الخَمر- الحقيقة الشعريّة وما وراء المقدّس

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 02:22 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-11-2018, 12:31 PM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الخَمر- الحقيقة الشعريّة وما وراء المقدّس

    11:31 AM February, 11 2018

    سودانيز اون لاين
    زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
    مكتبتى
    رابط مختصر


    يتجاوز الخمر في الثقافة العربية دوره كسائل ذي متعة مادية وروحيّة، إذ إن التراث العربي شعراً وأدباً، يزخر بالخمر وأحواله، بعدما تنوعت حالات حضوره شعرياً. فهو إما جزء من المطالع، أو وصف هدفه المفاخرة والجاه، أو وصف لأحواله وأحوال شاربه. ليتحول لاحقاً إلى حقيقة شعريّة، تحمل خصائص مرتبطة بالخمر كمشروب له قدرة تتجاوز تلك المحسوسة أو الاعتياديّة (أي الخصائص الطبيعيّة)، ليكون الفاعل والمؤثر عوضاً عن الفعل البشري أو الإلهي. وكأنه محرّك للكون متجاوزاً سلطة المقدس والتحريم المرتبط به. هذه المفاهيم المتربطة بحقيقة الخمر الجديدة، مرتبطة بالشعر وفي ما يلي بعضها.

    الآخرة، بَعث جديد (أبو محجن الثقفي - أبو الهندي)
    يتعامل التراث الإسلامي مع أبي محجن الثقفي بوصفه الفارس المسلم، الذي ترك الخمر وشارك في الجهاد، في معركة القادسيّة. وتروى قصته كعبرة لمن يأخذ الخمر لبّه ويلهيه عن الشهادة. لكن هالة التقديس والاختلافات حوله تجعل الروايات متضاربة. إنما المعروف أن عمر بن الخطاب جلده لمعاقرته الخمر، لكن أبا محجن يثبت في شعره مقاربة جديدة للخمر، فقبل حادثة القادسيّة الشهيرة، يقول إن نهايته مرتبطة بالخمر، لا كشراب فقط بل كتماه معه، ليعود بصفاته مخالفاً للنهاية التي يفترضها النص المقدس (الآخرة، جنة/ نار)، فيقول:

    أقوال جاهزة
    شارك
    غردالتراث العربي شعراً وأدباً يزخر بالخمر وأحواله

    شارك
    غردأجمل ما قاله الشعر العربي بالخمر

    إذا مت فادفني إلى جنب كرمة .. تروى عظامي بعد موتي عروقها

    ولا تدفنني بالفلاة فإنني... أخاف إذا ما مت أن لا أذوقها


    إلى جانب الثقفي نرى أبا الهندي، الذي أدرك الدولتين الأموية والعباسية، ويراه البعض أول من قال الشعر في الخمر في الدولة الإسلامية، بوصف الخمر مقصده الوحيد. وكأبي محجن، رأى أبو الهندي أن نهايته مرتبطة بالخمر وطقوسه، إذ إن الصبيان كانوا يأتون لقبره للشرب تيمناً بقوله المكتوب على قبره:

    اجعلوا إن متّ يوماً كفني... ورق الكرم وقبري معصره

    وادفنوني وادفنوا الراح معي... واجعلوا الأقداح حول المقبرة

    إنَّني أَرجو من الله غداً... بعد شرب الراح حسن المغفره

    لكن الاختلاف يكمن في أن أبا الهندي ما زال يطمح بالآخرة إلى النهاية الموعودة في النص المقدس.

    الخمر خزّان الذاكرة (ديك الجن الحمصي)
    تعتبر قصة ديك الجن الحمصي، الشاعر العباسي، من المآسي التي لا يمكن تجاهلها في التاريخ الإسلامي. فديك الجن، الشاعر والعاشق ابتلي بالغيرة، وأدى به الأمر إلى قتل زوجته ورد، وغلامه بكر لاشتباهه بأنهما عل علاقة سريّة. إلا أن الخمر يحضر هنا بوصفه حاضناً للذاكرة، إذ عمد ديك الجنّ بعد دفنهما إلى قبرهما، وأخذ حفنة من تراب قبر ورد وحفنة من تراب قبر بكر، وصنع بهما قدحين، لترتبط الخمرة لديه بالمأساة، متحولةً إلى لذة ترتبط بتعذيب الذات والذاكرة، وكان في مجالسه يردد هذه الأبيات التي ارتجلها فوق قبري ورد وبكر:

    يا سيف إن ترم الزمان بغدره... فلأنت أبدلت الوصال بهجـره

    قمر أنا استخرجته من دجنـة... لبليتي وزففتـه مـن خـدره

    فقتلتـه ولـه علـى كرامـة... ملء الحشا وله الفؤاد بأسـره

    عهدي به ميتاً كأحسـن نائـمٍ... والحزن ينحر مقلتي في نحره

    لو كان يدري الميْتُ ماذا بعده... بالحيّ حلّ بكى له في قبـره

    غصص تكاد تفيض منها نفسه... وتكاد تخرج قلبه من صـدره

    هذه الثلاثية (خمر، مأساة، ذاكرة) جعلت ديك الجن يحوّل الخمر من لذة ماديّة وروحية، إلى مأساة، فإلى محفّز يحرك التراجيديا بوصفه يختزن المأساة، ويعيد إنتاجها في جلسات الإنس وفي الشعر.

    الخمر وما وراء المقدس (أبو نواس)
    الحديث عن أبي نواس لا يمكن الإحاطة به، إذ يعتبر هذا الشاعر من المجددين في الشعر، خصوصاً في علاقته مع الخمر. تجربته الشعريّة مع الخمر تتجاوز المحسوس، لتدخل ضمن جوهر الخمر، بوصفه فاعلاً ينتشر في الكون ويعيد تركيب علاقاته، فتكتسب الخمرة معه قوة جديدة توازي قوة الخلق، وتضفي القدسية على الأشياء وتعيد تكوين صلة جديدة بين المحسوس واللامحسوس، وبين المرئي واللامرئي. بذلك يكون السُكر موقفاً من العالم والكون والغيب، لا حالة ظاهرية فقط، لنراه يتحدى فيها المقدس والنص المرتبط به، ويمكن أن نتلمس ذلك في الكثير من شعره كقوله:

    ألا فاسقني خمراً، وقل لي: هي الخمر... ولا تسقني سرّاً إذا أمكن الجهر

    فما العيش إلاّ سكرة بعد سكرة... فإن طال هذا عنده قـصــر الـدهــر

    وما الغبن إلاّ أن تـراني صـاحـيا... وما الغنـم إلا أن يتـعـتعني الســكْر

    فَبُح باسم من تهوى، ودعني من الكنى... فلا خير في اللذّات من دونها ستْر

    ولا خير في فتك بدون مجانــة... ولا في مجونٍ ليس يتبعه كفر

    يمكن اعتبار أن هذا الانقلاب الذي شهده الشعر عبر الانزياح عن الجوهر المقدس الإسلامي بوصفه الحقيقة وإعادة تقديم رؤية مختلفة للكون، مرتبط بالعصر الأموي ثم العباسي. إذ تعرّف العرب على ثقافات جديدة، وانتقلوا من حياة البادية إلى حياة الدعة والاسترخاء، فلم يعد الشعر فقط مديحاً وهجاءً بل تغيرت أغراضه، وأصبح لحضور الخمر وشعرائه سطوة وحظوة لدى الخلفاء، كالمأمون. أما حضور الخمر ضمن النص الشعري، فجعله ذا قيمتين جديدتين، غرض شعري من جهة، وحقيقة كونية من جهة أخرى، إذ تراجعت مفاهيم "الخمر المقدس"، لتكون الملذات الدنيوية هي المسيطرة، وكأن الأنهار التي وعد بها الله المسلمين في الجنة، شاهدها العرب حين وصلوا إلى الشام ومصر، لأن الخمر أصبح حاضراً الآن وهنا، وكما يقول أبو نواس:

    دع المساجد للــعباد تسكنها... وطف بنا حول خمار ليسقينا

    ما قال ربك ويل للذين سكروا... ولكن قال ويل للمـصلينا




















                  

02-11-2018, 01:40 PM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخَمر- الحقيقة الشعريّة وما وراء المقدّس (Re: زهير عثمان حمد)


    أيُّهَا السَّاقِي إِلَيْكَ المُشْتَكَىٰ قَدْ دَعَوْنَاكَ وَإِنْ لَمْ تَسْمَعِ
    وَنَدِيمٍ هِمْتُ فِي غُرَّتِهِ وَشَرِبْتُ الرَّاحَ مِنْ رَاحَتِهِ
    كُّلَّمَا اسْتَيْقَظَ مِنْ سَكْرَتِهِ جَذَبَ الزِّقَّ إِلَيْهِ وَاتَّكَا
    وَسَقَانِي أَرْبَعًا فِي أَرْبَعِ

    أيُّهَا السَّاقِي إِلَيْكَ المُشْتَكَىٰ قَدْ دَعَوْنَاكَ وَإِنْ لَمْ تَسْمَعِ
    غُصْنُ بَانٍ مَالَ مِنْ حَيْثُ اسْتَوَىٰ مَاتَ مَنْ يَحْيَاهُ مِنْ فَرْطِ الجَوَىَٰ
    خَفِقَ الأَحْشَاءِ مَوْهُونَ القُوَىٰ كُلَّمَا فَكَّرَ فِي البَيْنِ بَكَىَٰ
    وَيْحَهُ يَبْكِي لِمَنْ لَمْ يَقَعِ

    أيُّهَا السَّاقِي إِلَيْكَ المُشْتَكَىٰ قَدْ دَعَوْنَاكَ وَإِنْ لَمْ تَسْمَعِ
    مَا لِعَيْنِي عَشِيَتْ بِالنَّظَرِ أَنْكَرَتْ بَعْدَكَ ضَوْءَ القَمَرِ
    وَإِذَا مَا شِئْتَ فَاسْمَعْ خَبَرِي عَشِيَتْ عَيْنَايَ مِنْ طُولِ البُكَا
    وَبَكَىَٰ بَعْضِي عَلَىَٰ بَعْضِي مَعِي

    أيُّهَا السَّاقِي إِلَيْكَ المُشْتَكَىٰ قَدْ دَعَوْنَاكَ وَإِنْ لَمْ تَسْمَعِ
    لَيْسَ لِي صَبْرٌ وَلا لِي جَلَدٌ مَا لِقَوْمِي عَذَلُواْ وَاجْتَهَدُواْ
    أَنْكَرُواْ شَكْوَايَ مِمَّا أَجِدُ مِثْلَ حَالِي حَقُّهُ أَنْ تُشْتَكَىَٰ
    كَمَدُ اليَأْسِ وَذُلُّ الطَمَعِ

    أيُّهَا السَّاقِي إِلَيْكَ المُشْتَكَىٰ قَدْ دَعَوْنَاكَ وَإِنْ لَمْ تَسْمَعِ
    كَبِدٌ حَرَّ وَدَمْعٌ يَكِفُ يَعْرِفُ الذَّنْبَ وَلا يَعْتِرِفُ
    أَيُّهَا المُعْرِضُ عَمَّا أَصِفُ قَدْ نَمَا حُبُّكَ عِنْدِي وَزَكَا
    لا تَقُلْ أَنِّي فِي حُبِّكَ مُدَّعِ


                  

02-11-2018, 02:15 PM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12475

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخَمر- الحقيقة الشعريّة وما وراء المقدّس (Re: زهير عثمان حمد)

    حبيبنا زهير مودتي ..
    أنا عندي أحسن من كتب في الخمريات قريبنا توفييق صالح جبريل
    ==========================

    وهذه خواطر سابقة كتبتها في البلد خواطر من كبري دنقلا وأنا تأمل في مقاصر جزيرة الصفوة :

    قبل اشهر قليلة في اجازتي السنوية كنت اعبر كبرى دنقلا على قدمي .. ووقفت على منظر جزيرة (مقاصر) موطن توفيق صالح جبريل وكذلك صلاح احمد ابراهيم وأهل والدة خليل فرح فتأملت هذه الجزيرة من على الكبري ووقفت لفترة طويلة أطوي الزمن واستحضر الجمال .. حيث هنا كانت خيول الشيخ ( صالح جبريل ) الذي وصف انه كان ميسور الحال وعلاقة طبية بملوك ارقو .. وقيل ان سلالة خيوله كانت من خيل دنقلا الاصلية ووصلت الى بريطانيا .. ثم كانت امدرمان .. وبنى منزل فاخر بمقياس ذلك الزمان .. ( القلعة ) .
    ظلت الغيد والقوارير صرعى
    وأباريق بتن في اطراق
    توفيق في هذه القصيدة تفوق على كل شعراء الخمريات حتى زعيمهم ابونواس .. ومن عشقه للمكان والظرف الذي كان فيه لم تؤثر فيه كؤؤس الخمر .. لقد أتى على كل الموجود منه حتى صارت الاباريق خاليه .. بل وصفها بالاطراق وهو وصف أبلغ من ( فارغ ) ويعني أن الاناء خالي حتى من العوالق .. وكأن الشخص يسمع أزيز الهواء داخله .. ورغم ذلك فهو يطلب المزيد :
    إتني بالصبوح با بهجة الروح
    وأسقني إن كان في الكأس الباقي
    والصبوح هو خمر الصباح ومقابلها في العامية السودانية ( كوفار ) والكوفار كان ينشط البدن ويذهب بوعثاء الخمر الذي تناوله الشخص طوال المساء .. ولكن مع شاعرنا حتى ( الصبوح ) او الكوفار فيه شك ( إن كان في الكأس باقي ) .. ومن سحر تلك الليلة لم يتركوا ما يكفي للصبوح ..
    وفي عهد ما في السودان كان تناول الخمر عادة .. في المناسبات الافراح والحصاد والنفير والجلسات والولائم والاخوانيات ولم تكن تكتمل الجلسات إلا بأن تدار الكؤوس لأن ذلك كان بمثابة تتويج للجلسات الاخوانية .. وكان هذا الاسلوب متبعاً عندنا في اقاصي الشمال (بوقانا) .

    شكراً زهير حبيبنا ..







                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de