1- نميري والبشير ؟ في العهد المايوي المُباد ، كان الجبت نميري لا يسمح لاي وزير من وزرائه بالإستقالة ، بل كان يحتفظ لنفسه بحق إقالة أو طرد اي وزير من وزرائه ، بل ( تشليت ) بعضهم ، اي ضربهم بالشلوت .
ولم يختلف الامر في العهد الإنقاذي ( المُباد قريباً بأذنه تعالى ) . فقط صار أمر الإقالة أو الطرد ياتي في الغالب الاعم من رئيس الكهنة ، الفريق طه عثمان ، في معابد الفرعون الإله الرئيس البشير .
صار الوزراء وكبار المسؤولين بيادق شطرنج يحركها الفريق طه عثمان ، كيفما شاء ، ومتي ما شاء ، دون حسيب أو رقيب . نعم ... صار هؤلاء وهؤلاء من المستضعفين ، الذين لا يستطيعون حيلة مع الفريق طه عثمان ، ولا يهتدون سبيلاً . نختزل ادناه ، مثالاً وليس حصراً ، بعض البعض من الإقالات التي تمت لبعض كبار المسؤولين ، بأوامر جمهورية ، وبإيعاز من الفريق طه عثمان ، ولأمر شخصي في نفسه ، وشخصي حصرياً ، ولا علاقة له بالمصلحة الوطنية . اولاً : في يوم الاربعاء 28 ديسمبر 2016 ، وبإيعاز من الفريق طه عثمان ، اصدر الرئيس البشير قراراً جمهورياً بإعفاء السيد عبدالرحمن حسن عبدالرحمن من منصبه كمحافظ لبنك السودان المركزي . وكان السبب ان المحافظ عبدالرحمن لم يلب اكثر من طلب تقدم به له الفريق طه . وفي نفس يوم الاربعاء ، وبإيعاز من الفريق طه عثمان ، اصدر الرئيس البشير قراراً جمهورياً بتعيين صديق الفريق طه الروح بالر وح ، وعديله الدكتور حازم عبدالقادر محافظاً لبنك السودان ، ليمرر كل وجميع طلبات الفريق طه دون سؤال .ثانياً : في يوم الخميس 18 اغسطس 2016 ، وبإيعاز من الفريق طه عثمان ، اصدر الرئيس البشير قراراً جمهورياً بإعفاء المهندس أبي عزالدين من منصبه كسكرتير صحفي لرئيس الجمهورية ، لأنه ورط الفريق طه عثمان في الفضيحة المعروفة بفانيلة ميسي رقم 10 ، ولم يمض على تعيين المهندس ابي في منصبه 8 أشهر ؛ خلفا للسيد محمد حاتم سليمان .
كما تمت إطاحات دراماتيكية بالاستاذ عماد سيد احمد ، والاستاذ محجوب فضل بدري من موقعيهما كسكرتيرين صحفيين لرئيس الجمهورية بقرارات جمهمورية . ثالثاً : في يوم الاحد 7 اغسطس 2016 ، وبإيعاز من الفريق طه عثمان ، تمت إقالة الاستاذ عبدالماجد هارون من منصبه كوكيل لوزارة الإعلام ، ولاحقاً تمت إقالة المستشار القانوني لوزارة الإعلام معاوية الماحي من منصبه ، بعد رفضه تقديم إستقالته . السبب في الإقالتين إن الاستاذ معاوية الماحي قام بتحريك بلاغ جنائي بالفساد ضد مدير التلفزيون السابق الاستاذ محمد حاتم سليمان؛ بإيعاز من وكيل وزارة الاعلام المُقال عبد الماجد هارون. ونسي الرجلان المقالان إن الاستاذ محمد حاتم سليمان عضو فاعل في نادي الفريق طه عثمان ، ويقنطر له كور الفساد المالي ؟ وتترى المُثلات في الدولة الامنجية ، التي صار الفريق طه عثمان ، الحاكم بأمره فيها . أصبح العبث هو سيد الموقف ، و المصيبة ليس انعدام الفعل ، بل ينشط الفعل باتجاه معاكس في خدمة شخص الفريق طه عثمان . في يوم قال احدهم أن ليس لنا الا اظافرنا التي ستطول يوماً ما لتنهش الاحتلال الداخلي و المغتصب الانقاذي ، وزبانيته من امثال الفريق طه . 2- طه عثمان ووزير الداخلية المقال عصمت عبدالرحمن . في يوم الاثنين 2 يناير 2017 ، وفي مداخلة له في المجلس الوطني ، انتقد الفريق اول عصمت عبدالرحمن ، وزير الداخلية ، سيطرة ثلاث الف من مليشيات حميدتي ( قوات الدعم السريع ) ، وبينهم مرتزقة من دول افريقية مجاورة ، على مناجم الذهب في جبل عامر بولاية شمال دارفور ( 400 منجم ذهب ) . وأقر بعدم قدرة قوات الشرطة النظامية على كبح جماح مليشيات حميدتي ، لأن هذه المليشيات لها قدرات تسليحية ثقيلة تفوق وبكثير ما عند الشرطة من اسلحة خفيفة . وقال للمجلس الوطني نصاً :
( لا استطيع مقابلة هذا الكم الهائل من العدة والعتاد ). وطالب الوزير عصمت المجلس الوطني بالعمل على تدخل القوات المسلحة ، للسيطرة على الموقف ، ولبسط هيبة الدولة في منطقة جبل عامر . يعرف الفريق عصمت ما يقول فقد كان رئيسا لهيئة اركان القوات المسلحة حتى يونيو 2013 ، قبل تعيينه وزيراً للداخلية فى يونيو 2014 .
بعد اقل من اسبوعين على مداخلة الوزير عصمت ، وربما كرد على مداخلته ، وفي يوم الاحد 15 يناير 2017 ، أجاز المجلس الوطني مشروع قانون ميليشيات الدعم السريع ، الذي يسمح للرئيس البشير بدمج هذه المليشيات في القوات المسلحة النظامية متى شاء . كما يمنح القانون الرئيس البشير صلاحية تعيين قائد هذه المليشيات ، اللواء حميدتي ، الذي يكون مسؤولاً لديه مباشرة ، وكانه رئيس لجيش ثان ، ومنفصل عن الجيش الاول سيد الاسم ، في الدولة . صارت مليشيات حميدتي ، بعد التعديل الدستوري الذي اجازه المجلس الوطني ، قوات نظامية تماماً كقوات شرطة وزير الداخلية عصمت ، وكالقوات المسلحة التي كان الفريق عصمت رئيساً لهيئة اركانها .
والاهم فيما نحن بصدده من حديث ، صارت مليشيات حميدتي تتبع مباشرة للرئيس البشير ، اي للفريق طه عثمان ، مدير مكاتب الرئيس البشير ، ورئيس الكهنة في معابد الفرعون البشير . وللفريق طه عثمان مآرب ( شخصية ) كثيرة لدي مليشيات حميدتي كما سوف نوضح لاحقاً ، مما يجعل اتهامات الوزير عصمت لهذه المليشيات في المجلس الوطني ، إتهامات ضد شخص الفريق طه ، وتهديداً لمصالحة المالية والامنية . تقدم المواطنون في منطقة جبل عامر بشكاوى لسلطات الدولة ضد مليشيات حميدتي - طه عثمان ، ولكنهم صاروا كالجريح يشكو جرحه للغربان والرخم ، التي تحلق فوقه ، في إنتظار اللحظة المناسبة للإنقضاض عليه . إتصل الوزير عصمت بالفريق طه لكي يحد من غلواء مليشياته في جبل عامر ، وإنتهاكها لابسط حقوق الانسان ، وقتلها للمواطنين ، وسبيها للنساء والفتيات ، ونزعها لارضي المواطنين بدون وجه حق ، وغير هذه وتلك من مخالفات جنائية . ولكن كما قال عمرو بن معد يكرب لقد اسمعت لو ناديت حياً ، ولكن لا حياة لمن تنادي . بعدها توالت المناكفات والمشاكسات بين الوزير عصمت والفريق طه عثمان . وقف الوالي عبدالرحيم محمد حسين في خندق الفريق طه ، ولوم الوزير عصمت على إفتراءاته ضد مليشيات حميدتي - الفريق طه ، التي تحافظ على أمن وسلامة شخص الرئيس البشير . بلغ السيل الزبى ، فإضطر الفريق طه لان يطلب من الرئيس البشير إقالة الوزير عصمت لانه غير متعاون . وافق الرئيس البشير على طلب الفريق طه المُعزز من الوالي عبدالرحيم . وكان ان طلب الفريق طه من الوزير عصمت تقديم إستقالته ، فإمتثل الوزير عصمت ، بعد ان ضاقت عليه الارض بما رحبت ، وضاقت عليه نفسه ، وظن أن لا ملجأ من الله إلا إليه .
الامر الثاني الواجب التصحيح ، وبخلاف ما ذكرته الوسائط الإعلامية ، لم يغادر الوزير عصمت السودان بعد تقديم إستقالته ، بل لا يزال بداخل السودان .
3- الفريق طه ومليشيات حميدتي ؟
في يوم الاثنين 4 ابريل 2016 ، نشرت صحيفة فورين بوليسى الأمريكية ملخصاً لتقرير خبراء لمجلس الأمن الدولى عن علاقة تجارة الذهب في جبل عامر بانتهاكات حقوق الانسان فى دارفور.
تجد كامل التقرير على الرابط ادناه :
نذكر ادناه مقتطفات من التقرير :
اولاً :
تدر تجارة الذهب في جبل عامر أكثر من 123 مليون دولار سنوياً ، لمليشيات حميدتي - الفريق طه + 54 مليون دولار لمليشيات الجنجويدي موسى هلال .
ثانياً :
فى عام 2014 شكل الذهب من 400 منجم ذهب في جبل عامر في شمال دارفور اكثر من 30 % من جملة الصادرات السودانية .
ثالثاً :
فى الفترة ما بين 2010 الى 2014 تم تهريب ذهب بـما قيمته اكثر من 4 مليار و500 مليون دولار الى ابوظبي .
كون الفريق طه عثمان بمشاركة اللواء حميدتي شركة الجنيد التي تقوم بتصدير ذهب جبل عامر ، بأسعار متدنية ، لشركة اماراتية في ابوظبي مملوكة للشيخ منصور بن زايد ، صديق الفريق طه عثمان وحاميه .
رابعاً :
في ديسمبر 2015 ، وبإيعاز من حكومة السودان ( الفريق طه عثمان ) ، رفضت روسيا ، التى تملك حق الفيتو بمجلس الأمن ، نشر تقرير خبراء مجلس الامن ، إلا اذا حذفت أو عدلت الفقرات ذات الصلة بتجارة الذهب في جبل عامر .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير عثمان حمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست