|
من يضحك 00 على من؟؟؟؟
|
من يضحك 00 على من؟؟؟؟ لولبية خطاب نائب الرئيس 00 في قضية دارفور
ما زال خطاب الإنقاذ اللولبي يمارس عادته في المناورة والالتفاف على الحقائق ضارباً بعرض الحائط أي محاولة للتعلم من الدروس وتجنيب البلاد والعباد المزيد من الشرور التي استوطنتهم0 قراءة أولية لخطاب نائب الرئيس علي عثمان في المجلس الوطني في جلسته التي خصصها لقضية دارفور تكشف بحق عمق أزمة النظام ومقدار الفجيعة التي تحيق بمستقبل هذا الوطن0 فنائب الرئيس لا فض فوه يريد من الجميع أن يصدقوا أن كل ما يجري من حرب ودمار في دارفور لا يعدو عن كونه إشكال في نقص المياه بالمنطقة!!!!، وأنه وحكومته كفيلان بإيجاد حل يسهم في عودة الاستقرار إليها من خلال جهودهم الحثيثة لتوفيرها!! هكذا ببساطة متناهية مفرغاً القضية من كامل تعقيداتها الاجتماعية والسياسية وبعدها الدولي الذي اكتسبته!!0 ولم ينسى بالطبع أن يسهب في تفاصيل هذه الجهود المبذولة لهذا الغرض بدءاً من الاتفاقات التي تم إبرامها مع البنك الإسلامي للتنمية مروراً بالمحاولة الدرامية في إشارته لما يسمى بـ "ميزانية المياه" للموازنة المالية للعام الحالي!0
وإذا افترضنا جدلاً إن جوهر المشكلة لا يعدو عن كونه مشكلة نقص مياه وليست مظالم سياسية واجتماعية كما تؤكد البيانات السياسية التي تصدر تباعاً عن الجهات التي تقود هذه المعارك ضد النظام، فلماذا لم تتم معالجة هذه المشكلة المزمنة طيلة 14 عاماً هي عمر الإنقاذ حتى اللحظة ؟؟ وهل واجب الحكومة أن تنهض لحل مشاكل الناس عندما يهبوا لمواجهتها بقوة؟ ولماذا تحسس النظام أسلحته منذ اللحظة الأولى لعمر الصراع القديم- الجديد؟ ولماذا أهدر كل هذا الوقت في البحث عن قائد ذو شكيمة ليسحق التمرد والنهب المسلح كما يطلق عليه في أدبياته؟ ثم أليس نقص المياه هو السمة الملازمة لكثير من المدن الرئيسية حتى بالنسبة للخرطوم نفسها؟ ألم يعد النظام من قبل بورتسودان بحل مشكلتها المزمنة حلاً جذرياً تنتهي معه أسباب معاناتها؟ أم أن تحريك أجنده الإصلاح في الدولة يحتم استخدام القوة المسلحة حتى تجد لنفسها مخرجاً لأرض الواقع؟ من جهة أخرى فإن تلويح نائب الرئيس باستخدام القوة لبسط هيبة الدولة هو نوع من الاستعراض غير المسلي، لأن واقع الحال يقول أن الحكومة لم تألوا جهداً منذ اللحظة الأولى لاندلاع التمرد لحسمه عسكرياً وأنها فشلت في ذلك فشلاً ذريعا رغم استخدامها لكافة الحيل والتكتيكات من شاكلة التأليب القبلي والنشاط الاستخباراتي والأمني وصولاً إلى المواجهة العسكرية0 أما الحديث عن هيبة الدولة في بلد تتقاسمه حكومتان على أرض الواقع فهذا لعمري نوع من الاستخفاف بالعقول0
ومن عجب أن يتزامن هذا الخطاب مع خطاب السيد وزير الدفاع الذي بلغت به الحكمة حد أن يطالب بالحل السياسي عوضاً عن التصعيد العسكري الذي لا يخدم القضية 00 على حد تعبيره0 ومبلغ العجب ، إنها المرة الأولى في عهد الإنقاذ التي لا يتماهى فيها الخطاب العسكري مع السياسي في العزة بالاسم، والتنافس على المزايدة واظهار الحماسة في الولاء والإخلاص للنظام خصماً على المصلحة العامة في مثل هذه الامور0 ويقيناً أن وضعية البلاد الحرجة لم تعد تحتمل المزيد من المزايدة والاستعلائية، وان القليل من التواضع والتجرد يفيد كثيرا بدلاً من انتظار الحلول الفوقية والتي يبدو أن النظام بات يتآلف معها0
عبد الخالق السر/ ملبورن 7/5/2003
|
|
|
|
|
|