|
|
 صدقوني اعتذار الدنمارك ليس ضروريا وانما المطلوب هو ..
|
انا سعيد بهذه النفرة العالمية والعارمة التي انتظمت أمة المسلمين في كل مكان وبمختلف طوائفهم ومؤسساتهم الرسمية والاهلية وحتى مستوى الافراد .. كلهم غضبوا واستشعروا المهانة والمرارة جراء تصوير رسول الله صلى الله عليه وسلم كاريكاتوريا على سبيل السخرية والهزء من جانب عقلية علمانية متطرفة.
فلقد كانت هذه سانحة جمعت مشاعر المسلمين ووحدت اشتات قلوبهم ومشاعرهم وايقظت فيهم روح الانتماء الواحد الى نبيهم الكريم، وحتما ستكون ثمة قيم روحية ودينية عديدة قد استيقظت بهذه المناسبة وتنامت ، وفي ذلك صحوة للضمير المسلم الذي كان يغط في غفلة مكينة زمنا طويلا .. وظني أن هذه من اهم ما جناه المسلمون في خضم هذه الثورة المتصلة في غيرما دولة مسلمة.
وبعد ان تحصلنا هذا المنجز الضخم في نظري ، فلقد جاء الوقت لأن نعيد الحسابات فنقول:
ماذا تريد كل هذه المظاهرات الضخمة والتي تصل حد اشعال النار في السفارات فضلا عن المقاطعة الاستهلاكية؟
هل يرضينا فقط ان تعتذر الحكومة الدنماركية بكلمتين باهتتين؟ هل بعد ذلك سنشعر بأننا قد ثأرنا واعدنا لنبينا (ص) اعتباره وحقه؟
كلنا يعلم ان حكومة كوبنهاجن محكومة بدستور علماني ليبرالي لا يسمح لها بالتصرف الا في حدود القانون والصلاحيات ، والدين عندهم لا مكان له من الاعراب ، وانما هو تراث جميل موضوع في أرفف المتحف ! هذه هي الحقيقة. فهي مجتمعات الرفاهية المادية واشباع الشهوات وقد اعطاهم الله تعالى الدنيا.
فمن اين تأتينا حكومتهم بسلطات ( شمولية) تخولها الاعتذار وتحمل خطأ صحيفة مستقلة عملها محكوم بقانون آخر .. بل كيف تعتذر عن سلوك عقائدي عندهم لصالح عقيدة أخرى ( أقول هذا من منطلق ان العلمانية بالنسبة لي هي دين أو عقيدة الهها/ ربها العقل والهوى وكتابها المقدس هو العلم والفكر وعمودها الحرية ومعجزتها المنجزات العلمية والتكنولوجية ومن سننها حقوق الانسان) فهي اذا عقيدة لها مبشروها ومتشددوها وارهابيوها ومعتدلوها الخ
فكيف سيتنازل المرء عن تعاليم دينه الاساسية من اجل ارضاء اتباع دين نقيض؟
سيحدث هذا في احدى حالتين هما اما الاستسلام والانهزام أو في حالة الاقتناع بخطأ ماهو عليه وصحة ماعليه خصمه .. فهل حدث شئ من تينك؟
كلا .
وبالتالي فأمامنا احتمالان آخران هما : أما الاعتذار على سبيل الخدعة والدهاء أو التسوية والتفاوض . فأيهما ستختار الدنمارك التي تشعر بالابتزاز الآن؟
يبدو ان الخيار المفضل لديها هو التفاهم والتسوية ولملمة المشكلة ، وفي هذه الحالة فاننا لا نتوقع ان نحصل على كل ما نطالب به .. فما هو حدنا الأدنى؟
لقد عبر رئيس وزراء تلك الدولة عن ان ماجرى لم يكن مناسبا، كما ان رئيس تحرير الصحيفة سيئة الصيت قد اعتذر عن النشر بيد ان الرسام لم يعتذر عن الرسم وهو سادر في غيه .
وتقويمي فان رئيس الدنمارك قد اعتذر للمسلمين اعتذارا صريحا حينما اعتذر عن عدم قدرته على الاعتذار لأن القانون لا يسمح له بأن يأسف لمبدأ انبنت عليه الدولة والدستور ( الحرية وفصل السلطات ) والقانون لم يقل ان لحرية التعبير حدود أو أن المقدسات لا تمس.. فمن اين يأتي الرجل بما يخوله الاعتذار لنا حتى لو اقتنع بوجاهة مطلبنا؟
هكذا يجب ان نقول لأنفسنا : اذا اردت ان تطاع فاطلب المستطاع.
اننا باصرارنا على اعتذار حكومة لم تقترف الخطأ ولم توافق عليه بل اختلفت في تقويمها لمفهوم حرية التعبير عند هذا الحد المهين للآخرين .. فأننا بهكذا موقف متصلب لا نفيد قضيتنا في شئ
فمشكلتنا ليست مع الدنمارك ولا حكومة الدنمارك ورئيس وزرائها ، وانما المواجهة الآن هي بين المسلمين المؤمنين المخلصين لمحمد ( قرآنا وسنة) وبين العلمانية والعلمانيين ، سواء أكانوا دنماركيين أو سعوديين . ودليلنا على ذلك هو ان كثيرا من الصحف في البلدان العربية ( الأردن واليمن ومصر ) اعادت نشر الرسومات المسيئة للرسول (ص) بذرائع مختلفة ، واذا فحصنا الأمر جيدا لوجدنا قوى علمانية هي التي سعت الى هذا الاختراق لجدار القداسة والهيبة التي يتمتع بها رسول الله (ص) وسط المؤمنين المخلصين الى اليوم.
وعليه فـأن الدنمارك وبلجيكا وغيرهما ليست القضية، واعتذارها جميعا سوف لن يمنع اية صحيفة اخرى بعد شهرين مثلا من فعل شئ مشابه طلبا للتوزيع الواسع والشهرة أو لمجرد الاستفزاز ..فهل ستكون الهمة ذاتها متوفرة للثورة والمقاطعة؟ وهل كذلك بعد اربعة اشهر وبعد سنة ؟
لا اظن ان شيئا من ذلك ممكن.
والحل ؟
الحل في نظرنا يتلخص في عدم الضغط على حكومة الدنمارك اكثر من هذا ، ولكن يجب ان يتم الضغط على مصادر التشريع في الاتحاد الأوربي عموما وامريكا وكندا وغيرها نحو وضع هذا الأمر في حسبان المشرع ، أقصد تفسير حرية التعبير بما يضمن عدم الحط الصريح من قدر المقدسات عموما وانتهاك المشاعر الدينية والاهانة المترتبة على ذلك . هذا اولا.
وثانيا استصدار قانون مشابه لقانون معاداة السامية، وذلك فيما يخص المسلمين المؤمنين، الذين يتعرضون للتهم والمضايقات بوصفهم ارهابيين بالضرورة.
وثالثا اطلاق مراكز ثقافية واكاديمية واعلامية ومحطات تلفزيونية فضائية كبرى على وزن سي ان ان باللغات الحية الكبرى تعنى بالتعريف بالاسلام المعتدل المتسامح دون تأويل او تحريف او كتمان لما انزل الله عز وجل.
هذا هو الخيار الافضل في نظري.
وأما الأستمرار في المجابهة العبثية، بعواطفنا فقط، فانه سيقود في افضل الأحوال الى استقالة الحكومة الدنماركية بعد ان تعتذر ، او من دون ان تعتذر، وهذا سيؤدي الى زيادة الحقد والريبة في عقول الغربيين ازاءنا بوصفنا قساة غير متسامحين ومبتزين بحكم فرض المقاطعة لبضائع لم يصنعها ولم يمتلكها فنانو الكاريكاتير ولا رؤساء التحرير.
ويجب الا ننسى بأن حكومة الدنمارك قد استخدمت سلطتها البوليسية في منع المتظاهرين يوم السبت الماضي من المضي قدما في خطة احراق المصحف الشريف، وذلك تقديرا لمشاعرنا. وبجانب ذلك كله ينبغي ان نستمع الى نصائح ووجهة نظر اخواننا مسلمي الدنمارك وبلجيكا وفرنسا واوربا عموما ، عن مكمن مصلحتهم ومصلحة التعريف بالاسلام وما ينبغي علينا عمله.
وختما فان كلمة حق يجب ان تقال وهي : أننا فرطنا في ديننا وفي اتباع نبينا ( قرآنا وسنة) فأوشكت ان تداعى علينا الأمم كما تداعى الأبل على قصعتها ، لا من قلة ، بل نحن كثير ، ولكن كغثاء السيل. ولو حاسب كل واحد منا نفسه لوجدها قد ساهمت بدرجة ما في تعريض رسول الله ( ص) لهكذا اساءة مؤلمة اذاقها الله قلوبنا الغافلة حتى ترجع وتعرف قدر الله ورسوله ، لا ان ننتظر الأغيار ليعرفوا قدرهما.
_______________
رب اشرح لي صدري
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: صدقوني اعتذار الدنمارك ليس ضروريا وانما المطلوب هو .. (Re: محمد عبدالقادر سبيل)
|
سلام عليك اخ سبيل ـ
الواقع اني احيانآ انظر الي الامور بمنظار مقلوب وأحاول ان اتخيل رد فعل هؤلاء الغربيين الضالين الذين لم يجدوا من يهديهم ويأخذ بيدهم وهم اقوام اذكياء فيهم الكثير من المخلصين الذين لا يتوانون عن الانحياز للحق ـ احاول ان اتخيل موقفهم إن كان هذا الدين انتقل اليهم ونعكس بصورته الناصعة ـ فهم شعوب مغيبة عن معاني الاسلام بفعل آلة اعلامية تسيطر عليها الصهيونية العالمية ـ حتي انك ان نظرت الي عنوان صفحة الصحيفة صاحبة الرسومات تجد عليها نجمة اليهود ــ لقد ثار الاوربيون في السابق ضد اليهود المرابين الذين احتكروا اموال اوروبا فكانت محارقهم علي ايدي النازيين ـ اليوم الاوربيون ضجروا من كثافة المسلمين الذين انهمروا عليهم بكل مشاكلهم التي انتقلوا بها الي الغرب وظل الغالبية العظمي منهم يعيشون عالة علي المجتمعات الغربية ـ ويا ليتهم كانوا مواطنين صالحين منضبطين ـ فالعكس هو الحاصل إذ أن اغلب شبابهم منغمسون في متاهات الغرب المعروفة أو منعزلون منطوون أو متشددون متدقنون يسبون الغرب ويظهرون له العداء بينما يعيشون علي عرق اهله ــ
اري ان نحاول أن لا ننسي أن هذه الرسالة المحمدية ليست حكرآ علي مسلمي اليوم ـ انما هي للناس كافة ويجب أن لا ننظر للقضية بمنظور "نحن" و"هم" ـ وأن لا نظن أن هنا نهاية التاريخ والجوة جوة والبره بره ـ فلربما يشاء الله ان يكونوا هم حاملي رسالة الاسلام كما حملها من قبلهم المغول الذين كانوا أشد فتكآ و وضوحآ في عدائهم له ــ ولربما اعز الله بهم الدين كما اعز به عمر بن الخطاب ــ
فهل نحن جاهزون لنصرة النبي صلي الله عليه وسلم بان نكون قدوة حسنة ؟؟ ــ
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: صدقوني اعتذار الدنمارك ليس ضروريا وانما المطلوب هو .. (Re: Munir)
|
اخي منير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اتفق معك يا صديقي
بل اذهب الى ابعد من ذلك فأقول : يجب ان نستغل هذا الظرف المواتي فنطالب المسلمين بدفع مائة دولار فقط عن كل نفس مسلمة من اجل الدفاع ليس عن محمد (ص) فقط وانما عن دين الاسلام في الغرب والشرق
فاذا جمعنا من 300 مليون فقط قيمة ما سددوه تعبيرا عن محبة نبيهم الكريم ودفاعا عنه فاننا سنضع بين يدي منظمة المؤتمر الاسلامي مثلا مبلغا ضخما ومفيدا جدا
لاحظ ان عدد المسلمين الآن هو مليار و300 مليون
دع المليار ( بين فقير وطفل ومتقاعس الخ ) فقط الثلاثمائة الفوقانية بس
ترى هل ستكون الحماسة هي نفسها كما هي الآن
اظن ذلك
______________
رب اشرح لي صدري
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: صدقوني اعتذار الدنمارك ليس ضروريا وانما المطلوب هو .. (Re: محمد عبدالقادر سبيل)
|
اخي محمد سبيل ـ بما أن تصريف كل الامور من الله فعندي احساس بأن هذه الحادثة وراءها حكمة عظيمة ـ فبعد الفوضي الضاربة في بلاد المسلمين الذين أصبحوا كغثاء السيل ربما اراد الله أن يحرك الرسالة لتدخل الغرب رغم انف الحاقدين ـ فنري اليوم هذا الحراك الكبير والفضول عند هؤلاء الاقوام الذين تضجروا من المادية التي ليس لها حدود ـ
تعرف : يبدو لي ان المحجبة ـ مثلآ ـ ينظر لها الغربي ويدور في ذهنه أنها بالنسبة له لغز وسر عميق ــ
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: صدقوني اعتذار الدنمارك ليس ضروريا وانما المطلوب هو .. (Re: Munir)
|
أخي منير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صدقني يا الحبيب
كلما تتكلم انت اتحسس لساني عسى ان يكون هو الذي ينطق
لك مودتي
وارجو من الله عز وجل ان يهدي الانسانية جمعاء الى رحمته المسداة ونعمته المهداة : دين محمد صلى الله عليه وسلم. فنعم الهدى ونعم الصراط المستقيم.
الله وفقنا الى ما تحب وترضى ، واجعلنا هداة مهتدين.
________________
رب اشرح لي صدري
| |
|
|
|
|
|
|
| |
محمد عبدالقادر سبيل
Munir
فيصل نوبي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست