من هنا من أرض هذا الوطن الحبيب الى نفوسنا واللون الكحلى يغطى بدايات الليل . إنا الان تنتابنى أحاسيس حلوة . ساعدنى عليها هذا الجو الرطب . وساعدنى عليها أن غدا يوم اجازة بمناسبة رأس السنة الهجرية. اتيت الى هنا الى مقهى منهاتن الاكترونى على شارع الوادى . هذا المقهى الواقع بجوار المنزل . لبست أفضل ما لدى من أزياء ولم أنسى أن أضع عطرا .
غير مهتم بهذه الامور التى ليس لدينا يد فيها. الحكومة والسلطة والقهر . انا الان اشعر بحرية . حقيقية أم خرافية لا يهم المهم اننى اشعر بها
انا فى وطنى استمتع بخصوصيتى التى لن ينتزعها منى أحد . غير مهتم بديمقراطية أو قيود هى لحظة استثائية قد لا تتكرر . لحظة من عدم الاكتراث ولحطة سعادة بأشياء غير مسببة للطقس دخل فيها ولصوت الكاشف التى يتأتى من على البعد . وحبيبى اه قلبى تاه فى يوم الزيارة- ومنتهاتن تقف شاهدا عليها .
خرجت من بيتى وتملأ وجهى واسمة كحلية بلون اليوم المتنسم أنفاسه من صفاء نفسى خاص . اشتريت سجارتى من الدكان الذى يجاورنا . وقد تركت عبد الحفيظ يكتب فى الدفتر وفى صفحتى الخاصة . يسجل إضافة لما على من حساب مبلغ مائين وخمسون جنيها لا يهم . لم أنظر الى الساعة ولست متضايق من أن يطول الوقت فى منهاتن المقهى المهم اننى متجانس مع نفسى . ولن اخرج حتى اكمل رسالتى اليكم أنتم المحرومون من شلوخ الوالدة وطمأنينة الوالد وسؤاله الدائم عن الحال . أنتم الهائمين فى غربتكم الراقدين على جمرة البعاد. أقولها لكم جميعا كل أمنياتى لكم بعودة ظافرة مالا وصحة . وعلما إضافيا لأسركم ووالديكم وابنائكم . وأوطانكم . قولوا آمين.
سأخرج الان لأستمتع بإحاسيسى العالية . سأشرب القهوة فى نادى الاحرار . ولكن بعد أن أكمل أغنية الكاشف فى هذا المبنى الحميم
شال منام علينى توارى
سابنى وحدى
أشكو وجدى
لك الرحمة يا الكاشف أخوى
(عدل بواسطة ود العجمى on 03-05-2003, 06:51 AM)