دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: اسقاط نظريات فرويد على الشأن السياسي السو (Re: sadig mirghani)
|
الفقره الثانيه )
- أسباب إضطراب الشخصيه النرجسيه .
- حب الذات المرضى فى التحليل النفسى .
- صفات الشخص النرجسى و كيف يتم تشخيص حالة الحب المرضى .
- كبف يتم العلاج النفسى لحب الذات المرضى والوقايه منه .
* ما هى اسباب اضطراب الشخصية النرجسية ؟ .
تختلف الاسباب في ظهور هذه الشخصية ونموها وتطورها منها النفسية والاجتماعية والتكوينية . يمكن تلخيص الاسباب كما يأتي :
1 ـ الأسباب العضوية : تشير بعض الابحاث الى ان السبب هو ما يحدث من اختلال في النواقل العصبية بين خلايا المخ التي تنقل الاشارات من البيئة الخارجية بواسطة الحواس الى مراكز الانفعالات الكائنة في المخ والرد عليها بما بناسبها ان كانت تلك النواقل سليمة اما ان حدث اختلال فيها فان الرد هو الاخر يكون مختلا وهذا ما يحدث للنرجسي .
2 ـ الأسباب التربوية : وهى الناتجة من طبيعة التنشئة الاجتماعية التي يتعرض لها الفرد في مراحل النمو المختلفة وخاصة مرحلة الطفولة فالتعزيز للتمركز على الذات الذي يمارسه الطفل يساعد في ان يستمر معه للمراحل الاخرى ويلعب دورا مهما في ذلك ، على سبيل المثال يحاول الطفل بعض الاحيان الاستحواذ على كل ما يحيط به ويترك الوالدين المجال له في ذلك فانه بالتالي يتعود على ذلك ويسير على هذا المنوال في المراحل الاخرى عندها يصبح اناني في سلوكه ، واذا حصل على الاطراء والمديح المتطرف من الوالدين والذي ياتي في غير مكانه المناسب في كل ما يعمل فانه ايضا يتعود عليه ويترعرع لديه ويرغب المزيد والمزيد والامثلة كثيرة على ذلك .
3- الأسباب النفسية : يعاني الشخص النرجسي صراعا نفسيا بين الغضب و السلوك العدواني والانتقام ويعتبر المحللون النفسانيون هذه الحالة على انها وسيلة دفاعية غير مدركة .وان هذا الصراع نتج من جراء تعرض الطفل الى نوع من السيطرة والقسوة اثناء مرحلة من مراحل الطفولة التي مر بها بحيث زرعت في نفسه الضعف والاحباط والشعور بالتخاذل والضعة الداخلية التي يعبر عنها بالتعالي والشعور بالعظمة كردة فعل لما اصابه من الاخرين . كما ان هناك دراسات اشارت الى ان انتقادات الوالدين والمعلمين التي يتعرض لها الاطفال التي تنبع من غرضهم ورغبتهم في رفع مستوى ابنائهم او طلبتهم بالقوة او تحقيق رغباتهم احيانا في اطفالهم ودفعهم الى الاعمال والافعال التي تاتي فوق قدراتهم وطاقاتهم وبالتالي تكون النتائج عكسية بحيث يصاب هؤلاء بالعجز والاحباط وفقدان الثقة بالنفس .
* واقع النرجسية في التحليل النفسي :
كان فرويد أول من استخدم مصطلح النرجسية من الناحية النفسية .. وقد استعمله بمعنى محدد وهو أن لدينا جميعاً رغبات نرجسية أو حب الذات ، وهي طبيعية ومن الضروري إشباعها ، وأنها تشكل مرحلة من النمو تتطور فيما بعد إلى حب الآخر . وفي حال عدم إشباع هذه الرغبات يحدث الإنكفاء على الذات والتثبت عند مرحلة حب الذات الأولى .
وقد طرح كاوت و كيرنبيرغ Kohut , Kernberger تفاصيل عن مفهوم النرجسية المرضية من وجهة نظر تحليلية وأنها نتيجة لعلاقة باردة غير متعاطفة وغير ثابتة مع الأبوين في مرحلة الطفولة الأولى ، وأنها تعويض مرضي على تلك المرحلة . وبين كيرنبيرغر أن اضطراب النرجسية الشديد أو الخبيث لايمكن علاجه بينما يمكن علاج الحالات المتوسطة أو الخفيفة .
كثيرا ما نشجع وندعو لاحترام وتقدير الذات ولكن بشكل معقول ومنطقي بعيدا عن التطرف وكلما استطاع الفرد ان يقدر ويحترم ذاته بشكل منطقي كلما كانت شخصيته قوية ومتزنة ومقبولة من الاخرين ، اما اذا تطرف بتقدير واحترام ذاته ونظر الى الاخرين نظرة دونية او استغلالية او اصبح متعالي على الناس فانه قد تحول الى نرجسي ومضطرب الشخصية وغير واقعي ومرفوض من الاخرين .
ويناقش إريك فروم erich fromm النرجسية في كتابه "عظمة وقيود فكر فرويد" (1980) greatness and limitations of freud thought حيث يقدم عدداً من النقاط المهمة. ويقترح أن النرجسية لها قيمة خالدة، فسنشعر بأهميتها لدرجة تجعلنا نعتني بأنفسنا ونحقق الأشياء وغيرها. ويقترح أيضاً أن آراء فرويد عن النرجسية قد تشوهت بآرائه عن المرأة وطبيعة الحب، ووفقاً لفروم fromm فإن فرويد لم يستطيع رؤية أن النرجسية مضادة للحب وذلك لأنه كانت لديه أفكاره الخاطئة عن الأسلوب الذي يحب به كل من الرجل والمرأة بعضهم البعض ولقد نبع هذا جزئياً من النظام الطبقي والأسلوب الذي تعلمت به نساء الطبقات الوسطى كيف يتصرفن.
ويعد معظم النرجسيين من الأفراد الجذابين- ويقترح فروم (1980) froom أن معظم الفنانين والكتاب المبدعين والراقصات والسياسيين من ذوي الشخصيات النرجسية إلا أن هذه النرجسية لا تتداخل في فنهم بل تساعدهم فيه. ووفقاً له فإن هؤلاء النرجسيين يجسدون صورة لما يجب أن يكون عليه الإنسان العادي وهو ما ينطبق على الإنسان العادي (والذي لا يقيم القلق الذي يعاني منه المريض بالنرجسية).
كما قام فروم fromm أيضاً بالتفريق بين النرجسية والأنانية. فالأخير يشير إلى نوع من الأثرة والطمع وهو ما يختلف عن الرؤية المشوهة للواقع الموجودة في النرجسيين والذين قد لا يكونون أنانيين ولكنهم مصابين بحب الذات. وقد يكون الشخص المحب لذاته أنانياً ولكنه قد يكون واقعياً في الوقت ذاته، يوجه بعض النرجسيين طاقاتهم نحو إخفاء حبهم لأنفسهم حيث يرتدون قناع الخضوع ويشتركون في سلوكيات غير أنانية مثل القيام بأعمال إنسانية عديدة كوسيلة لإخفاء نرجسيتهم.
وبشكل عام فإن كل هذا يجعل من الصعوبة اكتشاف النرجسية والتعامل معها ولا يميل النرجسيون إلى أن يرتبطوا بالمعالجين ويرفضون العلاج وهناك ميل في الفكر الاجتماعي لربط المصطلحات سوياً وتفسير الأنانية والاهتمام المتزايد بالنفس وفرط الفردية كنرجسية. وبالطبع فإن الأنانية والنرجسية عادة ما يكونان مرتبطين ببعضهما البعض.
ويطرح فروم عام (1980) مناقشة مهمة لما يدعو له بالنرجسية الجماعية ونوع الشيء الموجود داخل الناس والذين يؤكدون كما يفعل معظم الأمريكيين (أو اعتادوا عليها على الأقل) مع إحساس بالتقوى والأفضلية "نحن رقم واحد بالنسبة لشعوب العالم" وسنرى هذا الأمر أيضاً لدى مشجعي الفرق الرياضية. ووفقاً لفروم فإن النرجسية الجماعية ترتبط بالأنظمة الاقتصادية التي تقوم على الأنانية وتحاول تحقيق الحد الأقصى من الأرباح على حساب الآخرين. وهو ما يعني أن النرجسية الجماعية ترتبط بالإنحياز الذي يجده الفرد في المجتمعات الصناعية الحديثة.
إن الشخص العادي يعيش في ظروف اجتماعية تقيد من تنمية نرجسية مكثفة فما الذي يغذي نرجسية الفقراء الذين لهم مظهر اجتماعي أقل والذين يميل أطفالهم إلى أن ينظروا إليهم باحتقار؟ فهو لا شيء ولكن إذا ما كان يمكن أن يتعرف على دولته حينها يكون هو كل شيء.
ويهتم المعالجون النفسيون بالنرجسية وعادة ما يرونها في الأعداد المتزايدة من المرضى، ومن الصعب أن نقول إذا ما كان يوجد الآن نرجسية مقارنة بالعصور السابقة أو إذا ما كان المعالجون أكثر براعة في التعرف عليها. ومهما كانت الحالة فإن النرجسية بأشكالها العديدة الخفية – تظل مشكلة – لها أهميتها الكبيرة لكل من الأفراد والثقافات الأمريكية والتكنولوجية الحديثة الأخرى.
وسواء ما إذا كانت أنانية أو نرجسية ( أو مجموعة من كليهما ) وهو ما يعتبر أمرا خاطئاً حيث إن التركيز المتزايد في الثقافة الأمريكية وفي هيئاتنا السياسية قد كان على الفرد وحقوقه والشركات الخاصة والطموحات الشخصية لاستثناء النطاق العام وإحساساً بمسئوليتنا الجماعية والتزامنا الجماعي. وكنتيجة لذلك يرى العديد من النقاد عدم وجود أي توازن وأن علينا أن نجد أساليب جديدة للتخلص من دوافعنا النرجسية وميولنا النرجسية وتوجيه اهتماماتنا إلى الخارج.
· ما هى صفات الشخص النرجسي ؟ .
يجسم النرجسي العالم حول ذاته ويصهر العلاقات الاجتماعية والتفاعل الاجتماعي في ذاته ولا يهمه الاخرين او العالم الذي يحيط به ، وانما ينصب تركيزه على عالمه الذاتي وانانيته واهتمامه بنفسه فقط لان طاقته و حبه قد تبلور وتمركز حول نفسه وذاته واصبح اتجاهه في داخل اطار من حديد لا يستطيع احد النفاذ اليه . كما انه يتصف بالاستغلال والابتزاز لمن يتعامل معه لغرض تحقيق غاياته الخاصة واشباع رغباته فقط ، اما ما يتعرض له الاخرون من ظلم واجحاف فهذا لا يهمه ولا يعيره اي انتباه . تسيطر عليه الغيرة من الاخرين وبما يحققوهوا من نجاح وان كانت لديه سلطة فيستعملها لسحقهم والتخلص منهم بشتى الطرق والاساليب . يعطي النرجسي قيمة لذاته فوق ما تحتمل وذلك بانه يبحث عن الاجداد والاباء ويعطيهم قيمة فوق ما هو قائم ويتبجح بذلك ويحاول ان يقنع الاخرين بما ليس واقعا بهذا الخصوص .
لا يتقبل النرجسي وصفه مريضا ابدا ، ان اشار احد بانه يحتاج للعلاج فانه يثور عليه ويتهمه بابشع الاتهامات ، ويحاول ان يوحي لنفسه بان تذمر الاخرين منه على انهم يغارون منه ويحقدون عليه وان الخطأ صادر منهم وليس منه وما يؤديه من سلوك نحوهم .
ينقص النرجسي الذكاء الانفعالي وليس له شعور بالفرح او الحزن ويتميز بالمزاج المتفاوت والمتضارب ، حتى انه لا يشعر بالعلاقة الجنسية مع زوجته لانه يعتبرها تافه و في اعتقاده بانها لا تعبر عن مشاعر وبالرغم من ذلك قد يقع في ممارسة بعض السلوكيات المنحرفة وذلك بسبب التفاوت في المزاج الذي لديه . هناك من النرجسيين من يندمجون باحلام اليقظة ولا يظهرون حقيقة ما يشعرون به للاخرين فقط يظهرون الغضب عندما يوجه اليهم النقد لانهم يفقدون السيطرة على ذلك ولا يتقبلون اللوم من الاخرين . يكثر النرجسي من استعمال الكذب والتلفيق كي ينال اعجاب الجميع كما ياتي بالتبريرات لسلوكياته التي يقتنع بها ولا يستطيع ان يقنع الاخرين الا نادرا .
يعاني النرجسي من مشاعر نفسية ضعيفة ومهزوة تتعلق في الذات ويكون بعصهم عديمي الثقة بانفسهم وهذا الذي يدفعهم الى ان يبالغوا في الظهور لاقناع الاخرين بان شخصياتهم قوية ، والذي يعزز ذلك سلوك الاخرين او التابعين لهم والذين يكثرون من المديح لهم والاطراء على اعمالهم حتى لو كانت لا قيمة لها تملقا او رغبة في المكاسب وكلما زاد اطرائهم ومديحهم على تلك الشخصية كلما نالوا من مكاسب وهذا الذي يجعلهم يستمرون في هذا الطريق وبالتالي يغذون رغبات تلك الشخصية بحيث تصبح متجبرة قاسية ظالمة لمن لم يحذو حذو هؤلاء المتملقين . كما ان النرجسي يرغب في معرفة اراء الاخرين نحوه والويل لمن يعطي رأيا سلبيا عنه لانه يغضب ويثور لتلك الحقيقة ولا يقبلها نهائيا ولكنه يتبع اساليب المراوغة في الانتقام بحيث يتخذ طرقا معينة ليقتص من الذي وجه له الانتقاد آجلا ام عاجلا ، هناك من يدعي بانه يتقبل النقد ويرغب في معرفة اراء الاخرين عنه والحقيقة انه يريد فقط المديح والاطراء .
يتخذ الشخص النرجسي نوعا من السلوك الخادع المتكلف والمتصنع ويمشي رافعا راسه الى الاعلى ونافخا صدره ليظهر الهيبة والعظمة المخالفة لما في داخله من خنوع وضعة ، ويهتم بجلب الانتباه ونظرات الاخرين له وكلما نظروا اليه واهتموا به كلما عززوا تلك الشخصية . يركز النرجسي على افعاله واعماله ويجعل من الحبة قبة كما يقول المثل وبالعكس ينظر الى ابداع الاخرين نظرة حسد وانفعال وتحقير واستهزاء . لا يهتم بمشاعر الاخرين مهما كان نوعها وانما اهتمامه منصبا على ذاته وعلى ما يشعر به .
ومما يجدر ذكره هنا أن هناك نقاط تقاطع بين النرجسي والمتكبر، ولكن المتكبر ينتقص من شأن الآخرين بشكل معلن بسبب شعوره بعدم الأمان وعدم الثقة في نفسه. في حين أن النرجسي لا يملك القدرة على المواجهة الصريحة ولكنه يلجأ إلى إطلاق الشائعات والنميمة للتعويض عن ضعفه في المواجهة. وبسبب تركيز النرجسي على ذاته فإنه يحرم نفسه من التعرف على الحياة بما فيها من شخصيات أخرى وجوانب جمالية متعددة. وهذا الانكفاء يجعله حبيس أفكار ثابتة وانطباعات سلبية ضد ما هو خارج ذاته؛ ولهذا لا يتوقع من النرجسي أن يطوّر قدراته ونظرته للحياة مهما طال به الزمن.
لا يقصد من العرض السابق للنرجسي بانه غير منتج او مبدع لان هناك من يكون مؤهلا علميا ومنتجا بارعا ومتميزا بعلاقاته مع الاخرين بشرط الذين يشبعون رغباته ويتحملون غضبه وثورته وتمركزه حول الذات ، والبعض الاخر يتضجرون منه بسبب غضبه وردود فعله التي تجعلهم يبتعدون عنه ويبتعد عنهم ويذمهم .
· كيف يتم تشخيص الشخصية النرجسية ؟.
يتم التشخيص بواسطة اجراء اختبارات نفسية او ملاحظة سلوك الفرد الذي يؤديه فان كانت تنطبق مع ما ذكرناها سابقا من صفات عندها يطلق على ان تلك الشخصية نرجسية ، يمكن تلخيصها كما ياتي :
1 ـ المبالغة في اظهار العظمة وسيطرة الخيال الذي يتعلق بهذه العظمة .
2 ـ تبدو عليه مؤشرات الغطرسة والتعالي على الاخرين بشكل واضح .
3 ـ المبالغة في وصف اعماله وانتاجه اما اعمال الاخرين وانتاجهم فلا اهمية له بنظره واكثر الاحيان يستهزا بها .
4 ـ يطرب للمدح والاطراء ويندفع للحصول عليه بشتى الاساليب والطرق .
5 ـ لا يتقبل الانتقاد ويغضب ويسلك سلوكا عدوانيا مع من ينتقده .
6 ـ يشعر بان الاخرين يحسدونه لاعتقاده بانه يمتلك ما لايمتلكونه .
7 ـ كثيرا ما يصاب النرجسي بالقلق والاكتئاب والهوس والسايكوباثية والانحراف وتعاطي المخدرات .
8 ـ عواطفه باردة ولا يهمه ما يحدث للاخرين .
9 ـ يتمنى زوال نعم الاخرين وذلك نتيجة لحسده اليهم .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اسقاط نظريات فرويد على الشأن السياسي السوداني (Re: sadig mirghani)
|
عمان - يرى الباحثان د.موفق محادين ود.حنان هلسة أن شخصية الطاغية المتشبث بالسلطة تجمع ما بين ثلاثة أمراض هي: النرجسية والميكافيللية والسيكوباثية.
ويؤكد الباحثان أنّ الناس من فرط كسلهم وخوفهم، ظلوا يفوضون أمورهم إلى وكيل ما في كل مرة أو إلى سلطة إكراه تتبادل مع ضحاياها عدم الاكتراث بالكرامة.
وتقول هلسة إن الدراسات أظهرت أن القادة الذين تسببوا بحدوث الحروب والمآسي لشعوبهم أو ارتكبوا جرائم الإبادة الجماعية ضد شعوب بلدانهم أو شعوب البلدان الأخرى، كانوا يعانون من خلل واضطرابات في شخصيتهم.
وتؤكد هلسة أنّ تلك الدراسات بيّنت وجود أنماط شخصية معيّنة لدى هؤلاء القادة الذين يميلون إلى السلوك الاستبدادي.
وتستشهد هلسة وفي هذا السياق بما عاينه كوالسكي حين أكد على وجود ثلاثة أنواع من الشخصيات التي جلبت انتباه الباحثين لإخضاعها للتجربة وهي: النرجسية والميكافيللية والسيكوباثية.
وتبيّن أنه ورغم الاختلاف في منشأ تلك الأنواع التي يطلق عليها الثالوث المظلم، فإنّ شخصياتها تتصف بخاصية الحقد الاجتماعي مع نزعات سلوكية نحو الارتقاء بالذات، والبرود العاطفي، الازدواجية، والعدوانية.
وتقول هلسة التطورات الأخيرة برهنت للمقاييس "غير الإكلينيكية" على وجود علاقة مترابطة بين الميكافيللية والسيكوباثية، والنرجسية بالسيكوباثية، والميكافيللية بالنرجسية.
وتعرض هلسة لأنماط الشخصية الثلاثة، مشيرة الى أن صاحب الشخصية النرجسية هو من يكون لديه شعور مفرط بحب الذات والإعجاب الشديد بنفسه وبمواهبه وقدراته، ويتصور بأنه هو الأفضل في كل شيء وهو المبدع والمبتكر والفنان ويتوقع من الناس تقديره وكَيل الثناء والمدح له وإبداء الإعجاب بشخصيته وفق ما يتصوره هو عن نفسه.
وتضيف أن صاحب الشخصية الميكافيللية هو ذلك الشخص الذي له مواصفات تلك الشخصية التي حدد سماتها الإيطالي نيكولا ميكافيللي في كتاب "الأمير"، مبينة أنها الشخص الفرد الميكافيللي يحاول تحقيق أهدافه بكل الوسائل وشعاره هو "الغاية تبرر الوسيلة" أي أن الشخص الميكافيللي يهمه الوصول الى الغاية أو الهدف الذي يريده مهما بلغ الثمن.
وتبين هلسة أن الشخصية السيكوباثية وهي شخصية الفرد الذي لا يراعي النظام والقوانين، ولا تهمه المصلحة العامة ويتمتع في الخروج على كل العادات والتقاليد والقوانين المرعية. ومثل هذا الشخص لا يهمه إلاّ نفسه وإشباع أهوائه ورغباته.
وتعد هلسة أن القادة الدكتاتوريين في العالم الثالث، يتميزون بوجود صفات تلك الشخصيات رغم اختلاف الثقافات والبيئة الاجتماعية لبلدانهم لافتة إلى عدم اكتفاء هذه الشخصيات بالسيطرة على مواقع السلطة المدنية والعسكرية والحزبية ومسك زمام كل الأمور والشؤون والقضايا، مشيرة إلى سعيهم إلى التحكم في سن القوانين والتشريعات التي غالباً ما كانت تأتي وفقا لأهوائهم ونزواتهم.
وتتوقف هلسة عند رومل مشيرة إلى أنه يرى بأنه ليست مصادفة أن نرى عمليات الإبادة الجماعية والحروب في القرن العشرين، قد حدثت في الدول غير الديمقراطية. وإن أحد أهم مميزات الدول التي ارتكبت فيها الإبادة الجماعية هي وجود قادة لأنظمة وحكومات دكتاتورية.
وتؤكد هلسة أن هناك ثقافة بحسب ستاوب غالباً ما يكون لها تاريخ من الخضوع للدولة والحكام الدكتاتوريين فضلاً عن ضعف روح التسامح مع التنوع الثقافي مبينة أن القادة الدكتاتوريين لعبوا دورا كبيرا في تحريكها نحو العنف الجماعي وغالبا ما يتم ذلك بهدف تقوية السلطة وتمركزها وإنهاء المعارضة وتمتين الاقتصاد لمصالح ذاتية وخلق بنية تحتية وأيديولوجية هدّامة.
ومن جهته يستذكر الباحث موفق محادين التصريح المقتضب لصاحب أغرب وجه في التاريخ، ونستون تشرشل قال وهو يتمعن في صورة الثلاثة الكبار على ضفاف يالطا أيا كانت جرائمنا يقصد الإنجليز – فلن يقود أحدنا إنجليزيا واحدا من قبره. وسأكون محظوظا إذا ما تذكرني أحد بسبب سيجاري الطويل.
ويضيف محادين كان على صاحب الرأس المستدير، تشرشل، أن يقول شيئا عن طريق الحرير والأفاعي والسحرة، وخلق الله الذين حكمهم على امتداد الطريق من بومباي الى حيفا، وأعد لهم نشيدهم الوطني وياقات جنرالاتهم وهوياتهم القاتلة، التي لا تكف عن الضجيج والعراك من أجل ما تبقى لهم تحت النوافذ، ولا تريد أن تصدق أن رجلا واحدا خلف البحار جبلهم على هذا النحو المزري على ظهر السفينة فكتوريا.
ويلفت محادين إلى أن المهم هو تحويل البشر الى كائنات خائفة مخصية مهانة دوما لا تحتمل أكثر من ديك واحد، مؤكدا أنّ كلّ من يحتج عليه يصبح مارقا ولا يتورع عن استخدام أحط الأساليب لإدامة سطوته.
ويقول إنّ رحيله عن السلطة هو موته، وليس بلا معنى أنْ يحفل الأدب والتراث بروايات وموروثات تقدم الطاغية كدراكولا، مصاص دماء حقيقي يعيش على ضحاياه المعارضين.
ويضيف محادين أنه وبالرغم من استمرار السطوة المذلة لبطركية العصور الطبقية حتى عصرنا الرأسمالي الراهن إلا أن الإنسان ظل يكافح من أجل خلاصه وإطلاق الروح المتمردة فيه، تارة بالقتال اليائس حتى الموت، وطورا بالهروب إلى التصعيد أو الحيلة أو السخرية من أرستو فانس إلى رابلييه إلى هايني وموليير في طرطوف (ضد الجزويت وضد الأصل نفسه).
| |
|
|
|
|
|
|
|