|
|
 يا ســــــودان : هز اليك بجذع البحث العلمى يتساقط عليك تقدمآ .....و..... رقيآ
|
البحث العلمى فى السودان موضوع شائك و يحتاج للعديد من البحث و التقصى حتى يتم التعرف على اوجه القصور فيه و كيفية النهوض به من جديد حتى يؤدى دوره الحيوى و المفصلى المنوط به فى تقدم و رقى بلادنا الحبيبة .
و سأحاول ( ما استطعت الى ذلك سبيلآ )ان استعرض ذلك فى حلقات متتالية ارجو ان يتسع لها وقت و صدر القارئ الكريم و الذذى ارجو ان يمدنا بآرائه و ملاحظاته و مقترحاته حول الموضوع خاصة من ذوى الدراية و الخبرة فى هذا المجال .
المقدمة :
من المعلوم ان تقدم الأمم وازدهارها فى كافة المجالات، يستند في المقام الأول على التخطيط السليم المبني على أسس صحيحة مستمدة من نتائج البحوث العلمية التى تعني بالشؤون المادية والفكرية والروحية للإنسان، وهذا يتطلب من الدولة ان تضع البحث العلمى فى اولوياتها وان تعمل علي توفير الدعم المادى والمعنوى فى هذا المجال .
ان تاريخ البحث العلمى فى السودان، يرجع الي بداية القرن الماضى ابان الحكم البريطانى عندما وضع السير هنرى ويلكوم ( Sir Wellcome ) اللبنة الأولى للبحوث العلمية فيما عرف بمعامل «ويلكوم» ومركز البحوث الصناعية، بالاضافة لما يجرى بالجامعات والوزارات المختلفة من نشاطات بحثية. وقد توج هذا الاهتمام بالبحث العلمى بقيام المجلس القومي للبحوث فى السبعينيات، والذى كان المنشأة البحثية الأولى فى القارة الافريقية ، وكان يعد مفخرة لأهل السودان، يخطط ويدرب ويمول ويجرى البحوث العلمية الهادفة لحل مشاكل الانسان السودانى الصحية والاقتصادية والاجتماعية، الى ان تداركه الاهمال وشاخ واصبح نسياً
منسيآ.
والسودان هذا الوطن القارة و الملئ بالخيرات و الموارد من شتى الصنوف و الانواع يتأسف المرء ان يراه مازال متأخرآ ( بمئات السنين الضوئية ) عن ركب التقدم و التنمية حتى عن بقية بلدان العلم الثالث ناهيك عن بلدان العالم المتقدم بالرغم من ان السودان قد سبق دول القارة الافريقية فى اقامة اول منشأة بحثية و هى المجلس القومى للبحوث فى السبعينات من القرن الماضى كما ذكرنا . و مما لا شك فيه ان هنالك العديد من العوامل التى ساهمت فى هذا التأخر و لسنا هنا بصدد تعداد تلك العوامل و مناقشتها و لكن اعتقد ان من اهم تلك العوامل هى الجهل و التخلف العلمى ..... كما ان بلدآ بحجم السودان و موارده الطبيعية الضخمة فى ظل قلة عدد سكانه ( مقارنة بهذه الموارد و مقارنة بكبر المساحة و الحاجة لتعمير و استغلال كل ذلك الخير الكامن فيها ) فان الطريق الامثل هو البحث العلمى بمعناه الشامل لكل مناحى الحياة عندنا .
و لنقف على حقيقة تأخرنا فى البحث العلمى علينا فقط ان نلقى نظرة على الجدول ادناه عن
مؤشرات الواقع العلمى والتقانى فى السودان للعام(1994)
المؤشر : المتوسط فى البلاد المتقدمة : المتوسط فى البلاد العربية : الواقع فى السودان
الطاقةالكهربائية: 1500/2000 واط للفرد 500/4000 واط للفرد 25 واط للفرد
الاسمنت : 0.7/1 طن للفرد 0.5/ 2 طن للفرد 0.025 طن للفرد
الحاسوب : 1 لكل 20000:10للفرد 1 لكل 1/2 ألف للفرد 1 لكل 20000:10للفرد
الباحثين المتفرغين : 80:70 فى 10 ألف 7ر1 فى 10 ألف 2ر0 فى 10000
الانفاق على البحث العلمى : 8ر2 بالمائة 2ر0 بالمائة 15ر0 بالمائة
المهندسون و الفنيون : 1 لكل 200:50فرد 1 لكل 2000:1000 1 لكل 5:3 ألف فرد
إن تدنى معدلات مؤشرات العلوم والتقانة فى السودان الذى يعكسه هذا الجدول يدعو الى مضاعفة هذه المعدلات – مما يلقى على الباحثين الدورالأكبر فى إيجاد السبل التى تعين على رفع هذه المعدلات.
نحن فى السودان نحتاج للبحث العلمى للاستغلال الأمثل لمواردنا الطبيعية الضخمة المكتشف منها و غير المكتشف ، و غنى عن القول و النقاش حوجتنا الماسة جدآ لاعمال البحث العلمى لاستغلال ثروتنا الزراعية و الحيوانية . هذه الثروة التى حبانا بها الله و التى حتى تاريخه لم نستفد منها الا النذر اليسير ( انظر مثلآ الى هولندا الدولة الصغيرة جدآ فى المساحة و التى تصدر لكل العالم منتجاتها الزراعية و الحيوانية من زهور و بذور محسنة و البان و ابقار مهجنة علميآ و ذات انتاجية عالية جدآ ) اين نحن من ذلك ؟؟؟
نعم ، قد تداركت الدولة هذا اخيراً فأنشأت وزارة العلوم والتقانة التى ننتظر منها ومن وزارة التعليم العالى والبحث العلمى الكثير لدعم البحث العلمى وتطوير منشآته خاصة وأن على رأسها من نفخر بهم من علمائنا الأجلاء . ومن المرافق التى انشئت حديثاً، ادارة البحوث بوزارة الصحة والتى قامت بجهد مقدر للارتقاء بالبحوث الصحية التطبيقية رغم ما واجهها فى الفترة الاخيرة من صعاب لا داعى للخوض فيها .
ان البحث العلمى مكلف، وعلى الدولة ان تدبر المال اللازم لتطويره، ومن الموسف حقاً اننا ما زلنا نعتمد على الدول الأجنبية في تمويل مشاريعنا البحثية وقد رفعت هذه الدول يدها عن ذلك بسبب الحصارالمفروض على البلاد . ونسبة لضعف التمويل الداخلى، فقد تراجع البحث العلمى لمستويات دنيا مما حدا بالكثير من الباحثين للهجرة خارج البلاد، أو الاتجاه الى مهن أخرى ان وجدت .
ولعل اخطر ما حدث فى السنوات الاخيرة، اننا أصبحنا فريسة للمعونات الأجنبية المشروطة، والتى تستغل ضعف وانعدام التمويل الوطنى فتملى على الباحث السودانى شروطاً مجحفة ومذلة بدءاً باختيار الموضوع البحثى الذى ربما لا يكون من الاولويات الوطنية، او ان يكون له هدف يخدم مصلحة اخرى غير مصلحة أهل السودان او ان تصر الجهة الممولة الاجنبية، ان يجرى البحث تحت سيطرة اجانب رغم وجود وطنيين اكثر خبرة وحنكة فى تخصصاتهم، مما يعد مذلة لعلماء السودان وانتهاكاً للسيادة الوطنية .
و عليه فمن واجب الدولة أن تسن من القوانين والتشريعات ما يحول دون ذلك، وان توفر الدعم المادى لتطوير البحث العلمى وحتى لا يكون باحثونا عرضة للتهميش والابتزار الفكرى وهم فى ديارهم، و«ما غزى قوم فى عقر دارهم الا ذلوا» .
واننا كغيرنا ولا شك، نشجع التعاون مع الباحثين فى شتى بقاع الدنيا، ولكن يجب ان لا يكون هذا التعاون علي حساب السيادة والمصلحة الوطنية، وان يكون بالتكافؤ والاحترام المتبادل .
..................................................................
المراجع :
** مقال بجريدة الصحافة للبروفسيور احمد محمد الحسن - معهد الأمراض المتوطنة .
** استراتيجية العلوم و التقانة فى عصر العولمة :http://www.arifonet.org.ma/data/research/docs3/ASR.htm
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يا ســــــودان : هز اليك بجذع البحث العلمى يتساقط عليك تقدمآ .....و..... رقيآ (Re: KOSTA)
|
الأخ كوستا..
شكراً جزيلاً لك على فتح هذا الموضوع الهام و الحيوي..
و اسمح لي بأن أقوم هنا بإيراد رأي شقيقي د.أسعد خالد في التجربة الباكستانية في هذا المجال..
Quote:
قبل عدة أعوام قرر الرئيس الباكستاني برويز مشرف أن يستخدم في الوزارات الحيوية (من وجهة نظره) الخبراء بدلاً من السياسيين . فكان أن ضم الى طاقم حكومته وزيرين في و زارة المالية و وزارة العلوم والتكنولوجيا . استدعى الرئيس الباكستاني البروفيسر عطاء الرحمن من معهد أبحاث الكيمياء الذي كان يرأسه في كراتشي ليعرض عليه تولي وزارة العلوم والتكنولوجيا . قَبِل البروفيسر العالم هذا التكليف الرئاسي لكن بشروط !! كان أهمها أن تُضاعف ميزانية الوزارة . و في خلال عام واحد قام الرئيس برويز مشرف بمضاعفة ميزانية وزارة العلوم والتكنولوجيا الى 6000 (سته الآف) ضعف تشكل الآن حوالي 1% من مجمل ميزانية الدولة . بل إن البرلمان الباكستاني أقر بعد ذلك مشروعاً يؤدي الى رفع هذه النسبة الى 5% من مجمل الميزانية في خلال السنوات الخمس القادمة .
ولأن المقام لا يتسع للحديث مطولاً عن ما يجري في مضمار العلوم والتكنولوجيا في هذا البلد الإسلامي فسوف أوجز أهم ما قامت به وزارة العلوم و التكنولوجيا في شكل نقاط :
1- ثشجيع الخبرات المهاجرة والأجنبية على العودة والعمل في باكستان وفق برنامج يهدف لنقل التكنولوجيا المتقدمة للبلاد . و تقوم الوزارة بدفع راتب مغري للباحث يتراوح بين 2000- 4000 دولار أمريكي وبتجهيز معمل متكامل له .
2- إلزام جميع الجامعات برفع مؤهلات كوادرها العاملة في أطقم التدريس الى درجة الدكتوراه على نفقة الدولة .
3- توفير الدعم المادي اللازم .. بل - وبحسب رأيي - الأكثر من اللازم .. لكل الباحثين العاملين في جميع الجامعات و مراكز البحوث العلمية .
4- إلغاء جميع الضرائب و الجمارك والعوائد .. الخ.. المستحقة للدولة على جميع ما تستورده الجامعات و مراكز الأبحاث من أجهزة أو مواد .
5- توفير خدمات الإنترنت (السريع) مجاناً لجميع مراكز الأبحاث و الجامعات الحكومية أو الخاصة.
6- توفير إشتراك مجاني في أكثر من 20000 (عشرين الفاً) من الدوريات العالمية عبر شبكة الإنترنت ولجميع مراكز الأبحاث و الجامعات الحكومية والخاصة .
7- إطلاق خمسة أقمار صناعية تستخدم حالياً بواسطة الجامعة الإفتراضية الباكستانية (Virtual University) لبث برامجها التعلمية عبر العديد من القنوات التلفيزيونية التعليمية المتخصصة و على مدار الساعة .
8- إستبدال النظام الوظيفي في الجامعات البكستانية بنظام ال (tenure-track) والذي قد يصل راتب البروفيسور بموجبه الى 2000 (ألفي) دولار أمريكي ، و هو ما يعادل أربعة أضاف راتب الوزير الإتحادي في الدولة .
9- زيادة ميزانية الجامعات و المراكز البحثية و رفعها لعشرات الأضعاف .
هذه النقاط لخصت بعض ما يجري في باكستان في مجال التعليم العالي و البحث العلمي . و أحسب أن هذا الغيض ربما يكون كافياً لإعطاء فكرةٍ وآضحةٍ عن ما يدور في العالم من حولنا ، و خاصة في دول العالم الثالث التي ما فتئت تحاول جاهدة لكي تلحق بركب الأمم . ومن المؤمل وهذا جهدها أن تستطيع ذلك و ربما في فترة زمنية قياسية . لقد وآجهت الباكستان من قبل تحدي القوة ، فاصبحت بفضل الدراسات و الإستراتيجيات و السواعد الوطنية ضامنة لامنها الإقليمي . و ها هي الآن تدرك أن التحدي القادم هو التحدي العلمي و الإقتصادي و تسعى جاهدة لمواجهته بالدراسات و الإستراتيجيات و العقول الوطنية كذلك .
و السؤال الأهم هو متى سوف ندرك نحن في السودان تحدياتنا ومتى نواجهها – مثل بقية العالم - بالدراسات و الإستراتيجيات والعقول و السواعد الوطنية ؟
|
من هنا..
رسالة شكر من شقيقي د. أسعد خالد إلى مهنئيه..و إلى المهت...اذا عن البحث العلمي؟
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يا ســــــودان : هز اليك بجذع البحث العلمى يتساقط عليك تقدمآ .....و..... رقيآ (Re: KOSTA)
|
الأخ كوستا
شكراًعلى الموضوع الهام وهنا بعض آرائي فيه ..
مبدئياً يجب علينا الانتقال من خانة الإستهلاك إلى خانة الإنتاج فبدل أن نكون مستهلكين للتكنولوجيا والأبحاث العلمية يمكننا أن نحاول انتاجها , كيف ؟
*الإهتمام بالإنسان والذي هو أساس البحث العلمي وتنميته وتطويره فكرياً ومعرفياً وهذا ليس صعياً فإنسان بلادي من أكفأ وأنجح الكوادر البشرية محلياً وعالمياً - وقد ثبت هذا عملياً-وتتوفر لديه القابلية والمقدرة العالية للقيام بهذه المهمة .
* على الدولة إيلاء البحوث العلمية ما تستحق من تمويل مادي كافٍ وهذا يعتبر استثمار ناجح على المدى البعيد , استثمار للإنسان والمال الثروات القومية ومعروف أن كل الدول المتقدمة لها ميزانية سنوية ثابتة مخصصة للأبحاث العلمية وتعتبر من البنود التي لايمكن إسقاطهابأي حال من الأحوال .
يعتبر الإنسان و المال المحورين الأساسين والمحركين لعملية البحث العلمي لذا اكتفيت بذكرهما أولاً .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يا ســــــودان : هز اليك بجذع البحث العلمى يتساقط عليك تقدمآ .....و..... رقيآ (Re: تيسير عووضة)
|
الاخت تيسير
الشكر الجزيل على المداخلة الطيبة
فعلآ محور و سنام الامر هو الانسان السودانى
و أتفق معك فى ان هذا الانسان يمتاز بالذكاء و البصيرة النافذة و قد بذ العديد من اقرانه على مستوى العالم و ادهشهم بمقدراته العقلية و العلمية الفائقة
بس زى ما ذكرتى انتى كيف نهيئ لهذا المبدع الظروف المثلى لكى يعطينا الانتاج العلمى الذى تحتاجه بلادنا لكى تنمو و تتطور ؟؟
بالنسبة للدولة فلو لاحظتى من الجدول اعلاه ان الانفاق على البحث العلمى عندنا لا يتجاوز 0.15 % على اكثر تقدير من اجمالى الانفاق القومى السنوى ، فلا اتخيل ان هذا المبلغ الضئيل يمكن ان يساهم بأى قدر فى تسيير حتى اعمال روتينية لأصغر محطة بحوث نائية فى السودان ناهيك عن استراتيجيات بحثية و خطط مبرمجة لابحاث تنهض بالأمة .
عمومآ سأعود لنقاطك المنطقية عندما نتناول مقترحات الحلول لمستقبل البحث العلمى بالسودان فأرجو ان تواصلى فى عرض مزيد من المقترحات و الملاحظات ..
لك الشكر
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يا ســــــودان : هز اليك بجذع البحث العلمى يتساقط عليك تقدمآ .....و..... رقيآ (Re: KOSTA)
|
مرحبتين يا كوستا
و الله موضوع غاية في الأهمية
الحكّام في السودان، على مرّ الدهور و الأشكال السياسية، كانوا قاصري الخيال، و المشاريع الهامة تحتاج لأحلام كبيرة لم تتوافر لديهم يومآ فالأحزاب تختصم حتى يجيء العسكري و هو ينفق وقته و جهده في ضبط الأمن حتى تطيح به ثورة شعبية!
لكن كلامك و كلام الدكتور أحمد و كلام عبدالجليل نادوس2000 في موضع آخر كلها تصب في مجرى واحد و هو أهمية قيام المؤسسات البحثية و دعم الباحثين و العلماء و توفير الدعم اللازم لهكذا مؤسسات. نحن لم نخرج القطاع الخاص بعد من دائرة العطاء المحدود للمجتمع مثل تجميل صواني المرور و صيانة المدارس! يجب أن نسمع عن ميزانية ضخمة للبحوث و تمويل من الأسماء الماليّـة الكبيرة مباشرة لتلكم المشاريع يقابله إعفاء جمركي و ضرائبي للشركات التي تدعم الباحثين.
جميل يا مولانا كوســتا.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يا ســــــودان : هز اليك بجذع البحث العلمى يتساقط عليك تقدمآ .....و..... رقيآ (Re: abuguta)
|
ابا قوته
كيفنك يا الطيب اصلك
يا سيدى انت الاجمل و الاوفى لزملاء الكفاح " البوردى "
عليكم يقع عبء كبير فى تنشيط "بحوث " الحاسوب و تقنايته فى بلد " فطير " فى هذا الجانب كالسودان و انتم المتخصصون فى هذا الجانب .
ليتنا نعرف حصيلتنا " الاحصائية " من النسبة المئوية لاستخدام السودانيين للحاسب الآلى سواء على مستوى القطاع التعليمى او دواليب العمل المختلفة ... شخصيآ لم ارى اى احصائية فى هذا المجال .
التحايا
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يا ســــــودان : هز اليك بجذع البحث العلمى يتساقط عليك تقدمآ .....و..... رقيآ (Re: الطيب بشير)
|
الاخ الطيب بشير
الشكر الاجزل لمداخلتك القيّمة .
و الحقيقة " الدائرة الخبيثة " لموال العسكر و الاحزاب يعتبر مثالآ حيآ لغياب التحليل و البحث الموضوعى لهذه الظاهرة . نحن مثلآ فى السودان لا نملك مراكز للدراسات الاستراتيجية و الدراسات السياسية و التى لها القدرة على تحليل الاوضاع العامة للبلد و قياس اتجاهات الرأى العام السودانى و موجهاته الفكرية و تطلعاته و عكس ذلك فى تقارير او دراسات منشورة تتيح لمتخذى القرار التنبه و اتخاذ الحيطة و الحذر فى قراراتهم و فى مصير هذا البلد الهام . اتفاقيات السلام او الحرب لا بد من دراستها من كل جوانبها و دراسة تأثيراتها الايجابية و السلبية على كل المجتمع و كيفية التحوط لكل ما يطرأ مستقبلآ ( علم النفس الاجتماعى كمثال ) .
النزوح و الهجرة من اطراف البلد للعواصم او العاصمة الخرطوم بالتحديد( كمثال آخر ) هل تمت دراسة ذلك على اسس علمية سليمةو محايدة بحيث تضع مؤشرات حلول لمتخذى القرار لحل هذه المشكلة الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية فى آن واحد ؟؟
القطاع الخاص دوره هام جدآ اذا علمنا ان جانب هام من البحث العلمى فى العلم يتم تمويله من قبل الشركات و القطاع الخاص و ذلك للاهمية و المنفعة الكبيرة التى تعود عليهم من الانتفاع بنتائج تلكم الابحاث ... و لكننا فى السودان نفتقر لمساهمة البحث العلمى فى كل اشكال الانتاج الخاص بالقطاع الخاص ( اللهم الا النذر القليل جدآ و الذى لا يكاد يذكر ) و بالتالى لا يتشجع هؤلاء فى دعم جهود البحث العلمى ( و يصح هنا العكس ) .
عمومآ لى عودة اخرى لاهمية البحث العلمى فى الحياة السياسية السودانية و كذلك اهمية و دور القطاع الخاص و حيويته للبحث العلمى فى السودان.
شكرآ يا عزيزنا الطيب مع امنياتنا بالمواصلة خاصة و انت ممن يمكنهم الكتابة عن اهمية و دور البحث العلمى فى قطاع الاعلام و الاتصالات بصفتك واحد من قبيلة الاعلاميين بالبورد .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يا ســــــودان : هز اليك بجذع البحث العلمى يتساقط عليك تقدمآ .....و..... رقيآ (Re: KOSTA)
|
أخي الفاضل كوستا.. أشكرك على الاهتمام بموضوع البحث العلمي في السودان.. وللأسف الشديد جدا أن هاتين الكلمتين: "السودان" و"البحث العلمي" لا تلتقيان حتى الآن. السودان كبؤرة وتجسيد حي للتخلف، والبحث العلمي كأداة لتحقيق التنمية المستدامة.. ولا اعتقد أن البحث العلمي قد تم تهميشه وإذلاله في أي رقعة من بقاع الأرض مثلما حدث في السودان.. الحديث عن البحث العلمي في السودان محزن ومبدد للآمال.. والسودان من البلدان القليلة التي تنكرت لعاطفة الأمومة لأبنائها من المشتغلين بالبحث العلمي، فتخلت عن حقها في الأمومة والحضانة وتصدقت بهم لشعوب العالم أجمع، وقامت بوأد بعضهم.. وهاهو السودان يدفع الثمن غاليا لتخلفه عن ركاب البحث العلمي.. وأسوء ما قام به السودان هو تحويل العلماء والقابلين لأن يصبحوا علماء إلى سياسيين: فشلوا فشلا ذريعا في السياسة وفاتهم قطار البحث العلمي.. السودان جلب لنفسه التعاسة عندما حول الجامعة من منجم للبحث العلمي إلى ساحة للهرج والتهريج السياسي..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يا ســــــودان : هز اليك بجذع البحث العلمى يتساقط عليك تقدمآ .....و..... رقيآ (Re: محمد الأمين موسى)
|
الاخ محمد الامين موسى
تحياتى
مداخلتك عن تخلى السودان لعلمائه لسائر اقطار الارض و وأد بعضهم و كذلك تحويل بعضهم الى سياسيين و " اشباه سياسيين " ، بل و تحويل الجامعات الى ساحات للتناحر السياسى على حساب التحصيل العلمى هو واقع معاش و حقيقى للأسف الأشد ( سأتناول بشئ من التفصيل لاحقآ تدهور البحث العلمى بمؤسسات التعليم العالى و منها الجامعات ) .
ظاهرة هجرة العلماء " او تهجيرهم " اصبحت ظاهرة عالمية و خاصة فى دول العالم الثالث و هى ما يعرف بظاهرة " نزف العقول BRAIN DRAIN " و اعتقد ان السودان من اكثر الدول التى عانت - و تعانى - من هذه الظاهرة ( مسببات ذلك و كيفية تلافيه هو من اهداف هذا البوست و سنحاول استعراض ذلك لاحقآ ) .
لفت نظرى فى مداخلتك تحويل العلماء او الذين فى طريقهم لان يصبحوا علماء الى سياسيين فاشلين لم يفلحوا فى السياسة و فى نفس الوقت قد فاتهم قطار البحث العلمى ( يعنى كما قال الشاعر الحلمنتيشى و هو يهجو احد الطلاب : لا طبآ بلغت ، و لا زراعة ) ... و هذه حقائق واقعية للاسف ايضآ ( على سبيل المثال : بروفسور حسين ابوصالح كان من اكبر و اعظم علماء المخ و الاعصاب فى السودان و المنطقة و لكنه بقدرة قادر تحول الى سياسى و رئيس حزب سياسى ... ، بروفسور احمد على قنيف من علماء السودان الزراعيين المشهود لهم بالكفاءة ..اين هو الآن؟؟ ... ، د.الجزولى دفع الله اخذته السياسة و هو فى قمة عطائه العلمى ....الخ و القائمة تطول ) .
لك امتنانى اخ محمد و اتمنى ان تتحفنا مجددآ بآرآئك حول الموضوع .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يا ســــــودان : هز اليك بجذع البحث العلمى يتساقط عليك تقدمآ .....و..... رقيآ (Re: KOSTA)
|
| Quote: شكرآ يا عزيزنا الطيب مع امنياتنا بالمواصلة خاصة و انت ممن يمكنهم الكتابة عن اهمية و دور البحث العلمى فى قطاع الاعلام و الاتصالات بصفتك واحد من قبيلة الاعلاميين بالبورد . |
الحبيب كوســتا
كيف حالك
الإعـلام السـوداني له مغيــســـات تاريخـيّـة
السـيطرة الحكومـيّـة هي أسباب الفشل الإذاعي و التلفزيوني
لأن الخاص يقوم على الإعلان ..و لن يعلن المموّل في قناة لا يشاهدها أحـد، طبعآ نحتاج أيضآ لهيئات تقييم المشاهدة و تصنيف المحطّات الإذاعية و التلفزيونية التي تعمل rating لهاتيك الأجهزة و تجعل الترتيب متاحآ للجميع و بالتالي المعلنين عارفين منو بيساوي كم؟.. و إذا لم يجتهد أصحاب المحطّـة في التجويد لن يجدوا مالآ يدفعوا به فواتير تشغيلها..هذا ليس بالضرورة حالنا في الســودان.
الأمــر عندنا خبط عشــواء
كان المثال القريب من النجاح هو الصحافة السودانيّة
ملكيّتها الخاصّـة جعلتها قريبة من النموذج السليم
الزول بيقوم من النوم و يشيل قروشو و يمشي الكشك عاااااارف إنّو عاوز الأيام /الخرطوم بالتحديد لو مافي ما عاوز..لو بتاع الكشك قال ليهو أدّيك الأنباء بيزعل منّـو..بنفس القدر هناك جمهور ألوان/الراي العام/ الصحافة ..الخ..يعني التقييم حصــل شعبيّآ.. لكن لأن الدولة مسيطرة تجدها تقوم بتوزيع الإعلان على الصحف!! بالطبع هذا سـخف، ما دخل الدولة هنا؟..
كيـــــــــــــــــــــفك
هناك صحف لن يدخلها معلن حتى يدخل الجمل ،مرتاحآ، في سـم الخياط
و لا بدّ من دعمها لأنها صحــف الحكومة
هنا يأتي لي عنق الإعلان ليدخل تلكم الصحف الفاشلة
الأساس هو الوضع السياسي
إن صـحّ نمت العافية في مؤسـسـات البحث العلمي و العدل المهني
و إن اعتلّ تداعى له سائر الأداء الرسـمي بالسّـهر و الحـمّّـى.
بجيك تاني يا كوستا
تسلم
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يا ســــــودان : هز اليك بجذع البحث العلمى يتساقط عليك تقدمآ .....و..... رقيآ (Re: othman mohmmadien)
|
الاخ عثمان محمدين
لك الشكر على المرور من هنا
اتفق معك فى ضعف تمويل الدولة للانفاق على مشروعات البحث العلمى فى الدول العربية عامة و خاصة فى السودان .. ، و هذا ما جعل الفجوة بين اقتنائنا للمعرفة التقنية و بين ما تقتنيه الدول المتقدمة منها شاسعآ .... و الارقام الموجودة فى اعلى البوست تدل دلالة واضحة على ذلك ( 0.15 % من حجم الانفاق القومى يذهب للبحث العلمى و تلك ارقام عام 1994 و لا ادرى هل زاد هذا الانفاق الىن ام قل عن هذه النسبة ؟ )
التهانئ و التبريكات للدكتور عمر عوض الله على نيله للدكتوراة فى موضوع حيوى و غير مطروق فى مجال البحث العلمى عندنا فى السودان و هو موضوع الفيدرالية و ليت الناس عندنا فى السودان تكون لها اولويات للبحث العلمى فلا يعقل ان بلدآ كالسودان به تعددية اثنية و ثقافية و به ازمة حلم ماثلة منذ ومن طويل و لا يوجه النظر الى البحث عن انجع الطرق للحكم فى السودان و ذلك عن طريق البحث و التحليل و ربط الاطر النظرية بالواقع المعاش من حيث دورات الحكم الفاشلة و التى تتعاقب رغم فشلها ... أليس ذلك مدعاة للسخرية ؟؟ ... و اعتقد انه يجب ان يبدأ بجيل مثل جيل د. عمر عوض الله ارساء اللبنات الاولى او العلمية لتشخيص علل الحكم فى السودان بدراسة التجارب المريرة التى مررنا بها و التخطيط السليم لانجع الطرق فى حكم بلد مترامى الاطراف و متنوع الثقافات و الملامح كالسودان ، و لتكن الفيدرالية سنام الامر فى ذلك .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يا ســــــودان : هز اليك بجذع البحث العلمى يتساقط عليك تقدمآ .....و..... رقيآ (Re: KOSTA)
|
| Quote: لفت نظرى فى مداخلتك تحويل العلماء او الذين فى طريقهم لان يصبحوا علماء الى سياسيين فاشلين لم يفلحوا فى السياسة و فى نفس الوقت قد فاتهم قطار البحث العلمى ( يعنى كما قال الشاعر الحلمنتيشى و هو يهجو احد الطلاب : لا طبآ بلغت ، و لا زراعة ) ... و هذه حقائق واقعية للاسف ايضآ ( على سبيل المثال : بروفسور حسين ابوصالح كان من اكبر و اعظم علماء المخ و الاعصاب فى السودان و المنطقة و لكنه بقدرة قادر تحول الى سياسى و رئيس حزب سياسى ... ، بروفسور احمد على قنيف من علماء السودان الزراعيين المشهود لهم بالكفاءة ..اين هو الآن؟؟ ... ، د.الجزولى دفع الله اخذته السياسة و هو فى قمة عطائه العلمى ....الخ و القائمة تطول ) . |
أخي الفاضل كوستا.. المعرفة لا تأتي من فراغ.. والعلم بحر بلا شطئان، فلا يستوي أن يقضي المرء معظم أوقاته بين الأركان وقراءة الصحف والونسة حول أخبار الزعماء وماذا قالوا وماذا فعلوا، وفي الوقت ذاته ينكب على التحصيل وتركيز الذهن على القضايا العلمية.. لا يعترف السودانيون بأن صناع النهضة هم العلماء وليسوا السياسيون..
قرأت في مذكرات العالم السلوكي فردريك ب. سكينر أنه قضى ثلاثة أشهر محبوسا في داره مع فئرانه ولا يدري ما يدور خارجه ولا يدري حتى من هو الرئيس.. وحكى يوم زارهم العالم الجليل بافلوف وكيف ذهبوا لاستقباله وكأنهم يستقبلون رئيس العالم! وحكت العالمة مرجريت هربرت ميد أنها قضت حوالي 15 سنة في غابات الكونوغو لتدرس عالم القرود، ولتبرهن أن هناك مساواة بين الجنسين في مجتمع القرود.
ولذلك تجدنا نتحاشى في عالمنا العربي لقب "عالم" لأن هذا اللقب لا يمكن التحايل عليه، فيفضل "العلمويون" ألقاب، مثل: مفكر - خبير - مختص.. إلخ من الألقاب التي لا يمكن التحقق من جدواها داخل المجتمع العلمي.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يا ســــــودان : هز اليك بجذع البحث العلمى يتساقط عليك تقدمآ .....و..... رقيآ (Re: banadieha)
|
العزيز بناديها
لا شك ان الامر برمته مرتبط ببعضه ارتباطآ عضويآ لا انفكاك له . فاللبنة الاولى كما تكرمت هى التعليم العام و ما قبل حتى التعليم العام لتنشئة جيل قوى متسلح بالكثير من الرؤى الصائبة و الممهد فطريآ لتلقى العديد من العلوم و المعرف فى شتى المجالات بعيدى عن القوالب المعرفية الجاهزة و الغير مجدية فى تنمية جيل يمكن ان يعتمد عليه فى تحمل اعباء المستقبل ، و بل و مواجهة تحديات الاستلاب الثقافى و المعرفى من خلال ما يعرف بالعولمة .
اعتقد ان اخطر تحدى يواجه من يتصدى لامر التعليم العام فى السودان هو كيفية وضع مناهج قومية تراعى واقع السودان من كل النواحى و تراعى تعدده المدهش فى كل شئ ... هذا جانب ، و الجانب الآخر ان نراعى الابتعاد فى العملية التعليمية عن التلقين و اعادة المعلومات بالحفظ و هى طريقة أكل عليها الدهر و شرب و يمكن يكون نام كذلك .. و لكن ان يراعى تقديم التعليم فى المرحلة العامة على اساس تنمية التفكير الابداعى لدى الطلاب و تشجيع النوابغ و الموهوبين منهم و الاعتناء بهم عناية خاصة .
اتفق معك اخى بناديها فى اهمية تعلم اللغات الحية منذ وقت مبكر خاصةإن تعلم لغة أجنبية أو أكثر عمل مفيد لكل فرد من افراد المجتمع بغض النظر عن موقعه الاجتماعي او موقعه فى السلم التعليمى . كما أن معرفة أكثر من لغة من شأنه أن يوسع مدارك الفرد. وفى أحيان كثيرة وفى مجالات معرفية كثيرة اللغة الأجنبية ضرورة وليست من قبيل الترف المعرفى او " البوبار ". لكن و بنفس القدر يجب عدم إهمال اللغة ألأم اوالتنصل منها فذلك يعد ضرب من الاغتراب الذي يشكل تهديدا لاستمرار الهوية الثقافية ، بل يجب ان يسير تعلم الغة الام و اللغة الاجنبية فى خطين متوازيين .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يا ســــــودان : هز اليك بجذع البحث العلمى يتساقط عليك تقدمآ .....و..... رقيآ (Re: محمد الأمين موسى)
|
في الحقيقة كنا متفائلين بإنشاء وزارة العلوم والتقانة والبحث العلمي عندما أنشأها البروفيسور الزبير بشير طه قبل أن يصبح وزيراً للداخلية.
Quote: بالرغم من التباينات الفنية والتنظيمية في خطط وبرامج التنمية فإن معدلات الإنتاجية لم تشهد إرتفاعا متواصلا ومحسوسا، بل إن كل الدراسات والتقارير تتفق علي أن التذبذب والإنخفاض هي أبرز ملامح الأداء الإنتاجي وخاصة في مؤسسات القطاع العام، ويعزي ذلك، في الأساس، إلي ضعف قدرات قوي العمل علي مختلف المستويات الإدارية.
إن ما نحققه من عائد الإستثمارات القومية يجئ نتاجا لأنماط وأساليب إنتاجية وإدارية ومؤسسية متكررة وليس إنعكاسا لتطوير تقني وبحثي متصل.
أصبحت الميزة التنافسية في الأسواق العالمية تمثل المقدرة التى تمكن من تقديم خدمة وبكلفة وجوده تتيح فرصة كسب السوق العالمى، وذلك لا يتأتى إلا بمقدار جرعة المعرفة فى العمليات الإنتاجية وليس على تكثيف راس المال المادى وتتزايد أهمية البحث العلمي مع تطور تقنيات المعلومات والمعرفة والتى تشكل احد الدعامات الكبرى لعمليات التحول الإقتصادي الكلى لمواجهة عمليات التمويل والعولمة.
آلت للوزارة الهيئات البحثية والإستشارية التالية من حيث الأصول والوظائف:
هيئة البحوث الزراعية، هيئة بحوث الثروة الحيوانية، المركز القومي للبحوث، مركز البحوث والإستشارات الصناعية، هيئة الطاقة الذرية ويبلغ جملة العمالة فيها 8024.
تحتوي هذه الخطة على 127 برنامجاً و 577 مشروعاً
إدارياً تنفذ برامج الخطة في ثلاثة قطاعات هي:-
قطاع العلوم والتقانة
قطاع تقانة المعلومات والإتصال
قطاع العلاقات البينية ونقل التقانة |
وعلى ما أعتقد أن الوزير اليوم هو الفريق عبدالرحمن سعيد.. على العموم موقع الوزارة يعاني من الصدأ و عدم التحديث.. صورة البروف الزبير لا زالت في الصفحة الأولى للموقع..
http://www.most.gov.sd
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يا ســــــودان : هز اليك بجذع البحث العلمى يتساقط عليك تقدمآ .....و..... رقيآ (Re: أيمن جبارة الله الخضر)
|
الاخ ايمن جبارةالله
لك تحياتى
انشاء وزارة للعلوم و التقانة و البحث العلمى امر طيب و خطوة على الطريق الصحيح بلا شك ، و لكن لن يرتقى البحث العلمى بمجرد انشاء هذه الوزارة بلا لا بد من توفر معينات تمكن من تنفيذ اهداف البحث العلمى فى النهاية .
هل البنى التحتية للبحث العلمى قد تم تأسيسها ؟؟؟
هل تمكنت الوزارة من جذب العقول السودانية المنتشرة فى ارجاء الارش و المنافى ؟؟؟
هل تم تكوين كوادر ادارية واعية و مدربة للاشراف على - و وضع - خطط البحث العلمى و استراتيجاته المستقبلية ؟؟ ... هل ... و هل ....الخ .
لاعمال البحث العلمى فى الحياة العامة السودانية لا بد من وجود خطة واضحة المعالم تدرس اصل المشكلة و جذورها و انجع السبل ( فى ظل الوضع الراهن ) لحل تلك المشاكل بواقعية تامة و البدء خطوة للامام .
ضعف الانتاج و المنافسة فى الاسواق كلها تنبع من اصل واحد هو ضرورة توافر " الجودة " المتفق عليها عالميآ لاى منتج ... وذلك كما هو معلوم بالبداهة لا يأتى بالامانى و انما بالحث و التجريب العلمى و ارتياد آفاق التقنيات العالية المتبعة فى انتاج السلع ، بل و الخدمات .
شكرآ اخى ايمن على المرور
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يا ســــــودان : هز اليك بجذع البحث العلمى يتساقط عليك تقدمآ .....و..... رقيآ (Re: محمد الأمين موسى)
|
الاخ محمد الامين موسى
فعلآ صناع النهضة للسودان هم العلماء و ليس السياسيين.
لكن نحتاج لوقت ليس بالقليل حتى يصل العامة لهذا المستوى من الفهم ، و ذلك لا يتاتى الا بالتعليم و الوعى ... عندها لن تجد من يمجد السياسيين و يعطيهم فوق مكانتهم كما هو حاصل الآن .
علماؤنا من جهة اخرى يضيع وقتهم الغالى ( و هو حقيقة وقت البلد التى صرفت عليهم ) فى اللهث و الجرى وراء متطلبات الحياة الاساسية و تعليم الابناء ... فلا يجدون الوقت الكافى للقيام برسالتهم العلمية و البحثية كما يفعل غيرهم فى بلاد العالم المتقدم .... ، و هذا ما يدعو لان توفر الدولة كل المتطلبات الاساسية و الكمالية لهؤلاء النفر حتى يتفرغوا للبحث العلمى و سيكون ذلك واحد من مقترحات الحلول التى سيتبناها هذا البوست عند نهاية المناقشات الهادفة الجارية الآن .
لك الود اخى محمد
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يا ســــــودان : هز اليك بجذع البحث العلمى يتساقط عليك تقدمآ .....و..... رقيآ (Re: الطيب بشير)
|
الاخ الطيب بشير
ملخص مداخلتك يتمثل فى الوضع السياسى كما فهمت
لا نريد ان ندخل فى دائرة البيضة و الدجاجة ، و لكنى اعتقد اننا فعلآ نحتاج الى رؤية و تحليل علمى " محايــــــــــــــد " لكل اخفاقاتنا السياسية اسبابها و مسبباتها و كيفية معالجتها بطريقة سليمة بعيدآ عن التعصب الحزبى او الجهوى " الضيّقين " .
فلكى نصل للاستقرار السياسى ( و بالتالى تنصلح العديد من الاحوال تبعآ لذلك الانصلاح السياسى ) فلا بد من وجود مراكز بحوث استراتيجية فى الجوانب السياسية و الاجتماعية و الثقافية لبلد بحجم قارة كالسودان .
الاعلام المستنير و العارف لقضايا وطنه يجب ان يقود مثل هذه التوجهات ، و لكننا نرى تخلفآ مريعآ فى وسائل اعلامنا المسموع و المرئ و المقروء ( على مستوى البنيات التحت تحتية و على مستوى الكوادر المؤهلة و المدربة و التى تمتلك الحس الابداعى و الوطنى لتبصرة الرأى العام فى كل مناحى الحياة ) .
هل لدينا رؤية استراتيجية واضحة - و قابلة للتطبيق و التنفيذ - للاعلام السودانى و المطلوب منه على المدى القصير على اسوأ الفروض ؟؟؟ اين نحن ؟؟ و ماذا نريد ان نكون بعد حين من الزمان ؟؟ و كيف نحقق ذلك ؟؟؟ - هل نمتلك اى تجارب ( جادة ) عن استخدام البحث العلمى البحت فى المجالات الاعلامية المختلفة ؟؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يا ســــــودان : هز اليك بجذع البحث العلمى يتساقط عليك تقدمآ .....و..... رقيآ (Re: KOSTA)
|
إقرأ
ما أنا بقارئ
كررها الأمين جبريل عدة مرات، وهو يتأبط رسالة الخالق إلى مخلوقيه
ثم أعادها مجددا على محمد بن عبد الله
وهو بعد، فى مبتدأ الفتح ليصبح آخر الرسل والأنبيا
عليه أفضل السلام وأجل الصلاة، وعليهم جميعا
كان الله وجبريل ايضا، كان يعلم أن محمدا ليس بقارئ، فهو أمى
لكن المعنى كان
أن تَبَصَر وتَدَبّر وتَفَكّر يا محمد
فى كل شئ
هذا هو شأن الرسالات مع البشر منذ بدايتها وحتى منتهاها
تعلموا يا ايها البشر لتعمروا أرضكم
ألم يكن تعمير الأرض هو القصد مع عبادة الرحمن وما بين هذا وذاك
العزيز كوستا
كيف الأحوال
إذن
فإعمال العقل والتبصر فى مخلوقات الخالق العظيم، هو شأن كبير
به يتم العمران ويسمو الإنسان
ومطيته فى ذلك هو العقل، والعقل يصبح محض عضو حى يتنفس ويعيش ثم يموت إن لم يستغل فيما أريد له
البحث والتقصى والنبش فى أغوار الأشياء، سعيا للولوج إلى كنهها وجوهر معناها، هو السبيل الأوحد لبنى آدم كيما يستحقون المنزلة التى وضعهم فيها الخالق الجليل
وبنو السودان حتما ليسوا إستثناءا، بل أجدهم الأوفر حظا والأقرب نوالا إن هم سعوا وبحثوا وتدبروا فلديهم من المقومات ما لا يتوافر لسواهم، وفيهم من العقل ما يبز غيره
لكن تكالبت عليهم النوائب وجنت عليهم أيدى الشدائد
نسأل المولى أن يهيئ لنا السبل وأن نسمو بعقولنا بعيدا عن التنافر والتحارب والبغض
وأن نتجه صوب العلم والتعلم والبحث فى كل وشتى مباحث العلوم حتى نرتقى بوطننا وسودانيتنا ونتبوأ مقعد الرفعة والتقدم مع من سبقنا
الذى علم بالقلم
علم الإنسان ما لم يعلم
وما لم يعلمه الإنسان، لن يتأتى إلا بالبحث والعلم، فلا يمسى المرء وهو ساكن فى فراشه ويصبح وقد ملك العلم، بل لبد من السعى والكد، وهذا لا يتوفر إلا ببذل الإهتمام والعناية، ماديا ومعنويا بمجالات البحث والصرف عليها
ولك التحية يا صديق وأدامك المولى وابقاك طيبا
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يا ســــــودان : هز اليك بجذع البحث العلمى يتساقط عليك تقدمآ .....و..... رقيآ (Re: adil amin)
|
الاخ عادل امين
لك شكرى و تقديرى
عمل قاعدة بيانات و بيلوقرافيا عن علمائنا فى السودان هو لا شك امر اساسى و حيوى للبدء بداية صحيحة فى شأن البحث العلمى فى السودان . فعلماؤنا " مشتتون " فى المرافئ و المنافئ البعيدة بدءآ من عواصم الضباب و انتهاءآ بالعواصم الاستوائية .
كذلك فان عمل قاعدة بيانات و بيلوغرافيا عن جميع البحوث التى تمت و قام بها علماء سوادانيون تاخذ نفس الاهمية كخلفية لينطلق منها واضعى الاستراتيجيات المستقبلية للبحث العلمى عندنا .
عشرات المكتبات و المكاتب تزخر بمجلدات ضخمة عن بحوث او رسائل علمية thesis و لكن لم تنزل الى ارض الواقع و التطبيق .
لنبنى واقع بحثى من منظور جديد لا بد من الارتكاز على الموجود حاليآ و فى ما مضى .
لك الود
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يا ســــــودان : هز اليك بجذع البحث العلمى يتساقط عليك تقدمآ .....و..... رقيآ (Re: أبوذر بابكر)
|
اباذر
تحياتى و امتنانى
القول ما خطت يداك
و ديننا الحنيف هو الذى يحثنا على العلم و التعلم
ففى القرآن الكريم اعجاز علمى لم يكتشف الا القليل منه ، و فى السنةالنبوية على صاحبها افضل السلام الكثير من الحث على طلب العلم و كذلك بها قسم كامل عن " الطب النبوى " و هذا مبحث آخر يمكن لعلماء المسلمين ان يضيفوا به للارث العلمى العالمى و الانسانى ( لو اجتهدوا فى ذلك ).
هنالك الكثير و الكثير الذى يمكن للمسلمين ان يبزوا به العلم من خلال هذا الدين القيّم و الحنيف ... و لكن الجهل اخذ منهم كل مآخذ .
نحن فى السودان نمتلك كل مقومات البحث العلمى و اهمها العقول " الفذة " فقط تنقصنا الارادة العلمية ( على وزن : الارادة السياسية ) .. ، فكما يقال فان الارادة السياسية للحكومة هى التى فجرت البترول فى السودان فهل تعجز عن تفجير البحث العلمى به و هو لا يقل باى حال من الاحوال عن البترول فى اتيانه بالخير و الرفاه لهذا الشعب الطيب ( مع الاخذ بالعلم بان ثروة البترول مهما كثرت فهى الى نضوب و ثروة العلم تدوم الى ابد الابدين اذا حوفظ عليها )
التحية و المودة و الوداد ابو ذر و اسعدنا حقآ مرورك البهى و تناولك للبحث العلمى من منظور اننا مطالبين به من قبل ديننا الحنيف .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يا ســــــودان : هز اليك بجذع البحث العلمى يتساقط عليك تقدمآ .....و..... رقيآ (Re: عبد الله عقيد)
|
الاخ عبدالله عقيد
لا شك ان البوست و زواره قد ازدان بتوقيعكم الكريم و بوجودكم به
اعجبتنى جدآ صورة خط السكة حديد و هى تشق الفيافى و القرى فى شمالنا الحبيب
ترى متى تستفيد تلك القرى من خيرات البحث العلمى فى السودان ؟؟؟ فهى احوج اليه من غيرها من المدن او اشباه المدن ، فأهلنا فى الشمال و الشرق و الجنوب و الغرب و الوسط و حتى فى نواحى كثيرة بالعاصمة ينتظرون اليوم الذى يهنأون فيه بطيب العيش و رغده.
انهم يستاهلون ذلك و لا شك .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يا ســــــودان : هز اليك بجذع البحث العلمى يتساقط عليك تقدمآ .....و..... رقيآ (Re: عمر عبدالجليل البعشي)
|
الاخ عمر عبدالجليل
توفير البيئة الصالحة للتحصيل العلمى و بالتالى للبحث العلم لا شك هى الاساس الصحيح نحو بداية جادة لعودة نشاط البحث العلمى الفاعل بالسودان .
كما ذكر الاخ محمد الامين موسى فان جامعاتنا للاسف تحولت من مراكز تحصيل و بحث علمى الى هرج سياسى و معارك بين التنظيمات السياسية المتناحرة .
و لذلك فدخول المكتبة لمعظم اؤلئك الطلا ب يعتبر من " الترف " و "البذخ" غير الملائمين لمتطلبات المرحلة و ما درى هؤلاء انهم بجدهم و تحصيلهم و تسلحهم المتين بالعلم يمكن ان يقدموا للوطن اكثر مما يقدمونه بواسطة العراك السياسى البغيض ... اقول ذلك و لا اعنى ان يهمل الطلاب دورهم الوطنى و لكن يجب ان لا يكون ذلك هو الاساس و ما عداه لا يهم .
تحياتى اخى عمر و لك الشكر على المرور .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يا ســــــودان : هز اليك بجذع البحث العلمى يتساقط عليك تقدمآ .....و..... رقيآ (Re: KOSTA)
|
معوقات البحث العلمى فى السودان
يمكن اجمال اهم معوقات و مشاكل البحث العلمى فى السودان فى ما يلى :
1/ضعف اهتمام صناع القرار و الساسة بقضايا البحث العلمى و أثره فى بناء الامة و المجتمع .
2/ ضعف التمويل للبحث العلمى من قبل الدولة ( حوالى 0.15% من اجمالى الانفاق العام للدولة فقط يخصص للبحث العلمى حسب احصاءات 1994 ) و حتى مثل هذا التويل المحدود فانه يوظف للصرف على الشئون الادارية و البحث غير التنموى .
3/غياب التنظيم الادارى و الاطار البشرى الكفيلين بتحديد المشاكل البحثية و حجمها .
4/عدم وجود سياسة بحثيةعامة لها استراتيجتها و اولوياتها .
5/هجرة العقول البحثية بسبب الظروف الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية و وجود عوامل مثبطة و طاردة للكفاءات .
6/غياب الجو العلمى المناسب و الحرية و الطمأنينة ، و عدم توفر سبل العيش الكريم لتحفيز الباحث على العمل .
7/قلة اعداد الباحثين و العلماء المتفرغين للبحث ( 0.2 لكل عشرة الف فرد )
8/عدم مشاركة القطاع الخاص فى تمويل او دعم الابحاث .
9/قلة و شح الأطر الفنية المساعدة و اختلال النسبة بين اعداد الباحثين و الفنيين و غياب الاطر القيادية المؤهلة .
10/ ضعف الاجهزة و المعدات و المعينات البحثية و مواعين الاتصال و قدمها و عدم مواكبتها لمستحدثات العصر و ارتفاع تكاليفها .
11/ ضعف البحث العلمى فى الجامعات و المعاهد و ضعف الانفاق على التعليم العالى وكذلك ضعف المستوى العلمى لخريجى هذه الجامعات و المعاهد .
12/ عدم الاستفادة من مخرجات البحث العلمى و نتائجه .
................................................................
المراجع :
بعض هذه المعوقات تم اخذها من ورقة دكتور عبدالباقى بابكر رئيس هيئة التقييم و الاعتماد بوزارة التعليم العالى و التى قدمها لمؤتمر جودة التعليم فى الدول العربية
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يا ســــــودان : هز اليك بجذع البحث العلمى يتساقط عليك تقدمآ .....و..... رقيآ (Re: KOSTA)
|
الحضارة السودانية و المتاحف التى تعرض آثار تلك الحضارة تحتاج بشكل خاص الى البحث العلمى الواعى الذى يؤطر و يوثق لهذه الحضارات السودانية و يضعها فى مكانها الصحيح بعيدآ عن هيمنة بعض الحضارات الاخرى ( كالمصرية مثلآ ) و التى دائمآ ما تعرض حضارة السودان القديم و كأنها مرتبطة او ( نسخة مكررة ) للحضارة المصرية . كذلك تجابه قطاع الىثار و المتاحف نفس مشكلات البحث العلمى الاخرى و على رأسها ضعف التويل و هجرة الآثاريين للخارج .
و احيل القارئ الكريم الى ملخص موجز عن مؤتمر عمل المتحف السودانية الذى اقامته الجمعية السودانية للتراث الطبيعى :
كشف مؤتمر عمل المتاحف السودانية الذى أقامته الجمعية السودانية للتراث الطبيعى
برعاية جامعة الخرطوم وبالتعاون مع هيئة رعاية الابداع العلمى أن المتحف القومى لايمثل كل حضارات السودان كما أن العرض فيه قديم رغم التطور الذى حدث فى مدارس ونظريات الآثار السودانية . وقال د.صلاح عمر الصادق "تم إفتتاح المتحف القومى عام 1971م ليكون ناشرا للوعى القومى ووعاء لتبادل المعلومات لكن عدم تجديد العرض جعل المتحف يمثل جهة واحدة فى السودان لذلك لابد من عرض قومى للآثار لان محتويات المتحف جَلبت من مناطق الآثار التى هددها السد العالى والمملكة المصرية الحديثة والوسطى لذلك فهو يعطى إحساس أن الآثار مصرية ومتتبعة لمراحل التاريخ المصرى .
وطالب د. صلاح عمر الصادق "متحف الاثنوغرافيا" بجلب الكشك المروى ومعبد الإله الأسد وصنع بحيرة ليكون معبرا عن الآثار السودانية". وقال "لابد من تجديد العرض فى المتحف ومعرفة النقص بالنسبة للحضارات فى جنوب السودان "ويدعم دعوة تجديد العرض التى طالب بها د. صلاح عمر الصادق ماقاله البروفسير على عثمان محمد صالح من كرسى اليونسكو للآثار "قسم الآثار-جامعة الخرطوم" عن مشروع مدينة مروى القديمة الذى اكتشف أن مملكتى نبتة ومروى تزامنتا لعدة قرون وكانت كل واحدة منها حضارة مستقلة عن الأخرى لفترة تقارب 500 عام ". فقد ثبت أن بداية مدينة مروى كانت حوالى 1000ق.م ونبتة بدأت تتحول الى مقر حكم محلى أى غير مصرى فى ذات التاريخ لانها كانت قبل ذلك مقرا دينيا للإله آمون إله مصر الاعظم ، وهذا الإكتشاف يعنى أن السودان كان أرض الحضارتين بالفعل وأن الحضارة النوبية هى التى تقوت فى نبتة على إرث حضارة ككرمة وغزت مصر وحكمتها لما يقارب الستين عاما وقال البروفسير على عثمان "كنا نعتقد قديما أن نبتة جاءت بعد ألف عام من كرمة " وتابع "شهد وادى النيل وجوداً بشرياً 200 الف عام أى قبل تكوين النيل لإنه تكون قبل 30 ألف سنه " وأعلن المتحدثون فى المؤتمر أن الآثار السودانية الموجودة فى المتاحف العالمية أكثر من الموجودة فى المتحف القومى وعلل ذلك د. صلاح عمر الصادق بقوله إن الاثار كانت تصدر ، وقال البروفسير على عثمان محمد صالح (فى بداية التسعينات كانت هناك هجمة شرسة على الآثار مما أدى الى هروب الآثاريين وعملت على تحويل قيمة الأثر من تاريخية الى تجارية). المتحف ليس قومياً وطالب بعض المتحدثين بتغيير إسم متحف السودان القومى لإنه لايشمل كل حضارات السودان ودعا بروفسير على عثمان بإقامة المتحف الثقافى السودانى الذى يستطيع أن يقدم مكونات الشخصية السودانية فى محتوياتها البيئية والثقافية والاقتصادية والإجتماعية فى شكل عرض ملموس مرئى ومقروء ومسموع وقال (المتحف الثقافى الذى ينشأ على نتائج وموجودات علم الآثار أو علم الفلكلور أو كليهما مجتمعان ) وتابع (اننا فشلنا فى إنشاء متاحف ثقافية بالصورة المرضية حتى تتقدم الدراسات فى العلوم المعنية تقدما ملحوظا يؤدى الى الوصول الى فهم شامل وتراكمى بحيث نستطيع تكوين دوائر ثقافية كبرى من إعادة المادة الكثيرة جدا والمتفرق فى بقاع السودان المختلفة ) .
المتاحف ليست مخازن او دور ترفية فقط وأكد المؤتمر أن السودانيين يتعاملون مع المتحف كمكان للترفية ، قالت د إنتصار صغيرون الزين رئيس قسم الآثار-جامعة الخرطوم (إن من أهم أهداف المتاحف نشر الوعى العلمى والثقافى ورفع الوعى القومى وسط أبناء الوطن الواحد لذلك لايجب أن ينحصر دورها فى العرض فقط فهى ليست مخازن لحفظ التحف التى نخشى تلفها أو ضياعها) وزادت (إن المتاحف من المؤسسات التى يفترض أن تحقق للعلماء مايطلبون من دراسة وبحث ومايوجد فيها من أدوات أو حيوانات أو صناعات هى أدوات البحث العلمى للطلاب الجامعيين وغيرهم) . وأعلن المتحدثون فى المؤتمر أن المتاحف السودانية تنقصها المعامل المجهزه وقالت د. إنتصار صغيرون إن معمل متحف السودان القومى لايوجد به قسم لدراسة الفيزياء المادية Physical Anthropology مما يجعل تحديد أعمار القطع الآثارية مكلف جدا لإنها تدرس بالخارج لمعرفة أعمارها وتحديد فتراتها وأغلب عمل متحف السودان القومى الترميم الذى لاتوجد له ميزانية ومن المشاكل التى طٌرحت فى مؤتمر عمل المتاحف السودانية مشكلة التمويل التى تواجه كل المتاحف التى ينقصها البحث العلمى الذى يقوم به الخبراء العاملون بالمتحف وهى ليست هدفا فى حد ذاتها بل وسيلة لجمع المعلومات التى تحرك أنشطة المتحف المختلفة وقالت د. انتصار (إن التمويل هو المشكلة التى تعطل البعثات الآثاريه السودانية التى تنظر فى المشاكل التى يحتاجها السودان وكذلك مشكلة النقص فى المعدات والأجهزة لذلك تواجهنا مشكلة تحديد الأعتمار والتواريخ ، والبعثات الأجنبية التى تأتى للسودان تمولها المتاحف العالمية لسد النقص فيها ، وأضافت أن الباحث السودانى أصبح يعتمد على الإنترنت لان الدوريات لاتوجد فى المكتبات غير المتطورة ، وطالبت بوجود هيئة مستقله للبحوث لان البحث العلمى هو تحقيق نظرى أو عملى فى مسألة علمية من اجل توضيح الحقائق أو وضع قانون ، وقالت "ان البحث الاكاديمى لايهتم بأشكال الحياة وإنما يهتم بالقطع الأثرية فقط") . مشاعل ومطالب ومن المشاكل التى تواجه المتاحف هى سوء العلاقة بين المتاحف ووزارة التعليم العالى ، وقالت د.إنتصار "إن العلاقه بين المتاحف والتعليم العالى سيئة ومنقطعة ويجب وجودها وإتصالها واشتراك الجامعات والمتاحف فى التعليم والبحث العلمى لان كلاهما يعتمد على الكتب والبحوث أو المقالات ، وليقوم المتحف فى عرضه للمواد ذات الابعاد الثلاثية والجامعات هى التى تعد المختصين" . والمشاكل التى تواجه المتاحف العلمية هى عدم التمويل ويؤكد ذلك ماقاله د. التيجانى علام مدير متحف التاريخ الطبيعى –جامعة الخرطوم من أن متحف التاريخ الطبيعى ليست له ميزانية منذ عشر سنوات وتنقصه الخبرات الفنية لذلك لابد من التعاون مع الجهات الأجنبية لإستجلابها ، وإن المتاحف تنقصها هيئة البحث العلمى التى تحدد ماهو مطلوب لجذب الجهود وإجراء دراسات حول مشكلة إحجام الجمهور عن المتاحف.
وطالبت د. إنتصار صغيرون الزين الدولة بالإهتمام بالمتاحف ودعمها وعدم إستخراج اذونات الحفر للدراسة وقالت "نحن محتاجون أن ندرس الآثار التى أٌستخرجت " وأكدت على أهمية إستصحاب الآثار فى إتخاذ القرار السياسى .
وقالت د. العاجبه حاج على مدير سابق لمتحف التاريخ الطبيعى إن المشكلة التى تواجهها الحيوانات هى المسارات لذلك لابد من إستشارة متحف التاريخ الطبيعى عند التخطيط . إن كل المتاحف تنقصها المكتبة الإلكترونية لذلك لم تتح لها فرصة خلق علاقة مع المتاحف العالمية ، وقالت د. العاجبه" إن المكتبة الإلكترونية منعت متحف التاريخ الطبيعى من إقامة علاقة مع متاحف التاريخ الطبيعى فى العالم لان هناك طيوراً مهاجرة" كل المتاحف ينقصها الكادر المدرب والمؤهل والتمويل والدعم من الجهات الرسمية.
وقال د. التجانى (إن مشكلة التمويل هى أكبر مشكلة وعندما حاولنا إستقطاب الجهات الطوعية رفضت بحجة إننا جهة حكومية لذلك بدأنا نعمل عبر الجمعية السودانية للتراث الطبيعى ، والمشكلة الأخرى هى إعادة توطين العينات المنقرضة وهذا يحتاج لبنك"DNA ").
إن متحف الامراض بجامعة الخرطوم يواجه عدة مشاكل أجملها د. عبد السلام ابراهيم بشير فى تصدع المبنى الأثرى وعدم إتساعه لطلاب كلية الطب والدارسين ،ولاتوجد له ميزانية تسيير لان المتحف به كادر واحد يقوم بتجهيز العينات منذ الستينات لذلك لابد من دعمه بطبيب متخصص فى الأنسجه المريضه وتقنى وفنى وجلب مجاهر حديثة. إن متحف الحشرات ينقصه معدات الحفظ التى تتمثل فى دواليب خاصة جدا كما قال د. التيجانى علام مدير متحف التاريخ الطبيعى . وطالب د.موسى عبد الله أحمد هيئة البحوث الزراعية بتوحيد الجهد فى مجال الحشرات لرفع الكفاءة من أجل التعريف الداخلى للحشرات بدلا من التعريف الخارجى الذى يعتبر عقبة فى طريق الباحثين لإنه مكلف جدا . ومن المشاكل التى تواجه متحف التاريخ الطبيعى هى كيفية الحصول على العينات وطالب د. التيجانى علام بإنشاء متاحف تاريخ طبيعى فى كل الجامعات الولائية لضمان تغطية كل البيئات لان المتاحف تتبادل المعلومات . وكان هناك إجماع حول غياب الوعى المتحفى عند المسئولين مماجعلهم لايهتمون بالمتاحف ولايدعمونها السبب الذى جعل المتاحف تعانى من التمويل ، وقالت أ.أميمه مصطفى متحف المرأة-جامعة الأحفاد "إن الصعوبات التى تواجه متحف المرأه هى التمويل لإكمال المرحله الثانيه من المتحف ، والكادر المؤهل وعدم وجود قاعده بيانات تساعد على البحث العلمى وعدم وجود موقع على الانترنت للمتحف" وأوصت بأن تتولى الدولة ممثلة فى وزارة السياحه تمويل المتحف وتدريب الكوادر لتكثيف البحوث والمسوحات الميدانيه للوقوف على إنتاج المرأه. والمشكلة التى تواجه متحف الاثنوغرافيا هى مسالة العرض البيئى التى وضعها الخبراء الاجانب والتى نقدها أغلب المتحثون بحجة عدم وجود فواصل بيئيه وقال د. صلاح "بيئات البادية تتشابه وبيئات الحضر تتشابه". وقد أشار المتحدثون الى غياب متحف الطفل والمتحف التعليمى الذى يقدم خدمات تعليمية للمدارس والكليات الجامعية وغياب وظيفة ضابط التعليم المعروف لان تقرير اليونسكو يقول إن أكثر الزوار للمتاحف فى العالم هم تلاميذ المدارس. والمشكلة المهمه التى تواجه المتاحف الحضريه فى السودان إن معظمها باقِ فى مبانى أثريه مما أدى الى ضيق مساحة العرض وحرمانها من التوسع وعدم تجديد الموقع لان المبنى أصلا كان جاهزا ، وطالب د. يوسف حسن مدنى من معهد الدراسات الافريقيه والاسيويه بمراعاة جوانب النمووالتطور عند وضع خريطة بناء المتحف وان يكون موقعه بالقرب من متاحف أخرى وأماكن المواصلات. ومشكلة المتحف الإثنوغرافى هى ضيق مساحته التى تبلغ 262 مترا فى بلد به مليون ميل وثقافات مختلفه فى بيئات تبدأ من الصحراوية وتنتهى بالإستوائية مقارنة بمتحف ويلز الذى تبلغ مساحته 80 فدان وهى مقاطعه فى بريطانيا . وأشاد د.صلاح عمر الصادق من متحف الاثنوغرافيا بالمؤتمر وقال" هذا أول مؤتمر يقام بواسطة منظمات المجتمع المدنى هو المعنى بحماية الثقافه السودانية " وزاد "إن هذا المؤتمر يساعد على قيام جمعية المتاحف السودانيه التى تتبع للمجلس الدولى للمتاحف (Icom ) التى تعمل على حماية المتاحف .
..............................................................................
المرجع :
مجلة الحياة العلمية :.: هيئة رعاية الإبداع العلمي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يا ســــــودان : هز اليك بجذع البحث العلمى يتساقط عليك تقدمآ .....و..... رقيآ (Re: KOSTA)
|
| Quote: الاعلام المستنير و العارف لقضايا وطنه يجب ان يقود مثل هذه التوجهات ، و لكننا نرى تخلفآ مريعآ فى وسائل اعلامنا المسموع و المرئ و المقروء ( على مستوى البنيات التحت تحتية و على مستوى الكوادر المؤهلة و المدربة و التى تمتلك الحس الابداعى و الوطنى لتبصرة الرأى العام فى كل مناحى الحياة ) . |
مولانا كوسـتا
البنيات التحتية في الإعلام الرسمي السوداني ما ناقصاها حاجة طب، الأجهزة اللي وفّـرتها الحكومة الحالية باهرة الجاهزيّة، لكن الكوادر الأشرت ليها دي كلها طفشت الخليج و أوروبا وأستراليا و أمريكا!..برغم ميلك لفصل السياسة لكنه عمليّآ غير ممكن إلاّ أن تقوم الحكومة، أيّ حكومة، بخصخصة التلفزيون و الاذاعة و التصديق لستة و عشرين محطة فضائيّة بعدد الولايات أو على الأقل بيع الموجودة حاليّآ لأفراد أو حتّى أحزاب..المهم نطلع من جلاّبية الدولة... بعد داك تتوقّـع عافية الاعلام...و تنوّعه الواعي موش رقصات القبائل التي تعرض بسذاجة بفهم انو التلفزيون مهتم بالثقافات التانية..لالالالا.. التلفزيون يكون ملك للنوبة و مديرو اسمو تيّة و مبانيهو في الدلنج، أيّ حاجة أقل من كدة بتكون تهريج..لأنّو المذيعين بيغلطوا في أسماء سلاطين من الجنوب و مشائخ في الغرب و زعماء قبائل في الشرق فكيف يجرؤون على تمثيلهم و هم لا يعرفونهم؟!
شايفك مركّـز على دعم الدّولة للبحث العلمي، و هو ،على أهميّته، يمكن مساعدته بدور القطاع الخاص.. يعني ناس شركات البترول يخصصوا دولار في كل برميل للبحث العلمي زي قرش السـكّر الزمان داك..و ناس جياد و دال بتاعة داؤود عبداللطيف يخصصوا خمسين دولار في كل سيارة و هكذا..يجب أن يساهم القطاع الخاص بفاعليّة في نمو البلد التي يأكل منها، و لا تعتبر مساهماتهم معتبرة ما لم تظهر في البحث العلمي و بي قروشآ كتااااار.
تاني بجيك يا كوستا..موضـوعك نجـيض.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يا ســــــودان : هز اليك بجذع البحث العلمى يتساقط عليك تقدمآ .....و..... رقيآ (Re: الطيب بشير)
|
الطيب بشير
تحياتى
البنى التحتية لسع بدرى عليها فى مجال الاجهزة و التدريب و المبانى و الاستديوهات و الكادر البشرى .. ، صحيح ان هنالك تحسنآ نوعيآ فى الاجهزة و لكن و حسب رأى الشخصى ما زالت الاجهزة تحتاج لمزيد من التحديث و تحتاج لزيادة فى العدد ( الاعلام الولائى ) .
هجرة الكوادر الاعلامية لكل بقاع العالم هذه حقيقة و اكتسابها لخبرات و تقنيات عالية حقيقة لا يختلف فيها الناس و لكن كما تعلم نحتاج لجذب هؤلاء لداخل الوطن للاستفادة منهم و الامر كما هو مذكور فى البوست اعلاه يحتاج الى توفير الجو الملائم ( من جميع النواحى ) لهؤلاء النفر كيما يسهموا فى تقدم قطاع الاعلام العريض
فى اعتقادى الخاص ان خصخصة الفضائيات للولايات الست و عشرون يمكن ان يتم عند عودة الكوادر المقتدرة من المهجر .. كذلك مثل هكذا خطوة يجب ان تتم بالتدرج المدروس حتى لا تفشل ( يا شيخنا اذا كان فضائيتنا الوحيدة لسع لا تزال تقبع فى قبو المحلية فما بالك بفضائيات الولايات ؟؟ ) .
المقصد : يحتاج قطاع الاعلام عندنا الى رؤية و استراتيجية واعية تتضمن كيفية النهوض به و تنميته وفقآ لمعادلة السودان المتنوع و الثرى بتراثه و ثقافاته المتعددة و بأنسانه المبدع و الذكى .
اتفق معك تمامآ فى اهمية دور القطاع الخاص فى تمويل البحث العلمى ( مقترحك عملى و قابل للتنفيذ ) و سأتناوله بشئ من التفصيل لاحقآ مثل ما تناولنا اهمية دور القطاع الحكومى فى التمويل .
امتنانى
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يا ســــــودان : هز اليك بجذع البحث العلمى يتساقط عليك تقدمآ .....و..... رقيآ (Re: KOSTA)
|
الأستاذ كوستا .. على قصر فترة عملي بالفاو (سنة ونصف) إلا أني لا حظت ان العلماء السودانيين يشكون نسبة مقدرة في المنظمة إقليميا ودولياً في مجالات: الزراعة، الثروة الحيوانية ، المياه، الغابات .. الخ .. كما أن الفاو لديها مكتب في الخرطوم ..
ونبهتني - لما كنت أعتبره واجب غيري من أهل التخصص - في إستقصاء المعلومات التي يمكن أن تفيد السودان عسى أن يهييء له الله من أمره رشدا.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يا ســــــودان : هز اليك بجذع البحث العلمى يتساقط عليك تقدمآ .....و..... رقيآ (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
الاخ محمد عبدالجليل
لك التحايا
و نحن فى انتظار هذا الاستقصاء للمعلومات لاهميتها فى اغتنام فرص للبحث العلمى او تمويله بالسودان . نعم للفاو مكتب اقليمى بالسودان و كان موقعه اذا لم تخنى الذاكرة فى تقاطع شارعى البلدية و المك نمر ( هذا اذا لم يتم تغيير الموقع المذكور الى موقع آخر ) .
العلماء السودانيون بالفاو كثر بلا شك و ذلك لكفائتهم العلمية و العملية ...و هذا ما يجعل نتمسك بالبحث العلمى فى السودان لوجود الكوادر العلمية الاحترافية .
عمومآ ننتظر افاداتك .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يا ســــــودان : هز اليك بجذع البحث العلمى يتساقط عليك تقدمآ .....و..... رقيآ (Re: KOSTA)
|
سعدت جدآ بادراج البحث العلمى كأحد مرتكزات التنمية فى الدول العربية و مناقشته داخل اروقة المؤتمر التحضيرى لوزراء الخارجية العرب المنعقد حاليآ بالخرطوم .
و مع ان ذلك أتى متأخرآ جدآ الا اننى اعتقد انه بداية فى الطريق الصحيح .. و نأمل ان يتبع ذلك تنفيذ جدى فى ما يخرج به مؤتمر القمة من قرارات او توصيات فى هذا الجانب ، و ذلك هو المقياس الحقيقى لجدية هذه الدول و من ضمنها السودان للتعامل مع البحث العلمى .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يا ســــــودان : هز اليك بجذع البحث العلمى يتساقط عليك تقدمآ .....و..... رقيآ (Re: KOSTA)
|
تدهور البحث العلمى بالجامعات و تدهورالتعليم العالى :
قبل ان نتطرق لهذا الموضوع ارى من الأفيد ان نتصفح التقرير التالى الذى يشير الى احتلال جامعة الخرطوم و هى الجامعة العريقة اكاديميآ على المستويين العربى و الافريقى للمركز الثالث و الاربعين افريقيآ .... كما يتعرض التقرير الى بعض الاسباب التى ادت الى ذلك من وجهة نظر كاتبه ( التقرير على جريدة الصحافة الالكترونية عدد 26/3/2006 ).
حشف. . . وسوء كيــل !
كثيرون دهشوا لما تناقلته بعض الصحف فى الأيام السابقة تعليقا على خبر احتلال جامعة الخرطوم للمركز الثالث والأربعين أفريقيا فى تصنيف جامعة شنغهاى جياو تون الصينية ، وبكى أستاذنا جعفر عباس على ما آل إليه حال الجامعة فى زاويته ودعا إلى حملة لإنقاذها. .إلا أننى ، وكثيرون من طلاب وخريجى الجامعة فى حقبة الإنقاذ ، قد دهشنا لدهشة هؤلاء، بل ودهشنا أكثر لأن الجامعة - بعد كل الصفعات التى تعرضت لها من أصحاب المشروع الحضارى ما زالت تدخل التصنيفات العالمية ، وقد كان ظننا أننا قد فارقناها منذ أمد بعيد! لابد أن نقر إبتداءً أن التدهور الذى أصاب الجامعة لم يبدأ فى عهد الإنقاذ ، وإنما بدأت إرهاصاته منذ الديمقراطية الثالثة ، لكن ، بينما كانت أسبابه قبل 1989 ترجع للإهمال و اللامبالاة ، غير القصد والإستهداف المتعمد من بعض القائمين على الأمر ما حدث وما زال يحدث للجامعة بعد ذلك التاريخ. ويمكننا تلخيص العديد من مظاهر استهداف النظام وأنصاره للجامعة قديما وحديثا فى ما يلى :الخطاب الإنقاذى الإعلامى تجاه الجامعة :رغم أن معظم منظرى وقيادات النظام من خريجى الجامعة، إلا أن إعلام الإنقاذ قد صنف الجامعة باكرا كعدو محتمل يقف حجر عثرة فى سبيل التمكين لدولة المشروع الحضارى ، ودأب على تهييج الغوغاء واستعدائهم عليها ، ربما لأن الجامعة كانت أحد معاقل الوعى البارزة التى مثلت معارضة مهمة لسياسة التغييب وتكميم الأفواه التى مارسها النظام منذ إنطلاقته ، ومثلت الرئة الديمقراطية الوحيدة التى تتنفس بها البلاد وسط سياسة التهييج والهتافية التى عمت البلاد فى مطلع التسعينات ورفعت شعار (مع الرحمن أو مع الأمريكان ) وكفرت كل من وقف ضد أطروحات الإنقاذ تكفيرا سياسيا وفكريا. فمثلا :* فى عام 1993كتب أحد منسوبى النظام فى إحدى الصحف اليومية - الإنقاذ الوطنى على ما أذكر- مقالا بعنوان (جامعة الغردون) ، هاجم فيه الجامعة واتهمها بالعلمانية والولاء للإستعمار الذى هى صنيعته وطالب بإلغائها خاصة وأنها تمثل حجر عثرة أمام تقدم المشروع الحضارى ! كان ذلك عقب المظاهرات العنيفة التى انطلقت من الجامعة فى نفس العام.* فى إحدى حلقات برنامج فى ساحات الفداء قال مقدم البرنامج عن أحد الشهداء فى معرض الحديث عن مناقبه (ولما حالت لوائح جامعة الخرطوم بينه وبين أشواقه للجهاد تحول إلى جامعة السودان) ولا أدرى كيف ينتقد تلفزيون الدولة جامعة مملوكة للدولة بدعوى أن لوائحها تحول بين الناس والجهاد ! وأظن أن المقصود أن جامعة الخرطوم لم توافق على البدعة المسماة ( إمتحانات المجاهدين) التى تتيح لبعض طلاب الجامعات الأخرى إمتحانات خاصة إذا فاتهم حضور الامتحانات الأساسية أو إمتحانات البديل والملاحق المعروفة فى النظم الجامعية المتبعة فى كل مكان.* فى حلقة أخرى من البرنامج المذكور فى أعقاب ما يسمى بإنتفاضة الرغيف أواخر1996، والتى قادها طلاب الثانويات وجامعة الخرطوم ، تعرض معد البرنامج (لمثيرى الشغب) و (أذيال المعارضة) وعقد مقارنة بينهم وزملائهم المجاهدين الذين فارقوا مقاعد الدراسة ليوفروا الأمن لهؤلاء.وختم البرنامج بعبارة موحية  هؤلاء الذين ذهبوا طلبا للشهادة فى الجنوب ما أسعدهم لو وجدوها فى الخرطوم) !* تداولت الصحف اليومية فى أواخر عام 1994 خبرا يتحدث عن (جامعة حكومية عريقة تدور المشاورات هذه الأيام لتحويل إسمها لجامعة الشهيد ) ، وقد علل كاتب الخبر ذلك بالعدد الكبير من الشهداء الذين قدمتهم هذه الجامعة، ولم يكن الأمر يحتاج لذكاء كبير للتكهن بماهية هذه ( الجامعة الحكومية العريقة )، وأظن أن هذه بالفعل كانت نية بعض متطرفى النظام ، ولكن عقلاءه وقفوا ضدها ، إذ كان تطبيقها يعنى القبر الفعلى للجامعة بكل تاريخها وحاضرها ومستقبلها . الحصار الإقتصادى للجامعة :حجمت السلطة من ميزانيات تمويل الجامعة بصورة واضحة ربما لصالح الجامعات الجديدة أو ربما لشئ فى نفس يعقوب ، حتى أن إنفاق الدولة على الجامعة لم يتعد فى أحيان كثيرة الفصل الأول، وقد ذكر لنا عميد سابق لكلية الطب أن ميزانية التسيير الممنوحة لجامعة الخرطوم فى أحد الأعوام تقل عن ميزاينة أحد المعاهد الجامعية العليا ! بل وقد وصل الفقر بالجامعة للحد الذى عجزت فيه عن دفع فواتير الكهرباء والإتصالات ، وما زلت أذكر ذلك اليوم فى صيف 1996 الذى قطعت فيه إدارة الكهرباء الإمداد الكهربائى عن الجامعة بسبب المديونية الضخمة. وقد أدت الحاجة المادية الملحة بإدارة الجامعة الى إتخاذ جملة من الإجراءات لتوفير المال اللازم لتسيير الجامعة التى واجهت شبح الإنهيار:* قامت الجامعة ببيع مجموعة من ممتلكات الجامعة الإستثمارية مثل مزرعة الجامعة ( الجزء الشرقى ).* قامت الجامعة بسن قانون القبول الخاص الذى أدخل لأول مرة المال كمعيار للإنتساب للجامعة المشهورة بدقة معاييرها الأكاديمية منذ تأسيسها ، وفتح الباب لدخول فئات أخرى غير مستوفية لشرط الكفاءة الأكاديمية تحت مسمى القبول الخاص ، مثل الدبابين وأقارب الشهداء الذين منحوا تخفيضا مقداره 7% من نسب الدخول لأى كلية .* أدخلت الجامعة لأول مرة فى تاريخها نظام الدبلومات الذى يتيح بعض الموارد المالية ، وابتدعت بعض الكليات كورسات وبرامج تعليمية خاصة بها بالتعاون أحيانا مع بعض المؤسسات من خارج الجامعة.* سنت الجامعة قانون جامعة الخرطوم الخاص الذى يتيح للجامعة إنشاء كليات طب وهندسة وصيدلة موازية للموجودة حاليا ، وهو ما عرف حينها بالقبول الموازى ، ورغم إجازة القانون من مجلس الجامعة،إلا إن وقفة الطلاب القوية ضد القرار ، أدت إلى إلغائه بعد تدخل السيد/ على عثمان محمد طه .هنا ، لابد أن نذكر أن تقييم جامعة شانغهاى آنف الذكر قد إستند على عدة نقاط منها البحث العلمى الذى يعد ترفا فى جامعة تبيع أرضها ومعاييرها الأكاديمية الدقيقة من أجل تسيير نشاطها العادى ودفع فاتورة الكهرباء!لقد أدى حصار الجامعة إقتصاديا إلى وقف البعثات العلمية الخارجية ،والرحلات الأكاديمية ، وغياب الجامعة من المؤتمرات والمحافل العالمية ، وتوقفت الدوريات والمطبوعات عن الصدور عن الجامعة أو الورود إليها لعجزها عن دفع الإشتراكات ، وتجمدت خطط ومشاريع التطوير والتحديث بل و حتى تزويد المكتبات بالمراجع والكتب الجديدة ، وأصبح الهم الأكبر فى إيفاء نفقات التسيير اليومية ! التضييق على الأساتذة:تعرض أساتذة جامعة الخرطوم من غير الموالين للنظام للتضييق فى الأرزاق ، ومصادرة الحريات والحقوق النقابية ، وكان معيار الولاء للنظام هو الأول فى تعيين قيادات الجامعة ، مما أدى لهروب عدد كبير جدا من طاقم الجامعة إلى الخارج ، بحثا عن خيار أفضل ماديا فى كثير من الأحيان ، بعد أن غدا ما تقدمه الجامعة لا يفى بالحاجات الأساسية ، أو بحثا عن مساحة من الحرية لم تتح فى ظل نظام يصر على تنفيذ أجندته الخاصة داخل الجامعة.أدى نزيف العقول إلى تدهور فى الأداء الأكاديمى حيث إعتمدت الجامعة ? خاصة فى الكليات النظرية على طاقم أكاديمى أقل خبرة وأحدث تجربة .تشريد الطلاب ومصادرة حقوقهم النقابية :استهلت الإنقاذ عهدها بمصادرة داخليات جامعة الخرطوم وإلغاء نظام الإعاشة مما أدى إلى تشريد الكثير من الطلاب الفقراء الذين ترك بعضهم الدراسة بسبب عدم القدرة على الإيفاء بمتطلبات الحياة اليومية.أما ما يسمى بالصندوق القومى لدعم الطلاب الذى أنشأته الدولة فقد فشل فى تقديم بديل لما كانت تقوم به عمادة الطلاب من إسكان الطلاب ورعايتهم وحل مشاكلهم ، بل وتحول إلى أداة جباية تفرض رسوما على الطلاب للسكن فى داخليات جامعتهم ، مما أدى إلى توتر العلاقة بين الطلاب والصندوق بصورة دائمة ، ساعد على ذلك مجموعة من المشرفين ضيقى الأفق والجاهلين بكيفية التعامل مع الطلاب والذين استعان بهم الصندوق لإدارة الداخليات بدلا عن مشرفى عمادة الطلاب ، كما عمدت إدارة الصندوق إلى الإستعانة بالقوة العسكرية دوما لحل مشاكلها مع الطلاب ، الشئ الذى بلغ ذروته عام 1998 عندما أدى إقتحام قوات الأمن للداخليات إلى إستشهاد محمد عبد السلام الطالب بكلية القانون آنذاك.لقد جعلت هذه السياسة من بعض طلاب جامعة الخرطوم فى شغل دائم بأمر مصاريفهم الدراسية ومأكلهم ومرقدهم ، الشئ الذى أثر على الزمن المخصص للتحصيل الأكاديمى المتميز والإبداع الإنسانى الفريد الذى ميز دوما طلاب هذه الجامعة.فاقم من ذلك لجوء النظام إلى تعطيل إتحاد الطلاب لفترات زمنية طويلة ، إذ كانت إستراتيجية الدولة تجاه إتحاد طلاب جامعة الخرطوم تقوم على إتحاد يخضع لسيطرتها أو لا إتحاد. بنفس هذه النظرة الأنانية الضيقة عطل النظام قيام الروابط الطلابية والجمعيات الأكاديمية التى كان واثقا من عدم قدرة طلابه على الإستحواذ عليها وذلك لأكثر من ثلاثة عشر عاما.ولم يقتصر تأثير ذلك على إفتقاد الجامعة والطلاب لنشاط هذه الجمعيات والروابط الأكاديمية والثقافية المهم وتخرج أجيال عديدة من الجامعة بدون أن تحظى بهذه الأنشطة فحسب ، بل أدى أيضا إلى نشوء أجيال أخرى لا تعلم شيئا عن التراث الثر والتاريخ المشرف لهذه الكيانات ، وقد عانى الطلاب كثيرا لإعادتها إلى الحياة بعد تولى التحالف لقيادة الإتحاد، بعد أن فقدت الدساتير والوثائق وحتى الدور.ويبدو هنا تقديم المصلحة الحزبية الضيقة على مصلحة الطلاب والجامعة واضحا ، إذ أنه ورغم أن تنظيم السلطة قد قاد الإتحاد عامى 93 و 94 ، إلا أنه تجاهل عن عمد إرجاع هذه الكيانات لعدم قدرته للسيطرة عليها كما ذكرنا آنفا. التعريب :جاء قرار تعريب المناهج الدراسية بالجامعات متسرعا ولم تصاحبه دراسة متأنية لما قد يؤدى إليه من آثار سالبة ولم يصاحب تنفيذه تدرج منهجى يتيح للمختصين تعيين ما يمكن تعريبه و توفير مناهج معربة مناسبة لحاجات البلاد ، بل قصد منه الكسب السياسى فى المقام الأول ، وضح ذلك فى المناهج التى قامت وزارة التعليم العالى بجلبها على عجل من بعض الدول العربية والتى اتضح عدم صلاحيتها للطالب السودانى خاصة فى العلوم الطبية والهندسية ،وفى سياسة الإرهاب التى اتبعها النظام تجاه الأساتذة الرافضين لقرار التعريب.ورغم إن مجالس بعض الكليات ? ككلية الطب- قد اتخذت قرارا بعدم الإستمرار فى سياسة التعريب ،فإن طلاب الكليات التى سايرت القرار وهى معظم الكليات النظرية قد تضرروا جراء الجهل باللغة الإنجليزية اللازمة للدراسات العليا والمهمة فى سوق العمل ، ولم تجد مناهج اللغة الإنجليزية المصاحبة- والتى فرضتها إدارة الجامعة من بعد لتدارك هذا الخطأ التاريخى ? فى تحسين مستوى اللغة الإنجليزية لخريجى جامعة اشتهرت دوما بالتميز فى هذا المجال. لقد غدت الجامعة فى الأعوام السابقة كريما على موائد اللئام ، وسلبت منها مقومات البقاء والوجود ، ولولا وقفة عدد من أبنائها المخلصين من بعد عناية الله لأصبحت أثرا من بعد عين.وهى إذ تحاول الآن القيام من عثرتها ، لهى فى أشد الحاجة للمزيد من جهود أبناء الوطن ، لتعود إلى سابق ألقها ،جميلة ومستحيلة ، قلعة للديمقراطية ومنارة للفكر.
| |
|
|
|
|
|
|
| |
KOSTA
Dr. Moiz Bakhiet
الطيب بشير
abuguta
محمد الأمين موسى
othman mohmmadien
banadieha
أبوذر بابكر
adil amin
عبد الله عقيد
Mohamed Abdelgaleel
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست