|
الترابي: اسلحة غير تقليدية كانت تعبر السودان
|
فجّر زعيم حزب المؤتمر الشعبي السوداني الدكتور حسن الترابي قنبلة إعلامية جديدة، تضاف إلى تصريحاته الأخيرة التي شغلت الاوساط السودانية والإسلامية. فقد أكد أن "أسلحة ربما تكون غير تقليدية مصدرها دولة شرق آسيوية، كانت تعبر السودان إلى دول أخرى لم يكن بالإمكان وصولها إلى تلك الدول مباشرة". وقال في حديث لصحيفة السوداني الأربعاء إن "أسلحة كانت تأتي الي السودان من العراق والصين دون علمي"، مضيفا "لا أستبعد ما إذا كانت هذه الأسلحة غير تقليدية، فكل شيء كان يتم من وراء ظهري". وأكد الترابي أن "كميات هائلة من الذهب جاءت من العراق قبل سنوات وهي ليست ملكاً للعراق"، إلا أنه رفض الإفصاح عن الجهة التي تسلمت الكمية، واكتفي بالقول ضاحكاً للصحفيين: لك أن تفكر وتقدر.
|
|
|
|
|
|
|
|
اللقاء كاملا: (Re: الزنجي)
|
اللقاء كاملا:
www.alsudani.info
الاستاذ عوض بابكر مدير مكتب الدكتور الترابي اخطرني وأنا اتأهب لدخول مكتبه بمقر حزب المؤتمر الشعبي انه قد تم منحي نصف ساعة إضافية على الزمن المقرر اصلاً للحوار الذي انا بصدده..
نصف الساعة هذه مضى اكثر من نصفها في حديث جانبي مع الترابي .. والحديث ذو شجون.. وذلك بعد أن اصر على ترك مكتبه الفخيم ليجلس إلى جانبي في تواضع ليس فيه تكلف اوتصنع .. ثم دخل علينا خلال الحوار الاستاذ موسى المك كور احد قيادات المؤتمر الشعبي وجلس صامتاً يؤثر الإستماع إلى ان اثيرت القضايا الفقهية التي الهبت الساحة مؤخراً فبدا حريصاً على استجلاء بعض الحقائق من شيخه وزعيم حزبه كمن يسعى إلى ان (يطمئن قلبه) سيما مايتعلق بقضية الدابة وعذاب القبر ويأجوج ومأجوج. كان الترابي ـ وطوال فترة الحوار ـ يبدو نشطاً .. ومستقر الذهن .. ومرتب الحديث إلى درجة جعلتني ابحث من بين ثنايا ذلك كله عن (بوصلته المفقودة) حسبما وصفه بعض أهل المؤتمر الوطني خلال المرحلة الفائتة.
بل واستطيع ان اقول دون أية مبالغة انه كان اكثر حضوراً ذهنياً مما كان عليه حين اجريت معه آخر حوار صحفي قبل فترة من الزمن ليست بالقليلة..
صراع القصر .. حقائق النفط ..ذهب العراق.. اسلحة الصين.. مفاوضات ابوجا.. ثورة الاطراف . الإجتهادات الفقهية.. هذه بعض قضايا فرضت نفسها على اجواء الحوار منها ما أدلى حوله الترابي بإفادات تقال لأول مرة..
فما الذي قاله ياترى؟!!
الثاني الآن هو الثاني ما قبل الإنقاذ وهو أقرب إلى ان يقول: نعم ... نعم... نعم
نعم... الإنقاذ في طريقها إلى التفكك طوعاً او كرهاً..
ما يذهب إلى الخارج من البترول أكثر مما يعلن عنه في الداخل... فأين هذه الأموال؟
هذا الوزير هو الذي كان مسؤولاً عن قضايانا السرية التي نفعل بها كل الفعل..
ـ دكتور الترابي .. بالنظر إلى مايمكن ان تفضي إليه مفاوضات ابوجا.. ثم من بعدها مفاوضات الشرق المرتقبة .. ومن قبل اتفاق نيروبي .. هل يمكن ان نقول ان الانقاذ في طريقها إلى ان تتفكك كرهاً بعد ان رفضت ذلك طوعاً إستجابة لرغبات الداخل؟
أولاً هذه الظواهر هي من نتاج تطور السودان اذ اتسع الوعي.. اتسع الاعلام العام .. اتسع التعليم .. اتسعت حركة الناس، اصبحوا يقارنون الاحوال . ولذلك اصبح السودان لايمكن ان نحتازه بعاصمة تحتكر السلطان وتحاول ان تخمد كل الاطراف .. الجنوب والشرق والغرب لتكون في سكون وفي ركود كما كنا بالأمس .. البريطانيون أنفسهم تركوا لنا هذه التقاليد لان بريطانيا نفسها كانت كذلك .. فايرلندا واسكتلندا وويلز لم يكن لها مدى من الإستقلال الذاتي .. هذا دفع .. الدفع الاخر هو ان الانقاذ لما جاءت اصطرع فيها بعد قليل الجانب العسكري الذي يقبض السلطة والذي يرى ان الامر من اعلى هو السلطة وبين الذي يرى ان الشورى بين الناس والتداول والاجماع هو الذي ينبغي ان يسود ولكن بمجادلات المنطق تعذر هذا الامر وتغلب ذو القوة على ذي الرأي .. اما في الجنوب فإن الحجة لم تواجه الحجة ولكن كانت الكلمة للقوة .. وفي دارفور نظروا ان الحكومة لايمكن ان تبالي بمن ينادي بالتداول وبالتوازن بالعدل وبالقسط ولذلك حملوا السلاح.. ووالله انا كنت اخشى لو جنح الجنوب إلى النزعة الانفصالية ان تلاحقه دارفور الآن دارفور كانت دولة مستقلة اصلاً منذ مئات السنين ثم بعد ذلك يأتي الشرق متوالياً.. يلي الامور..ثم يتأثر بهذه الامثلة .. فالاتحاد السوفيتي لم تحتله امريكا لتفرض عليه الديمقراطية ولكن التطور من الداخل هو الذي في النهاية مد وبسط الحرية والرأي وانهار النظام المتمركز المتقبض من تلقاء نفسه ،ولذلك أنا كنت اتمنى للناس ان يقرأوا مثل هذه الاحداث حتى يستفيدوا من تجارب الآخرين لان هذا هو المنطق الاوفق لان يتحاكم الناس إلى تراضٍ بينهم فإذا لم يجد ذلك فإن الامر سيحدث كرهاً أو طوعاً.
ـ هل يمكننا أن نقول اذاً ان ثقافة (اخذناها بالقوة ومن يريدها فليأخذها بالقوة) هي التي دفعت الاطراف إلى ان تحمل السلاح؟
نعم لان هذا الخلاف اصلاً نشأ في الانقاذ نفسها بين جماعات هي اصلاً ماجمعتها قوة بقدر ماجمعها تشاور ومنهج وبين جماعة جاءت من قوة مسلحة .. انا لا اطعن في الاشخاص بأسمائهم ولكن هذه هي التربية .. الامر ياتي من علٍ .. فمن يعلو عليك درجة.. انت لاتملك ان تقول لي لعل أو ربما.. اي ان تجادلني بعض الشئ.. هناك فقط الطاعة.. طاعة مطلقة .. فغلبت القوة.. قوة السلاح اعني .. على تلك ..ولكن هذا الشعب ماعهد في تاريخه خضوعاً كثيراً لحكومة واحدة ..ولذلك استطاع هذا الشعب مرة بعد مرة .. مرتان كما تعلم .. استطاع ان يزيح نظامين ..لا بقوة السلاح .. بقوته هو..
ـ طيب يادكتور .. نلاحظ انك دائم الإشارة إلى البترول وتقول أن المعلن من إنتاجيته ليس هو الحقيقة..أين الحقيقة ؟!. وهل لك علم بذلك أم هو ظن؟!
يا أخي الكريم صدقني قبل ان ينتج البترول انا كنت اخاطب كثيراً واقول أخشى ان يكون هذا إبتلاء لانني الاحظ تجارب الدول شرقنا وغربنا .. لما أتى البترول اولاً عطل كل طاقات الانتاج الأخرى فصار الناس يعولون على البترول .. ثانياً الفساد لان المواعين الاخلاقية تهجم عليها ثروات طائلة فتكسرها تماماً.. ثم يا أخي الكريم ، ودون ان ابوح بكل الاسرار اقول ان الوزير هذا هو الذي كان المسؤول عن كل قضايانا السرية التي نفعل بها كل الفعل في البلد (يضحك)..وكل القوى ذات القوة .. القوى المنظومة .. المنظومة .. (المنظومة دي نشدد عليها شوية).. كل هذا كان هو الذي يشرف عليه .. كل ماهو سري.. فهو لم يكن شعبياً.. ولم يكن معروفاً بمنشط شعبي منذ أن كان طالباً...
ولماذا اشتهر الآن .. لماذا هوالآن احد الذين لايمكن للانقاذ ان تتجاوزهم؟
لأنه إداري .. لأنه بهذه الصفات.. ولذلك فهو خير من توكل له أمانة بقضايا خاصة .. انت هنا لا تريد شعبياً منفتحاً .. تريد من يكتم ويحفظ لك الأسرار ويدبر الامور .. ثانياً جاءتني معلومات من مصادر في الخارج ان انتاج البترول الذي يخرج من السودان اكثر من الذي يعلن عنه.. اين هي هذه الاموال ؟! وفي أي البنوك تودع؟!
ـ طيب يادكتور لماذا صمتت الحركة الشعبية عن المطالبة بإظهار الحقائق حول البترول وهي الشريك في السلطة؟
يا أخي الكريم يؤسفني ان اقول ذلك .. النظم هذه لا وسائل تسكتك بها.. هناك أمور تتم ليرضوك بها .. ويملأون فمك حتى لاتحتج او تتحدث ..يؤسفني ان اقول ذلك .. وهكذا الفساد..
ـ (مقاطعاً)على ذكر الفساد هذا كم بلغت النسبة يادكتور .. انت قلت من قبل انها بضع في المائة .. كم وصلت الآن؟
الفساد هذا مثل السرطان.. فاذا كان بالامس بضعاً بالمائة ولم تحتويه سينتشر.
ـ وهل هذا، ماحدث الآن؟
(ضاحكاً) يبدو ذلك .. لا يبدو لي انا فقط.. انظر إلى ...... كان الفساد قديما في الخدمة العامة سياسية كانت او مدنية يكتم .. اذا بليتم فإستتروا.. استر نفسك .. ولكن الآن ماشاء الله .. ولاحرج.
ـ طيب ندلف الآن إلى موضوع آخر.. جدلية (قصر .. منشية) الآن القصر نفسه .. او ماكان يسمى بجناح القصر..يدور همس حول وجود خلافات غير معلنة داخله.. مامدى علمك بهذه الخلافات ان وجدت؟
يا أخي الكريم .. الحركة الإسلامية اصلاً كانت قائمة على الدعوة والفكر.. لم تكن تحمل السلاح.. ولكن من بعد تحالفت مع قوة ذات سلاح .. وكما يحدث في كل مكان.. الاتحاد السوفيتي مثلاً، ستالين .. وهنا في السودان خليفة المهدي والمفكرون والعلماء .. لابد من صراع في مثل هذه الحالات.. فوقعت الجولة الأولى في الانقاذ وغلبت القوى طبعاً على الحجة.. والجولة الثانية ستمضي كذلك أيضاً .. لايغني ان يكون لك رأي او علاقات بالقواعد لن يغنيك الا مايجعلك انت الأقوى .. انت الاقوى .. فأسال الله ان تكون كل هذه لنا عبر .. فلا يظن احد انه سيكون بمنجاة فما فعل بالآخر .. كنا اغمضنا اعيننا وغلب علينا هوى السلطة لانفسنا ..فكنت ارجو من الذين خالفوننا من اصحاب الجولة الثانية ان يتعظوا بذلك..
ـ اذن انتم على علم بذلك الصراع؟
نعم .. نعم .. نحن على علم بذلك.. الناس قد يتغيرون والله اعلم ولكن الثاني الذي نتحدث عنه دون أن نذكر الأسماء كان ثانياً من قبل.. من قبل الانقاذ بكثير .. لم يكن الثاني الذي يضيف شيئاً ذاتياً إلى الاول .. كان اقرب إلى ان يقول نعم.. نعم .. نعم .. كان اقرب للطاعة .. اذا كان الذي يتبعك يطيعك فقط فأنت خاسر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الترابي: اسلحة غير تقليدية كانت تعبر السودان (Re: الزنجي)
|
الحكومة سارعت إلى استنكار حديث الترابي واعتبر وزير الدفاع الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين في حديث للصحيفة أن ماقاله "معلومات ساذجة"، مضيفا أن "الأميركيين نقبوا الأرض في العراق ولم يجدوا أسلحة غير تقليدية". وتساءل، "هل هو أبرع من الأميركيين، وهل يعقل أن تقوم الصين بمثل هذا العمل، هل يمكن أن يصدق أي مشتغل بالسياسة إقدام الصين على ارتكاب مثل هذه المخالفة بنشر أسلحة محرمة في العالم". وأضاف حسين "هذا غير ممكن، فمصالح الصين مع الغرب أهم بكثير جداً من مصالحها في السودان". ومضي حسين مستنكراً، "أنا أربأ بالدكتور الترابي أن ينزل إلى هذا الدرك وترديد اتهامات لا أساس لها".
| |
|
|
|
|
|
|
|