كتابٌ جديدٌ لشعبٍ صار أمياً

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 12:50 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2002م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-18-2003, 08:57 PM

عبدالله

تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كتابٌ جديدٌ لشعبٍ صار أمياً


    نقلا عن سودانايل







    كتابٌ جديدٌ لشعبٍ صار أمياً

    علاء الدين شاموق
    [email protected]

    قامت الجبهة الإسلامية بانقلابها الذي سمي لاحقاً بـ "ثورة الإنقاذ الوطني" في صبيحة الثلاثين من يونيو من عام تسعة وثمانين وتسعمائة وألف للميلاد، في توقيت أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه خاطئ، لأنه حدث في نهاية العصر الذهبي للحركات الأممية والانقلابات الثورية التي اجتاحت دول المنطقة طوال العقود الأربعة الأخيرة من القرن العشرين.



    خطأ التوقيت يرجع إلى سبب رئيس هو انهيار الاتحاد السوفيتي بعد فترة وجيزة من قيام الانقلاب ليترك الإنقاذ في مهب الريح، ولا يهم هنا انهياره من عدمه، ولكن الشاهد في الموضوع أن هذا الانقلاب أتى متزامناً مع نهاية الحرب الباردة التي كان عصرها مسرحاً للحركات الثورية في أنحاء العالم، والتي كانت تجد في ظل الحرب الباردة ملاذاً آمناً لها، حيث يكفيها الانضمام لأحد طرفي المعسكر لتكسب على الأقل تأييد نصف دول العالم المشاركة لها في تأييد ذات المعسكر.



    والخطأ الثاني أن هذا الانقلاب أتى مبشراً بتعاليم ثورية إسلامية تميل إلى معاداة زائدة لأحد قطبي العالم في ذلك الوقت وهو الولايات المتحدة باعتبارها تجسيداً مثالياً للعدو الكافر، حيث افترض قادة هذه الثورة أن الإسلام لابد له من عدو يتهدده ويتربص الدوائر به في كل حين، ودون هذا العدو يصعب التأصيل لمثل هذه الحكومة أمام بقية العالم مسلمه وكافره، مثلما رأينا في النموذج الإيراني من قبل حيث بادر بخلق عدو رئيس صيره (هُبل) القرن العشرين الواجب هدمه فرضاً عيناً على كل مسلم بالغ عاقل مستطيعاً كان أو غير مستطيع، ومن سار في فلك هُبل صار لاتاً وعزى حتى وإن لم يكن، رغم أن النصير الذي ارتكزت عليه -متمثلاً في الاتحاد السوفيتي- لم يكن أقل وثنية من العدو.



    تشاء إرادة الله أن تخلو الساحة من قطب اليسار المتمثل في الاتحاد السوفيتي وتصبح الولايات المتحدة هي اللاعب الأوحد في الساحة السياسية في العالم، لتواجه ثورة الإنقاذ مصيرها أمام هذا العدو الذي صنعته بنفسها دون أن يطلب منها أحد أن تصنعه، وهنا بدأ التخبط واضحاً في خط سير الحكومة والحركة الداعمة لها، فالحركة الإسلامية التي كانت تقف خلف الحكومة تصر على وجوب وجود شيطان أعظم يرجم صباحاً وعشية -كشيطان العقبة الذي رجمه إبراهيم عليه السلام في منى- وتبنى سياسة الدولة في القرب من الله حسب الخطوات التي تنجزها قرباً أو بعداً عن أمير الظلام هذا، في ذات الوقت بدأ الواقع السياسي يجبر الحكومة على التراجع كثيراً عن مواقفها التي بدأت تسبب لها الكثير والكثير من المشكلات الدبلوماسية مع دول العالم خاصة مع تحول شيطان الولايات المتحدة إلى ملاك أو إله وحيد لا شريك له تعبده دول العالم وحكوماتها من دون الله.



    ربما يرجع سبب هذه العِلل إلى علة فاعلة تتمثل في طريقة النظرة الإسلامية لكيفية بناء الدولة المسلمة، فجميع الحركات الإسلامية لا تستطيع أن تتخيل قيام دولة إسلامية دون الجهاد، ومن دون حرب ضروس –قريبة نظرياً من معركة هرمجدون- ينتصر فيها الحق متمثلاً في الحركات الإسلامية وانهزام بيِّن لأعداء هذه الحركة من الكفار والمشركين وأنصارهما من الفرق الاثنتان والسبعون الباقية. ولكن المشكلة الحقيقية ليست في هذا المفهوم -مفهوم النصر- بل هي مفهوم الجهاد ذات نفسه، الذي لم يعد منذ فرضه النظرة الضيقة للقتال ومحاربة الكافرين مع تفضيل أن يكون القتال على ظهر الخيل كما كان يفعل الصحابة الأُول -وكما فعل مجاهدو الدفاع الشعبي لاحقاً رغم عدم صلاحية الخيل لمناطق العمليات في أحراش الجنوب ومستنقعات الطين- وأن تكون المقارعة بحد السيف إن أمكن، وهذه نظرة قاصرة.



    سبب قصور هذه النظرة هو أنها لم تخرج من إطار النظرة العاطفية إلى المجتمع الإسلامي الأول الذي بني في المدينة المنورة على يد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، ومقارنة تلك المدينة الفاضلة بالعالم اليوم وعلى وجه التحديد مقارنتها بالسودان، والمشكلة الكبرى في هذه المقارنة هي افتراض القداسة التي في الحقيقة لم تكن موجودة بتلك الصورة التي نتخيلها بها، فهذا مجتمع المدينة به اليهود في حين أن وجود يهودٍ مواطنين في مجتمع مسلم يسبب انشقاقاً فكرياً للحركات الإسلامية، إذ لا يعقل وجود كافرين بين ظهراني الدولة المسلمة التي خُلقت لجهادهم، فكان التأصيل لما لا يؤصل، حيث افترضهم هذا التأصيل مواطنين من الدرجة الثانية في أحسن الفروض رغم ما كان يبدو جليلاً للناظر والدارس المتعمق لتاريخ نشأة هذا المجتمع من كونهم مواطنين من الدرجة الأولى لهم جميع حقوق المواطنة وعليهم واجباتهم، وعلاقتهم مع المسلمين كانت علاقة تكافل وتعاون لا علاقة عبودية وسخرة، حتى أن الجزية –مفتاح التأصيل- لم تفرض عليهم في مجتمع المدينة.



    المشكلة الثانية التي تُغفل عن عمد هي أن مجتمع الفضيلة لا يمكن أن يتواجد على الأرض، ولا حتى في مجتمع المدينة الأول، حيث كانت المواخير موجودة والإماء المملوكات يكرهن على البغاء (على عينك يا تاجر)، والصحابة منهم من كان يسكر حتى بعد تحريم الخمر مثل أبو محجن الثقفي المجاهد العظيم والصحابي الجليل. كل هذا لا يعني أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان غافلاً أو راضياً بهذه الأمور، ولكن حكمته عليه الصلاة والسلام كانت أكبر من أن تفرض الأمور فرضاً، فجعُل التدريج في العلاج، أولاً، والاقتناع بطبيعة البشر الأرضية، ثانياً، سبباً للتعايش السلمي مع العصاة والمذنبين ولم تكن المعصية سبباً للتفريق بين مواطن وآخر.



    المشكلة الثالثة، وهي في نظري الأهم، أن مجتمع المدينة واجه صعوبات ومشاكل نوعية مختلفة تمام الاختلاف عما تواجهه الحركات الإسلامية في عالم اليوم ومما واجهته بالأخص حكومة السودان الحالية في بواكير عصرها. كانت دولة المدينة، إن جاز هذا التعبير، تواجه مناوشات من الأعراب من هنا ومن هناك، ومحاربة داخلية من طابور خامس تمثل في المنافقين الذين أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر، وهجوم خارجي متمثل في حملات عسكرية ودعائية ضخمة كان يروج لها مشركو قريش. العلاج العملي لكل تلك المشكلات تمثل في خطوات عملية خطاها قائد مجتمع المدينة عليه الصلاة والسلام لحل المشكلات التي تواجهه، ولم يناطح طواحين الهواء، كما فعلت حكومة الإنقاذ في أوائل عهدها حين كانت مخمورة بالنصر، فانطبق عليها ما حدث للفأر حين وقع في برميل الخمر وخرج منه ينادي بأعلى صوته : أين القطط ؟



    أما المشكلة الرابعة، والتي ذكرت عرضاً فيما سبق، وهي حول مفهوم الجهاد الذي ينتج لنا في نهايته الدولة المسلمة، حقيقة الجهاد جهادان، أولهما جهاد داخلي تبنى به الأمة، وثانيهما جهاد خارجي تبنى به الدولة، وكلاهما مبني من الجَهْدْ أي النصب والتعب والمثابرة عليهما، فإذا تركنا الجهاد الأول ونظرنا إلى الجهاد الثاني نجده لايعني بأية حال القتال لأن نهاية الجهاد إما نصرٌ وإما شهادة ولمن آتاه الله عقلاً سليماً فإن النصر أو الشهادة يمكن الحصول عليها بعشرات الطرق غير القتال. أما إن نظرنا للغاية الرئيسية من الجهاد فسنجدها تسعى للدفاع عن الإسلام بأي شكل كان، فإن تحقق النصر بغير القتال كانت الوسيلة جهاداً وكان النصر غاية، فليست جميع الحروب حروباً عسكرية إلا في أوهامنا، فالاقتصاد والمعرفة والتقنية والتنمية كلها أنواعٌ من حروب هذا العصر، بشكل أو بآخر، ولا أظن أن من يفشل في دحر بعوضة الملاريا بقادرٍ على هزيمة روسيا أو أميركا. لا يفوتنا في هذا السياق ذكر من جاء يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم للخروج جهاداً في سبيل الله فسأله عن والديه أهما حيّان، وحين أجابه بالإيجاب، قال له صلى الله عليه وسلم : (ففيهما فجاهد).



    غافلٌ من يُغفل حقيقة أن الجهاد فرض بعد ثلاثة عشر سنة من الدعوة المتواصلة بلا كلل أو ملل، وغافلٌ غفلةً أعظم من يظن أن الله ينصر عباده بالصراخ والجعجعة، وأن القرب من الله يعني البعد عن الناس، غافل أيضاً من يعتقد أن التعايش السلمي بين البشر مستحيل، وهي الحقيقة البسيطة التي غفلت عنها حكومة الإنقاذ طوال تسع سنوات من عهدها، ملأت الدنيا بافتعال ما يثير العداوات حتى لأقرب الأقربين لنا مما جعل العالم يملّ منّا ومنّا ينوبُه الضجر. لم يكن صلى الله عليه وسلم في سيرته باحثاً عن الإثارة والظهور، بل كان السلم ما يدعو له وما علاقته الطيبة مع المقوقس عظيم القبط ولا مع النجاشي أحمد، إلا دلائل تدل على هذا المسلك الحميد الذي انتهجه عليه الصلاة والسلام في تعامله مع العالم من حوله.



    يظن المؤتمرون في المؤتمر الوطني الشعبي الكائن بمدينة الخرطوم العاصمة أن الشعب السوداني مغفل، حينما يصدر كبيرهم كتاباً عن نظم الحكم والسلطان في الإسلام وهو حبيس في سجن كوبر، ويعتقد أن قطيع النعاج الذي سيقرأ هذا الكتاب سيتعاطف معه حين يرى أفكاره البراقة تعود من جديد إلى الساحة، ولكنه واهم، لأن الشعب قد رأى عياناً بياناً بالعمل، وعلم أن المظاهر لا تدل أبداً على الجواهر، ولا ادري كيف أصّلوا لأنفسهم أن يقوموا باجتماع كبير -في مدينة الضباب لندن معقل الكفر في واحد من أرقى فنادقها رغم ما درسناه وعلمناه من وسائل الإعلام والمدارس في عهد الشيخ من أن اتخاذ الفنادق منابراً حرام- ليدشنوا فيه افتتاح الكتاب المذكور آنفاً والذي لا أظنه يغير شيئاً في الواقع الكسيح الذي قاد إليه كاتبه نفسه ومن قبل نفسه قاد الحركة الإسلامية إليه. لم أقرأ الكتاب كاملاً بل قرأت ملخصاً له –وهذا ليس موضوعي الآن- ولا أظن أني سأقرأه كاملاً ذات يوم أو أضيع جزءً من زمني فيه لأني أضعت زمناً طويلاً جداً في قراءة كتاب أعظم منه، مؤلفه ذات المؤلف كتبه خلال سنوات طوال دون وعي، خلاصته أن من يتخذ الدين مطية للدنيا سيقع منها ذات يومٍ وتنكسر رقبته، ربما كتب الشيخ كتباً أعظم وأجل قدراً من كتابه الأخير –قرأت بعضاً منها- وربما كانت في ذات يومٍ مرجعاً لمن أراد الرجوع أما اليوم فلا.



    لعل هذا العهد قد باد وانقرض إلى غير عودة، وسبب انتهائه هو إقصاء اليمين المتطرف داخل الحكومة عن السياسة الخارجية لها، ولعلنا أدركنا كم هو جميل لنا وللعالم حين يعتدل الخطاب ويتسم بالعقلانية والواقعية، وكم هي إيجابية هذه النتائج التي نحصل عليها من تطبيق سنة المصطفى أحمد في الاعتدال والبعد عن التنطع المهلك الذي لم يجلب لنا سوى العداوات. هذا على الصعيد الخارجي، أما على الصعيد الداخلي فتطبيق نفس الشيء واجب تقتضيه الضرورة، وهو ما لم يحدث حتى اللحظة، ولا أظن حكومة الإنقاذ بحاجة ليوم رابع في رمضان آخر لتفعل المفروض عليها شرعاً وعقلاً. أحقاد الماضي ودماء الجاهلية قد تسقط بالتقادم متى ما قرر الشخص أنه بدأ عهداً جديداً فعلاً -لا قولاً- تطوى به صفحة العهد









                  

03-20-2003, 10:00 PM

ود شاموق
<aود شاموق
تاريخ التسجيل: 11-17-2002
مجموع المشاركات: 3605

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتابٌ جديدٌ لشعبٍ صار أمياً (Re: عبدالله)

    عبدالله يا عبدالله

    ما تقول حاجة

    بس كدا

    .
                  

03-22-2003, 04:29 PM

Husam Hilali
<aHusam Hilali
تاريخ التسجيل: 02-21-2003
مجموع المشاركات: 429

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتابٌ جديدٌ لشعبٍ صار أمياً (Re: عبدالله)

    UP
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de