سورة مريم ، عليها السلام ، والصراع العظيم :

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 06:13 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-29-2018, 10:35 PM

بدر الدين العتاق
<aبدر الدين العتاق
تاريخ التسجيل: 03-04-2018
مجموع المشاركات: 678

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سورة مريم ، عليها السلام ، والصراع العظيم :

    10:35 PM August, 29 2018

    سودانيز اون لاين
    بدر الدين العتاق-مصر
    مكتبتى
    رابط مختصر

    سورة مريم ، عليها السلام ، والصراع العظيم :
    www,insan1.com
    [email protected]

    كتب مهندس / بدر الدين العتاق


    إنَّ من أدق دقائق حقائق الدين وأشدها إشكالاً وإيغالاً وصعوبةً فى الفهم البشرى ، لهى قضية المسيح عليه السلام ، وما كان ذلك إلا لأنه مثَّل قفزةً نوعية فى سلم التطور البشرى من ناحية النشأة والتكوين والغاية ، ومن ناحية أخرى هى : قضية العقيدة أو المعتقدات البشرية عامةً ، فقد أشكلت إشكالاً كبيراً وأحدثت مفارقات فى التركيبة الفكرية والنفسية والوجدانية والحياتية للإنسان عامةً على ظهر هذا الكوكب ، وأى تفصيل فى هذا الموضوع من جانبنا سواءً إتفقنا حوله أو إختلفنا فيه ، سوف يخرج بنا من دائرة فكرة الكتاب الذى بين أيدينا ، ومع ذلك ، لا يمنع الإشارة إليه بنوعٍ من التريث وإعمال العقل بعيداً من المعتقد إيماناً منا فى الحق المكفول فى الإعتقاد للناس كآفة ، فالله معبود بأكثر من صورة ، هو الذى أذِن بها وقضاها ، والإختلافات حول صحة العقيدة من فسادها ، ليس من أولوياتنا ، فالله يفصل بين الخلق فيها فيما كان بينهم وليس أنا .
    طرحت سورة " مريم " ، عليها السلام ، ثلاث قضايا خطيرة بمكان ، ثم فضت هذه القضايا فضاً جميلاً لكل سائل أو عابر سبيل باحث فى الفكر الإنسانى المعاصر ، وهذه القضايا الثلاثة هى :
    1- قضية التوحيد ، ويقابلها قضية التثليث .
    2- قضية التثنية ، ويقابلها قضية التشبيه .
    3- قضية الدعوة ، ويقابلها قضية المعتقد .
    هذه بإختصار جداً جداً ، ما طرحته السورة ، إلى جانب المسلك التأريخى فيما عرف بعد إنتقال المسيح ، عليه السلام ، إلى الرفيق الأعلى ، بفترة القرون الوسطى The Midil Ages ، ما بين : القرن الخامس إلى القرن الخامس عشر الميلادى ، والتى شهدت فيها الكنيسة توسعاً كبيراً فى شتى مناحى الحياة بكل بقاع الأرض ، وما حملته معها من بقايا وصايا الإنجيل وأصبحت صاحبة القدح المعلى فى صياغة وسياقة الدستور البشرى من جديد وأعملت نفسها وصية على الخلق بموجب صكوك الغفران التى تمنحها للناس ، وما لحق ذلك من إضطرابات واسعة للغاية فى منظومة الإعتدال الأخلاقى الإنسانى ، ما بين مدافعٍ مؤيدٍ ومنافحٍ ومحايدٍ وممانعٍ لكل ما تصدره الكنيسة من توجيهات وقوانين عرفية وشرعية لتقود الناس نحو أهدافٍ معينةٍ بعينها ومنها العمل السياسى كأكبر مصطلح للعلم الحديث حتى تقدر على قيادة القافلة البشرية بصورة من الصور ، تخلّلت تلك الفترة كذلك ما يُعرف الآن بالحملات الصليبيّة، وكانَت بدايةُ التبشير بها عام 1095، وكانَت عبارَة عن مُحاولاتٍ عَسكريّة من مسيحيي غَربِ أوروبا للسَيطَرة على الأراضي المُقدّسة الشرق أوسطية من المسلمين .
    .أمّا الحياةُ الفكريّة فقد تأثرت بالفلسفة المدرسية القائمة على ربط العقل بالإيمانيات. ومن أبرَزِ إنجازات ومشاهير تلك الفترة كان لاهوت وفلسفة توما الأكويني ، ولوحات جوتو ، وأشعار دانتي وتشوسر ، ورحلات ماركو بولو ، والفنّ المِعماري القوطي الجلي في هندسة كاتدرائية مِثلَ كاتدرائية شارتر، .راجع كتابنا : ( الإنسان يظهر الآن ) ، ففيه توسعة لا تليق بهذا الموضع ، إن شاء الله .
    أولاً : قضية التوحيد ، ويقابلها قضية التثليث :
    الفترة الزمنية ما بين : موسى ، عليه السلام ، وعيسى ، عليه السلام ، هى حوالى ألف وسبعمائة سنة تقريباً ، أخذت فيها التوراة دهراً طويلاً فى التقلبات الفكرية والوجدانية نحو تركيبة بشرية جديدة ذات سلوك وطابع إنسانى جديد ، لم يشهد التأريخ السحيق بمثلها من قبل ، لكل القافلة الإنسانية ذات التقلبات المشتركة والمتباينة والمنفردة فى تشكيل نواة إنسانية حديثة ذات آيدلوجية شمولية قفزت بالناس قفزة نوعية وفريدة لا شك فى ذلك من ناحية ترتيب الفكر وإستغلال الطاقة البشرية وإعمالها لتواكب حركة الحياة من حيث هى ذات دستور عقدى له وزنه الفكرى والوجدانى والحياتى وليسطر للناس – آنذاك – دستوراً سماوياً يلامس أرض الناس فى حياتهم ومعاشهم ومماتهم ، ولينظم ذلك الدستور السماوى ، التوراة ، الطبيعة الإجتماعية بكل مناحيها ، وليخرج بهم من دائرة الفوضى وقانون الغاب لقانون أقرب لفطرتهم التى هم عليها ، وهى التنظيم الحياتى ذى المعتقد القوى ، وغاية هذا الدستور هو : سوق المجتمع البشرى نحو توحيد رب الأرباب وخالق الكون ، بصورة لطيفة للغاية وهى ممارسة الشعائر الدينية ، فإنهم حين يفعلون ذلك ، إنَّما يحققون الدستور السماوى فى نفوسهم ليصلح بالهم ويهذب حالهم وفى نفس الوقت يرجعون به إلى الله خالقهم وبارئهم ، فيعبدوه حق عبادته ، وليظهر إمتداد هذا الناموس لأبعد مدى يمكن أن تتخيله فى النفس الآدمية ، من حيث التربية والترقية و التنشأة فى ظل التوحيد الذى بدا وظهر لهم فى أكبر تجلياته دستوراً سماوياً وهو كتابهم : التوراة .
    لكن ! ما حدث غير ذلك ، فى أكبر ظاهرة إنسانية تتأرجح ما بين الصمود والتمكسك بالمنهج القديم ، وما بين الإلتفاف والإلتفات والقبض على المنهج الجديد بالساعد والناب ، وكانت الفتنة ، ظهور آيدلوجيات جديدة بعيدة كل البعد من الفريقين وما يهمان به ، كمحاولة تجسيد الآلهة والإله الواحد فى صورٍ وأشكالٍ عديدة أظهرها إتخاذ العجل وقصة السامرى .
    وجاء نبى الله : عيسى ، عليه السلام ، ووجد ما وجد ، إضطرابات فى القيم والسلوك والأفكار وفوضى عقدية عارمة لم يكن لها مثيل ، وأعتبرها تمهيداً وحكمةً حكيمة من الله تعالى ، ليسوق الناس من وهم التعدد إلى الإفراد فى أكبر وأظهر حادثة شهدتها البشرية منذ ميلادها السحيق وهى : ميلاد المسيح ، عليه السلام ، نفسه ، فى الطريقة التى ولد أو جاء بها ، والروح الرفيعة التى تجسدت فيه من الذات الإلهية ، مما أشكل وشكل الفتنة الإنسانية العظيمة التى ما زال الناس فى حربٍ زبون منها وعليها وفيها بحالٍ من الأحوال ، فخطت خطاً فاصلاً ما بين تجسيد الآلهة فى الحجر والخشب والحيوان لمستوى أكبر فى المخيلة الفكرية الإنسانية وهى فى النفس البشرية الصرفة ، وتاهت الناس ، أشد التيه ، وضلت ، أكبر الضلال ، وأشركت ، أعظم الإشراك ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ، وباتت الناس فى حيرة من أمرها ، وكان التثليث : ما بين هذه الآيدلوجية التى لا تقبل المغايرة – عند البعض – وهى فكرة وجود الله بين القطيع الآدمى فى حركته وحياته ، لأنها أمامهم رأى عين ، فكانت التثنية ، أو الثنائية أو قل : الإشراك الكبير " الله هو المسيح " تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ، وما بين ، فئةٍ خيرٌ من تلك لها عقل ، ولكنه جاهلٌ وناقص ، إرتأت أن تجمع ما بين ما تراه العين من ذلك الرب الذى بين أيديهم يأكل ويشرب معهم وبينهم ، وما بين الرفض لتلك الفكرة وأنَّ الله لا يمكن أن يكون فى مستوى البشر من الدنو ، فوصلوا لفكرة أنه إبن الله ، فكانت التثنية من نوعٍ ثانى وهى : بما أنه كذلك فهو الله فى مستوى البشر ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ، ومنهم من قال غير ذلك : إنَّما هو روح القُدُس ، يعنى : المقدسة التى جاءت بها مريم الممجدة " المجدلية " ، فهو ثالث ثلاثة ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ، وقالوا : بسم الأب الإبن الروح القدس ، إلهٌ واحد .
    جاء المسيح ، عليه السلام ، ليعيد ترتيب البيت الإنسانى لصورته المثلى ، ولكنه صار فى إشكالٍ جديد ، وهو : الدفع عنه بما زعموه منه ، ورفع الأمر لله ، تبارك وتعالى ، وأمرٍ آخر ، لا يقل أهمية مما هو عليه الحال : إتمام دعوة نبى الله موسى ، عليه السلام ، والتبشير بنبى آخر الزمان ، وهو محمد ، عليه السلام ، فصارت قضيته ذات ثلاث شعب ، ولكن أكبرها هو ما أحدثه وأشكل على الناس من تلك الدعوة التى هو برئٌ منها ، التثليث والتثنية ، فقضيته إعادة الأمور إلى نصابها ، زيادة على الأمرين الأولين .
    ثانياً : قضية التثنية ، ويقابلها قضية التشبيه :
    فى الأمر جديد ، هذا التشبيه ما بين قتل الفكره أو صلبها ، عند التثنية الوارد ذكرها أعلاه ، إذ إختلفت الناس حولهما ولم يقطع الشك اليقين عنهما ، فإذا ذهب أحدها ( الأب أو الإبن ) ، فحتماً سيبقى الآخر ، وأيهما بقى كان هو الله ، هذا فى بعض أخيلة المتفكرة ، والقرآن يحدثنا عنها بسورة النساء : { وبكفرهم ، وقولهم على مريم : بهتاناً عظيماً * وقولهم : إنَّا قتلنا المسيح عيسى بن مريم ، رسول الله ! وما : قتلوه ، وما : صلبوه ، ولكن شبه لهم ( يعنى : إنقسامهم ما بين القتل والصلب ، حتى يبين الله ، أيهما الله ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ، فعودة العقلية القديمة نحو تعدد الآلهه أو تجسيدها أخذت منحىً وبعداً جديداً فبدلاً من تجسيدها فى الخشب والحجر والحيوان تحولت إلى البشر ، أبعد من ذلك ، فى العقلية الإنسانية إلى يومنا هذا ، وهنا محل التباين والإختلاف والخلاف بين القطيع البشرى من ناحية المعتقد الذى يمثِّل أكبر ظاهرة سالبة على كوكبنا الآن ) وإنَّ الذين إختلفوا فيه : لفى شكٍ منه ! ( التركيبة الذهنية ، قتل الفكرة تماماً ، صلبها ، مع الإبقاء على أثرها ) ما لهم به من علم ( يعنى : دائرة التفكير اليوم هى نفسها القديمة بالتوارث والإنتماء لم تنفك منذ ذلك الوقت فهى تمارس بعدة صور لعدة تكتلات حزبية وفكرية ومعتقدية ، فهذا حدهم مما وصلوه ومبلغهم من العلم ) ، إلا : إتباع الظن ( وهو ما أدى فيما بعد لتباين الأفكار والمعتقدات ، وقد لعبت الكنيسة دوراً مهماً فى ذلك بإضفاء المزايدات الفكرية رغبةً منها فى إتساع سلطاتها الدينية والدستورية القانونية لتحكم قبضتها فى المجتمع الأممى قاطبة ، وقد ضرها أكثر مما نفعها ، فنحن نعيش هذه التقلبات المتباينة كما شهدها من قبلنا فى قمة أكبر ومستوى علمى كبير ) وما قتلوه يقيناً ( أى : لم تنحسم القضية بعد فهم يدورون فى فلكها ، وجاء الرد البليغ الحاسم القاطع لكل هواجس النفس الآدمية المنكفأة على ذاتها فقال جل من قائل : ) * بل : رفعه الله إليه ! ( وتعنى الرفعة فيما تعنى : تبرئته مما زعموه فيه فأعلى الله مقامه وزكاه زكاة عظيمة إذ قال فى سورة آل عمران : [ إذ قال الله : يا عيسى ، إنى متوفيك ، ( وهى حقيقة موته المعنوية ) ورافعك إلى ( وهى التزكية العظيمة ) ، ومطهرك من الذين كفروا ، ( والطهارة هنا تعنى : التبرئة التامة الغير موؤفة بالظن أو الحدس أو التخمين أو الهوس أو الخاطرة أو الوسوسة ) وجاعل الذين اتبعوك : فوق الذين كفروا ( وهم الذين وقر فى قلوبهم وعقولهم التوحيد وصدق دعوته لله ) إلى يوم القيامة ! ثم إلىَّ مرجعكم ( أى : بكل ذلك الوهم والتوهم لإحقاق الحق ) فاحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون ] ) وكان الله عزيزاً حكيماً } .
    هذا ! والتشبيه ، تقلب فى المعانى تقلبات كثيرة ، ليس من الخير الخوض فيها ، فقد حُسمت القضية ، ولم يبق من ذلك الجسد الطاهر المطهر إلا فكرة الدعوة والمنهج الصريح لإتمام منهاج موسى ، عليه السلام ، فإن ذهبت لإيهما من قضيتى الصلب أو القتل المعنويتين ، لم تخرج إلا بخلاصتى تلك ولا تناقش المعتقد إذ لم يبق غير التوحيد ، والتوحيد ذى المنهج الكامل التام الذى بشَّر به عيسى ، عليه السلام ، من طريق آخر الرسل والأنبياء ، محمد ، صلى الله عليه وسلم .
    ثالثاً : قضية الدعوة ، ويقابلها قضية المعتقد :
    المسيح ، عليه السلام ، دعا للتوحيد الصرف للذات الإلهيه ، وما دار حوله من إشكال لم يعبأ به لأنه غير مكلف بالدفاع عنه ، فإعتقاد الناس فيه وحوله مدعاة لإبراز السوالب الآدمية من السلوك الرفيع والقيم الأخلاقية وتبعد عنها بعداً شاسعاً وهى لم تكن يوما ، ولن تكون ، معضلة جوهرية فى القيمة السلوكية للمنهج السماوى ذى التشاريع والأحكام والمواثيق ودعاوى الأخلاق الكريمة الفاضلة والقيم الفضلى المثلى ، فصميم دعوة الأنبياء جميعهم عبادة الله ومعرفته والتعريف به من طريق تهذيب السلوك والأفكار وترتيب الفوضى الداخلية للنفس البشرية وإحلال السلام الداخلى فيها وترويضها بالتشاريع والوصايا محل إهتمام كبير فى المنهاج السماوى إن لم يكن غيرها .
    كان فخوراً جداً ، عليه السلام ، بأنه ولد من غير أب ، ولم تمثِّل له عقبة أو منغصة أو منقصة فى حياته ، ولم يعبأ بما تتلقفه الألسن حوله وأمَّه الصِّدِّيقة ، فذهب فى سبيل الدعوة الخالصة لله تعالى من غير توان ولا تخاذل ، وكان ، عليه السلام ، لسانه لهِجاً بذكر الله ، لا يكاد ينطق ببنت شفةٍ غير ذكر الله تعالى ، وإذا رأيته رأيت : علو مكانه ومهابته ورفيع درجاته وعظيم تواضعه ، يتدفق العلم من بين جوانبه ، أدلم اللون غير داكن ، طويل القامة ، ممتلأ الجناب ، طويل القامة ، واسع العينين ، جميل الطلعة ، بهىُ الملمح ، واسع الصدر ، عظيم العظام ، هادئ الطبع ، قوى البنية ، شديد الشكيمة ، قوى العزيمة ، ليس بلينٍ فى الكلام ، ولا سهلٌ فى المنطق ، عنيفٌ فى الحق ، لا يخشى لومة لائم ، وفى صوته دعة محببة للنفس ، غير متخاذلٍ فى المواقف ، هميم لأبعد غايات الهِّمةِ ، نشيط فى طلب الحاجة ، سريع المشى ، قوى فى البيان والحجة والمنطق ، غير معتمدٍ على ما أوتى من قوة الروح ، ولكنه يعمل بالأسباب التى بين يديه ، إذا قال للشئ : كن ، يكون ، بإذن الله ، أكبر همه : بنى إسرائيل ، يعمل من غير هوادة فى تصحيح ما أخطأوا فيه بحقه وجناب الله العظيم ، إذا رأيته أو صحبته أو تحدثت معه ، لا تقضيك الأيام الطِّوال لتنفك عنه ، فإنه حلو الكلام عذب الحديث رائع الصحبة ، أكثر ما يزعجه ، عليه السلام ، أن يتوقف عن ذكر الله والثناء عليه ، فإنما هو مشغولٌ به لأبعد الغايات ، لا يفارق ذكر ربه ولو للحظة ، ورغم ذلك لا يتوقف من الدعــــــوة إليه بلسان الحال ، ولم أر من البشرِ أحد يقدر قدره من العلم وتحقيق بشريته وعبادته مثله ، نفعنا الله به وببركته أينما كان ، صلوات ربى وسلامه عليه .
    الصورة المتعارف عليها فى الوسط المسيحى تحديداً والمنشورة والمنثورة بين الناس ، ليس منها فى شئٍ لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ ، فهو غيرها تماماً فى الهيئة والشكل والقامة ، وما صورته أقرب للخلق الحقيقى له ، عليه السلام ، وهذه نقطة مهمة جداً .
    بما أنه قد عرفنا تلك هيئته التى خلقه الله بها وطريق دعوته لله بلسان الحال لا بلسان المقال ، فإنه يدعوا للتوحيد فى أعلى مستوياته من الإفراد والتزكية لله ، والبراءة من وهم خيالات التقديس والهامة التى نصبوها حوله من أنه الله فى أكبر تجليات البشر ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ، فقضية المعتقد إنما تنبثق من هذه الصورة ، وهو إذ يعالج الثلاث شعب فى منهجه إنما يعالج قضية التوحيد والمعتقد السليم فى أكبر وأعظم وأهم مستوىٍ له ، وهو لسان الحال ، ومن قرأ الإنجيل بتمعن إنما يستشف ذلك بسهولة .




















                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de