قبل فترة تلقيت دعوة من الإدارة العامة للمرور للمشاركة بإلقاء محاضرة على دفعة متخرجة حديثاً من رجال المرور عنوان المحاضرة كان عن (الطرق المثالية للتعامل مع الجمهور) . يومها طرقت على نقطتين جوهريتين الأولى تتعلق بلغة الجسد و التعامل مع المواطنين بلطف لتوصيل رسالة التوعية المرورية بصورة جيدة دون استفزاز للطرف الآخر . والأخرى تتعلق بالزمان والمكان لإقامة حملات التفتيش المرورية ؛ حيث تحدثنا عن تجنب الحملات وسط الزحام وساعات الذروة وعند ارتفاع درجة الحرارة، وقلنا إن فكرة أن (يلبد) رجال المرور في المنعطفات الحادة من شأنه أن يتسبب في وقوع حوادث نتيجة لأن المواطنين يتفاجأون كلياً" بوجودهم في تلك المنعطفات كما أن أسلوب الإيقاف بطريقة (الهجمة) أمر غير مقبول .
وناقشنا يومها و بشفافية عالية اتهامات المواطنين التي تطال بعض رجال المرور من خلال استغلال بعضهم لمخالفات السائقين و ممارسة بعض الضغوط مما يؤدي إلى حدوث تفلتات هنا وهناك ، وأمنا على دور المرور في الحفاظ على أرواح المواطنين ؛ ولكن طالبنا بتغليب انسيابية الحركة على تحصيل المخالفات .
الشاهد أنني غادرت القاعة يومئذ" وأنا أعتقد أن تلك المحاضرة ومعها النقاش المستفيض من قبل نخبة من الأساتذة كفيلة بتنزيل تلك التوصيات إلى أرض الواقع . ولكن ومع الأسف الشديد خلال الخمسة أيام الماضية كثرت الحملات المرورية بصورة مزعجة جداً وفي أوقات الذروة وعند المنعطفات ..... هالني ما يحدث وأحسست أنهم يضربون بتلك الورشة وتوصياتها عرض الحائط .
بالله عليكم هل سمعتم بحملة مرورية تحت نفق ......اااي والله .... هذا بالظبط حال رجال المرور يوم أمس .
استوقفوني للمرة الخامسة خلال يوم واحد وأين .....تحت النفق أسفل كوبري القسم الجنوبي الذي يتقاطع مع شارع الحرية .....هل في تاريخ المخالفات وحتى المطاردات البوليسية نقاط تفتيش تحت كوبري.....!!رجل المرور سألني عن تظليل السيارة وعن التصديق وحين أبرزته له بدأ سيناريو تظليلك ثقيل وما ثقيل ......المؤسف في الأمر أن تلك الحجة كلها كانت أسفل الكوبري وفي طريق حركة السيارات . إن قيام رجال المرور بمهامهم أمر مطلوب ومن المفترض أن نساعدهم على أدائه، ولكن أسلوب الحملات المكثفة وبتلك العشوائية والوقوف في أي مكان وكيفما اتفق لا يؤدي بأي حال رسالة إيجابية ولا يسهم في معالجة المخالفات ......بل يتسبب في حدوث اختناقات مرورية. خارج السور :
بشرى للمواطنين ......تم سحب بص مواصلات الولاية الذي كتبنا عنه يوم أمس و الذي ظل معطلاً لأكثر من عشرة أيام وهو يسد الطريق العام ، الاستجابة مهمة ولكن الأهم عدم تكرار ما حدث.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير عثمان حمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست