|
لماذا لا نتبنى الفكر الإرهابي
|
دائما ما تأتي الأسماء و التعريفات حسب الأفكار و التوجهات فيقال في فترة مضت " نازي " لتماشيه مع الأفكار النازية . وذاك " فاشي " لتقيده بالأيديولوجية الفاشية . وغيره ثوري وصهيوني وشيوعي و قومي ... وهكذا حسب أفكار وثوابت وأهداف المدارس التي ينتمون لها . الآن وفي السنوات الأخيرة ظهر مصطلح أو تعريف جديد وهو " إرهابي " وصار تعاطي هذه المفردة يطلق في الغالب على المجاهدين المسلمين خاصة وأحيانا حتى القاعدين منهم . وأيضا بعض المنظمات و الجماعات الغير مسلمة . ولكن يتركز هذا الطرح ويصبح واضحا جدا عندما يكون الطرح إسلامي . الأن دعونا ُنعرف المرجعية الفكرية لهذا المصطلح الجديد والثوابت التي يقوم عليها و الأهداف التي يطمح في تحقيقها كأي مرجعية تنظيمية أخرى . ولن نأتي بجديد فالتعريف سيكون من خلال الواقع ومن خلال تعريف مطلقو هذه المفردة على الجماعات و المنظمات . إذا وفقا للتصريحات السياسية الغربية ووقفا للتعريفات الدولية نجد أن الإرهابيين هم الإستشاهديين في فلسطين ,هم الجماعات الإسلامية المقاومة والرافضة للاستعمار الغربي عموما و الأمريكي خصوصا ,هم المنظمات الجهادية في كل مكان و الرافضة للاحتلال الخارجي , هم المنظمات الخيرية الداعمة للمجاهدين و المقاومين , هم من أراد الاستقلال واستغلال الثروات من أصحابها , هم المتظاهرون للتنديد بالسياسات الإسرائيلية و الأمريكية في فلسطين هم من يدافع بدمه وماله لوقف المعتدي و دفع الذل والهوان و التبعية للعم سام ... الخ . إذا تتجلى الأيديولوجية الإرهابية في تلك الأهداف أو بعض تلك الأهداف بحيث يسعى الإرهابيون للتحقيق الفكر الإرهابي عن طريق إيمانهم بتحقيق تلك النتائج المترتبة على أفكارهم و أعمالهم الإرهابية كما يسميها و يصنفها النظام الدولي الجديد وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية .
بالنسبة لنا كعرب ومسلمين جميعا من منظمات رسمية و شعبية و أفراد نطمح بتلك النتائج و الأهداف الإرهابية بغض النظر عن المسميات هل هي إرهابية أو شرعية أو أي مسمى يطلقونه عليها المهم أنها تحقق المطالب الشرعية في نظر جميع العقلاء في العالم أو على أقل تقدير في نظرنا نحن . فهل يأتي اليوم الذي نتبنى فيه الفكر الإرهابي لتحقيق مطالبنا المشروعة بحيث تكون لدينا إستراتيجية إرهابية واضحة ُتعرف هذا المنطلق الفكري الجديد وتسعى لتحقيق أهدافه . وذلك في ظل الخلل العالمي الواضح في تحديد المسميات و تصنيف المفردات .
وبمعنى أخر أرى أن الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من المنظمات الدولية الأخرى قد نجت في إدخالنا في مستنقع المسميات بتصنيفاتها و حدودها و تفسيراتها حتى تلغي الأهداف المشروعة أو على أقل تقدير حتى تحدد وتقيد تلك الأهداف إلى أضيق الحدود ...
|
|
|
|
|
|