دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
المرأة في حياة وأدب هاشم صديق
|
في حوار مع مجلة ( هي و هو ) القطرية المرأة في حياة وأدب هاشم صديق
حوار : ليلي صلاح
يتميز بتعدد اتجاهاته الأدبية وثرائها وذلك عبر تجربته الطويلة التي تمتد لاكثر من ربع قرن ، هاشم صديق شاعر يعرفه الجميع كتب للمسرح السوداني عدداً من المسرحيات التي نالت شهرة واسعة وحصدت نجومية المواسم ، وكتابات هاشم تتنوع بين العامية التي سجل بها اغلب أعماله والفصحي التي كتب بها أحد اشهر القصائد الوطنية ( الملحمة ) التي أصبحت النشيد الرسمي للاحتفالات بذكرى
أكتوبر كل عام حيث توجت بفوزها بلقب ( أغنية القرن ) في استفتاء ( سودانيز ساوند ) بمناسبة الألفية الجديدة .
( صورة المرأة في إبداع هاشم صديق ) كان هو محور هذا اللقاء معه وهاشم يفصح في الكثير من قصائده عن رؤيته لصورة المرأة الرمز التي تسكن داخله وتتشعب مهامها في حياته فهي التي ....
صبح بيك ... العمر عمرين
أقبضى معاي ... اعرفي شقاي
ندق باب الزمن ايديين
* حدثنا عن المرأة في إبداعك ؟
- موضوع المرأة في شعري وإبداعي هو موضوع شيق وهام ويتعلق بتجربة عميقة ذات أبعاد متعددة ساهمت في تكوين هاشم صديق الإنساني والإبداعي والسياسي .
وهذه العلاقة لا يمكن تناولها من باب العلاقة الطبيعية بين المرأة والرجل ( ثنائية الذكر والأنثى ) وان كانت هذه العلاقةȠتحلق علي جو الكثير من التجارب وتتجاوز المعني التقريري الضيق لتنطلق الي أبعاد أخرى كثيرة ومتعددة .
* ما هي أول مؤشرات هذه العلاقة ؟
- أول مؤشر يمكن ان يكون له علاقة بالمرأة في حياتي هو علاقتي بوالدتي رحمها الله آمنه محمد الطاهر هذه المرأة تفتحت عيني عليها من منظور تأملي بعد وفاة والدي رحمه الله ، كانت شابه يافعة وكنت آنذاك بالسنة الثانية بالمدرسة الوسطي واذكر انها هزمت شبابها وتفرغت كلياً لتربيتنا ، هذه المرأة المدهشة ترك لها والدي منزلاً من الطين هذا المنزل ورد كثيراً في قصائدي .
يا بلد اسمعيني وهاك كل البيعة كاملة
أسمى هاشم أمي آمنة
أبوي ميت وكان خضرجي ومرة صاحب قهوة
في ركن الوزارة
هذا المنزل هو وطن وتاريخ وتجارب ساهمت في قوة عودي وفي تفجير وعيّ وفي قدرتي علي التأمل والاستفادة من تجارب كثيرة .
الوالدة وفرت لنا سبل العيش الكريم ولم تقم بتربيتنا تربية بها دلال او الاستعانة بالأخريين واستطاعت ان تجمع بين العزة والفقر كما كانت لا تخشى علينا من نوائب الدهر لأنها كانت تعلم ان الرجولة هي مواجهة العالم ، اذكر إنها في فترة جعفر نميري وبعد أحداث هاشم العطا عام (71) حدث استفتاء مشهور في السودان غني له المغنون
( نقولا نعم عشان أولادنا تتعلم ).
وخرجت شائعات تقول أن من يضع كلمة ( لا ) في صندوق الاقتراع سيتم التعرف عليه ومعاقبته لكنها ذهبت ووضعت كلمة ( لا ) وعادت وهي هادئة ومسترخية ولم تشعرنا بانها فعلت شيئاً بطولياً ولكنها قالت رأيها علي ما يحدث بطريقتها الخاصة . اذكر أنني كتبت قصيدة باسم ( عزم الغلابة ) مسكينة امي الما غشت دار الكتابه . لكنها وساعة الحريقه الشال عمر ناساً عزاز نصروا الغلابة
عرفت تخط حرفين كبار رسمهم حلا
ولا من رقش لون الحبر كان
كان البلد كل البلد مكتوبة ( لا )
* إلى من تنحاز في شعرك ؟
- تفتحت عيني علي الواقع الذي تعيشه الغالبية من أبناء شعبنا البسطاء الفقر ، الحياة البسيطة ، بيوت الجالوص حيث كنت اشعر دوماً بأنني انتمي لهذه الشريحة ولعلك تلاحظين خصوصاً في قصائدي الاولي مفردات مثل الغلابة ، التعابه ، بيوت الطين ، الصريف ، القمر ، الرمله ، الجروف و حيضان الخضار والنخل وكل ما يتعلق بهذا العالم البسيط والنظيف والمدهش .
* الم يضعك هذا في خانة التصنيف الأيدلوجي ؟
- نعم هذه المفردات وضعتني في تصنيف السياسة وكأنني انتمي إلى ايدولوجيا بعينها هي اليسار لكن هذه هي نشأتي وهذا هو عالمي وهذه هي مفرد أتي وكان لا بد أن انتمي طبقياً إلى هذه الشريحة التي اعتز بها كثيراً والتي دافعت عنها ومن خلالها عن الوطن بالمنظور الجماعي .
* هل هناك نساء أخريات لعبن دوراً في حياتك ؟
- أتى اليوم الذي أحسست فيه بضرورة أن اكمل تعليمي فذهبت للمدارس المسائية حيث تلقفتني امرأة أخرى هي أم الحسن مختار واحدة من رائدات التعليم الأهلي في السودان وكنت قد درست في تلك المدارس المختلطة ففي الخمسينات في مرحلة الطفولة كان هناك مدارس مختلطة ثم طلبت مني ان أساعدها في تدريس البنات مقابل بعض المال وعندما عرفت هذه المرأة ولعي بالتمثيل والمسرح اقترحت ان تقدمني الي الأستاذ صالح محمد صالح الذي كان مسؤولاً عن ركن الأطفال بالاذاعة في ذلك الزمان أي ان مدخلي الي الإذاعة وكل هذه الشهره كان بفضل ام الحسن مختار .
* هل والدتك كانت بجوارك في كل مراحل حياتك الإبداعية ؟
- نعم والدتي كانت تسعد كثيراً بنجاحاتي الإبداعية في فترة حياتها فقد كانت معي حينما استقبل الجمهور أغنية ( الملحمة ) واذكر إنها أطلقت زغرودة وهي تجلس معي في الصفوف الخلفية في ذلك اليوم كما كانت مشاهدة لمسرحية ( أحلام الزمان ) ومسرحية ( نبته حبيبتي ) وكانت منفعلة حينما أوقفت هذه المسرحية كذلك كانت شاهدة علي التحقيقات والاعتقالات التي تمت معي في رحلتي الإبداعية وكانت تزورني في معتقل ( كوبر ) وتحمل لي الطعام وكانت تشعر بان هذا المعتقل هو قلادة شرف ومكان يقصده الذين يقفون مع الحق والخير والجمال .
وكانت تستمع لمسلسل ( قطر الهم ) الإذاعي وكانت تنتشي وهي تردد مع ابو عركي البخيت
قطر ماشي
وعمي الزين
وكيل سنطور
وزي ما الدنيا سكة طويلة
مرة تعدي مرة تهدي مرة تدور
عمي الزين محكر في قطار الهم ....
وكانت متابعة لمسلسل ( الحراز والمطر ) ومتابعة لاعتقالي اثناء بث هذا المسلسل وشاهدة للحظة خروجي من المنزل ومعي ضابط الأمن حيث كانت تصرخ قائلة ( خذوه ماذا ستفعلون به ) في تحد لهم انهم لا يستطيعون أن يلووا ذراعي عما أؤمن به وكانت شاهده علي كل تلك الرحلة وعلي نجاحاتي الأخرى الأكاديمية عندما أحرزت المرتبة الأولى في تخصصي في النقد ، كانت متابعة لكل تلك الرحلة الاحباطات ، النجاحات ، التجارب المشرقة والمرة في الخاص والعام ، وكانت اماً وصديقة المفارقة انها بعد ان أنجزت مشروعها في تربيتنا و أردنا ان نكافئها علي تعبها رحلت بهدوء وبصورة غريبة ودراماتيكية في وقت لم نتوقعه مما جعلني اعجز عن البكاء الا بعد مرور عام كامل ومن ثم كتبت إحدى اشهر قصائدي ( أتراح الحول الأول ) بعد مرور عام كامل علي رحيلها ضمن مجموعتي الشعرية ( ميلاد ) .
رحلت ولكنها ما زالت موجودة في حيث ان جزءاً كبيراً من تكويني النفسي والابداعي والفكري والسياسي والإنساني من غرس تلك المرأة العظيمة .
* احكي لنا عن المرأة الأنثى في حياتك ؟
- بدأت تجربتي مع الأنثي في مرحلة الطفولة فقد كانت لدي علاقة مميزة مع شقيقتي التي كانت وقتها صبيه يافعة وكان لديها صديقة أهم ما لفت نظري إليها إنها كانت أهم ما لفت نظري اليها إنها كانت صاعقة الجمال ورغم انني وقتها كنت طفلاً لا يعي إحساس الرجل تجاه المرأة الا أنني كنت افتح الباب و أتتلصص عليها لاملأ عينيّ من ذلك الجمال حيث كان لديها شعر جميل تتركه مسدلاً علي ظهرها وهي تقف في انتظار بص المدرسة .
سواد ليلتين ضفائرك ديل
وطرفك لما حام فوقي
غلبني مع البغنوا الشيل
وايضاً
يالقميره الضاوية من وسط المساير
ذلك كان زمان مفعم بالبراءة والشفافية
حيث تدرجنا في الولوج الي عالم المرأة من بوابة الاحترام
كان زمان الحب
زمان الانتظار
القلب لا من يشوف السبت
يدق ذى نوبة طار
هذه مقارنة بحب ذلك الزمان حيث كان هناك قدر من الوفاء والشفافية .
* هل هناك محطات أخري في هذا الجانب ؟
- المحطة الأخرى هي العلاقة العاطفية وذلك التناغم بين الرجال والمرأة في تجربتي الإبداعية والشعرية المستمدة بالطبع من تجربتي الحياتية .
أجمل ما كتبته من شعر كان عن صديقات لن يتصور أحد ان قصيدة ( حاجة فيك ) بكل ما فيها من زخم وشفافية ، وهي ما زالت منغرسة في وجدان الشباب ، ومازالوا يحاصرونني بالأسئلة عن تلك الحاجة التي فيها وهي قصيده احبها الناس هذه القصيدة كتبت في صديقة .
حاجة فيك
تقطع نفس خيل القصائد
وتشده أجراس المعابد
تعبتني وجننت حرف الكلام
وبرضوا ادتني السلام
هل هذه مناغمة عاطفية ام ان هذا يتجاوز الملامح الطارئة للولوج الي قلب الأشياء لذلك كان ذلك الوجد الصوفي وهي قصيدة فيها الكثير من التجريد ولم يكن فيها العيون الجميلة ولا الشعر الاسود المسدل ولكنها تتحدث عن كيان محبتك له تصل الي درجة الوجد الصوفي .
تلك الصيرورة تلك الديمومة تلك الحركة الدائرية الإحساس الشفيق الذى يجعلك تؤمن بأن ذلك الشئ في تلك الفتاة هو وجود وعالم وكيان لا ينتهي ، هل هو خلود العلاقة بين الرجل والمرأة منذ ان خلق الله أمنا حواء من ضلع أدم والي يومنا هذا ؟ .
اذا كيف يمكن ان تكون الصداقة مع امرأة تعطيك وتقف الي جانبك وتمنحك من حنانها وتفهمها اكثر ما تعطيك من جسدها ومن عيونها الجميلة .
* لخص لنا تجربتك مع المرأة ؟
- المرأة هي كيان يعطيك في كل الظروف يمكن ان يعطيك فرحاً وتجارب عميقة ويمكن ان يعطيك حزناً وتجارب مؤلمة وفي كل الأحوال ذلك ينتج إبداعا يمكن ان يتفاعل معه الآخرون ويمكن ان يستعيروا صوتك لتعبر عن إحساسهم الأبكم وعندما يستعيرون صوتك فانهم يتخلصون من نفس الشحنات الضارة التي تخلصت منها عندما كتبت القصيدة .
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: المرأة في حياة وأدب هاشم صديق (Re: أبنوسة)
|
أبـنوسـة،مودة وسـلام حقيقة هاشم صديق تجربة جاهرة،أسست كثيرا من مداخل القول للشباب، ويكفيه أنه أدخل العبارة الأنيقةفي ديوان الشـعر السوداني..ويكفيه أنه منح مفردتنا الدارجية الثقة والثبات في الكتابة بكل تجلياتها، خصوصاالشعر والمسرح.. برغم من أن الحوار أنحصر في وجود المـرأة في شعره، الا أنني لازلت ظامئا..وبراك شايفه كيف حاول ان يتفادى التفاصيل أكثر من مرة.. وأجمــل مافي الأمر أفادته الجميلة،بأن أجمل النصوص يمكن أن تكون ملهمتها أنسانة صديقة.. التحية لهاشـم أتمـنى أن نقرأ له في النقد. ودمت محمد النوركبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المرأة في حياة وأدب هاشم صديق (Re: Kabar)
|
التحايا لك الأخ كبر
وتحايا من صديقك المبدع عبدالرحمن بلياوالذي إلتقيناه بناءا على طلب الأخ أبكر أدم إسماعيل، ووجدنا فيه ذلك المبدع الذي وصفته
أما عن اللقاء مع الأستاذ هاشم فهو بلاشك محطة هامة بالنسبة وحصر الأمر في محور المرأة إنطلاقا من محاولة الولوج إلى مناطق شديدة الخصوصية لم يتعرض له الكثيرين، خاصة لمبدع بقامة هاشم صديق، وخاصة أن عدد من الزملاء الصحفيين بالدوحة قد سعوا لإجراء حوار معه في إطار الإحتفاء بزيارته للدوحة.
ومرة أخرى شكرا
| |
|
|
|
|
|
|
|