دارفور في الوجدان السوداني (1)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 09:35 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-04-2006, 06:31 PM

د.عبدالله جلاّب


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
دارفور في الوجدان السوداني (1)

    رسائل من امريكا
    دارفور في الوجدان السوداني (1)
    د.عبدالله جلاّب
    جامعة اريزونا: تمبي
    [email protected]

    كنا جماعة من طلاب جامعة الخرطوم في رحلة طويلة في دارفور زادت عن الشهر. في ثلك الرحلة قطعنا أرض دارفور شرقاً و غرباً، جبلاً وسهلا،ً صحراء واودية وواحات. كنا وقتها جزءاًً من جماعات متتالية من طلاب جامعة الخرطوم سبقتنا وظلت على غرام خاص بدارفور انساناً ومكاناً. انعكس ذلك في كتابات البعض مثل قصيدة جرداق للمطر لعلى عبدالقيوم وكتابات خالد المبارك وتواصل فى الاحتفال الخاص بأدباء دارفور. غير أن ذلك الغرام قد ظل أقل من أن يتحول الى جزء من تيار وعي عام يمكن أن يعنى بتداخل وتعقيد شئون البلاد والعباد. ففي ظل الأحكام القمعية التي أثقلت كاهل البلاد ثمانية وثلاثون عاماً من أصل نصف قرن على الاستقلال قد تعطل الحوار وغيب الوعي. لقد ظلت تلك النظم تحاور نفسها بنفسها فلا هي تسمَع ولا تُْسْمَع. فلا الصحافة ولا مؤسسات البحث أوالمنابرالعامة بقادرة على النفاذ عبر حواجز القمع تلك. هذا وفي مثل ذلك الجو تنسد قنوات الاتصال ويتحول الهم العام الى هم خاص تخفيه الصدور وقد يعبر عن نفسه بانفجارات جماعية كان من الممكن أن تكون جزءاً من حركة بنائية توغظ وتنقذ.

    هكذا فبالنسبة لى فقد ظل وما انفك ذلك الغرام بالمكان وتاريخه وأهله يتجدد كأمر يتداخل فيه ذلك العام بالخاص. اذ بتكرار الزيارات الى الاقليم ظلت تتصاعدت وتائر ذلك الغرام. فقد فتحت الزيارة الأولى تلك عوالم عدة في مجالات المعرفة بالحالة السودانية وتطوراتها وتسامت ادوات وامكانيات النظر الى الحركة الحاكمة لتطورات الامور من مراكزها المتعددة لا من مركز واحد. من هنا قد يتسنى للانسان أن يرى عناصر ووسائل ووأساليب التواصل والانقطاع وتيرات الجذب والطرد بين ذلك الاقليم وأقاليم
    السودان الاخرى. فلدارفور تاريخها المتميز فى هذا المجال. اذ على مدى التاريخ القريب ظلت هناك ثلاثة اتجهات قائدة للحركة بينها ومناطق ومراكز شرق السودان اى شرق دارفور. بدأ بذلك التنافس الحاد بين سلطنتي الفور والفونج للسيطرة على منطقة كردفان أكبر منتج للغذاء باشكاله النباتية من ذرة ومنتجات زراعية أخرى ومن حيوان للغذاء وللنقل والمواصلات. والسيطرة على كردفان بلا شك يمكن أن تقلب موازين الأمور رأساً على عقب. لقد عرف ذلك سلاطين الفور كما عرفه سلاطين الفونج. وعرف ذلك المهدي وانتصر به على المركز القوي. لذا فقد كان ذلك التنافس جزءاً أصيلأ من حركة التواصل وفق المشروع الغربي. وقد تصاعد ذلك الاتجاه بمحاولة السلطان تيراب الزحف شرقاً الى النيل. هذا وقد وجد ذلك الاتجاه تحققه فى صعود نجم ومن ثم حكم الخليفة عبدالله ابان فترة المهدية. حقيقة ان الخليفة لم يحكم باسم دارفور وانما بروح دارفور وأبناء الغرب. هذا وقد تجلت تلك الروح باشكال متعددة ابان حكم الانقاذ الاول (1989-1999) عندما سيطر الانقاذيون من ابناء دارفور على مواقع مفصلية فى الدولة ومن بعد ذلك كل ما ترتب على منافستهم على المنصب الثاني في الدولة في شخص علي الحاج. في ظل ذلك الجو الشمولى الخانق كانت القراءة الخاطئة لمآلات وتطورات الأمور. اللأمر الذي انعكس على بؤس البعد الفلسفي والسياسي والعقلاني للكتاب الأسود كمنفستو لجماعة تحولت الى حركة سياسة تنشد التغيير عن طريق العمل المسلح. فانقلاق الافق السياسي ذلك هو الذي قاد الىأن ينكفئ كل فصيل على تلك الروح القبلية والجهوية التي واجهت وواجه بها الخليفة عبدالله ومخالفيه بعضهما البعض ذات يوم. فالمتشابه بين الراهن والتاريخي الذى يجمع بين الموقفين هو أنه لا الحركة المهدية ولا الحركة الاسلامية استطاعت أن تنتقل بالبلاد الى ما يمكن أن يتجاوز القبيلة والجهة الى عصبية جامعة أكبر وأوسع وعقلانية أرحب. والمتشابه أيضا هو أن المناخ العام الذى حكم الحالتين معاً قد كان وما انفك قائماً على عماد أو نظام عسكري. فالخليفة عبدالله قد كان جنرالاً هو الأخر في جبة القنجة. وقد حكم البلاد عن طريق جنرالاته ونظام مخابراته. وفي كلتا الحالتين فقد طفحت على السطح صنوف الولاءآت الصغرى وتنامت لتقود الى الانشطار ومن ثم الانكفاء على الجهة أو القبيلة أو الأثنين معاً. هذا وعلى عكس سابقتها فقد تمترست فيركوشكا أولاد البحر هذه المرة بالدولة لتترك أمر الدعوة لأولاد الغرب خلافاً لما حدث من قبل. ومهما يكن من أمر فان الذين حملوا السلاح فى وجه اخوة الأمس من انقاذى دارفور لم يكتبوا كتابهم الأسود ولم يقوموا بتمردهم ذلك من أجل الانفصال وانما من أجل الوصول الى القصر كما يقول خليل ابراهيم.

    لم تقف محاولات الاتصال بين دارفور وما يمكن أن يسمى بالمركز على محاولات التغيير من القمة. فقد ظلت تتواتر وتائر التواصل من القاعدة أيضاً وفق أكثر من وجه. فقد ظلت تيارات الترحيل الاجباري والنزوح القسري والاختياري تشكل أحد الظواهر الهامة هنا. مما لا شك فيه أن التجوال هو أحد المظاهر الكبرى في الحياة السودانية الا أن ما يميز التجوال الغربي فله مميزاته الخاصة التي تتعارض وتتقاطع مع النسق السوداني العام. فقد ظلت تيارات ووتائر النزوح والتهجير الجماعيين هما أحد الطوابع المميزة لتلك الظاهرة. فقد هجرت المهدية طوعاً واجباراً في عهدي الثورة والدولة أعداداً غفيرة من أهل الغرب كادت أن تخلي الغرب من سكانه. الامر الذي جعل التركيبة السكانية لبعض مدن السودان الكبرى وام درمان على وجه الخصوص تتأثر تأثيراً كبيراً بتداخل وتصاهر ووجود الجماعات الغربية. هذا وقد تمثلت الهجرة الطوعية في ذلك الطوفان البشري الذي توجه صوب الجزيرة أبا والنيل الأبيض من أجل نصرة المهدية الجديدة بقيادة السيد عبدالرحمن المهدي القرن الماضي. بذلك فبقدر ما أعطى الغرب المهدى ألاب كلما ما مهد له أسباب النصر الحربي والسياسي فقد أعطي الغرب ابنه أسباب المنعة الاقتصادية التي مهدت له طريق الشوكة السياسية. هذا ويظل حزب الأمة متهماً باستجلاب مناصريه من دارفور من أجل تسوية بعض المعارك السياسية عن طريق العنف في أول مايو1954 وفي أحداث حل الحزب الشيوعي فى العام 1965 مدشناً بها تيارات العنف السياسي الذي احتكرته جماعات الاسلاميين بعد ذلك. لقد أعطت دارفور حزب الأمة الرصيد البشري الذي نازل كل الاحكام العسكرية التي مرت بالبلاد.

    هذا من جهة ومن جهة أخرى فقد أجبرت ظروف الجفاف والتصحروالمجاعات التي صاحبت ذلك وتيارات العنف التى عصفت بالاقليم منذ وقت ليس بالقصير أعداداً كبيرة من أهل دارفورعلى الهجرة شرقاً طلباً للامن والامان. لقد أدخلت تعقيدات تلك الظروف اؤلئك المواطنين في دوامات فقر وعدم يصعب الفكاك من اسرهما. وسرعان ما تحولت مواطن النزوح تلك الي أحزمة للفقر تضم أولئك مع غيرهم من ضحايا حروبات الجنوب. في ذات الوقت قد أصبح جلياً بأن هناك أعداد كبيرة من أبناء دارفور الذين انتظموا في صفوف الجبهة منذ عهد طويل. لقد ساهم التوسع في التعليم النظامي منذ ستينات القرن الماضي في تنامي أعدادهم ومن ثم بروزهم كمنافسين في الصف الثاني للتنظيم مع زملاء لهم من مناطق السودان الاخرى. لقد كان لرصيد الجبهة من اعضاءها من أبناء دارفورسنداً قوياً من أجل استثمار ذلك الكم الهائل من فقراء دارفور بكثافتهم السكانية حول العاصمة وذلك بحشدهم مرات وومرات. وقد تم لهم النجاح في مشروعهم ذاك مرات ومرات لعل أشهرها ما أسموها المسيرة المليونية في العام 1984 ومسيرة دعم القوات المسلحة بعد انتفاضة أبريل. ولعل نجاح الجبهة في استنفار هذه الجماعات قد جعل الجبهة تبني الآمال العراض لا على مشروعها العام فقط وانما على مشروعها الخاص ايضا. فهي عن طريق المسيرة المليونية قد قدمت لا لجعفر نميري فقط وانما للحاضرين من صحافة دولية وممثلين للحركات الاسلامية الاقليمية والعالمية مقدرة تلك الجماعة استنفار المواطنين بصورة فشل فيها الاتحاد الاشتراكي على مدى عمره. الامر الذي جعل البعض وعلى راسهم جعفر نميري واجهزة امنه يتساءلون عن معنى ومايمكن ان يكون ما وراء مثل ذلك الاستعراض. بيد أن ذلك التساؤل لم ياخذ وقتاً طويلا حتي يتغدى بهم قبل أن يتعشوا به فسارع بتوجيه ضربة قاسية لم ينقذهم من هولها الا انتفاضة 1985. هذا ومن جهة اخرى فقد التفت الجبهة حول الذين حاولوا اخراجها من الحلبة السياسية بعد الانتفاضة عن طريق مسيرة دعم القوات المسلحة والمسيرات الاخرى الداعية للابقاء على قوانين سبتمبر. لقد كان للجبهة في العامل الدارفوري الداخلى وللحشد المتصل للدارفوريين في العاصمة اثرهما على حسابات وخطط الجبهة التي بدأت تراهن على مشروعها الخاص بدارفور. غير أن تطمينات علي الحاج المتفائلة بأن ينتظروا دارفور التي سوف تكتسح فيها الجبهة مقاعد دارفور في انتخابات العامة في العام 1986 قد ذهبت ادراج الرياح. لقد كان فشل الجبهة في دارفورفي تلك الانتخابات بداية تطورات داخلية انعكست لاحقاً في الاتجاهات والصراعات الداخلية داخل الجبهة ومواقف القوى المتصارعة داخلها ومن ثم مواقف الدارفوريين.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de