|
عرب دارفور ليسوا بجنجويد
|
روى الشهيد مالكوم اكس (مالك شباز) أنه كان مسافراً على متن احدى الطائرات.. وكانت تجلس الى جواره سيدة امريكية بيضاء.. تجاذبت معه احاديث متفرقة.. واعجبت بذكائه وثقافته وظُرفه ولباقته في الحديث. ظنت انها عثرت على صديق ظريف فصافحته وعرفته بنفسها كعادة الغربيين. صافحها مالكوم وعرفها باسمه وما ان نطق به حتى إنخلع قلبها وفغر فاها وجحظت عيناها خوفاً وهلعاً !! ابتسم مالكوم وقال لها مطمئناً: هوني عليك يا سيدتي ، انا اعرف ما يجو ل في خاطرك ، كنت تظنين ان مالكوم اكس قروناً طويلة واسناناً كأسنان دراكيولا واظافر بشعة وعيوناً مخيفة يتطاير منها الشرر !! انت تعرفين مالكوم اكس الذي يتحدث عنه الاعلام.. وامامك الآن مالكوم اكس الحقيقي!!. كان مالكوم يقول ان هؤلاء الناس يصورون الاشياء بالشكل الذي يريدونه فيجعلون الملاك شيطاناً والشيطان ملاكاً ، ومما ادركناه نحن من اقوالهم انك قبل ان تشرع في الاعتداء على شخصٍ ما يجب ان تصوره للرأي العام كشيطان رجيمyou demonize) (him وقد وظفت هذه (الحكمة) في حالة صدام حسين مثلاً. وحينما كانت الحكومة تحارب التمرد في الجنوب كانت الآلة الاعلامية نفسها تقوم بعملها في تصويرها بالمعتدي الاثيم لدى الرأي العام ووصف المتمردين بالضحية المسكينة ومن ثم كانت الاتهامات المفبركة بانتهاك حقوق الانسان وقصف المدنيين وممارسة الرق والاسلمة القسرية وكل ذلك لتبرير إجراءاتهم الظالمة ضد السودان وقد صورت الحرب كلها بأنها الحرب التي يشنها الشمال العربي المسلم ضد الجنوب الافريقي المسيحي. وحينما اشعلوا حرب دارفور لم يحملوا صليب المسيح في ولاية القرآن فأصبحت الدعاية هي حرب الابادة الجماعية والاغتصاب التي يشنها العرب ضد الزنوج. اي ان نفس هذا الجنس العربي المتعطش للدماء الذي يقتل اليهود في فلسطين هو الذي يقتل الافارقة في دارفور فلماذا لا يخذل الافارقة السودان في قمة الخرطوم؟؟ وقد إلتقط الاعلام الغربي كلمة (جنجويد) والصقها بالقبائل العربية الدارفورية حتى اصبحت صنواً لها. واصبح المتمردون هم اهل دارفور والقبائل العربية هم الجنجويد والحكومة واصبحت السلطة والثروة التي تنازلت عنها الحكومة مكافأةً للتمرد على جرائمه وسيفاً مسلطاً على القبائل العربية في دارفور وهي التي قال عنها المتمردون يوماً ان العرب طُرِدوا من الاندلس بعد ثمانية قرون وهؤلاء لم يمضِ عليهم في دارفور سوى ٠٠٣ عام. إذا كانت ثمار نيفاشا هي طرد التجار العرب من الجنوب ونهب ممتلكاتهم وانتزاع ارض المسيرية في ابيي وضمها للجنوب.. فهل تنتظر القبائل العربية في دارفور بعد ان كسب التمرد السلطة والثروة وبتجريدهم من السلاح ، هل تنتظر مصير عرب الجنوب من جلابة ومسيرية؟؟ إتفاق أو لا إتفاق.. هذا ما يجب منعه. قضبى المهدى
|
|
|
|
|
|