ذكرتونا الراحل بهنس، تعالوا ندعوا له
|
Re: ذكرتونا الراحل بهنس، تعالوا ندعوا له (Re: ملهم كردفان)
|
سبحانه الثلج
مراثي "بهنس" الباسيفيكية -------------------------------------------------------------------------------------------------
شبحٌ يتجوَّل في الساحل الباسفيكيِّ،
متّشحاً بكآبتهِ،
لابساً معطفاً حائلاً بائساً،
شَعْرهُ راستا فاري،
يبين و يخْفى،
و يعزف مقطوعةً لمفاتن "راحيلَ"،
يقرأ "معْطف" غوغولَ،
ثمّ يشكِّل بالضوء و الحرف خبزاً،
و بيتاً صغيراً،
و نظْرة عطْفٍ على واجهات المنازلِ،
*من أنتَ،
يا سيِّدي؟
- طينةٌ عُجنتْ من أنين الذين قضت عبقرياتهم تحت جلد السياط،
*لماذا احتجبتَ سريعاً،
وروحكَ واعدةٌ بالأناقةِ؟
-لم يسألوا عن غيابي،
و لم يرسلوا-حين كان جنوني يعْبر "طلعت حربٍ"،
و لو قبلةً في الهواءْ
لم أجد أحداً كي يمايلني من وراء الغيابِ،
و لم يكتبوا كلْمةً عن شرودي
لم أجدْ في بلادي كسْرة خبْزٍ،
و ماءً،
و مأوى،
و كلمة حبٍ،
فقلتُ،
مع القائلين "اهبطوا مصر"،
في رحلة المتنبي الأخيرةِ،
عفْت البلاد التي اغتصبتْ عاشقيها،
البلاد التي عشقتْ غاصبيها من البدْوِ،
و الفقهاء،
و "أسيادها" الطائفيّينَ، ............... ................................
هم أودعوني غياهب نسيانهم،
و سلوني،
كأنَّ قميصي قد قُدَّ من قُبُلٍ،
و أحبونني هامداً،
و أفاضوا المديح على جثّتي
فسبحانه "الثلج"،
أحيا عظام نصوصي| و هي رميمْ
لا معزَّينَ لي
سوى "أصدقائي" الذين قد استُنْسِخُوا فجأةً في الأسافيرِ،
كلّتْ من الدمع و النوح عينايَ،
هذي المدينةُ،
قالوا،
كمالُ الجمال،
فيا نفسُ،
في الليلِ،
في أوّل الهزْعِ،
فلتسكبي،
كمياهٍ،
دموعي قبالة وجه المدينةِ،
أحسنت في العشب ظني،
لأنَّ مراحمهُ لا تزولُ،
اضطجعت على كَنَبات الميادينِ،
ظهْري تقرّح منها
فصرتُ لشعبي أغنيةً لهم اليوم كلّهْ
"فباتوا يجرّون ضاف الدمقْس،
وبتُّ أجرْجر أسْماليهْ"
ولو كان لي عِلْم ما في غدٍ" (1)
لما جئت مصرَ،
تلطّخت بالعارِ،
لم يستطبْ أحدٌ أن يمسَّ ثيابي،
و لم أشتكِ من قصاص خطايايَ،
أعطيت خدِّي لضاربهِ،
في الشوارع تهْت كأعمى
كان يمشي ورائي الذهول،
و سلُّ "التجانيْ" (2)
حين أصرخُ،
أو استغيثُ،
تُصدُّ صلاتي،
فرحُت أغني:
"مصر يا أخت اكتئابي يا شقية يا منافٍ،مرّة الطعم ،قميئةْ"
بينما نسمةٌ من وراء المقابر تهذي:
"رعي الله مصر فكم للأديب بها ثمّ من عيشةٍ راضيهْ" (3) ........................................ .................................... *...و آخر دعواكَ،
يا سيديشبحي ا"بهنس" الباسفيكيّ؟
- آخر دعوايَ،
يا صاحبي:
"لعن الله من جلبوا المطبعةْ
من ديار النصارى،
و من وزَّعوا كتب الشعرِ،
و السردِ،
و الفنِّ ،
و الفكْرِ، و السّموطيقا ،
و علم الجمالْ
سامح الربُّ آباءنا في الكتابةِ،
و الفنِّ،
إذ أنهم أخطاوا،
حين شقوا دروب الخيالْ
فها نحن نحمل آثامهم،
ثم نصعد نحو الصليب،
نكفِّر عن سيئات الحداثةْ ____________ ________________________________ 29 ديسمبر 2013،مونتري-كاليفورنيا _______ __________________________________ *هامشان:
(1) و (3) من أشعار محمد سعيد العبّاسي.
(2) الشاعر التجاني يوسف بشير.
***يتستحضر النص "مراثي إرميا"...
| |
  
|
|
|
|
|Articles
|News
|مقالات
|بيانات
|
|
|
|
Re: ذكرتونا الراحل بهنس، تعالوا ندعوا له (Re: الفاتح ميرغني)
|
كانت هاجرة حلوب ، تحلب العرق . تحلب الذاكرة بمواقيت .. كنت كمن كان مهيأ لاستقبال أمر عظيم ، كانت حركة الشارع أمامي من خلال زجاج الباب ترجعني برهة لحركة النمل قبل حلول الشتاء .. وكانت الشمس تحدق بقسوة في المطارح كمن تبحث عن شيء عزيز ، كان ذلك اليوم الغامض والذي غير مسار حياتي كلية هو بمثابة حياة أخرى ابتدأت فيها من جديد ولكن .. كمن يبدأ شابا في العشرين فما فوق وليس كمن يبدأ منذ الولادة عند العشرين . كنت اجلس داخل الأستديو على مقعد خشبي متنسما رطوبة أجهزة التكييف ، وبالية ، وربما بضجر طفيف أقيد الوارد والمنصرف لصاحب المحل الذي لا يربطه بفن التصوير رابط . وفي ذلك اليوم الذي أصاب راسي بالدوار، قعدت أمامي " راحيل " لأول مرة لالتقاط أعجب بوترية في الدنيا . لقد حدث هذا منذ سنين خلت ، كانت تتحلى وقتها بصفيقات ذهبية ناعمة تتأرجح من شحمتي أذنيها ،.. أقول صفيقات ذهبية معمولة بإتقان جعلني لا تعرف ، اسمع بوضوح عزيف الرياح وسكون المودة ووشوشة الزيبق في الخيال . وكانت تلبس فستان مشجرا بالسماوي الباهت ، وعندما فتحت " راحيل " الباب ووقفت أمامي وقفة مابعدها عيد ، كانت هنالك 42 قطرة عرق تقريبا تجلس على عرش جبينها الوضيْ ، وأربع قطيرات اصغر على أرنبة انفها . والذي أعجبني حقا في قطيرات العرق تلك ، هو أنها كانت تتلألأ عاكسة رونق النهار غير آبهة بزمجرة جاهزة التكييف التي تتوعدها بين الفينة والأخرى بالتبخير . وكانت تنتعل حذاء بدا لي مثل أحذية قدماء الإغريق ، بسيور جلدية رقيقة من جلد الأصلة ، لا تعرف تتشابك حتى أعلى عظم شيطانها .. وكان على ظهر قدميها اللينتين غبار شفاف..، والذي أعجبني في هذه ألنقطه أنني عندما أطرقت لم تستح هي من الغبار ولم تمسحه ، بالعكس .. ، قد بدا لي أنها كانت تزهو به وتتمنى أن يكون أكثر في المرة القادمة ، الأمر الذي قادني إلى أدراك أسلوبها في الحياة ..، توهجت قبل دخولها بقليل ، أول ما توجهت رائحة هي في ما وراء حواسي مزيج للربيع والصيف سبقتها الرائحة كأنها دليل .. نار سعيدة تتدخل الأستديو تاركة الأخشاب الطاعمة ، والأوراق ، والمحاليل الكيميائية ، والأجهزة ، تترك كل ذلك لتشب في كياني . أقول حينما بهرني وجه " راحيل " ،لوهلة أفاق الزمان بعد جدب .، واختلطت النار ، والريح ، والتراب ،والماء في مزاج ضاري ،ولا تعرف ..، المريض رجع إلى صحته .. والسكران من سكره صحا .، والمجنون من جنونه ثاب إليه عقله ، والنائم من نومه استيقظ ..، والغافل من غفلته انتبه ألاهي ، لم أكن ادري أنني أي شئ ، كنت في شك بمحل كما لو كنت أتأمل في جنينة يوسفي من خلال باب ارتطم فجأة وانسد في وجهي لالتفت سريعا فأجد الصوت المرتد لنفس الارتطام فتح باب من ورائي على جنينة يوسفي وعندما ابتسمت يا قمم الجبال الشاهقة حيث يمكن للمرء أن يزاحم الغيوم وهي تقول بصوت فحيح استعمر الجو كا الهاجس : " محلك سرك " فأجبت بأدب جم : " أنت برضو محلك سر " ضحكت وهي تقوس حاجبيها الذين يشمخان كأنهما حاجبان على باب خليفة من الخلفاء ، او ملك من الملوك ، لكنني كشرت وجهي فاتخذت وضعا صارما .. شيء غريب .. انني كنت اعاملها في تلك المره بقساوة ظاهرية وحزم مع ان قلبي كان بحيرة من الصمغ .
(رحم الله بهنس ) ..
التحية ليك يادكتورة ، والتحية لكل الاخوة الزملاء الافاضل ..
| |
 
|
|
|
|
|Articles
|News
|مقالات
|بيانات
|
|
|
|
Re: ذكرتونا الراحل بهنس، تعالوا ندعوا له (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
الشاعر و الناقد أستاذ أسامة الخواض
ممنونة و شاكرة لك لقصيدتك المعبرة عن الفاجعة. القصيدة الفيديو ضمت كوكتيل
من إبداعات الراحل عليه رحمة الله، عزفه، أغانيه، شعره و لوحاته .
أيضا وجدت في القصيدة إجابة حزينة عن سؤالي :
-- هل يستقيم أن يضع المرء التعفف في كفة و في الأخرى حياته كلها؟
أين حبه للحياة ؟
Quote: *من أنتَ،
يا سيِّدي؟
- طينةٌ عُجنتْ من أنين الذين قضت عبقرياتهم تحت جلد السياط،
*لماذا احتجبتَ سريعاً،
وروحكَ واعدةٌ بالأناقةِ؟
-لم يسألوا عن غيابي،
و لم يرسلوا-حين كان جنوني يعْبر "طلعت حربٍ"،
و لو قبلةً في الهواءْ
لم أجد أحداً كي يمايلني من وراء الغيابِ،
و لم يكتبوا كلْمةً عن شرودي
لم أجدْ في بلادي كسْرة خبْزٍ،
و ماءً،
و مأوى،
و كلمة حبٍ،
فقلتُ،
مع القائلين "اهبطوا مصر"،
في رحلة المتنبي الأخيرةِ،
عفْت البلاد التي اغتصبتْ عاشقيها،
البلاد التي عشقتْ غاصبيها من البدْوِ،
و الفقهاء،
و "أسيادها" الطائفيّينَ، |
| |
 
|
|
|
|
|Articles
|News
|مقالات
|بيانات
|
|
|
|
Re: ذكرتونا الراحل بهنس، تعالوا ندعوا له (Re: Yasir Elsharif)
|
لن يرتق الانسان ويصبح انساناً حتى لا تكرر مثل هذه القصص في الدنيا كلها وقيمة الانسان لا ترتبط بعطائه ولكن بانسانيته وعطاء الانسان يعلي قدره في الحياة واذا كان هذا حال انسان متفرد في العطاء فما بالكم بعامتنا لا نملك لبهنس إلا صالح الدعاء وثقتي فالله أن عبده لا يظلم مرتان في الدنيا والاخرة فبهنس ظلم في الدنيا لهذا نستجير له برب كريم رحيم ومجيب المضطر إلى دعاه وكاشف السوء نسأله ان يعتق رقبة بهنس من النار وان ينزله الجنة مع المقربين وصالح المؤمننين اللهم اكرم نزله وعوض ظلمه بجنة عرضها السموات والارض اللهم اغفر لموتانا وموتى المسلمين ولوالدي وزوجتي واحبتي والحمدلله رب العالمين
| |
  
|
|
|
|
|Articles
|News
|مقالات
|بيانات
|
|
|
|
Re: ذكرتونا الراحل بهنس، تعالوا ندعوا له (Re: نعمات عماد)
|
الأديب البارع الطاهرالطاهر
شكراً لإقتباسك جزءاً من رواية " راحيل " للراحل بهنس.
عباراته أشبه بالرسم بألوان زيتية، يصف وجه راحيل كمن يضرب برشاقة
على الكانفاه، يضيف نقاط ضوء على البورتريه و كل طبقة لون يضيفها، تظهر
جمال روحه و جمال وجهها. و لا عجب فهو تشكيلي فذ.
يا لها من خسارة و ياله من تفريط في موهبة لن تتكرر.
أسعدتني مداخلتك المنعشة. خالص التقدير و الإحترام.
| |
 
|
|
|
|
|Articles
|News
|مقالات
|بيانات
|
|
|
|
|