ذكري استشهاد صلاح مدثر السنهوري (الساعة 5:30 صباح الجمعة 27 سبتمبر 2013 كنا إنتهينا من إعداد البوسترات لمظاهرة الجمعة، كل البوسترات الشلناها في المظاهرة كتبها صلاح و هو الأصر إني اطلع اجيهم عشان امليهو الشعارات الحتتكتب عليها. كنا بنضحك و نهظر رغم التعب و الإرهاق بتاع اليوم الكان حافل باحداث و تفاصيل مختلفة و إننا ما كنا نائمين و هو كمان جاء من الصيدلية مباشرة و قفلها بدري عشان يكتب البوسترات دي و بنسترجع في خطة بكرة و شكل التنسيق و إستعراض لكل الإحتمالات و من ضمنها إننا حنتعرض لضرب رصاص و إحتمالية إغتيالنا داخل المظاهرة او إعتقالنا و كيف نأمن نفسنا داخل المظاهرة و إنه لو إستشهدنا او متنا نموت و نحن عملنا العلينا و ما خضعنا و لا مذلولين اصلاً نحن خسرانين شنو؟؟ "لا حول و لا قوة إلا بالله" قالها لما كنا اليوم القبله في مستشفى حاج الصافي و لقينا الدم مالي المستشفى كلها من المداخل و صالة الحوادث، كان زعلان و محموق من إستشهاد هزاع و ابوبكر و إنه دي قمة الوضاعة و مافي بعد دا كلام تاني غير إنه يسقط النظام دا و يتحاكموا الكانوا خلف المجزرة دي. طلب نصوره ببوستر من البوسترات الكتبها و إختار تحديداً بوست وطني نحن سيوف امجادك و نحن مواكب تحمي ترابك و ضحكنا قلنا ليهو الصورة دي بتهويك و بتجيب بيها باقي الناس الكانوا معاك في مشاغلة لإتنين من الشباب متوترين و صوروهو الشباب و إتفارقنا على موعد المظاهرة بعد صلاة الجمعة و نقطة التلاقي في إمتداد ناصر. بدأت المظاهرة و بدأ التجمع و العودد في إزدياد بسرعة رهيبة نساء، اطفال، رجال مختلف الاعمار و السحنات " بعد دا انا حامشي اجيب البوسترات من العربية و نوزعها للناس" و وزعها و بدأ يصور و يرفع في فيسبوك و واتساب و ينسق حركة المظاهرة و في لحظة شوفتوا بعيد في طرف المظاهرة و خفت يتلقط فناديتوا و قلت ليهو ما تبعد و ما تطرف براك و عاين حوالينك لانه اكيد حتكون مرصود عشان بتصور و واصلنا. اخر حوار بيناتنا كان خايف علي إني امشي مع الزول المضروب دا مستشفى الشرطة " ما تمشي إنت لانه دخلة المستشفى من المعرض واقفين فيها بتاعين الامن و الشرطة و ما حيخلوك خلي اي زول تاني يمشي او انا بمشي" رفضت ليهو بحسم و إنه هو مفروض يرجع جوة الحلة مع الناس و ما يطلعوا الشوارع الرئيسية عشان ما يتلقطوا و مشينا انا و دكتورين اخرين مع المصاب للمستشفى و هو رجع مع الشباب جوة الحلة و كنت فاكر إنه بكدا بأمنه. " دايرين نقالة يا ناس معانا زول مضروب شديد" شاب بيصرخ في نص صالة الحوادث و نحن و الدكاترة كلنا مخلوعين في عدد الناس المضروبة الكنا كل دقيقتين بنطلع نشيل زول ندخلوا جوة الحوادث و ننقلهم بين غرفة العمليات و الغيار و الأشعة و نجري نجيب شاش و ادوية من الصيدلية، جرينا برة و لقينا شباب شايلينوا غلبني اشيل بقيت بس بقول يا الله يا الله و دخلناهو غرفة في الحوادث فيها اجهزة و ناديت واحد من الدكاترة الجابو الزول المضروب معاي " عليك الله خش معاهم دا صلاح " و ما قدرت اخش و ما عرفت اعمل شنو بقيت بس بقول يا الله يا رب يا الله يا رب و انا مرعوب و خائف يموت او يكون مات يا رب صلاح لا عليك الله لا ياخي عليك الله لا. " إسمه صلاح الدين مدثر الريح الشيخ عمره 27 سنة و ساكن المنشية الجديدة و هو طبيب صيدلي و انا ود عمه و موافق على اي حاجة تعملوها بس اسرعوا " جوانا الم اعتى من اي إرهاب او خوف من قتل او زنزانة.. بيناتنا دم ما بيمسحوا ورق حوار و لا جودية سياسة.. بيناتنا حق بناخده دنيا قبل اخرة.. بيناتنا حرقة قلب حاميانا نفرح و نعيش زي البشر.. البيناتنا اكبر من ذكرى و تأبين.. البيناتنا كان سلمتوا ما بتسلموا..و الله كان سلمتوا ما بتسلموا والله..
09-27-2016, 02:43 PM
المعز ادريس المعز ادريس
تاريخ التسجيل: 05-18-2009
مجموع المشاركات: 1569
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة