|
مدينة قرينزبورو بولاية نورث كارولينا تبكى فقد ابنها البار الراحل المقيم محمد ادم محمد
|
قال تعالى ( يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية فأدخلي في عبادي وادخلي جنتي) ( ما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتاباً مؤجلا) ( وإنا لله وإنا إليه راجعون) وله الأمر من قبل ومن بعد ولا حولّ ولا قوة إلا بالله... أحرّ التعازي لأهل الفقيد وذويه ولكافة السودانيين بمدينة قرينزبورو بولاية نورث كارولاينا الذين ذرفوا الدموع سخينة على الشاب التقي النقي الورع محمد أدم محمد.....فراحت تبكيه بكاءً حاراً جموع غفيرة من السودانيين تقاطرت من كل الفجاج وتدفقت من كل البقاع حتى ضاقت بها الميادين الفسيحة والمساحات الواسعة التي يتوسطها مسجد المدينة...فعلت الأصوات بالبكاء وارتفع النحيب حتى أوشك الأمر أن يفلت من أيدي الكبار الذين هزتهم هذه الفاجعة وزلزلت أركان صبرهم...فكان الصراخ والعويل يرتفع مع تحرك موكب الجثمان ذلك الموكب الرهيب المهيب الذي تعذرت معه الحركة...فترتفع أصوات هنا وهناك وبنبرات حادة داعية تلك الجموع المفجوعة إلى ,الصبر والتماسك... لقد كان يوماً مشهوداً في قرينزبورو رحل فيه فجأة إلى دار الخلود والنعيم المقيم زين الشباب وزين العابدين( محمد ادم محمد ) لقد عملت معه وفي حقل واحد ما يقارب الأربعة سـنوات...لذلك نمت بيني وبينه علاقات وارفة...إزدانت بخلقه وسمح سجاياه..فأكنّت نفسي حب عميق له. لقد عرفت فيه كريم الخصال ونبيل المعاني...كان عفيفاً في يده...عفيفاً في لسـانه ولم يُعْرَف عنه الإجتراء على قبيح قول أوفعل.... فعلى إمتداد عمره آزرته السماحة وإصطحبه الإباء وكرم النفس...كل ذلك حفر في الوجدان وقائع يصعب أن تنمحي... كان المرحوم مسكوناً بالفضائل وبصفات الصدق والأمانة ينبئ عن ذلك ذوقه الرفيع في التعامل وأدبه الجم وسماحة نفسه التي إرتاضت بالقران...وإدمان العبادة.. وله مع القرآن الكريم وكتاب الله رحلة طويلة بمسجد حي أبو شريف بمدينة كوستي وكان قد أشرف على حفظه تجويده...ثم أنّ الله قد حباه بصوت عذب ففاز في منافسات التلاوة بدورة المدارس...كان من أكبر إهتماماته الصلاة لوقتها وبر الوالدين.. وقد وُفق في توفير مصاريف الحج لوالديه...ثم ذهب حاجاً إلى بيت الله الحرام قبل عامين.. نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن ينزل على قبره شــآبيب الرحمة والمغفرة... اللهم أكرم نزله ووسع له مرقده وأغسله بالثلج والماء والبرد.... والهم والديه وذويه واصدقائه الصبر الجميل...
صـــلاح حـــامد
تنويه: هذه المرثيه الوافيه بقلم الاستاذ الجليل الاخ صلاح حامد في رثاء الاخ محمد ادم الذي انتقل عن دنيانا الي رحاب ربه و رحمته عن عمر لم يتجاوز الخامسه و العشرين عمر عبدالله عمر
|
|
|
|
|
|
|
|
|