الاشجار تموت واقفه الشهيد/شريف حسين/احر التعازي للاخوة بليبيا.

Quote: يرحل العزيز شريف حسين قبلنا الى خلف الطبيعة كانت المدينة باردة فحاول مجتهدا تعديل الجو بطريقته الخاصة اشتعلت فيه النيران. ونقل الى المسشفى في منتصف الليل . وقالت تقارير الاطباء انه لم يبقى فقط ما مقداره 10 في المئة من الجسم سليما . ونقلت الى غرفة العناية المركزة في الحال قطعة لحم متفحمة ولم يبقى جزء من جسمه لم يتفحم سوى اجزاء بالظهر . وطوال الايام الستة الماضية كان اصدقائه يتمكنون من مشاهدته يوميا لكن فقط عبر شاشة صغيرة بالغرفة السفلية لمستشفى الحروق والتجميل . حيث كاميرا من طراز اوينغ تمر على اسرة غرف المرضى المركزين و تنقل بالتناوب الصور الى العوائل والاصدقاء الذين يتجمعون ما بعد الساعة الثالثة ظهرا كل يوم موعد مشاهدة مرضاهم . الكثير يعتقد انها حالات تهيئة لاستقبال انباء فراق بعض المرضى الميئوس من حالتهم. قيل لي انهم كانوا يشاهدونني عبر تلك الشاشة الصغيرة قل ست اشهر من ذات المستشفى. ويضيف حميد وبكري: ولم نتمكن من مشاهدتك كاملا غير وجه منتفق يغطيه الدماء وكان راسك اكبر من حجمه الطبيعي ويعلق البعض {كان وجهك في سمنة نادرة تساوى كل اجزائه ولا حركة عليك تدب مثل حالة شريف حسين اليوم}. شريف حسين الحالة المتفحمة منذ اسبوع وهو يعاني ما لا يستطيع قوله . وشله الالم نهائيا. تنقل الشاشة للمشاهدين من اصدقائه حميد وازهري ويوسف وموسى وشرتاي.صورة راسه فقط وهي بقية من لحم احترق فتحول الى سواد ، ليس به اذنين او انف . ولكن عينيه الابيضين يبرقان من موضع غير محدد وسرعان ما يعود الى النوم العميق .اوصلت بجسمه عدد من الانابيب التي يمكن ان تسعفه للحياة كما يرى الاطباء . اوكسجين والاطعمة والمياه وما يخرج من بيلوجيات . لم يكن ثمة من يامل انه سيحي من جديد. لكن الجميع في حالة من التهيئة. ولد شريف حسين ببلدة كاس بالشطر الجنوبي من اقليم دارفور اول السبعين وهو من عائلة السنتور الابو منصور كبير سنتورات منطقة القبائل بغرب السودان . وكغيره من فتيان بية الهامش التحق شريف بمنظمة جيش التحرير منذ بداية الانطلاقة .ومثل كغيره ايضا كل ابناء تلك المنظمة الثائرة امثولة حية للصبر والاخلاص والنشاط . بالامس قد مضى ستة ايام على حالته فبينما كان البعض منشغلا بنقاش جاد في الغرف العليا بالعواصم الافريقية ، غرف مريحة وساكنة الدعة سكانها منغمسون في نقاش حول مستقبل ونهايات الثورة . عند الواحدة ظهرا كانت غرفتنا مثل غرفهم تضبط نقاشا هادئا حول الكون والقيامة ونهايات الاحياء من الدنيا، كان شريف حسين وقتها ينتقل في هدؤ الى رحمات الرب فيما وراء الطبيعة وحيدا من غرفته ذات العناية المركزة بمستشفى الحروق والتجميل بطرابلس الغرب. بالصباح يتصل بي حميد لينقل لي في جؤ كامل من التهيئة النفسية ، ثقيل من الحزن والاسى وصبر فالس ان شريفا انتقل الى رحمة الله امس والواحدة عند الظهيرة . وبدات فورا اجراءت الاحياء له بنقله الى دار الموتى ثم التجهيز ليختاروا له كالعادة حفرة ضيقة من كامل الكرة الارضية في مكان تعودوا يطمرون فيها بقايا الادميين الى الابد. وجيش تحرير السودان الذي يمكن ان يكون نصيبه من شهداء الثورة باقليم دارفور الرقم الاكبر ، يعكف الجميع منذ ساعات هناك بطرابلس الغرب يواسون انفسهم في انفسهم كما نواسي انفسنا بتواسينا لحركة جيش تحرير السودان في انتقال احد اعضاءها بمكتب شمال افريقيا شريف حسين . ولربما فوق نصف القتلى من بين الاطراف المتصارعة باقليم دارفور من جنود منظمة جيش التحرير ومن ذوي الجنود ومن مات بسبب جند المنظمة .واذ يبلغ الشهداء اليوم رقم يقارب نصف مليون باقليم دارفور هو نتيجة الة الموت الموجهة من الدولة خلال الاعوام الثلاث الماضية . وهو رقم مرشح ان يرتفع الى مليون شهيد قبل ان تصل الثورة السودانية الى نهاياتها الفاضلة وتحقق اهدافها بشبه القارة السودانية. والرقم المليون هو اغلى ما تنفقه بيئة اويتبرع به مجتمع في سبيل التحرير والعدالة الاجتماعية والمساواة في الدنيا . تستقبل بلا شك منظمة جيش التحرير انتقال جنودها في الميدان الى ما خلف الطبيعة بقلب ثابت وصبر جم وهم جميعا لا يقلون عن حجم عضوها شريف حسين الصابر الذى ظل يعلمنا الصبر . ست اشهر وسط الاعزاء من الرفقاء في جيش التحرير وكان الجميع في بيت العدل والمساواة في ليالى التابين حين انشغلوا عليهم جزاء الله الحسن ، كان حينها هو قويا ومتماسكا يقول لي شريف {ان للثورة ثمن انت تدفعه اليوم بفقد عينك ، والعين اغلى ما يملكه الانسان . ارجوك يا اخي ان تصبر ولن يضيع حق . وسيكون ذلك في ميزان الثورة ولن ينسى ، وكل اصابة مسئول عنها نظام الخرطوم} ينتقل اليوم شريف حسين الصابر المصبر الى ما خلف الحياة وهو يقدم بحسب كلماته الاغلى فوق الاعين انه قدم حياته في سبيل الثورة . لا شك ان مسئولية القصر الغردوني كبيرة في فقدنا لشبابنا السوداني في كل ساعة وفي كل ارض .واي دم ينزف يخلق في دواخلنا الامل الى التقدم نحو الامام بكل صبر وصدق. كان يمكن لشريف ان يموت بين شعبه ميتة طبيعية حسنة .و كان يمكن ان و يتاخر انتقاله الى النهايات الابدية فيكمل شبابه فالاقدار رحيمة وكم علمتنا رحمتها . وكان يمكن ان يشهد جنازة بيضاء موقرة على نهج الجنائز البيضاء في اقليمينا الغربي من السودان . ولكن نظام الحكم في السودان الذي كان خلف تشرده وخلف ماساته وخلف حزن اهله وخلف اجباره العيش في بيئة باردة هو المسئول من صب البنزين على النار ليحترق جسمه ويتفحم ويكون القصر المشئوم سبب في انتقاله الباكر الى خلف الطبيعة. سيرتاح روح الاخ شريف حسين خلف الحياة الدنيا في جمال الاخرة اللانهائي فهناك سبقه الكثير من جيله . وتحياتنا عبره الى عبد الكبير ، وادم ، وخميس ونصر الدين ، ويس ، و الجمع الغفير ما لا يمكننا حصر الاسماء . العزاء الجميل الى رئيسه عبد الواحد نور رئيس منظمة جيش التحرير من قلوب مثله في تلقى انباء ارتحال الشبان الثائرين في الثورة وفي تلقى العزاء كل صباح الى رحمة الله جميعنا نفس واحد وان يختلف السبل. منعم سليمان