[/url] صورة جماعية ضمت سعادة/ سامي يوكيلي، سفير جمهورية كوسوفو( يسار)، وسعادة/ بيرو ماتيك، سفير جمهورية البوسنة والهرسك، وسعادة/ دراغو ستمبك، سفير جمهورية كرواتيا. تذكّرني هذه الصورة – في جزء منها – بدراما الافلام الهندية في ذروة تجلّياتها، حين يفرّق القدر، في ساعة نحس، بين الاشقاء ثم يجمعهم في نهاية المطاف، في لحظة مشحونة بالشجن والدموع والفرح، كما في فيلم "عمار وأكبر وأنتوني/الذكريات الحلوة" الذي لعب دور البطولة فيه النجم أميتاب باشان والساحرة بارفين بابي إلى جانب فينود كنّا وريشي كابور، والذي حصد العديد من الجوائز: جائزة افضل فيلم، و أفضل موسيقى وأفضل إخراج وأفضل سيناريو وأفضل تمثيل! أما دراما " يوغسلافيا"، فإنها، لسوء الحظ،، لم تنتهي بتلك النهايات السعيدة، كما في فيلم" عمار وأكبر وأنتوني أو الذكريات الحلوة"، بل انتهت بمشاهد أشد كآبة من رويات كافكا، وذلك حين تصادمت وقائع التاريخ مع حقائق الجغرافيا، وحين تصاعدت ألسنة اللهب من بارود النيران الصديقة ونيران العدو، وحين انفرط عِقد الدولة مخلّفاً أنهاراً من الدماء المخلوطة برماد الأمكنة! لقد جسّدت المأساة السلافية، مقولة إبن خلدون" الأوطان كثيرة العصائب قلّ أن تستحكم فيها دولة"، كما جسّدت أيضاً مقادير السفراء الثلاث. لقد جمعتهم الجغرافيا الطبيعية وفصول الدراسة، ولكن فرّقت بينهم الجغرافيا السياسية، ودعاوى التعالي العِرقي – ولو باستدعاء الأساطير! فرّقتهم الجيوبوليتيكا في الجوار المباشر، لتجمع شملهم الدبلوماسية على بعد آلاف الكيلومترات في طوكيو، تحت مظلة" التفاعل والتعاون"، كما لو في الأمر استجابة لمثل سلافي مؤداه: "إن تغريد بلبل واحد ليس كافيا لاستدعاء الربيع"! (A singing of a single nightingale is not enough to bring about the spring)
02-25-2018, 04:01 PM
الفاتح ميرغني
الفاتح ميرغني
تاريخ التسجيل: 03-01-2007
مجموع المشاركات: 7488
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة