مآلات ضرائب السعودية على بعض الأوضاع في السودان

Quote: عباس الدسيس ما يسمعك تعرف معظم من اعرفهم قالوا بجازفو الوضع الهناك ما ظنيت برجعو والهنا ما بسوقو تعال عريس السعودية متكونة مضمنة في عقد الزواج علي ان يسوق معه زوجته للسعودية

Quote: يوم زلزلت الارض تحت اقدام اسر المغتربين: سوف ترحل نعم ايها المغترب الملفلس الحزين ، سوف ترحل شئت ام ابيت لقد اصبح القرار واقعاً مطبقاً ساري المفعول، جاء اليوم الذي كنت عنه تحيد 1/7/2017 تاريخ سوف يحفر في ذاكرة اسر المغتربين .. سترحل ومعك اطفالك وام عيالك لمواجهة المجهول ، ستتوجه الى المطار وليس معك من حطام الدنيا الا القليل ، تتبادل النظرات البائسة انت وزوجتك .. ويمر شريط الذكريات عندما استقدمتها الى السعودية وهي عروس . اما العيال فهم فرحون بهذه التغيير وليس لهم أي هم ، يرتدون افخم الملابس من شارع غبيراء او البطحاء او باب شريف ، تنتهي الاجراءات بسرعة ويتم قص اقامتك الى نصفين وترمى في سلة المهملات ، وتدخل الى صالة المغادرة ، ويسألك ابنك الصغير بفرح .. يا ابوي حانشوف البشير ، وتصرخ بوجهه لا لا .. يصمت لحظات ثم يعاود السؤال .. طيب حانشوف ندى القلعة .. تقول له اكيد حاتشوفها كل يوم .. البلد فيها شنو غير الحفلات. تأتي ابنتك الصغيرة وعيونها تدمع وتقول لك بأسى .. يا ابوي .. تاني ما حا اشوف صاحباتي في المدرسة؟؟ .. عبير الزهراني .. افنان القحطاني .. عايشة مدخلي .. ولا حتى معلمة الفنية نوال .. تمسح على رأسها بحزن وتقول لها سوف يتكون لديك صديقات جدد في السودان .. يتم الدخول للطائرة ويعلن عن الاقلاع .. وتنظر النظرة الاخيرة الى مطار الرياض .. ثم تردد دعاء السفر ويتقمصك الحزن وانشغال البال. بعد ساعة ونصف تهبط الطائرة في مطار الخرطوم وعند خروجك من المطار يلفح وجهك الحزين هواء حار ثقيل محمل بالرطوبة والغبار... يستقبلك الاهل والاصدقاء بالاحضان ... ويذهبو بك الى منزلكم في اللاماب .. اثناء الطريق تتأمل في العمارات الشاهقة والفلل الفخمة والسيارات الفارهة ... وتسأل نفسك من اين هذا في بلد فقير. فجأة يصرخ ابنك الصغير ابوي شوف دي .. (برادو) زي عربيتنا في السعودية متين يا بوي حاتشحنها للسودان ... وهو لايعلم ان البرادو تم ارجاعها لشركة تايوتا لانها كانت ايجار منتهي بالتمليك. تصل الى بيت والدك وتنزل عفشك ويبدأ الكلام والونسة وشرب الشاي والعصير ... تقوم لتذهب للحمام .. فتجده ضيق مهتريء .. وبه حنفية نحاسية تحتها ابريق .. ومجموعة من الصراصير تحوم حولك للاستمتاع بما سوف تجود به لها .... ورائحة النشادر الصارمة تزكم انفك. تقوم لاستبدال ملابسك وتكتشف انه ليس لديك دولاب ولا غرفة نوم ... يأتي الصباح ومعه الجيران للسلام عليك .. ويهمس اخوك الصغير في اذنك ويأخذك بعيدا عن الجمع .. ليقول لك انهم بحاجة للمال عشان خروف الكرامة وبعض الاحتياجات الاخرى .. وتبدأ عملية الصرف الحلزونية .. تذهب لتفرش اسنانك لتجد كمية من فرش الاسنان مغروسة كا نبات الصبار في شقوق جدار الحمام. وتبدأ الاسئلة عن السعودية وكيف الوضع هناك .. فتحكي لهم عن امجادك وكيف انك كنت من كبار المهندسين في شركة العويضة للمقاولات .. وان لديك مكتب فخم .. مكيف الهواء فيه لا يتوقف طيلة الدوام .. هذا غير البنغالي الذي يحضر لك فنجان قهوتك المظبوطه. .. وايضاً تقول لهم انا اصلاً كنت راجع قبل مايعملوا القرارات الجديدة دي .. وان البلد بقت طاردة وماعندهم قروش ... لتبرر سبب رجوعك المأساوي.. وحفظاً لماء الوجه. بعد اسبوع تأتي زوجتك تهرول من حوش الحريم في هلع لتخبرك ان ابنك الصغير حرارته مرتفعة ويسهل بشدة ... تقوم مفزوع وتقول لها سوف انزل للصيدلية التي تحت العمارة لاحضر له فيفادول .. وغداً نوديهو مستشفى الحمادي ... ولكنك تكتشف انك لست في عمارتكم في غبيراء وانه لا يوجد صيدلية .. وصيدلية النهدي تبعد عنك الاف الاميال... وكذلك مستشفى الحمادي. تطرق باب الجيران لكي يأخذك جارك بعربيته الفارهة هايلكس موديل 88 للصيدلية .. التي كتب على لوحتها ادوية بشرية وبيطرية .. ويخبرك الصيدلاني ان ابنك مصاب با الملاريا .. بعد اسبوعين تلاحظ نظرة جديدة متسائله من اهلك والجيران .. حاتشتغل شنو .. وتشتغل وين .. وتقول لهم الله كريم .. تتسهل .. وتردد هذه العبارة بينك وبين نفسك طوال اليوم .. الله كريم لكن الوطن بخيل .. الله كريم لكن الوطن بخيل .. ترددها بكثرة .. حتى انك تظن نفسك بصدد تأليف اغنية راب ... اطفالك وامهم في سؤال دائم ملح .. متين حاندخل المدرسة ومدرستنا بعيدة ولا قريبه .. وعايزين نشتري هدوم المدرسة ... وهم لا يعلمون ان المدارس تحتاج الى توثيق شهادات ومراجعة عدة دوائر حكومية ... في تلك اللحظات تتمنى الموت ... وتفكر في الرجوع للسعودية ولكن السعودية اغلقت الابواب امام الاجانب ... تفكر في ليبيا .. ولكن ليبيا توجه مدافعها ورشاشاتها في وجه الغرباء .. اما كندا والنيرويج فهي ضرب من الخيال. تخرج من المنزل مهموم وتقودك قدماك الى شجرة وارفة الظلال.. تحتها ست شاي ومجموعة من العاطلين امثالك .. تأسس معهم صداقات وتجد نفسك تحكي لهم همومك بكل اريحية .. وتدمن على هذا المكان المريح للنفس . بعد شهرين او ثلاثة تظهر عليك اعراض الموت البطيء .. نحول شديد في الجسم .. ظهور عظمة الوجنتين بشكل ملفت ... الاصابة بالسكري والضغط ... ثم تموت. اما اطفالك سوف ينعمون بالحنان والاهتمام من الجميع لانهم ايتام .. ويتربوا ويكبرو .. ويصبحو مهندسين واطباء كما كنت تتمنى لهم ... اما زوجتك فقد انزاح هم ثقيل عنها وهي مسؤليتك وسؤ خلقك بعد ان اصبحت عاجز عاطل .. وربما تتزوج احد غيرك خبير في شئون السودان ويطلع القروش من الحجر. وفي الختام اقول وادعو لفخامة الرئيس ، ووزير الصحة ووزير التعليم .. اعانكم الله على الفلول الهائلة من مواطنيكم الذين كانو يدفعون الضرائب للسفارة ... الان سوف يحتاجون لخدمات وطنهم .. لقاء تلك الضرائب ... فهل انتم جاهزون. الكاتب : ابو الرقيع