|
|
 رسالة إلى عموم قبائل أهل السودان
|
بسم الله الرحمن الرحيم وبه تعالى نسـتعين
قال الله تعالي (لاخير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ...) صدق الله العظيم
وفي الحديث الشريف يروى أن رسول الله صلي الله عليه وسلم ما رفع إليه شئ من قصاص إلا أمر فيه بالعفو
السيد الناظر/ علي إبراهيم دقلل ناظر عموم قبائل البني عامر
السيد العمدة / همـّد كشـة
السيد العمدة / همـّد عبد الله
السيد / نافع محمود حامد
السيد / عثمان حامد كوداي
السيد / موسى حسـين ضرار
السيد / إبراهيم محمود حامد
السيد الناظر / أرباب ناظر عموم قبائل الأمار أر
السيد الوكيل / علي بيرق عمرشريف وكيل ناظر قبيلة الأمارأر
السيد العمدة / علي منـيب عمدة قبيلة النوراب
السيد / عمر منـيب
السيد / أبو علي أكلاب
السيد / هاشم بامكار
السيد / محمد الأمين حمد
السيد / عثمان فقراي
السيد الناظر / سـيد محمد محمد الأمين ترك ناظر عموم قبائل الهدندوة
السيد / محمد محمد الحسـن باركوين عمدة قبيلة االبشارياب
السيد / أوهاج كابيري محمود نولي عمدة قبيلة الأرتيقا
السيد / جعفر موسى محمد تكول عمدة قبيلة الأشراف
السيد الناظر / مراد شـكيلاي ناظر عموم قبائل الحلنقة
السيد / حسن موسى الصافي
السيد الناظر / أحمد كرار ناظر عموم قبائل البشـاريين
السيد المكرّم / عبد الله السيد الحسن الميرغني
السيد المكرّم / محمد سر الختم الميرغني
السيد الشيخ / سليمان علي بيتاي شيخ خلاوي همشـكوريب
السيد الشيخ / الشريف أدروب شيخ خلاوي تمالا
السيد الشيخ / الصادق محمد دين شيخ خلاوي أسـوت
السيد الشيخ منصور شيخ خلاوي الهاشـندواب
السيد الشيخ / إمام الدين شيخ خلاوي شمال بورسودان
السادة الأفاضل / عموم نظار وعمد وشيوخ وقبائل وأبناء شرق السودان
السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته
اليوم أرسل لكم كافة هذا الكتاب (ونحن منكم وبكم) مناشدا أهل الرأي والحكمة وأعزّي وأواسي في الفقد العظيم في من فقدوا أرواحهم الطاهرة أو ممتلكاتهم جرّاء أحداث الفتنة المشئومة التي وقعت بنا في مدينة بور تسودان. إن تلك الأحداث المؤلمة باتت تهدد أمننا وسلامنا الاجتماعي مضيفة أثقالا جديدة علي كاهل الشرق المثقّل أصلا بما عليه من ضيم وضنك وضير ؛ مما يفرض علينا أجمعين مسـئولية تاريخية لابد أن تتكاتف حولها كل سواعد الخير والإصلاح ؛ فشرق السودان ليس بحاجة إلي مصائب جديدة تضاف لما هو موجود ؛ بل المأمول من أهل الحكمة والرأي السديد أن يمارسوا دورهم الطبيعي لإنهاء أجواء الخصومة والشقاق وليخمدوا نيران العداوة والثأر والتشاحن
أن لقبائل البجة تراث أصيل عريق وتاريخ ناصع عميق يمتد عبر التاريخ من الحكمة والقول المأثور ما يفضّ النزاعات وينهي الخلافات ويجمّع الفرقاء بسطا للسلام والألفة ؛ والشاهد علي ذلك مجالسهم وأدبياتهم وأشعارهم وحكيم قولهم مما جعل شرقنا مكانا آمنا وزمانا هادئا وانسـانا مسالما ويدا كريمة ممدودة بالخير لكل قادم زائرا كان أم عابرا. وإذ نذكر الحكمة والرأي السديد نذكر المرحوم الناظر إبراهيم عثمان دقلل الذي شهدت له كل المجالس برأيه الثاقب وأعماله وأقواله التي كان لها الأثر الجلي في نشر وإدامة السلام والطمأنينة والأمن بين جميع مناطق البني عامر ومن جاورهم وعايشهم رغم ما توالت عليه من أحداث وتحديات قد تورث غيره شيئا من الإحن والضعف إلا أنه وبصمود الفرسان والصبر علي المكاره تعالي عليها بروح الأب العطوف التي تنتصر للعفو والصفح والتي تجمع ولا تفرّق
لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب
ولا ينال العلا من طبعه الغضب
وعلي ذات النهج والخطي سار من بعده خلفه وابنه الناظر علي إبراهيم دقلل الذي أثلج الصدور بالاتفاق الذي تم إيقافا للنزاع والمشكل لفترة من الزمان حتى تخبو نيران الفتنة (وجّاب )) ((WAJJAB )) ؛ وهي خطوة في الطريق الصحيح . وعلي سيرة الصفح والعفو فلقد كان وما زال لأهلنا الأمارأر قدم سابقة ومجالس مشهودة في هذا المضمار ورحم الله وكيل ناظر الأمارأر السيد / بيرق عمر شريف الذي كان دليلا علي امتداد الحلم واتساع الصدر توحيدا للكلمة وتأليفا للقلوب
إن الأحداث التي جرت بين أهلناالبني عامر والأمارأر / النوراب وهما أبناء العمومة ( عامر وعمّار ) لا تمثل صلة الدم والرحم وتواصل العلائق والوشائج التاريخية والاجتماعية والأسرية بينهم بل هي مجرد حدث عابر ساقته ظروف خارجة عن إرادة الطرفين.
وفي هذا المقام وبعيدا عن مسالك السياسة أو الأحكام التي تلت الأحداث ؛ نود أن نذكر هنا بعض من الحقائق:
1/ شهدت العقود الأخيرة حالة حادة من النزوح الجامعي من الريف إلي المدن وبخاصة المجموعات الرعوية المتنقلة جراء ظروف الجفاف والتصحر أدي ذلك لنفوق الماشية وصعوبة الحياة مما لازم ذلك مجاعات وأمراض وأوبئة لتكتظ المدن بالآلاف من النازحين زيادة علي أولئك الفقراء القاطنين سلفا بهذه المدن علي أطرافها في تكدس وبيئة لا تتوفر فيها أدني شروط الحياة الآدمية.
2/ تردي الخدمات الإنسانية الأساسية وانعدام متطلبات الإنسان المشروعة من غذاء ودواء وكساء ومسكن ومدرسة ؛ كل هذا زاد من الضغوط الاجتماعية والاقتصادية والنفسية علي أهلنا خصوصا مع ندرة فرص العمل إلا لذوي الاحتراف أو الحظوة مما ساهم في التنافس الحاد بين الفئات المغلوبة علي أمرها ؛ الأمر الذي ضيّق علي الناس حياتهم ومعايشـهم .
3/ ظروف الحرب الأهلية بجنوب السودان وجبال النوبة والصراعات المسلحة بغرب البلاد وعمليات المعارضة بشرق الوطن إضافة لانتشار ثقافة العنف من خلال أجهزة الإعلام تحت مسميات الجهاد الوطني ... الدفاع عن الشريعة ... ساحات الفداء ... عرس الشهيد ... إلخ ؛ أدى هذا كله إلي حركة دائرية من النزوح الجماعي العام بسبب الحرب والفقر من وإلي كافة أقاليم ومناطق ومدن وقري وأرياف السودان فتشكلت بذلك خريطة سكانية جديدة للسودان بشكل عشوائي وغير منظم لها مثالبها من انتشار لحيازة السلاح واحتكاكات بين أفراد المجموعات العرقية المختلفة بالمنطقة الواحدة أو في حدود الجوار القريب وازدياد النعرات العصبية والعرقية مقابل أجواء التسامح والتآلف التي كانت سائدة من قبل ؛ الأمر الذي يشكل تهديدا حقيقيا للسلام الاجتماعي بالسودان .
4/ شهد السودان أنماطا جديدة وغريبة من أنماط الصراعات القبلية من أهمّ سـماته أنه بين المجموعات العرقية الكبرى في ذات الإقليم الواحد؛ وعلي سبيل المثال لا الحصر نور ما يلي :
الفور ضد العرب بإقليم دار فور
الدينكا ضد النوير بالإقليم الجنوبي
البقارة المراحيل ضد الدينكا بحرالغزال بإقليم كردفان
البني عامر ضد الأمارأر بالإقليم الشرقي
فهل إثارة هذه الصراعات والقلاقل تقف من ورائها جهة بعينها لها مصلحة ما في إثارتها وإشعال فتيلها ؟
وهل لهذه الصراعات صلة بالبترول السوداني ومناطق إنتاجه وتكريره وضخه وخطوط تصديره وإمداده ؟
وهل غلبت المصالح الضيّقة والرؤية القاصرة لجهات بعينها فاسـترخصت أرواح المواطنين ودمائهم أم أن ما وقع من جرم كان مصادفة وعفوا !؟ ...
5/ نري أن هنالك دورا كبيرا لقيادات المجتمع المحلية في الإدارة الأهلية و رموز المجتمع المحلي من أعيان ومثقفين وقادة رأي وحكمة ... إلخ ؛ ويتعاظم دورهم عند التحديات والفتن خاصة عندما تنسـحب الدولة برضاها أو بعجزها عن القيام بمسـئولياتها في حفظ الأمن وضمان العدل ؛ والمأمول من هذه القيادات أن تدرك مواطئ أقدامها وأن تعي ما حولها فإن وراء الأكمة ما وراءها
6/ طبيعة هذه الظروف تجعل من شرق السودان ومناطق أخري أيضا مرشّـحة لصراعات مثيلة ؛ فحالة الكبت والإحباط الاجتماعي والقهر والغضب العام بين فقراء المدن والنازحين إليها حتما ستولّد بين كل فترة وأخري انفجارا وهو إما أن يكون سـلبيا ضارا نزاعا بين هذه المجموعات أو إيجابيا يتجه اتجاهه الصحيح للتغيير الجذري واسـتبدال الواقع الراهن إلي واقع أفضل.
7/ إن وحدة الدولة السودانية تبدأ من داخل الأسرة فالعشيرة فالقبيلة فالإقليم ثم إلي الأمة السودانية جمعاء ؛ عليه فإن من يزرع الفتنة والشقاق علي أي مسـتوي من هذه المستويات مهما كانت مقاصده أو نواياه فلابد من مناهضته لأن وحدة السودان شعبا وأرضا هي أغلي ما ورثناه عن آبائنا وأجدادنا وهي أغلي ما سـنورثه بإذن الله تعالي إلي أبنائنا.
أهلي وعشـيرتي:
في الختام اسـمحوا ليّ أن أخاطب عبركم جميع الأهل بشرق السودان آملا أن نسـتلهم كلنا العبرة مما جري تمكينا لروح الوحدة والتسامح التي كانت سـمتنا السائدة وصفتنا التي واجهنا بها التحديات. وان تكون تلك الأحداث الأليمة السابقة دافعا لنا لفتح صفحة جديدة ليس لأجل الحاضر فحسـب بل لاستشراف مستقبل أفضل لإنسان الشرق الذي ما زال ينظر وينتظر الكثير
قال الله تعالي ( فمن عفي له من أخيه شئ فاتباع بالمعروف وأداء بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة ...) صدق الله العظيم
الأمين علي محمد عثمان شنقراي
الأمين العام السابق لمؤتمر البجا
واشنطون . يناير2003
|
|
 
|
|
|
|
degna
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست