة، و ذكروا أن بعض أنصار الترابى زودهم بإسمى و معلومات عنى مصحوبة بتحذير بأننى أشكل خطر على حياة الترابى إن هو زار أوتاوا. و قالوا أنهم قد أجروا إتصالاً بالمخابرات الكندية من فندقهم فور تلقيهم تلك التحذيرات، و أن بعض رجال المخابرات زاروهم بعدها بقليل و إجتمعوا بهم فى غرفة الترابى بنفس الفندق، و أنهم شرحوا تخوفاتهم من لاعب كاراتية سودانى مقيم بمدينة أوتاوا كلاجىء سياسى. و بناءاً على أقوالهم فقد وعدت المخابرات بالطلب من الشرطة بتوفير حراسة بكل الأماكن العامة التى كان يزمع الترابى زيارتها، لكن الشرطة لا تستطيع أن تخصص له مرافقين فى زيارة خاصة، وهو ليس بزائر رسمى للدولة.
    ذلك ما تم، فقد كانت هنالك حراسة مشددة عند مدخل وزارة الخارجية حيث تظاهر بعض السودانيون، بينهم زوجتى و أطفالى و شخصى؛ إحتجاجأ على زيارة الترابى الإستفزازية إلى بلد يقيم السودانيون فيه كلاجئين هربوا من بطش و عسف النظام الذى جاء هو ليدافع عنه.
    بقينا أمام الخارجية حتى إنتهاء الدوام الرسمى، لكننا لم نشاهد شيخ المجوس؛ فبالرغم من وجود العديد من رجال الشرطة لحمايته إلا أنه تجنب الباب الرئيسى و آثر الدخول من الباب الخلفى المخصص لموظفى الوزارة. يبدو أن خوف الرجل كان أكبر من أن يزيله و جود الشرطة. و قد بقى داخل الوزارة حتى إنفضاضنا من أمامها.
    ثالثاً: الترابى بعد مغادرته وزارة الخارجية ذهب إلى السفارة السودانية. وهنالك، قال أتباعه، أنه أدى صلاة العصر و بعد أن إنفض منها سأل مرافقيه إن كانت هنالك رحلة أخرى بعد رحلتهم المخصصة بالطائرة فى الساعة السادسة مساءاً. فأجابوه بأن هنالك طائرة فى كل رأس ساعة تقلع من أوتاوا إلى تورنتو. فطلب تأجيل سفره ساعة ليغادر أوتاوا فى السابعة دون إجراء حجز أو الإتصال بالمطار. فظن أتباعه أن روح القدس قد نفس فى روعه و أن ما نطق به هو ألهام إلهى. لكنه لم يكن موفق هذه المرة.
    جاء الترابى إلى المطار فى الساعة التى ظن أنه أُلهمها عند إنفضاضه من صلاة العصر، و ليست الساعة التى حددها مسبقاً وأخطر بها الشرطة الفدرالية التى كانت تنتظره بالمطار حتى إقلاع طائرته بدونه. وبعد مراجعتهم لقوائم الركاب(حسب وثائق الشرطة التىقدمت للمحكمة) لم يجدوا إسمه فى سجل الحجز لأنه كان يسافر بإسم مزور، و يحمل جواز سفر بإسم مزور، وينزل فى الفنادق بإسم مزور، فهو الشيخ جيمس بوند.
    جاء الترابى إلى المطار فى زفة من أتباعه و معجبيه من سوريا و فلسطين، و فى حراسة شبان صوماليين من أتباع الزعيم الراحل محمد فرح عيديد ليجد الشرطة الفدرالية، التى جاءت لحمايته، قد إنفضت من المطار قبل وصوله إليه بقليل؛ و يصادفنى و قد وصلت إلى المطار قبله ببضع دقائق بصحبة صديق جاء إلى أوتاوا لبضع ساعات، للحصول على تأشيرة من السفارة البريطانية.
    من كل هذه الحيثيات كيف تكون هنالك مؤامرة، فلو غادر الترابى أوتاوا فى سفريته المحددة عند الساعة السادسة لنفد بجلده. فالرجل قد أُنذر و حُذر منذ لحظة وصوله إلى كندا بأن له فيها أعداء لا يُخفى غضبهم، و لا تؤمن غوائلهم، لم ترهبهم بعد خيالات المآتة المنصوبة فى حقول الوطن الوريفة. و أن زيارته قد لا تمضى كغيرها من الزيارات، لكنه لم يكتفى فقط بالمُكر و الأستجارة بالشرطة و المخابرات الكندية و الإستعانة بالأتباع و المُعجبين؛ فطبزها بأن جاء فى اللحظات الأخيرة و قبل ساعة من إقلاع طائرته ليزعم أنه يعلم الغيب و أن العناية الإلهية تحرسه. فأخذه ألله بشر أعماله و إستجاب فيه لدعوات اليتامى و الأرامل و المعذبين و المُشردين.

    (4) الترابى حينها كان رجل مُسن و أنتم فى مقتبل الشباب، ألم تضع لذلك إعتباراً بصرف النظر عن شخص الترابى و توجهاته؟

    أعتقد أن فارق السن ما كان يمكن أن يكون موضوعاً لو لم يكن هاشم بدرالدين لاعب كاراتية. لكن ماذا عن حراسه و لماذا خصموا من الرصيد؟ بالرغم من أن الأدلة التى قدمت فى المحكمة كلها قادت هيئة المحلفين أن تستنتج أن الحادث كان دفاعاً عن النفس، و أن حراس الترابى هم الذين بادروا بالعنف، إلا أن الإخوان المسلمون تجاهلوا مبدأ العنف الذى هو فى الأصل أسلوبهم فى التعامل مع الخصوم، و تشبثوا بقضية السن و صارت مناحتهم فى نواحهم على شيخهم و معبودهم الذى كان فى التاسعة و الخمسين من عمره.
    لقد كان الإسلامبولى و رفاقه الذين قتلوا أنور السادات فى العشرينات من عمرهم و هو يناهز السبعين؛ و قد كان الرئيس الجزائرى السابق بوضياف فى الرابعة و السبعين عندما قتله شاب فى الثامنة و العشرين ؛ و كذلك كان الأديب نجيب محفوظ فى الثالثة و الثمانين عندما طعنه شاب فى منتصف العشرينات. فى كل تلك الحوادث لم يذكر الأخوان المسلمون، داخل السودان أو خارجه فارق السن بين أتباعهم و ضحاياهم، بل سموا كل تلك الحوادث جهاد يستحق فقط المباركة و التهانى، ويثاب فاعليه بالخلود فى الجنان. فهم المطففون الذين إذا إكتالوا على الناس يستوفون و إذا كالوهم و وزنوهم يُخسرون.

    إن كان هؤلاء يستشهدون بالإسلام فالسن لا إعتبار لها فى الجهاد، و لا يسقط الجهاد عن الرجل و إن جاوز التسعين. و الرسول صلى الله عليه وسلم إمتطى صهوة جواده و قاتل و هو فى الستينات، وكذلك كانت سيرة كل أصحابه، بعضهم قاتل بعد أن جاوز التسعين. لم نقرأ أو نسمع أن واحدًا منهم تخلف عن الجهاد لكبر سنه. لكن إذا إفترضنا جدلاً أن هذا الحادث كان قد وقع والترابى فى الخامسة و العشرين من عمره و أنا فى الستين، هل كانت النتيجة ستكون مختلفة؟ لا أعتقد. أليس هو نفس الشخص الذى أغمى عليه فى ساحة سجن كوبر فى سبتمبر1983 عندما ذهب فى حاشية نميرى ليتلذذ بمشاهدة قطع الأيدى. قال بعدها مبرراً ذلك "إن بعض الناس يغمى عليهم من مشاهدة الدماء"...يا لها من رقة لم نسمع بها عند الطبيبات والممرضات و الدايات.

    (5) هل وصلت الحادثة إلى المحكمة، و من كان الشاكى؟
    نعم وصلت إلى محكمة الجنايات بمقاطعة أونتاريو. الشاكى كان الترابى و مرافقوه: أحمد عثمان مكى، و الباكستانى سيد ظافر، و أحد حراسه الصوماليين الذى بدل أقواله يوم المحكمة و قال أننى لم أضربه و أن أحمد عثمان مكى هو الذى أملى عليه الرواية الكاذبة التى أدلى بها إلى الشرطة مسبقاً.

    (6) بما حكم عليك؟
    البراءة من التهم الثلاث: الإعتداء مع تسبيب الأذى الجسدى لكلاٍ من الترابى و أحمد عثمان مكى و الحارس الصومالى. كسبنا القضية تحت حق الدفاع عن النفس. أثبتنا أن حراس الترابى هم الذين بادروا بالإشتباك لكنهم خسروا النتيجة. فالقانون لا يحتم فى أىّ عراك أن المنتصر هو المعتدى و أن المهزوم هو الضحية؛ إنما ينظر إلى كل الحيثيات. الصورة التى قدمها مرافقوا الترابى فى المحكمة هى خليط من الكذب الذى بلغ حد المرض والخبث والغباء و الجهل بالقانون الغربى.

    (7) حينها هل كنت عضواً فى الحركة الشعبية؟
    لم أكن عضواً فى الحركة الشعبية إنما كنت مؤيداً لها، و قد ذكرت ذلك للعديد من الصحف بعد الحادث مباشرة. لقد إنضممت إلى الحركة الشعبية و الجيش الشعبى لتحرير السودان فى ديسمبر 1995.

    ( لماذا إنضممت إلى الحركة الشعبية؟
    إقتناعاً بالأهداف و الوسائل. الدعوة إلى سودان جديد ينشىء عبر تغيير جذرى لبنية المجتمع السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية. تتم فيه إعادة هيكلة مؤسسات الدولة القومية و إعادة صياغة القوانين و النظم السائدة، أو التى كانت سائدة؛ ونتج عنها هيمنة فئة ، غير مؤهلة و غير مسئولة، على مقدرات البلاد، قامت بتدميرها و نهب ثرواتها و أورثت شعبها البوار.
    كذلك الدعوة إلى إعادة النظر فى علاقات السودان الخارجية و إتفاقاته و تحالفاته التى تمت فى عهود التيه، على يد أناس لم تكن مصلحة المواطن السودانى إحدى أولوياتهم، بل كان همهم الأخير البقاء فى السلطة بالإعتماد على الحماية الأجنبية.
    كذلك الدعوة إلى إلغاء دور المؤسسة العسكرية كحزب سياسى، تحكم تارة ً و تجلس تارةً كحزب معارض فى إنتظار الفينة لكى تستولى مرة أخرى على الحكم. اذا رغب العسكريون فى السياسية، فلهم أن يمارسوها فى وضح النهار من خلال المؤسسات الديمقراطية من أحزاب و تنظيمات علنية، كما يحدث فى كل بلاد العالم. وليس عن طريق القفز كاللصوص من فوق جدران المنازل بعد منتصف الليل والناس نيام.
    الوسائل معلومة؛ فالعمل المسلح هو سنام الثورة، و ذروة النضال. به يُنتزع الحق و يُمتحن الرجال. لولاه ما إستُبدلت كلمة التمكين بكلمة الوفاق، و لا ظهر فى الوجود شىء يسمى التوالى. و لولاه ما إنشقت العصابة، و ما سُجن الشيخ، و ما أكلت الثورة أباها. و لولاه ما ضللتم فتهتدون، و ما يئستم فترجعون... تجلسون... تتحيرون... وعلى الأنامل تعضون.

    (9) ما هو إحساسك الآن و أنت تعبر عن رفضك للظلم و القهر تعبيراً مختلفاً...تحمل السلاح و تقاتل من أجل إسترداد الحق المسلوب و السلام العادل...ماهو إحساسك تجاه تلك الحادثة؟
    لقد قلت لصحيفة الحياة قبل عشر أعوام أن هذا الترابى سرطان غُرس فى جسد الشعب السودانى، و يحتاج إلى جراحة قديرة لإستئصاله حتى لا ينتشر ويعم بقية الجسد. يبدو أن هذه الجراحة هى التى يبحث عنها تلاميذه الآن بعد أن غلبتهم معه الحيل فوضعوه فى الحجر الصحى حتى يجعل الله له سبيلاً.
    قد قلت أنه زنديق، و ها هم تلاميذه يصفونه بالزندقة و يذهبون لأبعد من ذلك فينالون من عرضه بعد أن هرم و صار له أحفاد، فسبحان مقلب القلوب و الأبصار. لقد شنوا علىّ حملة من الكذب و البهتان من خلال أجهزة إعلامهم والأقلام الموالية لهم فى صحف العرب. و لم يكتفوا بذلك بل أضنوا أنفسهم بحملة تحريض عالمية. قاموا فيها بتوزيع المنشورات على المصلين فى المساجد فى شتى أنحاء أمريكا و كندا و أوربا يقولون فيها أن والدتى عليها رحمة الله يهودية، و أننى عميل للمخابرات الأمريكية. ذلك كله أملاً فى أن يبرز أحد المهووسيين و يؤدى عنهم ما لا يملكوا هم الشجاعة لأدائه.

    أما العمالة للمخابرات الأمريكية، فلم تمضى السنون إلا و أصبحت هى طوق نجاتهم. بدأت بتسليم كارلوس لفرنسا. و عندما إستنكر الأسلاميون منهم ذلك مستشهدين بصريح القرآن إن الله أمر بإجارة المستجير وإن كان مشرك، رد غازى شيخ الفلاسفة وإمام المفسرين، بأن كارلوس لا تنطبق عليه شروط المستجير. فيا عجباً هل أصبح للشرك شروط...لكن حجة الإسلام غازى لم يخبرنا ماهى تلك الشروط، و ضن علينا بما فتح الله به عليه من فهم النصوص.
    كانت الأيام حُبلى، و اذا بالفضائح تترى. الإسلاميون الذين كانوا بالأمس فى الدين إخوانهم، و فى المحن نجدتهم، وعند الوغى ظهرائهم، ففتحوا لهم أبواب البلاد، و أغدقوا عليهم مما إختطفوه من أفواه الجياع، حتى إطمأنت نفوسهم لحكام السودان الجدد، و ظنوهم أهل دين و شوكة: بالله يؤمنون و فى سبيله يجاهدون و إلى جنته يرغبون. فحطوا عندهم رحالهم، و إئتمنوهم على أسرارهم.
    لكن خاب ظنهم. فحكام السودان قد ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون. يرفعون أكفهم إلى السماء و لا تستجاب دعواتهم، كيف و أيديهم ملطخة بدماء الأبرياء، و لحمهم نبت من سحتٍ فالنار أولى به. تنكر لهم الزمان، و إشتدت عليهم وطأة الأمريكان، فخيروهم ما بين أنفسهم وأخوانهم العرب الأفغان. فإختاروا إنفسهم دون تردد و إمعان. و ألقوا إليهم كل تائه و ضهبان. و توسلوا للمخابرات الأمريكية أن تكون شاهداً على توبنهم و تفتح لها مكاتب فى السودان. . فمصطفى عثمان إسماعيل يصرح مفتخراً بأن حكومته تتعاون مع المخابرات الأمريكية، و أن عملاءها يقيمون مُكرمين فى الخرطوم. فصارت أسرار الحركات الأسلامية بين ليلة و ضحاها رأس مالهم، بها إشتروا حياتهم و أخمدوا غضب أعدائهم.

    يوم أن صدر حكم المحكمة و شق صدورهم، صرح على الحاج لصحيفة الحياة بأنهم يعلموا بعلاقة هاشم بدرالدين بمكتب التحقيقات الفدرالى. ها هو اليوم على الحاج يصبح أحد مصادر مكتب التحقيقات الفدرالى عن الحركات الإسلامية. قيل من عير أخيه بذنب ليس فيه لن يمت حتى يأتيه.
    قد طلب منا عمر البشير أن ننازله بالسلاح، فلبينا دعوة النزال، فبدلاً من أن يلتقونا فى ميادين القتال زجوا إلينا بمن لا ناقة لهم فيها و لا بعير. ولجأوا للكذب والصياح و الولولة. تارة يتهمون دول الجوار بغزوهم، و تارةً بدعمنا. يقاتلوننا فى فى التلفاز و المذياع والمواكب و المنابر؛ ذلك حد شجاعتهم ومبلغ بأسهم. فالحرب قد كشفت مستورهم يقولون بأفواههم ما ليس فى قلوبهم. فخدودهم الناعمة لا تتوسد البطحاء، و ما إكتنز فى أردافهم يعيق السير فى الصحراء. ها هو ذا غازى صلاح الدين لم يكل من ممارسة الديماغوجية، يصرح من أعلى المنابر بأنه سيذهب إلى القتال بنفسه، لكنه يطير إلى نيروبى و كمبالا و باريس. ونحن ننتظر أن يمن علينا يوماً نجعله عيدنا، و يشرفنا فى همشكوريب أو رساى أو أى من ساحات الوغى.

    (10) ما هو رأيك فى محادثات السلام و ما تم التوصل إليه فى مشاكوس؟

    ما تم فى مشاكوس هو تخلى عن الأهداف التى قامت عليها الحركة الشعبية و قاتل من أجلها الجيش الشعبى طوال عقدين من الزمان وإستشهد فى سبيلها آلاف الرفاق. ترك وسطاء الإيقاد و المندوب البريطانى و الأمريكى لكى يحددوا أجندة التفاوض و شكل الإتفاق هو رضوخ للضغوط الأمريكية. لا تستطيع الولايات المتحدة أو مجموعة الإيقاد أو دول الجوار أو الجامعة العربية منح الشرعية لأى حكومة سودانية، وحده الشعب السودانى الذى يملك ذلك الحق.

    أولا: الديمقراطية هى الأساس الذى تبنى عليه الحلول السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية فى عالمنا المعاصر؛ إستبعاد الوسطاء لقضية الديمقراطية و محاولتهم إيجاد حلول فى إطار الأمر الواقع هو إستصغار للشعب السودانى و هضم لحقوقه و تطلعاته، ومحاولة لإصباغ الشرعية على نظام إنقلابى لا يستطيع البقاء بغير أجهزة الأمن و قوة السلاح و إنتهاك حقوق الإنسان و مصادرة الحريات و قوانين الطوارى.

    ثانيأً: إعطاء رسالة واضحة للشعب السودانى بأن المجتمع الدولى لا يقيم وزناً للقوى السياسية التى لا تدعم آراءها و برامجها بقوة السلاح، و هو نفس الفهم الذى تنطلق منه الجبهة الإسلامية و تتعامل به مع الآخرين. هذا المعيار فى التقييم السياسى لن يأتى بسلام إنما يفتح الباب على مصراعيه للمزيد من الحروب و الدمار. من ظن أننا سنسلم للجبهة الإسلامية أن تحكم شمال السودان و تتحكم فى مقادرينا لأنها تتعاون مع المخابرات الأمريكية فى مكافحة الإرهاب، هو إنسان واهم يستخف بعزيمتنا و إرادتنا على مواصلة الحرب.

    ثالثاً: القبول بحق تقرير المصير بعد فترة إنتقالية تمتد لست أعوام لا يرضى الإنفصاليين و لا الوحدويين. حصر الصراع فى جنوب وشمال يعتبر إعتراف بالجبهة الإسلامية كممثل لأهل الشمال وهو ما لا تستطيع الجبهة نفسها أن تدعيه. إصرار الجبهة على ما يسمى بقوانين الشريعة الإسلامية هو مجرد ذريعة لكى تنفرد هى بحكم الشمال و تقصى الآخرين بالرغم من أنها تخلت عن الشريعة فى دستورها الحالى و إستوعبت فى حزبها الجديد (الموتمر الوطنى) المسيحيين بما فيهم كل قساوسة الخرطوم.

    لقد نبهنا مراراً و تكراراً إلى الثغرة فى مقررات أسمرا التى تنفذ إلينا منها هذه الإتفاقات، و هى ما يسمى بالحل السياسى عن طريق التفاوض. التفاوض يعنى فى أفضل نتائجه أن تكون الجبهة الإسلامية جزء من الحل. الجبهة هى المشكلة و لا يمكن أن تكون جزء من الحل.
    الجبهة لا تقبل أن تفاوض إلا من يقاتلها و يشكل خطراً عليها و لا تثوب إلى رشدها إلا تحت وطأة الهزائم العسكرية. نحن لا نقبل بمجرد فكرة التفاوض فكيف يتهافت التجمع و يطالب بأن يحشر له مقعداً فى طاولة مشاكوس. كيف تفاوض من لا يرغب فى مفاوضتك و لا يقيم لك وزناً، ماذا سيقدم لك؟
    الحل التفاوضى فى تصور الجبهة هو أن تفصل الجنوب بعد أن فشل مشروعها للجهاد و الأسلمة، وأن يعود زعماء الأحزاب ليصبحوا أئمة طوائف و أئمة مساجد، وأن تبتدع عشرات الوزارات الوهمية لكل من تصبوا نفسه للقب وزير لكى ينضم لركب العطالة المقنعة، بينما تظل هى مهيمنة على الدولة و كل مؤسسات الخدمة المدنية و الأمن و الجيش و القضاء و الجامعات، هذا بالإضافة إلى هيمنتها على الإقتصاد. لا يوجد حل وسط مع الجبهة الإسلامية، هذه الحرب لن تنتهى إلا بنهاية أحد الطرفين.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de