|
|
 مسرحية قصيرة ـ يخت الرئيس من الخيال الواقعي/ هلال زاهر الساداتي
|
مسرحية قصيرة
يخت الرئيس
من الخيال الواقعي
التأم العقد الفريد لمجلس الوزراء بقضه و قضيضه , أي جميعهم , بعددهم الخمسين والذي يزيد أو ينقص قليلاً , ومنهم الوزراء الأصليون المتأصلون وهم وزراء الجبهة الراسخون في الوزارة , ومنهم المتوالون الذين هجروا أحزابهم الكبيرة لحاجة في نفوسهم اليعقوبية , ومنهم الطارئون المستجدون في التوزير من ثوار الغابة الذين انتقلوا منها إلى القصر , ومعهم طائفة من الميني Meni أي وزراء الدولة السنية وهم الإضافة أو الزيادة في صفقة الترضيات السياسية ! مما أطلق عليهم اسم حكومة الوحدة الوطنية . اجتمع الجماعة وافتتح الرئيس المشير الجلسة طالباً من أمين المجلس تلاوة أجندة الاجتماع ثم استدرك قائلاً فليكن مبتدآنا آيات من الذكر الحكيم , وجيء بشيخ شاب مهذب اللحية مهندم الملابس تلا شيئاً من آي القرآن , وقبل أن يختتم التلاوة أومأ أحد الوزراء الجنوبيين إلى شخص في أحد الزوايا يلبس مسوح القسيسين أخذ الميكرفون من الشيخ وقرأ مقتطفات من الإنجيل , وبعدها بدأ أمين المجلس في قراءة أجندة الاجتماع قائلاً أنها تتضمن أموراً خطيرة وعلى رأسها اليخت الرئاسي الذي سيضع أمره على طاولة المجلس الموقر ليبت فيه , فمكافحة الملاريا و الإيدز , واستنبات الأشجار في الأراضي المهددة بالزحف الصحراوي , وحلحلة مشاكل التعليم وهنا قاطعه وزير الثقافة طالباً أن يكون اليخت على رأس قائمة البحث , وسرت همهمات بالموافقة كان أوضحها من بين الصفوف الخلفية للوزراء ( الميني ) . وقال الرئيس :- إذاً لنبدأ على بركة الله وطلب وزير الثقافة الأذن بالكلام وقال : وزير الثقافة :- لكل أمة أثر خالد تعرف به وتفتخر به كأهرام الشقيقة مصر و الخورنق …
نقطة نظام _ نقطة نظام _ صاح بها وزير جنوبي من الحركة الشعبية أرجو من الوزير أن يترجم لنا الخورنق , هل هي حاجة خاصة للشعب ولا حاجة بتاع حكومة ؟
وزير الثقافة : أقول للأخ الكريم أن الخورنق قصر عظيم وأن الآثار العظيمة مفخرة للأمم والشعوب , ولا شك أن بناء يخت رئاسي أمر يرفع رأس السودان عالياً بين الأمم وبخاصة الرؤساء الأفريقيين والذين سيمخر بهم اليخت مياه نيلنا الخالد مما سيدخل في قلوبهم أبلغ الأثر ويعزز من إنجازات ثورة الإنقاذ ورئيسها .
وهنا طلب الكلمة وزير الأوقاف والشؤون الدينية قائلاً :-
وزير الأوقاف : بسم الله والحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد , لقد طلب سيدنا موسى من ربه أن ينزل عليهم مائدة من السماء تكون عيداً لبني إسرائيل , ولكننا اقتداء بهذه الدعاء الكريم نتضرع إلى العلي القدير أن يهيئ لنا بناء هذا اليخت والذي سيعلي شأننا بين الأمم , ويعبر عن محبة الرئيس في قلوب الشعب وليكون هدية شعبه إليه نظير ما فعله من أجله , وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم .
وهنا همس وزير متوال من الأمة لزميله المتوالي من الاتحادي الديمقراطي الجالس بجانبه :- أوعى يكون الراجل مصدق أنه الشعب بحبه وبدت عليهما ابتسامات لضحكات مكتومة , ورمي الرئيس الوزير بنظرة نارية عسكرية وخاطبه :- مالك ! في شنو ! وأجابه الوزير المتوالي :- لا سعادتك بس الواحد مبسوط لموضوع اليخت ده .
وهنا طلب الكلمة وزير التأصيل قائلاً :-
وزير التأصيل :- قال أهلنا الكبار : ألما عنده كبير يشوف ليه كبير ونحن بحمد الله وشكره لدينا السيد الرئيس المشير فلا حاجة لنا لكبير و المنة لله , وسيكون اليخت المقترح أقل هدية يقدمها الشعب لرئيسه المحبوب , واليخت كناية عن الأصالة السودانية الضاربة في جذور التاريخ عن توقير كبارنا وعظمائنا وأؤيد بشدة إنشاء اليخت وليكن فخماً ضخماً بحجم اتساع وطننا الكبير مهما كانت التكاليف .
وتدخل وزير من الصفوف الخلفية طالباً على استحياء أن يذكر لهم تكلفة هذا اليخت . ورد عليه وزير الحكم الاتحادي منوهاً .
وزير الحكم الاتحادي :- أن العبرة ليست بالتكلفة ولكنها بالمغزى الكبير وراء إنشاء اليخت ومهما كانت التكاليف فأنها تقصر عن أيفاء هذا المعنى العظيم وأربأ بالأخ الكريم أن ينساق وراء إشاعات المغرضين وكيد الأعداء الذين لهم أجندة خافية ضد حكومة الوحدة الوطنية تنسجها الولايات المتحدة والصهيونية و عملاؤهم .
وسأل وزير ( مينى ) جاره قائلاً : صحي أنت اليخت بيكلف كم ؟ وهل الشركة المكلفة بالعملية عندنا أيادي فيها وكم حيطلع لنا من العملية دي ؟
وطلب وزير جنوبي من الحركة الشعبية الكلمة وقال : ما في اعتراض على اليخت ولكن الناس في الجنوب والشمال جعانين ومرضانين ومشردين وتعليم ما في في جنوب وتعبان في شمال وملاريا و إيدز بطال وأنا بقول قروش كتير بتاع يخت ده يمشي لحاجات زي ده .
وقاطعه الرئيس قائلاً : سمعنا بصبر لما ردده الأخ الوزير وكأنه يتكلم باسم المعارضة المغرضة والآن أعطى الكلمة لوزيرة الصحة ووزير التربية والتعليم للرد , وزيرة الصحة :- أنا زرت الأقاليم والحالة أحسن من الأول ومسيطرين على الملاريا , وما في أخبار مؤكدة عن حالات الإيدز .
الرئيس :- الكلمة لوزير التربية والتعليم :
وزير التربية والتعليم :- التركة ثقيلة ونحن نبذل قصارى جهدنا لتحسين مستوى التعليم وحالة المدارس والمدرس وإن شاء الله نتقدم للمجلس الموقر في الميزانية القادمة بخطة مفصلة .
وهنا طلب الكلمة وزير الدفاع والذي كان وزيراً لوزارة انهارت فيها عمارة تحت التشييد
وزير الدفاع :- ( وبرطم ) قائلاً : المهم في الموضوع كله أنه اليخت يكون أو لا يكون وأنا أؤيد الأخوة الكرام أنه يجب أن يكون , ويمكن للحاجات القالوها من مرض وتعليم وسوء تغذية الانتظار وبناء اليخت لن يقدم أو يؤخر فيها , والكاتل الله والحايي الله . وتحدث آخرون من الوزراء الكبار والصغار مؤيدين في حماس إنشاء اليخت , و كان من ابرز الوزراء الميني المستجدين المتحدثين منسق الدفاع الشعبي السابق والذي نُقل وزيراً للدولة بالخارجية والذي قال :-
وزير الدولة للخارجية :- الله أكبر ! أخوتي الكرام إن اليخت شيء تافه نسبة لمقام أمير المجاهدين المشير والذي جاءته رتبة المارشالية تسعى طوعاً واختياراً دون معركة كبرى خاضها وأنني عندما كنت افوج المجاهدين والطلاب للجهاد خبرت من قدراته وحكمته الكثير , ولقد سافرت إلى حيث يصنع اليخت ورأيت أنه يليق بالرئيس القائد وأن أرواح الشهداء المجاهدين لراضية في الجنان .
وهنا جأر صوت الوزير الجنوبي : نقطة نظام , نقطة نظام :- ياريس هو كلام زي دى الجاب الدشمان الفات وما في داعي نولع نار تاني بعد نيفاشا و تدخل الرئيس قائلاً : الوزير كان متحمس كتير ونحن السلام ما بنفرط فيه , و بهذا أقفل باب النقاش في هذا الموضوع .
ولكن ثار تساؤل بعد ذلك حول تسمية اليخت وانحصر الخيار بين أسمين هما : يخت البشير أو يخت الإنقاذ , ورفع الرئيس الجلسة ليفكر الوزراء في الأمر لحسم الموضوع في الجلسة القادمة .
هلال زاهر الساداتي
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مسرحية قصيرة ـ يخت الرئيس من الخيال الواقعي/ هلال زاهر الساداتي (Re: مجدي شبندر)
|
يا عمنا مجدي سلامات ياخ وشوق شديد..واسف جدا لاني اتاخرت في الرد عليك..مشاغل بس والله..
المهم يديك العافية وانت لميت فيني كيف ، طبعا انا من 1994 يعني مما طلعت من السودان لم اصادف اي واحد مش من الدفعة من كل تجارية خالص وجيت انت وجبت لي معاك ناس طارق وفتحي ومحمد المعتصم وعبد الباقي..يا فرحي بلمتكم بالله الشباب ديل عاملين كيف وهسع ده وينكم انتو كلكم في السودان ولا طاشين ذينا كده..وبالمناسبة قول لي محمد المعتصم لسع ما بتسلم علي النساء ولا فكت..؟؟؟؟
تحياتي واشواقي لكم جميعا وخلينا علي اتصال
تلفوني هو 2619292 القاهرة
سلام
نورالدين عطا السيد
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مسرحية قصيرة ـ يخت الرئيس من الخيال الواقعي/ هلال زاهر الساداتي (Re: البعيو)
|
مسرحية يخت الرئيس ( 2 )
هلال زاهر الساداتي
جاء الرئيس إلى الجلسة بزيه العسكري وهذا لا يرتديه إلا عند الملمات وفي كل أمر جلل وكمثال عندما يخطب ويعرض راقصاً عند مخاطبته الجماهير التي حشدت وجهزت سلفاً , وقد رصع صدره بحشد من النياشين والدوسمة تذكر الرائي بسلفه المشير المخلوع نميري والذي ما ترك حديدة أو شريطاً ملوناً وإلا وضعه على بزته العسكرية , ولا عجب فكلاهما مشير ودكتاتور اخذ السلطة غصباً والرتبة العسكرية ببندقيته دون قتال أو يحزنون .
افتتح الرئيس الجلسة وكالعادة بدأها الشيخ المهندم بتلاوة القرآن والقس بقراءة مقتطفات من الإنجيل ثم قال الرئيس أن الجلسة مكرسة لما تأجل من مواضيع في الجلسة الماضية وأهمها موضوع تسمية اليخت , وقال أمين المجلس أن هناك أمر خطير ومثير يسبق تسمية اليخت فانه _ يخت _ تعذر نزوله إلى الماء لضخامته وثقل وزنه ولا بد من تشييد رصيف يتسع لحجمه , وقد قدر الخبراء تكلفة الرصيف بسبعين مليون جنيه .
الرئيس مقاطعاً الحديث : ما في مشكلة , وانحنا في القوات المسلحة عندما نضع خطة نضع معها عدة بدائل , فلننظر في بدائل الرصيف ويمكن أن نستفيد من خبرة وعلم إخوانا المهندسين المعانا في هذا المجلس ولنبدأ بالأخ وزير التقانة . وزير التقانة : شكراً سيدي الرئيس . في الحقيقة الأمر يحتاج إلى دراسة وحسابات , ولكن مبدأياً أرى أن نمد لساناً من البحر إلى حيث يقبع اليخت , يعني نحفر خور عميق وليكن عمقه ثمانية أمتار وعندما يمتلئ بالماء يطفو اليخت بسهولة .
الرئيس : الفكرة جيدة لكن المويه ما بتأثر على اتفاقية مياه النيل بينا وبين مصر ؟
وزير الدولة بوزارة الري : يا ريس انحنا طالبين المصريين مويه وهم مستلفين من نصيبنا والاتفاقية لن تتأثر والخور خورنا والمويه مويتنا . لكن المشكلة في اليخت الوحل في الطين .
وهنا تدخل وزير الدولة بالخارجية : وزير الدولة بالخارجية :-
الموضوع بسيط فعلينا استنفار كتائب الدفاع الشعبي والدبابين لدفر اليخت متجاوزاً الطين والمياه الضحلة وفتياننا أشداء ومجاهدون وآن لهم أن يجاهدوا في السلم كما جاهدوا في الحرب .
وزير الدفاع ( وهو أيضاً مهندس ) مبرطماً : لن تستأثر قوات الدفاع الشعبي بشرف دفر اليخت فلدينا خطة بديلة بسيطة جداً وهي نشر كمية من طائرات الهليكوبتر يتدلي منها أسلاك قوية في طرفها خطاطيف hooks , وتركب هذه على اليخت ثم ترفعه وتطير به وتضعه وسط النهر .
وزير المالية : إذا رأى المجلس أن يؤخذ ببناء الرصيف لليخت في الحسبان فان تمويل العملية يمكن أن يتم باستحداث ضريبة غير مباشرة جديدة نسميها ضريبة إنقاذ اليخت وذلك عن طريق جنيه واحد لرطل الشاي ولا سيما أن الشعب السوداني مولع بشرب الشاي وإضافة جنيه واحد لرطل البن والذي يعشق شرابه ناس الشرق .
وزير الكهرباء : أنا بضمن أنه الرصيف المقترح لليخت يكون مضاءً ليلاً ونهاراً ولا تقطع الكهرباء أبداً ولا بأس من تقنين الكهرباء لام بده والكلاكلات والضواحي .
وزير اتحادي متوالي : سيدي الرئيس . أرجو إن كانت هناك أعباء ضريبية أن تكون متوازنة بمعنى تقاسم الأعباء بين كل طوائف الشعب وفي ذلك تمتين لحكومة الوحدة الوطنية وتحقيق للعدالة .
وزير الثقافة : أنا مرة قريت أنه نابليون قال لا بد مما لا بد منه واليخت إنجاز لثورة الإنقاذ فلا بد من تعويمه بأي ثمن . وزير الأوقاف : سيدي الرئيس . أقترح عمل خميسية أي صوم يوم الخميس تحت شعار ( خميسية البخت لإنقاذ اليخت ) ندعو فيه العلماء والطرق الصوفية ومنسوبي المؤتمر الوطني وقوات الدفاع الشعبي للصيام والدعاء فان الدعاء هو مخ العبادة , وكذلك تعاقدنا مع فكي حاج سره باتع من مايرنو لعمل اللازم .
وزير الداخلية : نرجو أن لا تؤثر الضريبة المقترحة من الأخ وزير المالية على الأمن خاصة في الشرق لحساسية المساس بالبن , وكذلك الجو اليوم ملبد بغيوم حملة شرسة على السودان وقرب ظهور ادعاءات محكمة الجزاء الدولية على بعض المسئولين , فلا بد من التروي وتهدئة الأمور .
المستشار الجنجويدي : أوصي مجلسكم الموقر أن يكون تمويل اليخت وملحقاته من دخل بيع الأنعام المصادرة من المتمردين في دارفور ( يقصد من نهب وسلب الأهالي ) بواسطة القوات المساعدة _ يقصد الجنجويد _ وليطمئن الأخ وزير الداخلية فان العصا لمن عصى والبندقية جاهزة .
وزير الحركة الشعبية : يا أخوانا أنا من جبيل قاعد ساكت . كلام بتاع ضريبة وبندقية ده بطال خلاص ولو في ضريبة ختوا في بنزين أو على المباني في منشية وطايف وقاردن سيتي مش على مساكين بتاع ناس مايو وأم بده والحاج يوسف وكلاكلات . أنا ما موافق على اقتراح ده وأحسن نشوف طريقه تاني .
وزير الحكم الاتحادي : إن أيادي ثورة الإنقاذ البيضاء على الوطن لا ينكرها إلا كل حاقد وحاسد وإن الخونة والمارقين لن ينالوا من الثورة والتي تحولت إلى ديمقراطية ننعم بها الآن في حكومة الوحدة الوطنية ونحن نعلم من هم وراء هذه الأصوات الخائرة التي تنتقد اليخت , وأقول للرئيس لا تلق بالاً إليها , وسير سير يا بشير , سير سير يا مشير . الرئيس : هل وصلتم إلى اتفاق بخصوص اسم اليخت ؟
وزير التأصيل : والذي أخذته غفوة وصحا منزعجاً وقال : سيدي الرئيس !
الثورة منصورة بإذن الله _ الله أكبر _ الله أكبر _ اليخت الصيني جايي بإذن الله .
الرئيس : مولانا أنت دقست ولا شنو . انحنا عاوزين الاسم الاتفقتوا عليه . موضوع اليخت الصيني ده لسه جايي قدام . انحنا حسه في يختنا ده .
وزير التأصيل معتذراً : حاشا الله يا ريس . أنا بتكلم في صلب الموضوع ولو سمحت لي عاوز اعدل في الاسم فنسمى اليخت , يخت الإنقاذ للسلام , أو يخت البشير الرئاسي .
وزير متوالي يهمس لوزير متوالي بجانبه : مش أحسن في الأول يمرقوا اليخت من الحتله الواقع فيها وبعدين يعملوا سمايته , واطلق ضحكة خافتة .
وهنا ( حدر ) الرئيس بقوة للوزير وقال بلهجة جافة : أنت يا زول مالك دايماً مهرجل وما عندك ظبط وربط ؟ عاوز شنو ؟
الوزير المتوالي : عفواً سيدي الرئيس . أرى أن نسمي اليخت باليخت الرئاسي ويشمل ذلك مؤسسة الرئاسة من الرئيس والنائب الأول ونائب الرئيس ويكفينا ذلك مؤونة تخصيص يخت لكل واحد منهم .
الرئيس : الظاهر إنه ما حصل اتفاق على الاسم والوكت راح وحسي الساعة أربعة واعتقد الناس جاعوا وعليه أوجه بتكوين لجنة مصغرة لبحث موضوع الاسم وتقديمه للمجلس في الجلسة القادمة لاقراره .
رفعت الجلسة .
هلال زاهر الساداتي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مسرحية قصيرة ـ يخت الرئيس من الخيال الواقعي/ هلال زاهر الساداتي (Re: البعيو)
|
اذيك يا انور..
عمنا هلال زاهر قام بكتابة وارسال الجزء الثاني من مسرحية يخت الرئيس..وفي راي الشخصي جاء الجزء الثاني في غاية الروعة والدقة وعكس حقيقة ما يجري داخل السودان من ماسي ومهازل ..لعمنا هلال التحية والتقدير..
حارث حاليا في سلطنة عمان وكان بتكلم معاي من يومين وقال انو رايح يمشي السودان اجازة صغيرة كده في الشهر القادم...
مع تحياتي
بالمناسبة البعيو ده شنو؟؟؟
نورالدين عطا
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مسرحية قصيرة ـ يخت الرئيس من الخيال الواقعي/ هلال زاهر الساداتي (Re: نورالدين عطا السيد)
|
مسرحية يخت الرئيس – الفصل الأخير
حضر الرئيس هذه المرة إلى الاجتماع مرتدياً الزي السوداني كاملاً و يتدلى من عنقه ملفحة الجبهجية المعروفة – مثل كوفية الفلسطينيين – تحت العباءة الفضفاضة والعصا الأنيقة في اليد , وبعد المراسيم المعتادة من قراءة قرآن و إنجيل خاطب المجلس قائلاً : لقد بلغني رسمياً أن اليخت قد استوى وعام في النيل بفضل الله وعمل مهندسينا الأكفاء مما يعد فخراً للإنقاذ والوطن , وأهنئكم وأهنئ نفسي بهذا الإنجاز .
وهنا رفع وزير الأوقاف يده وطلب الكلمة .
وزير الأوقاف : الحمد الله حمداً كثيراً فبرحمته وتوجيهات الرئيس الحكيمة استوى يختنا على نيلنا الخالد وقد نحرنا الذبائح وفرقنا الكرامة على الفقراء والمساكين ولم يتبق إلا أن نقيم الاحتفالات بهذه المناسبة السعيدة واقترح أن يقام حفل كبير في العاصمة القومية وندعو له رؤساء الدول الأفريقية الذين حضروا مؤتمر الخرطوم وكذلك رؤساء الدول العربية .
وطلب الكلمة وزير المالية : أرى أن تكلفة الاحتفالات كبيرة جداً وإن كان لا بد فلنقصر الدعوة على رؤساء الدول الأفريقية لأن رؤساء الدول العربية سيركبون اليخت في المؤتمر الذي سيعقد قريباً , وحتى الدول الأفريقية أرى الاقتصار على الدول المجاورة مثل مصر وكينيا وأوغندا وأثيوبيا وكذلك إريتريا لدعم تحسين العلاقة معها بعد الجفوة .
وتكلم وزير الطاقة والتعدين قائلاً : بالنسبة للتكلفة المالية يمكن أن نصرف على الاحتفالات من الدخل السري من النفط .
تدخل وزير الحركة الشعبية قائلاً بحدة : أنينا ( نحن ) هسه عرفنا نصيب بتاعنا من بترول راح سمبلة ساكت وحكومة أكل نصيب بتاعنا – أنينا دايرين حساب على داير جنيه لقروش بتاع جنوب وكم هو كمية البيطلع بالضبط من البترول .
وزير الطاقة والتعدين : سيدي الرئيس . اعتذر عن زلة لسان غير مقصودة وأنا أعنى بالدخل السري من البترول هو المبالغ المجنبة للصرف على أشياء حساسة مثل الأمن والدفاع والمؤلفة قلوبهم والمعلومات .
وزير متوالي : سيدي الرئيس . هل الأخ الكريم يقصد بالمعلومات التجسس وعلى من , وأيضاً من هم المؤلفة قلوبهم ؟
وزير الطاقة والتعدين : أذّكر الأخ الكريم بأنه ليس كل ما يعرف يقال وذلك لمصلحة البلاد العليا , والأخ يعرف جيداً من هم المؤلفة قلوبهم من السياسيين ولا داعي للإفصاح أكثر من ذلك .
وزير الأوقاف : اقترح منعاً للإحراج لأن نلجأ لصندوق الزكاة وصندوق المعاشات لتمويل الاحتفالات , وما سيجد من يخوت لاحقة كالاثنين اللذين يجرى صنعهما حالياً في الصين , ولا سيما أننا اكتسبنا خبرة من اليخت الأول , فنتلافى السلبيات , ولنا أن نفتخر بمهندسينا الأكفاء في النقل النهري وخلافه الذين عوموا اليخت الأول .
المستشار الجنجويدي : سيدي الرئيس اقترح أن تقوم قواتنا المسلحة والقوات المساعدة بحملات جديدة على المتمردين في دارفور وتستولي على الماشية ومن بيعها تتوفر لنا سيولة مالية , وخاصة أن الطلب صار كبيراً على لحوم الماشية والجمال بعد ظهور أنفلونزا الطيور في الشقيقة مصر .
وهنا علت أصوات وهمهمات احتجاج ونقاط نظام من وزراء الحركة الشعبية وبعض الوزراء المتوالين .
الرئيس : النظام النظام يا أخوان . امنعوا الكلام
يسود الصمت بعد توجيه الرئيس ويقول : شايف السيد مستشار الخارجية رافع يده . أتفضل
مستشار الرئيس للخارجية : أرى أنه من الأحسن أن نوجه الدعوة إلى جميع الدول العربية والأفريقية وسأتولى بنفسي إيصال الدعوات مندوباً عن الرئيس .
الوزير الجنوبي : مع احترامي ليك افتكر أنه دعوة زي ده يقوم بيه وزير خارجية وأنت كفاية عليك لما كنت وزير خارجية دورت في دول عالم كله .
هسه ندى فرصة لوزير خارجية جديد يدور هو كمان .
وزير الدولة للخارجية ( منسق الدفاع الشعبي السابق ) : سيدي الرئيس . أرجو حسماً للخلاف أن يقوم السفراء في الدول المدعوة بتوجيه الدعوة , ولا داعي لتكليف وزير الخارجية بهذه المهمة البسيطة , وكمان توفير النفقات , وإن كان لا بد منها لا بأس من قيام أحد وزيري الدولة بالخارجية , ولا أقصد نفسي , بالسفر لبعض الدول الصديقة جداً لتوصيل الدعوة .
وتدخل وزير الحركة الشعبية محتجاً – نقطة نظام , نقطة نظام
وزير الحركة الشعبية : سيدي الرئيس . يعني كلام ده تحيز ضد وزير خارجية جنوبي , ليه ما يدور زي وزير شمالي بتاع خارجية زمان ؟
الرئيس زاجراً الوزير : الكلام القلته ده مستفز واطلب من الوزير سحبه , انحنا ما عندنا تفرقة بين الوزراء وخاصة بعد اتفاقية السلام وهدفنا أن نجعل الوحدة جاذبة للأخوة الجنوبيين بعد الفترة الانتقالية .
والآن الكلمة لوزير الدفاع .
وزير الدفاع : ( مبرطماً ) يا أخوانا روقوا المنقه وعفوا لاستخدام هذا التعبير الشعبي ولكن كلنا من الشعب واليه , وكما قال الشاعر :
إذا لم يكن من الموت بد فعار عليك ثم عار أن تموت جبانا
ويمكن أن نحل الإشكال بإصدار الأوامر لأربعة أو خمسة طيارات من سلاحنا الجوي وعلى متنها مناديب من الرئيس لتوصيل الدعوات لمستحقيها في ساعات معدودة .
الرئيس : نعم وزير التأصيل . عندك شنو ؟
وزير التأصيل : يسعدني أن اخبر مجلسكم الموقر بأننا عملنا الاحتياطات و الترتيبات اللازمة لسلامة اليخت فقد ثبتنا الفكي حاج منزو راجل مايرنو للاستمرار في مهمته واشترينا كمية كبيرة من بخور التيمان لتبخير اليخت بصفة دائمة من عين الحسود وكيد الكائد وكذلك احتياطاً لليخوت الجايه لسلامتها , وقد فعلت ذلك بمشاركة أخوى الكريمين وزيري الأوقاف والثقافة .
الرئيس : بارك الله فيكم . أيوه الأخ وزير الحكم الاتحادي . أتفضل
وزير الحكم الاتحادي : اسمح لي سيدي الرئيس لأن ارجع لحديث مستشار الرئيس السياسي , وأنني أجد العذر له على شفقته واثمن له مساهمته في القضاء على التمرد في دارفور مما سموه زوراً وبهتاناً إبادة جماعية وتطهير عرقي , ولكن الفت النظر هنا إلى أن ما تفوه به لا يقال هنا وإنما يقال في داخل الغرف المقفلة والجلسات الخاصة لأن مثل هذا الكلام يعطي إشارات سالبة عن موقفنا في دارفور ويعطي الفرصة للكيد لنا من المنظمات العدائية للإنقاذ مثل منظمة العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش , وكذلك الخونة والكائدين والصائدين في الماء العكر , وأيضاً يعطى ذريعة للأمم المتحدة ومجلس الأمن وأمريكا لمزيد من التشدد ضدنا .
الرئيس : ده كلام مظبوط , اشطب كلام المستشار من المحضر .
يرفع المستشار الجنجويدي يده وقال بعد أن أذن له الرئيس .
المستشار الجنجويدي : والله ما قصدت إلا الخير وإنما الأعمال بالنيات وأقول كما قال الشاعر :
أمرتهم أمري بمنعرج اللوآء ولم يعرفوا الكلام إلا في الغد ( بيت الشعر خطأ )
الرئيس : خلاص نقفل باب النقاش في الموضوع ده وأنحنا حنوصل الدعوات بطريقتنا . دحين حسه نشوف لجنة تسمية اليخت توصلت لشنو , فليتفضل رئيس اللجنة .
مساعد الرئيس ورئيس اللجنة : سيدي الرئيس . لقد تشعبت الآراء وتشابك النقاش , ومازال البحث جارياً لأنسب الأسماء .
الرئيس غاضباً : يعني ما توصلتوا لحاجة ! ده لو كان تسمية ألف مولود كنتوا سميتوهم خليك من تسمية يخت واحد . على أي حال أنا بعفيكم من المهمة واقرر بصفتي الرئاسية وصلاحياتي الدستورية تسمية اليخت باسم يخت السودان .
وزير الشباب والرياضة : داخلاً في الخط وصائحاً بفرح طفولي مبالغ فيه :
سيدي الرئيس : هذا توفيق من الله فلدينا كأس السودان لكرة القدم ولدينا الآن يخت السودان من بين اليخوت الدولية .
وهنا قاطعه وزير الأوقاف , الله أكبر . الله أكبر , وتبعه بقية وزراء الجبهة مهللين مكبرين وهم يرفعون عصيهم عالياً ومن لم تكن لديه عصا رفع المسطرة التي أمامه أو يده عالياً في الهواء .
الرئيس : الحمد الله , وسننتظر في تسمية اليخوت الجايه من الصين في حينه أن كان لنا في العمر أو الحكم بقية بإذن الله .
وهنا قال الوزير المتوالي المشاغب لجاره المتوالي : الله يستر من الجايات , وضحك ضحكة خبيثة .
الرئيس : مخاطباً الوزير بغضب شديد : أنت ما داير تبطل حركاتك دي , حسه بتضحك لييه ؟
الوزير المتوالي : عفواً سيدي الرئيس . أنا ما قاصد حاجة لكن بضحك من فرحتي لخلاصنا من مشكلة اليخت .
وزير متوال آخر لزميله : أهو انتو كده مع ناس اللجنة زعلتوا الريس مننا وما مستبعد بحماقته يعمل تعديل وزاري ويطلعنا بره وخاصة الفاتحين خشومن للتوزير كتار من المؤلفة قلوبهم ومن الجماعة القدام والله يستر .
الرئيس : والآن مضطر أترك الجلسة برئاسة النائب وذلك لتواجد النائب الأول بجوبا لتناقشوا بقية بنود الأجندة , وسأذهب لافتتاح مؤتمر الأمهات المرضعات الذي تنظمه اتحاد نساء السودان تحت شعار ( الرضاعة من الثدي هي الأفضل ) الله اكبر – هللويا .
هلال زاهر الساداتي - القاهرة
| |
|
|
|
|
|
|
| |
مجدي شبندر
ابوعسل السيد احمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست