|
|
 شــلاتين.. فــردوس (العــبور)المـــفقود!!
|
اعداد:صباح احمد
تسبب إغلاق منفذ شلاتين البري عبر الحدود المصرية السودانية في تدهور حركة الصادرات فى اعقاب تواتر معلومات قادمة من مصر عن نقل المنفذ إلى منطقة'حداريه'بشكل مفاجئ دون اعطاء مهلة لانشاء بنية تحتية في هذه المنطقة الجديدة، ودون تمهيد الطرق داخل السودان من المنفذ إلى الخرطوم, وعلمت (الصحافة) من مصادر مطلعة بالدولة ان السلطات السودانية خاطبت السفير المصري في الخرطوم لاستجلاء الامر واكد السفير - حسب المصادر - ان المنفذ سيعاود نشاطه في الخامس من مايو الجاري .. وكشفت المصادر عن نية الحكومة السودانية ايفاد وفد مشترك من وزارة التجارة الخارجية وممثلين للولايات الحدودية إلى مصر لحسم الامر او ايقاف الصادرات السودانية إلى مصر اذا اختل الميزان التجاري بين الطرفين.
وكانت الأجهزة المصرية أغلقت المنفذ في 18 مارس الماضي لاسباب قالت انها ذات صلة بالأمن ولم تقم باعادة فتحه حتى الأن على الرغم من ان اغلاق هذا المعبر يسبب خسائرا فى صادرات مصر الى السودان يصل حجمها شهريا الى ما يقرب من 200 مليون جنيه مصرى حسب مستثمرين وتجار مصريين..
وفيما نسبت عدد من الصحف المصرية لصفوان ثابت رئيس غرفة الصناعات الغذائية المصرية قوله إن المصدرين فوجئوا بإغلاق منفذ شلاتين على الحدود المصرية السودانية قبل اكثر من شهر بأوامر من الحكومة المصرية بدعوي الأسباب الأمنية.. قالت مصادر بتحويل المنفذ إلى منطقة (حداريه) ..طريق سفاجة _ ابورماد _ محمد قول _ بورتسودان.. وذهب تجار حدود تحدثوا لـ(الصحافة) ذات الاتجاه حينما قالوا ان السلطات المصرية منعتهم من العبور عبر البوابة(24)وطالبتهم بالاتجاه إلى بورتسودان عبر طريق حلايب _ بورتسودان وطريق ادندان عبر حلفا..
فقد شكا ناصر وهبة الزاكي تاجر حدود عبر شلاتين والولايات الحدودية الشمإلىة من اغلاق البوابة (24) امام حركة التجارة .. وقال لي: طلبت منا السلطات المصرية التوجه عبر طرق اخري.. لكننا لا نستطيع التعامل من خلال تلك الطرق لان التراخيص الممنوحة لنا ولوحات ارقام العربات لا تمكننا من الدخول عبر تلك الطرق ..
وحري بي القول هنا ان بوابة(24) التي ذكرها وهبة هي المعبر الى محطات كريمة وابو حمد والعبيدية.. وهي اكبر المحطات التى تتعامل فى تجارة الحدود فى ولايتي نهر النيل والشمإلىة.
*لماذا اغلق المنفذ؟
حسن عثمان الذي يعمل كتاجر حدود عبر شلاتين والولايات الشمالىة تحدث معي حول ان التجار فوجئوا من قبل بأن السلطات المصرية منعتهم من استيراد بعض البضائع .. ثم تطور الامر لمنعهم من استيراد كافة البضائع او تحميلها .. دون ابداء اي اسباب،
وقد فرضت الجهة المسؤولة عن إغلاق المعبر كما عرفت من التجار على المصدرين الحصول على تصاريح أمنية للسماح لهم ولعرباتهم بالعبور.. قالوا لي :انهم لا يسمحون بالمرور الا لحاملي البطاقات الصادرة من الجهات الرسمية فى مصر .. وان اي ركاب بصحبة الشاحنات المصدق لها بالمرور لا يسمح لهم بالدخول .. وهذا ما لم يكن يحدث في الماضي اذ كان يسمح بدخول اي شاحنة واي شخص دون اي اذن مسبق او بطاقة..
* مواطن آخر تحدث معي عن ضرر لحق به كما لحق بآخرين جراء اغلاق منفذ شلاتين .. فبشير عامر الذي يقوم بتأجير عربات النقل هناك قال لـ(الصحافة) من محطة كريمة الحدودية :تضررنا من توقف استيراد البضائع عبر شلاتين ويعتقد ان الجانب المصرى قد تضرر هو الآخر جراء اغلاق الاسواق .. كما تحدث بشير عامر عن ازدياد حجم البطالة باعتبار ان اكثر من خمسين شخصا كان بامكانه العمل فى عربة واحدة فى مهام متعلقة بالتفريغ والتخليص والخدمات الاخري في المحطات..
إلى هنا يجوز القول ان الامر يبدو غريبا وشائكا وبابعاد غير واضحة.. خاصة بالنسبة للمستثمرين والتجار المصريين والسودانيين .. فالتاجر حسن عثمان قال انهم سمعوا تبريرات كثيرة لاغلاق منفذ شلاتين البري .. سمعنا مرة ان السلطات المصرية ترغب في اجراء عمليات تنقيب عن المعادن في منطقة شلاتين..ثم سمعنا ان المنطقة ستحول إلى منطقة عسكرية .. غير اننا وفي المرة الاخيرة سمعنا انهم يريدون اقامة منطقة جمركية فى شلاتين..
والشاهد ان النقطة الاخيرة التي ذكرها التاجر حسن عثمان حول انهم سمعوا بنية الحكومة المصرية تحويل المنطقة لنقطة جمركية كانت تبدو متسقة مع ما ذكره صلاح احمد على معتمد محلية مروي حينما ذكر في حديثه لـ(الصحافة) امس الاول ان التوقف جاء من الجانب المصرى ومحطاتنا الجمركية لم تتوقف .. غير اننا علمنا ان الجانب المصرى يرغب فى تطوير المنطقة وتحويلها لمنطقة جمركية..
وعندما سألت قنديل ابراهيم رئيس اتحاد المصدرين السودانيين عن الآثار الناجمة عن اغلاق المنفذ قال لي: (شخصيا ارحب باغلاقه) .وقبل ان تمطر كلماتي سؤالا مضي قنديل للقول ان الضرر من المعبر اكثر من فائدته باعتبار ان كثير من السلع السودانية التي تمر عبره كان يمكن تصديرها بصورة افضل من هذا بحيث تعطي عائدا اكبر..ودعا لمراجعة امر تجارة الحدود لان ضرره اكبر من فائدته..
والحقيقةان التجار الذين يعملون عبر الحدود السودانية المصرية تحدثوا لـ(الصحافة) عن ان مصر تقبل الصادرات من السودان عبر منفذ شلاتين او اي معبر ثان غير انها تمنع التجار السودانيين من استيراد اي بضائع عبر شلاتين الامر الذي قالوا انه يسبب خسائر للتجار الذين يتحملون تكلفة الترحيل مضاعفة خاصة وان عربات النقل تأتي خالىة من شلاتين كما ان السلطات المصرية طبقا للتجار منعت دخول العربات الفارغة لتحميل اي بضائع اتفق علىها مسبقا كالحديد الصلب والمواد الغذائية والمواد البتروكيميائية والمواد التى تستخدم كمدخلات صناعية اولية في حين تستقبل الواردات من السودان مثل الابل التي تمثل مصدرا للحوم فى مصر والسمسم والعرديب والكركدى..
وفي وقت رفعت فيه غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات المصرية مؤخرا شكوي لوزير التجارة والصناعة المصرى بهدف التدخل لدى مجلس الوزراء لإعادة فتح منفذ شلاتين لمدة زمنية محددة لحين إيجاد طرق بديلة.. اكدت مصادر مطلعة من القاهرة في حديثها معي عبر الهاتف ان وزارة التجارة والصناعة _ اضافة لمذكرة غرفة الصناعات الغذائية_ تلقت عدداً كبيراً من شكاوى المصدرين العاملين فى قطاع مواد البناء والتشييد والزجاج والزيوت بسبب اغلاق المعبر كما تلقت عدة شكاوى من تجار ورجال أعمال سودانيين مقيمين بالقاهرة وكانت الغرفة قد أشارت فى مذكرتها التي تقدمت بها لوزير التجارة والصناعة المصرى لوجود تعاقدات لشركات مصرية بقيمة60 مليون جنيه مع شركاء سودانيين قد تتوقف الى اجل غير مسمى الامر الذي من شأنه ان يؤثر على حركة الانتاج بتلك الشركات *خسائر طائلة
صفوان ثابت رئيس غرفة الصناعات الغذائية شكا من ان قرار اغلاق منفذ شلاتين جاء دون تنسيق مع وزارة التجارة والصناعة أو إعلان مسبق للمصدرين عبر هذا المعبر، لافتاً إلي أن الصادرات إلي السودان شهدت نمواً خلال الخمس سنوات الأخيرة بعد افتتاح المعبر البري حتى صلت الصادرات الغذائية إلي سبعين مليون دولار
وقطع بان القرار حمل الشركات المصرية خسائر طائلة تجاوزت 60 مليون جنيه حتى الآن نتيجة للاخلال بالتعاقدات الحإلىة ..
ويحتل السودان المرتبة السادسة في قائمة الدول المستوردة للمنتجات الغذائية بعد ليبيا والسعودية والأردن ولبنان وسوريا لهذا تبقي الخسارة بالنسبة للمصدرين المصريين في ان الصادرات المصرية متوقفة منذ إغلاق المنفذ لأسباب لا زالت غير معلنة لهم،الامر الذي يرون انه يتنافى وسياسة مصر المعلنة التي تعتبر التصدير قضية جوهرية في التنمية الاقتصادية لا سيما فى اعقاب شعورهم بدخول اسواق أخرى منافسة لمصر افلحت فى الاستفادة من الوضع الراهن عقب إغلاق المنفذ مثل السعودية ودبي
وهنا يطل السؤال برأسه .. هل يمكن ان تستعيد الصادرات المصرية مكانتها مرة اخري اذ ما قدر لمنفذ شلاتين ان يفتح مرة اخري بعد دخول هذه الاسواق..واذا فتح المنفذ ماهو ضمان استمرار تجارة الحدود في هذه المناطق .. وهل اتفاق الحريات الاربعة الموقع بين الدولتين من القوة بما يحمى مصالح تجار الحدود؟
اسئلة قد تبقي في الوقت الراهن بلا اجابة لكن ربما تجيب علىها الايام القادمات.. فقط تبقي الاخبار القادمة من شلاتين تحكي قصة تكدس المخازن في المنطقة بالبضائع المصرية الجاهزة للتصدير للسودان الامر الذي يقول عنه التجار انه يلحق اضرارا بالغة بالسلع نتيجة لطول فترات التخزين.. فى وقت تحدثت فيه غرفة الصناعات الغذائية المصرية فى مذكرتها لوزير التجارة والصناعة المصرى عن تعاقدات لشركات مصرية بقيمة (60) مليون جنيه مع شركاء سودانيين قد تتوقف الى اجل غير مسمى مما يؤثر على حركة الانتاج بتلك الشركات..
|
|
 
|
|
|
|
صباح احمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست