التصوف: عــالم الراغــبين عــــن الدنيــــا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 09:24 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-30-2018, 09:18 PM

مصطفى الجيلي
<aمصطفى الجيلي
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
التصوف: عــالم الراغــبين عــــن الدنيــــا




















                  

03-31-2018, 06:43 AM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التصوف: عــالم الراغــبين عــــن الدنيــ� (Re: مصطفى الجيلي)


    دكتور مصطفى..حبابك يا صديق
    كتر خيرك على اشراكنا في هذا الحوار الطيب..

    تابعت بقية الحوارات (حوارك مع مارتي..اقريها السلام نيابة عنا ، وتعليقاتها ..تقريبا الحلقة الثانية)..كنت يا صديقي فاكر ان صديقنا دكتور عبد الله ارنست وحده الفصيح في الحديث باللغة الإنجليزية (ياخي ارنست ده كل ما احضر ليهو مفاكرة بكون شاطب لأسبوع كامل..!!..زول بيقعد الحاجات بصورة تخليك تقربي تؤمن وتبقى جمهوري..التحية له ..)
    احاول ان انجز مشروع مقدمة قصيرة عن موضوع متعلق بالتصوف في جانب من جوانبه (متعلق بعض الشئ بكتابات صديقنا محسن خالد الأخيرة ، ومحسن بعد شوية ح يكون عندو عهد قديم وعهد جديد..!!) ، وحوار بكري خضر افادني في بعض الإشارات ..

    في تعلقيات مارتي (الجزء الثاني)..كدت ان انقله لخيط صديقنا معاوية الزبير الذي نقل فيه حوار لبابا الفاتيكان ، فالتسامح في عبارة مارتي ظهر في قولها ما يفيد بانها لن ترضى ان تذهب الجنة وتترك شخص ورائها يذهب الى النار..ثم بقية الأقوال الجميلة..وهذه هي المحبة التي يتحدث عنها اهل التصوف الحقيقي:الماعندو محبة ما عندو الحبة..!
    في حوارها معك اعجبتني مقاربتك لفكرة التوازي بين تطور تكنولوجيا التواصل التي تذهب بنا الى التوحد الإنساني السامي وبين الأسلحة النووية التي تسعى الى خلق الفرقة والشتات وتدمير العالم..ومن طرائقي الخاصة في البحث والمقاربة.. اعيد مشاهدت سلسلة افلام ماتريكس..وخلقها ثقافة الحبة الحمراء والحبة الزرقاء والمقاربات الفلسفية العميقة التي تنتهي بفكرة التفكيك (جاك دريدا)..

    بعض الإجابات المتعلقة بتعاليم الأستاذ محمود محمد طه ، قد افادتني كثيرا لأني كنت انظر للأمر بطريقة معينة وكلامك اكد هذه الفكرة ورسخها في ذهني وهي الحجة التي يقابل بها خصوم الأستاذ فكر الأستاذ بان الرسالة التانية اسلام مختلف ، وترسيخك ان الرسالة الثانية ليست كتاب جديد وانما شرح وتطوير للكتاب الموجود (القرآن)..اضافة لمقاربتك في الإجابة على سؤال العلاقة بين بوذا (هل تصدق يا مصطفى اهلنا النوبة النيمانج في الدلنج عندهم اسم بودا ، وناس خالد المهدي ممكن يحكوا ليك عن قريبنا الأستاذ محجوب بودا الذي يعيش معنا هنا في مدينة كالقري) والمسيح والإسلام..!

    ايضا شرحك لفكرة (الخلوة التي انجزها الأستاذ) ازالت لي لبس كثير..وقد قرأت كتاب دكتور بتول من قبل..والمدام قرأت نفس الكتاب وخرجنا بفهمين مختلفين تماما..وقدر ما حاولت الدفاع عن فكرة الأستاذ لم انجح ..حد يقدر يغالط الحيكومة؟..هنا وضحت لي الفكرة وهي ان الأستاذ في الخلوة كان يبحث عن ذاته وهذا امر مشروع ومفهوم للغاية..
    هناك بعض الملاحظات الشكلية في طريقة عرض الفيديوهات فهي تخفي التواريخ وتخفي اسم مارتي (كنت اود ان اسألك عن اسمها ولكن في الحوار انت ذكرت ذلك ، وحتى اللحظة لا نعرف عنها اكثر ..ومجرد معلومات اضافية ستعطي صورة افضل لكل الأعمال)..

    الملاحظة الثانية..لاحظت في الفيديو الذي يعرض حوار بكري خضر عبارة (السودان الجديد) ، في فيديوهات التجسير/الجسر لاحظت عنوان (نيو اسلام/الإسلام الجديد)..هذه العبارة افهمها جيدا ولكن خصوم الفكرة الجمهورية سيجعلون منها خندق جديد للهجوم..وستحتاج لشروحات عديدة..!


    نرجع لموضوع الخيط (التصوف عالم الراغبين عن الدنيا)..
    ولدي بعض الأسئلة اتمنى ان تكون مقدمة لنقاش مثمر..

    هل مارس الأستاذ في مرحلة من حياته التصوف (كأن يكون مريد في طريقة صوفية معينة)؟..نعم اعرف ان معظم منهل الأستاذ يقارب الصوفية الحقيقية بطريقة او باخرى..

    هل التصوف دين ام فلسفة؟..بمعنى ادق..تاريخ الصوفية في الأديان التوحيدية (الصابئة ، الزبور ، التوراة ، الإنجيل ، القرآن) مرتبط كثيرا بافكار حضارات قديمة..وافكارها تظهر بين الفينة والأخرى..

    فكرة العنوان لحوار بكري الخضر..(الراغبين عن الدنيا)..الى أي مدى يتعارض هذا المفهوم مع مفهوم الإستخلاف في الأرض الذي تتحدث عنه الكتب السماوية مثل التوارة والإنجيل والقرآن؟..

    عندي مشكلة خاصة مع بعض اعمال الإمام الغزالي ..ولديه كتاب مربك للغاية..ويتحدث فيه عن الأوفاق ، وهو عندي امتداد لكتب البوني (منبع اصول الحكمة ، شمس المعارف الكبرى وغيرها) ، اضافة لكتاب ابن عربي (الفتوحات المكية) وكلام اهل التصوف عن مراتب الصوفية (وتقديسهم لجعل البعض منهم كأنهم كائنات من نوع يختلف عن نوع الإنسان)..فهل الجمهوريين يعتدون كثيرا بمثل هذه الكتب/المراجع؟..

    تحياتي لمارتي ولأستاذنا دكتور عبد الله احمد النعيم ان وقع في عينك...!

    المهم..

    ياريت ما تكون لسع زعلان من مناخشات زمان ديك..!

    على قول الخواجات الفيديوهات ، وترانيم الجمهوريات والجمهوريين كانت هدية طيبة..
    Best gift for a very cold weekend

    ودمت طيبا يا مصطفى..

    كبر


                  

03-31-2018, 07:10 AM

بلال الطاهر
<aبلال الطاهر
تاريخ التسجيل: 04-01-2017
مجموع المشاركات: 585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التصوف: عــالم الراغــبين عــــن الدنيــ� (Re: Kabar)

    العزيز كبر
    Quote: فكرة العنوان لحوار بكري الخضر..(الراغبين عن الدنيا)..الى أي مدى يتعارض هذا المفهوم مع مفهوم الإستخلاف في الأرض الذي تتحدث عنه الكتب السماوية مثل التوارة والإنجيل والقرآن؟..
    Quote: هل التصوف دين ام فلسفة؟..
    سؤال منطقي جدا وفي محله
    أتمني أن يشارك الإخوة المتصوفة وغيرهم للمناقشة في هذا الموضوع المهم!
                  

03-31-2018, 10:00 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التصوف: عــالم الراغــبين عــــن الدنيــ� (Re: بلال الطاهر)

    سلام العزيز مصطفى الجيلي والأعزاء كبر وبلال

    أحب أن أشارك فيما اقترحه الأخ بلال من سؤال كبر


    هل التصوف دين ام فلسفة؟
    الدين التقليدي إيمان، دون اليقين إلا قليلا، مثل الذي كان عليه سيدنا إبراهيم قبل أن يكون من الموقنين: "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " (البقرة).. "وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ" (الأنعام"

    أما الفلسفة فهي بنت العقل والتفكير وحدهما. الفيلسوف، مثلا ، لا يسلِّم بمقولات الدين التي لا يمكن التدليل عليها بأدوات الفكر وحده، مثل الغيب، والأرواح، والحياة الأخرى التي تكون بعد الموت.

    وأما التصوف فهو يبدأ بالإيمان ثم ممارسة العبادة بفكر، وينتج عنها اليقين وهو المعرفة التي لا يكاد يكون فيها شك "واعبد ربك حتى يأتيك اليقين". نموذج للتفكر جاء مبسطا في قصة سيدنا إبراهيم: "فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَا أَكْبَرُ ۖ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79) وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ ۚ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ ۚ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَن يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا ۗ وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ۗ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (80) وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا ۚ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (81)" (الأنعام)

    بالنسبة لسؤالك يا كبر: الأستاذ محمود مارس العبادة على المنهاج النبوي ولم يسلك على طريقة صوفية معينة.

    الأستاذ محمود كتب عن التصوف كثيرا في كتاب "القرآن ومصطفى محمود والفهم العصري".

    وهناك أسئلة الدكتور جون فول للأستاذ محمود عام 1963 باللغة الإنجليزية في كتاب "رسائل ومقالات الكتاب الثاني" في موقع الفكرة حول موضوع التصوف والطرق الصوفية أقترح عليك قراءته يا كبر.

    وفي انتظار الأخ مصطفى الجيلي.

    ياسر

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 03-31-2018, 04:33 PM)

                  

03-31-2018, 11:02 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التصوف: عــالم الراغــبين عــــن الدنيــ� (Re: Yasir Elsharif)

    النص المكتوب للقاء الذي أخرجه الأخ مصطفى الجيلي في الفيديو في صدر البوست:

    حافية.. خاشعة.. دخلت السودان الجديد الي…

    عــالم الراغــبين عــــن الدنيــــــــا


    الصوفية في السودان.. عندما يحاول أمثالي من "غير العالمين" الكتابة عنها.. تأخذهم الرهبة والهيبة.. فلتدخل في عالم الصوفية يخيل إليك لابد لك من التوجه حافيا في خشوع وقد عبقت الأرض نسائم البخور وتجاذبتك التراتيل الموقعة على رزم "النوبة" والطار فتتمشى كل هذه في خيالك لتجسم لك الرهبة والخشوع.. فتتأنى وتتروى لأنك داخل على عالم يتطلب التأدب للمقام.. وينتابك إحساس من يدخل حلقة الذكر، فلابد له من خلع نعليه تأدبا.. وقد يعود إحساسي هذا إلى أنني أتأثر "بالنوبة " لأنني نشأت في بيئة دينية متصوفة تقرأ المولد مساء كل أحد وخميس وتعمر حلقات الذكر.. فتشربت نفوسنا من صغرها بهذا، فأصبحت نظرتنا للأولياء والصالحين غير نظرة رفض أبناء اليوم.. تجاذبتنى كل هذه الأحاسيس وأنا أقترب عصر الجمعة الماضي من ضريح الشيخ حمد النيل حيث تقام حلقة الذكر في عصر كل جمعة هناك.. الحلقة مائجة وقد امتد قطرها حتى كاد أن يصل أطراف القبور بعد أن ملأ الأرض الفضاء أمام الضريح والنوبة برزمها القوي لداخل لترى الدراويش وقد أضفوا على الحلقة رونقا بقفزاتهم وسقوطهم وتلوي أجسامهم في صورة يعجز عن وصفها القلم.. وهؤلاء الدراويش هم في نظري الزهاد الذين وصفهم الإمام الغزالي رحمه الله في كتابه إحياء علوم الدين فقال رضي الله عنه: -
    (الزهد عبارة عن رغبة عن الدنيا عدولا إلى الآخرة أو عن غير الله تعالي عدولا إلى الله تعالي وهي الدرجة العليا).

    وقد مثل الإمام رضي الله عنه لذلك فقال: -
    (فكما أن العمل الصادر عن عقد البيع هو ترك المبيع وإخراجه من اليد وأخذ العوض فكذلك الزهد يوجب ترك المزهود فيه بالكلية.. وهي الدنيا بأسرها مع أسبابها ومقدماتها وعلائقها فيخرج حبها ويدخل حب الطاعات).

    وهكذا تستمر الحلقة في فوران دائم حتى آذان المغرب ومع أن هذه الحلقة تقام بعيدا عن كل سبل المواصلات إلا أن الإقبال عليها يفوق حد التصور. وهي مظهر من مظاهر الصوفية التي يعود إليها الفضل كله من إدخال الإسلام ونشره في ربوع السودان الشاسع عن طريق الصوفية المعروفة في السودان. بل إن كل طريقة تمركزت في منطقة بعينها من مديريات السودان فدان لها سكان تلك المنطقة بالتأييد والإتباع.. ولأكمل صورة التصوف توجهت للأستاذ محمود محمد طه بهذا السؤال:
    ماهي الصوفية؟ وكيف نشأت؟

    فأجابني مشكورا:
    التصوف هو سنة النبي صلي الله عليه وسلم.. كان العهد النبوي الأصحاب فيه غير محتاجين لأي عمل غير صحبة النبي وأتباعه.. وعندما لحق النبي بالرفيق الأعلى أصبح الأصحاب مقيمين على ما تركهم عليه ولكن بطبيعة الحال حدث هبوط في حالهم بمجرد ارتحال النبي حتى أن أحدهم عبر عن هذا الهبوط فقال: "ما كدنا ننفض أيدينا من تراب قبر رسول الله حتى أنكرنا قلوبنا".. ثم أخذ الأصحاب ينتقلون إلى الدار الآخرة الواحد تلو الآخر حتى جاء عهد التابعين وهم الذين رأوا الأصحاب ولم يروا النبي صلي الله عليه وسلم وكان هؤلاء في مستوى دون مستوى الأصحاب ثم ارتحل هؤلاء الواحد تلو الآخر إلى أن جاء عهد تابعي التابعين وكان عهدهم بعيد العهد برسول الله إذا ما قيسوا بمن سبقوهم.. وكانت الدنيا قد أخذت تستحوذ على قلوب الناس منذ أخريات عهد عثمان بن عفان فلما كان الناس بعيدي العهد بتابعي التابعين، قد أخذت الغفلة والجهل يدبان إلى قلوبهم وعقولهم فظهر الوعاظ من الزهاد الذين أخذوا أنفسهم بتتبع حالة النبي والشيخين من بعده وأخذوا يعظون الناس ويشدونهم ويحملونهم على الجادة.. ومن هاهنا ظهر التصوف في فريق من الناس دون فريق وأخذت أقلية الناس تحرص على الدنيا وتفرط في الدين وكان أتباع الزهاد في هذه الحقبة يسمون بأصحاب "فلان".. أصحاب الحسن البصري وأصحاب أبو يزيد البسطامي.. إلخ.. وكانت تعاليم هؤلاء الزهاد تركز على تزهيد الناس في الدنيا وترغيبهم في أمر الله على نحو ما كان عليه النبي ومن هاهنا نشأت كلمتا التصوف والصوفي ولا يعرف لهما أصلا..
    ومعلوم أن بعض الكتاب يحاول أن يردها إلى الصوف باعتبار أنه لبس هذه الفئة الغالب عليها ومنهم من يحاول أن يردها إلى الصفاء باعتبار أنه حالة القلوب التي يسعى لتحقيقها أفراد هذه الطائفة.. ومنهم من يردها إلى أصل يوناني الأصل الذي اشتقت منه كلمة "فلوسفي" الفلسفة. ولكن الأمر المهم هو أن الصوفية هم أتباع السنة المحمدية وليس أنصار السنة الذين يدعونها على عهدنا الحاضر ويجعلون تعاليمهم الاعتراض على الأولياء وعلى سلف الأمة الصالح..
    والسنة النبوية غير الشريعة المحمدية.. نؤكد هذا.. لأن الناس يجهلونه.. السنة النبوية هي عمل النبي في خاصة نفسه وهي "طريق محمد" فإنه قد قال: "قولي شريعة.. وعملي طريقة.. وحالي حقيقة". وسائر الأمة مكلفة بالشريعة وليست مكلفة بالسنة بكل تفاصيلها وإنما هم مندوبون إلى ما يطيقون منها يقول تعالي في ذلك [قل إن كنتم تحبون الله فأتبعوني يحببكم الله].
    ولم تغادر السنة النبوية صغيرة ولا كبيرة نحتاجها في أمر ديننا إلا بينتها.. ومن هاهنا فليس هناك موجب لابتداع البدع.. والبدع هي كل ما لم يعمله النبي في خاصة نفسه ولكن الصوفية في أوائل عهدهم وقد وجدوا الناس بعيدين عن أن يحملوا على السنة قد ابتدعوا بدعا حسنة كالسبحة مثلا وأسموها بالبدعة الحسنة والذي اضطرهم إليها هو أنهم عندما أخذوا يربون المريدين بإدخالهم الخلاوي واضطروا لآن يملؤوا فراغ المريد بأن يعطوه أعدادا معينة يحسبها على السبحة من ذكر الله ومن صلاة على النبي حتى لا يدعوا له فراغا في خلوته يشوش عليه ويوزع باله فنشأت السبحة الألفية وسميت بدعة حسنة والذي حسنها هو حكم ذلك الوقت حيث أن الجهل بعمل النبي أصبح يسود أوساط المسلمين ولم تكن القراءة منتشرة بين الناس يومئذ ولا كانت الكتب ميسورة التداول بينهم.. ويجب أن يكون واضحا أن دخول الخلاوي ودخول المغارات والاعتزال في الفلوات وفي الجبال الذي أخذ به الصوفية أنفسهم وأتباعهم ليس من البدع وإنما هو سنة.. بيد أنها سنة النبي قبل البعث أيام تحنثه في غار حراء وعند الصوفية كل عمل النبي قبل البعث وبعده إنما هو عمل مسدد وموجه ومرعي ذلك أن النبي يقول (كنت نبيا وآدم بين الماء والطين) ويقول إشارة إلى هذه الحقبة من حياته (أدبني ربي فأحسن تأديبي.. ثم قال "خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين")
    ثم أن البدع الحسنة أخذت تزيد وتتنوع كلما بعد عهد الناس بعهد النبي حتى دخلت الطبول والطارات.. وخدمت غرضا كريما في جلب الناس من مسلمين ووثنيين للدين. فإنها وإن كانت معروفة عند القبائل البدائية كالات لهو، إلا أنها عند الصوفية استعملت كأدوات تذكير وتنشيط وتنظيم لحركات الذكر.. ثم أنهم كانوا يحاولون سوق الناس بأغراض نفوسهم في أول الأمر وإلى حاجات أرواحهم في آخر الأمر.. وعندهم أن موسى عندما رأى من جانب الطور النار فذهب إليها فوجد عندها النور إنما كان ذاهبا أول أمره وراء حاجة نفسه فوجد حاجة روحه. وأكثر من يظهر في تسليكهم الطبول والطارات والنوبة هم السادة القادرية أتباع الغوث الرباني سلطان الأولياء الشيخ عبد القادر الجيلاني.. وإلى طريقة الشيخ عبد القادر الجيلاني.. ترجع كل الطرق.. ولها يرجع الفضل في إدخال الإسلام إلى السودان. وحين تراجعت أغلب الطرق عندنا هنا.. فإن الطريقة القادرية لا تزال في مستوى أفضل من مستويات جميع الطرق. وهنا عندنا في أم درمان فإن حلقة الشيخ حمد النيل التي تقام عصر كل جمعة في ضريحه هي خير شاهد على ما نقول.

    وسألت الأستاذ محمود:
    هل هناك مفهوم جديد للصوفية من وجهة نظركم؟

    فقال: ليس هناك مفهوم جديد للصوفية ولكن هناك مظهرا متخلفا للصوفية هو ما نرى عليه حالة الطرق اليوم فإنه كما أن الإسلام قد انحط في صدور المسلمين فإن التصوف قد انحط في صدور المتصوفة وبنفس القدر.. وأصبحت الطرق الصوفية طائفية.. والفرق بين المربي الصوفي وزعيم الطائفية أن المربي قد كان يصلح دين الأتباع ويزهد عن دنياهم.. ولكن زعيم الطائفية ليس عنده لدين الناس إصلاح وهو حريص على دنياهم.
    ولقد خدمت الطرق الصوفية غرضها.. خدمته حتى استنفدته.. وأصبح حكم الوقت الحاضر في القرن العشرين يتطلب أن يرجع الناس إلى طريقة الطرق "طريق محمد".
    وسألته أخيرا: - ما رأيكم في ظاهرة كرامة الأولياء؟ وما تفسيرها؟
    فأجاب قائلا: - كرامات الأولياء كمعجزات الأنبياء ثابتة عقلا ودينا وهي خوارق للعادات التي ألفها الناس والحكمة وراءها كالحكمة وراء معجزات الأنبياء هي شد الناس للهداية بطريق كسب ثقتهم ومحبتهم للأولياء.. وقد كان للكرامات أثر كبير في نقل الناس عندنا في السودان من حالة الغفلة ومن حالة الوثنية إلى حظيرة الدين..
    والكرامات تأخذ صورها من حكم وقتها وكلما كبرت عقول المدعوين اتسع علمهم أصبحت الكرامات تقل في معنى أنها خوارق عادات وتتجه إلى أن تكون علما وخلقا واستقامة فإنهم قد قالوا (الاستقامة أفضل من ألف كرامة).
    وعصرنا الحاضر هو عصر العلم والاستنارة والمعرفة بدقائق القيم.. ولذلك الكرامات منذ اليوم ستتركز في العلم والخلق والاستقامة على خلاف ما كان عليه العهد في زمن الجهالات.
    وإنه لمن حسن التوفيق ان العقول المعاصرة لا تؤمن بالكرامات بسهولة لأنها بهذا التحدي.. بهذا الإنكار.. إنما تتطلب من الدعاة قامة جديدة في مستويات الخلق والاستقامة والمعرفة وهذه هي حاجة البشرية منذ اليوم.


    بكــري خضـــر
    السودان الجديد
    السبت 24/3/1973م
                  

03-31-2018, 12:12 PM

بلال الطاهر
<aبلال الطاهر
تاريخ التسجيل: 04-01-2017
مجموع المشاركات: 585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التصوف: عــالم الراغــبين عــــن الدنيــ� (Re: Yasir Elsharif)

    Quote: الفلسفة فهي بنت العقل والتفكير وحدهما. الفيلسوف، مثلا ، لا يسلِّم بمقولات الدين التي لا يمكن التدليل عليها بأدوات الفكر وحده، مثل الغيب، والأرواح، والحياة الأخرى التي تكون بعد الموت.وأما التصوف فهو يبدأ بالإيمان ثم ممارسة العبادة بفكر، وينتج عنها اليقين وهو المعرفة التي لا يكاد يكون فيها شك
    شكرا ياسر, ردك في صميم الإجابة, بس ما تنسي أن التصوف تاريخيا قبل الإسلام, وجاء مع الأديان الفلسفية في فارس والهند, في تقديري أنه فلسفة باطينية, أو "دين شخصاني" كما يسميها آدم هشام, ورغم ما فيه من إخلاص وزهد ويقين, ولكن المشكلة فيه يجعل من النفس مركز الكون, والحقيقة فيه بالتالي ذاتية, وكأن الغاية هي النفس والحرية وليست الله, وعلاقته مع الشريعة الربانية عكسية, أي كلما تعمق في التصوف, كلما فارق الشريعة, أوعمل حتي لخاصة نفسه شريعة له, أو يتحلل منها مطلقا, وكما أنه يؤخذ علي المتصوف أنانيته وسلبيته ولا مبالاته بالآخرين؟؟؟

    التصوف في رأي حالة إستثنائية ومؤقتة, ولكنه ليس من دين الرسالات, التي تقوم بدور الخلافة في الأرض, وهي مهمة تقوم بالجماعية لا بالفردية والتمحور حول الذات, ولهذا قال عن المترهبنين من المسيحيين (رهبانية ابتدعوها ما فرضناها عليهم), فالله يريدنا إن تعبدنا أن نكون ربانيين لا رهبانيين, يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر, ويعبدون الله ويرتقون إليه في الدرجات من خلال التصدي لتحديات الحياة والتفاعل معها, والتزود بها علما وتجربة وصبرا ورسوخا في الإيمان, لا بالإنعزال والهروب منها!

    (عدل بواسطة بلال الطاهر on 03-31-2018, 12:15 PM)

                  

03-31-2018, 12:29 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التصوف: عــالم الراغــبين عــــن الدنيــ� (Re: بلال الطاهر)

    جون فول الآن بروفيسور في واحدة من جامعات الولايات المتحدة.. وأنا هنا أنقل ما جاء في كتاب "رسائل ومقالات الكتاب الثاني" وأرجو أن يكون مفيدا.

    [ــــــــــــــــ



    فيما يلي نورد باللغة الإنجليزية أجوبة من الأستاذ محمود محمد طه على أسئلة حول "التصوف الإسلامي والطرق الصوفية في السودان، تقدم بها أخ أمريكي من جامعة هارفارد.. وكان ذلك عام 1963"..

    Questions from Mr. John Voll and Answers from Ustadh Mahmoud Mohammed Taha

    17 July 1963



    Khartoum, P.O. Box 752

    17.7.1963

    Mr. JOHN VOLL,

    Khartoum

    Dear Mr. John,

    Your questions cover a wide range. In attempting to answer them I had to be brief, considering the little time I have at my disposal. Now to questions and answers:-

    Question
    (1) As I mentioned, one of my specific interests is Tasawwuf and the Turug - both in Islam in general and in the Sudan in particular. In discussion with a Muslim professor from Tehran he said that Tasawwuf is really the heart of Islam and the message of God as revealed in the Koran and that it is Tasawwuf which explains the real meaning of Islam.

    a) Do you feel that this is true or what do you feel is the relation between the teachings of the Sufi leaders of the past and the true Islam with regard to the ideas of Wusul and unity with God؟

    b) What good contributions and bad effects do you feel that the Sufi teachers have had on Islamic culture and Islamic History؟

    c) Now, regarding the Sudan in particular: Prof. Sanderson (at University of Khartoum ) has commented that Tasawwuf is one of the important bases of Sudanese culture. What valuable contributions, if any, do you feel that Tasawwuf or the Turug have made to Sudanese culture and history؟ What bad effects do you feel that the Turug had in the Sudan؟

    Answer
    (1) I am sure that the Muslim Professor from Tehran was right in saying that "Tasawwuf is really the heart of Islam and the message of God as revealed in the Koran and that it is Tasawwuf which explains the real meaning of Islam."
    At the very beginning I should like to point out that there is a difference between Tasawwuf, as such, and the teachings of the Sufi leaders of the past; Tasawwuf is a later name for an earlier practice. It is agreement with reality. The criterion was set by the life of the Prophet. In his life he was trying to be true to himself, to his fellowmen, and to God. In the second century to his flight from Mecca to Medina, the example of his life was been sought and followed by certain devotees. Asceticism, in one measure or another, was invariably among their qualities. It stood them apart from the rest of the people. It is then that the name of Sufia (plural of Sufi) came into popular usage. A Sufi, is a man who tries to imitate the Prophet's way of life, namely, who tries to be true to himself, to his fellowmen and to god, inasmuch as the Prophet was such. As time passed, the imitation, through ignorance, became more concerned with the letter than the spirit; and we invariably have the pseudo-Sufi.
    The teachings of the Sufi leaders of the past, on the other hand, represent, at best, the individual attainments by those men of the example set by the Prophet. This difference between Tasawwuf and the teachings of the Sufi leaders of the past is important. It is with this difference in view that I agree with the Professor from Tehran in his statement about Tasawwuf.
    Tasawwuf in this case is tantamount to the Prophet's practice. In other words, it is the Prophet alone who can be considered as an exponent of true Islam. This is not to belittle the excellent efforts of the Sufia.

    aandb) The Sufi leaders of the past, in general, made contributions to Islamic culture that are equalled by none, in depth of thought and richness of quality.
    Ibn Arabi and men of his caliber, passed through profound spiritual developments. They tried in their writings to convey to us experiences that belong to the greatest heights and depths that the spirit of man has yet reached - for all I know. Their revelations, expressed in words, are up to now unintelligible to most learnt men, yet their force of argument is irresistible. They ignited the ambition of lesser men to follow their example - men who would, otherwise, have thought that the example of the Prophet was beyond them.
    The good contribution was not without bad effects. The bad effects were due partly to the utterings of the freakish and the immature (and there were plenty of them), and partly to the pseudo-Sufia. The shortcoming of the contemporaries of the great Sufi leaders to understand their teachings contributed its share to the bad effects. They were misunderstood, misquoted and grossly misrepresented. Many of the greatest of them all were killed on religious pretences. The mere fact of their having been killed greatly contributed to their bad effect on Islamic history. The day is dawning when justice will be done to the lives and memories of those great men.
    I will come back later to say a word about the part of your question which touches on the idea of Wusul and unity with God; but then it will be in respect of Tasawwuf itself and not what the various Sufi leaders said about it.

    c) Professor Sanderson is also right in his comment about the Turug in the Sudan. He probably understated their case. The Turug in the Sudan are responsible for the introduction of Islam itself to the Sudan.
    The Gadria Tariga - the teachings of Sheikh Abdel Gader El Gailani of Baghdad - played the major role.
    The men who were brought up in the ways of the Turug, by their sheer example, were able to keep the uneducated people of the Sudan in the religious fold. Some of these men were illiterate. By their modesty, simplicity, sincerity and truthfullness in regarding their religious rites, they attained such heights of wisdom that commanded the respect and love of a nation of illiterates to religion itself.
    There are bad effects of course, but they are due to the pseudo-Sufia, as I mentioned before.

    Question
    2) What are the important differences, if any, between the various Turug in the Sudan؟

    Answer
    2) There are no important differences between the various Turug in the Sudan. The teachings, thanks to the Koran and the Tradition, are essentially the same. The cardinal rituals are the same. Slight differences, however, exist in the manner of performing religious usages of minor importance.

    Question
    3) Do you feel that the Khatmia with its relatively greater involvement in political affairs is any more advanced or enlightened than any of the other Turug؟

    Answer
    3) The Khatmia, in the northern and some parts of the central Sudan, superseded the Gadria. In eastern Sudan it is almost pioneer. The followers of the Khatmia Tariga in the eastern Sudan are more enlightened than the Unsar of western Sudan. The enlightenment of the followers of the Khatmia Tariga does not take its origin from the Tariga, as such. The Tariga found the people more enlightened than the rest of the population when it first came, about 150 years ago. They are the population of the Sudan proper that is why.

    Question
    4) Many writers about the Sudan have referred to the important position of the "holy man" in Sudanese society. Do these men still have great influence and has their effect been bad or good؟ Does the average person in the Sudan pay close attention to the counsel and teaching of any of the religious leaders؟

    Answer
    4) The holy man in the Sudanese society has an important position, no doubt. The average person in the Sudan is generally a follower of one Tariga or another. He, almost invariably, pay great attention to the counsel of the religious leaders.
    The influence of the holy men had, on the whole, good effects; they kept the love and respect for religion kindled in hearts of all men - to say the least.

    Question
    5) What do you feel is the attitude of most people towards a leader like Sayyid Ali Al-Mirghani؟

    Answer
    5) Sayed Ali El Mirghani commands great respect in the Sudanese community as a whole. He is genuinely loved by many.
    Political discord of the last twenty years opened him to criticism. It clouded the love in which he was formerly held in some circles. He is still looked upon as the most influential man in the Sudan.

    Question
    II) I do have some questions about the renewal of Islam as we began to discuss that subject in our conversation.

    a) What are the major elements of corruption in the contemporary world of Islam؟

    b) What do you feel can be the most effective instruments for the purification of Islam؟ Are there organisations at the present time which you feel are heading in the right direction - if so, which are they and if not, what do you feel can be done to start such movements؟

    c) Do you feel that the Muslim institutions are performing a good service for Islam; specifically, what is the importance of Al-Azhar in modern Islam and how would you evaluate the accomplishments of smaller institutions like the Islamic institute in Omdurman؟

    d) What is your opinion of some of the efforts of modern Muslims at reform of Islam, specifically, what do you think of the teachings of Muhammad Abdu, the Ikhwan al-Muslimun, the Wahhabi Group, the Islamic Congress in Cairo, and the Founders in Pakistan؟

    e) Many political parties in the Sudan seemed to support an Islamic state in some form - for example, the Hizb ash-Shaab ad-Dimogratie. What effects do you think that such programs can have in the Sudan and which parties do you feel have been the most explicit in outlining a program for formation of an Islamic state؟

    Answer
    a) The major elements of corruption in the contemporary world of Islam are many and divergent. The mother of them all is lip-devotion. Religion has become divorced from the social scheme of things.

    b) The most effective instruments for the purification of Islam is the appearance and guidance, in the Islamic world, of the Muslim who has first purified Islam in himself.
    There is an organisation at the present time which is heading in the right direction. It is trying to pave the way for the coming in the scene of the man who has purified Islam in himself. I, personally, belong to that organisation.

    c) AL-Azhar has been the custodian and propagator of Muslim learning for over a thousand years. Its real value lies in its historic service. In our present atomic age, when life is moving so fast, this Islamic Institute is losing touch, Islamic communities of modern turn of mind look for guidance elsewhere.
    The Islamic Institute in Omdurman has all the demerits of AL-Azhar with none of its merits.

    d) Mohammed Abdu was a great man. He was a product of AL-Azhar himself. He had a Sufi turn of mind. He tried to bridge the gap between the traditional thinking of his Institute and life in his own day. He met with great opposition from his contemporary Azharites.
    Posthumously he was recognized as a great Muslim thinker. His ideas at reform left their effect on his own day and in the days since, but they fall lamentably short of the requirements of our present day.
    The Ikhwan AL-Muslimun, under their leader the late Hassan AL Banaa, were more politically conscious than Mohammed Abdu. They felt the need for an Islamic come-back which will accommodate for all the political questions for our day. Hassan AL- Banaa died prematurely and the leadership fell to lesser hands. The organisation met with catastrophe and there was an end to it.
    The Wahhabi group in the Sudan is an offshoot of the Wahhabi group in Saudi Arabia. They have no political conviction as a group. As a matter of fact, during the British regime in the Sudan they were standoffish. They have a claim on Islamic reform, but nothing good can possibly come out of them.
    The Islamic congress in Cairo is a political instrument. The present rulers of Egypt, with their Arab-Nationalism, think little of Islam. The Islamic congress in Cairo, therefore, uses Islam as a means to political ends.
    The founders of Pakistan, on the other hand, are very well meaning. There was a day when Islam meant to them more than it did to any other community in modern history. They were a minority in the Sub-Continent India. They staked their claim for autonomy on Islam and they got it. Hence Pakistan. They tried and still try to organise their society on Islamic principles, but they just can't.
    The reason for their failure is that, for Islam to properly organise present day society, it has to be renewed. Any measure short of downright renewal is only an escapist device and will not take us far. At the end of my letter I shall write a little about what I mean by the renewal of Islam.

    e) My own party was "The Republican Party". It built its ideology on Islam. We opposed the tendencies of some of the political parties towards an Islamic state, because we were sure they did not know what they were talking about. An Islamic state built on ignorance of the pure facts of Islam can be more detrimental to progress than a secular state of average ability. Religious fanaticism is inalienable from religious ignorance.
    Fortunately none of the political parties of the Sudan really meant what it professed. Political propaganda among the masses was the end.
    The Republican Party was the most explicit party in outlining a program for the formation of an Islamic state - only we did not call it Islamic.
    We were aiming at universality, because universality is the order of the day. Only the universal contents of Islam were tapped. What do I mean؟ This brings me back to the idea of the renewal of Islam which I promised to discuss.
    Intrinsically Islam means peace. "Peace be with you," is the form of greetings of the Muslims at the times of day or night. You must be in peace with yourself, with your fellow creatures and with God.
    This status cannot be attained merely by wishing for it. It comes at the end of a long drawn-out spiritual experience. It is the Subject of Tasawwuf.
    Tasawwuf is the art of acquiring a correct outlook towards the general scheme of things in the universe.
    The central belief in Islam is monotheism. Monotheism means that God alone is the architect of every thing that happens inside us, to us or to the elements, visible or invisible, of the universe around us. God is the Embodiment of Kindness, Knowledge and Wisdom. That being that, good is fundamental, and evil only a lapsing phase. The cause of evil is our deficient degree of consciousness. If, and when, we achieve a certain degree of consciousness, the different elements of life are no longer presented as contrasting, but as strangely unified. In this particular region of consciousness the problem of evil is resolved and good stands as fundamental.
    From the premise of monotheism proceeds the most controversial proposition of all times. That is the doctrine of determinism. To the Sufi, that is to say to the good Muslim, the universe is a completely deterministic scheme. That is his outlook. He sets out to prove it for himself by his spiritual endeavour in his daily life and worship.
    This outlook demands from him that he should not quarrel with the general scheme of things. He should live in harmony with it. That is exactly where the idea of peace with all creation comes in.
    This is the result of an increased degree of consciousness, as was previously mentioned.
    To the great Sufi consciousness has two levels. One fundamental and supreme. It transcends time and space. It is well-nigh static. This level is the attribute of the Infinite, of the Elect, of God.
    The other level of consciousness is dynamic, and evolutionary. It is the attribute of the finite. The two levels of consciousness have a difference of degree not of kind.
    Every Sufi tries, through his spiritual development, to work his way up the ladder of consciousness, from limitation to abundance, from Man's opportunity, to God's proximity.
    At a certain stage along that ladder discord gives place to harmony and the inner conflicts cool down. The individual enjoys eternal bliss. This stage of progress marks what is called wusul. The Arabic word "wusul" literally means arrival. The Sufi, in his spiritual development, is exemplified, ####phorically, to the traveler who arrives at his destination after a weary and hazardous journey through the desert. That would be an oasis. It has its temptation for the traveler to prolong his stay. The spiritual oasis is even more temptatious. Many spiritual mediocres forget their eternal journey and happily settle down.
    To the great Sufi the stage of wusul only marks the beginning of unity with God. Unity with God means sharing with Him his attributes of perfection. Individualism is one of these attributes. The successful Muslim must enjoy absolute individual freedom. Here Islam ceases to be a religion. It becomes a way of life. It gives to every individual his moral code.
    These heights used to be the habitat of the chosen few. The rank and file teamed at the bottom of the ladder trying to work their way up. They expected little help from their betters. The majority of them were, steadfastly, dogmatic. Their spiritual practices were generally abortive.
    This state of affairs will not be allowed to continue. Our present civilization of collectivism and impersonal bigness is giving way to the age of small things - the individual, the-man-in-the-street. Every individual is, authentically, an end in himself. He is not a means to any other end. He - even if he is an imbecile - is a "God" in the making, and must be given the full opportunity to develop as such.
    Liberty is the prerequisite need. Men must be free from all dehumanising influences - poverty, ignorance and fear.
    Real democracy is the answer. The central problem of democracy has always been to reconcile the needs of the individual with the claims of society.
    Given the degree of consciousness where the contrasting elements of life are synthesised, the reconciling of the individual with society should not present any difficulty.
    Socialism is also reconcilable with democracy, Islam, renewed, would provide the legislative ground-work for the human society, in this planet as a whole, that would live in a democracy reconciled with socialism. It would also help the individual to be himself.
    The age-old dream of the human caravan is not to send astronauts in their orbit in the outer space. It is to send its individuals - every single individual - in his orbit of self-realisation. It is high time that this dream be thus reinterpreted. It is also the sacred duty of every man and woman to help to intelligently re-orientate human endeavour towards the culmination of this pilgrimage.
    Here I must stop. I left a great deal unsaid. Writing in English, on a subject like this, does not afford me the chance of clarity I could, otherwise, have mastered in Arabic. If what I said here can be of any help to you my labour is, thereby, rewarded. Should you feel the need to labour any point by a fresh set of questions, you are welcome.

    I hope you are enjoying your stay with us out here.

    Sincerely,

    MAHMOUD MOHAMMED TAHA

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 03-31-2018, 04:30 PM)

                  

03-31-2018, 05:37 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التصوف: عــالم الراغــبين عــــن الدنيــ� (Re: Yasir Elsharif)

    يا مراحب يا حبيبنا بلال وشكرا لك
    Quote: شكرا ياسر, ردك في صميم الإجابة, بس ما تنسي أن التصوف تاريخيا قبل الإسلام, وجاء مع الأديان الفلسفية في فارس والهند, في تقديري أنه فلسفة باطينية, أو "دين شخصاني"

    أنا أقصد التصوف الإسلامي، وليس أي ممارسة دينية أخرى.
    وهذه فرصة لنشر ترجمة لأسئلة جون فول وأجوبة الأستاذ محمود عليها. الأمريكي جون فول كان قد زار السودان في عام 1963 عندما كان يحضر لشهادة فوق الجامعية وهو الآن بروفيسور للتاريخ الإسلامي في جامعة جورج تاون.


    أسئلة من جون فول للأستاذ محمود 17 يوليو 1963
    الخرطوم، ص. ب 752
    1963.7.17
    السيد جون فول،
    الخرطوم،
    عزيزي السيد جون،
    أسئلتك تغطي مساحة واسعة. في محاولة للرد عليها علي أن أكون موجزا، بالنظر إلى الوقت القليل المتاح لي. والآن إلى الأسئلة والأجوبة:ــ
    سؤال
    (1) كما ذكرت، واحد من اهتماماتي المحددة هو التصوف والطرق ــ في الإسلام عموما وفي السودان بصفة خاصة. في نقاش مع بروفيسور مسلم من طهران قال إن التصوف هو في الحقيقة جوهر الإسلام ورسالة الرب كما جاءت منزلة في القرآن وأن التصوف هو المنهج الذي يبرز بجلاء المعنى الحقيقي للإسلام.

    أ‌) هل تعتقد أن هذا صحيح؟ ما هي رؤيتك للعلاقة بين إرشادات مشايخ التصوف في الزمن السابق وبين الإسلام الحقيقي فيما يخص أفكار الوصول والوحدة مع الله؟
    ب‌) ما هي الإسهامات الجيدة والتأثيرات السيئة التي تعتبر أن مشايخ التصوف قد أدخلوها على الثقافة الإسلامية والتاريخ الإسلامي؟

    ج) والآن، فيما يتعلق بالسودان بشكل خاص: بروفيسور ساندرسون (من جامعة الخرطوم) كان قد علَّق بأن التصوف هو أحد القواعد المهمة للثقافة السودانية. إذا كانت هناك إسهامات، فما هي تلك الإسهامات القيمة التي تعتبر أن التصوف أو الطرق الصوفية قد أوجدتها في الثقافة السودانية والتاريخ؟ ما هي الآثار السيئة التي تعتبر أن الطرق الصوفية قد أوجدتها في السودان؟

    إجابة:
    (1) أنا متأكد أن البروفيسورالمسلم من طهران قد كان محقا في قوله "إن التصوف هو في الحقيقة جوهر الإسلام ورسالة الرب كما جاءت منزلة في القرآن وأن التصوف هو المنهج الذي يبرز بجلاء المعنى الحقيقي للإسلام."
    وفي البداية أحب أن أشير إلى أن هناك فرق بين التصوف وتعاليم زعماء الصوفية السابقين؛ التصوف اسم جاء مؤخرا لممارسة سابقة، إنّه انسجام مع الواقع بتقليد سيرة النبي. ولقد كان النبي طوال حياته محاولاً أن يكون صادقا مع نفسه، ومع من حوله، ومع الله. في القرن الثاني لهجرته من مكة إلى المدينة بدأ بعض المخلصين في تتبع منهاج حياته، وكان الزهد، بمستوى أو بآخر، دائما بين صفاتهم. وقد جعلهم الزهد متميزين عن بقية الناس. وبعد ذلك جاء اسم الصوفية (جمع صوفي) في الاستخدام الشعبي، و الصوفي هو الرجل الذي يحاول أن يقلّد النبي في طريقة حياته، أي هو الذي يحاول أن يكون صادقا مع نفسه ومع الآخرين ومع الله، بنفس المقدار الذي كان عليه النبي كذلك. بمرور الزمن، وبفعل الجهل، أصبح هذا التقليد مهتما بالقشور أكثر مما هو متمسك بالجوهر والروح؛ وهكذا ظهرعندنا وبشكل ثابت التصوف الزائف.
    من ناحية أخرى، فإن تعاليم قادة التصوف في الماضي، تمثل، في أحسن الأحوال، تحصيلهم الفردي، قياساً بالنموذج الذي وضعه النبي. هذا الفرق بين التصوف وتعاليم قادة الصوفية في الماضي مهم. وبهذا الاختلاف في وجهات النظر فإني أتفق مع البروفيسور من طهران في عبارته عن التصوف.
    التصوف في هذه الحالة هو بمثابة ممارسة النبي. وبعبارة أخرى، النبي وحده هو الذي يمكن اعتباره أساس الإسلام الحقيقي، وهذا ليس تقليلا من جهود الصوفية الممتازة.

    أ/ب) ساهم رواد الصوفية في الماضي، بصفة عامة، في الثقافة الإسلامية مساهمة لم يبلغها غيرهم، سواء في عمق الفكر أو جودة النوع. لقد مر ابن عربي ورجال أمثاله بتطورات روحية جوهرية، و لقد حاولوا في كتاباتهم أن ينقلوا إلينا تجارب تنتمي إلى أعظم الشواهق والأعماق (التي وصلتها روح الإنسان حتى الآن – على حسب معرفتي )التي يمكن أن تصلها روح إنسان، حتى الآن ـ على حد معرفتي). إن فتوحاتهم الروحية، التي تم التعبير عنها بالكلمات، غير مستوعبة حتى الآن لكثير من المتعلمين، كما أن قوة حججهم تصعب مواجهتها. لقد أشعلوا جذوة الطموح لدى رجال دونهم ليتبعوا نموذجهم ــ رجال اعتبروا أن نموذج النبي أكبر من أن يتبع.
    لم تكن المساهمة الجيدة للتصوف بدون آثار سيئة. لقد كان جزء من الآثار السيئة بسبب كلمات بعض الصوفية الغريبي الأطوار والغير ناضجين (وكان هناك الكثير منهم) وجزئيا كانت بسبب التصوف الزائف. إن قصور معاصري مشايخ الصوفية العظام عن فهم تعاليمهم ساهم بدوره في الآثار السيئة. لقد أسيء فهم الصوفيين العظام، وأسيء الاقتباس (عنهم) (منهم) وأسيء تمثيلهم. العديد من أكابرهم قتلوا بذرائع دينية. إن مجرد حقيقة أنهم قد قتلوا قد ساهم مساهمة عظيمة في تشكيل أثرهم السيئ على التاريخ الإسلامي. اليوم يظلنا الوقت الذي يتم فيه عمل العدل لحيوات وذكرى أولئك الرجال العظام.
    سأعود فيما بعد لأقول كلمة عن الجزء من سؤالك الذي يمس فكرة الوصول والوحدة مع الله؛ ولكن سيكون ذلك باعتبار التصوف في حد ذاته وليس ما قاله مختلف زعماء الصوفية عنه.
    ج) البروفيسور ساندرسون أيضا محق في تعليقه حول الطرق الصوفية في السودان. ولربما لم يوفهم قدرهم. الطرق الصوفية في السودان هي المسئولة عن إدخال الإسلام نفسه إلى السودان. وقد لعبت الطريقة القادرية ــ تعاليم الشيخ عبد القادري الجيلاني من بغداد ــ الدور الرائد في ذلك.
    ولقد كان الرجال الذين نشأوا (في دروب) ( على نهج) الطرق الصوفية، بمجرد وجود نموذجهم المحض، قادرين على إبقاء السودانيين الغير متعلمين في حظيرة الدين.
    بعض هؤلاء الرجال كانوا أميين. ولكن بتواضعهم وبساطتهم وإخلاصهم وصدقهم فيما يتعلق بطقوسهم الدينية، تمكنوا من بلوغ قمم في الحكمة حازت احترام ومحبة أمة من الأميين للدين نفسه.
    بطبيعة الحال هنالك آثار سيئة، ولكنها كانت بسبب الصوفية الزائفة، كما ذكرت من قبل.
    سؤال
    2) ما هي الاختلافات المهمة، إن وجدت، بين مختلف الطرق الصوفية في السودان؟

    إجابة
    2) ليست هناك اختلافات مهمة بين مختلف الطرق الصوفية في السودان، فالتعاليم، بفضل القرآن والسنة، هي في الأساس نفسها. الطقوس الأساسية هي نفسها. فقط هنالك اختلافات طفيفة في طريقة ممارسة الاستخدامات الدينية ذات الأهمية الثانوية.
    سؤال
    3) هل تعتبر أن الطريقة الختمية، بمشاركتها الأكبر نسبيا في الشئون السياسية، أكثر تقدما أو أكثر استنارة من أي من الطرق الأخرى؟
    إجابة
    3) الطريقة الختمية، في شمال وبعض أجزاء من وسط السودان حلت محل الطريقة القادرية. في شرق السودان تكاد تكون هي الرائدة. أتباع الطريقة الختمية في شرق السودان أكثر استنارة من الأنصار في غرب السودان. استنارة أتباع الطريقة الختمية لا تأخذ أصلها من الطريقة، في حد ذاتها، وإنما الطريقة الختمية وجدت الناس أكثر استنارة من بقية السكان عندما جاءت أول الأمر، قبل حوالي 150 سنة، لأنهم سكان السودان المركز، وهذا هو السبب.
    سؤال
    4) كثير ممن كتبوا عن السودان أشاروا إلى أهمية وضع "الرجل الصالح" في المجتمع السوداني. هل لا يزال لهؤلاء الرجال تأثير كبير، وهل كان تأثيرهم سيئا أم حسنا؟ هل يولي الشخص العادي في السودان اهتماما كبيرا لتوجيهات وتعاليم أي من زعماء الدين؟
    إجابة
    4) مما لاشك فيه فإن الرجل الصالح في المجتمع السوداني له موضع هام. وغالبا ما يكون الشخص العادي في السودان أحد أتباع طريقة أو أخرى، وهو يكاد، وبشكل دائم، يولي اهتماما عظيما لتوجيهات ونصائح الزعماء الدينيين.
    واجمالا، فإن لتأثير الرجال الصالحين آثارا طيبة؛ لقد حافظوا على حب واحترام الدين نابضا في قلوب كل الناس ــ وهذا أقل ما يقال عن هذا الموضوع.

    سؤال
    5) ماهو تقييمك لموقف معظم الناس تجاه زعيم مثل السيد علي الميرغني؟


    إجابة

    5) السيد علي الميرغني يحظى باحترام كبير في المجتمع السوداني ككل، فهو حقا محبوب من قبل كثيرين.
    الشقاق السياسي في السنوات العشرين الماضية جعله معرضا للنقد، ولقد حجب هذا الوضع الحب الذي كان يتمتع به في بعض الدوائر. ومع ذلك، فلا يزال يُنظر إليه باعتباره الرجل الأكثر نفوذا في السودان.
    سؤال
    اا) لدي بعض الأسئلة حول تجديد الإسلام حيث بدأنا نقاش هذا الموضوع في حديثنا.
    أ‌) ما هي العناصر الرئيسية للفساد في العالم الإسلامي المعاصر؟
    ب‌) حسب تقييمك، ما هي الأدوات الأكثر فاعلية لتنقية الإسلام؟ وهل هناك تنظيمات في الوقت الحاضر تسير في الاتجاه الصحيح ــ وإن صح ذلك، ما هي، وإن لم يصح، ما الذي يمكن عمله لتنطلق هذه الحركات؟
    ج) هل تعتبر أن المؤسسات الإسلامية تؤدي خدمة جيدة للإسلام؛ وتحديدا، ما أهمية الأزهر في تشكيل الإسلام الحديث وكيف تقيِّم إنجازات المؤسسات الأصغر مثل المعهد الإسلامي في أمدرمان؟
    د) ما رأيك في بعض الجهود التي يبذلها المسلمون الحداثيون في إصلاح الإسلام. وعلى وجه التحديد، ما رأيك في تعاليم محمد عبده، والإخوان المسلمين، والجماعة الوهابية، والمؤتمر الإسلامي بالقاهرة، والجماعة الإسلامية في الباكستان؟
    هـ) يبدو أن العديد من الأحزاب السياسية في السودان تدعم بصورة ما تأسيس دولة إسلامية في السودان، على سبيل المثال، حزب الشعب الديمقراطي. أي تأثيرات تعتقد يمكن أن تكون لمثل هذه البرامج في السودان، وأي هذه الأحزاب تعتبر أنها الأكثر وضوحا في تحديد برنامج نحو تكوين دولة إسلامية؟
    إجابة
    أ‌) العناصر الرئيسية للفساد في عالم الإسلام المعاصر كثيرة ومتباينة، ولكن أساسها جميعا هي الولاء الظاهري؛ لقد حدث طلاق بين الدين والنظام الاجتماعي للأشياء.
    ب‌) إن أكثر الأدوات فاعلية لتنقية الإسلام، في العالم الإسلامي، لهي المظهر، والقيادة للمسلم الذي يكون قد نقَّى الإسلام داخل نفسه.
    ونعم، هناك منظمة في الوقت الحاضر تتجه الاتجاه الصحيح، وتحاول أن تمهد الطريق لمجيء الرجل الذي نقَّى الإسلام في داخله. أنا، شخصيا، أنتمي لتلك المنظمة.
    ج) لقد ظل الأزهر هو الراعي والناشر للتعليم الإسلامي لأكثر من ألف سنة، وقيمته الحقيقية تكمن في خدمته التاريخية هذه. في عصرنا الذري الحاضر، عندما تكون الحياة سريعة ( الايقاع ) (الحركة)، يفقد هذا المعهد الإسلامي ملامسة الواقع، (وتطلب المجتمعات الإسلامية في منعطف النقلة العقلية الحديثة الاستنارة من مصدر آخر.) (و تحت هذه الظروف فإن المجتمعات الإسلامية المتطلعة للتقدم ستبحث عن مرشد آخر)
    أما المعهد الإسلامي في أمدرمان فلديه كل نقائص الأزهر دون أن يكون له أياً من مزاياه.
    د) محمد عبده كان رجلا عظيما، فهو نتاج الأزهر وبعقلية صوفية. ولقد حاول سد الفجوة بين التفكير التقليدي لمؤسسته وبين الحياة في عصره، فواجه معارضة كبيرة من معاصريه الأزهريين.
    بعد وفاته، أعترف به كمفكر إسلامي عظيم، وقد تركت أفكاره في الإصلاح أثرها في زمنه وفي الأزمان التي تلته، ولكنها تقصر عن تلبية متطلبات يومنا الحاضر بصورة مؤسفة.
    ولقد كان الإخوان المسلمون، بقيادة زعيمهم الراحل حسن البنا، سياسيا أكثر وعيا من محمد عبده، حيث شعروا بالحاجة إلى عودة إسلامية تستوعب المتطلبات السياسية في يومنا هذا. توفي حسن البنا قبل الأوان واستقرت القيادة في أيدي من هو أقل، فاصيب التنظيم بكارثة كانت نهايته فيها.
    المجموعة الوهابية في السودان هي امتداد للمجموعة الوهابية في المملكة السعودية، وكمجموعة ليس لديهم أي قناعة سياسية. في حقيقة الأمر، إبان الحكم البريطاني في السودان كان موقفهم السلبية. لديهم دعوة للإصلاح الإسلامي، ولكن لا شيء جيد يمكن أن يخرج منهم.
    المؤتمر الإسلامي في القاهرة هو أداة سياسية، وحكام مصر الحاليون، مع قوميتهم العربية، يفكرون قليلا عن الإسلام. وبالتالي، فالمؤتمر الإسلامي في القاهرة يستخدم الإسلام كوسيلة لتحقيق أغراض سياسية.
    مؤسسو الباكستان، من جهة ثانية، لهم مقاصد حميدة. كان هناك يوم، عنى فيه الإسلام لهم أكثر مما فعل مع أي مجتمع آخر في التاريخ الحديث. كانوا أقلية في شبه القارة الهندية، وقد أسندوا مطالبتهم بالحكم الذاتي على الإسلام وحصلوا عليها. من ثم تكونت الباكستان ولذلك حاولوا، ولا يزالون يحاولون، تنظيم مجتمعهم على المبادئ الإسلامية، لكنهم لا يستطيعون.
    والسبب في فشلهم هو أنه، لكي ينظم الإسلام مجتمع الوقت الحاضر بشكل صحيح، لا بد من تجديده. أي إجراء أقل من التجديد الصريح هو فقط حيلة للهروب لن تأخذنا بعيدا، وفي نهاية رسالتي، سأكتب قليلا عما أعنيه بتجديد الإسلام.
    حزبي أنا، كان "الحزب الجمهوري"، والذي بنى إيديولوجيته على الإسلام. لقد عارضنا توجهات بعض الأحزاب السياسية تجاه دولة إسلامية، لأننا كنا متأكدين من أنهم لا يعرفون ما كانوا يتحدثون عنه. دولة إسلامية مبنية على الجهل بالحقائق النقية للإسلام يمكن أن تكون أكثر ضررا على التقدم من دولة علمانية ذات قدرة (عادية ) (متوسطة.) )والتعصب الديني لا يختلف كثيرا عن الجهل الديني) (.والتعصب الديني هوصنو الجهل الديني) (والتعصب الديني لا ينفصل عن الجهل الديني. )

    ولحسن الحظ لم يكن أي من الأحزاب السياسية في السودان يعني ما كان قد أعلنه، ولقد كانت الدعاية السياسية بين الجماهير هي الغاية.
    الحزب الجمهوري كان الحزب الأكثر وضوحا في تحديد برنامج لتشكيل دولة إسلامية - فقط نحن لم نسمِّها إسلامية.
    كنا نهدف إلى العالمية، لأن العالمية هي مطلوب اليوم. فقط المحتويات الكوكبية للإسلام هي التي طرقناها. ماذا أعني؟ حسنا، هذا يعيدني إلى فكرة تجديد الإسلام التي وعدت بمناقشتها.
    الإسلام جوهريا يعني السلام. "السلام عليكم" هو الشكل لتحيات المسلمين في أوقات النهار أو الليل. يجب أن تكون في سلام مع نفسك، ومع زملائك المخلوقات، ومع الله.
    ولا يمكن تحقيق هذا الوضع بمجرد الرغبة فيه. بل يأتي كنهاية متمخضة عن تجربة روحية طويلة، وهو موضوع التصوف.
    التصوف هو فن اكتساب نظرة صحيحة عن النظام العام للأمور في الكون.
    (العقيدة المركزية) ( جوهر الإيمان ) في الإسلام (هي) (هو) التوحيد. التوحيد يعني أن الله وحده هو (مهندس ) (وراء ) كل شيء يحدث داخلنا، أو لنا، أو للعناصر، المرئية أو غير المرئية، في الكون من حولنا. الله هو تجسيد اللطف والمعرفة والحكمة. (ما قيل، الخير أصل، والشر فقط مرحلة عابرة) ( و لمّا كان هذا هو الأمر فالخير أصل و الشر ليس هو سوى مرحلة عابرة) ، وسبب الشر هو درجة وعينا القاصرة. إذن، عندما نحقق درجة معينة من الوعي، فإن عناصر الحياة المختلفة لن تكون متضادة، بل تكون متوحدة بطريقة عجيبة. وفي هذه المنطقة المعينة من الوعي يتم حل مشكلة الشر ويبرز الخير كأصل.
    من المقدمة المنطقية للتوحيد تنبثق القضية الأكثر إثارة للجدل في جميع الأوقات، وتلك هي عقيدة التسيير. بالنسبة للصوفي، أو قل للمسلم الجيد، الكون هو نظام مسيَّر تماما. تلك هي نظرته. انه ينطلق كي يثبتها لنفسه من خلال مجهوده الروحي في حياته اليومية والعبادة.
    هذه النظرة تطلب منه ألاّ يتصارع مع النظام العام للأشياء، بل يجب أن يعيش في تناغم معه. هنا بالضبط تأتي فكرة السلام مع كل الخليقة.
    وهذا يأتي نتيجة لزيادة درجة الوعي، كما ذكر سابقا.

    بالنسبة للصوفي الكبير فإن الوعي له مستويان. مستوى أساسي ومستوى أعلى يتجاوز الزمان والمكان، وهو ثابت تماماً. هذا المستوى هو سمة من (اللانهائي) (المطلق)، من المختار، من الله.
    المستوى الثاني من الوعي ديناميكي، ومتطور، وهو سمة من المحدود. والمستويان الاثنان من الوعي يختلفان في الدرجة وليس في النوع.
    كل صوفي يحاول، من خلال تطوره الروحي، أن يتخذ سبيله أعلى سلم الوعي، من المحدودية إلى الفيض، ومن باحة الإنسان إلى رحاب الله.
    في مرحلة معينة على هذا السلم يخلي الشقاق مكانه للانسجام وتهدأ الصراعات الداخلية، ويتمتع الفرد بالنعيم الأبدي. هذه المرحلة من التقدم هي ما يعرف بالوصول. الكلمة العربية "وصول" تعني حرفيا الوصول. الصوفي، في تطوره الروحي، يُمثَّل له مجازا، بالمسافر الذي يصل إلى وجهته بعد رحلة مرهقة وخطيرة عبر الصحراء. وهذا الوصول يكون بمثابة واحة. وتشكل للمسافر إغراء لإطالة مدة إقامته. الواحة الروحية هي أكثر إغراء. ينسى العديد من الصوفيين العاديين رحلتهم الأبدية ويستقرون بسعادة في تلك الواحة.
    بالنسبة للصوفي الكبير فإن مرحلة الوصول تمثل فقط بداية الوحدة مع الله. الوحدة مع الله تعني أن يكون للفرد نصيب من صفات الله في الكمال.
    الفردية هي واحدة من هذه الصفات. المسلم الناجح يجب أن يتمتع بالحرية الفردية المطلقة. هنا يتوقف الإسلام عن أن يكون دينا، ويصبح منهاج حياة يعطي كل فرد قواعده الأخلاقية.
    هذه الدرجات العليا كانت موطنا للقلة المختارة. أما جمهور السالكين العاديين فيبقون في قاعدة السلم في محاولة لشق طريقهم نحو الأعلى. كانوا يتوقعون القليل من المساعدة ممن هم أفضل منهم. وغالبيتهم كانوا عقائديين على نحو راسخ. وكانت ممارساتهم الروحية عموما بلا فائدة.
    هذا الوضع لن يُسمح له بالاستمرار. إن حضارتنا الحالية ذات السمة الجماعية والضخامة اللاشخصية أخذت تفسح المجال لعصر الأشياء الصغيرة - الفرد، الرجل العادي في الشارع. كل فرد هو، على التحقيق، غاية في ذاته. فهو ليس وسيلة لأي غاية أخرى. إنه - حتى لو كان أبلها - فهو "الله" في طور التكوين، ويجب أن يُعطى الفرصة الكاملة ليتطور على هذا النحو.
    الحرية هي الحاجة المسبقة. الناس يجب أن يكونوا أحرارا من كل مؤثر يجردهم من إنسانيتهم - الفقر والجهل والخوف.
    الديمقراطية الحقيقية هي الحل. إن المشكلة الرئيسية للديمقراطية كانت دائما التوفيق بين احتياجات الفرد مع متطلبات المجتمع.
    وبالنظر إلى درجة الوعي حيث يتم تجميع العناصر المتناقضة للحياة، فإن التوفيق بين الفرد والمجتمع لا ينبغي أن يشكل أي صعوبة.
    الاشتراكية أيضا قابلة للتوافق مع الديمقراطية، والإسلام، المُجدَّد، سوف يوفر الأساس التشريعي للمجتمع البشري، في الكوكب ككل، الذي سيعيش في ديمقراطية متصالحة مع الاشتراكية. كما أنه سيساعد الفرد ليحقق ذاته.
    الحلم القديم للقافلة البشرية ليس هو إرسال رواد فضاء في مدارهم في الفضاء الخارجي. بل هو إرسال أفرادها - كل فرد واحد - في مداره لتحقيق الذات. لقد آن الأوان لأن يتم تفسير هذا الحلم هكذا. إن الواجب المقدس لكل رجل وكل امرأة هو المساعدة في إعادة توجيه المسعى الإنساني بذكاء نحو تتويج هذا الحج.
    إلى هنا يجب علي أن أتوقف، ولقد تركت الكثير الذي لم أقله. الكتابة باللغة الإنجليزية، في موضوع مثل هذا، لا تتيح لي فرصة الوضوح الذي كان يمكنني إتقانه باللغة العربية. إذا كان فيما قلت هنا فائدة تساعدك فإن عملي يكون قد تمت مكافأته. إذا شعرت بالحاجة لمزيد من التوضيح حول أي نقطة، خلال مجموعة جديدة من الأسئلة، فمرحبا بك.
    آمل أنك تستمع بإقامتك معنا هنا.

    المخلص محمود محمد طه
                  

04-01-2018, 09:43 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التصوف: عــالم الراغــبين عــــن الدنيــ� (Re: Yasir Elsharif)

    سلام
    سوف يلاحظ القارئ أن موقف الأستاذ محمود من الدنيا ليس هو الرغبة عنها وإنما محاولة إصلاحها وكثيرا ما يستشهد بالعبارة "الدنيا مطية الآخرة".

    ياسر

                  

04-02-2018, 08:11 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التصوف: عــالم الراغــبين عــــن الدنيــ� (Re: Yasir Elsharif)

    استطراد في مسألة الفلسفة والفرق بينها وبين المعرفة أو العرفان.. أحب أن أضع هذه الفقرات من مقدمة كتاب "أسئلة وأجوبة الأول":

    إهداء الكتاب جاء هكذا:

    إلى كل كريم ، مؤمن بكرامة الفكر ..

    المداخلات القادمة عبارة عن مقتطفات كتاب "أسئلة وأجوبة الأول"
                  

04-02-2018, 08:29 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التصوف: عــالم الراغــبين عــــن الدنيــ� (Re: Yasir Elsharif)

    بسـم الله الرحمن الرحيم
    "يأيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً، ويكفر عنكم سيئاتكم، ويغفر لكم، والله ذو الفضل العظيم"

    صدق الله العظيم

    مقـــدمة:

    ليس هذا الكتاب كأحد الكتب التي ألفها الناس عنا، من حيث وحدة الموضوع.. ذلك بأنه يتألف من أجوبة على أسئلة، جاءت أشتاتاً، من فضلاء يتفتحون على العرفان، ويهتمون بقضايا الفكر المعاصر.. ولقد احتفلت بأسئلتهم هذه، وكان ذلك مني حرصاً على كرامة الفكر، في بلد لم يظفر الفكر فيه، إلى الآن، بكبير كرامة.. ومع ذلك، فإن حرصي على تكريم الفكر إنما يستمد أسبابه من اقتناع تام، بأن ليل الجهل قد أخذ ينجاب، وأن نور الفكر قد أخذ ينشر أجنحته المشرقة على هذه الأرض الحزينة، ومن ورائها، على هذا الكوكب الحائر..


    أسئلة وأجوبة الجزء الأول
                  

04-02-2018, 10:09 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التصوف: عــالم الراغــبين عــــن الدنيــ� (Re: Yasir Elsharif)

    سـر الحياة

    قديماً هام الناس بسر الحياة الأعظم.. هاموا بسر القدرة، وبسر الخلود... فجد الفلاسفة وراء ما أسموه بحجر الفلاسفة، وبحث الكيماويون عما أسموه إكسير الحياة.. وحلم القصاصون بخاتم المنى، وبالفانوس السحري.. ولم يظفر أي من هؤلاء بشيء مما كانوا يبتغون.
    قل لهؤلاء جميعاً، ولغير هؤلاء، من سائر الناس، إن سر الحياة الأعظم ــ إن إكسير الحياة ــ هو الفكر.. الفكر الحر.. الفكر القوي، الدقيق، الذي يملك القدرة على أن يفلق الشعرة، ويملك القدرة على أن يميز بين فلقتيها.. وهذا الفكر إنما هو ثمرة للعقل المسدد، المروض، المؤدب بأدب الحق، وأدب الحقيقة. ..


    من كتاب "أسئلة وأجوبة" الجزء الأول
                  

04-02-2018, 10:51 AM

بلال الطاهر
<aبلال الطاهر
تاريخ التسجيل: 04-01-2017
مجموع المشاركات: 585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التصوف: عــالم الراغــبين عــــن الدنيــ� (Re: Yasir Elsharif)

    Quote: بالنسبة للصوفي الكبير فإن مرحلة الوصول تمثل فقط بداية الوحدة مع الله. الوحدة مع الله تعني أن يكون للفرد نصيب من صفات الله في الكمال.
    الفردية هي واحدة من هذه الصفات. المسلم الناجح يجب أن يتمتع بالحرية الفردية المطلقة. هنا يتوقف الإسلام عن أن يكون دينا
    أنا كنت فاكر أخطر ناس هم المجسمة من أتباع ابن تيمية ومحمد عبد الوهاب, ولكن يبدو أن الإنحراف العقدي في التصوف أكثر خطورة!!!!!!!!!
                  

04-02-2018, 11:37 AM

أحمد الشايقي
<aأحمد الشايقي
تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 14611

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التصوف: عــالم الراغــبين عــــن الدنيــ� (Re: بلال الطاهر)




    هـم القوم لا يشقى لهــم جليـس
                  

04-02-2018, 08:08 PM

مصطفى الجيلي
<aمصطفى الجيلي
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التصوف: عــالم الراغــبين عــــن الدنيــ� (Re: أحمد الشايقي)

    أحبابي...

    أسعد الله أيامكم... بعد أن افتتحت البوست ووضعت الشريحة لم أفتح المنبر للأيام السابقة... وفقط الآن حينما دخلت المنبر وجدت هذا التدفق...

    وياسلااااااام يا أخي كبر... فعلا أسعدتني بكتابتك الجميلة ونقاطك الطريفة وأسلوبك الودي.. وسأرجع لك بمهلة في نقاطك التي طرحتها... وسعدت أنك متابع الجديد في موقعي...
    ممنوووووون....

    وطبعا ياسر الشريف يسد نقصي ويجبر كسري .. وقد تولى عني الحوار.. وأسأل الله له كل الخير وكل ما هو جميل وعظيم، ظاهره وباطنه، في دينه وفي دنياه...

    وصدقت يا أحمد الشايقي (هم القوم لا يشقى جليسهم..
                  

04-02-2018, 09:14 PM

مصطفى الجيلي
<aمصطفى الجيلي
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التصوف: عــالم الراغــبين عــــن الدنيــ� (Re: مصطفى الجيلي)

    أخي الفاضل كبر..
    تابعت بقية الحوارات (حوارك مع مارتي..اقريها السلام نيابة عنا ، وتعليقاتها ..تقريبا الحلقة الثانية)..
    أكرر فعلا أني سعدت لمتابعتك حواراتي مع مارتي.. وسأنقل لها سلامك وملاحظاتك..

    كنت يا صديقي فاكر ان صديقنا دكتور عبد الله ارنست وحده الفصيح في الحديث باللغة الإنجليزية (ياخي ارنست ده كل ما احضر ليهو مفاكرة بكون شاطب لأسبوع كامل..!!..زول بيقعد الحاجات بصورة تخليك تقربي تؤمن وتبقى جمهوري..التحية له ..)
    مجرد أن تضع اسمي "جنب" اسمه هو تشريف.. عبدلله ايرنست (أو جونسون ايرنست) فوق أن الإنجليزيه لغته الأم التي تجري في دمائه، فهو موهوب بشكل استثنائي في التعبير عن نفسه.. ثم أنه قدامي كتييير في الفكرة.. ثم أن الرجل بروفسير –كامل البروفسيرية وبالبحوث وطرق التمحيص الأمريكية، مش زي المحسوبية والتمكين بتاع بلادنا، الله يكون في عونا.. شكرا وضع اسمي "جنبه"، حتى ولو لمجرد البركة ستنفعني...


    احاول ان انجز مشروع مقدمة قصيرة عن موضوع متعلق بالتصوف في جانب من جوانبه (متعلق بعض الشئ بكتابات صديقنا محسن خالد الأخيرة ، ومحسن بعد شوية ح يكون عندو عهد قديم وعهد جديد..!!) ، وحوار بكري خضر افادني في بعض الإشارات ..
    أسأل الله أن توفق في مشروعك المتعلق بالتصوف.. فالكتابة في هذه المواضع لا يخرج منها الشخص خاويا.. والكتابة في مجرد المواضيع السامية هي "كحامل المسك" تجد ريحه الطيبة... وقولة المسيح "كلمتي لا ترجع إلي فارغة".. وعلى قول صديقنا أحمد الشايقي "هم القوم لا يشقى جليسهم.. وأحمد لله أن الموضوع كان ذا فائدة لك..

    في تعلقيات مارتي (الجزء الثاني)..كدت ان انقله لخيط صديقنا معاوية الزبير الذي نقل فيه حوار لبابا الفاتيكان ، فالتسامح في عبارة مارتي ظهر في قولها ما يفيد بانها لن ترضى ان تذهب الجنة وتترك شخص ورائها يذهب الى النار..
    ونعم... تصور مفهوم الحساب في يوم القيامة كثيرين أصبحوا يشككون فيه.. فكرة العذاب والقيامة وعذاب الضمير لا تروق لكثيرين منهم، كما لا حظت، وهذه الفكرة منتشرة في أوساطهم..
    ثم بقية الأقوال الجميلة..وهذه هي المحبة التي يتحدث عنها اهل التصوف الحقيقي:الماعندو محبة ما عندو الحبة..!
    ولكن يعجبني عندهم التركيز على المحبة في المسيحية إلى درجة قولهم "الله محبة".. وهي تمديد لقولة المسيح (أحبوا أعداءكم، وباركوا لاعنيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم"!!!!!

    في حوارها معك اعجبتني مقاربتك لفكرة التوازي بين تطور تكنولوجيا التواصل التي تذهب بنا الى التوحد الإنساني السامي وبين الأسلحة النووية التي تسعى الى خلق الفرقة والشتات وتدمير العالم..ومن طرائقي الخاصة في البحث والمقاربة.. اعيد مشاهدت سلسلة افلام ماتريكس..وخلقها ثقافة الحبة الحمراء والحبة الزرقاء والمقاربات الفلسفية العميقة التي تنتهي بفكرة التفكيك (جاك دريدا)..
    هذا ممتع... وطبعا هي الفكرة الجمهورية تقدم حلا لكل مسألة... وفي تناسق واتساق وترابط هو ما يزيد اليقين والفرح بها... فعليها نحيا وعليها نموت وبها نلقى الله...

    بعض الإجابات المتعلقة بتعاليم الأستاذ محمود محمد طه ، قد افادتني كثيرا لأني كنت انظر للأمر بطريقة معينة وكلامك اكد هذه الفكرة ورسخها في ذهني وهي الحجة التي يقابل بها خصوم الأستاذ فكر الأستاذ بان الرسالة التانية اسلام مختلف ، وترسيخك ان الرسالة الثانية ليست كتاب جديد وانما شرح وتطوير للكتاب الموجود (القرآن)..
    الحمد لله..

    اضافة لمقاربتك في الإجابة على سؤال العلاقة بين بوذا (هل تصدق يا مصطفى اهلنا النوبة النيمانج في الدلنج عندهم اسم بودا ، وناس خالد المهدي ممكن يحكوا ليك عن قريبنا الأستاذ محجوب بودا الذي يعيش معنا هنا في مدينة كالقري) والمسيح والإسلام..!
    وقصص كتيييرة يا حبيب... أرجو أن ألتقيك حينما أزور كالقري المرة المقبلة..

    ايضا شرحك لفكرة (الخلوة التي انجزها الأستاذ) ازالت لي لبس كثير..وقد قرأت كتاب دكتور بتول من قبل..والمدام قرأت نفس الكتاب وخرجنا بفهمين مختلفين تماما..وقدر ما حاولت الدفاع عن فكرة الأستاذ لم انجح ..حد يقدر يغالط الحيكومة؟..هنا وضحت لي الفكرة وهي ان الأستاذ في الخلوة كان يبحث عن ذاته وهذا امر مشروع ومفهوم للغاية..
    يا سلاااام معناها حكومتك راقية ومستنيرة... أنتم تتبادلون الأنوار يا صديقي...

    هناك بعض الملاحظات الشكلية في طريقة عرض الفيديوهات فهي تخفي التواريخ وتخفي اسم مارتي (كنت اود ان اسألك عن اسمها ولكن في الحوار انت ذكرت ذلك ، وحتى اللحظة لا نعرف عنها اكثر ..ومجرد معلومات اضافية ستعطي صورة افضل لكل الأعمال)..
    سآخذ ملاحظاتك بعين الاعتبار.. ظننت أن اسم مارتي مكتوب بوضوه في المقدمة ويتكرر أثناء الحوار ثم أن عندها عدد من المقاطع، ربما أجد طريقة لأضها جميعا في مجموعة واحدة.. والتواريخ مرتبطة أكثر بيوم نشر المقطع وغالبا مباشرة بعد إجراء الحوار، لكن أيضا يحدث أن أعدل مقطع فيتغير تاريخ النشر، أو لسبب ما انتظر موافقتها على نشره بشكله المحدد..
    وطبعا مشروعنا هذا مرجو أن ننشره للمشاهد الأمريكي.. وهذه لم تكتمل بعد.. وننوي أن يكون في موقع منفصل، ونستشير في أفضل طريقة لتوسيع نشرها.. ونرجو أن نوفق..

    الملاحظة الثانية..لاحظت في الفيديو الذي يعرض حوار بكري خضر عبارة (السودان الجديد) ، في فيديوهات التجسير/الجسر لاحظت عنوان (نيو اسلام/الإسلام الجديد)..هذه العبارة افهمها جيدا ولكن خصوم الفكرة الجمهورية سيجعلون منها خندق جديد للهجوم..وستحتاج لشروحات عديدة..!
    وتصور فعلا أنا مشغول بهذه النقطة.. وفعلا حاولت تعديل التعبير ليصير "نيو كول أوف إسلام" أو "نيو ميسيدج أوف إسلام" وسأفعل لئلا يعيق فهم بعض الناس..

    أما أسئلتك التالية:

    نرجع لموضوع الخيط (التصوف عالم الراغبين عن الدنيا)..
    ولدي بعض الأسئلة اتمنى ان تكون مقدمة لنقاش مثمر..

    هل مارس الأستاذ في مرحلة من حياته التصوف (كأن يكون مريد في طريقة صوفية معينة)؟..نعم اعرف ان معظم منهل الأستاذ يقارب الصوفية الحقيقية بطريقة او باخرى..

    هل التصوف دين ام فلسفة؟..بمعنى ادق..تاريخ الصوفية في الأديان التوحيدية (الصابئة ، الزبور ، التوراة ، الإنجيل ، القرآن) مرتبط كثيرا بافكار حضارات قديمة..وافكارها تظهر بين الفينة والأخرى..

    فكرة العنوان لحوار بكري الخضر..(الراغبين عن الدنيا)..الى أي مدى يتعارض هذا المفهوم مع مفهوم الإستخلاف في الأرض الذي تتحدث عنه الكتب السماوية مثل التوارة والإنجيل والقرآن؟..

    عندي مشكلة خاصة مع بعض اعمال الإمام الغزالي ..ولديه كتاب مربك للغاية..ويتحدث فيه عن الأوفاق ، وهو عندي امتداد لكتب البوني (منبع اصول الحكمة ، شمس المعارف الكبرى وغيرها) ، اضافة لكتاب ابن عربي (الفتوحات المكية) وكلام اهل التصوف عن مراتب الصوفية (وتقديسهم لجعل البعض منهم كأنهم كائنات من نوع يختلف عن نوع الإنسان)..فهل الجمهوريين يعتدون كثيرا بمثل هذه الكتب/المراجع؟..
    فسأرجع لها مع جميع القراء ومساهماتهم.. وممنووون لمشاركتك الكريمة والقيمة هذه..
    تحياتك لمارتي وللأستاذ دكتور عبد الله احمد النعيم تصل إن شاء الله..

    ياريت ما تكون لسع زعلان من مناخشات زمان ديك..!
    وأخيرا عبارتك أعلاه لطيفة وتعكس شخصيتك.. إن كنت حأزعل من مثل هذا، فكيف سيقبلوني هناك على أني "جمهوري".. بالمناسبة عندنا—وهو شيء أخدناه من الأستاذ—أن الشخص الذي يشتد في معارضته وبصدق وهمة من الرجاء الأكبر... والصدق هو المفتاح للخير كله..

    على قول الخواجات الفيديوهات، وترانيم الجمهوريات والجمهوريين كانت هدية طيبة.. Best gift for a very cold weekend ودمت طيبا يا مصطفى..
    وأنت أيضا دمت طيبا يا كبر يا أخي.. أسعدتني بكتابتك هذه.. وأسأل الله أن يكرمك كرما عظيما ويفتح لك فتحا كبيرا، بما وضعت فيها من نوايا طيبة وأفكار بناءة..

    أخوك مصطفى الجيلي..



                  

04-03-2018, 01:49 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التصوف: عــالم الراغــبين عــــن الدنيــ� (Re: مصطفى الجيلي)

    رياضة العقول

    والآية التي صدرنا بها هذه المقدمة إنما جاءت بسبيل من رياضة العقول، حتى تقوى على دقة الفكر، وحريته.."يأيها الذين آمنوا" الذين استقبلوا الدين بالعقيدة، ولم يستيقنوه بالفكر، فيصبحوا "مسلمين".. "إن تتقوا الله" يعني إن تعملوا بالشريعة، فتأتمروا بالأمر، وتنتهوا عند النهي.."يجعل لكم فرقاناً"، يعني نوراً في عقولكم، به تفرقون بين الحق والباطل.. يعني يجعل لكم مقدرة في عقولكم، بفضل التقوى، بها تقوون على التفكير الدقيق، والتمييز السليم، بين ما يليق وما لا يليق.. بين الحلال والحرام.."الحرام ما حاك في نفسك، وخشيت أن يطلع عليه الناس".. والتقوى "شجرة" والفرقان "ثمرة"، وبقدر ما تدق التقوى يدق الفرقان، ويقوى.. فالتقوى تبدأ من صورتها الغليظة، ثم تسير نحو الدقة.. وكذلك الفرقان، يبدأ من بداية بسيطة، وضعيفة، ثم يسير نحو الدقة، والقوة، تبعاً لسير التقوى.. وصورة التقوى، والفرقان، ومسيرتهما نحو الدقة، من الغلظة، يحكيها، أحسن حكاية، الحديث الشريف: "الحلال بيِّن، والحرام بيِّن، وبينهما أمور مشتبهات، لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات، فقد استبرأ لدينه، ولعرضه..".. فكأن التقوى، في بدايتها، لا تحتاج إلى كبير عناء، وكذلك قوة العقل، المميزة بين الحلال والحرام، لا تحتاج إلى شدة دقة.. ثم يبدأ السير، من الطرفين الغليظين، نحو الوسط ــ نحو منطقة الأمور المشتبهات ــ وهي منطقة فيها تبدأ الحاجة إلى قوة فكرية، زائدة، بها يقع التمييز بين الحلال والحرام.. وفيها أيضاً تبدأ الحاجة إلى قوة في الإرادة، زائدة، بها تقوم القدرة على فعل ما هو به مأمور، وترك ما هو عنه منهي.. وتصبح التقوى، ههنا، علماً وعملاً بمقتضى العلم.. أو قل، تصبح قوة على التمييز، ومقدرة على التنفيذ، حسب ما يمليه التمييز..



    "أسئلة وأجوبة الجزء الأول"
                  

04-03-2018, 03:42 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التصوف: عــالم الراغــبين عــــن الدنيــ� (Re: Yasir Elsharif)

    Quote: بالنسبة للصوفي الكبير فإن مرحلة الوصول تمثل فقط بداية الوحدة مع الله. الوحدة مع الله تعني أن يكون للفرد نصيب من صفات الله في الكمال.
    الفردية هي واحدة من هذه الصفات. المسلم الناجح يجب أن يتمتع بالحرية الفردية المطلقة. هنا يتوقف الإسلام عن أن يكون دينا

    وهذا تعليقك يا بلال

    أنا كنت فاكر أخطر ناس هم المجسمة من أتباع ابن تيمية ومحمد عبد الوهاب, ولكن يبدو أن الإنحراف العقدي في التصوف أكثر خطورة!!!!!!!!!

    الفرق بين الوهابية والمتصوفة يكمن في أن المتصوفة لا يجسمون الذات الإلهية المطلقة، فالتجسيد عندهم يلحق فقط بالذات الحادثة وهي عندهم الحقيقة المحمدية، وهي أول قابل لتجليات المطلق.
    وقد كتب الأستاذ في أمر الذات الإلهية المطلقة هذه الفقرة التوضيحية

    وجود الله لا يوصف بالمكان، لأن المكان مخلوق، ومحدود، فلا يحوي المطلق.. ولا يوصف باللامكان، لأن اللامكان متصور، والله مطلق لا يدرك وجوده التصور "فكل ما خطر ببالك فالله بخلاف ذلك" فإذا قلنا أن وجود الله يتنزه عن المكان، والزمان، فليس معنى ذلك أنه يوجد في اللامكان، ولا اللازمان، وإنما هو أيضاً يتنزه عن هذا التصور، فوجوده مطلق لا يتعلق به الوهم، ولا التصور، ولا الإدراك.. إنما الإدراك يدرك ضرورة وجوده، لا كيفية وجوده.. فليس للكيف ههنا مكان.

    المصدر: كتاب "أسئلة وأجوبة الجزء الأول"
                  

04-06-2018, 02:45 AM

مصطفى الجيلي
<aمصطفى الجيلي
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التصوف: عــالم الراغــبين عــــن الدنيــ� (Re: Yasir Elsharif)

    وهذا الفيديو عن التصوف ويلخص رأيي...

Re: التصوف: عــالم الراغــبين عــــن الدنيــ� (Re: Yasir Elsharif)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de