|
|
 نـحـو فـهــم افـضــــل لـلـتـعـايـــش
|
السودان وطن يمتد مساحات ومساحات .اجناس لاحصر لها لهجات ولغات متعددة تفوق حد الوصف حضارات وممالك وجدت لنفسها مكاناً في السابق كل هذا كان في تداخل وتمازج جانبه الكثير من التعايش السلمي لم نكن اصلاً في يوم ما نحبذ او نريد فكرة التقاتل والاقتتال او نريد ان تتحارب فئة مع فئة اخري فيه
اليوم وبعد قراءة متانية إن صح التعبير لسودان مابعد الخمسينات نجد الحال فيه قد تغير بشكل مثير واصبح التقسيم بشتي انواعه واقعاً في معظم اجزائه
تزايد مستمر في المشكلة ونوعها .السلطة والحكم ,الدين والدولة, تقسيم الثروة, الحريات والديمقراطية.
لا اريد تاجيج الصراع بقدر ما اريد ان الفت الاتباه لان نكون صادقين مع افسنا والوطن ومنصفين لبعضنا حتي نفهم بعضنا البعض بشكل صحيح ونقر حق المواطنة للجميع دون استثناء لنقيم جميعاً وطناً سليماً معافي بالتربيع والتكعيب .
ذهبت السلطة كلها للشمال المسلم وتداولت فيه النخبة العربية الاسلامية السلطة كما يحلو لها تحت مبررات مختلفة ايضاً؟ وهمشت البقية الباقية من مواطني السودان.واصبحت مشاركات البقية في الجنوب والغرب معاً مشاركات خجولة على مستوي السلطة وكذا الحال لبقية الثروات.
وفق هذا الفهم الذي ضيق من شكل الحكم والمشاركة اصبحت الهوة محترفاً بها مابين الشمال المسلم,والجنوب والغرب المهمشان وكل ما اشرقت شمس يوم جديد نجد الهوة قد اتسعت لان الاهتمام الاداري والصحي والتعليمي وما شابه ولو علي قلته منصب ومستهدف اولاً مناطق الشمال والوسط بشكل عام .
تاريخ ونضال الشعب السوداني قاطبة ضد الاستعمار التركي الانجليزي كان لانسان الجنوب والغرب اليد الطولي في النضال وهم الذين بداو مناهضة المستعمر.
المهدي عندما بدأ دعوته لم يجد اهله هم السباقون لنصرته.بل اتجه نحو كردفان ودار فور حيث آمنوا بدعوته وهبوا معه لمسيرة نضالية استمرت لسنوات طويلة حتي بعد موت المهدي نفسه قاتلوا المستعمر ونازلوه في كل شبر من ارض الوطن لم يكتفوا بتحرير مناطقهم فقط بل قاوموا حتي تحرير الخرطوم واقاموا اول دولة في تاريخ السودان الحديث.
هناك علي الجانب الآخر نجد الاخوة من اهلنا فى الجنوب لم يفصلوا انفسهم من حركة التحرر الوطني واثبتوا من الوهلة الاولي بان لديهم حس وافق وطني قومي موحد منذ البدايات .
فكان علي عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ الذين هم ينتمون لاصول زنجية قادوا اوئل حركات التحرر السودانية ضد الاستعمار ولم يكشفوا لنا عن خلل في شخصيتهم القومية,كانوا يتحدثون عن كل السودان بدون استثناء جعلوا السودان همهم الاساسي حتي استشهدوا في سبيله.
بعد نيل السودان استقلاله ( هذا ان كان هناك استقلالاً فعلاً)خير الجنويين بين الوحدة او الانفصال بعد حركة الفرتيت الاولي ضد القهر والتهميش كانعكاس حقيقي لسياسة التقسيم والمناطق المقفولة التي قام بها الحكم الانجليزي آنذاك.
قد يقول الكثيرون بان الاستعمار هو السبب الاساسي في شكل الصراع الدائر الآن في جنوب وغرب السودان.
نقول قبل الاستقلال كان هناك اول استفتاء حقيقي لمواطني الجنوب في ان يتعايشوا في سودان واحد موحد مع الشمال او الانفصال.انحاز الجنوبيون لصالح الوحد وابعدت فكرة التقسيم وكانت هذه اول قبلة صدق يعطيها الجنويين لاخوتهم في الشمال والعدل يقول ان يقابل الوفاء بالوفاء.
وللاسف كلنا نعرف نوع الصراعات والمشاكل التى حدثت بعد ذلك علي الرغم من ان الحال تغير كثيراً كماً وكيفاً.المستعمر رحل وسحب جيوشه والسلطة اصبحت في ايدي وطنية سودانية بحيث كان من المفروض ان تعالج كل مسائل السلطة والحكم والثروة في حينها حتي نبعد شبح الخلافات مستقبلياً.
بدا الجنوبيون والمهمشين يذداد احساسهم بالدونية لنوع موقع عليهم من ممارسات وسياسات مورست ضدهم في ظل سلطات يسيطر عليها الحس العربي الاسلامي الي ان انفك العقد وانهارت المصداقيةوبدات اصوات البنادق تسمع من جديد.
اليوم الحال مختلف تماماً بحيث اصبح للجنوبيين والمهمشين عموماً القدرة الكافية لتحقيق ما فقدوه بعد ان نظموا صفوفهم وغلب عليهم الحس النضالي لمعالجة قضاياهم الملحة .واصبحت البندقية سلاحاً يستدعون بها اهل الشمال للجلوس معهم والتفاوض وفهم الجميع الرسالة ......الجنوبين الآن قادرين ببنادقهم تحقيق ماعجزوا عنه.واصوات البنادق ليست ببعيدة عننا فقد بدأ صوت المدفع يقترب اكثر فاكثر
|
|
 
|
|
|
|
السوباوي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست