|
Re: التحية إلى الصحفي الأستاذ فيصل محمد صالح � (Re: عبدالله عثمان)
|
أمس رسل لي القاص عبدالغني كرم الله البشير هذه اللطيفة عن عربة فيصل محمد صالح ---- سيارة فيصل، محمد صالح...
اعرفها جيدا، سافرت بها لقرية ألتي، في عزاء المفكر محمد علي جادين ، في معية خالد بابكر، ومحمد اسماعيل، كنّا نمضي بالسرعة القصوى، ومع ذلك، كل السيارات تجاوزتنا، بل هناك حمير في قرية النوبة، لم تعبر مختالة، الا أمامنا، واثقة من سرعتها، وبطئنا، دابة حديدية، مجسدة حكمة، سر ببطء تصل بسرعة،.
حتى ظلها، تقدمنا، فقد كان الوقت عصرا، ونحن نخب نحو الجنوب الشرقي، ولَم تكن سيارة، بل وركن نقاش طيب، في أمور العيش والسياسة والأدب، وأظنها كانت مشغولة بالإصْغاء، اكثر من السرعة، كي تشهد في اليوم المشهود، الذي ينطق كل شي، وما أسعدها، حينئذ،.
لا اظن السارق سوى احول، كما جرى في النكتة، امامة صحن فول، ويده مغموسة في صحن كبدة جاره، ان جنى نظرك، فأين لسانك؟ لا محال الغرض يلوي الميزان، اظنه رأى برادو فارهة، لصقها، وحسبها هي، ومع هذا هي أغلى منها، مال حلال ومبارك، ترفع القدم وتصل الرحم، وتنجد الملهوف،.
أظن السارق، هذا هدفه، (ان بعض الظن اثم) وليس المال، فهو يعرف فيصل وصلة رحمه، التي تمتد لأي فقير او سجين او شجرة عطشى او قصيد يبحث عن جرس ووزن، فأراد قطع هذه الصِّلة، وما عرف ان قلوب العاشقين لها عيون ترى ما لايراه الناظرونا وأجنحة تطير بغير ريش الي ملكوت رب العالمين،.
هكذا العشاق الكبار، (لو متنا لحاربت المقابر)، فالحرف الأصيل، يبارز الجهل أبدا، كانط وسقراط، وجادين، احياء في ميدان الفكر، أبد الدهر، الم يقل المسيح، (الجبال تزول، وكلامي لا يزول).
سيارة بسيطة، اكسنت، مغبرة من السعي الشعبي، لم تقف عند باب سلطان، او تنقل جرم، بل كانت دابة خير وصلاح وفلاح، متواضعة ونشيطة رغم العمر، والموديل، "والسنين والعلة" وذات عشرة معه، وفضل، توصله الي الخالة، او الصحب الكرام، او جلسة أنس وفكر، ويشكرها بمقيل عند ظل شجرة او تغير زيت او نظرة حب، فكل شي. حي، ويسبح،
وان لم يكن كما ظننا، ايها الحرامي العزيز، المغلوب الامر، هو يعرف من سرقك انت، وكيف، ويعرف خلاصك وخلاصة من اللص العظيم، الذي سرق مالك ووقتك وروحك، وجعلك لص رغم عنك، وتركك تسرق حقك، ولكن من فقير مثلك؟
هذه السيارة تنفعك اكثر، ورب العرش، لو كانت مع فيصل، اكثر مما هي معك،... ردها، ايها السارق المسروق،... ا.
| |
|
|
|
|