ي وداع الفارس المغوار ، الرجل النبيل العميد / ياسر جعفر السنهوري جوبا التي ماعادت كعهدها القديم في الاهتمام بالرفاق وكمدينة تمثل الام الرؤوم لكل المناضلين الآتين من خلف التقاطعات الاثنية والزمكانية، لتحقيق رؤية السودان الجديد، جوبا التي حبست دموعها كاظمة للغيظ من الاهمال المتعمد للرفاق، وهي نفسها التي ثارت وأيقظت ذاك المارد وعنفوان النضال داخلها مرة أخرى في وداع الفارس المغوار الرجل النبيل الذي دافع عن فكرة السودان الجديد وأفنى سنوات عمره في النضال بكل أشكاله . وصحيفة الوطن وما ادراك ما الوطن ، هنا حنين التائهين في أزقة النضال، هنا مرافئ الدهشة والحلم النبيل ، هنا الام ،هنا الشئ واللا شئ، حيث الوطن حضورا في كل المناسبات ،الوطن التي كانت ولاتزال تتابع كلما يدور خلف أقبية الحدث،والحدث الجلل هنا رحيل العملاق الرفيق ياسر جعفرالسنهوري،كانت الوطن حضوراً منذ استقبالها نبأ رحيل القائد الذي لم يخسر أياً من معاركه التي خاضها في أحراش هذا الوطن ، الرجل الذي فك اسر مدينة نمولي في وهج النهار ،الرجل الذي جال وصال في شرق السودان،كنا حضورا منذ تلقينا الخبر المفجع ،تحركنا صوب البيت ثم المستشفى ثم المشرحة وحتى لحظة إقلاع الطائرة بجثمانه الشامخ النبيل الذي لم ينحني للأيام بل ظل أبد الدهر محتفظاً بخلّته ،ولمعرفتنا بقيمة ياسر جعفر وما يعنيه لجغرافيا البلدين ( الجنوب ، الشمال)وتوثيقاً لذاكرة الحدث قمنا بتتبع جميع الاشياء منذ لحظتها الصفرية وصولا الى الذين تحدثوا عن الرفيق النبيل ياسر جعفر فكان هذا الرصد التوثيقي ليبقي سطراً فى كتاب التاريخ :- رصد :- فريق الوطن تصوير :- اخلاص هنري التقت الصحيفة في المشرحة في لحظة التحضير لنقل الجثمان الى المطار (بإبن الفقيد) الذي أتى قادما من يوغندا حيث يدرس ابناء الفقيد هناك والذي ابتدأ حديثه بشكر كل الحضور مؤكداً أن موت أبيه هو فقد للاسرة وأن أبيه مناضلا جسوراً وعملاقاً وثابتاً على مبادئه وكان يقول أنه سوف يموت فقيراً وان الاستثمار الوحيد الذي يملكه هو نحن أبناؤه ، حيث دعانا الى الاهتمام بالدراسة من أجل ترقية البلاد نسأل الله أن يتقبله قبولا حسناً. أحمد يعقوب الكاتب الصحفي الرفيق ياسر جعفر يعتبر من أوائل الرفاق الذين انضموا للحركة الشعبية لتحرير السودان من الشمال النيلي بجانب الرفيق ياسر عرمان وسعيد بازرعة،الرجل الذي آمن بمشروع السودان الجديد وقاتل من أجله ، ولم يدخر جهدا الا وبذله من اجل شعبي البلدين، ونحن اذ نعزي الرفاق نعزي أنفسنا أولا فلقد كان الراحل إرثا تاريخيا لنا في الحركة الشعبية، ونحن نفتخر بأننا عاصرناه في فترة من الزمان وجالسناه ، رحمه الله وغفر له ولكل شهدائنا. د.سيف الاسلام حاج حمد(الاستاذ بجامعة جوبا) الرفيق ياسر جعفر هو رجل لا استطيع ان أتحدث عنه كثيراً هو من أسرة صوفية ممتدة عميقا في المجتمع السوداني ، وهو من مدني المدينة الثقافية الاولى بامتياز،رجل انتجته كل الازمان حيث تشرب الفكر الماركسي والاشتراكي وأخيراً اختار الرجل النضال المسلح حيث شارك في كل المعارك التاريخية للحركة الشعبية ، هذا المشوار الطويل هو الذي شكله ،وهو الرجل الذي جسد فكرة المساواة والعدل والحرية في سلوكه وتعامله مع الرفاق ،رحمه الله بقدر ما قدم لجماهير المهمشين في كل البلاد . صمويل موسى( مساعد ادارة بالسلاح الطبي) صمويل الذي كان (يغالب دموعه )أكد بأنه عمل مع الرفيق الفقيد ياسر جعفر تحت قيادته في معارك كثيرة كللت كلها بالنجاح، وأكد أن الفقيد جعفر فقد كبير سائلا الرب ان يدخله الفردوس. رجينا جون(عضو الامانة العامة للحركة الشعبية ) التي أبتدرت حديثها باكية وهي تتحدث عن الرجل النبيل حيث قالت أن الفقد جلل وان البلاد فقدت واحداً من ابطالها الكبار والاشاوس، واضافت ياسر كان في السكرتارية السياسية للحركة وكان المسؤل عن الولايات الشمالية وكان رجلا يحمل هموم الوطن، داعيةً الفرقاء في الحركة الشعبية شمال الى الاتحاد ونبذ التفرقة وضرورة العمل سويا من أجل انجاز مرحلة التحرير. رئيس مجلس ادارة صحيفة اجراس الحرية (صلاح الكجم ) اعزي الشعب السوداني على فقدنا الكبير، هو فاكهة المجالس وهو رجل جسور وكان بيته مفتوحا للكل ،لقد فقدت صديقا عزيزا وكنت أعرفه منذ التسعينات ولديه علاقات اجتماعية مع كل الناس، رحمه الله. بعد استلام الجثمان من المشرحة خرجت المدينة من صمتها وناحت ،بدأ ( الكنفوي ) من القيادة الجنوبية الى المطار، حيث كانت الطائرة تحلق في جغرافيا أخرى ،لحظة وصولنا للمطار إمتلأت الارض بكل الرفاق الذين عملوا مع الفقيد ياسر جعفر وأؤلئك الجنود الذين كانوا تحت إمرته، وبكاء النسوة يملأ المكان بالحزن ويخيّم عليه ،التقت الصحيفة بواحد من اصدقائه فكانت افاداته كالتالي:- بدا حديثه بتحية الحضور وتلا ايات من القرءان ترحما على روح الفقيد، مضيفا أن الراحل ياسر جعفر لم يمت انما روحه ما زالت ترفرف في سماوات الوطن ،وتحدث عن مآثر الفقيد من سماحته وطيبة خلقه ومعشره ، وقال ان الفقيد قدم الكثير للوطن ( الشمال والجنوب) واضاف ان ياسر ناضل من أجل هذه الارض التي ضمخت بدمائه الطاهرة، وقال ان أبناء المرحوم ( اربعة ) ثلاث أولاد وبنت واحدة.داعيا الجميع الى الاهتمام بهذه الاسرة ، مناشدا الرفيق سلفاكير ميارديت رئيس الجمهورية الى الاهتمام بأبنائه،وختم حديثه بالترحم على روح الفقيد. مستشار رئيس الجمهورية للشئون القانونية مولانا لورانس كوربندي:- بدا حديثه بالترحم على روح الفقيد ، وقال ان الفقيد من أشرس المقاتلين الذين عرفهم، لقد قاتل من اجل البلدين مؤمنا بالقضية التي كافح من أجلها، مضيفا لقد عملنا سويا في العام 2004 وكنا من ضمن الكوادر التي اختارنا الراحل جون قرنق للذهاب الى هولندا للتأهيل والتدريب،كان ياسر جعفر رجلا متواضعا وحاضر البديهة ، وقال بان ياسر لم يمت وأنه سيظل في الاذهان ، مؤكدا ان الانفصال لا يعني انفصال الوجدان والمشاعر انما هي حدود اصطنعها البشر ،معبرا بقوله نحن نؤمن بوحدة أفريقيا ، نحن شعب واحد رغم اختلافاتنا الفكرية والعقائدية ، مؤكدا ان الفقيد سيظل ماثلا في اذهان الكل بنضالاته من أجل السودان الجديد، ونيابة عن زملائي في رئاسة الجمهورية أرجو أن تبلغوا تعازينا الحارة للاسرة . القائد بيور أسود الصديق الشخصي للراحل المقيم بدأ حديثه مترحما على روح الفقيد ذاكرا بأنه لن يتحدث كثيرا ، وقال ان ياسر ليس شماليا حيث قضى كل عمره في الجنوب حيث تزوج من الجنوب البلد الذي قضى فيه كل العمر مناضلا من اجله الى لحظة الاستقلال وتكوين دولته المستقلة ،مضيفا انه لولا احترامنا لرغبة اسرته لوارينا جسده الثرى هنا في جوبا، وارجومن كل الرفاق الصبر والاهتمام باسرته الجنرال مدووت باك احد رفقاء درب العميد الفقيد ياسر جعفر أبتدر حديثه بتحية الحضور ، وقال ان ياسر جعفر رجل بطل وثائر مغوار وهو من أوائل الذين انضموا الى الحركة الشعبية وكان في عدة مناطق نمولي وتوريت وقدم تضحيات كبيرة من اجل الثورة وكان يرى نفسه كأحد أفراد هذا الشعب ، وموته يمثل مفأجأة لنا ،نحن نعزي أولاده ونقول لهم أصبروا وسوف نهتم باسرته واولاده ،وندعوا ان يباركه الرب ويباركنا كلنا ،وكشعب جنوب السودان نعتبر ياسر أحد أبطال هذا البلد. بيتر قائد الجبهة الشرقية(سابقا)وقائد اركان الادارة قال بان المرحوم عمل تحت قيادته وهو رجل بطل وثائر من طراز رفيع وقاتلنا جنبا الى جنب في عدة معارك، نعزي الشعبين في البلدين ونؤكد اننا سوف نقف مع الاسرة قلبا وقالبا . الدكتور جون قاي يوه مستشار رئيس الجمهورية بدأ حديثه بتعزية الاسرة وكل الرفاق ،ومضى في قوله هذا الرفيق كانت لديه ثلاثة رسائل، قبل سته اشهر خضنا حواراً مطولا حول ازمات الحركة الشعبية في الجنوب والشمال وقال انه لديه ثلاث مشكلات وان الحركة في البلدين تمتلك نفس الاسم ونفس المشروع ونفس القيادات واين المشكلة في عدم التصدي للمشكلات وايجاد الحلول الناجعة لها ولماذا التشظي والانقسامات؟ واضاف اننا لن نتخلى عن الحركة الشعبية ولكننا نطالب بتقييم المراحل التاريخية للحركة ونقد التجربة، ورسالته الثالثة كانت حول ان جنوب السودان كان سيتنازل عن مشروع السودان، واضاف لماذ دخل البلدان في صراعات داخلية ولم يوفروا متطلبات القيام بنقد المرحلة وتقديم الحلول ،مؤكدا على ضرورة الاهتمام بالمشروع ونبذ الخلافات جانباً والعمل من أجل الشعب في البلدين. نائب رئيس البرلمان القومي الدكتورة أيوين ميوين أستهلت حديثها بتحية الحضور ونيابة عن الزملاء في المجلس الوطني الانتقالي واكدت انها زاملت المرحوم في المجلس الوطني وكنت نائبته في السكرتارية السياسية والتنظيمية ، مضيفة أن ياسر جعفر ما زال وسيظل ايقونة نضال وهو أحد مهندسي مشروع السودان الجديد متمنية بأن ينزل هذا المشروع الى ارض الواقع من أجل ان ينعم البلدان بالسلام والامن ، معزيةًً الاسرة وكل الرفاق على الفقد الجلل ، فهو فقيد البلدين( الشمال ، والجنوب) داعية الى الاهتمام بأسرته وأطفاله، مناشدة الحركة الشعبية شمال الى ضرورة نبذ الخلاف والتفرقة حاثة بضرورة وحدة الحركة الشعبية من أجل انجاز التحرر الوطني والتنعم برؤية السودان الجديد. وفي ختام البرنامج المصغر الذي إبتدرته صحيفة الوطن شكر رئيس مجلس الادارة ورئيس تحرير الصحيفة مايكل ريال كرستوفر كل الرفاق والحضور على وقفتهم ومواساتهم في هذا المصاب والفقد العظيم مؤكداً ان الرفيق ياسر جعفر كان رجلا عظيما ومناضلا مغوارا عرفه الاعداء قبل الاصدقاء ، وناضل من أجل ارساء مشروع السودان الجديد في البلدين داعيا الجمع من الرفاق بالاهتمام باسرته واطفاله. لحظات الوداع الاخير ... في الساعة السادسة وعشر دقائق بتوقيت جوبا هبطت الطائرة في مطار جوبا الدولي ، وتحرك الحضور بمختلف مقاماتهم صوب النعش الذي حملوه على الاعناق ، حيث وضع النعش في الطائرة (ليغني مصطفى سيد أحمد ( مطارات الوداع ضجت ) ويزرف الحضور الدمع الثخين على روح الرفيق النبيل الذي غادر محطة الحياة صوب الابدية،حيث رافق الجثمان إبنه البكر (الفاتح ياسر ) وظلت الصحيفة تتابع الاحداث الى لحظة وصول الجثمان الى مطار الخرطوم والذهاب به الى مدينة الازهري ثم الصلاة عليه ودفنه بمقابر الصحافة،( إنا لله وانا إليه راجعون )، وسوف تقيم الصحيفة بالتنسيق مع رفاقه و اصدقائه و المعارف يوم السبت السابع من ابريل مراسم لتأبين فقيد الرؤية والحركة الشعبية في البلدين وفاءاً وعرفاناً لما قدمه من أجل السودان الكبير ( الجنوب ،والشمال) والمجد والخلود لكل الشهداء ورموز العطاء . http://www.up-00.com/
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير عثمان حمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست