السيالة وابن إدريس .. ورحلة العلم القديمة بروفسير.هشام محمد عباس عندما تذهب إلى الركن الشمال الغربي لمدينة عطبرة فأنك تجد نفسك في قرية وادعة جميلة تختفي من بعيد وسط نخيل شامخ وترتمي على جانب النيل وتلحظ فيها حركة دائبة تقوم على النشاط الزراعي .. إنها ( السيالة) التي أصبحت الآن أحد أحياء عطبرة بعد أن كانت النواة الأولى بجانب ( الداخلة) لنشأة مدينة عطبرة.. وتعتبر ( السيالة) أحد مراكز العلم في شمال السودان حيث عرفت الخلاوى منذ السلطنة الزرقاء وفي بداية التركية بدأ الدور الكبير يبرز لمنطقة (السيالة) من خلال الخلوة الكبيرة التي خرج منها الخليفة ( أحمد بن إدريس) أحد أعلام السيالة والسودان وأحد أهم الشخصيات السودانية التي أثرت المكتبات السودانية والعالمية بالمؤلفات النادرة وكان أبن إدريس عالماً وكاتباً وشاعراً وسياسياً ومفكراً إسلاميا. لقد كتب الخليفة ابن إدريس كتابات عديدة وألف في علوم التفسير والحديث والنحو والصرف ومن أشهر كتبة (الإبانة النبوية) وقد قام بتأليف هذا الكتاب في العام 1980م وهو يعكس معلومات عن طائفة الختمية ومساهمتها في خدمة الوعي القومي وفي تقديري أن هذا الكتاب قدّم معلومات مهمة عن تاريخ السودان الحديث ومن مؤلفاته أيضا(الدعاوي المنظمة لروح النبي) ومقدمة (تاج التفاسير) الذي طبع في القاهرة. ويرتبط ابن إدريس بعلاقة وثيقة مع آل الميرغني حيث توجت هذه العلاقة أن السيد الحسن الميرغني تزوج شقيقة أحمد ابن إدريس وبالتالي صاهرت أسرة الميرغني أهل السيالة. عند اتصالي بأسرة الخليفة(احمد بن إدريس) علمت أن الأسرة الموجودة الآن بالسيالة لم تحتفظ بالكثير من الكتب والمؤلفات وذلك أن ابن إدريس هاجر إلي سواكن عند قيام المهدية لأنه لم يكن من المؤيدين لها وأثناء هذه الهجرة إلي سواكن فقدت الأسرة المكتبة التي كانت عبارة عن (سحارة) مملوءة بالكتب والمؤلفات وكلها مخطوطات يدوية إضافة إلي المكاتبات بينه وبين الشيخ(عليش) شيخ الأزهر في ذلكم الوقت..إلا أن ماتبقي من مخطوطات قدمه الشيخ/ أحمد محمد عثمان الخليفة إلي دار الوثائق السودانية في العام 1968م باسم خلوة السيالة وقد تحصلت دار الوثائق القومية علي مؤلفات عديدة( لابن إدريس) من جهات غير الأسرة وبذلك أصبح للخليفة أحمد ابن إدريس قسم خاص بدار الوثائق السودانية. لم استطع تحديد ميلاد ابن إدريس ولكم من الراجح أنه عاصر جانباً كبيراً من الحكم التركي وعهد المهدية وجانباً محدوداً في الحكم الثنائي، كما لم استطع معرفة تاريخ وفاته إلا أن الراجح أنه توفي مابين 1910 – 1915م أقدم هذه المعلومات وآمل أن تكتمل بالتوثيق لهذا العالم الكبير الذي أثري الساحة الإسلامية والسودانية بالمؤلفات والإسهامات الفكرية والأدبية والشعرية وكان من أعلام عصره وعبره عرفت( السيالة) مركزاً للعلوم والفنون ومازالت هذه المسيرة مستمرة فأبناء السيالة تجد العلم عنوانهم والتواضع شيماهم والأدب والذوق من طبائعهم .
واكيد ود المدير، وهو احد اولاد السيالة، يجسد هذا التواضع وهذا الادب وهذا الذوق وهذا العلم... ومتابعة لصيقة لنعرف اكثر عن تاريخ احياء عطبرة ورموزها ...
وفي يدينا كتاب عن عطبرة بدانا في ترجمته في بوست ود الشغيل وفيه الكثير والمثير عن التاريخ السياسي والاجتماعي لزهرة المدائن وام المدائن عطبرة ..لكنه الكسل وكسل الصديقات اللاتي وعدن بالمساعدة في الترجمة .... ودمت بالف خير وصحة وعافية
01-27-2017, 11:13 AM
د. هشام عباس د. هشام عباس
تاريخ التسجيل: 01-01-2017
مجموع المشاركات: 97
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
د. هشام عباس
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست