|
تعثر جالية الرياض
|
مرافئ مصطفى أحمد الضو [email protected] تعثر جالية الرياض ظللنا ومنذ عشر سنوات تقريباً نتابع أوضاع الجالية السودانية في الرياض التي تعتبر من أكبر الجاليات في المملكة العربية السعودية وتضم نخباً كبيرة من أبناء الوطن في شتى المجالات العلمية والأكاديمية والاجتماعية حيث دب الخلاف في أوصالها وتفرق ابناؤها شذر مذر بسبب السياسة التي فتت عضدهم وخالفت بين توحد كلمتهم وباعدت بين قلوبهم وأضعفت من قولهم ومطالبهم ودورهم كغيرهم من الجاليات الأخرى في مختلف مناطق المملكة. ومن المعروف أن للجالية أدوار كبرى حيث تتبنى الكثير من قضايا الوطن الاجتماعية والثقافية وتعمل جهدها على خدمة ابنائه في المهجر وهي كثيرة ومتفرقة وتحتاج إلى التوحد والاتفاق.. ولقد قاد هذا الاختلاف إلى تجاهل وتجميد هذه القضايا والمسؤوليات الجسام التي تقع على عاتقها إلى أجل غير مسمى كما غيبها عن جل هذه القضايا وان حضرت فهي هزيلة وضعيفة ولا تشكل ثقلاً. ولقد دفع هذا الوضع الأمين العام لجهاز العاملين بالخارج الأستاذ تاج الدين المهدي إلى الجلوس مع أقطاب الجالية المقسومة بهدف الوصول إلى حل ينهي هذه المشكلة وتمخضت جهوده بوضع أسس لقيام جالية قومية تلم شمل الجميع ويشارك فيها الكل دون اقصاء أو إبعاد وطالب بالشروع فورا في تنفيذ ذلك على أن تتولى السفارة هذا الأمر.. وقد أكد المهدي على أن المرحلة الحالية هي مرحلة وفاق بين كافة أبناء الوطن وليس مرحلة اقصاء مشيرا في لقائه بالطرفين المتخاصمين على أهمية توحيد الجهود والمشاركة الفاعلة في الجالية حيث أن الوطن يحتاج إلى جهد الكل. ورغم ثقتنا الكبيرة في السفارة السودانية وعلى وجه الخصوص سعادة السفير محمد الأمين الكارب والقنصل الأستاذ محمد يوسف اللذان يحرصان على التواجد في كل مناسبات أبناء الجالية وفعالياتهم دون تفرقة إلا أن أمر حسم موضوع الجالية يتطلب جهدا مضاعفا والتفاتة عاجلة في وقت أصبحت السفارة تحمل فيه عبئاً اضافيا في ظل هذا الغياب الغير مبرر للجالية وصرنا نرى السفير في مناسبة لهذا الطرف والقنصل في مناسبة مع الطرف الاخر في نفس الليلة والقنصل العسكري العقيد الطيب المصباح في مناسبة أخرى وهكذا في محاولة لترضية الجميع وهذا لعمري لأمر لا يليق بأبناء هذه الجالية الذين إذا عدت لاسباب خلافاتهم لوجدتها شخصية أكثر منها انها موضوعية والدليل على ذلك أن قلة لا زالت تتحكم في مصير الآلاف من الأصوات المغيبة دون وجه حق.. فعلى السفارة أن تحسم الأمر قبل تفاقمه وهي لقادرة على ذلك بحكمة وحنكة القائمين عليها ولكن على الآخرين أن ينسوا خلافاتهم خاصة وأن عوامل الاتفاق بينهم أكثر من عوامل الاختلاف.
|
|
|
|
|
|